logo
الحقيقة وراء هجوم ترامب الأخير على زيلينسكي

الحقيقة وراء هجوم ترامب الأخير على زيلينسكي

الغد٠٩-٠٥-٢٠٢٥

سام كيلي* - (الإندبندنت) 2025/4/29
يواصل ترامب تبني الموقف الروسي ضد أوكرانيا، محملاً زيلينسكي المسؤولية ومهدداً بوقف المساعدات، في حين أن انسحابه من مفاوضات السلام المزعومة ودعمه العسكري لأوكرانيا قد يحفظ له بعض الكرامة أمام التاريخ.
اضافة اعلان
***
وفاء لعادته، عاود الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحميل فولوديمير زيلينسكي مسؤولية مآسيه، متماثلاً في الوقت ذاته مع موقف فلاديمير بوتين، بعدما كرر الرئيس الأوكراني تأكيده استحالة التنازل يوماً عن شبه جزيرة القرم لمصلحة روسيا.
وكان الرئيس الأميركي مصيباً عندما قال ضمن منشوره الأخير عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه "ليس هناك ما يستحق النقاش" في موضوع القرم، إنما ليس للأسباب التي يسردها في خطابه الانفعالي المعتاد.
في الواقع، "لن يعترف زيلينسكي قانونياً بالاحتلال الروسي للقرم"، إنما ليس بسبب تشبث الرئيس الأوكراني بموقفه، بل لأن الدستور يمنعه من ذلك.
غابت هذه التفاصيل، على ما يبدو، عن ترامب الذي دفعت قراراته العلماء الأميركيين إلى التحذير من أزمة دستورية محتملة، بعد أن أصدر عدداً قياسياً من الأوامر التنفيذية خلال أول 100 يوم من توليه منصبه.
من وجهة النظر الأوكرانية، لا يهم ما يفعله الرئيس الأميركي داخل حدود بلاده. أما ما يفعله تجاه أوكرانيا، فقد يكون بمثابة كارثة من منظور استراتيجي.
في المرة السابقة التي قام خلالها ترامب بمهاجمة زيلينسكي، عمد أيضاً إلى تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وقطع عنها لاحقاً تدفق المعلومات الاستخباراتية الفورية. وجاء هذا كله تزامناً مع حملة روسية ناجحة إلى حد كبير لإخراج القوات الأوكرانية المتمركزة في منطقة كورسك الروسية.
في سياق متصل، قال ترامب إن إصرار زيلينسكي على التمسك بالقرم "يلحق ضرراً فادحاً بمفاوضات السلام مع روسيا، لا سيما أن القرم ضاعت من أيدي الأوكرانيين منذ أعوام، وتحديداً في عهد باراك أوباما، ولم تعد أصلاً موضوع نقاش".
غير أن هذا الموضوع قابل فعلياً للنقاش؛ ذلك أن الغزو الروسي والضم غير المشروع لشبه جزيرة القرم يشكلان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وما تزال الولايات المتحدة تعتبرهما كذلك، شأنها شأن معظم دول العالم.
تساءل ترامب قائلاً: "لم يطلب أحد من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضاً روسية، ولكن إذا كان يريد استعادتها فعلاً فلماذا لم يقاتلوا من أجلها منذ 11 عاماً، عندما ضمتها روسيا إليها من دون إطلاق رصاصة واحدة؟".
لكن زيلينسكي لم يكن في ذلك الحين رئيساً للبلاد، وكان طابور خامس قوي وفاعل قد تغلغل في النسيج السياسي والأمني للبلاد، وقوض كل جهد دفاعي. وبذلك، كان يحق لكييف آنذاك المطالبة بضمانات أمنية من الولايات المتحدة وبريطانيا بموجب مذكرة بودابست التي جرى التوقيع عليها مقابل تخليها عن ترسانتها النووية الضخمة. لكن البلدين تهربا من التزاماتهما، بل ورفضا، على مدى أعوام، إرسال أسلحة فتاكة لمساعدة أوكرانيا.
