
نهج الإمام الخميني (رض) في مواجهة الاستكبار العالمي
في تاريخ إيران المعاصر، يرتبط اسم الإمام الخميني (رض) بمفاهيم الاستقلال ومقاومة الهيمنة والاستكبار العالمي.
يُعتبر فكر وسلوك مؤسس الجمهورية الإسلامية مدرسة فكرية - سياسية مستقلة وديناميكية، قدمت رداً حاسماً على أي شكل من أشكال الهيمنة، سواء كانت سياسية أو عسكرية أو فكرية وثقافية.
وتستمر هذه المدرسة اليوم في صمودها تحت توجيه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي.
منذ بداية نهضته، رسم الإمام الخميني (رض) خطاً فاصلاً بين الحق والباطل، معتبراً واجهة الاستكبار رمزاً للظلم، ولم يقتصر مفهوم الاستكبار لديه على العدوان العسكري أو الهيمنة الاقتصادية، بل شمل أيضاً الهيمنة الفكرية وفرض نمط الحياة الغربي.
وفي مواجهة هذا النوع من الهيمنة، اعتمد الإمام على الأصالة الإسلامية وكرامة المسلمين، مستلهماً تعاليم القرآن الكريم، وداعياً المسلمين إلى الثبات والثقة بالنفس.
قاد الإمام الخميني (رض) البلاد في مواجهة تجاوزات النظام البهلوي والهيمنة الأمريكية، معززاً روح المقاومة في الأمة الإيرانية. مارس الجهاد الأصغر (محاربة العدو الخارجي) والجهاد الأكبر (محاربة الأنا وتربية الإنسان الصامد) في آنٍ واحد، مما حول الأمة الإيرانية إلى أمة صامدة ويقظة.
مواجهة الهيمنة الفكرية والحضارية للغرب
من أبرز جوانب فكر الإمام الخميني (رض) هو مكافحة الهيمنة الفكرية الناعمة للغرب، في وقت تأثرت فيه العديد من النخب والحركات الفكرية في العالم الإسلامي بالحداثة الغربية، أكد الإمام على العودة إلى الهوية الإسلامية والاجتهاد الحديث.
لم يستسلم الإمام للانصهار الفكري بين الإسلام والتعاليم الليبرالية أو الاشتراكية، بل قدم نموذج ولاية الفقيه، مما أضفى تناغماً بين الجمهورية والإسلام.
هذا الابتكار قدم نموذجاً فريداً في مواجهة النماذج الغربية، حيث طرح نظاماً فكرياً حضارياً بديلاً لا يزال يُلهم حركات المقاومة في المنطقة والعالم الإسلامي.
استمرار نهج الإمام في قيادة آية الله الخامنئي
بصفته خريجاً وتلميذاً بارزاً في مدرسة الإمام الخميني (رض)، واصل آية الله الخامنئي النهج المناهض للاستكبار في المجالات النظرية والثقافية والعملية. رفع راية المقاومة من خلال التأكيد على الاستقلال السياسي والثقافي والاقتصادي، خاصة في مواجهة نفوذ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
أكد قائد الثورة الاسلامية في تصريحات عديدة أن التراجع أمام تجاوزات الأعداء لا يجلب الأمن، بل يؤدي إلى مزيد من الغطرسة. لذا، فإن السبيل الوحيد لمواجهة الاستكبار هو الوقوف بذكاء وإيمان.
أسس الإمام الخميني (رض) مدرسة مناهضة للاستكبار، متمحورة حول الشعب، لا تزال قائمة اليوم بقيادة آية الله الخامنئي. هذه المدرسة، المستندة إلى التعاليم الإسلامية والعقلانية السياسية، صمدت وستصمد في وجه أي تجاوزات من جانب الأعداء.
