logo
اليمن.. اختناق لوجستي وتمويلي يحاصر الحوثيين

اليمن.. اختناق لوجستي وتمويلي يحاصر الحوثيين

اليمن الآن٢٣-٠٤-٢٠٢٥

إرم نيوز
يذهب خبراء إلى أن استهداف الولايات المتحدة منصّة "رأس عيسى" النفطية، يضع ميليشيات الحوثيين أمام اختناق لوجستي وتمويلي حاد، قد يؤدي إلى تآكل تدريجي في قبضتهم على بعض المناطق، وخلق اضطرابات داخلية بين أجنحتهم المختلفة، بسبب تضارب المصالح وتناقص الموارد.
وفي وقت لا تزال فيه الأعطال تلاحق مركبات اليمنيين جراء انتشار الوقود المغشوش، يخيّم شبح الأزمة النفطية على مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين، بعد أن قضت واشنطن بضرباتها العنيفة، على منصة استيراد منتجات البترول والغاز الوحيدة، غربي البلاد.
ويأتي تعطيل منشأة "رأس عيسى" النفطية الخميس الماضي، بعد أسبوعين من بدء الولايات المتحدة حظر وصول سفن المشتقات النفطية وتفريغها في موانئ الحديدة، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين، باعتبار الوقود أحد مصادر دعم عمليات الميليشيا العسكرية، وتمويل "جهودهم الإرهابية"، طبقا لبيان القيادة المركزية الأمريكية.
وعلى الرغم من محاولات حكومة "الحوثيين"، غير المعترف بها دوليا، طمأنة السكان بـ"استقرار الوضع التمويني للوقود"، وتأكيدات "شركة النفط" الخاضعة لسيطرة الميليشيا، بأنها اتخذت "الإجراءات والاحتياطات اللازمة لأي طارئ"، تشير مؤسسة "موانئ البحر الأحمر"، إلى تعرّض "أحد أعمدة تأمين الوقود الرئيسية للشعب اليمني، لأضرار جسيمة تعيق خدماته".
وتواجه المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين، الأكثر كثافة سكانية، صعوبات بالغة في الحصول على المنتجات النفطية المرتبطة بشكل وثيق بالحياة المعيشية، في ظل خروج منصة الاستيراد الوحيدة المتبقية عن الخدمة، واستمرار الحظر الأمريكي، والتراجع الكبير في قدرات استيعاب الوقود المستورد، بعد الدمار الواسع الذي أحدثته الهجمات الإسرائيلية العام الماضي في معظم الحاضنات النفطية بموانئ الحديدة، وامتدادها إلى خزانات المحطات الكهربائية بالحديدة والعاصمة صنعاء.
تهديد مباشر
ويعتقد محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الحوثيين" مقبلون على مواجهة "أخطر الأزمات التي لن تكون عابرة أو قصيرة الأمد، بل مرشحة لأن تحدث شللا واسعا على المستويين المعيشي والعسكري".
وأشار إلى تأثيرات متعلقة بحياة المدنيين في مناطق ميليشيا الحوثيين، من الناحية المعيشية والخدمية، نظرا لارتباط الوقود بشكل مباشر بوسائل النقل وخدمات الكهرباء والاتصالات ومضخات المياه وعمل المستشفيات وغيرها، "وهذا ما يجعل انعدامها تهديدا مباشرا لحياة الناس، في ظل انعدام البدائل الفاعلة، وغياب قدرة الدولة المركزية على معالجتها".
وقال المجاهد، إن شحّ الوقود سيؤدي إلى "انكماش النشاط التجاري والزراعي وتضخّم الأسعار، ما سيفاقم من عمق الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن، ومن ثم يضاعف احتمالات السخط الشعبي، خاصة في المناطق التي تبدي تململا متزايدا من سلطة ميليشيا الحوثيين، ومع ذلك لابد من تحركات موازية، تمنع انهيار حياة المدنيين بشكل كامل، لتفادي وقوع كارثة إنسانية".
اختناق لوجستي
وفيما يتعلق بالجانبين العسكري والأمني، أكد أن "الحوثيين" "يعتمدون بشكل كبير على الإمدادات النفطية الإيرانية والعراقية التي تدخل على شكل مشتقات، ثم يتم بيعها في السوق المحلية، لتتحول إلى أموال تموّل الميليشيا وعملياتها العسكرية، وتغذّي شبكات النفوذ، ولا شك أن لديهم مخزونا من الوقود، لكن هذا المخزون سيوجه نحو الأنشطة العسكرية ولن يستفيد منه المواطن".
وذكر أن استهداف منصّة "رأس عيسى"، يضع الميليشيا أمام اختناق لوجستي وتمويلي حاد، قد يؤدي إلى تآكل تدريجي في قبضتهم على بعض المناطق، وخلق اضطرابات داخلية بين أجنحتهم المختلفة، بسبب تضارب المصالح وتناقص الموارد.
وبحسب المجاهد، فإن الأزمة اليمنية حاليا في منعطف حساس، "واستمرار الضغوط على هذه الوتيرة، قد يشكّل ورقة استراتيجية قوية وحاسمة لإضعاف الحوثيين، ويجبرهم على البحث عن بدائل باهظة الثمن، أو الدخول في صفقات سياسية اضطرارية مع الحكومة الشرعية، التي تسيطر على آبار النفط ومرافئ الاستيراد المفتوحة، وهو ما يفتح الباب لتحولات أوسع في المشهد اليمني سياسيا وعسكريا".
بوادر ظاهرة
وبدأت بوادر الأزمة في الظهور مع انخفاض حجم المعروض من غاز الطهو المسال، وتراجع معدلات توزيعه في مناطق ميليشيا الحوثي، وسط تزايد الطلب وحاجة السكان اليومية إلى ما يتخطى 20 ألف طن يوميا.
وذكرت تقارير محلية، أن "الحوثيين" أصدروا خلال الأيام الماضية، تعليمات داخلية لمحطات تموين الوقود، بخفض الحصص اليومية المباعة للسكان، وتخصيص جزء منها للأنشطة العسكرية.
وفي محاولة لإبطاء تداعيات الحظر الأمريكي، استبق "الحوثيون" سريان القرار، باستيراد كميات كبيرة من الوقود الشهر الماضي، غير أن معظمها تسبب في أعطال فادحة لآلاف السيارات ومولدات الطاقة الخاصة بالمواطنين، ما أدى إلى خلق حالة من السخط الشعبي، نتيجة غياب الرقابة والفحص، والسماح بدخول وقود مغشوش غير مطابق للمواصفات
خيار وحيد
بدوره، أشار المدير العام لشركة النفط اليمنية في محافظة الحديدة، المهندس أنور العامري، إلى أن الحكومة اليمنية أكدت مرارا جاهزيتها لتأمين احتياجات المواطنين في مختلف مناطق البلاد، من الوقود والغاز، بما فيها الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين.
وقال العامري، المعيّن من الحكومة الشرعية في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن امدادات الوقود للمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا كانت تصلها من المناطق الحكومية إلى ما قبل استئناف النشاط الملاحي في ميناء الحديدة، بموجب اتفاقية الهدنة الأممية في العام 2022.
وذكر أن الجهات الحكومية هي المخولة والمؤهلة لتوفير الوقود، ولديها كامل القدرات الاستيعابية، سواء كان منتجا محليا أم مستوردا، ويمكن من خلالها توزيع المشتقات النفطية كحصص محكومة بالأسعار العالمية، ونقلها برّا إلى مختلف الأراضي اليمنية.
وأكد أن أي حلول أخرى لتجنب الإضرار بالسكان في مناطق ميليشيا الحوثيين، ستكون غير ممكنة في ظل خضوع موانئ الحديدة وشركة النفط اليمنية في تلك المناطق لسلطة الميليشيا.
وشدد العامري على أهمية إيقاف النشاط الملاحي في موانئ الحديدة، وحصر النشاط على المرافئ الواقعة ضمن نفوذ الحكومية الشرعية، لضمان فرض حصار اقتصادي فعال ضد ميليشيا الحوثيين، والحدّ من وصول شحنات الأسلحة المهرّبة عبر المنافذ البحرية واستخدامها كغطاء لأنشطتهم العسكرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإصلاح ينفي تصريحات منسوبة للعديني ويؤكد اختراق حسابه على 'إكس'
الإصلاح ينفي تصريحات منسوبة للعديني ويؤكد اختراق حسابه على 'إكس'

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

الإصلاح ينفي تصريحات منسوبة للعديني ويؤكد اختراق حسابه على 'إكس'

نفى مصدر في دائرة الإعلام والثقافة بالتجمع اليمني للإصلاح، صحة التصريحات المنسوبة إلى الناطق باسم الإصلاح، نائب رئيس الدائرة عدنان العديني. وأكد المصدر لـ'الإصلاح نت' أن صفحة الناطق باسم الإصلاح على منصة 'إكس' تعرضت للاختراق ونشر تصريحات لا علاقة للعديني بها. وأشار المصدر إلى أن الدائرة الفنية في الحزب باشرت اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة السيطرة على الحساب المخترق، كما تم التواصل مع إدارة منصة 'إكس' للإبلاغ عن الحادثة. لمتابعة صفحة العرش نيوز في منصة x غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط

مأرب تحتفي بذكرى الوحدة اليمنية بحفل جماهيري نظمه مجلس شباب الثورة السلمية
مأرب تحتفي بذكرى الوحدة اليمنية بحفل جماهيري نظمه مجلس شباب الثورة السلمية

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

مأرب تحتفي بذكرى الوحدة اليمنية بحفل جماهيري نظمه مجلس شباب الثورة السلمية

شهدت محافظة مأرب، اليوم الأربعاء، حفلاً جماهيريا وفنياً واسعاً نظمه مجلس شباب الثورة السلمية إحياءً للذكرى الوطنية الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990. وشهد الحفل حضوراً شعبياً لافتاً من مختلف فئات المجتمع، وتخللته فقرات فنية متنوعة وقصائد شعرية عبّرت عن عظمة المناسبة، ومكانة الوحدة في وجدان الشعب اليمني، إلى جانب فقرات غنائية وطنية جسّدت ارتباط اليمنيين بوطنهم الكبير وهويتهم الجامعة. وفي كلمة ألقاها رئيس مجلس شباب الثورة السلمية بمأرب، الدكتور محمد بن سعيد بن غريب، أكد فيها أن ذكرى الثاني والعشرين من مايو تمثل محطة مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، ومجداً لا يليق إلا بالكبار الذين آمنوا بوطن واحد وراية واحدة. وأوضح أن الوحدة اليمنية ليست تفصيلاً سياسياً عابراً بل منجزاً وطنياً سيادياً جاء ثمرةً لتضحيات طويلة من أبناء الشعب في الشمال والجنوب، مشددًا على أن ما اعترى التجربة الوحدوية من اختلالات لا يمس جوهر الوحدة، بل يستدعي تصحيح المسار لا هدم المشروع. كما حذّر الدكتور بن غريب من مشروعين تدميريين يهددان اليمن: مشروع الإمامة العنصري، ومشروع المناطقية الضيق، اللذين وصفهما بأنهما يلتقيان في هدف واحد هو تمزيق اليمن ونهب إرادة شعبه. ودعا في كلمته مجلس القيادة الرئاسي إلى تحمّل مسؤولياته في استعادة الدولة وتثبيت مؤسساتها وتطبيع الحياة، مؤكداً أن وحدة اليمن ستظل عنواناً للكرامة الوطنية، ولن تمر المؤامرات ما دام في هذا الوطن رجال أحرار وشرفاء. واختُتم الحفل بتأكيد الحاضرين على التمسك بالوحدة اليمنية كخيار وطني لا رجعة عنه، ورفض كل دعوات التمزيق والتفكيك. مجلس شباب الثورة السلمية – مأرب لمتابعة صفحة العرش نيوز في منصة x غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط

تكريم مشروع 'مسام' من قبل المؤتمر الشعبي العام بمأرب تقديرًا لجهوده في نزع الألغام
تكريم مشروع 'مسام' من قبل المؤتمر الشعبي العام بمأرب تقديرًا لجهوده في نزع الألغام

اليمن الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • اليمن الآن

تكريم مشروع 'مسام' من قبل المؤتمر الشعبي العام بمأرب تقديرًا لجهوده في نزع الألغام

كرّم فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، اليوم، المشروع السعودي لنزع الألغام 'مسام'، مشيدًا بجهوده الإنسانية المبذولة في مجال نزع الألغام ودوره في إنقاذ حياة المدنيين من خطرها. وسلّم نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، الأستاذ سعود اليوسفي، درع الوفاء إلى مساعد مدير مشروع 'مسام' خالد العتيبي، بحضور مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد الركن أمين العقيلي. وخلال الفعالية، اعتبر العميد العقيلي أن هذا التكريم يأتي في سياق الاعتراف بالدور الريادي الذي لعبه المشروع السعودي على مدى سبع سنوات متواصلة، مبينًا أن مشروع مسام نجح خلال فترة عمله في اليمن في نزع أكثر من 500 ألف لغم وعبوة وذخيرة غير منفجرة من مختلف المحافظات. وأكد العقيلي أن مشروع 'مسام' هو الجهة الوحيدة التي واصلت العمل في هذا المجال، رغم توقف دعم أكثر من 60 منظمة دولية ممولة لبرامج نزع الألغام. من جانبه، عبّر نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام سعود اليوسفي عن شكره للمشروع السعودي على جهوده الإنسانية الفريدة على مستوى المنطقة والعالم، وقال: 'بدون مشروع مسام، كان الجحيم سيُلازم مئات من العائلات اليمنية، لكنه شكّل مشروع حياة خفف من آلام الناس رغم التحديات والمخاطر'. مشيدًا بالدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب اليمني، معتبرًا دعمها لجهود نزع الألغام مثالًا حيًا على التزامها الأخوي تجاه اليمن حكومةً وشعبًا. بدوره، ثمّن مساعد مدير عام مشروع مسام خالد العتيبي هذا التكريم، وأكد أن ما يقوم به مشروع 'مسام' في اليمن هو واجب إنساني وأخوي، مشيرًا إلى أن فرق المشروع العاملة في الميدان تمكّنت حتى اليوم من تطهير نحو 66 مليون متر مربع من الأراضي الملوثة بالألغام. وفي ختام التكريم، استعرض نائب مدير عام مشروع مسام السيد 'رتيف هورن' معرض صور يخلّد تضحيات الشهداء من العاملين في المشروع والبرنامج الوطني، الذين فقدوا أرواحهم خلال عمليات نزع الألغام. وقال هورن إن الفرق واجهت ظروفًا استثنائية، بما في ذلك العمل وسط صراعات نشطة وزرع تمويهي متطور، ما جعل من مهماتهم تحديًا إنسانيًا حقيقيًا. تابع قناة العرش نيوز في تلجرام: غرِّد شارك انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة) LinkedIn النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X معجب بهذه: إعجاب تحميل... مرتبط

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store