
الإعلامي الكبير يطلب الكرامة لا المساعدة
جو 24 :
-
في بلدٍ اعتدنا أن نسمع فيه أصوات المبدعين ترتفع عبر أثير الإذاعة وشاشات التلفزيون، يغيب أحيانًا صوتٌ لا يُنسى، لكنه لا يُنسى إلا حين يختفي خلف جدران المعاناة.
إبراهيم شهزادة، أحد أعمدة الإعلام الأردني، لم يكن يومًا مجرد مذيع أو إداري، بل كان جزءًا من ذاكرة الصوت الوطني، ذلك الصوت الذي رافق الناس في بيوتهم، وغرس فيهم صدق الكلمة وأمانة الرسالة.
واليوم، يكتب الإعلامي الكبير على صفحته الشخصية، لا ليسرد إنجازًا، بل ليبوح بألمٍ دفين، بنداء موجع، من مواطن أفنى عمره في خدمة وطنه، إلى من تبقى له من أمل.
كتب إبراهيم شهزادة منشورًا مؤلمًا موجهًا، قال فيه:
بعد نحو ثلاثين عامًا من خدمتي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وصلت إلى سدة رئاستها، فهل يعلم جلالة سيدنا – حفظه الله – أن راتبي التقاعدي الشهري هو 450 دينارًا لا غير؟
فهل يفي مثل هذا الراتب، مع بعض المعونة، لربّ أسرة هذا دخلها الشهري الوحيد، الذي يُنفق على الكهرباء والماء والصيانة، وراتب حارس العمارة، وغير ذلك من نفقات آخرها الطعام؟
الشقة التي نشغل إحدى شققها مساحتها 108 أمتار مربعة...
وهل يعلم جلالة سيدنا ذلك؟ حفظه الله وأطال في عمره..."
كلمات تختزل وجع الكرامة، وصوت خافت من أصوات الظلّ الذين قدّموا للوطن، ثم تُركوا في زاوية التهميش.
إبراهيم شهزادة ليس اسمًا عابرًا في عالم الإعلام الأردني. بدأ مشواره في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون قبل أكثر من ثلاثين عامًا، وتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية.
عرفه الناس بصوته الرصين، وحضوره المهيب، ومهنيته العالية. لم يكن يومًا باحثًا عن شهرة، بل عن خدمة إعلامية حقيقية، نزيهة، وملتزمة. وقد ترك بصمات واضحة في تطوير الإعلام الرسمي، وساهم في بناء جيلٍ من الإعلاميين المهنيين.
لكن اليوم، يواجه هذا الرمز صراعًا يوميًا مع ضيق الحال، وعبء النفقات، والمرض، بعدما أفنى عمره في خدمة وطنه دون أن يلقى التقدير الذي يستحقه.
ما كتبه إبراهيم شهزادة ليس مجرد شكوى شخصية، بل صرخة صادقة من فئة كبيرة من المتقاعدين الذين أفنوا عمرهم في خدمة الوطن، لكنهم يعيشون اليوم تحت خط الكفاف.
هو نداء موجه ليس فقط للمسؤولين، بل لكل صاحب ضمير: هل يُعقل أن يكون تقاعد رئيس سابق لمؤسسة وطنية بحجم الإعلام الرسمي أقل من الحد الأدنى لمتطلبات الحياة الكريمة؟
الإعلامي إبراهيم شهزادة، مثل كثيرين، لم يطلب المستحيل. لم يطلب منصبًا، ولا وسامًا، ولا مكافأة، بل فقط الحد الأدنى من الكرامة التي تحفظ ما تبقى من حياة رجل أعطى للوطن من صوته، وقلمه، وسنين عمره.
