
الحروب تهديد للسلام العالمي
إن الحروب التي تدور رحاها في منطقتنا العربية والإسلامية، والتي تقف من ورائها قوى الشر في العالم، تهديد صريح للأمن والسلام العالميين، ولقد شكّل تحقيق السلام مطمحا لكافة شعوب العالم مع تنامي الحروب وما خلفته من دمار على مختلف الواجهات في العصر الحديث، وهو ما دفع إلى تأسيس عصبة الأمم وبعدها هيئة الأمم المتحدة، واعتماد عدد من الاتفاقيات والمعاهدات في مختلف المجالات والميادين.. لكن، ومع الأسف، وقفت الأمم المتحدة عاجزة أمام الكثير من الحروب، ولم تستطع نصرة المظلومين أو إيقاف المعتدين.
الدين الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام، وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية، والسلام مبدأ من المبادئ التي عمّق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين، وأصبحت جزءا من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض. الإسلام والسلام يجتمعان في توفير السكينة والطمأنينة؛ ولا غرابة في أن كلمة الإسلام تجمع نفس حروف السلم والسلام، وذلك يعكس تناسب المبدأ والمنهج والحكم والموضوع، وقد جعل الله السلام تحية المسلم، وهو اسم من أسمائه الحسنى. ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء سلاما ورحمة للبشرية، ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات إلى النور، حتى يصل الناس جميعا إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة.
وإقرار السلام لا يعني انتفاء الحرب تماما، بل إن الحرب وضعت في الشرائع لإقرار السلام وحمايته من المعتدين عليه، وقد أمر الله سبحانه المسلمين بأن يقاتلوا في سبيله، وأمرهم بأن يقاتلوا المعتدين وينصروا المعتدى عليهم الآمنين المسالمين. والسلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها كل إنسان يعيش على هذه الأرض، فالسلام يشمل أمور الناس في جميع مناحي الحياة، ويشمل الأفراد والمجتمعات والشعوب والقبائل، فإن وجد السلام انتفت الحروب والضغائن بين الناس، وعمّت الراحة والطمأنينة والحرية وسادت المحبة والمودة بين الشعوب.
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة عدة قواعد وأحكام ينبني عليها مفهوم السلام، مما يشكل للمسلمين قانونا دوليا يسيرون عليه، وهذه القوانين والشروط الواجب توفرها حتى يتحقق السلام تظهر في المساواة بين الشعوب بعضها البعض، فالإسلام يقرر أن الناس، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم، ينتمون إلى أصلٍ واحد، فهم إخوة في الإنسانية، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: 'كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى'.
كما أن الوفاء بالعهود، ومنع العدوان، وإيثار السلم على الحرب إلا للضرورة، وإقامة العدل والإنصاف، ودفع الظلم، من القواعد الأساسية لتحقيق السلام بين الشعوب والمجتمعات، فلا يعتدي أحد على حق أحد، ولا يظلم أحد أحدا، فالإسلام يسعى دائما إلى استقرار الحياة الإنسانية، كما يسعى إلى استقرار علاقات المسلمين بالأمم الأخرى.
إن أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية.
والإسلام ينفي منذ الخطوة الأولى معظم الأسباب التي تثير في الأرض الحروب، ويستبعد ألوانا من الحرب لا يقر بواعثها وأهدافها، يستبعد الحروب التي تثيرها القومية العنصرية، فلا مكان فيه للقومية العنصرية، وهو يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جعلوا شعوباً وقبائل ليتعارفوا.
ودين الإسلام الذي ينشد السلام ويؤمن به ويحض عليه، وينادي بتعميمه، لا يؤمن به إيمان من يتحدث عنه ويردده للتمويه وذر الرماد في الأعين، بل هو عنده عنوان وشعار يردده المسلمون في العبادة وفي التحية وفي كل آن وفي كل مكان.. والسلام يعني في مضمونه العملي على أساس من مبدأ العدل، والمساواة، والحرية للجميع، بعيدا عن الأطماع البشرية الخبيثة.
