
علي جلال العار الإثنين 02 يونيو 2025
العار فيلم عربي عبقري، عرّى خطط بعض من يتخفى خلف أقنعة التقوى والإحسان للقيام بما لا يقبله المؤمن الحقيقي على نفسه ومجتمعه، والعجيب أن يتكلف بعض الناس رد اتهامات ثابتة بالأدلة والقرائن عن مثل هذا الشخص فقط بحجة معرفتنا الشخصية به وبتقواه! وما زلت أذكر أحد المصلين معنا في المسجد، كان يرتدي قناع الطيبة والود، واختفى فجأة، ليتبين بعد مدة أنه حُبس بعد إدانته بمختلف دراجات التقاضي في قضية ترويج مخدِّرات، ما شكل لي صدمة على المستوى الشخصي أمام تلك الصورة المحترمة التي رسمها والقناع الذي لبسه لسنوات طويلة لم تتح لي أن أشك ولو للحظة فيما يخفيه من جريمة تضر الوطن وأبناءه جميعًا، وأمثاله كثيرون.
فيلم العار الذي عُرض عام 1982م من بطولة حسين فهمي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وآخرين، وكان يتحدث عن أحد التجار المعروفين بالتقوى، حيث يبدأ الفيلم بمشهدٍ يصف كيفية مساعدة عبدالتواب - التاجر المعروف - المحتاجين، فيبيع منتجاته بالخسارة دعمًا لهم، وكيف كان يسمي ذلك: 'الحسنة الخفية'، لكنَّ المخفي أعظم، فعبدالتواب ما هو إلا تاجر سموم ومخدرات في الخفاء، ويشاء الله تعالى أن يموت في طريقه من الإسكندرية إلى القاهرة بعد إتمام صفقة شراء مخدرات وضع فيها كل أمواله، تصل عن طريق البحر، وكان الورثة قد اكتشفوا بعد موت أبيهم مصدر ثروته، وكيف أنها جُمعت من بيع السموم والمخدِّرات، وأن كل هذه الثروة أودعت هذه الصفقة، فأصبحوا بين خيارين: إما أن يسيروا على خطا أبيهم في هذا الإجرام، أو أن يتركوا تلك الصفقة في عرض البحر ليحافظوا على سمعتهم وشرفهم، فاختاروا طريق العار، ففشلوا في إتمام الصفقة، فخسروا الثروة، وخسروا شرفهم، وخسروا كل شيء.
لقد كان الدرس بليغًا، فلم يكونوا فقراء أو ذوي حاجة تدفعهم إلى ذلك، ولكن الطمع أعماهم.
مشكلة الناس اليوم الانجرار وراء عواطفهم ورغباتهم في تصديق ما يرغبون أن يكون حقيقة، وليس هو الحقيقة، فالرغبة هي الحكم والقاضي النهائي بالنسبة لهم، فلا رغبة لهم في دليل ولا في عقل ولا في علم، ويخطر في بالي الآن الفنان الراحل خالد صالح بصوته الهادئ وهو يقول في أحد أفلامه: 'أوعى توقف ضد رغبات الناس، حتتعب وتتعبهم، خليك مع رغباتهم، حترتاح وتريحهم'، وهذا هو أصل كل فساد وبرغماتية مقيتة، وهو ما يعبر بشكل واضح عن الصعوبة التي يعيشها من يريد أن يحارب المفسدين ممن أعموا الناسَ بالدفع لهم والإحسان إليهم والصرف على ما يحبون.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 3 ساعات
- البلاد البحرينية
وزير الداخلية: الفضل لجلالة الملك في اطلاق مشروع العقوبات البديلة
وزير الداخلية: ايماننا المشترك ببناء المجتمعات يبدأ من الإيمان العميق بقدرات الإنسان البحرين تعيش عصر النهضة والإصلاح والإنسانية والحكمة بقيادة جلالة الملك العقوبة البديلة ليست مكافأة لمن يخالف القانون وليست لمن قد يشكل خطرا على الناس والسلم الأهلي العقوبة البديلة بمثابة حبل النجاة لمن أدرك خطأه واختار مسار الصواب العقوبة البديلة مبادرة انسانية جامعة تعزز الثقة الوطنية وثقافة قانونية تجمع الوطن الحكومة برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قامت بترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى خطوات عملية ومبادرات نوعية كل فرد ، وإن تعثّر بالحياة ، يستحق فرصة جديدة لتصويب سلوكه التوجه لإنشاء (مركز التميز للعقوبات البديلة والسجون المفتوحة) ليكون مركزا متخصصا في تأهيل وتدريب الكوادر العاملة افتتح الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ، صباح اليوم ، أعمال المؤتمر الدولي الأول للعقوبات البديلة، والذي تقيمه وزارة الداخلية بحضور عدد من الوزراء ومشاركة نخبة من المسئولين