
نظرة على فيلم Conclave..يسلط الضوء على انتخاب بابا الفاتيكان
(CNN)-- بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل/ نيسان، ومراسم جنازته المرتقبة صباح الـ 26 من الشهر الجاري؛ تتجه الأنظار إلى عملية انتخاب خليفة له، وسبق أن سلط فيلم Conclave في عام 2024 الضوء على هذه العملية، وإليكم نظرة على هذا الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس.
فيلم Conclave أو "المجمع البابوي"، من إخراج إدوارد بيرغر، وبطولة نجوم كبار مثل رالف فاينز، وستانلي توتشي، وإيزابيلا روسيليني، وجون ليثغو، ويُجسّد مزيجًا ساحرًا من الغموض، والطقوس، والتقاليد، والأهم من ذلك كله، سياسة عملية اختيار البابا.
وحظي الفيلم باهتمام كبير من النقاد، وهو مُقتبس عن رواية الإثارة الصادرة عام 2016 للروائي البريطاني روبرت هاريس، والتي يلخصها كاتبها بأنها قصة عن "قوة الله وطموح البشر"، وتتخيل كيف سيكون المجمع البابوي القادم.
وتتمحور أحداث الفيلم حول التوتر القائم بين كبار الشخصيات في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، بين متطلبات إيمانهم ورغبتهم في الوصول إلى مناصب عليا. ويصور النقاشات الخافتة في أروقة الفاتيكان، والمناورات السياسية الخفية التي تجري خلف الكواليس في عملية يُرجح فيها استبعاد أي شخص يُنظر إليه على أنه يروج للمنصب.
ويحاول الفيلم تسليط الضوء على الصراع حول جوهر الكنيسة، والذي يدور خلال الانتخابات البابوية، بما في ذلك التوترات بين التقدميين والتقليديين، ودور المرأة أو غيابه.
وبالنسبة للمتابعين، فإن السؤال الأهم في الاجتماع الواقعي القادم، هو ما إذا كان الكرادلة سيختارون بابا يُحافظ على نهج البابا فرانسيس الأكثر انفتاحًا؟، أم أن القوى المُعارضة لبابويته ستكون قادرة على تغيير الأمور في اتجاه مُغاير؟ أما فيما يتعلق بالكرادلة، فيكمن التحدي في إيجاد مُرشّح يتمتع بجاذبية واسعة ومصداقية شخصية كافية لاختياره لهذا المنصب.
وكشف ستيفن ب. ميليز، مدير مركز "برناردين" في الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي، وهي كلية لاهوتية في شيكاغو، أن: "تصوير الفيلم للعملية مُثبت بتقارير من الكرادلة تفيد بأن المجامع تُمثل تمرينًا في بناء تحالفات دقيقة أثناء تقييمهم لمستقبل الكنيسة".
وقال ميليز في تصريحٍ سابق لشبكة CNN، إن "المجامع حدث سياسي بأسمى معاني السياسة.. إنه تفكير مُتأنٍ، بل وصلاة، في مستقبل المجتمع".
ولتجنب الضغوط الخارجية ولضمان حرية الكرادلة في اختيار من يرونه الأنسب للمنصب، تُعقد اجتماعات الكرادلة في سرية تامة، حيث يُعزل المشاركون عن العالم، ويُمنعون من التحدث إلى أي شخص خارج نطاق هذه العملية التي قد تستغرق عدة أيام، بما في ذلك قراءة التقارير الإعلامية أو تلقي الرسائل.
ويُسمح فقط للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا بالتصويت. ويُدلون بأصواتهم في كنيسة "سيستين"، أمام المنظر المهيب للوحة "يوم القيامة" لمايكل أنجلو، ويكتبون اختياراتهم على أوراق اقتراع تُحرق بعد فرزها.
وتستمر جولات التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين. يُبلّغ الحشد المنتظر في الخارج بانتخاب بابا عندما تتصاعد دخان أبيض من المدخنة فوق كنيسة "سيستين".
ويسعى فيلم Conclave جاهدًا لأن يكون واقعيًا قدر الإمكان. وساعد هاريس في روايته الكاردينال الإنجليزي الراحل كورماك مورفي أوكونور، والذي شارك في اجتماعات عامي 2005 و2013، بينما حظي كاتب السيناريو، بيتر ستراوغان، وصانعو الفيلم بجولة خاصة في كنيسة "سيستين".
ويُظهر الفيلم تفاصيل كثيرة بدقة؛ نرى الكرادلة وهم يدفعون حقائبهم الليلية عند بدء العملية، ومشاهد لهم وهم يدخنون قبل ذلك. وإقامتهم في غرف دار الضيافة المخصصة لهم خلال الاجتماعات، مع وجبات طعام جماعية، وحافلات تنقلهم ذهابًا وإيابًا بين جلسات التصويت.
كما يُظهر لنا إغلاق غرفة البابا الراحل وتدمير خاتمه، واليمين التي أقسمها الكرادلة قبل التصويت، واستخدام المواد الكيميائية لضمان خروج اللون الصحيح للدخان من المدخنة للإشارة إلى النتيجة (الأسود لعدم وجود قرار والأبيض للدلالة على اختيار البابا)، وتفتيش كنيسة "سيستين" بحثًا عن أجهزة تنصت.
