
رياح وأوتاد: ما ضرهم لو أقاموا المشاركة والشورى؟
ما ضر صدام لو أنه تحلى بالعدل والحكمة، وأشرك المعارضة الوطنية في الحكم، وما ضر بشار لو أنه أشرك المطالبين بحريّة الرأي في البرلمان، ولكن طغى عليهم حب الانفراد بالرأي والحكم كما قال الله تعالى «قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ».
خلال السنوات القليلة الماضية استغل المفكرون الصهاينة ومن عاونهم هذا الظلم وانفراد الدكتاتوريات بالحكم فقاموا بتثوير الأقليات والاثنيات، ووعدوهم بالحرية وحقوق الإنسان، وقاموا بتزويدهم بالسلاح أو بتخويفهم من الأغلبية، وزرعوا في روعهم أن الأغلبية في سورية دواعش، وأنهم سيقومون بقتلهم أو اضطهادهم، وأيضاً يجري تخويف كل طائفة وعشيرة في العراق من الأخرى، وكل قبيلة في ليبيا من الأخرى، وكان على الأقليات أن تفهم المؤامرة، وألا يكونوا أدوات لتدمير بلادهم التي عاش فيها أجدادهم.
وقد شارك بعض المخلصين في هذا الخطأ، فشنوا الهجوم على الآخرين، وشككوا في ولائهم، وطالبوا بإبعادهم عن أي مشاركة فيه، وأخذوا الجميع بجريرة المسيء، ونسوا أن الحوار والتعايش بين الجميع ضرورة، وأن من أساء فإنه يتحمل وحده جزاء فعله، وأنه يجب تعميق الولاء وحب الوطن، وأن الجميع مواطنون لهم سائر الحقوق فيه.
وربما يقول قائل إن المعارضة قد تكون فاسدة أو عميلة أو فوضوية، وقد رأينا كيف حولت المعارضة بعض المجالس التشريعية إلى فوضى وأوقفت التنمية، وطالبت بمشروعات شعبوية مدمرة للاقتصاد والتنمية، وأفسدت الإنسان بالواسطات والمحسوبيات، وهناك أيضاً معارضة تحمل أجندات لمصلحة جهات خارجية. والجواب على ذلك أن هذه الأنظمة الشمولية التي مارست الفساد والقتل والتهجير أما كان يمكنها معرفة الفاسد والعميل من المعارض المخلص؟ خاصة أنها كانت تتحكم في زمام الأمور، وتعلم كل صغيرة وكبيرة، وكل ما يدور في بلادهم، أما كان بإمكانها التعاون مع الوطنيين وخلق قضاء نزيه يميز المعارض المخلص من العميل الفاسد؟
إن حرية إبداء الرأي والمشاركة في القرار والشورى في الحكم هي من عوامل الاستقرار، وتؤدي إلى تضامن المجتمع وحمايته من التفكك وهي ضرورات واقعية، ولذلك أمر الله تعالى بالشورى، ومن الخطأ أن تقتصر الشورى على المؤيدين فقط، وإنما يجب أن تشمل كل صاحب رأي متخصص ورزين، وهذا موضوع بحث ومقال آخر إن شاء الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 25 دقائق
- الجريدة
في الصميم: عقدة العراق الكويتية
لا بد أن هناك عقدة عراقية اسمها الكويت، وإلا فلماذا هذا الإصرار السمج المهيمن على عقول بعض العراقيين حول الكويت ووهم تبعيتها للعراق؟ رغم الاختلاف الجوهري والواضح بين البلدين، فالكويت جزء لا يتجزأ من شبه جزيرة العرب بتقاليدها وقبائلها وعوائلها وأنظمة حكمها، ليس هناك تشابه يُذكر مع العراق الذي يطلق عليه تاريخياً أرض السواد، فالاختلافات بيّنة في السياسة والثقافة واللهجة، وطريقة الحياة، وحتى في الفن وإيقاعاته البحرية والحضرية والبدوية، ويبدو أن الفشل في حكم العراق هو الذي خلق تلك العقدة. العراق، على مر تاريخه، تعرّض للاحتلال العسكري من أمم كثيرة، فهو من أكثر الدول العربية التي حكمها المُستعمر، ولم يحكمها عراقي حقيقي إلا في سنة 1958. أما الكويت الصغيرة مساحةً فلم تُستعمر عسكرياً، ولم تُحتَل على مر تاريخها، العراق هو الوحيد الذي احتلها بكذبة سرقة نفطه، والذي أثبت ترسيم الحدود الدولي أن العراق هو الذي سرق النفط الكويتي بحفر آبار داخل الحدود الكويتية الحقيقية. العراق يستند في موضوع تبعية الكويت إلى حجج لا تستقيم لا مع العقل ولا مع المنطق، فالتحجج بفرمانات عثمانية تخص الكويت لهو مثير للسخرية، لأن العراق أصلاً كان ولاية عثمانية، ولا يملك من أمره شيئاً، والفرمانات العثمانية لا ولم تعنِ شيئاً بالنسبة للكويت والعراق، فالعراق كان مستعمرة عثمانية، أما الكويت فكانت تتمتع باستقلالية حكم داخلي رغم اتفاقية الحماية البريطانية، وللدلالة على ذلك هناك كثير من الشخصيات العراقية المعارضة لجأوا إليها هرباً من العثمانيين. العراق لم يكن يوماً دولة بحرية، الكويت هي الدولة البحرية، وهي التي أنشأت أسطولها الهائل من السفن التجارية وسفن الغوص، الأسطول الذي جاب البحار ووصل إلى الهند والسواحل الإفريقية، الكويت هي التي أنشأت بنيتها البحرية لا العراق، فإذا كانت الكويت جزءاً من العراق فأين هي موانئه؟ وأين آثارها؟ ليس هناك إلا آثار إغريقية، ليس هناك أي آثار عراقية ولا عثمانية ولا حتى عباسية. هناك موقعة ذات السلاسل في منطقة كاظمة الكويتية، وهي معركة بحرية دارت بين عرب الجزيرة والفرس، عندما كان العراق تحت الاحتلال الفارسي، كما هو الآن. هناك حقائق مؤلمة لا بد للعراقيين أن يتذكروها والعرب أن يعلموا بها، فقد كان الكويتيون يواجهون شظف العيش ويكافحون من أجل رشفة ماء وإلى جانبهم العراق الغني بخيراته ومياهه، العراق لم يساعد الكويت يوماً، لا غذائياً ولا مائياً، ولا بأي شيء، كانت مياه شط العرب تُهدر في الخليج العربي، والعراقيون يمنعون الكويتيين من شربها، وفي أحسن الأحوال يبيعونها لهم، لم يعرفوا الكويت إلا بعد أن أفاء الله عليها برزقه، فأي تبعية يتحدثون عنها؟ يجب على كل عراقي لا يزال في قلبه مرض أن يتخلص من هذه العقدة البغيضة التي تسببت في دمار العراق، وبثت روح الشقاق بين العرب، وجعلتهم لقمة سائغة في يد الأعداء.