فهل من مُجيب؟
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
زوربا بين شغف الحياة ورتابة الفكر
خلود الواكدإنّ لكلِّ إنسانٍ حماقاته، لكن الحماقة الكبرى في رأيي هي ألّا يكون للإنسان حماقات.- نيكوس كازانتزاكي «زوربا».لماذا اندفع نحو زوربا؟ الحقيقة. الأسئلة الكبرى التي تتعلق بالحياة: لماذا نحن هنا؟ وماذا نفعل بالعمر الذي مُنحناه؟ وغيرها من الأسئلة التي تتناسل مع العمر، بعد كل مرحلة وعي نمرّ بها، وكيف للحياة أن تترك أثراً جيداً فينا.لا أخفيكم لم يكن الأمر وليد اللحظة، استغرقتُ عمرًا بالبحث عن إجابات لأسئلة وجودية لا حصر لها، لكن سؤالاً واحداً كان الأكثر إلحاحاً لأبحث عن إجابته: ماذا تعني الحياة وعلى أي شكل يجب أن نعيشها؟في زوربا وفي فلسفته في الحياة، وجدتُ اجابات كثيرة، في هذا الراقص الذي تعلق قلبه بالحياة، بلا قواعد ولا مذهب ولا قوانين مستمدة من مجتمع بائس يشق طريقه مرهقاً مهمشاً نحو المجهول.فالحياة عند زوربا تؤخذ من الداخل إلى الخارج وليس العكس، قد لا يصل القارئ لرواية زوربا ويدرك بعدها الفلسفي وفكرها الإنساني إلا بعد قراءة باقي أعمال نيكوس، كالحديقة الصخرية والأخوة الأعداء والمسيح يصلب من جديد والإغواء الأخير للمسيح، وخصوصاً كتاب تقرير إلى غريكو..فعندما تعيد قراءة رواية زوربا بعد قراءة تلك الأعمال تجد للرواية أبعاداً وأفكاراً وفلسفة مغايرة لم تنتبه لها في قراءتك الأولى.أراد كازانتزاكيس من رواية زوربا أن يطلعنا على نمطي النفس البشرية وهما المنبسط extrovert والمنطوي introvert. فالاكستروفيرت هو الانسان الذي يتجه الى الخارج كزوربا الذي لا يرى من الحياة إلا الطعام واللهو وحب القيادة والجنس، وترتيب فراشه جيداً قبل النوم، فهؤلاء هم الاكستروفيرت الذين يحبون العمل اليدوي ولا يطيقون العمل الفكري، لذلك كثيراً ما كان زوربا يسأل المعلم باسيل: «من اين تأتي بالكلمات عن الله ايها المعلم»؟أما المنطوي فهو الذي يتجه الى الداخل، نحو نفسه وذاته وأفكاره، يجتهد بإيجاد الإجابات للأسئلة التي لا يمل من طرحها على نفسه، ويقضي عمره بالبحث والدراسة والتفكير بالمحيط دون أن يستمتع به ويعيشه ويتفاعل معه.إن كانت الحياة تؤخذ من الداخل لتطفو على الخارج فنحن أمام رواية ليست مجرد حكاية عن رجلين يخوضان مغامرة على الساحل الكريتي، بل هي احتفاء بالحياة، وترتيب الفكر واليقين بأن الأشياء وان كانت بسيطة لا تأتي عبثاً، وجدت لرسالة ما.في قلب الرواية يقف زوربا، رجلاً لا يعيش الحياة نظرياً extrovert))، بل يحتضنها بكامل جسده وروحه، بشهواته، برقصه، بضحكته الصاخبة، وبكائه الطفولي. بينما أن الراوي المثقف (introvert) المنغلق داخل كتبه وأفكاره، الذي يحاول فهم الحياة عن طريق التأمل والكلمات والنظر في جوف الكتب والأبحاث، ومن خلال القوانين والمعايير، فإنه يرهق نفسه في البحث عن براهين تثبت فكره واعتقاده، ويستهلك من عمره الذي يقضيه في قوقعته وعالمه، دون أن يتنفس الحياة بجنونها كزوربا.