ومع ذلك، هناك أخطاء في تفاصيل الفيلم، مثل تفاصيل كيفية ترتيب الطاولات في كنيسة الكنيسة، وطريقة مخاطبة الكرادلة لبعضهم البعض. لكن الجزء الأقل تصديقًا في الفيلم هو نهايته غير المتوقعة.
واعتبر توم ريس، وهو قس يسوعي ومعلق كنسي مقيم بواشنطن في تصريح لشبكة CNN حول الفيلم، أن "قيم التمثيل والإنتاج رائعة، لكن التقلبات في الحبكة كانت غريبة وغير معقولة".
ومع ذلك، بالنسبة لميليز: "لا يتمحور الفيلم حول التقلبات النهائية في الحبكة، أو حتى حول عمليات اختيار البابا"، بل يراه كقصة عن: "كاردينال يحاول استعادة إيمانه، ثم يجده مرة أخرى" في إشارة إلى شخصية "عميد مجمع الكرادلة:الكاردينال لورانس"في الفيلم, والذي يلعب دوره الممثل رالف فاينز، وهو ما يصفه بأنه "أمر جميل أن نشاهده".
و فاز فيلم Conclave، بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس، وجائزة غولدن غلوب لأفضل سيناريو، و3 جوائز بافتا من الأكاديمية البريطانية للأفلام ؛ "أفضل فيلم بريطاني، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مونتاج".
"كاميرلينغو".. من الكاردينال الذي يدير الفاتيكان الآن بعد وفاة البابا؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ ساعة واحدة
- CNN عربية
شاهد نجمة اليوتيوب "المعلمة راشيل" تغني مع طفلة مبتورة القدمين من غزة
التقت نجمة اليوتيوب ومعلمة الأطفال، راشيل أكورسو المعروفة باسم "المعلمة راشيل"، التي حققت أغنيتها "أغاني للصغار" مليارات المشاهدات، بطفلة من غزة، تبلغ من العمر ثلاث سنوات، مبتورة القدمين، وغنت معها إحدى أغانيها الشهيرة. أكورسو، التي يتابعها الملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي، كانت صريحة في آرائها حول معاناة أطفال غزة من أزمة إنسانية، وتقول إنها تلقت الدعم والتنمر بسبب منشوراتها. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، مينا دورسون من نيويورك. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل أطفال غزة


CNN عربية
منذ 6 ساعات
- CNN عربية
حقيقة الفيديو المنسوب لضربات حوثية على مطار بن غوريون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات مقطع فيديو منسوب إلى هجوم حوثي على مطار بن غوريون في إسرائيل. حصد الفيديو ملايين المشاهدات في منصة إكس وحدها، مصحوبًا بوصف مٌضلل يقول: "الحوثي يدمر مطار بن غوريون بعد تدمير حاملة الطائرات هاري ترومان". ويظهر الفيديو المتداول مشاهد مزعومة لطائرات ركاب إسرائيلية مشتعلة ومُحطمة على مدرج المطار. عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو وجد أنه مُنتج عن طريق تقنيات التزييف العميق، ولا يرتبط بضربات حوثية على مطار بن غوريون. وأظهرت نتائج أدوات معنية بفحص مواد التزييف العميق أن عناصر الفيديو كنت مُنتجة عبر مدخلات زائفة. إلى جانب حقيقة عدم تعرض المطار لأضرار مادية. ولا تزال الحركة مستمرة عبره، بحسب مواقع رصد الملاحة الجوية. وتزامن تداول الفيديو مع إعلان جماعة الحوثي في اليمن، الجمعة، استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي للمرة الثانية في غضون أسبوع. فيديو متداول لـ"انفجار طائرات في مطار صنعاء" جراء غارات إسرائيل.. هذه حقيقته وسقط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون للمرة الأولى في الرابع من مايو/أيار الحالي. وبعد يوم من الحادثة، قصفت طائرات إسرائيلية أهدافًا حوثية في ذلك الوقت. ويربط الحوثيون هجماتهم بالحرب في غزة، وواصلوا إطلاق الصواريخ بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة المُبرم بين الجانبين بوساطة عُمانية.


CNN عربية
منذ 11 ساعات
- CNN عربية
جنى السكافي.. طفلة فلسطينية في مهمة شاقة لإطعام عائلتها وسط جوع غزة
نتطرق في هذا التقرير لقصة طفلة فلسطينية من قطاع غزة تبلغ من العمر 12 عامًا، تدعى جنى السكافي، وعائلتها، ولكنها أيضًا قصة تتشابه مع قصص الكثيرين غيرهم الذين يعيشون معاناة كبيرة في بحث لا ينتهي عن الماء والطعام في القطاع المحاصر في ظل الحرب الطاحنة. المزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة شبكة CNN، عبير سلمان من القدس. قراءة المزيد أمريكا إسرائيل الجيش الإسرائيلي حماس غزة