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
البابا: يبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواتي
وجّه البابا ليو الرابع عشر، رسالة إلى المؤمنين المشاركين في السهرة الصلاة على نية ضحايا انفجار 4 أغسطس، دعاهم فيها إلى «ان تطلعوا كأرز لبنان، رمز وطنكم، نحو السماء، حيث الله أبونا». وإذ تمنى بحرارة «أن يشعر كلٌّ منكم بمحبتي، وبمحبة الكنيسة» أعرب عن تعاطفه «مع كل من تحطمت قلوبهم والذين يعانون من فقدان أحبائهم، وكذلك مع أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا كل شيء نتيجة لهذه الكارثة». وقال «يبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواتي».


المدى
منذ 6 ساعات
- المدى
البابا لاوون الرابع عشر في ذكرى 4 آب: لبنان المتألم في قلب صلواتي وأوكلكم بشفاعة القديس شربل
وجه البابا لاوون الرابع عشر رسالة الى المؤمنين المشاركين في السهرة الصلاة على نية ضحايا انفجار4 أب2020 جاء فيها: 'يؤكد قداسة البابا لاوون الرابع عشر ولمناسبة الذكرى الخامسة للانفجار المأسوي في مرفأ بيروت، لكم ولجميع اللبنانيين قربه الروحي ومشاركته لكم في الصلاة. وفي هذا الوقت المخصص للخشوع. انه يدعوكم للتأمل في موقف المسيح وكلماته أمام موت صديقه لعازر. فلقد أظهر يسوع ببراعة سرّ موتنا. ففي وجه الموت، بكى يسوع (يوحنا ١١: ٣٥) وان دموعه تتلاقى مع دموعنا امام فقدان والام احبائنا. وهكذا فالمسيح قريبً من كل واحد منكم. لقد صلى يسوع إلى الآب، مصدر الحياة، ولإعطائنا علامة، أمر لعازر بالخروج من القبر، وهذا ما حدث. وهنا يؤكد الرجاء المسيحي بأن المسيح هو إله الحياة وأن الموت ليس له ولن يكون له الكلمة الأخيرة، فيسوع هو مخلصنا'. أضاف: 'وتمامًا كما مارثا التي كانت تندب موت أخيها لعازر، يقول لك الرب: 'أنا القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا، ومن أمن بي فلن يموت أبدًا. أتؤمن بهذا؟ (يوحنا ١١: ٢٥-٢٦). واذا كنا غارقين في الظلام أمام سرّ الموت والمعاناة، فإن الربّ يمنحنا نور الإيمان! إنه رجاؤنا في وجه الموت. ومنذ معموديتنا، فُتح بابٌ للمؤمنين إلى بيت الآب، حيث ينتظرنا الله نفسه. ويدعوكم الأب الأقدس ان تطلعوا كأرز لبنان، رمز وطنكم، نحو السماء، حيث الله أبونا! يتمنى البابا بحرارة أن يشعر كلٌّ منكم بمحبته، وبمحبة الكنيسة. إنه يدعو الآب الرحيم أن يستقبل، بقربه، في دار راحته ونوره وسلامه، جميع من فقدوا حياتهم في هذا الانفجار. ويود أن يعرب عن تعاطفه مرة أخرى مع كل من تحطمت قلوبهم والذين يعانون من فقدان أحبائهم، وكذلك مع أولئك الذين أصيبوا أو فقدوا كل شيء نتيجة لهذه الكارثة. ويبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواته. كما يود أن يشكر الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات القريبين من الشعب والذين يدعمونه بمساعدته على إبقاء نظره متجها نحو السماء والحفاظ على الامل والرجاء في المحن. وإذ يوكلكم الى حماية وشفاعة العذراء مريم، وكذلك القديس شربل وسائر القديسين اللبنانيين، فإن الأب الأقدس يمنحكم من كل قلبه بركته الرسولية، كعلامة على التعزية.