والخبراء والمختصين في مجالات العدالة الإصلاحية والجنائية وحقوق الإنسان ، من داخل مملكة البحرين وخارجها ، في اطار العمل على تبادل الخبرات واستعراض التجارب الناجحة في تطبيق برامج العقوبات البديلة ، وكذلك تعزيز السياسات الجنائية الحديثة بما يتماشى مع مبادئ العدالة الإنسانية ومتطلبات الأمن المجتمعي. وقد ألقى معالي وزير الداخلية ، في مستهل أعمال المؤتمر ، كلمة جاء فيها: يطيب لي ، بداية، أن أرحب بضيوفنا الأعزاء ، أجمل ترحيب في مملكة البحرين، مملكة النهضة والإنسان، والطمأنينة والأمان، حيث نجتمع اليوم لنؤكد معاُ على أن ايماننا المشترك ببناء المجتمعات ، يبدأ من الإيمان العميق بقدرات الإنسان، ومنح الفرصة لمن يستحق أن يبدأ من جديد. ولهذا جاء مؤتمرنا الدولي الأول للعقوبات البديلة لتلتقي القيم الإنسانية والتشريعات الناظمة مع الأفكار والتجارب والخبرات، وترجمتها على أرض الواقع من أجل رفع شأن الفرد وتهيئة السبل لإدماجه في محيطه المجتمعي. وإن البحرين ، اليوم ، تعيش عصر النهضة والإصلاح والإنسانية والحكمة بقيادة ، سيدي، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم ، حفظه الله ورعاه. ففي هذا العهد الزاهر ، والذي تأصلت فيه قيم الإصلاح والروح القيادية الإنسانية ، مضينا قدما بفكر جلالته المستنير ، في ايجاد السبل الكفيلة للحفاظ على كرامة الانسان وحماية ارثنا الحضاري الإنساني ، وتجلى ذلك في هذا المشروع الوطني النبيل ، وهو برنامج العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية. الحضور الكرام ، الأمر الذي أود الإشارة إليه ، ونحن في مستهل هذا المؤتمر ، هو أن العقوبة البديلة، ليست مكافأة لمن يخالف القانون ، وليست لمن قد يشكل خطرا على الناس وعلى السلم الأهلي ، وإنما العقوبة البديلة بمثابة حبل النجاة ، لمن أدرك خطأه واختار مسار الصواب واقتنع بحياة المشاركة وتحمل مسئوليته الوطنية . فالعقوبة البديلة ، مبادرة انسانية جامعة تعزز الثقة الوطنية وتجمع العائلة والأصدقاء. إنها ، في الواقع، ثقافة قانونية تجمع الوطن وتعزز راية الخير والإصلاح. وفي اطار هذا المنطق الإنساني القانوني ، جاء إصدار جلالة الملك المعظم ، حفظه الله ورعاه ، لقانون العقوبات والتدابير البديلة ، وقامت الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، حفظه الله ، بترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى خطوات عملية ومبادرات نوعية ، بدءًا من تطوير الأطر التشريعية ومتابعة تنفيذ العقوبات البديلة بما يضمن تحقيق أهدافها الإنسانية والقانونية ، وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة وخصوصا النيابة العامة.الحضور الكرام ، إن المبادرات الإنسانية من العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة ، تعتبر نموذجاً في القيادة الملهمة والتي غايتها دوماً التوازن بين سيادة القانون والكرامة الإنسانية ، باعتبار الإنسان ، محور التنمية ، وأن كل فرد ، وإن تعثّر بالحياة ، فإنه يستحق فرصة جديدة لتصويب سلوكه. كما تسهم تلك المبادرات في تطوير منظومة العدالة الجنائية، ومواصلة الجهود لتعزيز اللحمة الوطنية ، خاصة أن مملكة البحرين، تطبق برنامج العقوبات البديلة والسجون المفتوحة بنجاح مشهود، محليا واقليميا ودوليا. والجدير بالذكر أن العقوبات ، تسعى الى تحقيق مفهومي الردع العام والخاص، أما فلسفة العقوبات البديلة؛ فهي إنسانية بمفهومها الواسع، وعقوبة بمفهومها المحدود. فالمعادلة هي كيفية إيجاد نقطة التوازن والارتكاز بين تطبيق العقوبة من جهة، وخلق حالة من الإنسانية من جهة أخرى. أي أن العقوبات البديلة طمأنة النفس، واستعادة ثقة الشخص بوجوده، وانتمائه لوطنه وأسرته، ونزع جذور السلبية التي في داخله ليصبح مواطناً صالحاً، وعنصراً فاعلا وآمنا ، وخلق مساحات أمل لتصويب مساره وإصلاح سلوكه. وهذا ما حققناه، والحمد لله ، وهو الهدف الذي سعينا من أجله ونعمل دوما على إيجاد الأطر التشريعية التي محورها إنسانية الإنسان وكرامته. الحضور الكرام ، إننا ، ومن خلال هذا المؤتمر الدولي الأول للعقوبات البديلة والذي نلتقي من خلاله للبحث وتبادل الخبرات والتأكيد على استمرارية هذا المشروع الحضاري الإنساني وفي ظل ما حققته مملكة البحرين من نجاحات مشهودة ، يسعدني ، وفي حضور هذا الجمع المبارك ، أن أعلن عن توجهنا في وزارة الداخلية لإنشاء (مركز التميز للعقوبات البديلة والسجون المفتوحة) ليكون مركزا متخصصا في تأهيل وتدريب الكوادر العاملة على تنفيذ العقوبات البديلة ، وبما يسهم في التوسع في تنفيذ هذا المشروع ونشر وتعزيز أهدافه على كافة المستويات . وفي الختام، أكرر شكري لمن يعود له الفضل والامتنان ، من بعد الله تعالى في تحقيق هذا التميز القانوني / سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البلاد المعظم ، حفظه الله ورعاه / في اطلاق هذا المشروع الوطني السامي والذي يعد من أعمدة مكتسباتنا الانسانية التي يجب المحافظة عليها ، وجزءا من هويتنا البحرينية التي يكمن عمقها في الاهتمام بثروتنا الحقيقية وهي الاستثمار في الموارد البشرية ، بمشاركة الجميع بمن فيهم المحكومين بعقوبات سالبة للحرية والذين استفادوا من برنامج العقوبات البديلة. كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وبالأخص مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة، وإلى جميع الضباط وضباط الصف والمدنيين العاملين في الإدارة العامة على جهودهم المخلصة والتي تعد من أهم أسباب نجاح هذا المشروع الوطني ، كما أشكر كل من ساهموا في انجاح هذا المؤتمر ليكون منبراُ لتبادل الخبرات في اطار العمل على تطوير المنظومة الاصلاحية ، لمواكبة المستجدات العصرية وبما يعود بالنفع العام على الجميع. وخلال المؤتمر ، تم عرض فيلم تسجيلي، يتناول ملامح وآفاق العهد الإصلاحي والفكر المستنير لجلالة الملك المعظم ، وكيف أصبح مشروع العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة ، واقعا مشهودا وشكل نجاحا وطنيا ، بل واقليميا ودوليا ، يشهد به الجميع. بعد ذلك ، بدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حول دور العقوبات البديلة في تعزيز النهج الإصلاحي ومنظومة العدالة الجنائية وتحدث فيها سعادة وزير العدل والشئون الإسلامية والاوقاف وسعادة النائب العام وسعادة مدير عام الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة . كما تحدث في الجلسة سفير المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين. بعدها ، قام معالي وزير الداخلية بتكريم المتحدثين في المؤتمر ، مشيدا بما قدموه من رؤى وأفكار متقدمة تسهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب. وضمن فعاليات المؤتمر ، تفقد معالي وزير الداخلية وأعضاء المؤتمر ، المعرض المصاحب ، والذي يشير إلى أهداف مشروع العقوبات البديلة وما حققه من إنجازات ، ومنظومة الشراكة المتكاملة القائم عليها ، بالإضافة إلى الجهات التدريبية والتأهيلية في مجالات العقوبات البديلة والتعريف بالدعم النفسي والاجتماعي للمستفيدين ، بالإضافة إلى التأكيد على استمرار الدعم والتواصل وبناء آفاق جديدة. وقد تضمن المؤتمر ، ثلاث جلسات عمل ، تحدث فيها وزراء ومختصون وخبراء من مملكة البحرين ودول عربية وأجنبية ، حيث أكدت الجلسة الأولى على أهمية تكامل الجهود المبذولة في إعادة إدماج المستفيدين في المجتمع ، أما الجلسة الثانية فقد جاءت تحت عنوان "العقوبات البديلة والتحديات المستقبلية" واختتم المؤتمر ، بجلسة ثالثة وأخيرة حول تطبيقات العدالة الجنائية في ظل التطور الإصلاحي.


البلاد البحرينية
منذ 6 ساعات
- البلاد البحرينية
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ينعى سيدة المسرح العربي
بقلوب يعتصرها الحزن، ينعى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، التي غادرت دنيانا تاركة خلفها تراثًا فنيًا خالدًا، ومسيرة إبداعية امتدت لعقود، كانت خلالها علامة مضيئة في سماء الفن العربي، بما امتلكته من موهبة أصيلة، وكاريزما استثنائية، وحضور طاغٍ جعلها رمزًا للالتزام الفني والعمق الإنساني، تاركة أثرًا لا يمحى في قلوب أجيال تربّت على أعمالها وشخصيتها الرفيعة. وفي تصريح خاص، عبّر الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن حزنه العميق لرحيلها، قائلاً: "رحلت الفنانة العظيمة سميحة أيوب، ولكنها ستبقى بيننا بما قدّمته للفن من أدوار خالدة وتجارب ملهِمة. كانت إنسانة وفنانة من طراز نادر، جمعت بين القوة والنعومة، وبين الصرامة والحنان، وكانت طوال الوقت رمزًا للمرأة المصرية القوية المثقفة. فقدنا قامة فنية كبيرة، ورفيقة مشوار، وأمًّا روحية لكثير من الفنانين. رحمها الله رحمة واسعة." ويتقدّم المهرجان بخالص العزاء إلى أسرتها ومحبيها، وإلى كل من عرفها أو تأثر بفنها، مؤكدًا أن ذكراها ستظل حيّة، وأن إسهاماتها ستبقى نبراسًا للفن الجاد والراقي.


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
فيلم ذاكرة الحجيج.. من فرضة المنامة إلى مكة المكرمة
التعليق الصوتي: أحمد السعيد قبل أن يمدّ جسر الملك فهد ذراعيه فوق البحر، كانت فرضةُ المنامةِ بوابة الحجاج البحرينيين إلى مكة المكرمة. في هذا العمل يخوض الصحافي الافتراضي عبدالله تجربة حج البحرينيين براً قبل تدشين جسر الملك فهد حيث شكلت فرضتي المنامة والخبر جسر العبور إلى بيت الله الحرام. من هناك، يركبون السفنَ الخشبية التي تُعرف باللنجات، في رحلةٍ بحريةٍ تمتدُّ لنحو أربعِ ساعات، تمخر البحر باتجاه فرضة الخبر داخل اللنجة، يجلس الرجال في المقدمة، والنساء والأطفال في الخلف، وعند الوصول إلى فرضة الخبر، يبيت المسافرون ليلتهم، ثم ينطلقون مع صباح اليوم التالي نحو الرياض، في حافلات تشقّ طريقها عبر الصحراء. وهناك في "منازل المسافرين"، يبيت الحجاج ليلتهم، ليتابعوا رحلتهم الطويلة، في حافلةٍ تستغرق عشر ساعات نحو المدينة المنورة. يمكثون في طيبة الطيبة حتى مطلع ذي الحجة، ثم تتجه القلوب والأقدام معًا إلى مكة المكرمة، حيث تهفو الأرواح، وتُؤدى المناسك بخشوع وطمأنينة. وبعد أداء الفريضة، تبدأ رحلة العودة من مكة إلى فرضة الخبر، ومنها إلى فرضة المنامة، تحمل بين جنباتها قلوبًا غمرها الإيمان، وعيونًا تترقب لقاء الأحبة. وعند الوصول، تسبقهم الزغاريد، وتستقبلهم الأحضان، بعناقٍ لا يشبهه شيء.