logo
إنريكي لقيادة الثورة الهادئة في سان جيرمان نحو لقب دوري أبطال أوروبا

إنريكي لقيادة الثورة الهادئة في سان جيرمان نحو لقب دوري أبطال أوروبا

النهارمنذ 2 أيام

في غضون عامين، أدخل المدرب المتطلب الإسباني لويس إنريكي تغييرات جذرية على باريس سان جيرمان الفرنسي قادته إلى عتبة لقب تاريخي في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمواجهة إنتر الإيطالي في ميونيخ السبت.
في الماضي القريب، كان هناك سان جيرمان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي، لكن حالياً طغت على نادي العاصمة صبغة مدربه إنريكي. فهذا الإسباني البالغ 55 عاماً بات الوجه الرئيس للفريق منذ عامين.
في صيف 2023، بدا واضحاً أن سان جيرمان سئم من نجوم العيار الثقيل ومن أهوائهم وتقلباتهم فقرر أن يصنع ثورته بيديه. وبعد غربلة عدة أسماء لمدربين في قمة مسيرتهم على غرار الألماني يوليان ناغلسمان والإسباني تشابي ألونسو ومواطنه ميكل أرتيتا، راهن الرئيس القطري ناصر الخليفي والمدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس على إنريكي المتحدر من خيخون.
قبل هذه الخطوة، اشتهر إنريكي المهاجم السابق الذي ارتدى قميصي ريال مدريد وبرشلونة، باعتماده على الثلاثي الذهبي "أم أس أن" (ميسي -الأوروغوياني لويس سواريز-نيمار) ليفوز بدوري الأبطال في عامه الأول كمدرب للنادي الكاتالوني عام 2015.
ولكن في سان جيرمان، لم تكن مسألة إدارة فريق وأسلوب لعب وصل إلى مرحلة عالية من النضج، بل مُنح مدرب "لا روخا" السابق حرية مطلقة لإجراء تعديلات جذرية وتغيير كل شيء.
أوضح إنريكي حقيقة ما حصل قائلاً: "هنا في باريس، كان المشروع مختلفاً. لقد تمكنا من تحديد ملف اللاعبين الذين نريد استقطابهم".
وأضاف: "إنه مشروع بناء، وكان علينا أن نبدأ من الصفر".
سريعاً، ترك إنريكي بصماته فيما تعرفت عليه الجماهير الفرنسية بفضل مزاجه، وخصائصه، وأفكاره في اللعب المبنية على الاستحواذ والضغط عند خسارة الكرة ورغبته في أن يكون "قوياً مع الأقوياء" في غرفة تبديل الملابس.
في نظر هذا المدرب، لا ينبغي لأي لاعب أن يكون فوق فريقه، حتّى المهاجم مبابي، ليثبت نفسه بشكل طبيعي رمزاً للنادي.
جهاز بقيمة 15 ألف يورو
عند وصول إنريكي، بعث سان جيرمان رسالة واضحة مفادها "المدرب هو أفضل من يجسّد المشروع، فهو يملك المفاتيح والنسخة الأخرى. يتمتع بشرعية حقيقية، ومعرفة حقيقية، ويعرف ما يريد".
وفور وصوله، طالب إنريكي وحصل على "جهاز بقيمة 15 ألف يورو يرصد جميع المعايير الفزيولوجية، ويخضع اللاعبون للاختبار مرة أو مرتين في الأسبوع"، حسب مصدر مقرّب من النادي.
وسرعان ما لاحظ المدرب تأرجح أداء المدافع نوردي موكييلي، فأجبره على الرحيل إلى باير ليفركوزن الألماني الصيف الماضي.
وفي الفيلم الوثائقي الذي تم بثه على التلفزيون الإسباني في الخريف، نرى المدرب وهو يلقي محاضرة على مبابي غير المبال لإقناعه بالمساهمة في الدفاع بشكل أكبر. وبعد الإعلان عن رحيله إلى ريال مدريد الإسباني، لم يتردد إنريكي في إبقاء مهاجم منتخب فرنسا على مقاعد البدلاء بانتظام خلال النصف الثاني من موسم 2023-2024.
