
قضايا المرأة على طاولة صناع السينما بمنتدي نوت بمهرجان أسوان
عقد منتدى نوت لقضايا المرأة الذي يعقد ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول مناقشة قضايا المرأة في السينما اليوم الاثنين، ضمن مشروع تعزيز وحماية حقوق النساء (نجوم من أجل التغيير)، حيث تقام فعاليات المهرجان خلال الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري.
وأكد المخرج مجدي أحمد علي اهتمامه بقضيتين أساسيتين في الأفلام التي أخرجها وهي قضية مواجهة الإرهاب، وقضية دعم المرأة، رافضا فكرة العنصرية المضادة أو "الفيمينيزم" بمعنى محاولة إثبات قوة المرأة في مقابل قوة الرجل، بل التأكيد على دور المرأة المحوري في المجتمع، وقال : "أنا أرفض التمييز بكل أشكاله، وأفضل مناقشة القضايا بعمق وروية".
فيما تحدث المخرج يسري نصر الله عن تراجع حضور النساء كبطلات للأفلام، مشيرا إلى أنه في مرحلة سابقة كانت فيها ماجدة وسعاد حسني وفاتن حمامة يقمن بدور البطولة، إلا أن مجدي أحمد علي أكد على أن معظم هؤلاء الممثلات كن يقمن بدور ثاني بجانب البطل.
وتحدث المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، ومخرج فيلم "الشقة من حق الزوجة" عن أول فيلم مصري والذي كان من إنتاج سيدة، ولفت إلى بعض القوانين التي منحت المرأة حقوقا معينة مثل حصولها على الشقة في حالة الطلاق والإنجاب، وهو قانون أدى للعديد من حالات الطلاق وقتها.
وقال الدكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية السابق، إن الرقابة على موضوعات المرأة كانت تراعي الألفاظ والشتائم وحذف كل ما يمكن أن يشين، ومنذ توليت مسؤولية الرقابة عام 2015 لاحظت كما كبيرا من العنف ضد المرأة في الأفلام، وكأن بعض المبدعين أو النصوص المكتوبة تعتبر المرأة مواطنا من الدرجة الثانية، تضرب ويتم شدها من شعرها وتتعرض للإهانة، وهو أمر غريب لم نجده في الأسر المتوسطة المصرية، لا أعرف من أين جاؤوا بكل هذا العنف، أضفت قاعدة برفض جميع أنواع العنف ضد المراة في الأفلام لتتم إجازتها.
وعلق المخرج يسري نصر الله بأن هذه الظاهرة مرتبطة بالخيال المريض لدى بعض الرجال أكثر ما هي مرتبطة بطبيعة المرأة.
وتابع خالد عبد الجليل إنهم حاولوا تخفيض كل مظاهر العنف ضد المرأة، سواء من خلال الأفعال أو الألفاظ، وإن كان البعض حاول الالتفاف حول هذا الأمر لكننا تصدينا لهم وقتها.
وقالت الإعلامية رباب الشريف إن بعض الأفلام استطاعت الاعتماد على النساء كبطلات مثل "الدادة دودي" لياسمين عبد العزيز أو "خالتي فرنسا" لعبلة كامل، هناك تجارب كثيرة في كل جيل، وصوت المراة يصل للجمهور، لكن يجب أن يكون هناك إلحاح في الأفكار واستمرارية، باتخاذ خطوات من قبل المشاهدين لتغيير النمط السائد، وأضافت أن "السوشيال ميديا" أصبحت رقيبا مخيفا، فالجميع يطلق أعماله وينتظر ردود الفعل على السوشيال ميديا.
وتحدث المنتج شريف مندور عن ضرورة العودة لقضايا المرأة، كما تحدث المخرج محمد حمدي عن فكرة العنف التي تؤثر على الجمهور، وتحدث عن تجربة لأحد الممثلين كان هناك مشهد يقوم به الزوج بضرب الزوجة على وجهها وطلب الممثل أن يضرب الممثلة بالفعل ليكون المشهد واقعي، فرفضت تماما هذه الفكرة، فهو يرى أن هذا يحدث بشكل طبيعي بين الأزواج في البيوت، فأخبرته أننا ضد ذلك وإن كان يحدث في البيوت لن يحدث هنا في موقع التصوير.
