
المفتي يدين مجزرة الشجاعية ويؤكد: استهداف الأبرياء جريمة بشعة تستوجب موقفًا دوليًّا حاسمًا
يدين فضيلة أ.د نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- بأشد العبارات المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في حي الشجاعية بقطاع غزة، والتي أودت بحياة عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، مؤكدًا أن ما يجري هو جريمة مكتملة الأركان، تأنف منها الفطرة السليمة، وتأباها كل شرائع السماء وقوانين الأرض، وتمثل خرقًا صارخًا لأبسط مبادئ الإنسانية والعدالة، فضلًا عن كونها تجرؤًا فجًّا على حرمة النفس البشرية التي عظَّمها الله تعالى.
ويؤكد مفتي الجمهورية أن ما تقوم به قوات الاحتلال من قتلٍ متعمَّدٍ للمدنيين، وتجويعٍ ممنهجٍ للأطفال والنساء، وتهجيرٍ قسريٍّ للأسر والعائلات، يُمثل وجهًا فاضحًا من وجوه الإبادة الجماعية، ووصمة عار في جبين الإنسانية الحديثة، فسياسة العقاب الجماعي، ومنع الطعام والدواء، واستهداف البنية التحتية أمور لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة من الذرائع، وهي انتهاك صارخ للقانون الدولي والضمير الإنساني.
ويُهيب مفتي الجمهورية بأحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يتخذوا المواقف اللازمة لوقف هذه الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين؛ انطلاقًا من واجب الدين والضمير والإنسانية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان المستمر، كما يدعو فضيلته إلى أن تتحمل الدول والحكومات والمؤسسات الدولية مسؤولياتها في حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين على الحقوق الإنسانية، فالقضية الفلسطينية كانت وما زالت وستظل قضية دين وأمة وحياة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
الحج 2025: السوريون يغادرون من دمشق لا المنافي بعد 12 عاماً من الشتات
'لم يكن ثمة شعورٍ يُضاهي ما اختلج في صدري وأنا أقترب من أطهر بقاع الأرض… فرحٌ لا تُحيط به الكلمات، وحُلمٌ طال انتظاره أصبح واقعاً' هكذا عبّر العقيد المتقاعد رياض الأسعد عن مشاعره خلال رحلته إلى مكة، ضمن بعثة الحج السورية لعام 2025. ويقول الأسعد، في مقطع مسجلٍ نشره عبر حسابه على منصة اكس (تويتر سابقاً) 'هي المرة الأولى – منذ سنوات- التي لا يغادر فيها السوريون لأداء الحج من مطارات العالم، بل عادوا إلى الانطلاق من وطنهم'. الأسعد، الذي انشقّ عن جيش النظام السوري في بدايات الثورة عام 2011، أعلن حينها تأسيس 'الجيش السوري الحر'، الذي أصبح لاحقاً من أبرز التشكيلات العسكرية المعارضة. ولعب دوراً بارزاً في تحركات 'الثورة المسلحة'، داعياً إلى توحيد الصفوف وإذابة الخلافات بين قوى المعارضة المختلفة وإقامة نظام ديمقراطي، قبل أن يُصاب إثر انفجار في منطقة دير الزور شمالي سوريا، نُقل على إثره إلى تركيا لتلقي العلاج. واليوم، بعد أكثر من عشر سنوات على لحظة انشقاقه، يعود الأسعد لأداء فريضة الحج، على متن أول رحلة حج سورية تنطلق من مطار دمشق الدولي منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. بعد عقد من الغياب: تنظيم موحد للحج السوري من داخل البلاد وإذا كان العقيد رياض الأسعد قد عبّر عن مشاعره الجيّاشة لحظة اقترابه من مكة، فإن الانطلاق من مطار دمشق لم يكن أقل تأثيراً بالنسبة لكثير من الحجاج السوريين، فقد حملت هذه اللحظة رمزية عاطفية خاصة بعد سنوات من الشتات. يقول الحاج عبيدة الكاطع: 'حين وصلنا إلى المطار، غمرنا شعور بالعزة والفخر، وأحسسنا حقيقةً أننا مواطنون يُحترمون، هناك من يسأل عنا ويهتم بشؤوننا ويرعانا'. تعد رحلة هذا الموسم انعطافة هامة في تنظيم شؤون الحجاج السوريين، حيث إن الرحلات عادت لتنطلق، وفق ترتيبات جديدة، بشكل مباشر من دمشق، بعد أكثر من عقد من غياب التنسيق مع الجانب الرسمي في سوريا. جاء هذا التغيّر في سياق التحوّلات السياسية التي شهدتها البلاد أواخر عام 2024، مع تشكيل