ويتابع المصدر المذكور: "أن يتعايش لاعبون من الطراز الرفيع مع لويس إنريكي، فهذا أمر صعب".
كما تسببت الخلافات مع عثمان ديمبيلي في بداية الموسم، بسبب التأخير عن التمارين، في تهديد امكانية مشاركة جناح برشلونة وبوروسيا دورتموند الألماني السابق. تم منعه من السفر إلى لندن في تشرين الأول / أكتوبر ثم تعرض لانتقاد لاذع علني بعد طرده في ميونيخ.
"لقد أرانا الطريق"
وصف ديمبيلي في نيسان / أبريل أسلوب الضغط المستمر الذي يعتمده المدرب: "ظل المدرب يقول لنا: إذا لم تضغطوا أو تدافعوا، سيأخذ شخص آخر مكانكم، لذلك نحن جميعاً ندافع".
لكن إنريكي خفف أيضاً من حدة نبرته تجاه ديمبيلي الذي يلعب دوراً محورياً، فقرر استخدامه كمهاجم وهمي اعتباراً من كانون الأول / ديسمبر 2024. كان من الضروري التفكير في الأمر، وتكليف ديمبيلي بمهمة بناء وإنهاء الهجمات، وهو الذي كان يفتقر في كثير من الأحيان إلى الدقة أمام المرمى.
لكن مذاك، أصبح صاحب الرقم 10 يسجل المزيد من الأهداف، ولا يزال تأثيره على أسلوب لعب سان جيرمان هائلاً.
يقول أحد المقربين من النادي: "لويس إنريكي قادر على تطوير أي نوع من اللاعبين"، سواء كانوا صغار السن أو أصحاب خبرة، مضيفاً: "يتحدث لوتشو إلى الجميع تقريباً كل يوم، وغالبا ما يكون برفقته الطبيب النفسي خواكين فالديس".
أثنى كارليس مارتينيز نوفيل مدرب تولوز في فبراير / شباط على عمل مواطنه قائلاً: "نرى أن لويس إنريكي يتمتع بعلاقة قوية ومتنامية مع لاعبيه. الجميع يبذلون قصارى جهدهم، ويؤدون دورهم".
أما قائد سان جيرمان البرازيلي ماركينيوس، فقال: "عندما وصل، أضاف حمضه النووي. شيئاً فشيئاً، نجح في تحسين أدائنا".
وأردفك "لقد عمل أيضاً بجد على الجانب الذهني والتحفيز والتحضير وسلوك اللاعبين. إنه ليس مجرد مدرب يُملي علينا فعل هذا أو ذاك. لقد أرانا الطريق. إنه لا يتحدث عن كرة القدم فحسب، بل أكبر من ذلك".
تعكس حصص التمارين هذه الكلمات حيث الأجواء الرائعة المسيطرة على اللاعبين الذين يتبعون بحماس قائدهم.
قال إنريكي مدركاً أن أسلوبه لم يحظ دائما بإجماع الآراء: "هوسي هو مساعدة اللاعبين قدر الإمكان. هناك أوقات لم أنجح فيها".
من الواضح أن الفترة التي قضاها في عاصمة الأناقة هي حتى الآن ناجحة بشكل كبير، اذ قاد فريقه للفوز بثنائية الكأس والدوري في أول موسمين له، والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ثم إلى المباراة النهائية هذا الموسم.
يضع الإسباني الذي يحب إغاظة الصحافيين، الأمور في نصابها الصحيح: "هذه هي حياة مدرب من الطراز الرفيع، حيث تتعرض لانتقادات مستمرة، وعندما تسير الأمور على ما يرام قد تتلقى الثناء في بعض الأحيان".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جماهير ريال مدريد تطالب بعودة رونالدو ورد النادي يحسم الجدل
جماهير ريال مدريد تطالب بعودة رونالدو ورد النادي يحسم الجدل

