
رسائل من غزة '2'
بدر علي قمبر
في كل يومٍ نتنفس فيه الخير، تدور خواطرنا حول بعض السطور والمشاعر التي لا تنفكّ عن أذهاننا كلما نُعايش مجمل الظروف التي يعيشها المسلمون في أنحاء الأرض، وبخاصة تلك الظروف الصعبة المُزرية التي لا تليق بكرامة الإنسان ومكانته وصونه في الشريعة الإسلامية.
أحوال أهلينا في غزة مازالت هي المسيطرة على تفكيرنا، وبخاصة لأولئك الذين فهموا حقيقة وجودهم على هذه الأرض، وفهموا مقاصد العيش ومعاني خلافة الله تعالى في الأرض. فليس كل تفكيرٍ يتعلّق بهم، وليس كل شعورٍ يُصبّ في صالحهم، فهناك البعض مازال يفكر في منحًى آخر، منحى (النفوس المريضة) التي تفكر في المشاعر السلبية، وإثارة الشكوك في مناحي الحياة.
غزة اليوم مازالت تعطينا دروساً في الأمل، وفي تنفّس العطاء، وفي استنشاق أجواء الآخرة. لمَ لا، وهم مازالوا صامدين على أرضهم، يذودون عن حياض الإسلام والمسلمين، يدافعون عن كرامتهم وعن أرضهم المباركة التي ذكرها المولى الجليل في القرآن الكريم. فهي رسالة عزة وصمود، لكل مسلمٍ لم يستطع حتى هذه اللحظة أن يعرف لغزة مكانتها في نفسه، أو أن يعيد التفكير في قضية «فلسطين» المنسية، التي أُعيدت إلى الأذهان مرة أخرى، وأُعيد تاريخها المنسي ليكون شعاراً لأبنائنا الصغار حتى ينشؤوا على معاني العزة وحب الإسلام، الذي لولا حبه، لما كنا نستنشق عبير السعادة.
فالسعادة الحقيقية إنما تتمثل في محافظتنا على المعاني السامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف، وأن نتمسك بهويتنا، ونتمسك بالقيم الإسلامية التي نعيش تحت ظلالها، ونعلم أبناءنا على سوانحها السامية. رسالة «العزة» والثبات على مبادئ الإسلام، هو الفخر الحقيقي للمسلم، ويجب عليه أن يعتز بها، لا أن يتجرّد تفكيره منها، ويفصل عيشته عن «مقومات الإسلام وقيمه السامية»، فذلك -لعمري- توجهٌ سلبيٌّ عقيم، قد يردي بصاحبه إلى متاهات الشرود الذهني، والانعكاس عن الثبات على طريق الاستقامة، التي يسلك فيها المسلم طريق الصراط المستقيم، ولا يحيد عن الطاعات التي تقرّبه إلى الخطوة الأولى للفردوس الأعلى.
ولو تأملنا معاني الهداية، نجدها في دعواتنا التي نكررها في الصلاة كل يوم في سورة الفاتحة: «اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ»، وإن زاغ المرء عنها، تذكّر قوله تعالى: (فاستقيموا إليه واستغفروه). وجاء سفيان الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله، ثم استقم».
رسالة ذلك الأب الجريح الصامد الصابر، الذي فقد في لحظة واحدة ستة من أبنائه، وصلى عليهم الجنازة، وقد استُشهدوا وهم في طريقهم (لعمل الخير) في سيارتهم التي كانوا يستقلّونها ليُقدّموا المساعدات لغيرهم، وقد كانوا، ومنذ بداية الحرب، في شعلة من النشاط والعمل الخيري ليُقدّموا وجبات الطعام للأسر في غزة. العظة هنا أن الأبوين، وفي مسير حياتهما، يعانيان الكثير من أجل أن يربّيا أبناءهما، ويزرعا فيهم القيم السامية، ويُضيّقا على أنفسهما من أجل أن يتعلّم أبناؤهما أفضل تعليم، ومن أجل أن يُؤدّوا أمانتهم في هذه الحياة، فيُربّوا الأجيال على معاني الهداية، ويُمهدوا لهم سبل الخير من أجل أن يُساهموا في رفعة ونهضة الأوطان. ولعل النتاج الحقيقي في نهاية المطاف، هو ما كتبه الله تعالى لهم وهم في بطون أمهاتهم.
وقد تأتي لحظة خاطفة، لحظات الفقد المريرة، يحسّ فيها الأبوان أنهما قد أحسنا الزرع، بثمارٍ يانعةٍ عاشوا أثرها في عمرٍ متقدم، وهذا ما يتمناه كل الآباء، وفي المقابل قد يعتري قلبهما الحنون، إحساس الخوف والوجل وعدم الرضا، من علاماتٍ غير مستساغة، ظهرت ملامحها في الأبناء وقد كبروا وكبرت معهم أحلامهم.