والتاريخ الإسلامي الصحيح وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته تروي، وهي صادقة، أن الحروب الإسلامية لم يكن يثيرها حب الفتح ولا التوسع الاستعماري، ولا كان يثيرها الطمع المادي فيما في أيدي الشعوب، ولا كان يثيرها مجرد الشهوة في الحروب وسفك الدماء، لم تكن الحروب الإسلامية تثار لشيء من ذلك؛ وإنما كانت تثار لما هو أجلُّ من ذلك وأعظم، ولما هو خير للإنسانية من كل ذلك، من أجل رد الظلم والعدوان، ولحماية الدين والأوطان، فالمسلم لا يرضى الضيم ولا يقبل الهوان، ولا يقف مكتوف الأيادي حين تنتهك حرماته وتستباح أعراضه أو تهان عقيدته، قال الله تعالى: {أُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
توقيف 11 متهما أنشأوا حسابات بأسماء مستعارة لتحريض السكان على حمل السلاح ضد الدولة
كشف ملف قضائي محال على محكمة الجنايات الابتدائية بدار البيضاء خلال دورتها الجنائية الحالية، على أفعال إرهابية وتخريبية ارتكبها 11 متهما، لاستعمالهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي 'فايسبوك' و' تيكتوك' لنشر أفكار تطرفية تكفيرية، وأخرى تشيد بالتنظيمات الإرهابية المسماة ' القاعدة'، وأخرى بها عبارات تمس بالسلطات العليا للبلاد. وتفجرت القضية برصد احد الحسابات يحمل اسم مستعار ' إسلام الشيشاني) لصاحبه المتهم المدعو ' ك. إسلام ' يحمل أكثر من الف متابع ، يقوم من خلاله صاحبه بوضع العديد من مقاطع الفيديو التي تشيد بالجماعات الإرهابية ( تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من خلال نشر مقاطع فيديو لما يسمى إذاعة البيان الخاصة بالتنظيم الإرهابي داعش ، بالإضافة الى وضعه لفيديو تضمن صور لرئيس الجمهورية وأخرى لمنتسبي الأجهزة الأمنية مرفوق بعبارات مسيئة واتهامات خطيرة. حيث بعد توقيف المتهم وإجراء خبرة تقنية على هاتفيه النقالين، تم الكشف عن بقية الأعضاء الذين يتبنون أفكار المتهم، ليتم توقيفهم واحالتهم للتحقيق ويتعلق الامرب 'ا.سيد احمد' .'ج. ب رابح'.' ش. خليل ' ش.فيصل. '' ص.عبد الرحمان'، 'ع. محرز'، 'م. حمزة'،'م.رضوان '. وتابعت المحكمة المتهمين بجناية الإعتداء الذي يكون الغرض منه القضاء على نظام الحكم، بتحريض المواطنين والسكان على حمل السلاح ضد الدولة. 'حساب مشبوه يفتح تحقيق' وقائع القضية انطلقت بعدما رصدت المصالح المركزية لمكافحة الجرائم السبيرانية شبكة إجرامية تنشط عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي يقوم أصحابها بوضع منشورات وتسجيلات تشيد بالتنظيمات الإرهابية وأخرى بها عبارات تمس بالسلطات العليا للبلاد . بحيث أن التحريات التقنية مكنت من تحديد هوية أفرادها ويتعلق الأمر بكل من: حساب التيك توك الحامل للإسم المستعار (إسلام الشيشاني) المسير من طرف المتهم المدعو ' ك. إسلام ' يحمل أكثر من الف متابع ، يقوم من خلاله صاحبه بوضع العديد من مقاطع الفيديو التي تشيد بالجماعات الإرهابية ( تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من خلال نشر مقاطع فيديو لما يسمى إذاعة البيان الخاصة بالتنظيم الإرهابي داعش ، بالاضفة الى وضعه لفيديو تضمن صور لرئيس الجمهورية وأخرى لمنتسبي الأجهزة الأمنية مرفوق بعبارات مسيئة واتهامات خطيرة . كما مكنت التحريات من تحديد هوية صاحب الحساب المستعار ' فيصل ' على منصبو تيكتوك المعرف باسم ' اسلام الشيشاني' المسير من طرف المتهم 'ش.فيصل وليد ' الذي قام، وقام بنشر مقاطع فيديو تتضمن صوتيات للمدعو أبو محمد العدناني أحد أبرز قادة تنظيم الدولة الإسلامية داعش ، كما تظهر مسلحين ملثمين مرفقة بعبارة ' دفعة جديدة من جنود الخلافة إلى مدينة بنغازي مقبرة المرتدين '، وحساب اخر يحمل اسم مستعار ' غبن الصحراء الكبرى ' المسير من طرف المتهم ' ه. محمد الحبيب' وحساب آخر على حساب الفايسبوك الحامل للإسم المستعار ' أبو مصعب الصحراوي ' يسيره المدعو 'م. سيد أحمد' كما توصل المحققون الى صاحب حساب الفايسبوك الحامل للإسم المستعار Hosam Aamza، وبتاريخ 2023/10/28 قام صاحب الحساب بوضع مقطع