Elsport

timeمنذ ساعة واحدة

  • Elsport

جماهير ريال مدريد تطالب بعودة رونالدو ورد النادي يحسم الجدل

طالبت جماهير ​ريال مدريد​ رئيس النادي ​فلورنتينو بيريز​ بإعادة ​كريستيانو رونالدو​، رافعين لافتة أمام المدينة الرياضية كتب عليها: "فلورنتينو، أحضر CR7". هذه الدعوات تأتي بعد تقارير تشير إلى نهاية عقد رونالدو مع ​النصر السعودي​ هذا الصيف. ورغم الإرث الكبير الذي تركه النجم البرتغالي في مدريد (2009-2018)، إلا أن النادي رد برفض قاطع. ووفقًا لإذاعة "كادينا سير"، فإن ريال مدريد حسم موقفه بعدم التعاقد مع رونالدو حتى ولو لفترة قصيرة خلال ​كأس العالم للأندية​. قرار النادي يؤكد طي صفحة أحد أعظم اللاعبين في تاريخه، رغم الشعبية الهائلة التي لا يزال يحظى بها.

موجز المساء: كريستيانو مطلوب من جماهير الريال والادارة ترفض، بيريز يريد احراز كأس العالم للاندية، بياستري يسيطر على التجارب الحرة الثانية في اسبانيا، تأهل سابالينكا وشفيونتيك وموسيتي في رولان غاروس، ف
موجز المساء: كريستيانو مطلوب من جماهير الريال والادارة ترفض، بيريز يريد احراز كأس العالم للاندية، بياستري يسيطر على التجارب الحرة الثانية في اسبانيا، تأهل سابالينكا وشفيونتيك وموسيتي في رولان غاروس، ف

Elsport

timeمنذ 2 ساعات

  • Elsport

موجز المساء: كريستيانو مطلوب من جماهير الريال والادارة ترفض، بيريز يريد احراز كأس العالم للاندية، بياستري يسيطر على التجارب الحرة الثانية في اسبانيا، تأهل سابالينكا وشفيونتيك وموسيتي في رولان غاروس، ف