ولفت يسري نصر الله إلى تعليق صافيناز كاظم، على فيلم "إحكي يا شهرزاد"، حيث وصفت العنف الذي تعرضت له منى زكي قائلة "تستاهل"، لأنها عاصية لزوجها، وهذا يرجع لثقافة المجتمع، هذا يجبرك طوال الوقت إلى الرجوع لتأويلات وتفسيرات بالفطرة.
وأشار مجدي أحمد علي إلى مشهد في فيلم "أسرار البنات" اضطر إلى تحريض دلال عبد العزيز لضرب الفتاة بطلة الفيلم صفعة كنوع من الغضب، وهو ما حدث بالفعل ولكن بعد ذلك دلال تصالحت معها واحتوت البنت وأصبحوا أصدقاء.
وتحدث عصام العدوي من المجلس القومي للمرأة قائلا إن السينما والمجتمع المدني أدوات للتغيير، مؤكدا أن تأثير القوى الناعمة لدينا ممتد حتى خارج مصر، لذلك من المهم مراقبة الموضوعات التي نطرحها للجمهور، نعرف أن الفيلم يحتاج إلى أن يكسب في النهاية، لكن ما المانع أن يكسب ويتقبله الجمهور ويحمل قيما إيجابية، وأشار إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي أنتجت حتى الآن 100 فيلم عن قضايا مختلفة تهم المجتمع.
ورفض خالد عبد الجليل الخلط بين الأفلام التوعوية والأفلام السينمائية ذات الطابع الفني المميز، وهو ما أكد عليه مجدي أحمد علي مؤكدا أن الأفلام التوعوية التي تقدم قيمة تربوية أو تعليمية بشكل مباشر قد تضر بالفن ولا توصل الرسالة كما يجب، بل بالعكس تأتي بأثر سلبي، لذلك من المهم أن يقدم هذه الأفلام كوادر تفهم معنى السينما ومعنى الفن، لأن مشهدا واحدا في فيلم له طابع فني مميز، يمكن أن يكون له تأثير في قضية ما أكثر من مائة فيلم.
وطلبت الدكتورة عزة كامل رئيس منتدى نوت، من المخرجين أن يتوجهوا لمنظمات المجتمع المدني ويحصلون منه على المادة الخام للموضوعات ويقوم صناع السينما بصياغتها بطريقة فنية وبخيالهم وبرؤيتهم، حتى يستمتع المشاهد وفي الوقت نفسه تتسرب له القضية بطريقة مؤثرة وغير مباشرة.
وأشار المنتج محمد العدل إلى أن قضايا الاتجار بالنساء تمت مناقشتها في أكثر من فيلم ، وكذلك العديد من القضايا، لكن هناك صورة نمطية خاطئة تصدرها السينما عن صناع السينما أنفسهم، فالسينمائيون لا يستطيعون أن يحموا أنفسهم ومن ثم لن يستطيعوا حمايتكم أو مساعدة المجتمع المدني، وأكد أنه يجب أن تكون القضايا التي تناقش قضايا المراة جاذبة للجمهور حتى تتمكن من تحقيق أرباح، فتضمن للمنتج أو صناع السينما الاستمرارية وتشجعهم على صناعة المزيد.
وطلبت إحدى الحاضرات أن تكون هناك دور عرض سينمائي ويتم عرض أفلام سينمائية في أسوان طوال العام لتوعية الجمهور.
وقدمت الشكر للمهرجان لما قدمه مهرجان أسوان للأهالي من عروض سينمائية ومناقشة قضايا مختلفة حقيقية يعاني منها المجتمع المصري.
وقال المخرج عبد الحكيم التونسي إن ما تحتاجه صناعة السينما والدراما هو الكتابة، قديما كانت هناك أسماء كبيرة تكتب، أسامة أنور عكاشة وغيره، الآن المسيطر على الكتابة هو الورش، كما أن دور العرض السينمائي تتقلص، لذلك نحتاج إلى ثورة سينمائية لاستعادة عصر الإنتاج السينمائي.
وتحدثت لمياء بالقايد قيقة، المدير العام للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس عن تشابه القضايا التي تعاني منها المجتمعات العربية وضرورة أن يتم مناقشتها عبر السينما من خلال صناع الأعمال بالتعاون أو بتوجيه من مؤسسات المجتمع المدني.
