logo
لبنان: تبريد بين رئيسي البرلمان والحكومة: بحث في إعادة الإعمار… وسلام لرعد: نقابل الود بالود

لبنان: تبريد بين رئيسي البرلمان والحكومة: بحث في إعادة الإعمار… وسلام لرعد: نقابل الود بالود

القدس العربي منذ 2 أيام

بيروت ـ «القدس العربي»: بعد أيام على التوتر الذي خيّم على خط رئاسة الحكومة و«حزب الله» وبعد ايام على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رئيس الحكومة نواف سلام «بيسخّن منسخّن ببرّد منبرّد»، قام رئيس الحكومة بزيارة لافتة إلى الرئيس بري في عين التينة وعقد معه اجتماعاً دام ساعة من الوقت تركّز على بحث المستجدات السياسية والميدانية وملف إعادة الإعمار في الجنوب، وساهم هذا الاجتماع في توضيح الأمور التي لم تبلغ مرحلة العتاب.
وحرص الرئيس سلام على توضيح موقفه من مختلف القضايا وخصوصاً من حديثه عن حصرية السلاح وانتهاء زمن تصدير الثورة الإيرانية وعلاقته بـ«حزب الله». وقال «الموضوع لا تبريد ولا تسخين، الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفياً. أنا لم أخرج بكلمة عنه ولم أقل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه. وهذا ما اعلنته قبل أسبوع وإثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وأردده، والرئيس بري أكثر من متفهم لهذا الشيء وهو يعرف أنني لم أقل كلمة خارج ما نحن متفقون عليه في البيان الوزاري، وهذا ما صوّت عليه النواب وكلنا ملتزمون به»، موضحاً «بحثنا مع دولة الرئيس في موضوع إعادة الإعمار في الجنوب، وهو ذكّرني بأنني قلت إنني ملتزم بالإعمار، وأكدت له مرة ثانية أنني ملتزم بإعادة الإعمار، وأصلاً من أول يوم الذي نالت فيه الحكومة الثقة، كنت في اليوم التالي في الجنوب لماذا ذهبت إلى الجنوب هل للسياحة؟ أبداً بالعكس إنما لتأكيد التزامنا من جهة بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وثانياً التزامنا بالإعمار، ونواصل الجهد إن كان مع البنك الدولي أو مع الدول المانحة من أجل حشد الدعم المطلوب لإعادة الإعمار ونحن مستمرون في هذا الشيء، وإن شاء الله قريباً ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها لليوم كيف سوف نحرك عملية إعادة الإعمار في الجنوب».
ترقّب لما يحمله عراقجي… ووفد فلسطيني في بيروت لاستكمال ملف سلاح المخيمات
وحول ما إذا كان للرئيس بري هواجس حول اداء الحكومة لاسيما في الموضوع الاصلاحي واعادة الاعمار، أجاب سلام: «في الموضوع الاصلاحي لم أر لدى الرئيس بري أية هواجس، البعض نقل للرئيس بري كلاماً مجتزءاً حول كلام قلته عن السلام أو كلام من هذا النوع، انا كل ما قلته انا أكيد مع السلام المبني على المبادرة العربية، مبادرة السلام العربية ماذا تقول؟ تقول بحل الدولتين وتوضح حل الدولتين وعاصمتها القدس الشريف، وأيضاً عودة اللاجئين إلى ديارهم وفقاً للقرار الدولي رقم 194، هذا ما نحن ملتزمون به».
14 مليار دولار للإعمار
وعن حجم الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار وهل العملية مرتبطة بنزع السلاح؟ قال: «أولاً نحن في حاجة لأكثر من 7 مليار دولار، التقديرات الأولية للبنك الدولي تقدر الأضرار بـ 14 ملياراً هل نحن قادرون على جمع 14 ملياراً بشهر أو بسنة أكيد لا، ولكن نحن كان طموحنا خلال الاجتماع الذي حصل في واشنطن من شهر تقريباً أن نحصل على 250 مليون دولار من البنك الدولي وهذا حصلنا عليه، وعلى 75 مليوناً من الفرنسيين ونحن نسعى لكي نقدر على جمع مليار دولار قريباً»، مشيراً إلى أنه «خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للبنان وهو كان صاحب فكرة مؤتمر لإعادة الاعمار لم يكن هناك ربط بعملية سحب السلاح، وأيضاً عندما أقر البنك الدولي مبلغ ال 250 مليون دولار لم أر ربطاً بعملية السلاح. فهذه العملية مسألة موجودة في البيان الوزاري والذي يذكر بوضوح عن حصر السلاح واعتقد كلنا ملتزمون بها، كما نحن جميعاً ملتزمون باتفاق الطائف الذي يقول ببسط سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الذاتية».