طالبت جماهير ​ريال مدريد​ رئيس النادي فلورنتينو بيريز بإعادة ​كريستيانو رونالدو​، رافعين لافتة أمام المدينة الرياضية كتب عليها: "فلورنتينو، أحضر CR7". هذه الدعوات تأتي بعد تقارير تشير إلى نهاية عقد رونالدو مع النصر السعودي هذا الصيف. ورغم الإرث الكبير الذي تركه النجم البرتغالي في مدريد (2009-2018)، إلا أن النادي رد برفض قاطع. ووفقًا لإذاعة "كادينا سير"، فإن ريال مدريد حسم موقفه بعدم التعاقد مع رونالدو حتى ولو لفترة قصيرة خلال كأس العالم للأندية. قرار النادي يؤكد طي صفحة أحد أعظم اللاعبين في تاريخه، رغم الشعبية الهائلة التي لا يزال يحظى بها. جائزة اسبانيا: بياستري يتصدر التجارب الحرة الثانية أكّد أوسكار بياستري، سائق فريق مكلارين ومتصدر ترتيب السائقين، جاهزيته للمنافسة على حلبة برشلونة-كاتالونيا، بعدما أنهى الحصة الثانية من التجارب الحرة لجائزة إسبانيا الكبرى في المركز الأول بزمن بلغ 1:12.760 دقيقة، متفوقًا بفارق يقارب ثلاثة أعشار من الثانية على جورج راسل سائق فريق مرسيدس، وماكس فرستابن سائق فريق رد بل. ​رولان غاروس​: تأهل سابالينكا وشفيونتيك وموسيتي للدور المقبل واصلت البيلاروسية ارينا سابالينكا، المصنفة الأولى عالمياً، عروضها القوية في بطولة فرنسا المفتوحة " رولان غاروس" ، حيث حققت فوزا مهما في الدور الثالث على الصربية اولغا دانيلوفيتش بمجموعتين دون رد . واحتاجت سابالينكا الى ساعة و19 دقيقة لتخطي منافستها بواقع 6-2 و 6-3 لتتأهل إلى دور الـ16 وتأهّلت البولندية إيغا شفيونتيك إلى الدور ثمن النهائي، من بطولة فرنسا المفتوحة لل​تنس​ 2025 بفوزها على جاكلين كريستيان بمجموعتين متتاليتين فازت المصنّفة الخامسة عالمياً وحاملة اللّقب على كريستيان بنتيجة 6-2 و7-5. لتعزّز سِجل إنتصاراتها في البطولة عند 38-2. وتأهل الإيطالي لورينزو موسيتي إلى الدور الرابع من بطولة رولان غاروس بعد فوزه على الأرجنتيني ماريانو نافوني بنتيجة 4-6، 6-4، 6-3، 6-2. بيريز يريد الفوز بكأس العالم للاندية بأي ثمن... وعد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، لاعبي الفريق بمكافأة مالية ضخمة قدرها مليون يورو لكل لاعب، حال التتويج بلقب كأس العالم للأندية 2025، في نسختها الأولى بمشاركة 32 فريقًا في الولايات المتحدة. ووفقًا لصحيفة "آس"، فإن إدارة الميرنغي تسعى بكل قوة لتسجيل اسم النادي كأول بطل للبطولة بمظهرها الجديد. ويأمل بيريز في تحقيق هذا الهدف بقيادة المدرب تشابي ألونسو، خلفًا للمقال كارلو أنشيلوتي. البطولة تمنح الفائز 140 مليون يورو، وهي أكبر جائزة مقارنة بالبطولات الأخرى. ويتواجد ريال مدريد في المجموعة الثامنة بجانب الهلال، باتشوكا، ورد بل سالزبورغ. ​كرة سلة​:​المعهد الانطوني​ يهزم التضامن حراجل حقّق فريق المعهد الانطوني فوزاً مهماً امام التضامن حراجل بفارق 12 نقطة وبنتيجة 88-76 ضمن مباريات الجولة العشرين من منافسات بطولة لبنان لكرة السلة مرحلة الدوري. متفرقات: بدأ أرسنال خطوات فعلية للتعاقد مع المهاجم السلوفيني بنجامين سيسكو من لايبزيغ، وفقًا لما أعلنه الصحافي فابريزيو رومانو. ويأتي تحرك النادي الإنكليزي بعد معاناة الفريق هجومياً الموسم الماضي بسبب غياب المهاجم الصريح وتعدد الإصابات. يعود الجناح الأرجنتيني المخضرم أنخيل دي ماريا إلى نادي طفولته روزاريو سنترال بعد قرابة عقدين من التألق في الملاعب الأوروبية، حسبما أعلن النادي أعلن نادي ميلان الإيطالي، اليوم الجمعة، تعيين ماسيميليانو أليغري مدربًا للفريق الأول، خلفًا للبرتغالي سيرجيو كونسيساو، من دون الكشف عن تفاصيل العقد أعلن ريال مدريد رسميًا تعاقده مع الظهير الإنكليزي ترينت ألكسندر أرنولد قادمًا من ليفربول حتى عام 2031. ورغم أن عقد أرنولد مع ليفربول كان سينتهي في 30 حزيران المقبل، إلا أن النادي الملكي استعجل الصفقة استعدادًا لمشاركته في كأس العالم للأندية. وبحسب التقارير، بلغت قيمة الصفقة نحو 10 ملايين يورو حققت فرق الفورمولا 1 إيرادات رعاية قياسية بلغت 2.04 مليار دولار أميركي خلال عام 2024، بحسب تقرير صادر عن شركة SponsorUnited، متجاوزة بذلك أربعًا من أبرز خمس دوريات رياضية أميركية، ولا تتفوق عليها سوى الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية (NFL) التي بلغت عائداتها 2.49 مليار دولار إرتبط اسم لاعب وسط باير ليفركوزن، فلوريان فيرتز، بشكلٍ كبير بالانتقال إلى ليفربول في الأسابيع الأخيرة، لكنّ الريدز لم يتقدموا رسميّاً بعرض ملموس إلا الآن. وفقاً لشبكة سكاي سبورتس، تلقى "ليفركوزن" عرضاً من ليفربول بقيمة 105 ملايين باوند لفيرتز. ولم يُحدد رد باير على العرض، لكن من المعروف أن النادي الألماني يأمل في تأمين حوالي 125 مليون باوند لنجمه. أعلن نادي نابولي الإيطالي، عبر بيان رسمي، عن تمديد عقد مدافعه البرازيلي خوان جيسوس لموسم إضافي، ليستمر في الدفاع عن ألوان الفريق حتى نهاية موسم 2025/2026. أفادت تقارير صحافية أن نادي العين الإماراتي قد توصّل إلى اتفاق للتعاقد مع الحارس البرتغالي روي باتريسيو حارس مرمى أتالانتا، بعقد قصير المدى استعدادًا لكأس العالم للأندية. وقّع الدولي الهولندي جيريمي فريمبونغ مع نادي ليفربول بشكل رسميّ.