في عالمٍ مُعرَّض لضغوط النظام المُهيمن، فإن إعادة قراءة فكر الإمام الخميني وتعزيزه هو ضرورة استراتيجية للحفاظ على الهوية الوطنية الإيرانية واستقلالها، ونموذج شامل لنهضة الأمم. وكما قال قائد الثورة الاسلامية: " الإمام الخميني حقيقةٌ خالدة"، وستظل هذه الحقيقة مُلهمةً لمسيرة الثورة الإسلامية القادمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 18 ساعات
- وكالة أنباء براثا
كتاب الحج والعمرة للشيخ الريشهري والقرآن الكريم (ح 3)
الدكتور فاضل حسن شريف جاء في کتاب الحج والعمرة في الكتاب والسنة للشيخ محمد الريشهري: تسمية الكعبة: الصَّدوق: رُوِيَ أنَّهُ إنَّما سُمِّيَت كَعبَةً لأَنَّها مُرَبَّعَةٌ، وصارَت مُرَبَّعَةً لأَنَّها بِحِذاءِ البَيتِ المَعمورِ وهُوَ مُرَبَّعٌ، وصارَ البَيتُ المَعمورُ مُرَبَّعًا لاَِنَّهُ بِحِذاءِ العَرشِ وهُوَ مُرَبَّعٌ، وصارَ العَرشُ مُرَبَّعًا لاَِنَّ الكَلِماتِ الَّتي بُنِيَ عَلَيهَا الإِسلامُ أربَعٌ، وهِيَ: سُبحانَ اللهِ، والحَمدُ للهِِ، ولا إلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكبَرُ العَتيقُ "ثُمَّ ليَقضوا تَفَثَهُم وليوفوا نُذورَهُم وليَطَّوَّفوا بِالبَيتِ العَتيقِ" (الحج 29). "لَكُم فيها مَنافِعُ إلى أجَل مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إلَى البَيتِ العَتيقِ" (الحج 33). وعن البيت الحرام يقول الشيخ محمد الريشهري: البَيتُ الحَرامُ "جَعَلَ اللهُ الكَعبَةَ البَيتَ الحَرامَ قِيامًا لِلنّاسِ" (المائدة 97). "رَبَّنا إنّي أسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِواد غَيرِ ذي زَرع عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا لصَّلاةَ فَاجعَل أفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إلَيهِم وارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ" (أبراهيم 37). حَنان: قُلتُ لأَبي عَبدِ اللهِ: لِمَ سُمِّيَ بَيتُ اللهِ الحرامَ؟ قالَ: لاَِنَّهُ حُرِّمَ عَلَى المُشرِكينَ أن يَدخُلوهُ. فائدة حول أسماء البيت ذُكر بيت الله سبع عشرة مرّة في القرآن الكريم، في أربع عشرة آية: مرّتين بلفظ " الكعبة " (المائدة 95) (المائدة 97)، وسبع مرّات بلفظ " البيت " (البقرة 125) (البقرة 127) (البقرة 158) (آل عمران 97) (الأنفال 35) (الحجّ 26) (قريش 3)، ومرّة واحدة بلفظ " بيت " (آل عمران 96)، ومرّتين بلفظ " البيت الحرام " (المائدة 2) (المائدة 97)، ومرّتين بلفظ " البيت العتيق " (الحج 29) (الحج 33)، ومرّة بلفظ " بيتك المحرّم " (ابراهيم 37)، ومرّتين بلفظ " بيتي " (البقرة 125) (الحج 26). وجدير بالذكر أنّ " المسجد الحرام " ذُكر أيضاً في القرآن خمس عشرة مرّة ((البقرة 144) (البقرة 149) (البقرة 150) (البقرة 191) (البقرة 196) (البقرة 217)، (المائدة 2)، (الأنفال 34)، (التوبة 7) (التوبة 19) (التوبة 28)، (الإسراء 1)، (الحجّ 25)، (الفتح 25) (الفتح 27).)