logo
نجاح المسرحية لم يكن نجاحاً للعرض فقطمريم حسين:  «طوق» نتاج مشروعنا العالمي

نجاح المسرحية لم يكن نجاحاً للعرض فقطمريم حسين: «طوق» نتاج مشروعنا العالمي

الرياضمنذ 2 أيام
لم تكن النجمة مريم حسين، تمر مرور الكرام في الساحة الفنية، عندما كانت ركيزة أولى في مسلسل "خيوط المعازيب"، والتي عرف الجمهور في الخليج العربي، بموهبتها وقيمتها الفنية..
اليوم مريم حسين، تجوب العالم ضمن طاقم مسرحية "طوق" لتحقق منجزات رفيعة على مستوى المسرح.
تقول الشابة مريم حسين لـ"الرياض": إن مشاركتي في العرض المسرحي "طوق"، ضمن فعاليات مهرجان -أفينيون- الفرنسي، شكّلت محطة مفصلية في تجربتها الفنية، معتبرة أن المسرح هو البداية الحقيقية لأي فنان، ومصدر دائم للإلهام والتجدد والتجريب.
واعتبر أن الوقوف لتقديم العرض في المهرجان الفرنسي الأعرق أوروبياً، كأول عرض سعودي في تاريخه لم يكن مجرد مشاركة في مهرجان مسرحي، بل تجربة غنية شكلت لحظة احتكاك مباشرة مع جمهور مختلف وثقافات مسرحية متنوعة.
مضيفة مريم أن عرض "طوق" ثماني مرات ضمن المهرجان أمام جمهور متنوع، يمثّل فرصة لاكتشاف ردود الفعل الفورية من مشاهدين يتعاملون مع المسرح كطقس يومي، وليس فقط كفعل ترفيهي. وحول الجمهور العريق في المسرح، قالت: "في كل ليلة كنا نعرض العمل، كنا نلاحظ تفاعلًا مختلفًا، كانت هناك قراءة جديدة للنص وللحركة وللرموز، وهذا وحده شكل بالنسبة لي درسًا عميقًا في قيمة المسرح كفن حيّ ومتجدد".
مشيرةً إلى أن التجربة لم تقتصر على الأداء فقط، بل كانت أيضًا مساحة للتعلّم من المسرحيين المشاركين في المهرجان، والاطلاع على تجارب عالمية تقدم أعمالها بجرأة وصدق.
واضافت مريم: "إلى أن الاحتكاك لا يكون عبر العروض فقط، بل من خلال النقاشات، والممرات، والندوات، والأحاديث الجانبية مع ممثلين ومخرجين من أنحاء مختلفة من العالم، وهذه الأشياء لا تُشترى ولا تُدرّس، بل تُعاش".
مؤكدةً، أن عرض "طوق" لم يكن تجربة فنية فردية، بل جزء من مشروع ثقافي متكامل يعكس رؤية المملكة، تجاه الفنون والمسرح، ويعزز من حضورها في المحافل العالمية. بينما نحن لا نمثل أنفسنا فقط كممثلين سعوديين، بل نمثل رؤية وطنية تشجع الإنتاج الفني، وتؤمن بالمسرح كوسيلة تعبير وتغيير، وتدفع بنا نحو منصات دولية لنحاور العالم بلغتنا الفنية".
موضحةً، مريم حسين: أن الدعم المؤسسي المقدم من وزارة الثقافة وهيئة المسرح والفنون الأدائية، كان عنصرًا حاسمًا في تحقيق هذه المشاركة، وهو الذي يوضح الدور الذي تلعبه المؤسسات الرسمية في تمكين الشباب وتمويل التجارب الطموحة.
وقالت النجمة مريم حسين: "إن ما حدث في أفينيون لم يكن مصادفة، بل كان ثمرة تخطيط وجهد مشترك بين صنّاع العمل والجهات الداعمة، التي أتاحت لهذه التجربة أن تولد وأن تسافر وتمثلنا خير تمثيل".
وبينت مريم أن "طوق" يعكس مشروعًا مسرحيًا جادًا، يقوم على بناء رؤية درامية بصرية وفكرية متماسكة، ولذلك لم يكن من المستغرب فوزه بجائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان الرياض للمسرح. بما أن العمل لم يكن مجرد استعراض جمالي، بل حمل في طياته أسئلة وجودية، واشتباكًا مع قضايا إنسانية، مما جعله قادرًا على التحرك بين الثقافات بسلاسة ووضوح. بما أن الفريق يبذل جهدًا كبيرًا في التدريبات المكثفة والتمارين اليومية التي سبقت السفر إلى فرنسا وبعده. ويتطلب انضباطًا عاليًا، ومجهودًا بدنيًا وفكريًا كبيرًا، لكننا في نفس الحال، ندرك منذ اللحظة الأولى أننا نمثل المسرح السعودي، ونقف أمام جمهور لا يعرفنا، ولا يحمل أي خلفيات عنا، وهذا ما أوجب علينا جهدًا مضاعفة وتركيز".