حكومة انتقالية تولّت إدارة شؤون الداخل، من بينها ملف الحج الذي ظلّ لسنوات طويلة خاضعاً لترتيبات استثنائية وغير مستقرة منذ عام 2011. وزير الأوقاف السورية محمد الخير أبو شكري قال خلال لقائه حجاجاً سوريين إن هذا الحج 'هو الأول بعد تحرير سوريا من النظام البائد'، وأضاف: 'أكرمني الله أن أكون في خدمة حجاج بيت الله، وهم يغادرون من مطار دمشق الدولي في أول رحلة إلى بيت الله الحرام نقوم فيها بوداعهم وخدمتهم'. BBC منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، خرج ملف الحج من أيدي المؤسسات الرسمية في دمشق، إذ توقفت السلطات السعودية عن اعتماد وزارة الأوقاف السورية جهةً مسؤولةً عن تنظيم شؤون الحجاج، لترد الأخيرة – حينها – باتهام السعودية 'بمنع الحجاج السوريين من أداء فريضة الحج في سابقة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً'. وبدلاً من ذلك، تم تسليم المهمة إلى 'لجنة الحج العليا' التابعة للائتلاف السوري المعارض، والتي أدارت الملف لأكثر من 12 موسماً متتالياً. جرى التنسيق بين اللجنة والسلطات السعودية لتنظيم سفر السوريين إلى الحج من عدة دول، أبرزها تركيا، الأردن، لبنان، كما سُمح في بعض المواسم لسوريين داخل البلاد بأداء الفريضة بعد الحصول على تأشيرات خاصة من سفارات أجنبية. ويقول الكاطع وهو رئيس لمجموعة تنظّم عمل الحجاج 'في فترة التهجير، افتتحت لجنة الحج مكاتب في شمال سوريا، في معبري باب الهوى وباب السلامة، كما أسّست 3 مكاتب في تركيا، ومكاتب أخرى في لبنان، الأردن، مصر، الكويت، الإمارات، وقطر، لتخدم الجاليات السورية الكبيرة هناك'. ويبين في حديثه لبي بي سي أن 'إصدار التأشيرات في تلك الفترة أمر بالغ الصعوبة، بسبب تباين الإجراءات بين الدول المُعتمدَة لإصدار التأشيرات منها'. خلال تلك السنوات، لم يكن هناك رقم موحد أو دائم لعدد الحجاج السوريين، إلا أن متوسط الأعداد تراوح بين 12,000 و19,000 حاج سنوياً بحسب بيانات لجنة الحج العليا والسلطات السعودية. وشهدت تلك الأرقام تقلبات تبعاً للظروف الأمنية، وسياسات الاستقبال في دول الجوار، وإمكانية وصول السوريين إلى نقاط السفر. وغالباً ما كانت أولوية الاختيار تُمنح للمقيمين في الخارج، ما ترك كثيرين في الداخل السوري، لا سيما في المناطق المحاصرة أو الخارجة عن السيطرة الرسمية، بلا فرصة واضحة لأداء الفريضة. فيزا إلكترونية ونظام تدرجي واختيار بالقرعة ومن بين أبرز الترتيبات الجديدة التي رافقت هذا التحوّل، وفق الهيئة السورية للحج والعمرة، اعتماد نظام قرعة إلكترونية متكامل، شمل السوريين في الداخل والخارج، حيث خصص 7 في المئة من المقاعد للحجاج الذين تجاوزوا سن السبعين، فيما جرى توزيع باقي المقاعد على فئات عمرية محددة. ويقول أحمد عبد الهادي طويل، وهو رئيس مجموعة تابعة للجنة تنظيم الحج 'بدأنا العمل مع لجنة تنظيم الحج منذ عام 2013، ومنذ ذلك الحين نشهد تطوراً ملحوظاً في الترتيبات عاماً بعد عام، والحمد لله، الانطباعات دائماً إيجابية'. ويضيف لبي بي سي : 'في السابق، كانت تأشيرات الحج تُستخرج من أربع دول فقط: لبنان، الأردن، مصر، وتركيا، أما هذا العام، ولأول مرة، أصبح بإمكان الحجاج استخراج التأشيرات من داخل سوريا، حتى عبر نظام التأشيرة الإلكترونية، وهو تطور مهم يسهل الإجراءات ويعزز الاستقلالية'. ويقارن الكاطع بين الإجراءات السابقة والحالية إذ يقول'سابقاً، كانت كل مجموعة حجيج تعمل بشكل منفصل، وتسكن في مدارس أو أماكن غير مرخّصة، في ظروف عشوائية، لكن بعد أن تسلّمت لجنة الحج المهمة تغير الوضع بشكل جذري'. وأكد أنه 'أصبح هناك انتظام وتواصل واضح بين المجموعات، وتحسّن مستوى السكن بشكل كبير، إذ باتت جميع الإقامات في فنادق مصرح بها من وزارة الحج السعودية'. ويضيف'حتى في المدينة المنورة، يقيم جميع الحجاج السوريين في فنادق خمس نجوم، دون تمييز بين فئة وأخرى. كما أصبحت كلفة الحج موحّدة، ليس فقط للسوريين داخل البلاد، بل أيضاً لأولئك المقيمين في الخارج.' ووفق البيانات الرسمية، بلغ عدد المتقدّمين 43,215 شخصاً، جرى اختيار 22,500 منهم عبر قرعة إلكترونية معلنة. وبلغ عدد الحجاج المختارين من فئة من تجاوزوا السبعين عاماً 1,575 حاجاً، يرافقهم 1,360 مرافقاً، يشمل السوريين داخل البلاد وخارجها، وذلك عبر منصات إلكترونية ومراكز ميدانية أنشأتها وزارة الأوقاف الجديدة في عدد من المحافظات. 