وحول العلاقة مع «حزب الله» وإمكانية حصول لقاء مع كتلة «الوفاء للمقاومة» وتصريح النائب محمد رعد حول ترك بقية ود؟ أجاب: «أنا ايضاً أترك للود مع الحاج محمد رعد وسنقابل الود بالود. وأهلاً وسهلاً بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه سواء في المنزل او في السرايا وفي الوقت الذي يختارونه».
واذا تبلّغ شيئاً حول استبدال المبعوثة الامريكية مورغان أورتاغوس؟
أجاب: «لم نتبلغ أنا قرأت على منصة «إكس» انها سوف تتسلم منصباً جديداً في الإدارة».
تزامناً، يترقب لبنان الرسمي ما سيحمله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يبدأ لقاءاته الثلاثاء مع الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية يوسف رجي حول موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة وانعكاساتها على الوضع في لبنان وسلاح «حزب الله».
كما يصل إلى بيروت وفد فلسطيني برئاسة عزام الأحمد لاستكمال البحث في ملف جمع السلاح الفلسطيني في المخيمات الذي تم التوافق عليه في خلال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان.
يزبك: قد نُغلب ولكن لا نستسلم
في المواقف، قال رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك خلال احتفال تأبيني لشهداء «الحزب» وفي طليعتهم السيد حسن نصرالله «علّمتنا مدرستكم أننا قد نُغلب ولكن لا نستسلم، نحن لن نستسلم رغم عظم المصاب، لأننا من عشاق إمام صنع من الموت حياة، وأن الدم ينتصر على السيف بشعار: هيهات منا الذلة، ولو خُيّرنا بين السيف والذُّل لن نختار إلا السيف، فالموت خير من الذل في هذه الدنيا لغير الحق».
وأضاف: «نحن اليوم في ظل من أحببت أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومن أحببتهم وأحبوك على عهدنا لك ولمن سبق من قادة وشهداء، نحفظ وصيتكم الأساس: حفظ المقاومة، مهما بلغت التضحيات، ونصبر ما اقتضت الحكمة للصبر، وحفظ شعبنا الصابر المحتسب، ولن نقبل بالذل وانتهاك السيادة، والسيد موسى الصدر كان ينادي: «السلاح زينة الرجال»، لأن السيادة والعزة لا تحمى إلا بالقوة وإلا نهشتكم الذئاب، لن نفرط ولن نكون من المتلومين، بل نختار الاقتحام إذا جد الجد».
وختم مطالباً الدولة «بالحماية والسيادة»، قائلاً «لن يتحقق ذلك إلا ببذل كل جهد لتنفيذ التعهدات التي قطعتها. وعليها أن لا تضعف مهما بلغت الضغوطات، فأمريكا ليست قدراً لبنان أقوى بشعبه الأبي. وليعلم أنه لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية وقبل إعادة الإعمار، إننا على عهدنا الذي قطعه شهيدنا الأسمى في دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه المغتصبة وإقامة دولته».
بلاسخارت إلى إسرائيل
في المقابل، اعتبر «لقاء سيدة الجبل» في بيان «ان الإشارات الإيجابية الإقليمية والدولية تتكثف مع توجه المنطقة إلى مشهد جديد في حين لا يزال لبنان يراوح مكانه، مراهناً على حلٍ يأتيه من الخارج وينقذه من المواجهة المباشرة مع «حزب الله» لنزع سلاحه».
ولفت «اللقاء» كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة «إلى ضرورة استخدام سلطة الدولة وشرعيتها لمواجهة ما يتعرض له لبنان جراء عدم الشروع الفعلي في تطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري».
وذكّر بأن «الوقت ليس لمصلحة الدولة في لبنان في خضم كل التغييرات الإقليمية والدولية المتسارعة»، مطالباً بأن «تباشر الدولة بما لديها من سلطة وصلاحية نزع السلاح غير الشرعي بلا أي تلكؤ أو تباطؤ وفرض سيادة الشرعية، لأن عدم الإقدام سيؤدي إلى القضاء على أمل اللبنانيين في الدولة».