فيديو بشید به بقيادات ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية داعش بعنوان ' رثاء الشيخ حسن الأشقر حفظه الله على قادات وعلماء الدولة الإسلامية تقبلهم الله '. كما قام صاحب الحساب بوضع مناشير تتضمن شرح كتاب التوحيد من قبل أحد القادة البارزين في تنظيم القاعدة داعش المدعو أبو مالك التميمي ، ونشر تسجيلات ومقاطع فيديو لإذاعة البيان الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية داعش ، وبتاريخ 2023/11/02 قام صاحب الحساب بوضع منشور يتضمن ملف لتحميل كلمة صوتية للمدعو أبو مالك التميمي. نتائج الخبرة الإلكترونية ومكنت التحريات التقنية من تحديد هوية بعض أفرادها وتوقيفهم تباعا، حيث تم توقيف المتهم الأول' ك. إسلام' المكنى 'إسلام الشيشاني'. مع اجراء بالقرب من مقر إقامته ، مع اجراء عملية تفتيش مسكنه. ولدى سماع المعني صرح بانه يحوز على حساب فايسبوك حامل للإسم المستعار ISLEM KOULOUGLI ط. بالإضافة الى تطبيقات تابعة للفايسبوك الميسنجر والانستغرام ISLEM CHECHANI وتطبيقات فايبر وتيك توك، بحيث يستغل هذا الأخير ببث فيه عدة فيديوهات بتقنية المباشرة عبر تطبيق التيك توك. يعرض فيها فكره التكفيري بخصوص الأنظمة الحاكمة العربية وحكامها وعلماء الدين. ينضم اليه الأصدقاء الإفتراضين من بينهم المكنى 'ابن كريهة' يقيم بالشرق الجزائري. والمدعو س يوسف كان يقيم بولاية البليدة وهاجر بطريقة غير شرعية عبر البحر. والمكنى 'عبد القاد'ر من ولاية وهران. بالإضافة الى المدعو 'ش. فيصل ' بحيث يتناقشون حول مواضيع فقهية وتكفير قادة الدول الإسلامية وعلمائها. معترفا ببث فيديوهات مسيئة لرئيس الجمهورية نقرا تبنيه عقيدة وفكر التيار التكفيري ضد حكام الدول الإسلامية والعربية. ومن ضمنهم الجزائر . تفاصيل أخرى كما يضيف أن أصدقائه الافتراضيين يعرفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يلتق بهم في أرض الواقع من بينهم المدعو 'ص. عبد القادر' لانتهاجهما لنفس الفكر التكفيري ضد الحكام. حيث عرض عليعده ملاقاته على مستوى مدينة وهران أو العاصمة. كما اعترف باتصالاته عبر تطبيق التيك توك الى خارج البلاد مع عدة أشخاص من دول مختلفة بداية من دولة سوريا. التي تحدث فيها مع كل من المكنى أبو 'حسان القريشي' ، 'أبو البراء' ، بالإضافة إلى المكناة 'لونا'. حيث أن مجمل المواضيع. التي تناولها معهم كانت حول فكرة الجهاد وتكفير الحكام. مضيفا أن المدعو يوسف ، يقيم بالبليدة ، أخبره بأنه سيتكفل بإرساله إلى سوريا للجهاد ، كما فعل مع الكثر مع الجزائريين. این طلب منه الاتصال بالمدعو 'منجل حمزة 'المكنى 'إسماعيل'. المقيم ببوسماعيل ليتكفل باجراءات سفريته بتهجيره بطريقة غير شرعية الى اسبانيا.

جزايرس
منذ ساعة واحدة
- جزايرس
نتمنى تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. رئيس المجلس الإسلامي الأعلى:نتمنى تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم افتتحت مساء السبت بالجزائر العاصمة أشغال ملتقى دولي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى تحت عنوان التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش: نحو تعارف الحضارات بمشاركة مختصين وباحثين من عدة دول. وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مبروك زيد الخير أن هذا الملتقى الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يهدف إلى الإسهام في إرساء تعارف مفيد بين أبناء البشرية من أجل تحقيق الإقلاع الحضاري المتوخى .وأضاف أن البشرية بحاجة في هذا العصر المليء بالحروب القائمة إلى نهضة بفلسفة من التآزر والتعاون والتفاهم والتعارف معربا عن أمله في تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم . ولفت في هذا الإطار إلى أن هذا ما دأبت عليه الجزائر في مساندتها الراشدة لقضايا الشعوب المظلومة في شتى الأصقاع وفي كل البقاع . من جهته أوضح عميد جامع الجزائر السيد محمد المأمون القاسمي الحسني في كلمة له بالمناسبة أن التعايش ليس هدنة مؤقتة تمليها الضرورة بل هو خيار أخلاقي وإنساني راق ينبع من الاعتراف المتبادل بالكرامة الإنسانية والعدل والرحمة والحق في الاختلاف كقيم إنسانية تشكل مرجعا مشتركا بين الأمم . وأكد أن أولى خطوات التعارف الحقيقي تبدأ من تفكيك عوائق الانقسام الجغرافي مشيرا إلى أن جامع الجزائر يحمل مشروعا حضاريا معاصرا يتجدد فيه الخطاب الإسلامي بمفردات كونية تعكس انفتاح الإسلام على الإنسانية ويمثل تجسيدا فعليا للقيم القرآنية العميقة .