وأكدت فاطمة النوالي، رئيسة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، أن هناك إنتاج سينمائي كبير تقوم به صانعات السينما من النساء، ويقدمن قضايا المرأة بطريقة فنية، وهذه القضايا حين تطرح في السينما هي القادرة على تنمية وتطوير الوعي المجتمعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 19 ساعات
- 24 القاهرة
بعد منورة بأهلها.. يسري نصر الله يستعد لتقديم فيلم ومسلسل جديدين
يعكف المخرج يسري نصر الله، على التحضير لـ أكثر من مشروع خلال الفترة الحالية، وذلك بعد آخر أعماله مسلسل منورة بأهلها، الذي عرض في عام 2022. وأكد يسري نصر الله لـ القاهرة 24، أنه يعمل حاليا على فيلم ومسلسل جديدين، وستدور أحداثهما في إطار مشابه لـ لون أعماله السابقة. أعمال يسري نصر الله يذكر إنه مسلسل منورة بأهلها 2 يعد آخر أعمال يسري نصر الله، والذي عرض في عام 2022، وشارك في بطولته كل من الفنانة ليلى علوي، باسم سمرة، غادة عادل، سلوى خطاب، محمد حاتم، أحمد صلاح السعدني، وآخرين، والعمل من تأليف محمد أمين راضي. ودارت أحداث منورة بأهلها، حول ضابط مكلفًا بالتحقيق في جريمة قتل انتقامية لرجل مجهول، ويبدأ آدم بكشف الحقيقة من خلال قصاصات من الصور يجدها في منزله. وفي سياق آخر، سبق وكشف المخرج يسري نصر الله، عن تفاصيل لقائه مؤخرا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، ونشر يسري نصر الله، مجموعة صور من لقائه بـ ماكرون، عبر حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، وكتب: لبيت دعوة إريك شوفالييه (سفير فرنسا في مصر) لحضور عشاء في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية IFAO، على شرف إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا. يسري نصر الله رئيسا للجنة التحكيم.. تفاصيل الأعمال المشاركة بالمسابقة الدولية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

مصرس
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- مصرس
في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح
- نسعى لجذب الدعم، لكن لم نحصل بعد على رعاية كبيرة توفر لنا راحة في العمل - نحن محظوظون بوجود فريق قادر على تحمّل المسؤولية- نعمل وفق إمكانياتنا، ونبحث عن فرص الدعم مهما كانت صغيرة، ونتعامل معها بمرونة وإبداع بهدوء وصدق، وبكثير من الإصرار، استطاع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير أن يثبت مكانته بين المهرجانات العربية والدولية، ليصبح في دورته الحادية عشرة واحدًا من المنصات المهمة لدعم المبدعين الشباب وصناعة السينما المستقلة. خلف هذا النجاح يقف فريق شغوف بالسينما، يقوده بحماس واجتهاد محمد محمود، رئيس المهرجان، الذي لا يتوقف عن تطوير رؤيته، وتقديم تجارب سينمائية مختلفة تنبض بالحياة والطموح."الفجر الفني" التقت بمحمد محمود في حوار خاص كشف خلاله عن كواليس الدورة ال11، والجهود الكبيرة التي بُذلت للخروج بهذه الدورة في أفضل صورة، كما تحدث عن معايير اختيار الأفلام، وتوجهات المهرجان القادمة، والدور المهم الذي يلعبه في اكتشاف طاقات سينمائية جديدة.رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير جمهور مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بات مرتبطًا بفعالياته، ويترقّب في كل دورة جديدة مستوى أعلى من التنظيم والمحتوى. كيف يحرص المهرجان على الحفاظ على هذا التطور المستمر؟ ومن وجهة نظرك، ما الذي يمنحه طابعًا جماهيريًا يميّزه عن غيره من المهرجانات؟