'لم يُعامل الحجاج على أساس مناطقي، بل كمواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة' خلال عهد النظام السابق، اضطرّ كثير من الحجاج السوريين إلى السفر بجوازات غير سورية، أو استخراج وثائق مرور مؤقتة، أو الالتحاق بحملات حج لا تتبع لبلادهم. وقد جعل ذلك أداء الفريضة، في كثير من الأحيان، مرهوناً بالعلاقات الشخصية أو الإمكانات المالية، بدلاً من أن يكون ضمن مسار رسمي متاح لجميع السوريين. السفر هذا العام يتم لأول مرة منذ نحو عقد مباشرة من مطار دمشق الدولي، وهو ما أتاح للحجاج من المحافظات المختلفة الوصول إلى مكة دون المرور بدول الجوار. في المقابل، لا تزال بعض الأصوات التي استمعت إليها بي بي سي وفضّلت عدم الافصاح عن هويتها، ترى أن فرص الوصول للحج لم تتساوَ بشكل كامل، إذ أن بعض المناطق التي تعيش أوضاعاً خاصة، سواء كانت جغرافية أو إدارية أو سياسية، لا تزال تواجه صعوبات في ضمان تسجيل الراغبين فيها، أو في توفر مكاتب معتمدة تغطي حاجاتهم. لكن يؤكد كل من أحمد طويل والكاطع أن 'اختيار الحجاج هذا العام شمل جميع المناطق السورية دون استثناء، بما في ذلك الحسكة، دير الزور، الرقة، اللاذقية، وحتى المناطق القريبة من خطوط التماس'. ويشددان على أن 'التعامل مع الحجاج لم يُبنَ على أسس مناطقية أو سياسية، بل تم باعتبارهم مواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة، ومن مختلف الأطياف.' وقد حددت الوزارة كلفة الحج لهذا العام بـ4,900 دولار أمريكي، تشمل الإقامة والمواصلات داخل الأراضي المقدسة والخدمات الصحية والإدارية. ويقول أحمد طويل إن التكلفة 'تُعد من بين الأقل مقارنة بالدول الإسلامية الأخرى، وهي قريبة من أسعار السنوات الماضية' مضيفاً 'في العام الماضي كانت التكلفة نحو 4700 دولار، وقد تم هذا العام تقديم خدمات إضافية للحجاج'. ويشير هنا أيضاً إلى أن غياب ناقل وطني رسمي 'أثر على التكلفة بعض الشيء، لكنه لم يمنع من الحفاظ على مستوى جيد من الخدمات والسعر'. فيما يوضح الكاطع أن الكلف الحالية تشمل الترتيبات الحالية المتعلقة بـ 'التنقّلات الجماعية ووجبات الإفطار اليومية والموائد المفتوحة، وهدايا من وزارة الأوقاف السورية، إضافة إلى الخدمات المقدّمة من المملكة العربية السعودية'. 'خروجنا من مطار جدّة لم يستغرق نصف ساعة' ويشير أحمد طويل إلى أن الدخول إلى السعودية كان منظماً وسلساً، قائلاً: 'البعثة دخلت عبر مطار جدة، واستغرقت إجراءات الخروج من المطار قرابة نصف ساعة فقط، وهو وقت يُعد ممتازاً بالنظر إلى حجم البعثة وطبيعة الترتيبات'. من الناحية التنظيمية، جرى إرسال بعثات طبية وإدارية سورية إلى السعودية لمرافقة الحجاج وتوفير الدعم الميداني، كما تم توقيع اتفاقات خدمية مباشرة مع مؤسسات سعودية معنية بالحج، بما في ذلك شركات النقل والإعاشة والإيواء. وبحسب وزير الأوقاف أبو شكري، فقد جرى توزيع الحجاج على المخيمات بطريقة 'تعتمد معيار العدد والمنطقة الجغرافية دون اعتبارات إضافية'، في محاولة لتفادي ما وُصف سابقًا بالتفاوت في الخدمة. وبينما تستمر هذه الترتيبات الجديدة، يُنظر إلى موسم الحج لعام 2025 بوصفه مرحلة انتقالية اختبارية لملف ظل طوال 12 عاماً معقّداً ومتداخلاً بين أبعاد عدّة. فمنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لم يكن تنظيم الحج شأناً دينياً فحسب، بل ارتبط أيضاً بواقع الانقسام السياسي، وتوزع السيطرة الميدانية، وظروف الشتات التي دفعت مئات الآلاف من السوريين لأداء المناسك من دول مجاورة، كلٌ بحسب موقعه وظروفه.


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
سمير جعجع في مواجهة شاملة: لا تحالف مع الحزب ولا سلاح خارج الدولة.. الانتخابات البلدية نزيهة رغم المال السياسي
أكّد رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع في حديث إلى الـ 'LBCI' أن الأحزاب مهما كانت قوتها تبقى جزءًا من الناس، مشيرًا إلى أن 'الأهمّ هو موقف الناس ومزاجهم'. أضاف: 'ما لاحظته، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أنّه لم يكن هناك شخص يريد أن يترشّح هذا العام إلا وأتى إلينا ليترشّح باسمنا أو ضمن لوائحنا'. وتابع: 'كانوا يقولون: إذا لم ترشّحوني أنتم، فلن أترشّح. وبالفعل، هكذا حصل'. وفي سياق الحديث عن انتخابات اتحاد بلديات قضاء المتن، عبّر جعجع عن عدم قدرته على تفسير ما حصل، وقال: 'لو كنتُ قبل انتخابات الاتحاد بربع ساعة، وسُئلتُ: ما هي النتيجة المتوقّعة؟ كنت سأقول: في أسوأ الأحوال، تعادل، أو أن تفوز نيكول الجميل بصوت زائد أو صوتين'. وعن العلاقة مع الكتائب، قال: 'العلاقة على ما يرام سياسيًّا، وكذلك الأمر على مستوى الانتخابات البلدية، التي شهدت تمايزات في بعض المناطق كانتخابات نائب رئيس بلديّة بيروت، أما مسألة انتخابات اتحاد بلديات المتن فهي مختلفه تمامًا، وخضناها سوياً'. وأكد أن من صوّتوا ضد 'الكتائب' و'القوات' في الإتحاد، ارتكبوا خطأ، لأنّهم كانوا قد أعطوا وعودًا، سواء للكتائب أو لنا'. وأضاف: 'أنا شخصيًا تحدّثتُ مع واحد، اثنين، ثلاثة… من رؤساء البلديّات القريبين منا والذين تمكنوا من الفوز في الإنتخابات بفضل أصواتنا'. ورفض الاتهامات التي طاولت 'القوات اللبنانية' بالتحالف مع 'الحزب القومي' في الكورة، وقال: 'لم نتحالف مع 'الحزب السوري القومي الاجتماعي'، لا في أميون ولا في أي مكان آخر'. أضاف: 'في الكورة، قمة الكفير من الأشخاص الذين تركوا الحزب القومي منذ خمس أو عشر سنوات، أو حتى منذ خمس عشرة سنة. نحن لم نتحالف مع الحزب القومي كحزب، بل مع أفراد، بعضهم كانوا محسوبين على القوميين أو لهم أقرباء كانوا في الحزب. لكن هم ليسوا في التنظيم'. واستشهد بحالة أميون قائلاً: 'المرشّح الذي دعمناه هناك كان مالك فارس، وهو رئيس البلديّة الحالي، الذي كان مدعوماً أيضاً من النائب السابق سليم سعادة، لا شك. لكن من كان في مقابله هو مرشّح الحزب القومي رسميًّا، وهو الدكتور بسام عبيد، وهو ممثّل فعلي للحزب ومدعوم من حسان صقر على ما يمثل حسان صقر في الحزب القومي ومدعوم أيضاً من التيار الوطني الحر والمردة والشيوعي'. وفي معرض الرد على سؤال عن خوض معركة بيروت البلدية على اللائحة ذاتها مع 'حزب الله'، قال جعجع: 'لم نتحالف مع 'حزب الله' إطلاقًا، وجل ما حصل هو أننا اتفقنا على جمع الفرقاء المسيحيين جميعا على موقف موحّد ضمن هذا الإطار، واتفقنا أن يتولى فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية جمع الفرقاء المسلمين'. أضاف: 'لم نلتقِ بأحد من حزب الله، ولم نعقد أي اتفاق معه'. وشدّد على أن 'الهمّ الأساسي في بيروت، وأقولها بصراحة، كان الحفاظ على المناصفة. وبعد ذلك، كان الهدف الثاني هو التنمية'. وعن المناصفة قال: 'هذه هي المرّة الأولى، منذ أن طُرحت المناصفة في بلدية بيروت من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، يكون هناك مناصفة حقيقية، أي أن يكون هناك أحد عشر عضوًا مسيحيًا في بلدية بيروت تمت تسميتهم من قبل الفرقاء المسيحيين أنفسهم. الطاشناق، والهنشاك، والقوات، والكتائب، وميشال فرعون، والتيار الوطني الحر، ففي بيروت، صراحةً، كان همّنا أن نُدخل اثني عشر عضوًا إلى المجلس البلدي، وللأسف، لم ننجح سوى بأحد عشر'. وأما بالنسبة للسلاح ودور 'حزب الله'، فقال جعجع:: 'هل يحق لهذا المكوّن أن يفرض رأيه على باقي المكوّنات التي تشكّل 70 إلى 75% من الشعب اللبناني؟ لا يحق له، فإذا كنتم تريدون الأمر بالأكثرية، فليكن بالأكثرية. وإن لم تريدوا ذلك، فابحثوا عن صيغةٍ أخرى'. وتعليقًا على تصريحات الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، قال: 'حين أستمع إلى الشيخ نعيم وهو يتحدث، أشعر وكأنه يعيش على كوكبٍ آخر. لا علاقة له بالواقع، ولا بالأحداث الجارية، ولا بموازين القوى، ولا بما جرى، ولا بما سيجري. يبدو وكأنه يطرح نظريات وهو لا يعرف ما حدث، ولا يعلم ما هو آتٍ. إنه بعيدٌ تمامًا عن الواقع'. وردًا على سؤال عن كلام الشيخ نعيم قاسم بأن الحزب لا ينوي تسليم سلاحه، قال جعجع: 'هو يؤخّر حصر السلاح في الدولة، ولكن هناك أيضًا من يتأخّر في فرض هذه الحصرية'. وأكّد أن الدولة هي صاحبة القرار، مشيرًا إلى أن 'قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت. الدولة هي من يجب أن تفرض سلطتها'. وشكر جعجع رئيس الحكومة على مواقفه، قائلاً: 'إنني أُوجّه تحية كبيرة لرئيس الحكومة بسبب المواقف التي يتخذها، والتي أراها واضحة جدًّا'. وأوضح موقفه من الدعوات إلى الحوار لتسليم السلاح والتهدئة، قائلاً: 'لا أحد يتحدث عن صدام، ولا أحد يريد صدامًا، ولا أحد سيسعى إلى صدام'، ولكنه شدّد في المقابل على أن 'الدولة يجب أن تفرض هيبتها وسلطتها'. وقال: 'إذا لم تُفرض هذه الأمور، فلن تبقى دولة أصلًا. الدولة إما أن تكون ذات سيادة، أو لا تكون. ولا مجال للّعب في هذا الشأن'. وشدّد جعجع على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة، وقال: 'أنا أتفهم جيداً ما يقوم به رئيس الجمهوريّة في موضوع السلاح، ولكن برأيي الشخصي أنه كان عليه أن يقول لهم منذ اللحظة الأولى: أيها الشباب، اللعبة انتهت هنا. أخبروني فقط، هل تودون إرسال سلاحكم إلى إيران؟ أم بيعه؟ أم تسليمه إلى الجيش؟ قرروا بأنفسكم، ولكن هذا هو الإطار الزمني للمسألة، باعتبار أنه لا يجوز أن يكون الحوار مفتوحًا إلى ما لا نهاية لعشر سنوات أو أكثر'. وردًا على كلام النائب محمد رعد على أن تسليم السلاح غير ملزم بتوقيت معين، قال جعجع: 'صحيح أنه غير ملزم بتوقيت، لكن نحن كدولة لبنانية، ملزمون بتوقيت. ويجب أن نبلغهم ذلك. وسئل: هل تشعرون أننا دخلنا فعليًا مرحلة جديدة؟ اجاب لا. رئيس السلطة الفلسطينية هو الوحيد حتى الآن الذي زار لبنان'. ورأى أن الخطوات الإيجابية على انواعها في الدولة مشلولة بسبب استمرار وجود السلاح غير الشرعي، قائلاً: 'اعادة الإعمار والإنقاذ الإقتصادي والمالي والنقدي، كل ذلك معلّق وجامد الآن، ومشلول، في انتظار تسليم السلاح. لا أحد، لا أحد، لا أحد، سيقبل التعامل مع الدولة في هذا الوضع'. وردًا على سؤال عن سبب عدم صدور أي ردّ رسمي على خطاب الشيخ نعيم قاسم، رغم أنه خطاب شديد اللهجة، قال جعجع: 'ربما لأنهم لا يعتبرون كلامه ذا قيمة. الشيخ نعيم يجب أن يخرج من هذه الزاوية'. اما بالنسبة للشروط التي يتكلّم عليها 'حزب الله' لتسليم سلاحه، على غرار الانسحاب الإسرائيلي، إعادة إعمار ما تهدّم، وعودة الأسرى، قال جعجع: 'أولًا، ليس من حق حزب الله أن يضع الشروط. الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة الحق في ذلك. هي وحدها المعنية بهذه المسائل. إذا أردتَ أن تُخرج إسرائيل من أرضك، فأول ما يجب فعله هو العمل على قيام الدولة اللبنانية. قولي لي: كيف ستُخرجينها؟ هل يستطيع حزب الله إخراجها بالقوة؟ لماذا لم يُخرجها بالقوة إذًا؟'. وردًا على ادعاءات حزب الله بأن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، قال جعجع: 'فليتفضّل إذًا. هو لا يحتاج إلى أي قرار من أحد. فليتفضّل. لماذا ننتظر أكثر من ذلك؟ لقد تفضّل سابقًا، ورأينا النتيجة. هم يقولون إن إسرائيل لا تنسحب إلا تحت ضغط المقاومة، ولكن، هل دخلت أصلًا سوى في ظلّ المقاومة؟'