إنتر غادر آخر نهائي «أبطال» بهالة تحيطه.. والآن نحو الخلود
إنتر غادر آخر نهائي «أبطال» بهالة تحيطه.. والآن نحو الخلود

الجمهورية

timeمنذ 3 ساعات

  • الجمهورية

إنتر غادر آخر نهائي «أبطال» بهالة تحيطه.. والآن نحو الخلود

يعترف مارتينيز، مرتدياً خفّيه، خلال يوم إعلامي مشمس في مقر تدريب إنتر الريفي في أبيانو جنتيلي: «كنتُ محطّماً تماماً»، إذ كان من المتوقع أن يغيب بسبب الإصابة، لكنّه شارك وسجّل. وأضأف: «عندما أزال الطاقم الطبي الضمادات عن ساقي، استرخَت العضلة وكان الألم لا يُحتمَل. لكنّ الأعصاب والأدرينالين الناتجَين عن أجواء المباراة جعلا الألم يتلاشى». أمّا دي ماركو، فكان مذهولاً من انقلاب الموازين لصالح برشلونة. وعلى رغم من أنّ الهدف بدا وكأنّه قادم لا محالة، إلّا أنّه شكّل صدمة بالنظر إلى الأداء القوي لإنتر في الشوط الأول، مُقراً: «خيبة أمل كبيرة، لم نكن نتوقعها». في مقاعد كبار الشخصيات، كشف ليلي أداني، لاعب إنتر السابق، أنّ الأسطورة ماركو ماتيراتزي نهض من مقعده وغادر عندما أصبحت النتيجة 3-2. واتجه مشجّعون آخرون لإنتر نحو المخارج. ويعترف خافيير زانيتي، نائب رئيس النادي والقائد الفائز بدوري الأبطال: «لقد عانَينا كثيراً». في المقابل، فرغ مقعد بدلاء برشلونة، حيث اندفع البدلاء واللاعبون المستبدلون نحو الملعب للاحتفال مع رافينيا، الذي بدا هدفه وكأنّه ليس فقط حاسماً للفوز، بل ختماً على بطاقة ترشحه للكرة الذهبية. كانت ضربةً قاسيةً لإنتر. ويكد نيكولو باريلا عابساً: «بالنسبة لي كانت أقسى، لأنّني إذا شاهدتُ اللقطة مجدّداً، سترى أنّني فقدتُ الكرة. عاطفياً، كان ذلك مؤلماً للغاية». في تلك اللحظة، انفتحت السماء. أمطرت بغزارة فوق كل مَن كان تحت عوارض «سان سيرو» الحمراء الشهيرة. لكنّ المدرب سيموني إنزاغي، لم ينسحب بحثاً عن غطاء، ولم يطلب سترة واقية من المطر. بل قرفص على الخط الجانبي، وبدلته مبلّلة تماماً، محاولاً تحفيز فريقه. ويؤكّد: «من الطبيعي أنني لم أكن سعيداً فور تسجيل الهدف في مرمانا. لكن نظراً إلى ما قدّمناه في المباراتَين ضدّ برشلونة، كنتُ أعلم أنّنا ما زلنا نملك الفرصة. ولحسن الحظ، كان اللاعبون يؤمنون بذلك أيضاً». في الدقيقة 93، إلتفَتَ المدافع فرانشيسكو أتشيربي، إلى زميله ماتيو دارميان وقال: «أنا ذاهب». إلى أين؟ بينما أرسل الحارس يان سومّير كرة طويلة بعيدة الأمل، اندفع أتشيربي نحو منطقة جزاء برشلونة. هل كان أحد يعلم ما يفعله؟ لا. ويُقرّ ماركوس تورام وهو يهزّ رأسه: «ولا أنا أيضاً. الجميع يتحدّث عن التكتيك، لكن كرة القدم تبقى كرة قدم، وتحتاج إلى قليل من السحر أحياناً». فاز تورام بالكرة الثانية، رفع دنزل دومفريس عرضية، وسجّل أتشيربي هدف التعادل، ليقود المباراة إلى الوقت الإضافي. إنّه إنهاء يَليق بـ»جوزيبي مياتزا»، المهاجم الذي يحمل الملعب اسمه. وكان أيضاً تجسيداً خالصاً لإنتر: نادٍ أسّسه فنانون وشعراء، قادر على أن يقطع أذنه (كما فعل عندما فرّط بتقدّم 2-0 في كلتا المباراتَين)، كما هو قادر على رسم تُحفة في دوري الأبطال. ويُضيف دارميان: «خرجَت روح إنتر الحقيقية». إنّها «بازا (المجنونة) إنتر»، حين يتجرّأ المدافعون على التحوّل إلى