
هل نشأ كوننا داخل ثقب أسود في كون آخر؟
الانفجار العظيم هو النموذج المعتمد حاليا لدى العلماء، والذي يشرح أن الفضاء بما فيه من مادة وزمن نشأ قبل نحو 13.8 مليار سنة من نقطة غاية في الصغر.
لكن كانت هناك دائما مشكلة أساسية تتعلق بما يسميه العلماء نقطة التفرد، وهي النقطة التي نشأ منها الانفجار العظيم، عند هذه النقطة تصبح الكثافة لا نهائية وتنهار قوانين الفيزياء المعروفة، وهذا هو محور مشكلة النظرية الكبرى.
نموذج الكون-الثقب الأسود
الآن يقترح فريق من الباحثين فرضية جديدة أطلق عليها اسم "نموذج الكون-الثقب الأسود"، تقترح أن الانفجار العظيم لم يكن بداية كل شيء، بل نتيجة لانهيار جاذبي هائل، أدى إلى تكوين ثقب أسود عملاق داخل كون أكبر، بحسب الدراسة التي نشرها الباحثون في دورية "فيزكس ريفيو دي"
وفي قلب هذا الثقب حدث "ارتداد كوني"، حيث تفادت المادة الانهيار الكامل بفضل المبادئ الكمية، وانبثقت لتولد كونا جديدا.
يشبه ذلك ما يحدث في حالة النجوم العملاقة، حيث تكون ذات حجم هائل، لكن في نهاية عمرها تتقلص تلك النجوم بسرعة هائلة، فينخفض حجمها لكنها تظل بالكتلة نفسها، ومع الوقت يصل حجمها إلى نقطة رياضية (بلا حجم)، هي ما يسمى "المفردة" والتي يفترض العلماء أنها تقع في قلب الثقب الأسود.
وبحسب نموذج الكون-الثقب الأسود، فإن ذلك يحدث على مستوى مادي أكبر بكثير من النجوم (سحب غازية عملاقة)، وتنكمش تلك المادة حتى تقارب حالة المفردة، لكنها ترتد مرة أخرى صانعة كونا جديدا.
مشكلات كمّية
وبحسب الدراسة، يصف الحل الرياضي الذي أنجزه العلماء كيف يمكن لسحابة من المادة المنهارة أن تصل إلى حالة كثافة عالية ثم ترتد، عائدة إلى مرحلة توسع جديدة.
ويعتقد العلماء أن ذلك يحدث بسبب ظواهر كمومية "مبدأ استبعاد باولي" الذي ينص على أنه لا يمكن لاثنين من الفيرميونات -جسيمات المادة كالكواركات والبروتونات والنيوترونات والإلكترونات- أن يتخذا الحالة الكمومية نفسها.
بالتالي، لا يمكن ضغط أي كمّية من المادة في مركز واحد، ومن ثم فإن قوانين ميكانيكا الكم تمنع أن تتكثف المادة في نقطة بلا حجم، وبالتالي فإنها قد تضطر المادة للانبثاق من جديد مع تغيير في هيئة نسيج الزمكان.
وبحسب الدراسة، يقدم النموذج الجديد تنبؤات قابلة للاختبار، فهو يتنبأ بمقدار صغير جدا من الانحناء المكاني الموجب في الفضاء، أي أن الكون ليس مسطحا تماما، بل منحنيا قليلا.
ينتج هذا ببساطة من بقايا الكثافة الزائدة الصغيرة الأولية التي أدت إلى الانهيار الأولي، وبالتالي فإذا أكدت الملاحظات المستقبلية، مثل مهمة إقليدس الجارية، وجود انحناء صغير في الفضاء، فسيكون ذلك تلميحا قويا إلى أن كوننا قد نشأ بالفعل من هذا الارتداد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
غوتيريش يحمل الذكاء الاصطناعي مسؤولية انتشار خطاب الكراهية
حمّل الأمين العام ل لأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، اليوم الأربعاء، الذكاء الاصطناعي مسؤولية تفاقم خطاب الكراهية وانتشاره بوتيرة غير مسبوقة في العالم. وقال غوتيريش في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي تخلده الأمم المتحدة في 18 يونيو/ حزيران من كل عام، إن الذكاء الاصطناعي يشبه "السم الذي يسري في شرايين المجتمع" ويهدد السلم والتماسك الاجتماعي. واعتبر غوتيريش أن خطاب الكراهية مهد الطريق لما سماه "أحلك فصول العنف والفظائع في التاريخ البشري"، مشيرا إلى أن الأقليات العرقية والدينية كثيرا ما تتحمل آثاره الفادحة بما تواجهه من تمييز وإقصاء وإيذاء. وتابع موضحا "إننا نشهد اليوم درجة لم نشهدها قط لسرعة انتقال خطاب الكراهية واتساع رقعته، إذ يزداد انتشاره كثيرا بفعل الذكاء الاصطناعي"، مؤكدا أن الخوارزميات والمنصات الرقمية المتحيزة تنشر محتوى "ساما وتخلق فضاءات جديدة للتحرش والإساءة". وسجل الأمين العام أن الميثاق الرقمي العالمي الذي اعتُمد في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل دعا إلى "تعاون دولي أقوى للتصدي للكراهية على الإنترنت، ترتكز دعائمه على حقوق الإنسان والقانون الدولي". وشدد غوتيريش على الحاجة الملحة لشراكات على كافة المستويات فيما بين الحكومات والمجتمع المدني والشركات الخاصة والقيادات الدينية والمجتمعية من أجل إخماد أصوات الكراهية. وأردف قائلا: "ونحن بحاجة إلى مجابهة الخطاب السام برسائل إيجابية وإلى تمكين الناس من التعرف على خطاب الكراهية ورفضه والتصدي له". وأشار إلى أن استراتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية وُضعت لتوضح لنا السبيل الصحيح لبذل الجهود التي تستمد الدعم والتوجيه من المبادئ العالمية لسلامة المعلومات التي أعلن صدورها العام الماضي، مبرزا السعي الحثيث إلى إيجاد منظومة معلومات أكثر أمانا وإنسانية. وختم غوتيريش رسالته بالدعوة إلى الالتزام باستخدام الذكاء الاصطناعي كقوة للخير وليس أداة للكراهية، كما حث على التكاتف في السعي لتحقيق "السلام والاحترام المتبادل والتفاهم من أجل الجميع"، وفق تعبيره.