الجيش ينتشر جنوب عيتا الشعب… وتوقيف متعامل مع إسرائيل في الجنوب
وتساءل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، «ما إذا كانت تتجه البشرية إلى الغرق من جديد في غمار الحروب والفوضى في كل مكان». وكتب على منصة «اكس»: «هل ان أبواب الحوار أُقفلت إلى غير رجعة ولم يعد للعقل مكان لتنظيم العلاقات البشرية والدولية وهل من الضروري العودة إلى الطوفان نوح».
أما على خط الأمم المتحدة، فقد بدأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، زيارة لإسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين الإسرائيليين. وأفاد بيان عن مكتبها «أن الزيارة تشكل جزءًا من المشاورات الدورية التي تجريها المنسقة الخاصة حول الخطوات الرامية إلى تعزيز التقدم المحرز منذ دخول تفاهم وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني/نوفمبر حيز التنفيذ، وتعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701».
وواصلت المنسقة الخاصة «دعوة جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها وتهيئة الظروف اللازمة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين على طول الخط الأزرق».
أمنياً، دخلت قوة مؤلّفة من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» إلى منطقة الحدب – جنوب عيتا الشعب للمرة الأولى منذ الحرب الأخيرة. وأوقف الأمن اللبناني في بلدة حاروف في النبطية عضواً في «حزب الله» اتضح أنه يتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وأفادت الأنباء أن الموقوف يدعى محمود أيوب، ويشغل موقع المدير المالي في مستشفى راغب حرب.
شهداء الجنوب
واستشهد شخصان، الأحد، جراء غارتين شنتهما طائرات مسيّرة إسرائيلية على محافظة النبطية جنوبي لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان: «سقوط شهيد في الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي، واستهدفت سيارة على طريق دبل، قضاء بنت جبيل» في محافظة النبطية. ويرجح أن يكون الضحية هو الجريح الذي أعلنت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في وقت سابق الأحد.
وأفادت الوكالة حينها «بإصابة شخص جراء استهداف مسيّرة معادية لسيارة من نوع رابيد، على طريق عيتا الشعب- دبل، في قضاء بنت جبيل».
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة له هاجمت أحد عناصر «حزب الله».
وادعى متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»، أن المستهدف ينتمي إلى منظومة الصواريخ المضادة للدروع بـ«حزب الله» في منطقة أرنون، جنوبي لبنان.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات التي خلفت ما لا يقل عن 208 قتلى و501 جريح، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
ورشة لاستقبال السيّاح
استعداداً لموسم الصيف ولاستقبال السيّاح، يشهد محيط مطار رفيق الحريري الدولي ورش عمل لتأهيل الطرق المؤدية من المطار إلى وسط العاصمة بيروت، فضلاً عن تحسين الخدمات وبينها الإنتقال من المطار بالحافلات التي ستضعها وزارة الأشغال العامة والنقل للمرة الأولى بتصرف المغادرين.
وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، إعادة فتح معبر العريضة الحدودي مع لبنان في ريف طرطوس، ابتداءً من صباح الثلاثاء.
وقالت في بيان: «نحيط المسافرين الأكارم علماً بأنه سيتم افتتاح معبر العريضة الحدودي مع لبنان أمام حركة عبور المسافرين صباح يوم الثلثاء الموافق 03-06-2025»، موضحة «أن هذه الخطوة تأتي رغم استمرار أعمال الترميم والصيانة، حرصاً على تسهيل تنقل الأهالي خلال عطلة عيد الأضحى المبارك».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين قوى إقليمية ودولية أين تتجه البوصلة السورية؟
بين قوى إقليمية ودولية أين تتجه البوصلة السورية؟

