logo
موردون: تركيا وعُمان خيار استراتيجي لاستيراد الكنكري

موردون: تركيا وعُمان خيار استراتيجي لاستيراد الكنكري

وسط حراك عمراني نشط تشهده البحرين مدفوعا بمشاريع البنية التحتية والإسكان، يتنامى الحديث في أوساط المقاولين وتجار مواد البناء حول ضرورة تنويع مصادر استيراد "الكنكري" – أحد أهم مكونات البناء – لضمان وفرة المعروض واستقرار الأسعار، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي أثّرت على سلاسل التوريد.
يأتي هذا التوجه في وقت تزداد فيه الحاجة المحلية إلى الكنكري بجودة عالية وكميات كبيرة، في ظل مشاريع توسعية قائمة، من بينها خط المترو الجديد، وتوسعات المدن الإسكانية، ومبادرات القطاع الخاص.
تُظهر الإحصاءات التجارية أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال المورد الرئيسي للكنكري إلى البحرين، إذ بلغ حجم الواردات منها في عام 2023 قرابة 2 مليون طن، بقيمة تجاوزت 19 مليون دولار أميركي، من أصل واردات كلية بلغت 2.4 مليون طن و24 مليون دولار، وفق بيانات منصة Trend Economy.
لكن هذا الاعتماد الكبير على مصدر واحد يطرح تساؤلات مشروعة حول مرونة السوق المحلية في مواجهة أي تقلبات في التوريد أو التسعير.
ويقول أحد المقاولين المحليين، فضل عدم ذكر اسمه:"المادة متوفرة، لكننا بحاجة إلى بدائل استراتيجية لتفادي أية مفاجآت في المستقبل، وتركيا وعُمان خيارات منطقية، خاصة إذا تم استيراد كميات تجريبية بأسعار منافسة وجودة معتمدة".
وبحسب الإحصاءات، بلغت واردات البحرين من سلطنة عُمان نحو 57.5 ألف طن فقط عام 2023، بقيمة تقدر بـ0.5 مليون دولار، وهي كميات متواضعة لكنها تشير إلى وجود بنية لوجستية يمكن البناء عليها.
أما تركيا، فقد صدّرت إلى البحرين منتجات متنوعة بقيمة تفوق 214 مليون دولار في العام نفسه، إلا أن صادراتها من الكنكري تحديدًا لم تُفصل بعد في البيانات الرسمية، ومع ذلك، فإن القدرات الصناعية الضخمة لتركيا، وشبكة النقل البحري المنتظمة مع موانئ الخليج، تجعلها خيارا واقعيا.
ورغم أن السوق البحرينية لطالما اعتمدت على الواردات، إلا أن إغلاق المحجر المحلي في مارس 2025 زاد من الحاجة إلى مصادر إضافية للكنكري، خاصة مع تغطية هذا المحجر لنحو 60% من احتياجات السوق، وعليه يتوقع أن ترتفع الحاجة إلى استيراد ما بين 9 إلى 11 مليون طن سنويًا لتلبية الطلب المحلي - ووفقًا لتصريحات رسمية نُشرت سابقا- الأمر الذي يزيد من الضغط على سلاسل التوريد ويدفع باتجاه تنويع مصادر الاستيراد لتفادي أي تأخير في تسليم المشاريع الحيوية.
في هذا السياق، يرحب العديد من الفاعلين في القطاع بفكرة استيراد كميات تجريبية من تركيا وسلطنة عُمان، تمهيدًا لبناء علاقات توريد طويلة الأمد، خاصة أن أسعار الكنكري المستورد مستقرة نسبيا، ما يتيح للمقاولين التفاوض على أسعار أفضل مع فتح السوق لمنافسين جدد.
ويقول أحد موردي مواد البناء:"التجربة أثبتت أن تنويع مصادر الاستيراد يمنحنا مساحة للتفاوض، ويضمن لنا استمرارية العمل دون توقف، ونحن لا ننظر للسعر فقط، بل إلى الجودة والاستقرار الدائم في التوريد".
في ضوء هذه المعطيات، فإن تنويع مصادر استيراد الكنكري لم يعد مجرد خطوة بديلة، بل خيار استراتيجي لتعزيز استقرار السوق البحرينية، وتقوية سلاسل التوريد، وضمان استمرارية المشاريع.
وعليه، فأن العديد من المقاولين والعاملين في قطاع البناء والتشييد توصي بعدد من الخطوات العملية في هذا الجانب والتي من أبرزها: إطلاق مناقصات تجريبية للاستيراد من تركيا وعُمان، وتقييم الكلفة الكلية بما في ذلك الشحن والضرائب والاختبارات الفنية، وتوقيع عقود مرنة تسمح بالتكيّف مع ظروف السوق، بالإضافة إلى الاستثمار في التخزين تحسبا لأي تأخير خارجي، وبحسب قولهم، فأن الظروف الراهنة بلا شك خلقت تحديات، إلا أنها فتحت نافذة للفرص، فإذا ما تم استثمارها بحكمة، فقد تتحول البحرين إلى مركز إقليمي أكثر مرونة في قطاع التشييد، وأكثر قدرة على استيعاب تقلبات السوق العالمية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وكالة البحرين للفضاء تشارك في ندوة (مستقبل استكشاف الفضاء والتقنيات القمرية)
وكالة البحرين للفضاء تشارك في ندوة (مستقبل استكشاف الفضاء والتقنيات القمرية)