، وجاء مرّة واحدة فقط بلفظ " المسجد " (الاسراء 7). وعن فضل البيت يقول الشيخ الريشهري في كتابه: فَضلُ البَيتِ أ - أوَّلُ بَيت وُضِعَ لِلنّاس "إنَّ أوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وهُدًى لِلعالَمينَ" (آل عمران 96). "وإذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وأمناً واتَّخِذوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى وعَهِدنا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ أن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ والعاكِفينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ" (البقرة 125). الإمام الباقر: "إنَّ أوَّلَ بَيت وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا" (آل عمران 96) فَأَوَّلُ بُقعَة خُلِقَت مِنَ الأَرضِ الكَعبَةُ، ثُمَّ مُدَّتِ الأَرضُ مِنها. الإمام الباقر: أمّا بَدءُ هذَا البَيتِ فَإِنَّ اللهَ تَبارَكَ وتَعالى قالَ لِلمَلائِكَةِ: "إنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً" فَرَدَّتِ المَلائِكَةُ عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ فَقالَت: "أتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماء" (البقرة 30)؟ فَأَعرَضَ عَنها، فَرَأَت أنَّ ذلِكَ مِن سَخَطِهِ فَلاذَت بِعَرشِهِ، فَأَمَرَ اللهُ مَلَكًا مِنَ المَلائِكَةِ أن يَجعَلَ لَهُ بَيتًا فِي السَّماءِ السّادِسَةِ يُسَمَّى الضُّراحَ (الضُّراح: بيت في السماء مقابل الكعبة في الأرض، قيل: هو البيت المعمور "تاج العروس: 4 / 134") بِإِزاءِ عَرشِهِ، فَصَيَّرَهُ لأَهلِ السَّماءِ، يَطوفُ بِهِ سَبعونَ ألفَ مَلَك في كُلِّ يَوم لا يَعودونَ، ويَستَغفِرونَ. فَلَمّا أن هَبَطَ آدَمُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا أمَرَهُ بِمَرَمَّةِ هذَا البَيتِ - وهُوَ بِإِزاءِ ذلِكَ - فَصَيَّرَهُ لآدَمَ وذُرِّيَّتِهِ كَما صَيَّرَ ذلِكَ لأَهلِ السَّماءِ. وعن تَجديدُ بِناءِ البَيتِ يقول الشيخ محمد الريشهري "وإذ يَرفَعُ إبراهيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وإسماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ" (البقرة 127). وعن قِصَّةُ أصحابِ الفيلِ "ألَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصحابِ الفيلِ * ألَم يَجعَل كَيدَهُم في تَضليل * وأرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أبابيلَ * تَرميهِم بِحِجارَة مِن سِجّيل * فَجَعَلَهُم كَعَصف مَأكول" (الفيل 1-5). رسول الله صلى الله عليه وآله: جاءَتهُم طَيرٌ أبابيلُ مِثلَ الحِدَأَ في صورَةِ السِّباعِ. الإمام الصادق: لَمّا أقبَلَ صاحِبُ الحَبَشَةِ بِالفيلِ يُريدُ هَدمَ الكَعبَةِ مَرّوا بِإِبِل لِعَبدِ المُطَّلِبِ فَاستاقوها، فَتَوَجَّهَ عَبدُ المُطَّلِبِ إلى صاحِبِهِم يَسأَلُهُ رَدَّ إبِلِهِ عَلَيهِ، فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَأَذِنَ لَهُ، وقيلَ لَهُ: إنَّ هذا شَريفُ قُرَيش - أو عَظيمُ قُرَيش - وهُوَ رَجُلٌ لَهُ عَقلٌ وَمُرُوَّةٌ، فَأَكرَمَهُ وأدناهُ، ثُمَّ قالَ لِتَرجُمانِهِ: سَلهُ ما حاجَتُكَ؟ فَقالَ لَهُ: إنَّ أصحابَكَ مَرّوا بِإِبِل لي فَاستاقوها فَأَحبَبتُ أن تَرُدَّها عَلَيَّ. فَتَعَجَّبَ مِن سُؤالِهِ إِيّاهُ رَدَّ الإِبِلِ، وقالَ: هذَا الَّذي زَعَمتُم أنَّهُ عَظيمُ قُرَيش وذَكَرتُم عَقلَهُ؟ يَدَعُ أن يَسأَلَني أن أنصَرِفَ عَن بَيتِهِ الَّذي يَعبُدُهُ أما لَو سَأَلَني أن أنصَرِفَ عَن هَدِّهِ لاَنصَرَفتُ لَهُ عَنهُ. فَأَخبَرَهُ التَّرجُمانُ بِمَقالَةِ المَلِكِ، فَقالَ لَهُ عَبدُ المُطَّلِبِ: إنَّ لِذلِكَ البَيتِ رَبًّا يَمنَعُهُ، وإنَّما سَأَلتُكَ رَدَّ إبِلي لِحاجَتي إلَيها، فَأَمَرَ بِرَدِّها عَلَيهِ. أبو مَريَمَ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ: سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: "وأرسَلَ عَلَيهِم طَيرًا أبابيلَ * تَرميهِم بِحِجارَة مِن سِجّيل" (الفيل 3-4)، قالَ: كانَ طَيرٌ سافٌّ جاءَهُم مِن قِبَلِ البَحرِ، رُؤوسُها كَأَمثالِ رُؤوسِ السِّباعِ، وأظفارُها كَأَظفارِ السِّباعِ مِنَ الطَّيرِ، مَعَ كُلِّ طائِر ثَلاثَةُ أحجار: في رِجلَيهِ حَجَرانِ، وفي مِنقارِهِ حَجَرٌ، فَجَعَلَت تَرميهِم بِها حَتّى جُدِّرَت أجسادُهُم فَقَتَلَهُم بِها، وما كانَ قَبلَ ذلِكَ رُئِيَ شَيءٌ مِنَ الجُدَرِيِّ ولا رَأَوا ذلِكَ مِنَ الطَّيرِ قَبلَ ذلِكَ اليَومِ ولا بَعدَهُ. قالَ: ومَن أفلَتَ مِنهُم يَومَئِذ انطَلَقَ، حَتّى إذا بَلَغوا حَضرَمَوتَ وهُوَ واد دونَ اليَمَنِ أرسَلَ اللهُ عَلَيهِم سَيلاً فَغَرَّقَهُم أجمَعينَ. قالَ: وما رُئِيَ في ذلِكَ الوادي ماءٌ قَطُّ قَبلَ ذلِكَ اليَومِ بِخَمسَ عَشرَةَ سَنَةً. قالَ: فَلِذلِكَ سُمِّيَ حَضرَمَوتَ حينَ ماتوا فيهِ.


وكالة أنباء براثا
منذ يوم واحد
- وكالة أنباء براثا
ردا على المقترح الأمريكي؛ سماحة القائد المفدى السيد علي الخامنئي : التخصيب هو مفتاح القضية النووية ولن نتخلى عنه
اكد قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي في كلمته صباح اليوم الاربعاء، لمناسبة الذكرى السنوية الـ36 لرحيل مفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (ره)، ردا على المقترح الامريكي، ان تخصيب اليورانيوم هو مفتاح القضية النووية ولن نتخلى عنه. وفي هذه المراسم، وبعد قراءة القرآن الكريم ومديح أهل البيت (ع)، القي قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي كلمة قال فيها:: "قبل أن أقول أي شيء أبعث بتحياتي إلى روح الإمام العظيم وأسأل الله تعالى أن يرفع درجاته". واضاف سماحته: "غدا يوم عرفة وربيع الصلاة. أنصح الشباب بالصلاة، ومشاركة احتياجاتهم وأهدافهم مع الله تعالى، وطلب العون منه". وتابع آية الله خامنئي: "إن نظامنا السياسي الذي ولله الحمد نما وتقوى، هو نتيجة ثورة عظيمة. إن زعيمها رجل عظيم لا يزال حضوره ملموساً في العالم بعد اكثر من ثلاثين عاماً من رحيله، ولا يزال أثر ثورته واضحاً للناس في