على الرغم من ذلك، نجحت أوكرانيا في تشكيل جيش، وحاربت القوات المدعومة من روسيا، وكذلك القوات الغازية في أرجاء دونباس، قبل أن تتجمد معظم خطوط الجبهة الأمامية في العام 2015.
لكن هذا كله ليس مهماً في نظر ترامب، كونه يعتبر شبه جزيرة القرم والقسم الأكبر من شرق أوكرانيا أراضي روسية بطبيعتها. ويعزى ذلك في جزء منه إلى أنها أراض محتلة، وفي جزء آخر إلى أن روسيا تقول إنها تريدها.
وأضاف ترامب: "تضم تلك المنطقة [القرم] منذ أعوام، حتى قبل عملية 'التسليم في عهد أوباما'، قواعد رئيسة للغواصات الروسية". وبالاعتماد على هذا المنطق، قد يعني الأمر أن وارسو وبراغ وتالين هي أيضاً أراض روسية، وهو فعلياً ما يعتقده بوتين.
ويرى ترامب "أن تصريحات زيلينسكي الاستفزازية هي التي تجعل من الأصعب التوصل إلى تسوية تضع حداً لهذه الحرب"، مضيفاً أن [الرئيس الأوكراني] "ليس لديه ما يفاخر به! فالوضع في أوكرانيا مأسوي، وبالتالي بإمكانه أن يحقق السلام أو أن يواصل الحرب لثلاثة أعوام إضافية، قبل أن يخسر البلاد برمتها".
من وجهة نظر عسكرية، تظهر أوكرانيا قدرات أكبر من تلك التي تمتعت بها عندما حرمها ترامب من المساعدات العسكرية ومن دفق البيانات الاستخباراتية قبل شهرين. أما السبب، فهو أن أوروبا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، تتأهب فعلياً للحظة التي يفقد فيها ترامب صوابه من جديد. ومن ثم، فإن جهات واهبة أكبر من الولايات المتحدة تتطلع اليوم إلى أوكرانيا، وتسعى إلى سد أي ثغرات مستقبلية في الاستخبارات والاتصالات والأسلحة.
أما روسيا، فتخسر في المقابل زخمها العسكري ميدانياً. واليوم، يقوم الكرملين بإرسال كتائب عشوائية ضالة من مرتزقة أفارقة وصينيين إلى جبهة حرب المسيرات، التي تظهر فيها أوكرانيا تفوقاً. وبالتالي، بينت الأحداث أن ترامب كان مخطئاً عندما قال عن زيلينسكي إنه رجل "لا يملك أوراقاً رابحة". وبذلك، فإن وقفاً لإطلاق النار اليوم سيكون لمصلحة روسيا.
وتابع ترامب: "ليس لي أي شأن بروسيا، لكن لي شأن بإنقاذ حياة نحو 5.000 جندي روسي وأوكراني يموتون أسبوعياً من دون أي مبرر". ولكن لو كان هذا رأيه فعلاً لكان حري به أن يدعم أوكرانيا بكل ما يتاح له من وسائل لإنهاء الحرب، من خلال تحطيم الآلة العسكرية الروسية، في سبيل إنقاذ أرواح الأوكرانيين وكذلك الروس والأوروبيين.
لكن ترامب تبنى الشروط الروسية وكأنها شروطه في كل جانب من جوانب عملية السلام المزعومة.
وواقع الحال أن أوكرانيا تعرف ذلك، وأوروبا تعرف ذلك. وبالتالي، فإن خياره الأفضل اليوم يتمثل في الانسحاب من المحادثات العقيمة باسم الكرملين، ومواصلة إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية. وعند ذلك، سيتسنى له، على الأقل، أن يقول "لقد حاولت"، وسيكون التاريخ في هذه الحالة أكثر لطفاً تجاه محاولاته إنهاء ما يسميه "الفوضى الكاملة".
*سام كيلي: محرر الشؤون الدولية في صحيفة "الإندبندنت".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