القدس العربي

timeمنذ ساعة واحدة

  • القدس العربي

بين قوى إقليمية ودولية أين تتجه البوصلة السورية؟

رفع العلم الأمريكي من قبل المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك في مبنى إقامة السفير له دلالة كبيرة وسريعة لتطبيع العلاقات الأمريكية مع الإدارة السورية الجديدة بعد 14 سنة من القطيعة مع نظام الأسد المخلوع، فهي نقطة تحول كبرى بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس أحمد الشرع برعاية سعودية، ومباركة تركية، وتحفظ مكتوم من قبل إسرائيل وإيران. لكن هذا التحول المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية لم يأت بطيبة الرئيس ترامب، أو بإرضاء رغبة الأمير محمد بن سلمان الذي أغدق عليه بكرم، ولا بجهد تركي وتمهيد الطريق أمام الرئيس أحمد الشرع الذي كان بالأمس مطلوبا من الإدارة الأمريكية، وبجائزة 10 ملايين دولار لمن يلقي القبض عليه، بل هي نتيجة لمجموعة عوامل اجتمعت في ظروف مواتية زمانا ومكانا. فسقوط نظام الإجرام الأسدي كان ضرورة ملحة لأسباب متعددة. فمن ناحية كان من الضروري التخلص من الهيمنة الإيرانية وميليشياتها الطائفية في سوريا وعلى رأسها «حزب الله» التي تهدد دولة الاحتلال من ناحية، وإضعاف موقف إيران في معالجة ملفها النووي في حال أي عملية تفاوضية لاحقة من ناحية أخرى، خاصة وأن إسرائيل كانت وعلى مدى عدة سنوات تقوم بقصف مواقعها في سوريا، في محاولة لقطع خط الإمدادات لحزب الله عبر سوريا، وقد تضررت مطارات وموانئ سوريا التي كانت تستقبل الشحنات الإيرانية الموجهة لحزب الله، وقد كشفت الأحداث بعد عملية طوفان الأقصى أن حزب الله كان مخترقا وبنك معلوماته السرية كانت مكشوفة لإسرائيل عبر وسائل مختلفة وخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتجنيد أكثر من عنصر من عناصره الذي كان يزود الموساد بكثير من المعلومات وقد تم إلقاء القبض على أحدهم واعترف بذلك. وبإسقاط نظام الأسد تسقط الحلقة الوسطى في محور طهران ـ بغداد ـ دمشق ـ بيروت، وهذه الضربة القاسية لطهران أرغمتها مع كل ميليشياتها على الرحيل من سوريا وأن تترك وراءها خسائر كبيرة تقدر بأكثر من 50 مليار دولار لن تسترد منها دولارا واحدا لأنها تعرف أن دمشق ستطالبها بفدية دماء السوريين الذين كانوا ضحية لهجمات هذه الميليشيات، وعلى رأسها حزب الله الذي سيطر على مناطق عديدة في وادي بردى والقلمون والقصير، ولم تفتح إيران إلى اليوم أي قنوات تواصل مع الإدارة الجديدة حتى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال: «لسنا في عجلة من أمرنا للتواصل مع دمشق». العامل الثاني الذي لا يقل أهمية بالنسبة لواشنطن وهو الملف الروسي ووجود قواعده ونفوذه في سوريا (قاعدة حميميم، والقاعدة البحرية في طرطوس) وخاصة أن موسكو دخلت في حرب مدمرة مع أوكرانيا والتي تعتبر بالنسبة للغرب ولأوروبا بشكل خاص مصدر تهديد مستمر وتعمل جاهدة في دعم أوكرانيا في وجه الغزو الروسي، ففي حال سقوط النظام الأسدي سيضع موسكو في موقف جديد مع الإدارة الجديدة، يمكن أن يهدد استمرارية تواجده العسكري في سوريا، وهذا ما دفع روسيا توجيه دعوة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو، وبعد محادثات حثيثة مع الإدارة الجديدة التي طالبت بتسليم بشار الأسد اللاجئ في روسيا، واستعادة الأموال المنهوبة، رفضت موسكو تسليم الأسد لكنها انفتحت على تزويد سوريا بالقمح والنفط واستعادة بعض الأموال، وتسعى للحفاظ على شعرة معاوية مع الإدارة الجديدة التي كانت تقصفها بالأمس في مناطق سيطرتها في إدلب، وقتلت الآلاف من السوريين أيضا. هذا التحول المفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية لم يأت بطيبة الرئيس ترامب، أو بإرضاء رغبة الأمير محمد بن سلمان، بل هي نتيجة لمجموعة عوامل اجتمعت في ظروف مواتية زمانا ومكانا لم تقم الأنظمة السورية المتعاقبة منذ الاستقلال بأي اتصال مباشر مع تل أبيب لغاية العام 1965 حيث كان تعتبر أي سوري يتواصل مع العدو الصهيوني، أو يزور إسرائيل خائنا وتطبق عليه قوانين الخيانة العظمى، حيث أثيرت بعض الشكوك حول بعض المصادر التي تشير أن حافظ الأسد عندما كان قائدا للقوات الجوية قام بزيارة إلى بريطانيا بحجة إجراء فحوصات طبية وهناك تم لقاء بينه وبين وفد إسرائيلي، وكانت فضيحة الجاسوس ايلي كوهين قد هزت سوريا في نفس هذه الفترة، وجاء البلاغ رقم 66 في بداية حرب النكسة في 1967 والذي طلب فيه الأسد الذي أصبح وزيرا للدفاع بانسحاب الجيش السوري من الجولان بحجة أن الجيش الإسرائيلي قد وصل إلى مدينة القنيطرة وهو لم يصل بشهادة مئات الضباط (ومنهم والدي الذي كان في القنيطرة) وبهذا الانسحاب تمكنت إسرائيل من احتلال مرتفعات الجولان بالكامل التي كان يعتبر حصنا طبيعيا منيعا، فعادت الشكوك لتكون أكثر واقعية خاصة بعد اتفاق فصل القوات التي حازت فيه إسرائيل على معظم أراضي الجولان، وانتشر شعار بين السوريين وخاصة بعد الثورة يتهمون الأسد بالخيانة: «باع الجولان ابن الحرام»، وقد أظهر الأسد بعد تطبيع مصر علاقاتها مع إسرائيل بأنه حامي القضية الفلسطينية بتشكيل جبهة مناهضة للتطبيع وتجميد عضوية مصر في الجامعة العربية رغم أنه قام بحرب لا هوادة فيها ضد الفلسطينيين ومنظمة التحرير في لبنان انتهت بطرد المقاومة من لبنان في العام 1982، وحسب الرئيس المصري الراحل حسني مبارك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين عرض على الأسد الانسحاب من كامل الجولان مقابل التطبيع مع تل أبيب لكنه رفض العرض، ومع الوريث بشار الأسد لم يتغير الوضع كثيرا لكن كان هناك أحاديث كثيرة تشير إلى محادثات تحت الطاولة بين النظام وإسرائيل. هذا الوضع تفاقم مع قيام الثورة السورية بعد أن استنجد الأسد بإيران وميليشياتها، وروسيا التي أهداها قاعدة حميميم مقابل ضرب الشعب السوري الثائر، لكن تواجد إيران وميليشياتها في سوريا لم يرق لإسرائيل الذي رأت فيه تهديدا لها فقامت بمئات