أخبار الخليج

timeمنذ 7 ساعات

  • أخبار الخليج

وكالة البحرين للفضاء تشارك في ندوة (مستقبل استكشاف الفضاء والتقنيات القمرية)

شارك الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي لوكالة البحرين للفضاء، في الندوة المتخصصة حول (مستقبل استكشاف الفضاء والتقنيات القمرية)، التي نظمتها شركة (إنتيوتف ماشينز)، بدعم من شركة "أدفانسد سبيس" الرائدة في توفير حلول البرمجيات والخدمات الفضائية المتقدمة. وتأتي هذه الندوة في أعقاب النجاح التاريخي لمركبة (أوديسيوس) التابعة للشركة في الهبوط على سطح القمر فبراير الماضي، لتصبح أول مركبة فضائية من تطوير القطاع الخاص تصل إلى القمر، التي تستعد حاليًا لإرسال مركبتها الثانية، كما حصلت الشركة مؤخرًا على عقد قيمته 4.8 مليار دولار من وكالة "ناسا" لتقديم خدمات الاتصالات والملاحة على القمر ضمن برنامج (أرتميس). وحول هذه المشاركة، قال الدكتور محمد العسيري: "شهدت الندوة مشاركة السيد ستيف ألتموس المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنتيوتف ماشينز، والمدير السابق لمركز جونسون للفضاء التابع لناسا كمتحدث رئيسي، مما يجعلها فرصة استثنائية لاستشراف مستقبل الاستكشاف القمري والتقنيات الفضائية المتقدمة، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع بقيادة الشركات التجارية بالتعاون مع الوكالات الحكومية". وأوضح أن مملكة البحرين عضو في اتفاق "آرتيمس"، ووكالة البحرين للفضاء حريصة على المشاركة بفعالية ضمن هذا الاتفاق، وعليه تتابع الوكالة باهتمام هذه التطورات، وتعمل على تعزيز شراكاتها الدولية في مجال التكنولوجيا الفضائية، بما يتوافق مع خطة عملها وأهدافها الاستراتيجية ورؤية مملكة البحرين 2030 وطموحاتها في هذا القطاع الحيوي. وتمحورت الندوة حول أربع مواضيع رئيسية هي: مستقبل الاستكشاف القمري والتقنيات الحديثة، ودور القطاع الخاص في دعم برامج الفضاء، وتحديات وفرص تطوير البنية التحتية القمرية، والتعاون الدولي في برنامج (أرتميس). وتأتي مشاركة وكالة البحرين للفضاء في هذا الحدث العلمي في إطار استراتيجيتها لتعزيز التعاون مع الشركات الرائدة في قطاع الفضاء، ومواكبة أحدث التطورات في مجال الاستكشاف القمري، وبناء الشراكات الاستراتيجية التي تدعم برنامج الفضاء الوطني.