مختلف أنحاء العالم. إن التراجع الحاد في مكانة أمريكا في العالم يعود إلى وجوده، وكراهية الصهاينة تعود إلى ثورته". وأوضح قأئد الثورة الاسلامية قائلا: "اليوم نرى في العالم الغربي حركة نحو النفور من القيم الغربية؛ الإمام الخميني خلق مثل هذه الثورة"، مضيفا: "لقد فاجأت الثورة الإسلامية في إيران العالم الغربي. ولم يتصوروا أن رجل دين واحد، من دون معدات وموارد مالية، يستطيع أن يقود أمة إلى الساحة". وشدد سماحته: "لم يصدقوا أن هذه الثورة وهذا الإمام سيتمكنان من إسقاط الأمريكان والصهاينة الذين سيطروا على كل شيء في إيران لسنوات طويلة، وسيتمكنان من إخراجهم من البلاد". وصرح آية الله خامنئي: "لو جاءت حكومة متحالفة مع الغرب إلى السلطة بعد الثورة الاسلامية، كما كانت هناك بوادر مبكرة تشير إلى أن حكومة متحالفة مع الغرب ستصل إلى السلطة، لو حدث مثل هذا الأمر، لكان الغربيون يأملون أن يتمكنوا من التسلل إلى إيران مرة أخرى وتأمين مصالحهم غير المشروعة في هذا البلد، لكن الإمام عبر عن مواقفه الواضحة واللا لبس فيها بشأن البناء الإسلامي للبلاد. وأشار الى مؤمرات الأغداء ضد ايران وقال: "في رأيي أن أنواع المؤامرات التى تمت ضد ثورتنا الاسلامية ليس لها سابقة في أي من الثورات المعروفة في العالم"، مؤكدا: "لقد صمدت الجمهورية الإسلامية في وجه كل المؤامرات والدسائس والعداوات وربما لو حسبنا فإن الجمهورية الإسلامية أحبطت أكثر من ألف مؤامرة، وتم الرد على بعضها أيضاً". وتابع سماحته: "العواطف تؤثر على الأهداف العقلانية للانتفاضات الاجتماعية، والنتيجة هي أنه عندما تهدأ المشاعر والعواطف، يتغير اتجاه الحركة التي تم إنشاء الثورة من أجلها...على سبيل المثال، كانت الثورة الفرنسية مدفوعة بالعواطف، وتم نسيان أهدافها، ولكنه قد حمى الإمام اخميني الثورة الإسلامية من آفة المشاعر المدمرة وقد تجلت عقلانية الإمام في ركنين أساسيين: ركن ولاية الفقيه، وركن الاستقلال الوطني". وأضاف: "انا أعرض المعنى الذي كان في ذهن الإمام المبارك وتكرر في كلماته تحت كلمة الاستقلال الوطني، ولولا ولاية الفقيه لانحرفت هذه الثورة عن مسار الدين". واوضح قائد الثورة مفهوم الاستقلال الوطني وقال: "الاستقلال الوطني لا يعني انعدام التواصل، بل يعني أن الأمة والبلد إيران تقف على قدميها...الاستقلال الوطني يعني أن البلاد لا تنتظر الضوء الأخضر أو الأحمر من أميركا وأمثالها؛ إن حجر الزاوية في الاستقلال الوطني هو مبدأ "نحن نستطيع". وأشار سماحته الى المقترح الذي قدمتها الولايات المتحدة اخيرا بشأن القضية النووية وقال: المقترح الأميركي المعروض بشأن الملف النووي معارض 100 في المئة لعبارة "نحن نستطيع". واردف آية الله خامنئي قائلا: "المقاومة تعني عدم الخضوع لإرادة القوى العظمى. إذا كان أحد يؤمن بشيء، أو يعتبر شيئا ضروريا، أو يعتبر شيئا محظورا، فيجب عليه أن يتصرف وفقا لمعتقداته الخاصة، ولا ينحني لإرادة العدو، أو تنمره، أو املاءاته. ومن المبادئ الأخرى للاستقلال