الغارات الجوية على القواعد الإيرانية دون أي رد من الجانب السوري رغم الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها منشآت سورية متعددة، وبدأ الشك يخامر القيادات الإيرانية بتعاون مخابراتي سوري إسرائيلي بتسريب المعلومات عن أماكن تواجد الإيرانيين واجتماعاتهم التي كانت تستهدف لحظة بلحظة، ورفض الأسد إجراء أي تحقيق طلبته إيران وخاصة بعد استهداف قنصليتها في دمشق. وطرح تساؤل كبير بعد سقوط النظام الأسدي وفي يوم الاحتفال بالنصر بقصف إسرائيل للمربع الأمني المجاور لساحة الأمويين، حيث كانت الاحتفالات، والذي يضم كل ملفات المخابرات المركزية السورية بما فيها ملفات العلاقات السورية الإسرائيلية. ثم توالى القصف لكل مراكز الجيش السوري وقواعد الطيران والموانئ، ورغم أن الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرح أكثر من مرة بأنه لا يرغب في فتح جبهات قتال مع أحد، ولا يريد أن يقوم بعمليات انتقام من أي جهة كانت إلا أن إسرائيل حاولت بحجة حماية الدروز التدخل في سوريا وقامت باحتلال عدة مناطق في الجولان ضاربة عرض الحائط اتفاق فصل القوات 1974 وكانت تمني النفس بالتحريض على حرب أهلية تنتهي بتقسيم سوريا حسب تصريحات أكثر من مسؤول إسرائيلي. وقد كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز مؤخرا، عن إجراء سوريا ودولة الاحتلال الإسرائيلي اتصالات مباشرة وجها لوجه ربما بوساطة إماراتية بعد زيارة الشرع لأبو ظبي ولقائه بالرئيس محمد بن زايد، وأشارت الوكالة إلى أن الاتصالات المباشرة تمثل تطورا كبيرا في العلاقات بين الجانبين وتمهد لاتفاق عدم الاعتداء حسب ما نصح به الموفد الأمريكي لسوريا، ورغم أن الإدارة الجديدة سلمت مقتنيات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل كعربون حسن نية لم يثنها عن استمرارية اعتداءاتها وقصف المواقع العسكرية السورية بحجة وجود أسلحة تهدد أمنها القومي. قامت تركيا ومنذ بداية الثورة وبعد استقبالها ملايين اللاجئين السوريين، باستقطاب بعض الفصائل السورية المسلحة، ومنها هيئة تحرير الشام، وقد عملت حثيثا مع فصائل مسلحة لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية، وفي الوقت نفسه العمل مع هيئة تحرير الشام لإسقاط النظام الأسدي رغم أنها كانت توحي بأنها تبحث عن تطبيع علاقاتها معه حسب رغبة موسكو وطهران، وقامت بالتخطيط والدعم معها لبدء عملية تحرير سوريا التي بدأت بمدينة حلب وانتهت بدمشق في بيوم النصر في 8 ديسمبر 2024. وصرح ترامب أنه ترك لتركيا حرية تطوير علاقاتها بالإدارة السورية الجديدة. وهكذا نرى أن بوصلة سوريا الجديدة تتجه شمالا نحو تركيا وغربا نحو أوروبا وأمريكا، وجنوبا نحو المملكة العربية السعودية، وكل الزيارات المتعاقبة للمسؤولين في هذه الدول الثلاث تؤكد ذلك، بعد أن كانت في عهد الأسد تتجه إلى موسكو وطهران بشكل أساسي، وبذلك تدخل سوريا في انقلاب جذري في علاقاتها الإقليمية والدولية. كاتب سوري