من رحلة البحث عن مشروع كبير الى مواجهة أكبر؛ مشروع لاستخلاص المعنى من الحياة نفسها. كان يأمل الراوي أن يستخدم تلك العزلة لإكمال عمله الأدبي حول بوذا، لكن لقاءه بزوربا هزّ عالمه الداخلي. فزوربا لا يؤمن بالكتب ولا بالحروف؛ بل يؤمن بالأكل والحب والرقص والضحك والدموع والنساء. هو الفوضى الممتعة المجنونة. هو النقيض لكل ما يمثله الراوي. ونتيجة الجنون والهوس بالحياة نشأت بينهما صداقة عميقة، حتى كانا كما االليل والنهار، شيئان يكملان صورة الحياة.يظهر العمق الفلسفي والفكري والنفسي للرواية من خلال الحوار بين الشخصيتين، الراوي المتدثر بالكتب والفكر، وزوربا العاري أمام الحياة بجنونه.زوربا: هل رقصت يوماً من قلبك؟ هل أكلت خبزاً وأنت جائع؟ هل بكيت على صدر امرأة ثم ضحكت؟ هكذا الحياة، ببكريتها، بقوانين الخلق الأولى، ببساطة زوربا الظاهرة، الذي يحمل حكمة بدائية بلا فلسفة مرهقة، يتماثل لغريزة الجسد والروح الصادقة.الراوي الرصين، مع مرور الوقت، يبدأ بالتحرر من قيود فكره، والإنصات لصوت الجسد والوجود. تثير فيه شخصية زوربا الأسئلة والبحث عن إجاباتها، أمام الدرس الأهم يقف: الحياة ليست فكرة تُنفذ بدقة، بل فوضى نعيشها، وجنون نتذوقه بلذة، خطوات عفوية نرتجلها، نفشل فيها، ثم نبدأ من جديد.لم يكن لزوربا دين، ولم يكن للراوي دين كذلك، لم يذكر أنهما صلّا، بأي شكل من أشكال الصلاة المتعارف عليه في الأديان، لكن بوصلة زوربا نحو الحياة والحب كانت المحرك والموجه، الحب جعل من الرواية درساً للإنسانية، إننا نحتاج الجنون كي تستمر الحياة على نحو جميل يحررنا من قيودنا المتوارثة.والوعي لا ينبع من الرأس مباشرة، بل من الجسد والروح، ومن التجربة، من العيش بصدق مع الذات ومع العالم، ومع من نحب.اقتباسات من رواية زوربا:« – زوربا .. ما الشيء الذي أردته ولم تحصل عليه؟-: كل ما أردته حصلت عليه.-: ليس معقولاً يا رجل!- انظر يا صديقي .. إن لم تحصل على شيء ما فاعلم أنك لم ترده بصدق.-: أتكفي الإرادة يا زوربا ؟- تكفي بشرط.-: ما هو؟- أن تكون إرادة ساحقة .. ممتلئة بالجنون .. تسكنها روح الوجود.- وما روح الوجود يا زوربا؟- الحب يا رجل.»«-: أنا حُرّ يا زوربا ؟-كلا لستَ حُرًا؛ كُلُّ ما في الأمر أن الحبل المربوط في عنقك أطول قليلاً من حبال الآخرين!»-»زوربا: اللعنة يا زعيم, أنا معجب بك كثيراً, أنت تملك كل شيء عدا شيء واحد: الجنون. الإنسان يحتاج لقليل من الجنون وإلا ...- وإلا ماذا ؟-: والا لن يجرؤ ابداً على قطع الحبل وأن يصبح حراً ...»«- لا أراك تصلي يا زوربا.-الذي يصلي بصدق لن تراه.-هل معنى هذا أنك تصلي؟-نعم. لا تستطيع قطرة البحر إلا أن تكون في أعماق الموج.-ولكن كيف تصلي؟-هل تعتقد أنني أصلي صلاة شحاذ وضيع يتذلل من أجل أطماعه و مخاوفه؟ بل أصلي كرجل.-وكيف يصلي الرجال؟-بالحب. أقف وكأن الله يسألني: ماذا فعلت منذ آخر صلاة صليتها لتصنع من لحمك روحًا؟ فأقدم تقريري له فأقول: يارب أحببت فلانًا ومسحت على رأس ضعيف، وحميت امرأة في أحضاني حباً، وابتسمت لعصفور وقف يغني لي على شرفتي، و تنفست بعمق أمام سحابة جميلة تستحم في ضوء الشمس، وأظل أقدم تقاريري حتى يبتسم الرب.-وإن ابتسم.-نضحك و نتحدث كصديقين مخلصين.-ألا تطلب منه شيئًا..؟!-هو أكرم من أن أطلب منه. طالما نظر فوجد حبًّا صادقاً و نوايا صافيه، أعطى.-وماذا تفعل عند الخوف؟-أخاف ككل إنسان، ولكن عندي يقين أن شعور الحب يُذهب الخوف. الله محبة.»