من هنا، فإن الدعاء هو الفيصل في كل مقام؛ الدعاء بالخير والهداية لهم. رددوا دائماً أدعية القرآن الكريم للذرية: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً). وقال تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).
رسالة من غزة، أن لا ننساهم ولو للحظة واحدة من «الدعاء»، وأن لا نفتر عن مناصرتهم بما نستطيع، فقد اشتدّ بهم الكرب، وعظم الخطب، وليس لهم سوى المولى الكريم، ودعواتنا الصادقة، بأن يرفع عنهم المولى الكريم ما هم فيه من البلاء والمحنة، وأن يستر عوراتهم، ويؤمّن روعاتهم، وأن يحفظهم بعينه التي لا تنام. نسأل الله تعالى أن يكتب لهم الخير حيثما كان، وأن يعجل بزوال هذه الغمة عنهم، وعن أمتنا الإسلامية جمعاء، وأن يفك الحصار عنهم، وأن ترجع غزة كما كانت آمنة شامخة عزيزة إلى أيديهم، وأن تُعمر بالخير، وتعود الحياة السعيدة إلى جنبات حياتهم، وأن يُعوّضهم الرحمن خيراً عن كل فقد، ويجمعهم بأحبتهم في الفردوس الأعلى.
ومضة أملرسائل الحياة لا تتوقف، وفي كل يوم يرسل لك المولى عز وجل رسالة جديدة، تُعيدك إلى صوابك، وتحذّرك من أعاصير الحياة، وتكشف لك الحقائق المستورة، لتضع حدّاً لبعض المسالك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 7 ساعات
- البلاد البحرينية
رئيس مجلس النواب يشيد بمستوى العلاقات بين البحرين والمغرب
أشاد معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب ، رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية ، بمستوى وعمق العلاقات الأخوية المتميزة بين مملكة البحرين والمملكة المغربية الشقيقة ، وما تشهده من تطور وتقدم، في ظل الرعاية الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، حفظهما الله ورعاهما. وأكد معالي رئيس مجلس النواب عمق العلاقات الثنائية في كافة المسارات، والحرص المشترك على الدفع بها قدماً في مختلف المجالات التنموية لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الشقيقين. جاء ذلك لدى وصول معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، رئيس اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية ، إلى المملكة المغربية الشقيقة ، على رأس وفد من الشعبة البرلمانية المشارك في أعمال النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي البرلماني لمنطقة الاورو متوسطية والخليج لبرلمان البحر الأبيض المتوسط الذي سيعقد خلال الفترة من 23-24 مايو 2025م، في مدينة مراكش بالمملكة المغربية . يذكر أن مملكة البحرين كانت قد تقدمت بطلب كعضو منتسب في برلمان البحر الأبيض المتوسط في 7 يونيو 2023م ، ثم حصلت على العضوية الكاملة في 20 فبراير 2025م ، ويبلغ إجمالي الأعضاء الأصليين والمنتسبين في برلمان البحر الأبيض المتوسط 34 عضواً . هذا ، ويُعد يعد برلمان البحر الأبيض المتوسط من المنظمات البرلمانية المهمة على المستوى الدولي، حيث يوفر منصة حيوية لتبادل الآراء والخبرات بين الدول الأعضاء في المنطقة الأورومتوسطية والخليج ، ويعزز التعاون بين البرلمانات الوطنية في مواجهة التحديات المشتركة ، كما يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي ، كما يهدف برلمان البحر الأبيض المتوسط إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء ، من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها المنطقة الأورومتوسطية ودول الخليج، وخلق مساحة للسلام والرخاء لشعوبها. وتسعى الشعبة البرلمانية لمملكة البحرين في إطار عضويتها الكاملة في برلمان البحر الأبيض المتوسط إلى تعزيز دورها الحيوي في بناء شراكات استراتيجية مع دول هذه المنطقة ، من خلال تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وتوسيع نطاق الدبلوماسية البرلمانية والمساهمة الفاعلة في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك . ويضم وفد الشعبة البرلمانية ، كل من أصحاب السعادة : سعادة النائب محمد موسى رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة ، وسعادة النائب عبدالحكيم الشنو ، وسعادة النائبة حنان فردان ، وسعادة النائبة باسمة مبارك ، وسعادة المهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين الأمين العام لمجلس النواب أمين سر اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية ، وسعادة السيدة كريمة العباسي أمين عام مجلس الشورى.