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
الصين تفاجئ العالم بسيارة كهربائية خرافية ووجبة أرز علاجية
حياة ذكية تناولت حلقة (2025/6/18) من برنامج 'حياة ذكية' عددا من الابتكارات التقنية الجديدة التي يتوقع أن تحدث ثورة جديدة في مجالات مختلفة من السيارات إلى التزييف والحفاظ على الصحة. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- الجزيرة
كيف يؤثر دوران الأرض على مسار الصواريخ الباليستية؟
عند إطلاق صاروخ باليستي، يدخل في تفاعل معقد تحكمه الفيزياء، وبينما يتخيل معظم الناس أن الصواريخ تحلق في قوس مكافئ بسيط من نقطة الإطلاق إلى الهدف فإن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير، حيث يُعد دوران الأرض أحد أهم العوامل المؤثرة على مسار الصاروخ، وخاصةً لمسافات طويلة. ويُقدم هذا الدوران العديد من التأثيرات الفيزيائية التي يجب على مصممي الصواريخ والمخططين العسكريين مراعاتها بعناية، بل قد يؤدي تجاهلها إلى أخطاء جسيمة في الاستهداف، تتراوح من مئات الأمتار إلى عدة كيلومترات. الأرض.. إطار مرجعي دوار ولفهم كيفية تأثير دوران الأرض على الصواريخ، علينا أن نُدرك أن الأرض ليست ثابتة، بل تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق، لتكمل دورة واحدة كل 24 ساعة. وعند خط الاستواء، يتحرك سطح الأرض شرقًا بسرعة حوالي 1670 كيلومترا في الساعة، وتتناقص هذه السرعة كلما اقتربنا من القطبين، لتصبح صفرًا تمامًا عند القطبين الشمالي والجنوبي. ومع إطلاق صاروخ، فإنه لا يترك الأرض فحسب، بل يحتفظ بسرعة دورانها عند نقطة انطلاقه، ويشبه ذلك أن تقذف صخرة صغيرة للأعلى وأنت في سيارة ما فستجد أنها تتخذ سرعة هذه المركبة، وإذا أسقطت شيئا ما من طائرة فإنه سيتخذ سرعة الطائرة أثناء سقوطه. تأثير كوريوليس ويمتد الأمر لما هو أعمق من ذلك، حيث يُعد تأثير كوريوليس أحد أهم وأشهر عواقب دوران الأرض، ويعرف بأنه ظاهرة تنشأ عن دوران الأرض، وتتسبب في انحراف الأجسام المتحركة عن مسارها المستقيم بالنسبة لمراقب على سطح الأرض. وتخيل مثلا أنك وصديقك تلعبان في لعبة "الدوامة" التي تدور بسرعة في الملاهي ويجلس فيها الأطفال على مقاعد بشكل دائري، وتجلسان على مقعدين متقابلين، وبدأت اللعبة تدور بسرعة. وفي هذا السياق قررت أن ترمي كرة لصديقك مباشرة، ورغم أنك رميتها "بشكل مستقيم" نحوه، إلا أنها ستنحرف وتذهب إلى جانب آخر. إعلان ونفس الكلام ينطبق على سطح الأرض الدوارة، فإذا انطلق صاروخ شمالًا أو جنوبًا، فإنه يتحرك بين مناطق من الأرض بسرعات دوران مختلفة، ولذلك فإن الصاروخ المنطلق شمالا (أعلى خط الاستواء) سيبدو وكأنه ينحني إلى اليمين. وفي نصف الكرة الجنوبي، يحدث العكس، حيث ينحني إلى اليسار. وهذا ليس بسبب وجود قوة فعلية تدفع الصاروخ، بل لأن الأرض تحته تتحرك بسرعة مختلفة عن سرعة انطلاقه. وبالنسبة للصواريخ قصيرة المدى (أقل من 100 كيلومتر) يكون تأثير كوريوليس ضئيلًا ولكنه قابل للقياس، ولكن بالنسبة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات -التي يمكنها قطع مسافة تتراوح بين 5 آلاف و15 ألف كيلومتر، يمكن أن يتراوح الانحراف الناتج عن تأثير كوريوليس بين عشرات ومئات الكيلومترات. تأثير إيتفوس وهناك أيضا ما