الوكيل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوكيل

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

05:47 م ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتّحدة وفرض قيودا على سفر رعايا سبع دول أخرى، في خطوة برّرها برغبته في "حماية" مواطنيه من "إرهابيين أجانب". اضافة اعلان وقال البيت الأبيض في بيان إنّ الحظر الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 9 حزيران الحالي يشمل مواطني كلّ من أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. أما الدول السبع المستهدفة بقيود على سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة فهي بوروندي وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا. وإدراج إدارة ترامب التي تنتهج سياسة صارمة للغاية في مكافحة الهجرة، هذه الدول على القائمة يعود إلى افتقار هذه الدول إلى حكومات فعّالة وميل رعايا بعض منها إلى البقاء في الولايات المتّحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. أما إيران فقد أدرجتها واشنطن على هذه القائمة بسبب دعمها "للإرهاب". - كأس العالم والألعاب الأولمبية - ويُستثنى من هذه القيود حملة تأشيرات معيّنة والأفراد الذين "يخدم سفرهم إلى الولايات المتحدة المصلحة الوطنية". ولن يشمل الحظر لاعبي كرة القدم الذين سيشاركون في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولا أيضا الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لوس أنجلوس في 2028.

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة
ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

ترامب يمنع سفر رعايا 12 دولة إلى الولايات المتحدة

سرايا - منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتّحدة وفرض قيودا على سفر رعايا سبع دول أخرى، في خطوة برّرها برغبته في "حماية" مواطنيه من "إرهابيين أجانب". وقال البيت الأبيض في بيان إنّ الحظر الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 9 حزيران الحالي يشمل مواطني كلّ من أفغانستان، وبورما، وتشاد، وجمهورية الكونغو، وغينيا الاستوائية، وإريتريا، وهايتي، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن. أما الدول السبع المستهدفة بقيود على سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة فهي بوروندي وكوبا، ولاوس، وسيراليون، وتوغو، وتركمانستان، وفنزويلا. وإدراج إدارة ترامب التي تنتهج سياسة صارمة للغاية في مكافحة الهجرة، هذه الدول على القائمة يعود إلى افتقار هذه الدول إلى حكومات فعّالة وميل رعايا بعض منها إلى البقاء في الولايات المتّحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. أما إيران فقد أدرجتها واشنطن على هذه القائمة بسبب دعمها "للإرهاب". - كأس العالم والألعاب الأولمبية - ويُستثنى من هذه القيود حملة تأشيرات معيّنة والأفراد الذين "يخدم سفرهم إلى الولايات المتحدة المصلحة الوطنية". ولن يشمل الحظر لاعبي كرة القدم الذين سيشاركون في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولا أيضا الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لوس أنجلوس في 2028. وعبّر الاتحاد الإفريقي عن قلقه من تداعيات حظر جديد للسفر إلى الولايات المتحدة فرضته إدارة ترامب على سبع دول في القارة. وقال الاتحاد في بيان إن "المفوضية تشعر بالقلق حيال التأثير السلبي المحتمل لهذا النوع من الإجراءات على العلاقات بين الناس والتبادل التربوي والتعامل التجاري والعلاقات الدبلوماسية الأوسع التي تمّت رعايتها بعناية على مدى عقود". كذلك، نددت فنزويلا بقرار ترامب فرض قيود على سفر رعاياها إلى الولايات المتّحدة، وحذّرت مواطنيها من أنّ السفر إلى هذا البلد ينطوي على "خطر كبير". بدوره، عبّر جمال عبدي، رئيس المجلس الوطني الإيراني-الأميركي، عن أسفه لقرار ترامب. وقال عبدي إنّ "عودة الحظر لن تُعزّز أمن أميركا، بل ستُسبّب معاناة للعديد من الأميركيين، بمن فيهم أفراد الجالية الإيرانية-الأميركية الذين سيُحرم تعسّفيا أحباؤهم من الحصول على تأشيرات". ونددت منظمة العفو الدولية فرع الولايات المتحدة "بـ"المرسوم الجديد بشأن الهجرة الذي أصدره ترامب" معتبرة أنه "ينطوي على تمييز وعنصرية وقساوة مطلقة".

الصين: العلاقات مع أميركا تمر بمنعطف تاريخي حرج
الصين: العلاقات مع أميركا تمر بمنعطف تاريخي حرج

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

الصين: العلاقات مع أميركا تمر بمنعطف تاريخي حرج

عمون - شدد نائب الرئيس الصيني، هان تشنغ، على أن العلاقات مع الولايات المتحدة تمر "بمنعطف تاريخي حرج". جاء ذلك خلال لقائه وفداً أميركياً في بكين، الخميس، وفق هيئة الإذاعة الصينية. كما أضاف تشنغ أن "الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين" بين الصين والولايات المتحدة يصب في مصلحة البلدين، ويؤدي إلى السلام العالمي والتنمية. "عنيد" وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال الأربعاء إن نظيره الصيني شي جين بينغ "عنيد" و"من الصعب للغاية إبرام اتفاق معه". حيث كتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال: "أحب الرئيس الصيني شي، لطالما أحببته وسأظل، لكنه عنيد للغاية ومن الصعب للغاية إبرام صفقة معه". يأتي ذلك فيما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، الاثنين، أن ترامب سيتحدث على الأرجح مع شي هذا الأسبوع لتسوية الخلافات بشأن اتفاق الرسوم الجمركية، الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف، بما في ذلك التعامل مع المعادن النادرة، حسب رويترز. وفي أبريل الفائت، قالت الصين إن الزعيمين لم يجريا أي محادثة خلال الآونة الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store