منذ الدورة الثامنة، كانت لدينا خطة لتعميق العلاقة بين المهرجان والجمهور، خاصة الشباب والخريجين، من خلال إشراكهم في الحدث. على سبيل المثال، تم التعاون مع طلاب جامعة الإسكندرية لترجمة الأفلام كجزء من مشاريعهم الدراسية، مما منحهم تجربة عملية وحافزًا للانتماء للمهرجان. كما شمل التعاون طلابًا من كليات أخرى مثل الهندسة والتجارة، الذين ساهموا في التنظيم، مما أدى إلى اتساع قاعدة الجمهور السكندري.كما اهتممنا بالحضور الرقمي، حيث قدمنا محتوى جذاب على منصات التواصل الاجتماعي، مما شجع المتابعين على التفاعل معنا وطرح أسئلة حول مواعيد العروض وأماكنها، مما ساعد في الترويج للمهرجان. في الدورات الأولى، اعتمدنا على الترويج في مناطق معينة بالإسكندرية، ولكن مع تطور وسائل الاتصال، قمنا بتطوير استراتيجيات الترويج لتواكب العصر الرقمي.أخيرًا، ساهم الإعلان عن ترشيح الأفلام الفائزة للمنافسة على جوائز الأوسكار في تعزيز ثقة الجمهور في اختيار الأفلام الجيدة، مما زاد من اهتمامهم بالأعمال المشاركة.رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير من وجهة نظرك، هل أسهم وجود أسماء لامعة مثل الفنان أحمد مالك، والفنانة ريهام عبد الغفور، وكذلك المخرج الكبير يسري نصر الله، في جذب الجمهور وزيادة الإقبال على فعاليات المهرجان؟بلا شك، كان لتكريم الفنان أحمد مالك والفنانة ريهام عبد الغفور تأثيرٌ كبيرٌ في جذب الجمهور، إذ لمسنا رغبة حقيقية من كثيرين في حضور حفل تكريمهما، تقديرًا لمسيرتهما الفنية، وتفاعلًا مع أعمالهما الأخيرة التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور. كما أن تقديم الفنان طه دسوقي ل تكريم مالك أضفى طابعًا خاصًا؛ فطه يتمتع بحضور محبّب، وله قاعدة جماهيرية واسعة.أما وجود قامة سينمائية كبيرة مثل المخرج يسري نصر الله، فهو ليس مجرد مشاركة رمزية، بل يمثل إضافة حقيقية للمهرجان. فالمخرج يسري نصر الله هو أحد أبرز المبدعين في السينما، وله تاريخ طويل من العمل في المهرجانات الدولية الكبرى، بما في ذلك ترؤسه لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي. هذه الخبرة الواسعة تجعله مرجعًا أساسيًا في مجال السينما، وقد دفعنا للاستفادة منه بشكل مباشر في تطوير فريق ال "جيست ريليشن" بالمهرجان. كانت رغبتنا في تجاوز المهام التقليدية لهذا الفريق والارتقاء بدوره ليصبح أكثر فاعلية واحترافية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر خبرة ميدانية يُقدّمها شخص بحجم نصر الله، الذي عاش تفاصيل مهرجانات دولية كبرى وقادر على نقل تلك الخبرات إلى شباب المهرجان. هذه الخبرات ساعدت في تعزيز قدرة الفريق على التعامل مع ضيوف المهرجان بشكل أكثر احترافية، مما أسهم في خلق أجواء تنسيق عالية المستوى، وزيادة التواصل بين المهرجان والجمهور.نحن ننظر إلى هذه المشاركات كأنها قطع من "بازل" متكاملة، يتم ترتيبها بعناية لتحقيق عنصر الجذب والتواصل مع الجمهور.رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير في ظل غياب الدعم الكافي، وخاصة من المؤسسات الرسمية، هل ترى أن ذلك يُعيق تطوّر مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير؟ وكيف تنجح إدارة المهرجان في الحفاظ على مستوى جيد من حيث التنظيم، وجودة الأفلام، والندوات رغم ضعف الموارد؟ وهل هناك دور للمؤسسات الخاصة أو الأفراد في دعم المهرجان؟ وهل يمكن أن يعوّض الدعم الخاص غياب الدعم الرسمي؟نعمل طوال الوقت على بناء ملف احترافي خاص بالرعاة، ونسعى جاهدين لجذب الدعم من جهات مختلفة، لكن حتى هذه اللحظة لم نحصل على رعاية من مؤسسة كبيرة تتيح لنا هامشًا ماديًا يجعلنا نعمل براحة حقيقية،، أو أنواع الرعاية التي تُحدث فارقًا ملموسًا.