الوكيل
منذ 8 ساعات
- الوكيل
حياة الفهد تدخل المستشفى ونجوم الكويت يتمنون لها الشفاء
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان تعرضت الفنانة الكويتية حياة الفهد لوعكة صحية منذ أيام استدعت دخولها المستشفى.وفي التفاصيل، ذكرت مصادر أن حياة تمرّ بفترة صعبة وهي لا تزال في المستشفى تتلقى الرعاية الطبية اللازمة تحت إشراف فريق متخصص منذ حوالي ثلاثة أيام.وكان حساب مؤسسة الفهد للإنتاج الفني قد شارك صورة لحياة عبر إنستقرام مع تعليق جاء فيه: "تعلن أسرة ومحبو الفنانة القديرة حياة الفهد ومؤسسة الفهد أن أمّ الجميع تمرّ حاليًا بوعكة صحية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل، وأن يعيدها لمحبيها وهي بأتم الصحة والعافية.بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا مرضت فهو يشفين. صدق الله العظيم. دعواتكم الصادقة لها."وتفاعل عدد من نجوم الكويت مع خبر مرضها متمنين لها الشفاء العاجل، ومن بينهم خالد عبدالله المظفر الذي كتب عبر إكس: "اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً، سيدة الشاشة الخليجية أمنا الحبيبة حياة الفهد تقومين بالسلامة يا أم سوزان."من جانبه، تمنى باسم عبد الأمير الشفاء للفهد، وشارك صورة لها مع دعاء: "اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً".كما تمنّت ريم وهبة الدري طول العمر والشفاء العاجل للفنانة.ولم يغب جمهورها عن دعمها، حيث عبّروا عن حبهم وتمنياتهم بالشفاء العاجل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


جفرا نيوز
منذ 11 ساعات
- جفرا نيوز
مصطفى كامل يعتذر لـ أنغام بعد تصريحاته الأخيرة
جفرا نيوز - في ختام المؤتمر الصحافي الذي عقدته نقابة المهن الموسيقية للفنان راغب علامة، وجّه النقيب مصطفى كامل رسالة اعتذار إلى الفنانة أنغام، موضحاً أن تصريحاته الأخيرة عنها فُهمت بشكل خاطئ، وأنه أدلى بها قبل أن يعلم بتطورات حالتها الصحية. وقال كامل في رسالته: "أتقدم بخالص أمنياتي الطيبة لأختي وصديقتي وحبيبتنا الفنانة الكبيرة أنغام، وبدعيلها بالشفاء العاجل، ربنا يرجعها بألف سلامة، وباعتذر عن كلامي اللي قلته قبل ما أعرف تفاصيل حالتها الصحية'. وكانت أنغام قد خضعت مؤخراً لعملية جراحية دقيقة في ألمانيا لاستئصال جزء من البنكرياس. الإعلامي محمود سعد حرص على طمأنة جمهورها، مؤكداً نجاح العملية، حيث كتب عبر صفحته على "فيسبوك': "حمد لله على سلامة أنغام… العملية كانت دقيقة ومش سهلة، بس الحمد لله مرت على خير وكانت ناجحة وهي كويسة الحمد لله، وإن شاء الله تتعافى بسرعة وترجع بألف سلامة'. وخلال الأيام الماضية، تلقت أنغام موجة واسعة من رسائل الدعم والدعاء من جمهورها وعدد كبير من نجوم الوسط الفني والإعلامي، الذين عبّروا عن محبتهم وتمنياتهم لها بالشفاء التام.