مهاجمين مرتجِلين. ويُعلّق زانيتي: «بدأت مباراة أخرى بعد ذلك». هذه المباراة الأخرى كانت تلك التي فاز فيها إنتر في الوقت الإضافي، حين صنع البديلان مهدي طارمي ودافيدي فراتيزي هدفاً جعل النتيجة 4-3 في تلك الليلة، و7-6 في مجموع المباراتَين، ليحجز الفريق مقعده في نهائي دوري الأبطال. يؤكّد دي ماركو: «بصراحة، بكَيتُ بعدها. كانت مشاعر كثيرة في داخلي لم أستطع التعبير عنها». فجأةً، عاد الألم إلى ساق لاوتارو، ويؤكّد ضاحكاً: «لم أستطع رفع ساقي لمدة يومَين». لكنّه أصبح جاهزاً الآن لمباراة الليلة في ميونيخ. ويُضيف باريلا بارتياح: «بفضل آتشي ‹فراتي وباقي الفريق، فعلنا شيئاً سيُخلَّد في التاريخ. تلك المباراة ستدخل كتب دوري الأبطال». قبل مباراة الإياب، خرج مسؤولو إنتر لتناول الغداء مع نظرائهم من برشلونة. كان من بينهم الرئيس جوزيبي ماروتا وزانيتي، إلى جانب أعضاء مجلس الإدارة الذين يمثلون مالك إنتر الأميركي، شركة إدارة الأصول «أوك تري». اتفق الجميع على أنّ المباراة الأولى لم تكن رائعة كروياً فقط، بل أيضاً ساعدت في تحسين صورة الناديَين، لكن لصالح إنتر أكثر من برشلونة، الذي يملك أصلاً مكانةً مرموقة. هذه المكانة حديثة نسبياً، إذ بينما ارتفعت أسهم أحد الناديَين، تراجعت الأخرى. كان إنتر الأكثر نجاحاً لسنوات طويلة. فاز بكأس أوروبا عامَي 1964 و1965، ثم خسر نهائيَّي 1967 و1972. أمّا برشلونة، فوصل إلى النهائي عامَي 1961 و1986، ولم يُحقّق اللقب إلّا عام 1992. حينها، كان النادي الكاتالوني عاجزاً عن منع رحيل نجوم مثل لويس سواريز الأصلي ورونالدو بعد حصولهما على الكرة الذهبية، لصالح إنتر، الذي كان في ذلك الوقت أغنى بفضل ثروة عائلة موراتي من مصافي النفط في سردينيا. حتى في عام 2009، خسر برشلونة صفقة تبادلية أرسل فيها صامويل إيتو إلى إنتر مقابل زلاتان إبراهيموفيتش. ذلك الموسم، قاد زانيتي إنتر لتحقيق ثلاثية تاريخية عام 2010، وهو إنجاز غير مسبوق في الكرة الإيطالية. لكنّ هيمنة برشلونة كانت قد بدأت، تماماً كما هذا العام، أُقصوا من نصف النهائي أمام إنتر. إلّا أنّ بيب غوارديولا، ليونيل ميسي، و»لا ماسيا»، حوّلوا برشلونة من نادٍ كبير إلى علامة تجارية عالمية. الأوقات تغيّرت. عندما باع ماسيمو موراتي إنتر عام 2013، شبّه الأمر بسحب البطاقة الائتمانية من ابنته المدلّلة. كان على النادي أن يعتمد على نفسه. أي أنّه كان عليه أن يتحوّل من حالة الدلال إلى شركة تُدار كعمل تجاري. فشل إنتر في التأهل إلى دوري الأبطال لـ6 سنوات، ولم يَفز بالدوري لنحو عقد. وكان تحت ظل يوفنتوس محلياً، وغير موجود فعلياً أوروبياً. تميّزت الـ»بريميرليغ» بالاندفاع لتحويل نفسها إلى الدوري الأغنى والأكثر مشاهدة في العالم، في وقت ظل فيه «سيري أ» في حالة من الجمود. ويعترف ماروتا: «في 20 عاماً، تضاعفت إيرادات الـ»بريميرليغ» 3 مرّات مقارنة بنا». انفتح الفارق واتسع لأمرَين: أولاً، سيحتفل «سان سيرو» بمئويّته العام المقبل. وهو أحد عجائب كرة القدم في العالم، ويظهر في قوائم كل مشجّع. لكنّه الآن مصنّف كمعلم أثري، وحتى لَو لم يكن، فإنّ إعادة تطويره ستُكلّف بقدر أو أكثر من بناء ملعب جديد. كما أنّ ملعباً جديداً سيكون أكثر