البلاد البحرينية
منذ 8 ساعات
- البلاد البحرينية
أمينا "الشورى" و"النواب" يشاركان في اجتماع برلمان البحر الأبيض المتوسط بمراكش
شارك سعادة المهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين الأمين العام لمجلس النواب، أمين سر اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية ، وسعادة السيدة كريمة محمد العباسي الأمين العام لمجلس الشورى ، في الاجتماع الرابع للأمناء العامين للبرلمانات الأعضاء والشريكة ببرلمان البحر الأبيض المتوسط الذي انعقد في الفترة من ٢١-٢٢ مايو ٢٠٢٥ بمدينة مراكش المغربية. وفي هذا السياق أكد سعادة المهندس محمد إبراهيم السيسي البوعينين، الأمين العام لمجلس النواب ، أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله تحرص على رفد سياسات الوطن وترسيخ علاقاته الدولية ، وتفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية من خلال التواصل الفعّال ورفع مستوى التفاهم المتبادل مع برلمانات الدول الصديقة والشقيقة ، بما يدعم المصالح المشتركة. وأضاف سعادة الأمين العام لمجلس النواب أن مجلس النواب برئاسة معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب سخر القدرات ، ووظف الإمكانيات ، ووضع الخطط والاستراتيجيات ، لجعل الدبلوماسية البرلمانية أولويةً ثابتة لكل المراحل ، باعتبارها واحدة من أهم أدوات تنفيذ السياسة الوطنية على المستوى الخارجي. ولفت سعادة الأمين العام لمجلس النواب إلى أن الاجتماع الرابع للأمناء العامين للبرلمانات الأعضاء في برلمان البحر الأبيض المتوسط يمثل محطة بارزة في مسار العمل البرلماني المشترك وفرصة ثمينة لتعزيز جسور التعاون المؤسسي وتبادل الرؤى في ظروف إقليمية ودولية بالغة الحساسية ، ومشيراً سعادته إلى أن برلمان البحر الأبيض المتوسط أثبت خلال عقدين من الزمن أنه ليس مجرد منصة للتشاور، بل شريك فاعل في هندسة الاستقرار الإقليمي ، وبناء أطر التعاون متعدد الأطراف وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية كأداة فعالة لمعالجة التحديات المعقدة . ونوه سعادة الأمين العام لمجلس النواب إلى أن التحديات التي تواجه منطقتنا أصبحت أكثر تداخلاً وتعقيدا ، وهو ما يستدعي نمطاً جديداً من التفكير البرلماني المتكامل ، تكون فيه الأمانات العامة ركيزة أساسية في دعم جهود البرلمانات الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وترسيخ السلام ، وتعزيز قيم العدالة والمشاركة . وأردف سعادته أن برلمان مملكة البحرين يؤكد على مركزية الدور الذي تضطلع به الأمانات العامة في تجسير العلاقة بين المباديء البرلمانية ومتطلبات الأداء المؤسسي الحديث ، ويؤيد تماماً إنشاء آلية دورية منتظمة للتشاور والتنسيق بين الأمناء العامين بما يسهم في تعزيز التماسك التشريعي وتوحيد الممارسات ودعم المبادرات البرلمانية ذات الطابع العابر للحدود . من جانبها، أكدت سعادة السيدة كريمة محمد العباسي الأمين العام لمجلس الشورى، أنه تماشياً مع الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ، وانسجاماً مع الخطط الحكومية الرائدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، تسعى مملكة البحرين إلى مد جسور أوسع للدبلوماسية البرلمانية ، وعقد علاقات تشاركية وتكاملية مع المجالس التشريعية الدولية ، بما يستهدف الوصول للغايات المنشودة وتحقيق المصالح والتأثير في مختلف القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك. وأشارت العباسي إلى أن مجلس الشورى وبتوجيهات من معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى أخذ موقعه الرائد في القيام بمساهمات ملموسة ومثمرة في المجال الدبلوماسي ، وإرساء قواعد متينة وتعاون متنامٍ مع البرلمانات الصديقة والشقيقة، وبناء علاقات راسخة تدعم المصلحة العليا للوطن والمواطن. ونوهت العباسي إلى تأييدها لمقترح إنعقاد الاجتماع القادم للأمناء العامين في دولة مونتينيغرو ( الجبل الأسود ) ولموضوع الاجتماع المقترح حول تجربة الذكاء الاصطناعي ، خاصة وأن مجلسي الشورى والنواب في مملكة البحرين لديهما تجربتين ناجحتين في هذا الصدد ، حيث حصل مجلس الشورى على المركز الأول عربياً والـ 13 دولياً من قبل الاتحاد البرلماني الدولي ، وهناك رغبة في عرض تجربة برلمان البحرين الناجحة الذكاء الاصطناعي أمام أعضاء برلمان البحر الأبيض المتوسط . يذكر أن الاجتماع ارتكز في محاوره على أهمية دعم العمل البرلماني المشترك في إطار برلمان البحر الأبيض المتوسط من خلال ثلاث منصات أساسية تتمثل في المساهمة في بلورة الميثاق الأوروبي الجديد من أجل المتوسط، وتعزيز انخراط الدول الأعضاء في مسار إعداد ميثاق الأمم المتحدة من أجل المستقبل، وتقديم رؤى واقتراحات بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس البرلمان بما يكرس تراكمه المؤسساتي ويرفد دوره في ترسيخ السلم والتنمية في منطقتي المتوسط والخليج العربي. كما تم خلال اجتماع الأمناء العامين للبرلمانات الأعضاء ببرلمان البحر الأبيض المتوسط المنعقد في مراكش استعراض مسار البرلمان منذ تأسيسه ، والوقوف على أبرز المبادرات والمقاربات التي تم انتهاجها لدعم وتعزيز جهود المجتمع الدولي من خلال الدبلوماسية البرلمانية بما يضمن السلام المستدام والتعاون المثمر ، وفتح آفاق جديدة وتطوير آليات التنسيق للتصدي الفعال للتحديات المشتركة الراهنة.


البلاد البحرينية
منذ 11 ساعات
- البلاد البحرينية
بلورة رؤى موحدة لإبراز أولويات العمل الحكومي بما يلبّي تطلعات المواطنين
أكد السيد أحمد خالد العريفي الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني، أن قطاع الاتصال يُعد من أهم ركائز تطوير العمل الحكومي، ومحركاً أساسياً لدعم مختلف البرامج والمبادرات الوطنية الرافدة لأهداف المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وأشار الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني إلى أن الكفاءات الوطنية العاملة في قطاع الاتصال تجسّد بعملها الدؤوب وعطائها العزيمة الصادقة لأبناء الوطن، وتعكس طموحاً متجدداً في تقديم محتوى رصين يعكس صورة الوطن بكل ما يحققه من منجزات على الصعيدين المحلي والدولي، وذلك عبر ما تضطلع به من دورٍ هام في تحقيق التميز في مختلف العمليات الاتصالية بما يلبي تطلعات الوطن والمواطن أولاً. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني، اليوم، مدراء الاتصال في الجهات الحكومية، بمناسبة صدور قرار تنظيم خدمات الاتصال المشتركة وقرار نقلهم إلى المركز، حيث أشار إلى أهمية مواصلة تعزيز روح الفريق الواحد بما يضمن توحيد الخطاب الإعلامي الحكومي، وتنسيق الجهود الاتصالية وفق رؤية وطنية شاملة تُبرز إنجازات المملكة ومشاريعها وتطلعاتها، لافتًا إلى مواصلة العمل وفق نهج عملٍ مشترك يرتكز على التكامل والجاهزية والالتزام بالمعايير المهنية، في إطارٍ من الحوكمة الاتصالية التي ترتكز على جودة الأداء والتميّز المنشود. وتابع الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال الوطني، أن تنظيم خدمات الاتصال ضمن إطار موحد مشترك يمثل مرحلة متقدمة في تأسيس نموذج حكومي أكثر تكاملاً وكفاءة، مؤكداً أن ما يشهده قطاع الاتصال اليوم يتماشى مع ما تم إنجازه في قطاعات أخرى كالخدمات المالية والموارد البشرية، من خلال تبني نهج مؤسسي موحد يرتكز على الحوكمة، وتوظيف أفضل الممارسات التي تسهم في تعزيز فعالية الأداء الحكومي وضمان جودة مخرجاته بما يخدم تطلعات التنمية المستدامة. وأوضح العريفي أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيز الجهود على تعزيز الإجراءات المرتبطة بالاتصال الحكومي، ضمن إطار بناء منظومة متكاملة تراعي التوازن بين المركزية في التنظيم والمرونة في التنفيذ، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحقيق أفضل النتائج، وذلك من خلال بلورة رؤى موحدة تُبرز أولويات العمل الحكومي وتواكب تطلعات المواطنين. وفي ختام اللقاء، عبّر السيد العريفي عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها فرق الاتصال في مختلف الوزارات والهيئات الحكومية، مؤكداً التزام المركز بتعزيز مختلف مسارات العمل التي تصب في رفع كفاءة الأداء الاتصالي، وتواكب متطلبات المرحلة المقبلة بما ينسجم مع الرؤى والتطلعات المنشودة.