عملاق تكنولوجيا المعلومات بالهند يخطط لتسريح 12 ألف موظف
عملاق تكنولوجيا المعلومات بالهند يخطط لتسريح 12 ألف موظف

البلاد البحرينية

timeمنذ 7 ساعات

  • البلاد البحرينية

عملاق تكنولوجيا المعلومات بالهند يخطط لتسريح 12 ألف موظف

أعلنت شركة "تاتا للخدمات الاستشارية" (TCS)، أكبر مزود لخدمات تكنولوجيا المعلومات في الهند، أنها تعتزم خفض قوتها العاملة بنسبة 2% خلال سنتها المالية 2026، في خطوة ستؤثر على أكثر من 12 ألف موظف، معظمهم في المستويات الإدارية المتوسطة والعليا. وقالت الشركة، في بيان صدر اليوم الأحد، إن الخطوة تأتي ضمن جهودها لإعادة تأهيل الموظفين وتوزيعهم مع دخولها أسواقاً جديدة، وزيادة استثماراتها في التقنيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، مشددة على أن عملية التحول تتم "بعناية فائقة" لضمان عدم تأثيرها على خدمات العملاء. وتأتي هذه الخطوة وسط تباطؤ في الإنفاق التكنولوجي العالمي، خاصة في المشاريع غير الأساسية، بسبب ضعف الطلب، واستمرار الضغوط التضخمية، والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على السياسات التجارية، لا سيما في الولايات المتحدة، الشريك التجاري الأكبر للقطاع. مناخا حذرا وكان الرئيس التنفيذي لـ TCS، كي. كريثيفاسان، قد أشار في تصريحات سابقة هذا الشهر إلى تأخر قرارات العملاء بشأن إطلاق المشاريع الجديدة، ما يعكس مناخاً من الحذر وعدم اليقين في سوق التكنولوجيا العالمي. ويمثل قرار TCS إشارة إلى التحديات المتنامية أمام شركات التكنولوجيا الكبرى في الهند، والتي يبلغ إجمالي قيمة قطاعها أكثر من 283 مليار دولار، حيث تسعى الشركات إلى موازنة التوسع التكنولوجي بالضغوط التشغيلية، من خلال خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.

شركة كندية تستثمر بمشروع جديد لاستخراج رمال التيتانيوم في المغرب
شركة كندية تستثمر بمشروع جديد لاستخراج رمال التيتانيوم في المغرب

البلاد البحرينية

timeمنذ 8 ساعات

  • البلاد البحرينية

شركة كندية تستثمر بمشروع جديد لاستخراج رمال التيتانيوم في المغرب

أعلنت شركة Steadright Critical Minerals الكندية، المدرجة في بورصة كندا للأوراق المالية، عن انطلاق إعداد تقرير الدراسة الاقتصادية الأولية لمشروع "TitanBeach" لاستخراج الرمال الغنية بثاني أكسيد التيتانيوم على الساحل الأطلسي في المغرب، بالتعاون مع شركائها المحليين. ويأتي هذا الإعلان في إطار شراكة بين "Steadright" وشركة Critical Foundation Metals، التي تمتلك 25% من المشروع، فيما تحتفظ "Steadright" بنسبة 75%. وأسندت "Steadright" مهمة إعداد الدراسة الاقتصادية إلى شركة ABG Exploration Inc الكندية، تحت إشراف الخبير الجيولوجي الكندي Alexandr BeloborodovK، حيث تم إرسال عينات من التربة إلى مختبر AFRI LAB في مراكش، بالإضافة إلى عينات أخرى لمختبر IGS في ديلسون بمقاطعة كيبك، وفق موقع "العمق" المغربي. وعلى الصعيد المحلي، تتعاون الشركة مع شركة الجيولوجيا AlMokhtabar Sarl التي يديرها الخبير المغربي عمر قيو، الذي أوضح أن المنطقة البحرية المستهدفة تتميز بسياق جيولوجي استثنائي، حيث أدت الديناميات الساحلية منذ عصر البليستوسين إلى تركز رواسب غنية بأكاسيد التيتانيوم والحديد. ويُصنف ثاني أكسيد التيتانيوم كأحد المعادن الاستراتيجية والحرجة في كندا، والولايات المتحدة، وأوروبا، مما يمنح مشروع "TitanBeach" أهمية خاصة في ظل ندرة الموارد وزيادة الطلب العالمي على هذا المعدن الحيوي للصناعات المتقدمة. في سياق متصل، أطلقت "Steadright" جولة تمويل خاصة تشمل وحدات استثمار تقليدية ووحدات استثمار تدفقية بقيمة إجمالية تصل إلى 970 ألف دولار كندي، ستُستخدم في تمويل النفقات العامة وتكاليف الاستكشاف المؤهلة بموجب قانون الضرائب الكندي. وتتضمن الصفقة إصدار أسهم عادية مرفقة بحقوق شراء أسهم إضافية لمدة تصل إلى 24 شهراً، بأسعار تتراوح بين 0.11 و0.15 دولار كندي للسهم، حسب نوع الوحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store