يطلق عليه تأثير إيتفوس على حركة الصواريخ، وسمي بهذا الاسم تيمنًا بالفيزيائي المجري لوراند إيتفوس، وهو تغيّر صغير في الإحساس بالجاذبية عندما يتحرك جسم بسرعة شرقًا أو غربًا على سطح الأرض، بسبب دوران الأرض. وبسبب هذا التأثير، فإن التحرك شرقًا (مع دوران الأرض) يجعلك تشعر كأنك أخفّ قليلا، وحينما تتحرك غربًا (عكس دوران الأرض) تشعر كأنك أثقل قليلا. وتخيل مثلا أنك واقف داخل قطار سريع جدًا، يمشي شرقًا، وأنت تقفز عموديًا، وهنا قد تلاحظ كأنك "طفوت" قليلا في الهواء، ونزلت على الأرض متأخرا عن توقعك، والسبب أن القطار يُعطيك سرعة إضافية مع قفزتك، فتحس أنك أخف. ولو أن القطار كان يسير غربًا، فإنك تشعر أنك تقفز أسرع، لأن حركة القطار تقلّل من السرعة التي تساعدك في "الطفو" فتحس أنك أثقل. وفي حالة الصواريخ الباليستية، فإن الصاروخ المتجه شرقًا سيتعرض لقوة جذب أقل قليلًا نحو الأسفل، مما يجعله يبقى في الأعلى فترة أطول، وربما يتجاوز هدفه عموديًا، وعلى العكس سيهبط الصاروخ المتجه غربًا بسرعة أكبر قليلًا. ورغم أن الفرق في قوة الجاذبية ضئيل (بحدود أجزاء من المئة) فإنه في الرحلات طويلة المدى، قد يُترجم هذا الفرق إلى أمتار أو عشرات الأمتار في الارتفاع، وهو فرق كافٍ للتأثير بشكل كبير على دقة الاستهداف إذا لم يُصحح. اتجاه الإطلاق وكفاءة الوقود ومن المثير للاهتمام أن دوران الأرض يمكن أن يكون ميزةً أيضًا إذا استُغل بشكل صحيح. لأن الأرض تدور شرقًا، ومن ثم فإن إطلاق صاروخ شرقًا يمنحه دفعةً في السرعة من دوران الأرض، وهذا يعني الحاجة إلى وقود أقل للوصول إلى سرعة معينة، أو يمكن أن تكون حمولة أثقل بنفس كمية الوقود. ولهذا السبب، تُطلق معظم الصواريخ الفضائية باتجاه الشرق، بما في ذلك التي تُطلق من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا، والواقع أن هناك سببا لاختيار هذا المكان، فكلما كان إطلاق الصاروخ أقرب لخط الاستواء كانت سرعة الأرض أكبر كما أسلفنا، ومن ثم كان الصاروخ بحاجة لوقود أقل. ومن ناحية أخرى، يتطلب الإطلاق غربًا (عكس اتجاه دوران الأرض) وقودًا أكثر. وتستخدم أنظمة الصواريخ الحديثة أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي وأنظمة تحديد المواقع العالمية للتعامل مع هذه الانحرافات البسيطة، حيث تُنمذج حسابات ما قبل الإطلاق مسار الرحلة ثلاثي الأبعاد بالكامل باستخدام معادلات فيزيائية، تتضمن انحناء الأرض وتباين الجاذبية والسحب الجوي وقوة كوريوليس وخط العرض والسمت للإطلاق أثناء الطيران، وتُعدّل الجيروسكوبات ومقاييس التسارع وأجهزة الحاسوب اتجاه الصاروخ باستمرار للبقاء على المسار المُصحّح. وفي بعض الصواريخ المتطورة، يضمن التوجيه النهائي باستخدام بيانات الرادار أو الأقمار الصناعية الدقة في الثواني الأخيرة من الرحلة. ولكن حتى قبل ظهور الصواريخ، كان تأثير كوريوليس معروفًا بالنسبة للمدفعية بعيدة المدى. فمثلا في الحرب العالمية الأولى، أطلق مدفع "باريس" الألماني قذائف تصل إلى 120 كيلومترا. وكان لا بد من تصحيح انحراف كوريوليس بمئات الأمتار. وفي الحرب البحرية، تطلبت القذائف بعيدة المدى تصحيحات زاوية بناءً على نصف الكرة واتجاه الإطلاق. ومهدت هذه الدروس المبكرة الطريق لعلم مسارات الصواريخ الحديث.