
مستشار سابق لترامب لـ«العين الإخبارية»: زيارة طحنون بن زايد لأمريكا نقطة تحول
تم تحديثه الثلاثاء 2025/3/25 10:14 ص بتوقيت أبوظبي
في زيارة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولتي الإمارات وأمريكا، حلّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، ضيفا استثنائيا على الولايات المتحدة.
زيارة، حظيت باهتمام واسع داخل الأوساط السياسية الأمريكية، وهو ما عكسته طريقة استقبال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في البيت الأبيض، والتكريم الذي حظي به.
استقبال لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل جاء ليؤكد مكانة دولة الإمارات كلاعب رئيسي في الملفات الإقليمية والدولية، وسط تحولات كبرى تشهدها الساحة العالمية، كما يقول وليد فارس مستشار السياسة الخارجية السابق للرئيس دونالد ترامب وأستاذ العلوم السياسية، في مقابلة مع «العين الإخبارية».
وأكد المستشار السابق لترامب أن دولة الإمارات باتت أكثر من مجرد حليف لأمريكا، لتصل مرتبة «الشريك في صياغة الاستراتيجيات»، وتصبح صوتا عربيا مؤثرا في دوائر صنع القرار الأمريكي، ما يجعل لهذه الزيارة نتائج أبعد من اللحظة السياسية الراهنة.
وإلى نص المقابلة:
ما أهمية زيارة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى أمريكا؟
توطد الزيارة العلاقات التاريخية الاستراتيجية التي كانت دائما موجودة بين البلدين، لكنها أصبحت أكثر فعالية في رئاسة دونالد ترامب الأولى.
هذه الزيارة التي شهدت توقيع اتفاقيات ضخمة، ترسخ الثقة المتبادلة بين البلدين، مما سينعكس بشكل كبير على الاستقرار في المنطقة، ومكافحة الإرهاب.
تأتي مكانة دولة الإمارات بالنسبة لأمريكا، في أعلى المراتب من العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعالم العربي.
يأتي ذلك فيما دولة الإمارات معروفة في أمريكا بأنها محطة تغيير، أولا فيما يتعلق بالمستقبل، فدولة الإمارات تعتبر بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من شريك، إنها حليف بالعمق، ضد التطرف، والإرهاب
وتنظر أمريكا إلى دولة الإمارات على أنها بلد سريعة جدا باتجاه التحديث، لأن موقعها وتركيبتها تسمح لها بذلك، فضلا عن سعي قيادتها دوما إلى التطلع للمستقبل.
كيف تابعت مراسم استقبال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في أمريكا وأية دلالات تحملها؟
لم تكن هناك سابقة في أن تكون الإدارة الأمريكية (الرئيس، نائب الرئيس، معظم الوزراء) على رأس الوفد الأمريكي لاستقبال مستشار الأمن القومي، ما يعني أن هذه الزيارة أعطيت لها أهمية كبيرة، لعِظم نتائجها، وما يمكن أن تؤدي إليه.
هذا ما بدا واضحا في حجم الزيارات التي أعطيت للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في أمريكا، فحتى زيارته الحالية إلى البيت الأبيض تُعد أمرا ليس بالمعهود، مما يؤكد مدى الأهمية القصوى التي توليها القيادة الأمريكية له وبالتالي إلى دولة الإمارات كونه يمثلها.
خلاصة القول: سيكون لأمريكا عهد جديد مع دولة الإمارات ودول التحالف العربي، أقوى مما كان عليه في إدارة ترامب الأولى، وهذه الزيارة، سيكون لها نتائج كبيرة في السنوات المقبلة.
ما انعكاسات الشراكة بين أمريكا ودولة الإمارات على البلدين؟
العلاقات بين الدول لا تُبنى فقط على الاتفاقيات المشتركة، وهو ما تجسد في علاقة الإمارات وأمريكا، فهناك ثقة أعمق من ذلك، لأن المشروع الإماراتي في المنطقة والعالمين العربي والإسلامي، هو مشروع كبير في حجمه، عميق في وصوله إلى الجاليات والمجتمعات المدنية في المنطقة.
ليس هذا فحسب، بل إن الاتفاقيات التي وقعتها الدولتان سيكون لها وقع هائل جدا على علاقاتهما، في تأثير سيمتد إلى ما بعد فترة رئاسة ترامب، والذي يتم التأسيس له الآن.
كيف تابع الإعلام الأمريكي الزيارة؟
طريقة استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء حكومته للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بحد ذاتها، قد أثرت على الإعلام هنا، مما أثار تساؤلات حول سر الاستقبال الكبير الذي أعطي لرؤساء الدول التقليدية: بريطانيا، فرنسا، وغيرها..