الوطني تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد". وقال قائد الثورة الاسلامية: "اليوم أصبح شبابنا على دراية بقضية الثقة بالنفس والمقاومة، وتم الحفاظ على هوية الثورة"، مؤكدا: "بفضل الجهود الكبيرة تمكنت إيران من تحقيق دورة الوقود النووي الكاملة. إن الصناعة النووية لا تقتصر على إنتاج الطاقة فقط. الصناعة النووية هي الصناعة الأم. تتأثر العديد من المجالات العلمية بالصناعة النووية. إن تخصيب اليورانيوم هو مفتاح القضية النووية، والأعداء أيضا وضعوا أيديهم على التخصيب. في ثمانينيات القرن العشرين، شهدنا أن أمريكا غير موثوقة في مجال الوقود بنسبة 20%". وتابع سماحته: "الهدف الأول لأمريكا هو حرمان إيران من امتلاك صناعة نووية، حتى تبقى بحاجة إليها، الردّ الإيراني على هذا الهراء الأمريكي واضح وصريح: لن تستطيعوا فعل شيء، ولن يكون بمقدوركم ارتكاب أي حماقة في هذا الشأن". وأشار قائد الثورة الاسلامية في قسم اخر الى جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين وقال: "الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة مذهلة ومروّعة. لقد بلغ الانحطاط بهذا الكيان أن يقتل الناس لا بالقنابل فحسب، بل حتى بالرصاص، أيّ قدر من الدناءة والخسة والشر يمكن أن يجتمع في هؤلاء؟!". وأكد سماحته: "أمريكا شريكة في هذه الجرائم، ويجب أن تُطرد من المنطقة، كما ان الحكومات الإسلامية اليوم تتحمل مسؤولية كبرى تجاه قضية فلسطين، اليوم ليس وقت المجاملة أو المراعاة أو الحياد، اليوم ليس وقت الصمت". وشدد سماحته: "أي حكومة إسلامية تقدم بأي شكل من الأشكال دعماً للكيان الصهيوني، فلتعلم يقينًا أن وصمة عار أبدية ستبقى تلاحقها إلى الأبد"، مبينا: "الاعتماد على الكيان الصهيوني لن يجلب الأمن لأي دولة، هذا الكيان محكوم بالسقوط والانهيار بأمر إلهي قاطع، ولن يطول الوقت حتى يتحقق ذلك، بإذن الله".


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
'المسرح' .. لغة اعتراض الطلبة على الإبادة في 'غزة'
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: المسرح الطلابي ليس مجرد فاعليات فنية، وإنما يُمكن اعتباره جسر يربط الطلبة بالمجتمع؛ وإنجازات الطلبة الفنانين تتجاوز الحرم الجامعي وقد تؤثر على عقلية ورؤية المجتمع. بحسّب 'أبوالفضل مظاهري' و'ثمین قیصري'؛ بتقريرهما المنشور بصحيفة (فرهيختگان) الإيرانية. والمسرح الطلابي ليس مجرد ساحة لاستعراض إبداع شباب الفنانين؛ وإنما مجال لانعكاس القضايا الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والنفسية في المجتمع. والمسرح الطلابي قادر على نقل الأفكار والمفاهيم والاهتمامات المجرّدة بلغة التجربة والحِس، مما يجعل فهمها أسهل وأكثر واقعية للجمهور العام. ومنذ القدم يُعتبر المسرح في العديد من البلدان، أداة تعليمية وتربوية؛ بدءًا من التدريب على الحوار والتفكير النقدي، وصولًا إلى تعليم المهارات الاجتماعية وتعزيز الروح الجماعية. وكانت جامعة (آزاد) قد بدأت؛ منذ العام الماضي، استخدام هذه الأداة الفنية في الفضاء الثقافي للجامعة، وبعد تنظيم 'مهرجان المسرح الطلابي'. في التقرير التالي؛ أجرت صحيفة (فرهيختگان) الحوار التالي مع رؤساء ثلاث مجموعات مسرحية طلابية قدمت عروضًا خلال الأسابيع الماضية… الاعتراض على الإبادة في 'فلسطين' بلغة الفن.. (العدالة لفلسطين)؛ من تأليف وإخراج 'محمد علي حقدل'، طالب الدكتوراه 'قم' القرآن والحديث بجامعة (آزاد)، يقول: 'المسرحية مستَّلهمة من أحداث الجامعات الأميركية والأوروبية احتجاجًا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وتُقدم في الحقيقة رواية عن انتفاضة عامة ونهضة وجدانية وإنسانية في الجامعات الأميركية؛ لا سيّما (كلمبيا)'. وأضاف: 'القضية هي أن هذا الصحوة الطلابية كانت جذورها تعود إلى ما قبل قضية (حماس) وإسرائيل وأحداث السابع من تشرين أول/أكتوبر. حيث كان الطلاب يعترضون على الدعم والاتفاقيات التي أبرمتها الجامعات الأميركية مع النظام الإسرائيلي، وعلى التعاون العلمي الأميركي مع الجامعات الإسرائيلية بما فيها جامعة تل أبيب. وكان من بين تساؤلات الطلاب: لماذا يتم استخدام أموالنا كدافعي ضرائب أميركيين لدعم نظام إسرائيلي يتجاهل أولويات إنسانية أساسية مثل حق الفلسطينيين في الحياة ؟.. هذه الصحوة انتشرت تدريجيًا في الجامعات الأميركية وامتدت إلى جامعات أخرى؛ خاصة جامعة (كلمبيا)، مما أدى إلى مفاوضات بين ممثلي الطلاب وإدارة الجامعة، وتدخل الشرطة والأجهزة الأمنية الأميركية. في النهاية، نجح الطلاب في فرض رأيهم على إدارة الجامعة، وتم تعليق هذا التعاون العلمي مؤقتًا'. رواية فنية للجرائم في 'غزة' من منظور مراسل وطفلة.. يقول طالب البكالوريوس؛ 'مهدي جودكي'، مؤلف ومخرج وممثل هذا منولوج (أمل تحت الأنقاض) المسرحي، عن تفاصيل هذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح الشارع: 'يُعبّر هذا العرض عن أحداث غزة على لسان صحافي موجود في غزة وطفلة صغيرة أنقذها هذا الصحافي من تحت الأنقاض. تم تقديم هذا العمل في المهرجان التاسع عشر للمقاومة؛ لكنه لم يحصل على أي جائزة؛ نظرًا لأن هذا العمل أحادي، فقد قمت أنا بتأدية دور الصحافي بينما قامت ممثلة طفلة بأداء الدور الآخر'. وعن خططه المستقبلية؛ تابع: 'اعتزم في خطتي القادمة، تقديم عرض أحادي بعنوان (نذر تفاحة) من تأليف 'پژمان شاهوردي'؛ والذي يدور حول نذر شهيد لتحقيق النجاح في مهمته'. وأثنى 'جودكي' على مبادرة اكتشاف المواهب باعتبارها أحد النقاط الإيجابية لبرامج جامعة (آزاد) في مجال المسرح، مضيفًا: 'تنظيم هذه المهرجانات والفعاليات في الجامعات يُساعد الطلاب على السّير في طريق صقل مواهبهم. والانخراط بشكلٍ عملي في هذا المجال ولا يقتصر دورهم على مجرد الاستماع، مثل أولئك الذين يريدون فقط الحصول على شهادة. كما يُقال، يختبرون أنفسهم ليعرفوا مستواهم الحقيقي. يمكن لأشخاص من تخصصات مختلفة مثل الإخراج وتصميم الديكور والتمثيل وغيرها أن يطبّقوا أدوارهم في هذا المجال'.