. اما بالنسبة لسبب عدم سماع أي دعوة من قبل 'القوّات' إلى انسحاب إسرائيل، أو تحرير الأرض، قال جعجع: 'لأن البعض، للأسف، ضلّلوا الرأي العام بأحاديثهم، وجعلوا من القضايا الأساسية مجرد شعارات. إن أردتَ إخراج إسرائيل من لبنان، والعودة إلى وضع طبيعي، فأنت بحاجة إلى أمر واحد أساسي: التخلّص من سلطة حزب الله. ما هذا المنطق؟ دعيني أخبرك شيئًا مهمًّا. في سوريا، على سبيل المثال، تسلّم السلطة شخص اسمه الفعلي أحمد الشارع، ولا تنسي أنه هو نفسه 'أبو محمد الجولاني'، فماذا فعل أبو محمد الجولاني؟ رفض أن تبقى جماعة 'الجهاد الإسلامي' وجماعة 'حماس' في سوريا. السياسة تحتاج إلى من يفهم موازين القوى، ويقرأ الوقائع على الأرض، ويتصرف بواقعية. وليس من يتحدث بالشعارات فحسب'. وعن الضغوط الأميركيّة التي تمارس على لبنان وما يقال عن أن إسرائيل لن تنسحب إلا بعد التوصّل إلى اتفاق حول النقاط الثلاث عشرة العالقة بين لبنان وإسرائيل، قال جعجع: 'ما شأننا بهذا كله؟ لماذا نحمل أنفسنا كل هذا العبء؟ يجب أن نأخذ موقف الدول الخارجية في الحسبان، لكن قبل ذلك، علينا أن نعرف أين تكمن مصلحتنا نحن، ومصلحة شعبنا. مصلحة شعبنا أولًا. المشكلة الأساسية لدينا الآن هي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا. علينا العودة إلى اتفاقية الهدنة في أقرب وقت. ليتفضل أحدهم ويعطِنا حلًّا. نحن نطرح الحلّ، والأميركيون يعرفون، والفرنسيون كذلك، ويقولون جميعًا: قبل أن تُرتّب الدولة اللبنانية أوضاعها الداخلية وتُصبح دولة فعلية، لن نكون مستعدين للتعامل معها بجدية. حسنًا، فلنبدأ من هنا'. وعما إذا كان يعتقد أن الأميركيين راضون عن مواقف المسؤولين اللبنانيين، أجاب قائلاً: 'بحسب محادثاتنا معهم، أرى أنهم بدأوا يُعبّرون عن انزعاجهم. هل تعلمون ما معنى ذلك؟ إنهم يسألون: لماذا الوضع في لبنان لا يتقدّم؟ ولماذا هذا الركود؟ يأخذون مثلًا موضوع السلاح الفلسطيني، ويطالبون بأن ننتقل إلى الفعل'. أما بالنسبة لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد لفت إلى ان 'الرئيس محمود عباس، جزاه الله خيرًا، قام بعمل لا يمكن لأحد غيره أن يقوم به. لقد منح الدولة اللبنانية ما يشبه 'بطاقة بيضاء' لتقوم بما يلزم. وبالرغم من هذه البطاقة، عدنا إلى الوراء، وانتظرنا لنرى إن كانت حركة 'حماس' تقبل أم لا'. ورداً على سؤال عن أن الرئيس عباس تحدّث عن تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت، بدءاً من منتصف حزيران، إلا أنه يقال إن هذا الكلام لن يُنفّذ، شدد جعجع على ان 'المسألة يجب الا تبقى فقط محصورة في بيروت، بل يجب أن تتم في الشمال، وفي الجنوب، وفي المناطق كلها. فهل تخاف الدولة من ممارسة سيادتها على أرضها؟ هل الدولة خائفة من أن تطلب من 'حماس' مثلًا، أن تسلّم السلاح؟ إذا لم تقبل 'حماس'، وسكتنا عن الموضوع، فماذا يعني ذلك؟ يعني أننا لسنا دولة. في هذه الحال، نعم، يجب أن نعود إلى سيناريوهات سابقة، كما حدث في نهر البارد، بالرغم من أنني لا أريد العودة إلى سيناريو مشابه، لكن من غير المقبول أن تُظهر الدولة ضعفًا، وتنكشف'. ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من خطة واضحة تُقدّمها 'القوات اللبنانية' إلى طاولة الحكومة لحل موضوع السلاح، قال جعجع: ' قدّمنا مرتين اقتراحًا إلى مجلس الوزراء، تضمّن خريطة طريق زمنية، مرتبطة بمواعيد محددة، للتخلّص من كل سلاح غير شرعي في لبنان. والآن، نبدأ بالسلاح الفلسطيني، وهذا جيد. لكن خلال شهرين يجب أن يكون هذا الملف منتهيًا تمامًا، في الشمال، والبقاع، والجنوب'. وعن سبب عدم إدراج الرئيس نواف سلام بند 'حصر السلاح' كبندٍ وحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء، قال جعجع: 'لقد أدرجه. الرئيس نواف سلام وضع هذا البند، وهو يُنسّق مع رئيس الجمهورية بشكل دائم في شأنه. رئيس الجمهورية يقول إنه يحتاج إلى بعض الوقت لترتيب الأمور بالشكل الأنسب، ولا بأس، لكن ما لا نريده هو أن يضيع هذا الوقت دون نتائج'. وعن المطلب الأميركي بانضمام لبنان إلى اتفاقيّة 'ابراهام'، شدد