وأشارت النجمة مريم حسين إلى الترجمة الحية المصاحبة للعرض، والتي جرت بلغتين –الفرنسية والإنجليزية– ما أتاح لجمهور متنوع التفاعل مع النص ومع معانيه. حيث كان من اللافت أن نرى الأجانب وهم يضحكون أو يتأثرون أو يصفقون في اللحظات الدقيقة، رغم أن العرض ناطق بالعربية، وهذا ما أكد لي أن لغة المسرح أوسع من الكلمات".
وشددت ميرم، على أن مشروع "طوق" لم يكن معنيًا فقط بتقديم عرض فني راقٍ، بل بالسفر بصورة الهوية الثقافية السعودية نحو الآخر، والانفتاح على أدواته وتقاليده المسرحية، دون أن نفقد أصالتنا.
في تجربة ستتواصل قريبًا عبر المشاركة في مهرجان أدنبرة المسرحي في اسكتلندا، ما يعكس استمرارية المشروع وقدرته على التفاعل مع بيئات فنية متعددة.
ورأت أن عرض "طوق" في أدنبرة سيمنح الفريق دفعة جديدة من الزخم، خصوصا أن المهرجان يشكل منصة مركزية للمسرح العالمي، ويستقطب آلاف الفنانين والمتخصصين من مختلف دول العالم. ففي كل محطة نخوضها تمنحنا فرصة لإعادة التفكير في أدواتنا، وتحسين أدائنا، والتقاط ما يمكن تعلمه من الفرق الأخرى التي تشارك في المهرجان".
وبيّنت مريم حسين أن الترجمة الحرفية للعرض في السياقات الغربية لم تكن الهدف الأساسي، بل التركيز كان على التواصل عبر الصورة والحركة والإيقاع. وأن في أفينيون، لمسنا كيف يمكن للتعبير الجسدي أن يتجاوز اللغة، وكيف أن الجمهور يفهم النبرة، والإيماءة، والموسيقى، وهذه عناصر نحرص على تطويرها مع كل عرض".
وتوقفت عند الأثر الشخصي الذي تركته هذه التجربة في مسيرتها كممثلة، ما منحها ثقة أكبر بنفسها، وأعاد تعريف مفهوم النجاح الفني لديها.
وقالت مريم: "النجاح لا يكون بعدد المتابعين على مواقع التواصل، بل في قدرتك على لمس جمهور حيّ في قاعة مظلمة، لا يعرفك، لكنه يخرج من العرض وهو يفكر أو يشعر أو يبكي".
وأكدت أن المسرح يظل بالنسبة لها هو الأصل، والمختبر الحقيقي لأي تجربة فنية ناضجة، وأنه المصدر الذي لا ينضب للتعلم والانكشاف على الذات، لأن المسرح لا يكذب، ولا يجامل، فكل لحظة على الخشبة هي اختبار للحقيقة، ولهذا قلت سابقًا وسأكرر: "المسرح هو رفيق التجارب الجديدة، ومفتاح الاكتشاف الحقيقي للفنان".
وثمنت مريم حسين الدور المتنامي لوزارة الثقافة وهيئة المسرح في بناء بيئة احترافية تتيح لمواهب شابة مثلها خوض غمار التحدي على خشبات العالم. وأن التمكين لا يعني فقط إعطاء الفرصة، بل توفير الأدوات والدعم والرؤية، وهذا ما وجدناه فعلًا من الجهات الداعمة، سواء من ناحية التدريب أو اللوجستيات أو حتى الاحتضان المعنوي. وبينت مريم حسين لـ"الرياض" أن الجهود المبذولة من هيئة المسرح تسير ضمن أهداف وطنية واضحة تتمثل في تعزيز القوة الناعمة للمملكة، وتمكين المبدعين، ودعم التنوع الثقافي، والانفتاح على العالم. وأن ما نقوم به اليوم يتناغم مع رؤية أشمل لما يجب أن تكون عليه الثقافة السعودية في المستقبل، ونحن جيل محظوظ بأن يكون حاضرًا في هذه اللحظة.
واختتمت مريم حسين حديثها لـ"الرياض" مؤكدة على أهمية "التغذية البصرية" للممثل، وضرورة انفتاح الفنانين السعوديين على التجارب العالمية في مختلف اللغات والثقافات، وهذه الرحلات لا تمنح مساحة للعرض فقط، بل تعزز من الإيمان بقيمة الفن، وتضع الفنان أمام تحديات جديدة تجبره على النمو والتطور، والاحتكاك هو ما يصنع الفنان، والخروج من الدائرة المحلية هو ما يمنحنا الأفق، والمسرح هو وسيلتنا الأولى لتحقيق هذا الطموح".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمير الرياض: جائزة الرياض للتميز منطلق يستحق الجهد والعمل ويعكس مكانة العاصمة
أمير الرياض: جائزة الرياض للتميز منطلق يستحق الجهد والعمل ويعكس مكانة العاصمة