على الرغم من أن عدد اللوجوهات على بانرات المهرجان قد يوحي بوجود تمويل ضخم، فإن الواقع مختلف تمامًا. غالبية الرعاة شركاتُ إنتاجٍ سينمائيّ مثل "ريد ستار"، و"لاجوني"، و"نيو سنشري"، و"أفلام مصر العالمية"، وهي شركات تساهم كلٌّ منها في دعم المهرجان. لكننا، من خلال جمع هذه المساهمات معًا، ننجح في تكوين ميزانية تمكّننا من تنفيذ الحد الأدنى من خططنا، ولو بصعوبة.نعمل بمنهج دقيق ونحاول استثمار كل مورد متاح بأقصى كفاءة، لكن الأمور تُدار بأقصى درجات الحذر. وإن حدث أي خلل في هذه المعادلة أو تغيّر في نمط الدعم خلال الدورة القادمة، فقد يؤثر ذلك سلبًا على استقرار المهرجان واستمراريته بنفس المستوى.فيما يخص الدعم الخاص، نعم، هناك مؤسسات وأفراد يبادرون بتقديم الدعم، وإن كان محدودًا. على سبيل المثال، مؤسسة "دروسوس" ومؤسسة "أكت" تدعمان ورشة الأطفال، ونستخدم جزءًا من هذا الدعم في تغطية بعض نفقات المهرجان نفسه.السيدة مي أبو السعود، المسؤولة عن "دروسوس"، تمتلك وعيًا حقيقيًا بأهمية الأنشطة الثقافية والفنية.كذلك، هناك دعم من أفراد مثل كريم زهران، الذي أبدى رغبته في دعم نشاط داخل المهرجان. وعندما عرضتُ عليه فكرة ورشة "دمج الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة"، التي تقوم على تعليم الأطفال سرد القصص المصوّرة، وافق على رعايتها. هكذا تُدار الأمور. نعمل وفق إمكانياتنا، ونبحث عن فرص الدعم مهما كانت صغيرة، ونتعامل معها بمرونة وإبداع، لكي يستمر المهرجان ويظل عند مستوى تطلعات جمهوره ومحبيه.مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير هذا يدفع للتساؤل عن أبرز التحديات التي واجهتكم خلال التحضير للمهرجان وأثناء إقامته؟أغلب التحديات التي نواجهها تتعلق بالشق المادي. في السنوات الماضية، كنا نحصل على دار الأوبرا مجانًا، لكن في هذه الدورة لم نحصل عليها دون مقابل، واضطررنا لأول مرة إلى دفع ضرائب مرتين على حفلي الافتتاح والختام، بالإضافة إلى المبلغ الذي دفعناه مقابل استخدام الأوبرا نفسها. ورغم أن الحفل مجاني تمامًا ولا نقوم ببيع تذاكر، كان الدفع إلزاميًا.أما ساحة "الباثيو" في المتحف اليوناني الروماني، التي أُقيمت بها الجلسات النقاشية، فقد استأجرناها هذا العام بثلاثة أضعاف السعر الذي دفعناه في الدورة السابقة، لكننا كنا حريصين على أن يخرج كل شيء بمستوى جيد. ولم نجد مكانًا يمنحنا الجودة ذاتها، أو يعكس الصورة اللائقة بالمهرجان، خاصة أمام الضيوف الأجانب. تقع الساحة تحت تمثال "إيزيس"، وهي تترك انطباعًا بصريًا قويًا، لذا، ومن أجل الحفاظ على جودة عالية، كان لا بد من دفع مبلغ كبير، رغم أن ميزانية المهرجان محدودة.على مستوى الكوادر، نحن محظوظون بوجود فريق قادر على تحمّل المسؤولية، لكن ربما نحتاج مستقبلًا إلى استقطاب أفراد يتمتعون باحترافية في بعض المجالات، وهذا بدوره يتطلب تمويلًا إضافيًا. تظلّ فكرة التطوّع قائمة، لكنها تصبح صعبة حين يتعلق الأمر بمحترفين.كذلك نواجه صعوبات كبيرة فيما يخصّ تذاكر السفر، فبما أن المهرجان دولي، لا يمكن الاكتفاء بلجان تحكيم مصرية فقط؛ فمن الضروري وجود تنوّع جغرافي بين صُنّاع السينما المشاركين، وهذا يشكّل تحدّيًا دائمًا لنا في ظل الميزانية المتاحة.مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير جهد كبير من إدارة المهرجان أثمر عن تأهيل الفيلم الفائز في المسابقة الدولية للدخول في منافسات الأوسكار. كيف تم الوصول إلى هذا النجاح؟منذ ثلاث سنوات، بدأنا التواصل مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لفهم متطلبات التأهيل بدقة. استغرقنا وقتًا لمعرفة الملفات والشروط اللازمة. في البداية، قدّمنا طلبًا غير مكتمل، وفي محاولة أخرى لم نتضمن التوصيات المطلوبة. الأكاديمية تشترط أن يكون المهرجان ليس افتراضيًا ويطلبون أرشيف الدورات الثلاث الأخيرة، بما في ذلك كتالوجات، أسماء لجان التحكيم، الأفلام الفائزة، والجوائز.ما ساعدنا هو وجود أسماء دولية في لجان التحكيم السابقة، حيث أرسلوا توصياتهم الرسمية عبر البريد الإلكتروني، مما أضاف مصداقية للملف. بعد استيفاء جميع الشروط، شعرنا أن العمل يسير في الاتجاه الصحيح. في 1 أكتوبر 2024، تلقينا رسالة تهنئة رسمية من الأكاديمية: "مبروك، أصبح مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير مؤهلًا لجوائز الأوسكار." وتم نشر اسمه في بداية القائمة الرسمية للمهرجانات المؤهلة. قد نكون محظوظين بعض الشيء، لكن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهد حقيقي ومتواصل.كيف تقيم الدورة الحادية عشرة من المهرجان من حيث الإقبال الجماهيري والتنظيم؟هناك محوران يمكن الحديث عنهما: الأول يتعلق بردود أفعال الجمهور، خاصة الضيوف الأجانب، والثاني يتعلق بالجوانب التنظيمية والمشكلات التي يتم ملاحظتها شخصيًا. في المحور الأول، كان الضيوف الأجانب منبهرين بمستوى المهرجان، خاصة "كاميلي فاريني" من مهرجان "كليرمون فيران"، التي عبّرت عن إعجابها بأن فعالياتنا مجانية، بينما يعتمد مهرجانهم على بيع التذاكر. كما أكدت رغبتها في زيادة عدد القاعات للعروض. جميع الضيوف الأجانب عبّروا عن إعجابهم بمستوى المهرجان، مما ترك انطباعًا مميزًا لدى الزوار.رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير أن نكون قريبين في المستوى من مهرجان بحجم "كليرمون فيران"، والذي يُعد الأفضل عالميًا في مجال الفيلم القصير، وهو شهادة من كاميلي، وهي واحدة من أهم المبرمجين في المهرجان، وهذا في حد ذاته إشارة جيدة.أما على المستوى الشخصي، فأنا على اطلاع على بعض المشكلات التنظيمية التي قد لا تكون واضحة للجمهور، لكن من المهم أن أكون على وعي بها. على سبيل المثال، عقدنا اليوم اجتماعًا لتقييم المهرجان، ضمّ رؤساء جميع الإدارات. لأننا نعلم أنه إذا مرّ شهر أو شهران بعد المهرجان، سننسى التحديات ونكتفي بالتهنئة، ولن نُطوّر شيئًا. لذلك عملنا على رصد النقاط التي تحتاج إلى تطوير، وتحديد المسؤوليات التي يجب أن تُوزَّع بشكل أدق، حتى نضمن وجود تواصل قوي ودائم بين فرق العمل خلال فترة المهرجان، خاصة فيما يتعلق بعلاقات الضيوف والتنظيم. هل تفكرون في توسيع فعاليات المهرجان لتشمل أنشطة خارج الإسكندرية؟نعم، بالتأكيد. سنبدأ بالفعل الأسبوع المقبل في تنظيم عروض بجامعة العلمين،، وهى خطوة نحو التوسع. نطمح أيضًا إلى إقامة عروض في أماكن أخرى، مثل دار الأوبرا بالقاهرة، أو في أسوان وكذلك في المنيا. أي مكان يمكن أن يتيح لنا عرض أفلامنا سنسعى لاستغلاله.رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ما هو تأثير المهرجان على المشهد السينمائي المستقل والشبابي؟للمهرجان تأثير واضح وملموس، فهناك حرص كبير من الجمهور على حضور فعالياته والمشاركة فيها. حتى أن بعض المخرجين الأجانب اختاروا الحضور على نفقتهم الخاصة، تقديرًا منهم لقيمة المهرجان ومكانته، وهو أمر لا يحدث كثيرًا في مهرجانات الأفلام القصيرة، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر. وهذا في حد ذاته مؤشر قوي على أن المهرجان أصبح محطة مهمة على الخريطة السينمائية.أما على مستوى شباب الإسكندرية، فأعتقد أن التأثير كان عميقًا. أصبح المهرجان بالنسبة لهم حدثًا سنويًا منتظرًا يشعرون بأنه يمثلهم ويعبر عنهم. هو ليس مهرجانًا مرتبطًا بأسماء القائمين عليه، سواء أنا، أو مدير المهرجان محمد سعدون، أو المدير الفني موني محمود، بل إن البطل الحقيقي هو مهرجان الإسكندرية نفسه.


بوابة ماسبيرو
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة ماسبيرو
قضايا المرأة على طاولة صناع السينما بمنتدي نوت بمهرجان أسوان
عقد منتدى نوت لقضايا المرأة الذي يعقد ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول مناقشة قضايا المرأة في السينما اليوم الاثنين، ضمن مشروع تعزيز وحماية حقوق النساء (نجوم من أجل التغيير)، حيث تقام فعاليات المهرجان خلال الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري. وأكد المخرج مجدي أحمد علي اهتمامه بقضيتين أساسيتين في الأفلام التي أخرجها وهي قضية مواجهة الإرهاب، وقضية دعم المرأة، رافضا فكرة العنصرية المضادة أو "الفيمينيزم" بمعنى محاولة إثبات قوة المرأة في مقابل قوة الرجل، بل التأكيد على دور المرأة المحوري في المجتمع، وقال : "أنا أرفض التمييز بكل أشكاله، وأفضل مناقشة القضايا بعمق وروية". فيما تحدث المخرج يسري نصر الله عن تراجع حضور النساء كبطلات للأفلام، مشيرا إلى أنه في مرحلة سابقة كانت فيها ماجدة وسعاد حسني وفاتن حمامة يقمن بدور البطولة، إلا أن مجدي أحمد علي أكد على أن معظم هؤلاء الممثلات كن يقمن بدور ثاني بجانب البطل. وتحدث المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، ومخرج فيلم "الشقة من حق الزوجة" عن أول فيلم مصري والذي كان من إنتاج سيدة، ولفت إلى بعض القوانين التي منحت المرأة حقوقا معينة مثل حصولها على الشقة في حالة الطلاق والإنجاب، وهو قانون أدى للعديد من حالات الطلاق وقتها. وقال الدكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية السابق، إن الرقابة على موضوعات المرأة كانت تراعي الألفاظ والشتائم وحذف كل ما يمكن أن يشين، ومنذ توليت مسؤولية الرقابة عام 2015 لاحظت كما كبيرا من العنف ضد المرأة في الأفلام، وكأن بعض المبدعين أو النصوص المكتوبة تعتبر المرأة مواطنا من الدرجة الثانية، تضرب ويتم شدها من شعرها وتتعرض للإهانة، وهو أمر غريب لم نجده في الأسر المتوسطة المصرية، لا أعرف من أين جاؤوا بكل هذا العنف، أضفت قاعدة برفض جميع أنواع العنف ضد المراة في الأفلام لتتم إجازتها. وعلق المخرج يسري نصر الله بأن هذه الظاهرة مرتبطة بالخيال المريض لدى بعض الرجال أكثر ما هي مرتبطة بطبيعة المرأة. وتابع خالد عبد الجليل إنهم حاولوا تخفيض كل مظاهر العنف ضد المرأة، سواء من خلال الأفعال أو الألفاظ، وإن كان البعض حاول الالتفاف حول هذا الأمر لكننا تصدينا لهم وقتها. وقالت الإعلامية رباب الشريف إن بعض الأفلام استطاعت الاعتماد على النساء كبطلات مثل "الدادة دودي" لياسمين عبد العزيز أو "خالتي فرنسا" لعبلة كامل، هناك تجارب كثيرة في كل جيل، وصوت المراة يصل للجمهور، لكن يجب أن يكون هناك إلحاح في الأفكار واستمرارية، باتخاذ خطوات من قبل المشاهدين لتغيير النمط السائد، وأضافت أن "السوشيال ميديا" أصبحت رقيبا مخيفا، فالجميع يطلق أعماله وينتظر ردود الفعل على السوشيال ميديا. وتحدث المنتج شريف مندور عن ضرورة العودة لقضايا المرأة، كما تحدث المخرج محمد حمدي عن فكرة العنف التي تؤثر على الجمهور، وتحدث عن تجربة لأحد الممثلين كان هناك مشهد يقوم به الزوج بضرب الزوجة على وجهها وطلب الممثل أن يضرب الممثلة بالفعل ليكون المشهد واقعي، فرفضت تماما هذه الفكرة، فهو يرى أن هذا يحدث بشكل طبيعي بين الأزواج في البيوت، فأخبرته أننا ضد ذلك وإن كان يحدث في البيوت لن يحدث هنا في موقع التصوير. ولفت يسري نصر الله إلى تعليق صافيناز كاظم، على فيلم "إحكي يا شهرزاد"، حيث وصفت العنف الذي تعرضت له منى زكي قائلة "تستاهل"، لأنها عاصية لزوجها، وهذا يرجع لثقافة المجتمع، هذا يجبرك طوال الوقت إلى الرجوع لتأويلات وتفسيرات بالفطرة. وأشار مجدي أحمد علي إلى مشهد في فيلم "أسرار البنات" اضطر إلى تحريض دلال عبد العزيز لضرب الفتاة بطلة الفيلم صفعة كنوع من الغضب، وهو ما حدث بالفعل ولكن بعد ذلك دلال تصالحت معها واحتوت البنت وأصبحوا أصدقاء. وتحدث عصام العدوي من المجلس القومي للمرأة قائلا إن السينما والمجتمع المدني أدوات للتغيير، مؤكدا أن تأثير القوى الناعمة لدينا ممتد حتى خارج مصر، لذلك من المهم مراقبة الموضوعات التي نطرحها للجمهور، نعرف أن الفيلم يحتاج إلى أن يكسب في النهاية، لكن ما المانع أن يكسب ويتقبله الجمهور ويحمل قيما إيجابية، وأشار إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي أنتجت حتى الآن 100 فيلم عن قضايا مختلفة تهم المجتمع. ورفض خالد عبد الجليل الخلط بين الأفلام التوعوية والأفلام السينمائية ذات الطابع الفني المميز، وهو ما أكد عليه مجدي أحمد علي مؤكدا أن الأفلام التوعوية التي تقدم قيمة تربوية أو تعليمية بشكل مباشر قد تضر بالفن ولا توصل الرسالة كما يجب، بل بالعكس تأتي بأثر سلبي، لذلك من المهم أن يقدم هذه الأفلام كوادر تفهم معنى السينما ومعنى الفن، لأن مشهدا واحدا في فيلم له طابع فني مميز، يمكن أن يكون له تأثير في قضية ما أكثر من مائة فيلم. وطلبت الدكتورة عزة كامل رئيس منتدى نوت، من المخرجين أن يتوجهوا لمنظمات المجتمع المدني ويحصلون منه على المادة الخام للموضوعات ويقوم صناع السينما بصياغتها بطريقة فنية وبخيالهم وبرؤيتهم، حتى يستمتع المشاهد وفي الوقت نفسه تتسرب له القضية بطريقة مؤثرة وغير مباشرة. وأشار المنتج محمد العدل إلى أن قضايا الاتجار بالنساء تمت مناقشتها في أكثر من فيلم ، وكذلك العديد من القضايا، لكن هناك صورة نمطية خاطئة تصدرها السينما عن صناع السينما أنفسهم، فالسينمائيون لا يستطيعون أن يحموا أنفسهم ومن ثم لن يستطيعوا حمايتكم أو مساعدة المجتمع المدني، وأكد أنه يجب أن تكون القضايا التي تناقش قضايا المراة جاذبة للجمهور حتى تتمكن من تحقيق أرباح، فتضمن للمنتج أو صناع السينما الاستمرارية وتشجعهم على صناعة المزيد. وطلبت إحدى الحاضرات أن تكون هناك دور عرض سينمائي ويتم عرض أفلام سينمائية في أسوان طوال العام لتوعية الجمهور. وقدمت الشكر للمهرجان لما قدمه مهرجان أسوان للأهالي من عروض سينمائية ومناقشة قضايا مختلفة حقيقية يعاني منها المجتمع المصري. وقال المخرج عبد الحكيم التونسي إن ما تحتاجه صناعة السينما والدراما هو الكتابة، قديما كانت هناك أسماء كبيرة تكتب، أسامة أنور عكاشة وغيره، الآن المسيطر على الكتابة هو الورش، كما أن دور العرض السينمائي تتقلص، لذلك نحتاج إلى ثورة سينمائية لاستعادة عصر الإنتاج السينمائي. وتحدثت لمياء بالقايد قيقة، المدير العام للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس عن تشابه القضايا التي تعاني منها المجتمعات العربية وضرورة أن يتم مناقشتها عبر السينما من خلال صناع الأعمال بالتعاون أو بتوجيه من مؤسسات المجتمع المدني. وأكدت فاطمة النوالي، رئيسة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، أن هناك إنتاج سينمائي كبير تقوم به صانعات السينما من النساء، ويقدمن قضايا المرأة بطريقة فنية، وهذه القضايا حين تطرح في السينما هي القادرة على تنمية وتطوير الوعي المجتمعي.