استطلاع يظهر أن 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل
استطلاع يظهر أن 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

استطلاع يظهر أن 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل

أظهر استطلاع نُشرت نتائجه، الأربعاء، أن نحو 73% من الألمان يؤيدون تشديد الضوابط على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، بينهم 30% يفضلون فرض الحظر التام، مما يعكس عدم ارتياح شعبي متزايد إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية . ومنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ظلت ألمانيا من أقوى حلفاء إسرائيل وثاني أكبر موردي الأسلحة لها، على الرغم من عزلة تل أبيب الدولية المتزايدة والانتقادات المتصاعدة بشأن حربها المدمرة في غزة. ووفقاً لرد على تحقيق برلماني نشر أمس الثلاثاء، وافقت ألمانيا منتصف مايو/ أيار من العام الماضي على تصدير معدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة 485 مليون يورو (553.72 مليون دولار). وشملت تلك الشحنات أسلحة وذخائر وقطع غيار أسلحة ومعدات للجيش والبحرية ومعدات إلكترونية ومركبات مدرعة. تقارير دولية التحديثات الحية تغير لهجة ألمانيا مع إسرائيل... حجر في مياه رتابة الدعم غير المشروط ولم تنجح أي دعوى قضائية ضد صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل حتى الآن، بما في ذلك قضية رفعتها نيكاراجوا في محكمة العدل الدولية. لكن موقف ألمانيا تغير في الأسبوع الماضي عندما انتقد المستشار الجديد فريدريش ميرز الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على غزة، ووصفها بأنها لم تعد مبررة أو مفهومة. وحذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من عواقب محتملة، في تلميح إلى خطوات نحو عقوبات تتعلق بتصدير الأسلحة. وأظهر استطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية أن ثلاثة من كل أربعة ألمان يؤيدون انتقاد ميرز العمليات الإسرائيلية في غزة. وخلص الاستطلاع، الذي شارك فيه 1292 شخصاً، وجرى في الثاني والثالث من يونيو/ حزيران، إلى أن 55% يرفضون فكرة أن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة لحماية إسرائيل بسبب إرث الحقبة النازية. ويعتقد 13% ممن شملهم الاستطلاع أن على ألمانيا أن تقف إلى جانب إسرائيل في الصراع في الشرق الأوسط دون قيد أو شرط، بينما عارض 74% هذا الموقف. بالإضافة إلى ذلك، رأى 63% أن الرد العسكري الإسرائيلي على غزة تجاوز الحدود، بزيادة قدرها ست نقاط مئوية منذ أغسطس/ آب، بينما اعتبر 73% أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية غير مبررة. (رويترز)

استطلاع: 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل
استطلاع: 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

استطلاع: 73% من الألمان مع تشديد ضوابط تصدير الأسلحة لإسرائيل

برلين: أظهر استطلاع نشرت نتائجه اليوم الأربعاء أن نحو 73 بالمئة من الألمان يؤيدون تشديد الضوابط على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، بينهم 30 بالمئة يفضلون فرض الحظر التام، مما يعكس عدم ارتياح شعبي متزايد إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية. ومنذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، ظلت ألمانيا من أقوى حلفاء إسرائيل وثاني أكبر موردي الأسلحة لها، على الرغم من عزلة إسرائيل الدولية المتزايدة والانتقادات المتصاعدة بشأن حربها المدمرة في غزة. ووفقا لرد على تحقيق برلماني نشر أمس الثلاثاء، وافقت ألمانيا في الفترة ما بين هجوم حماس ومنتصف مايو أيار من العام الجاري على تصدير معدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة 485 مليون يورو (553.72 مليون دولار). وشملت تلك الشحنات أسلحة وذخائر وقطع غيار أسلحة ومعدات للجيش والبحرية ومعدات إلكترونية ومركبات مدرعة. ولم تنجح أي دعوى قضائية ضد صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل حتى الآن، بما في ذلك قضية رفعتها نيكاراغوا في محكمة العدل الدولية. لكن موقف ألمانيا تغير في الأسبوع الماضي عندما انتقد المستشار الجديد فريدريش ميرتس الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على غزة، ووصفها بأنها لم تعد مبررة أو مفهومة. وحذر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من عواقب محتملة، في تلميح إلى خطوات نحو عقوبات تتعلق بتصدير الأسلحة. وأظهر استطلاع أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية أن ثلاثة من كل أربعة ألمان يؤيدون انتقاد ميرتس للعمليات الإسرائيلية في غزة. وخلص الاستطلاع، الذي شارك فيه 1292 شخصا وجرى في الثاني والثالث من يونيو حزيران، إلى أن 55 بالمئة يرفضون فكرة أن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة لحماية إسرائيل بسبب إرث الحقبة النازية. ويعتقد 13 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أن على ألمانيا أن تقف إلى جانب إسرائيل في الصراع في الشرق الأوسط دون قيد أو شرط، بينما عارض 74 بالمئة هذا الموقف. بالإضافة إلى ذلك، رأى 63 بالمئة أن الرد العسكري الإسرائيلي على غزة تجاوز الحدود، بزيادة قدرها ست نقاط مئوية منذ أغسطس آب، بينما اعتبر 73 بالمئة أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية غير مبررة. (رويترز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store