جعجع على ان 'الأميركيين، مثل أي طرف دولي، يفكّرون من منطلق مصالحهم القومية، ونحن يجب أن نفكّر من منطلق مصالحنا القومية. حالياً، لدينا أولوية مختلفة تمامًا. أولويتنا أن نصبح دولة فعليًّا. أن ننهي نهائيًا مسألة السلاح. ما يقوله الشيخ نعيم، يحتاج إلى من يوقظه من سباته. يُذكّرني بحكاية حدثت بعد الحرب العالمية الثانية: بعد عشرين عامًا من انتهائها، كانت هناك طائرة استطلاع تحلّق فوق إحدى الجزر اليابانيّة، فاكتشفت جنديًا يابانيًا ما زال في موقعه. نزلوا إليه، فوجدوه قد صنع متاريس من علب الطعام، وجلس منتظرًا إنزالًا أميركيًّا، ظنًّا منه أن الحرب ما تزال قائمة. هذا يذكّرني بالشيخ نعيم. الدولة اليوم يجب أن تتصرّف بمسؤولية. لكن بعض الأطراف لا يزال يشتري الوقت، وهذا ما يقوم به حزب الله أيضًا، يشتري الوقت على حساب الدولة'. ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن للبنان أن ينهض من دون أن ينضم إلى اتفاقيات 'أبراهام'، قال جعجع: ' نعم، بالتأكيد يستطيع، على الأقل أن ينهض بكامل قوّته إن أصبح دولة فعلية. ولكي يصبح دولة فعلية، عليه أن يُمسك بقراره العسكري والأمني. وهذا لا يتطلّب شيئًا خارقًا. هذا هو مضمون اتفاق الطائف، وهذا ما ينصّ عليه الدستور، وهذا هو مطلب الشعب اللبناني، وهذا ما جاء في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي بالمناسبة، وافق عليه حزب الله نفسه في 12 آب 2006، في القرار 1701″، مشدداً على أن 'اتفاقيّة الهدنة' كافية لضمان أمن حدودنا الجنوبيّة، وعلينا أن نبدأ منها، باعتبار أننا نريد الهدنة، لا أكثر. نحن ليست أولويتنا حاليًا اتفاق سلام. أولويتنا هي العودة إلى اتفاق الهدنة، وهذا أقصى ما نطمح إليه في الوقت الراهن'. ورداً على سؤال عن الطرف الأقرب إلى القوات اللبنانية على الساحة الداخلية: الرئيس عون، الرئيس نواف سلام، أم الرئيس نبيه بري؟ أكّد جعجع أن ' الرئيس عون والرئيس سلام في خط سياسي واحد، أما الرئيس بري، فهو في خط مختلف تمامًا. نحن، بقدر ما يكون أحدهم ملتزمًا ببناء دولة فعلية، نكون معه. وبرأيي بالنسبة لمن أقرب برأيي، الاثنان معًا، الرئيس عون والرئيس سلام، بالرغم من أن الرئيس سلام يعبّر عن مواقفه بوضوح أكبر'. أما بالنسبة لمن هم حلفاء القوات اللبنانية المفترضون في الانتخابات النيابية المقبلة، من الأحزاب والمستقلين، قال جعجع: ' ما زال الوقت مبكرًا، وعلى صعيد الشخصيات المستقلة، فعلاقتنا ممتازة مع كل من يشاركنا الرأي. نحن لا نقوم بتحالفات فقط من أجل الفوز، بل نتحالف مع من يشبهنا في التوجّه السياسي'. ورداً على سؤال عما إذا كانت القوات اللبنانية ستصبح حزب العهد في الانتخابات النيابية المقبلة، شدد جعجع على أنني 'بصراحة، لم أشعر في أي لحظة بأن الرئيس جوزاف عون يسعى إلى تشكيل قوة حزبية أو كتلة نيابية. وبالمناسبة، دعيني أخبرك بأمر: الانتخابات البلدية الأخيرة كانت من أنزه ما يكون. نعم، أنزه ما يكون. الرشاوى والمال الإنتخابي أمر آخر، ولكن اسمحي لي أن أتحدث عما عايشته أنا. نحن، الذين واكبنا العملية الانتخابية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من بيروت إلى القاع، في المناطق كلها لم نرَ أن الرئيس عون تدخّل في أي مكان ولا الرئيس نواف سلام تدخّل، ولا وزير الداخلية حاول التأثير على مجريات الانتخابات. العملية كلها كانت نزيهة للغاية'. وعن كيفيّة محاربة الفساد، إذ إننا في انتخابات بلدية فحسب، وشهدنا إنفاق ملايين الدولارات، لفت جعجع إلى أن 'هنا تقع المسؤولية على الدولة. تخيّلي أن يأتي شخص يجلس مع رئيس بلدية، فيقول له الأخير: 'أعطيتك مئة ألف دولار، ولكن صوّت لي في اتحاد بلديات المتن'، كيف؟ هذه ثقافة عامة فاسدة. الناس أيضاً تتحمّل المسؤوليّة، لو رفض الناس، ولو أن رؤساء البلديات لم يدخلوا في هذه اللعبة، لما تمادت الأمور إلى هذا الحد. لكنّهم دخلوها من الباب العريض'.