ربحاً من «سان سيرو» المجدّد. ويرى ماروتا: «أكبر ما ينقص إيطاليا هو ملاعب حديثة تُدرّ عائدات أعلى من يوم المباراة. هذا من شأنه مضاعفة دخلنا. هذا الموسم جمعنا 80 مليون يورو، وبوجود ملعب جديد، يمكننا مضاعفة ذلك. مقارنةً بأوروبا، هذه أكبر نقطة ضعف لدينا. نحن في المركز الأخير في ما يتعلق بالاستثمار في البنية التحتية للملاعب». السبب الثاني متعلق ببساطة بسؤال: إذا كنت تعيش خارج إيطاليا، ما مدى سهولة متابعة «سيري أ»؟ فيُضيف ماروتا: «العامل المهم الآخر هو تحسين بيع حقوق البث التلفزيوني، خصوصاً الحقوق الأجنبية. مقارنةً بالـ»بريميرليغ:، النسبة هي 1 إلى 10». كان إنتر دائماً الأقل استغلالاً تجارياً بين كبار إيطاليا الثلاثة. لديه إمكانات ضخمة، لم يُستغل معظمها. وعلى رغم من كونه أحد 8 أندية فازت بـ3 ألقاب دوري أبطال أو أكثر، احتلّ المركز الـ14 في قائمة «ديلويت» للأندية الأعلى دخلاً. 4 فرق أمامه (باريس سان جيرمان، أرسنال، توتنهام، وأتلتيكو مدريد) لم يفز أي منها بدوري الأبطال. فاز مانشستر سيتي بلقبه الأول على حساب إنتر قبل عامَين في إسطنبول. أعاد ماروتا إنتر إلى مستوى تنافسي يليق بتاريخه، ورفعه مالياً إلى ما يفوق قدراته. إنّه النهائي الرابع في دوري الأبطال في مسيرة ماروتا. الوحيد الذي تفوّق عليه في إيطاليا هو أدريانو غالياني، المدير التنفيذي السابق لميلان. قبل إنتر، كان ماروتا المدير التنفيذي لكرة القدم في يوفنتوس، الذي وصل إلى نهائيَّين بين 2015 و2017. تكرار ذلك ليس صدفة. ما سرّه؟ هل هي ثقافة الفوز التي يزرعها؟ يؤكّد ماروتا: «أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يثق المالكون بالإدارة. وإذا حصلت على تلك الثقة، يجب أن تملك خاصيّتَين: الكفاءة، وأخلاقيات العمل وثقافة الشركة. الإحساس بالانتماء. هذه القيم أساسية. المال وحده لا يُحقّق البطولات؛ بل هذه العوامل». على سبيل المثال، الفارق في الإيرادات بين إنتر والفِرَق التي أقصاها كبير. بايرن ميونيخ حقق 765,4 مليون يورو من تذاكر المباريات، الرعاية، وحقوق البث الموسم الماضي. في المقابل، إنتر حقق 391 مليون يورو، أي أقل من النصف. الفجوة مع برشلونة مشابهة، وتزداد اتساعاً مع باريس سان جيرمان. حين بلغ إنتر نهائي 2023، لم يُنظَر إليه كمفاجأة فقط، بل كنهاية مرحلة. المالك السابق، مجموعة صينية تُدعى «سونينغ»، أنفقت كثيراً في البداية. لكن مع الجائحة، واجهت ضغوطاً مالية هائلة. لتمويل إنتر، اقترضت 275 مليون يورو من «أوك تري» بفائدة 12%، بضمان أسهمها في النادي. اضطرّ ماروتا إلى التكيّف. من كسر الأرقام القياسية لضمّ لاعبين مثل باريلا ولوكاكو، إلى بيع نجوم كبار مثل حكيمي... ولوكاكو. معظم الصفقات كانت مجانية، وهذه نقطة قوة لماروتا منذ أيام يوفنتوس. بعضهم، مثل أونانا، بيعَ لاحقاً بأرباح. والبعض الآخر (دي فري، مختاريان، تشالهانوغلو، وتورام) لا يزالون. العام الماضي، تخلّفت «سونينغ» عن السداد، فاستحوَذت «أوك تري» على النادي، ما أعاد الاستقرار إلى إنتر: حسّنت الهيكل الإداري، وتُخطِّط للاستثمار في مرافق مثل مركز التدريب. ما منح إنتر قاعدةً صلبة للنمو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store