غرب الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • غرب الإخبارية

أمير الرياض: جائزة الرياض للتميز منطلق يستحق الجهد والعمل ويعكس مكانة العاصمة

المصدر - واس أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، أن 'جائزة الرياض للتميز' تمثل منطلقًا مهمًا يستحق بذل الجهد وتبنّي الأساليب المبتكرة في تقديمه، لما تحمله من قيمة ترتبط باسم العاصمة التي تمثل واجهة منجزات المملكة، مشيرًا إلى أنها ستكون محطة بارزة في إبراز الأداء المتفوق في مختلف القطاعات. جاء ذلك خلال تدشين سموه أعمال الجائزة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، حيث عبّر سموه عن ثقته في نجاح الجائزة، بفضل متابعة سمو النائب، وتكامل الجهود التي سيبذلها مجلس وهيئة الجائزة، متمنيًا التوفيق لجميع المشاركين. وأشار سموه إلى أن اسم 'الرياض' يمنح الجائزة طابعًا خاصًا وقوة معنوية كبيرة، تعكس ما وصلت إليه العاصمة من تقدم وإنجازات بدعم القيادة الرشيدة، وفي ظل مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتُعد 'جائزة الرياض للتميز' منصة محفزة للتميّز والتحوّل ومرجعية للتميز المؤسسي والمجتمعي، وتهدف إلى تحفيز المشاريع والمبادرات النوعية ذات الأثر التنموي، إلى جانب تكريم الأفراد والجهات المتميزة في الأداء والخدمة والابتكار، بما يعزز من ثقافة التنافس الإيجابي، ويحقق الريادة على مستوى المنطقة. كما تسعى الجائزة إلى ترسيخ ثقافة الجودة والتميّز، وتشجيع التحسين المستمر، من خلال معايير متكاملة تقيس الأثر والتأثير، وتستهدف القطاعات الحكومية، وغير الربحية، والقطاع الخاص، إلى جانب الأفراد المبدعين والمبادرين، في بيئة تنافسية تعكس طموح العاصمة ومجتمعها النشط.

الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها
الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

الفيلم السعودي "الزرفة".. عن الكوميديا التي غادرت فكرتها

الزرفة، كما تتداول في اللهجة المحلية، تحيل إلى حركة خاطفة ومباغتة، تبدو في ظاهرها عشوائية، لكنها كثيراً ما تنطوي على طرافة أو مناورة ذكية. "الزرفة" أحد الإنتاجات السينمائية السعودية الحديثة والذي لازال يحصد، حتى كتابة هذه السطور، أرباحاً هائلة في شباك التذاكر تتجاوز 20 مليون ريال، العمل هو من تأليف ابراهيم خير الله وإخراج محمد القرعاوي بتعاون مشترك بين أفلام الشميسي و تلفاز 11، وبدعم من صندوق big time. تم تصوير الفيلم بالكامل في مدينة الرياض، متنقلاً بين عشرة مواقع على مدار 32 يوماً، وقد أضفى هذا الانتشار المكاني حيوية على التصوير، ويسمح بتكوين مشاهد منفتحة بصرياً، ولا يمكن إنكار تحقيقه حضوراً جماهيرياً لافتاً في أيامه الأولى، ما جعله حتى اليوم محور نقاشات متباينة في أوساط المتلقين. تدور أحداث فيلم "الزرفة" حول ثلاثة شباب سعوديين: حمد (أحمد الكعبي)، معن (محمد شايف)، وسند (حامد الشراري)، يعملون في مطاعم تابعة لشركة كبرى في مدينة الرياض، تجمعهم صداقة بسيطة في بيئة عمل رتيبة، حتى يكتشفوا وجود جوهرة ثمينة "الرشرش الذهبي" محفوظة داخل متحف خاص يعود ملكيته لرجل الأعمال عبد اللطيف الهنهوني (إبراهيم الخير الله). مع تصاعد الحماس بينهم، تتطور فكرة سرقة إلى خطة تنفيذية، يُلقى القبض عليهم، ويزج بهم في سجن شديد الحراسة، وهنا تبدأ القصة في أخذ منحى مختلف ومتشابك، مليء بالمواقف العبثية داخل بيئة السجن، ومحاولات للتأقلم مع واقعهم الجديد، يتخللها إعداد خطة للهروب. ابراهيم خير الله ينتمي إبراهيم الخير الله، والذي شارك بشكل أساسي في العمل من حيث التمثيل والتأليف والإنتاج التنفيذي، إلى جيل الكوميديا السعودية الذي صعد مع منصات التواصل الاجتماعي، ومع تراكم خبراته ساهم في إنتاجات جماهيرية ناجحة، فشخصية عبد اللطيف الهنهوني التي يجسدها داخل الفيلم تجمع بين الكاريكاتير الصريح و النبرة الساخرة من سلطة زائفة. وإذ يدمج إبراهيم من خلالها ثلاث وظائف داخل الفيلم – ممثل، كاتب، منتج – يُفتح السؤال حول الأثر البنائي لهذه المنظومة المركبة: هل سهّل هذا التداخل ضبط نبرة الفيلم على إيقاع موحّد؟ أم أن الفيلم أصبح أقرب إلى استعراض لشخصية خير الله، حيث ينتقل أسلوبه من المسرح إلى السينما دون تعديل كافٍ يواكب شكل الحكاية السينمائية الطويلة. من جانب آخر قدمت الممثلة أضواء البدر دوراً لافتاًً، يجمع بين الجدية المهنية و الانفعال اللحظي، الشخصية حيث وُظف دورها كعنصر داعم دائم لحضور شخصية الهنهوني، سواء في مشاهد المكتب أو ضمن تصاعد الأحداث داخل السجن. بدا أداء أضواء منضبطاً ومضبوطاً بإيقاع واضح، لا تنجرف نحو المبالغة رغم ميل بعض المشاهد للكاريكاتير، و اتسم حضورها بوضوح الدور الوظيفي: الحضور الصامت في بعض اللحظات، والانفعال الدقيق في اللحظات الحوارية، ما أضاف لمسة انضباط وسط بيئة من الشخصيات المتناثرة زمنياً ومكانياً. من يمثل ومن يُعاد تدويره؟ يقدم العمل توليفة من اختيارات الممثلين خلطة عبارة عن: نجم مصري معروف، مشاهير التيك توك وممثل أمريكي "روبرت نيبر" تكرس هذه الخلطة توجهاً إنتاجياً يراهن على تركيبة واضحة تجمع بين الخطاب الكوميدي المحلي والطابع الترفيهي التجاري السريع. صندوق "بيج تايم"، باعتباره أحد الممولين والمنفذين الرئيسيين للعمل، يبدو منصباً على صياغة منتج سينمائي يوجّه أساساً لجمهور سعودي شاب، يبحث عن الترفيه السريع، مع لمسات خفيفة من المغامرة والفكاهة. وفي هذا الإطار، يظهر خيار الاستعانة بممثل أجنبي بملامح مألوفة كوسيلة لتوسيع جاذبية الفيلم، لا فقط في دور العرض المحلية، بل أيضاً أمام شركات التوزيع ومنصات البث الرقمي. طبيعة المشروع تميل إلى بناء قصة بسيطة قابلة للاستهلاك الجماهيري السريع، دون تعقيد في الحبكة، ولهذا يصبح وجود وجه أجنبي معروف (رغم عدم أهميته في أوساط هوليوود) وسيلة لتزيين المنتج ببُعد عالمي شكلي، يساعد في حملات التسويق، وصياغة بوسترات جذابة، وربما فتح نوافذ عرض في أسواق إقليمية أو على المنصات الإلكترونية. المسألة تتعدى حدود الحبكة إلى ما يُشبه الصياغة التسويقية المتعمدة: عمل سريع الإيقاع، قريب من المزاج المحلي، مدعّم بوجه غربي من خلفية تلفزيونية ليعطي انطباع الانفتاح والتجديد. لكن، هل طور هذا النمط من الاستقطاب البراق ليقدّم حضوراً درامياً عضوياً أكثر رسوخاً؟ أم سيظل جزءاً من حيلة ترويجية تكميلية، تُدرج ضمن معادلات الجذب السريع في السينما التجارية السعودية الصاعدة؟ تأتي دفعة التساؤلات بعد أم صدر الفيلم نوعاً من الكوميديا اللحظية، التي تتغذى على ردود الفعل والمفارقات السريعة أكثر من اعتمادها على بناء درامي ناضج، الحوار يتكئ على التعليقات الساخرة، والمواقف الكوميدية تُبنى بطريقة قريبة من "إسكيتشات يوتيوب"، حيث لا حاجة إلى تسلسل، بل تُقدّم الفكرة مباشرة في صورتها الأكثر خفّة. مرجعيات الثقافة الشعبية اعتمد الفيلم على مرجعيات الثقافة الشعبية: اللهجات المحلية المنوعة، الميمات المتداولة، والمقولات التي عرفها الجمهور من التلفزيون والإعلانات، هذه العناصر تولّد الضحك الفوري، لكنها لا تخلق عمقاً عاطفياً أو تحولاً سردياً. الممثلون طاقة كوميدية واضحة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن الأداء في مجمله يدور في منطقة واحدة. شخصيات تتكلم بالطريقة ذاتها، تنفعل بالطريقة ذاتها، وتضحك من الأسباب ذاتها، لا فروقات ملموسة تُميّز الشخصية عن الأخرى في العمق، بل فقط على السطح. إذ افتقد السيناريو إلى مسار درامي واضح، تتوالى المشاهد كمجموعة مواقف بلا تدرج درامي، ولا رابط سببي بينها، فلا نشاهد تطور فعلي في الشخصيات، ولا تصعيد في الأحداث، كل مشهد يعمل كجزيرة مستقلة، ما يُفقد الفيلم تماسكه البنائي وأصبح المتلقي يتساءل أين كنت وأين أصبحت؟ غاب التوتر وأصبح الإيقاع مستوياً، فلا توجد ذروة درامية حقيقية تفضي إلى نهاية، الأمر بدا وكأن الحكاية تتحرك بدافع التسلية وحدها، دون غاية أو تحوّل. يخرج المتلقي بمحصلة لا جدال فيها عن تمتع الفيلم بصناعة بصرية متقنة، فهو ملون بإضاءة ساطعة، و زوايا تصوير واسعة تدعم التكوين و جو الكوميديا المطلوبة، المشاهد الداخلية للمؤسسة داخل المكتب وفي المتحف الخاص والممرات، مع توظيف واضح للإضاءة واللون لخلق مناخ مريح بصرياً، الكاميرا تتحرك بانسيابية، وتخلق فراغاً واسعاً ينسجم مع نبرة الفيلم. لكن مرة أخرى الأشياء الجيدة تعزف عزفاً منفرداً، اشكالية هذه الأضاءة المتقنة والجذابة أنها تحمل دلالة استعراضية لا تقدم مستوى إضافياً للفهم أو الشعور، كل شيء يبدو مشغولاً بإتقان، دون أن يترجم إلى خطاب بصري عميق أو طبقات تأويل، التطور البصري يسير بمحاذاة تطور شخصية الأبطال لتعميق المعنى، فنحن في متاهة الشخصيات ومتاهة الفيلم ومتاهة المشاهد من الصعب تفسير توظيف الجماليات التي لم يبخل صناع العمل في تدفقها في جميع المشاهد. محاكاة قناة "ميلودي" في أحد أبرز مشاهد الفيلم، يظهر مشهد اختبار أداء داخل شركة إنتاج، يستحضر بشكل واضح إعلان قناة "ميلودي" الشهير في منتصف الألفينات "أيوه يا وديع". هذا الاستدعاء يبدو طريفاً في لحظته خصوصا للمتلقين الذين يعرفون المرجع، لكن استخدامه لا يتجاوز حدود المحاكاة ولم يضف شيئاً للمشهد، رغم الاستعانة بالممثل المصري "أحمد أمين" لإضفاء نكهة معززة، لكنه أدرج كاقتباس بصري شبه مباشر بلا تصعيد، وبهذا خسر فرصته بأن يكون نقطة قوة رمزية في السرد وانتهى إلى لحظة سخرية عابرة ضمن محاكاة تم توظيفها كتعليق أو إعادة قراءة للزمن التلفزيوني السابق، فبدت مجرد مزحة مرجعية لمن يعرفها. تأمل ختامي بالنغمة العامة للفيلم تلتزم بخفّة والحياد، فهو لا يدخل في طبقات مجتمعية أو سردية جادة، و لايشتبك مع جدالات ثقافية أو طبقية،ولا تشتبك مع أي خطاب اجتماعي صريح كما هو الحال في جميع الإنتاجات الكوميدية الأخيرة، هناك ميل لتجنب الجدل أو المواجهة، كوميديا محايدًة على مستوى المضمون، وموجهة للترفيه الخالص، وهذا خيار مشروع. لذلك يبدو "الزرفة" كفيلم وُلد من روح المزحة، لكنه لم يجد الطريقة المناسبة لحملها حتى النهاية، الكوميديا حاضرة في الشكل ولم مؤسّسة درامياً أو دلالياً، النكتة تسبق البناء، والمشهد يسبق السياق، والمفارقة لا تبحث عن معنى يتجاوز لحظتها. وربما في هذه الفجوة بالتحديد يتجلى عنوان الفيلم نفسه، حين لا تبنى الفكرة من الداخل، تخرج الكوميديا من مسارها، وتبقى مجرد "زرفة".. سريعة، عابرة، لكنها لا تعرف إلى أين هي ذاهبة أين مستقرها.