ويأتي في مقدمة هذه القيم -مثلما قال- التعارف الإنساني وتعزيز ثقافة الحوار وتشجيع التبادل الثقافي بين الشعوب . ودعا في هذا الشأن إلى تشكيل ائتلاف عالمي للتعارف تكون فيه المرجعيات الدينية شريكة وفاعلة ننشر من خلاله قيم التسامح وإشاعة السلام وفقا لمبادئ الإسلام .يذكر أن هذا الملتقى الذي ينظم على مدار ثلاثة أيام يرمي -حسب المنظمين- إلى تفعيل قيم السلم والتعايش المشترك حيث سيعكف خلاله المشاركون من مفكرين وباحثين على تقديم رؤى نظرية معمقة وأخرى عملية ممكنة حول مفهوم ودور التعارف في بناء الحضارات والتقريب بين الشعوب. ويندرج تنظيم هذا المؤتمر ضمن مسعى تعزيز القيم المرتبطة بمفهوم التعارف ما من شأنه التأسيس لنهج حضاري من خلال تجاوز المفهوم النظري إلى آليات عملية تسهم في تجاوز النزاعات وبناء جسور التعاون بين الشعوب في مختلف القارات.


أخبار اليوم الجزائرية
منذ 2 ساعات
- أخبار اليوم الجزائرية
نتمنى تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى: نتمنى تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم افتتحت مساء السبت بالجزائر العاصمة أشغال ملتقى دولي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى تحت عنوان التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش: نحو تعارف الحضارات بمشاركة مختصين وباحثين من عدة دول. وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى مبروك زيد الخير أن هذا الملتقى الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يهدف إلى الإسهام في إرساء تعارف مفيد بين أبناء البشرية من أجل تحقيق الإقلاع الحضاري المتوخى . وأضاف أن البشرية بحاجة في هذا العصر المليء بالحروب القائمة إلى نهضة بفلسفة من التآزر والتعاون والتفاهم والتعارف معربا عن أمله في تحقيق سلام عالمي ينصف المظلوم . ولفت في هذا الإطار إلى أن هذا ما دأبت عليه الجزائر في مساندتها الراشدة لقضايا الشعوب المظلومة في شتى الأصقاع وفي كل البقاع . من جهته أوضح عميد جامع الجزائر السيد محمد المأمون القاسمي الحسني في كلمة له بالمناسبة أن التعايش ليس هدنة مؤقتة تمليها الضرورة بل هو خيار أخلاقي وإنساني راق ينبع من الاعتراف المتبادل بالكرامة الإنسانية والعدل والرحمة والحق في الاختلاف كقيم إنسانية تشكل مرجعا مشتركا بين الأمم . وأكد أن أولى خطوات التعارف الحقيقي تبدأ من تفكيك عوائق الانقسام الجغرافي مشيرا إلى أن جامع الجزائر يحمل مشروعا حضاريا معاصرا يتجدد فيه الخطاب الإسلامي بمفردات كونية تعكس انفتاح الإسلام على الإنسانية ويمثل تجسيدا فعليا للقيم القرآنية العميقة . ويأتي في مقدمة هذه القيم -مثلما قال- التعارف الإنساني وتعزيز ثقافة الحوار وتشجيع التبادل الثقافي بين الشعوب . ودعا في هذا الشأن إلى تشكيل ائتلاف عالمي للتعارف تكون فيه المرجعيات الدينية شريكة وفاعلة ننشر من خلاله قيم التسامح وإشاعة السلام وفقا لمبادئ الإسلام . يذكر أن هذا الملتقى الذي ينظم على مدار ثلاثة أيام يرمي -حسب المنظمين- إلى تفعيل قيم السلم والتعايش المشترك حيث سيعكف خلاله المشاركون من مفكرين وباحثين على تقديم رؤى نظرية معمقة وأخرى عملية ممكنة حول مفهوم ودور التعارف في بناء الحضارات والتقريب بين الشعوب. ويندرج تنظيم هذا المؤتمر ضمن مسعى تعزيز القيم المرتبطة بمفهوم التعارف ما من شأنه التأسيس لنهج حضاري من خلال تجاوز المفهوم النظري إلى آليات عملية تسهم في تجاوز النزاعات وبناء جسور التعاون بين الشعوب في مختلف القارات. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة