حزب العمال يدعو لـ "كونفدرالية عربية" لمواجهة مشروع "إسرائيل الكبرى"
وجاء البيان في أعقاب تصويت الكنيست الإسرائيلي يوم أمس، بأغلبية 71 صوتًا من أصل 120، على مشروع قرار يدعو حكومة الاحتلال إلى فرض سيادتها الكاملة على جميع أراضي الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة الأغوار. واعتبر الحزب أن هذا القرار يمثل "دعوة صريحة لإلغاء الوجود الفلسطيني، وترسيخ الاستيطان، وفرض سياسة الأمر الواقع بدعم من حالة الانقسام العربي".
وحذر الحزب من أن الخطط الإسرائيلية الحالية تتجاوز السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة، لتشمل "جنوب لبنان وجنوب سوريا، والتوغل باتجاه شرق سوريا وشمالها، وحتى شمال العراق"، في إطار سعي واضح لفرض خريطة جديدة للمنطقة تخدم مشروع ما يسمى "دولة إسرائيل الكبرى".
وتاليا نص البيان:
بيان صادر عن حزب العمال
على دول الهلال الخصيب ان تتوحد لمواجهة مشروع اسرائيل الكبرى والشرق الاوسط الجديد
عمان، في 24 يوليو 2025
في خطوة متوقعة، صوت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قرار يدعو حكومة الاحتلال الى فرض سيادتها بالكامل على جميع أراضي الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة الاغوار بأكثرية 71 صوتا من اصل 120.
إن هذه الدعوة الصريحة لإلغاء الحق الفلسطيني والوجود الفلسطيني من على أراضي فلسطين التي تم احتلالها عام 1967 وتعزيز الاستيطان غير الشرعي وقوننته ودعوات اليمين المتطرف الى اعادة احتلال غزة وبسط سيادة الاحتلال على كل أرض فلسطين التاريخية إنما هي صفعة في وجه كل دعاة السلام مع هذا الكيان الاستيطاني التوسعي الذي لم يكتف باعلان رغبته في ابتلاع كل فلسطين، بل ويتمدد الآن الى جنوب لبنان وجنوب سوريا، ويعلن خططه بوقاحة للوصول الى شرق سوريا وشمالها وشمال العراق، ويضع موعدا لقيام إسرائيل الكبرى ويعد بإعادة رسم خرائط الاقليم التي يعيد فعليا رسمها على الأرض ضمن سياسة فرض الامر الواقع مستفيدا من حالة التفكك التي انزلق اليها وطننا العربي، لا سيما في بلاد الشام والعراق.
لقد حذر حزب العمال مرارا من نوايا الاحتلال التوسعية وأكد ان محاولات الهيمنة على الاقليم لن تقتصر على الهيمنة الاقتصادية والسياسية والامنية، بل ستتعداها الى احتلالات للأرض وتغيرات واسعة في الجغرافيا السياسية ونظم الحكم، وتفكك لدول عربية واقليمية كبرى وتحويلها الى دويلات طائفية وعرقية واثنية متناحرة لإدامة حالة عدم الاستقرار واعاقة التنمية بحيث تصبح اسرائيل اللاعب الوحيد في الاقليم.
إن الحروب التي يشنها نتنياهو وحكومته اليمينية هي السبيل لما أسماه الرئيس الامريكي ترمب استراتيجية فرض السلام عبر القوة، فالسلام المطلوب مع شعوب هذه المنطقة ليس الا استسلاما وخضوعا تاما للهيمنة الصهيو-أمريكية، وما يحدث منذ السابع من اكتوبر 2023 وحتى اليوم هو دليل حي على أن الدور المرسوم لإسرائيل هو شرطي المنطقة وقائدها، ولإتمام هذا الدور لا بد من تفكيك كل الدول الكبرى في الاقليم واضعافها واستنزافها في صراعات داخلية وحصارات اقتصادية وحروب وأزمات لا تنتهي، والانقضاض على الدول الضعيفة وضمها مع مواردها الى أرض إسرائيل الكبرى الموعودة توراتيا.
إن حزب العمال يستنكر هذا القرار غير الشرعي الصادر عن كيان غير شرعي والذي ينتهك القانون الدولي ومجمل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وكل ما يسمى بمنظومة الشرعية الدولية.
ويحذر الحزب من أن هذا القرار يجري تطبيقه فعليا على الارض عبر تمدد الغدد الاستيطانية السرطانية ، وتواصل اعتداءات المستوطنين، وتجريف مخيمات ومدن وقرى شمال الضفة الغربية وتهجير سكانها من قبل جيش الاحتلال، وتقطيع اوصال المدن الفلسطينية ومنع التواصل بينها الا عبر اراض وطرق يسيطر عليها الاحتلال وإحاطتها من كل مكان بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية وفرض مئات الحواجز التي حولت حياة الفلسطينيين الى جحيم ومواصلة اعتقال آلاف الفلسطينين اداريا دونما تهم او محاكمات، في ظل صمت دولي وعربي واقليمي تفسره اسرائيل باعتباره ضوءا أخضر لمواصلة مخططاتها في مصادرة الأراضي وتهجير السكان وطمس الهوية واستبدالها.
إن حزب العمال يرفض ويدين هذا القرار، كما يرفض ويدين مجمل السياسات الإسرائيلية التوسعية الاستيطانية المناقضة لحقوق الانسان والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويدعو الشعوب العربية في لبنان وسوريا والعراق والاردن وهي تمثل الجزء الأكثر هشاشة من مجموع الجغرافيا السياسية المستهدفة بمشروع اسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد الى إنشاء وحدة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية ضمن اطار استراتيجي يمكنها من توظيف امكاناتها وقدراتها عبر اتفاقيات دفاع مشترك ومجلس سياسي وامني وعسكري ومشترك للتصدي لمشاريع إسرائيل التوسعية والدفاع عن سيادتها واستقلالها.
هذه الوحدة السياسية الملحة والعاجلة والتي يمكن ان تتخذ شكل كونفدرالية او بالحد الأدنى اتحاد على غرار مجلس التعاون الخليجي او الاتحاد المغاربي يجب ان تنسق ايضا مع مصر وبعض دول المغرب العربي وشمال افريقيا وبعض دول الخليج لبناء منظومة دفاعية متكاملة في مواجهة مشاريع الهيمنة الاسرائيلية على كامل المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط بمفهومه الأمريكي الذي يشمل دولا إسلامية غير عربية.
إن الخطر الذي يتهددنا في الاردن كبير، ولا يصح التغاضي عن مشاريع اليمين المتطرف في الكيان المحتل، بعدما انحرف المجتمع بأكثريته نحو اليمين، وبات من المحتمل تسيد اليمين سدة الحكم لسنوات عديدة قادمة، وهذا الخطر لا يقتصر على مشاريع التهجير، وإنما يتجاوزه الى احتلال اراض أردنية وسورية ولبنانية والهيمنة على موارد تاريخية وطبيعية وجيواستراتيجية حاسمة، والأردن وحده لا يستطيع التصدي لهذه المخاطر، وكذلك الحال بالعراق وسوريا ولبنان، وعليه، فإننا ندعو صناع القرار الى فتح حوار سياسي هادف يؤدي الى توقيع اتفاقيات دفاع مشترك بين الكيانات السياسية في بلاد الشام والهلال الخصيب بالحد الأدنى ويتوج بإعلان شكل من أشكال الوحدة التي تؤهلها للتصدي للمشاريع الكبرى التي تستهدف سيادتها ومواردها الطبيعية والبشرية وثقافتها وتاريخها ومستقبل أجيالها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 40 دقائق
- سرايا الإخبارية
احمد علي القادري يكتب: "هنا الأردن .. ومجده مستمر"
بقلم : لقد نشأ الفكر الإنساني من البحث الأزلي عن نظامٍ اجتماعي، واقتصادي، وسياسيٍّ سليم، ومن التساؤل المتجدد حول مستقبل البشرية. ولأن الفكر وليدُ العقل الإنساني، فهو مرآةٌ للظروف والمعطيات السائدة في كل زمان ومكان. لذا، كان لا بد من منحه الفرصة في زمن باتت فيه الحياة محكومة بقبضة الاقتصاد الجشع، وسيطرة القطيع المالي على مقدرات البشر. لقد كان للفكر الدور الأكبر في وضع أسس الحضارات الإنسانية، وكان دومًا، حين يستند إلى الضمير والأخلاق، حصنًا في وجه الطغيان، وسلاحًا في وجه الانحراف السلطوي، ومحرّكًا للتطور الإنساني. من هنا، يصبح من واجبنا أن نفكّر بعمقٍ في مستقبلنا، وأن نقف صفًا واحدًا خلف قيادتنا الهاشمية، رافضين كل أنواع الفتن التي تحاول النيل من مواقفنا الثابتة تجاه قضايا الوطن المصيرية، وفي طليعتها قضية فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره. بالأمس القريب، كانت مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس آسيا والتصفيات المؤهلة لكأس العالم حدثًا استثنائيًا، ملأ قلوب الأردنيين بالفخر. ورغم ذلك، وُجِّهت سهام الاتهام إلينا، وقيل إن الفرح "حرام"، بحجة ما يحدث في غزة. وتُجاهل أن منتخب فلسطين نفسه شارك معنا في نفس البطولة، وأن المنتخبات العربية الأخرى شاركت، دون أن تُكال لها نفس الاتهامات. لماذا الأردن وحده يُحاسب؟ ولماذا يُحرم من الفرح؟ ولماذا تكون المعاتبة من القريب قبل البعيد؟ اليوم، يخرج علينا أصحاب الأجندات المسمومة، المتاجرون بالأوطان، ليقرعوا طبول الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، مستنكرين إقامة مهرجان جرش، متناسين أن المهرجان لم يخلُ من رسائل وطنية وإنسانية، عبّرت عن موقف الأردن الثابت تجاه فلسطين، سواء بالكلمة، أو من خلال العروض التي وصفت معاناة أهل غزة، ووجهت رسائل للعالم أجمع. وعليه، فإننا ندعو كل الشرفاء، في كل مكان، إلى مقاومة التخلف بسلاح الضمير والفكر، فالوطن اليوم أحوج ما يكون إلى المخلصين من أبنائه، المفكرين، الذين يحملون مسؤولية مواجهة خطاب الكراهية، ونشر السموم، وبث الفرقة. كما يحمل الجندي سلاحه دفاعًا عن تراب الوطن، فإن المفكر مدعوّ لحمل قلمه وفكره لمواجهة الفكر المتطرف، لأن الجميع شركاء في الدفاع عن الوطن، كلٌّ في مجاله. هنا الأردن... ومجده مستمر.


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
الحوثيون : بدء المرحلة الرابعة من حصار إسرائيل
خبرني - أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، في بيان متلفز، عن قرار الجماعة تصعيد عملياتها العسكرية ضد كيان الاحتلال في ظل ما وصفه بـ"استمرار الإبادة في غزة"، مؤكداً أن اليمن يجد نفسه أمام "مسؤولية دينية وأخلاقية كبرى". وأشار سريع إلى بدء المرحلة الرابعة من الحصار على إسرائيل، موضحاً أن هذه المرحلة تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها.


خبرني
منذ ساعة واحدة
- خبرني
جيروزاليم بوست: مسؤولون بإدارة ترمب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة
خبرني - نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصادر قولها ان مسؤولين بإدارة ترمب يرون الوقت مناسبا لصفقة شاملة تؤدي لإطلاق كل "الرهائن" وإنهاء الحرب. وبينت المصادر ان الاتصالات استمرت اليومين الماضيين بين إسرائيل والوسطاء بقطر ومصر لإحياء المفاوضات. واوضحت ان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التقى مسؤولين قطريين كبارا في جزيرة سردينيا الإيطالية عدة مرات.