إلا أن الإجابة كانت بسيطة جدا، وهي أن إدارة ترامب تقيم أصدقاءها وشركاءها بمقياس جديد وهو الفعالية والإخلاص والشراكة الفعلية على الأرض.
إن دولة الإمارات عبر رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد ساهمت في حلحلة بعض الأمور في أفريقيا، إضافة إلى حنكتها في التعامل مع ملف الإرهاب.
أمريكا تنظر للإمارات على أنها حليف قوي واستراتيجي في المنطقة.. ما انعكاسات هذه النظرة على ملفات المنطقة الملتهبة؟
ملفات المنطقة كثيرة ومنها صعبة جدا، من حرب غزة مرورًا بتطورات الأزمة السورية إلى ما يجري في سوريا والبحر الأحمر، ما يعني أن تلك الملفات تحتاج أمريكا فيها إلى دور عربي أولا واستشارة إماراتية ثانيًا.
وبالثقل الاقتصادي الذي وضعته استثمارات دولة الإمارات في الولايات المتحدة، يجعلها قادرة على أن تؤثر على مسار السلام في المنطقة.
غزة.. كيف يمكن أن تساهم زيارة الشيخ طحنون في توضيح وجهة النظر العربية الرافضة للتهجير؟
كان هناك تأكيد من دولة الإمارات، وهو ما أوصله الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى الإدارة الأمريكية، أن طرح إخلاء غزة من سكانها، أمر يجب أن يستبدل بسياسة أخرى.
سياسة ستلعب دولة الإمارات دورًا كبيرا فيها، كونها قادرة على ممارسة دور مميز؛ لأنها عضو مؤسس لاتفاقيات إبراهيم، مما يجعلها قادرة على التحاور مع إسرائيل.
ليس هذا فحسب، بل إن موقعها في العالم العربي وتحالفها مع مصر والسعودية الدائم والقوي، وعلاقتها المميزة مع الولايات المتحدة، يجعلها مؤهلة لهذا الدور.. لذا يجب نقل حالة التفاوض حول موضوع غزة وحل أزمة الرهائن إلى التحالف العربي ككل، حيث تلعب الإمارات دورا كبيرا.
هل يمكن تكرار تجربة الوساطة الإماراتية بأوكرانيا في غزة؟
إن دولة الإمارات تتمتع بثقل كبير في المنطقة، فهي الدولة الأولى التي افتتحت اتفاقيات إبراهيم، ما يعني أن لديها القدرة والرصيد لدى الإدارة الأمريكية.
نحن نذكر في العام 2020 قبل توقيع اتفاقيات إبراهيم.. أنه كان هناك مشروع إسرائيلي لبناء مستوطنات على نهر الأردن، فقالت دولة الإمارات لتل أبيب: نحن نريد تجميد هذا الموضوع لأنه قد يؤثر على المفاوضات، وهو ما انصاعت إليه إسرائيل.
ومن هذا المنطلق، فإن زيارة الشيخ طحنون في حد ذاتها حدث كبير، أثر بشكل مباشر على الولايات المتحدة، وإداراتها، وبشكل غير مباشر على إسرائيل. وأعتقد أن الدول العربية قد أدركت أهمية دولة الإمارات، وستعطي لها القدرة لأن تمثل هذه الكتلة العربية في إنجازات حقيقية، حتى أكثر من موضوع غزة.
أتوقع أن يكون للإمارات دور أكبر من موضوع غزة سيمتد إلى حل المسألة الفلسطينية ككل، عبر إدارة عملية المفاوضات الأعلى المستقبلية.
إعلان الإمارات شريكا دفاعيا لأمريكا.. كيف سينعكس على العلاقات العسكرية بين البلدين؟
الشراكة الخاصة بين أمريكا ودولة الإمارات في 2017، أسست لكل ما أتى بعد ذلك؛ فالعلاقة المميزة بين البلدين، باتت الآن من أساسيات الأمن القومي الأمريكي.
لكنها في هذا العهد الجديد (إدارة ترامب الثانية) ستترجم بإنجازات على الأرض، فهناك شراكة أمنية استخباراتية بين البلدين باتت أكثر عمقا، وهناك شراكة دفاعية ستكبر جدا، فضلا عن أن أنواع الأسلحة الأمريكية التي ستذهب لدولة الإمارات ستكون شيئا لم يُر له مثيل في الماضي، إضافة إلى أن التدريبات المشتركة بين البلدين ستتسع.