شبكة النبأ
منذ ساعة واحدة
- شبكة النبأ
الاموال بين العقل والتهور
الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتنمية والتطور وبناء امة متنعمة بخيراتها يحتاج إلى ان نفكر بعقلية التاجر الناجح الذي يفكر بالربح قبل الخسارة فحتما سيقدم المكاسب ويضع الخطط المناسبة ويشتري البضاعة المطلوبة لأنها غايته التي يسعى إلى تحقيقها بعيدا عن الصفقات غير المأمونة وخصوصا اذا كان قارئا جيدا للسوق... الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتنمية والتطور وبناء امة متنعمة بخيراتها يحتاج إلى ان نفكر بعقلية التاجر الناجح الذي يفكر بالربح قبل الخسارة فحتما سيقدم المكاسب ويضع الخطط المناسبة ويشتري البضاعة المطلوبة لأنها غايته التي يسعى إلى تحقيقها بعيدا عن الصفقات غير المأمونة وخصوصا اذا كان قارئا جيدا للسوق، فكذا السياسي الذي يسعى لتحقيق المكاسب الكبرى في جميع المجالات فعليه ان يدرك ما يملك من مقومات للنجاح والمساحة التي يتحرك فيها انه منطق العقل فيمكن في موقف يستخدم ورقة الاقتصاد وما يملكه من قدرة اقتصادية. وقد يكون في موقف آخر يستخدم البعد الجماهيري والزخم الشعبي وممكن ان يستفيد من الموقع الجغرافي أو من الامكانات العلمية والطاقات البشرية بل حتى البعد الديني والثقافي والقبلي فكل الملفات متاحة فضلا عن العلاقات الإقليمية والدولية والشخصية وكل الممرات التي توصل إلى مصادر القرار الدولي والإقليمي والمؤثرات العالمية والمحلية فينبغي ان لا يغفل عنها فالفاعل السياسي الناجح هو رجل يبحث عن المصالح المشتركة ويقدم مصلحة بلده اولا، والا سيبقى صفرا على الشمال والنتيجة سيفقد البلد قيمته ويبقى في آخر سلم التقدم وعلى كل المستويات. نعم السياسي البارع هو من يملك القدرة على التعامل مع المتغيرات وفق قدراته بدون تلكؤ أو تراجع بعيدا عن المحاور الفاشلة التي لا تجدي نفعا وما هي الا مجرد شعارات لا قيمة لها في عالم السياسة. الدول الناجحة هي من تسعى إلى تحقيق الغايات الكبرى واهمها الاستقرار لأنه مفتاح لكل المنجزات، وكل الملفات تحتاج إلى الاستقرار فلا سياسة ولا اقتصاد ولا سيادة ولا قيمة ولا بناء ولا تنمية الا بالاستقرار، لذا جميع الحكومات تسعى لتحقيق الاستقرار بكل الوسائل المتاحة، لنأخذ نموذج الأموال ممكن أن تشتري الدول الاستقرار والامن والامان فالشراكات والاستثمارات والتعاون يفتح الكثير من الأبواب المؤصدة ويبعدها عن شبح الحروب والازمات. اذا كان هناك مال فلماذا ازج نفسي وشعبي معارك وحروب وخراب وبالتالي سأدفع خسائر كبيرة وتعويضات لهذه الدولة ولتلك الدويلة، فضلا عن الخسائر البشرية والتراجع والدمار، انه تفكير لرجال يحملون عقول لبناء الأوطان وليس ببناء مجمعات سكنية للصوص وجامعات لغسيل الاموال ومستشفيات فاشلة، وامبراطوريات كرتونية. علينا ان نستفيد من تجارب الآخرين ونسعى لمواكبة التطور ونحقق المنجزات فالمواطن يريد استقرارا وامانا وخدمات وبنية تحتية متطورة متكاملة تليق به وان يعيش في امن وامان بعيدا عن الخرافة والتدجين والولاءات ان الله تعالى خلق الإنسان حرا كريما وليس عبدا ذليلا اعبد الله فلا يمنعك احد لكن اعمل وعمر واستعمر الارض فكر في نفسك ومجتمعك وبلدك (فلا يحك ظهرك الا يدك). الكل يسعى لتحقيق مصالحه اولا واخرا فافهم ارجوك