دولة الإمارات باتت جزءا مما يسمى بـ«الحلفاء الأنجلوساكسون»، والذين لديهم مستوى من التعاون أكثر مما هو متواجد بين حلفاء الناتو.
aXA6IDgyLjI2LjIwOS44NSA=
جزيرة ام اند امز
CA

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 28 دقائق
- العين الإخبارية
تريليون دولار للتسلح.. ترامب في «ويست بوينت» يحدد «مهمة» الجيش
تم تحديثه الأحد 2025/5/25 07:53 ص بتوقيت أبوظبي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخصيص تريليون دولار لدعم التسلح، وذلك في أول خطاب يلقيه في ولايته الثانية أمام حفل تخرج عسكريين. وألقى ترامب خطابا بحفل التخرج في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية، وقال إ "نظام القبة الذهبية"، وهو نظام دفاع جوي متطور، سيكتمل قبل نهاية ولايته الثانية، في يناير/كانون الثاني 2029. وأعلن عن تعزيزات عسكرية بقيمة تريليون دولار، تشمل "طائرات شبح جديدة ودبابات والقبة الذهبية"، لافتا إلى أن كل هذه الصناعات ستكون أمريكية. وأضاف ترامب: "نبني درع الدفاع الصاروخي (القبة الذهبية) لحماية وطننا وحماية ويست بوينت من الهجوم. سيتم الانتهاء منه قبل أن أغادر منصبي". وذكرت "سي إن إن" أن الإدارة الأمريكية أضفت غموضا بشأن خططها لتطوير الدرع الصاروخية التي من المتوقع أن تتكلف حوالي 175 مليار دولار. وفي حين أنها مستوحاة من القبة الحديدية الإسرائيلية، إلا أن هدف ترامب هو بناء نظام قاعدة فضائية قادرة على الدفاع عن بلد أكبر بحوالي 450 مرة من الصواريخ الباليستية المتطورة والصواريخ الأسرع من الصوت. وأكد ترامب على قوة الجيش الأمريكي، وقال إنه "الجيش الأكثر احتراما في العالم". وأوضح أن "مهمة الجيش هي السيطرة على أي عدو وإبادة أي تهديد لأمريكا في أي مكان وزمان وأي مكان. وجزء كبير من هذه المهمة هو أن تحظى بالاحترام مرة أخرى. أنتم اعتبارًا من الآن، تحظون بالاحترام أكثر من أي جيش في العالم". وأشاد بجهود إدارته لحظر ممارسات التنوع والمساواة والشمول، ومنع خدمة المتحولين جنسيا في الجيش. وتابع ترامب: "لن يكون هناك بعد الآن متحولون جنسيًا مفروضين على رجالنا ونسائنا الشجعان في الجيش أو على أي شخص آخر في بلدنا". وقال ترامب للدفعة الجديدة التي تضم 1002 ضابط: "وظيفة الولايات المتحدة ليست تحويل الدول الأجنبية أو نشر الديمقراطية في كل مكان حول العالم بالقوة. وظيفة الجيش هي السيطرة على العدو والقضاء على أي تهديد لأمريكا، في أي مكان وزمان"، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية. وأكد على شعار "السلام من خلال القوة"، وقال: "إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم، فإن الجيش سيدمر خصومنا بقوة ساحقة وقوة مدمرة. لهذا السبب بدأت في بناء هائل للقوات المسلحة الأمريكية، بناء لم تشهدوه من قبل". وأشاد بإدارته لإغلاق الحدود وقال إن الولايات المتحدة قد تعرضت لـ"غزو" خلال السنوات القليلة الماضية. aXA6IDQ1LjQzLjg1LjE5MSA= جزيرة ام اند امز GB


عرب هاردوير
منذ 4 ساعات
- عرب هاردوير
كيف استُخدم نموذج ميتا القديم في تسهيل عمليات فصل الموظفين؟
كشفت تقارير تقنية حديثة عن استخدام نموذج ذكاء اصطناعي تابع لشركة ميتا يُدعى لاما 2 من قِبل مكتب يُعرف باسم مكتب كفاءة الحكومة DOGE، في مهمة سرية استهدفت تصنيف ردود الموظفين الفيدراليين على رسالة مثيرة للجدل عُرفت باسم مفترق الطرق. هذا المكتب، الذي يتبع إداريًا لمكتب إدارة شؤون الموظفين، استخدم النموذج لتحليل ردود ملايين العاملين في المؤسسات الحكومية، وتحديد مدى التزامهم بسياسة العودة إلى المكاتب أو رغبتهم في الاستقالة. مفترق الطرق: رسالة غير مسبوقة في التاريخ الإداري الأمريكي في أواخر يناير، أُرسلت رسالة إلى جميع الموظفين الفيدراليين تحمل تهديدًا مبطنًا، مستوحاة من رسالة سابقة أرسلها إيلون ماسك لموظفي تويتر. طُلب من الموظفين التعبير عن التزامهم بالسياسات الجديدة، أو اعتبار أنفسهم مستقيلين. تزامن ذلك مع إشاعات عن استخدام أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل الردود بشكل جماعي، وهو ما أكّدته لاحقًا مراجعة موقع Wired، حيث بيّنت السجلات استخدام نموذج لاما 2 في هذه العملية. لاما 2: من دعم الجيش الصيني إلى مساعدة الإدارة الأمريكية لاما 2 لم يكن بعيدًا عن الجدل سابقًا. ففي نوفمبر الماضي، استُخدم هذا النموذج في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لصالح الجيش الصيني، مما أثار غضبًا أمريكيًا واسعًا. إلا أن شركة ميتا قلّلت من أهمية الحادث، ووصفت استخدام النموذج بأنه غير مصرح به، قبل أن تعيد النظر في سياساتها وتفتح المجال لاستخدام نماذجها في تطبيقات الأمن والدفاع الأمريكية. وقد أعلنت الشركة رسميًا عن تعاونها مع عدد من الشركات الكبرى لتوفير نموذج لاما للوكالات الحكومية، مثل أمازون، مايكروسوفت، آي بي إم، وأوراكل. سهولة الاستخدام تفتح الباب أمام سوء الاستخدام نظرًا لأن نماذج ميتا مفتوحة المصدر، فقد أشار الخبراء إلى أنه يمكن استخدامها من قبل أي جهة حكومية دون الرجوع المباشر إلى ميتا، ما يثير تساؤلات حول الرقابة والشفافية. لم يُعرف حتى الآن مدى انتشار استخدام هذه النماذج داخل المؤسسات الفيدرالية، ولا سبب لجوء DOGE إلى نموذج قديم مثل لاما 2 بدلًا من النماذج الأحدث. بعد أسابيع من رسالة مفترق الطرق، طُلب من الموظفين الفيدراليين إرسال تقارير أسبوعية توضح إنجازاتهم في خمسة نقاط. كثير من الموظفين عبّروا عن خشيتهم من أن يكون ذلك مجرد أداة جديدة لجمع بيانات حساسة وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وبينما لم تؤكد Wired ما إذا كان لاما 2 قد استُخدم مرة أخرى في تحليل هذه الردود، إلا أن موظفين فيدراليين رجّحوا إعادة استخدام نفس الخوارزميات. جدل سياسي وتحقيق مرتقب في أبريل، وجّه أكثر من أربعين عضوًا في الكونغرس رسالة إلى مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض، مطالبين بتحقيق فوري في ممارسات DOGE. تضمنت الرسالة اتهامات باستخدام أدوات غير مُصرّح بها، وتوظيف نماذج مثل Grok-2 التابعة لشركة xAI الخاصة بإيلون ماسك، وكذلك أداة AutoRIF التي يُعتقد أنها استُخدمت لتسهيل عمليات فصل جماعي للموظفين. حذّرت الرسالة من تضارب مصالح محتمل نتيجة استخدام ماسك لنماذجه الخاصة في المؤسسات الحكومية، مما يتيح له الوصول إلى بيانات لا يمكن لمنافسيه في قطاع التقنية استخدامها. عبّر المشرعون عن قلقهم من إمكانية تسريب بيانات حساسة، وعدم جاهزية نماذج الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات عالية المخاطر، خاصة تلك المتعلقة بالفصل من العمل أو توزيع التمويلات الحكومية. هل الذكاء الاصطناعي أداة للكفاءة أم للفصل التعسفي؟ رغم تطمينات الإدارة بأن النماذج استُخدمت محليًا دون إرسال البيانات إلى الإنترنت، فإن المخاوف لا تزال قائمة. دعا المشرعون إلى وقف جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحكومية مؤقتًا إلى حين وضع ضوابط واضحة، مؤكدين على ضرورة حماية الخصوصية ومنع اتخاذ قرارات مصيرية بناءً على أنظمة قد تكون متحيزة أو غير دقيقة. في المقابل، يبدو أن بعض الجهات داخل الإدارة الأمريكية، مثل مكتب الميزانية، أكثر انفتاحًا تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث دعت إلى إزالة الحواجز أمام الابتكار وتحقيق الكفاءة بأفضل التكاليف. لكن التحذيرات تتزايد من أن الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة، قد يهدد ثقة الموظفين ويعرض بيانات الدولة لخطر حقيقي، خاصة إذا استمر استخدامها في عمليات التقييم والفصل والتصنيف الإداري الجماعي. يبقى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في قطاعات حساسة تحديًا كبيرًا، حيث لا يمكن تحقيق الكفاءة المنشودة على حساب الثقة والأمن، ما يحتم فرض ضوابط صارمة وشفافية كاملة قبل الاعتماد على هذه التقنيات في اتخاذ قرارات تؤثر على حياة موظفين ومستقبل المؤسسات.


الاتحاد
منذ 8 ساعات
- الاتحاد
التعاون الخليجي- الأميركي..آفاق تنموية
التعاون الخليجي- الأميركي..آفاق تنموية مما لا شك فيه أن القمة الأخيرة التي جمعت دول الخليج العربية بالولايات المتحدة الأميركية، وانعقدت في الرياض، وما أعقبها من زيارات قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أسفرت عن اتفاقيات وتفاهمات تُحقق الكثيرَ من المكاسب والمصالح المشتركة لجميع الأطراف. لقد كانت قمة ناجحة بامتياز، بل تكاد تكون من أنجح القمم، وذلك بالنظر لما حققته من نتائج إيجابية جمة تخدم شعوب منطقة الخليج في المقام الأول، كما تخدم المركز الاقتصادي لدول المنطقة خلال السنوات والعقود القادمة، بل لفترة أجيال وحقب ممتدة قادمة. وقد شهدت قمة الرياض كلمةً مهمةً لأمير دولة الكويت تضمنت نقاطاً حيوية على صعيد تعزيز الشراكة والتطلع لإطلاق المبادرات المشتركة، من أجل الاستثمار في مجالات البنى التحتية الذكية ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التجارة الحرة العادلة وتحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وزيادة حجم الاستثمار المتبادل مع الولايات المتحدة الأميركية. ولا شك في أن الميزانيات المرصودة من قبل دول الخليج تصب في الطريق الذي يخدم اقتصاداتها بالدرجة الأولى، وهي تؤسس لمستقبل على درجة كبيرة من الأهمية في العديد من المجالات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، وغيرها من المشاريع التي تتطلبها المرحلة المقبلة من عمر دول الخليج العربي ككل. إنها بحاجة لمثل هذه المشاريع، بغية الانطلاق نحو المستقبل القادم، لا سيما أنها مشاريع تؤسس لموقف اقتصادي صلب على طريق تطوير وتعزيز التنمية والاستفادة من خبرات الولايات المتحدة. ومما تضمنته تلك الاتفاقيات، على سبيل المثال لا الحصر، تطوير أسطول شركة الخطوط الجوية القطرية من الطائرات، من خلال صفقة تم توقيعها مع الولايات المتحدة، سيتم تنفيذها على مدى السنوات القادمة لتعزيز أداء الرحلات الجوية للشركة، وذلك وفق أحدث الطائرات المصنّعة أميركياً. بالإضافة إلى ذلك، فقد مثّل تحديث الصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية إنجازاً آخر في غاية الأهمية سيتحقق من وراء الاتفاقيات الموقعة خلال قمة الرياض. أما الاتفاقيات التي وقعتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة خلال زيارة ترامب، فتضمنت بناء أكبر قاعدة للذكاء الاصطناعي خارج حدود الولايات المتحدة نفسها، باستثمار يزيد على تريليون دولار وخلال مدة عشر سنوات. وهو أمر غير مسبوق على صعيد العالم بأكمله، ويمثل هذا المشروع أهمية حيوية كبرى بالنسبة لدولة الإمارات، لا سيما بالنظر إلى خططها التنموية المستقبلية. وبناءً عليه نقول بأن الاتفاقيات الموقعة خلال القمة الخليجية الأميركية وما تلاها من زيارات للرئيس الأميركي، سوف تسهم، وبشكل كبير للغاية، في تعزيز الموقف الاقتصادي لمنطقة الخليج العربي، وستعزز المشاريع التنموية فيها. كما نقول إن اتفاقيات من هذا النوع تحتاجها منطقة الخليج والعالم بشكل ملح.. فشكراً جزيلا لقادة الخليج على جهودهم، بغية توفير أفضل السبل لضمان التطور الاقتصادي لدولهم في المستقبل القادم. *كاتب كويتي