خاص بـ "هي": المصممة "مها السبيعي" ورحلة خاصة في عبق التراث السعودي بأزياء الخيل والأزياء التقليدية
خاص بـ "هي": المصممة "مها السبيعي" ورحلة خاصة في عبق التراث السعودي بأزياء الخيل والأزياء التقليدية

مجلة هي

timeمنذ 4 ساعات

  • مجلة هي

خاص بـ "هي": المصممة "مها السبيعي" ورحلة خاصة في عبق التراث السعودي بأزياء الخيل والأزياء التقليدية

في عالم تتسارع فيه الموضة وتتغيّر الصيحات، تختار المصممة "مها ابراهيم خزيم السبيعي" أن تعود إلى الجذور، فتجعل من التراث السعودي مصدر إلهام دائم، وتصوغ منه تصاميم عصرية تنبض بالأصالة، لتبني رؤيتها الجمالية على التوازن بين الماضي والحاضر.. في هذا الحوار، تأخذنا المصممة مها ابراهيم خزيم السبيعي في جولة داخل عالمها الإبداعي، ابتداء من شغفها بتصميم أزياء الخيل والخيالة مرورا بتصاميمها وقصاتها المستلهمة من العباءة والدقلة وغيرها من الأزياء التقليدية، ووصولا إلى تعاونها مع الحرفيين والمتخصصين في التراث السعودي إيمانًا منها بأن الحفاظ على الأصالة يتطلب العودة إلى منابعها، وذلك بهدف إظهار التراث السعودي الغني والقادر على مواكبة الموضة العالمية دون أن يفقد هويته.. لنتعرف على هذا العالم من خلال هذا الحوار الممتع معها: من تصميم وشاح الخيل من تنفيذ خزامى كيف بدأت رحلتكِ في عالم تصميم الأزياء؟ وهل كان التراث حاضرًا منذ البداية؟ التراث السعودي برؤية عصرية من المصممة مها السبيعي رحلتي في عالم تصميم الأزياء بدأت منذ الطفولة عندما كنت أستمتع بصنع ملابس للدمى الخاصة بي باستخدام أبسط الخامات التي كانت حولي، مثل قصاصات الأقمشة اللي كانت تحضرها والدتي من الخياط أو محلات القماش.. وعلى الرغم من أنني لم أكن أعرف كيف أستخدم الإبرة إلا إن شغفي بالتصميم جعلني أبتكر وأجرب بطريقتي الخاصة.. وللأمانة لم يكن التراث حاضراً آنذاك ولكن كانت تشدني الأقمشة التراثية. كيف توازنين بين الحفاظ على الهوية الثقافية ومواكبة الموضة العالمية؟ التراث السعودي مصدر إلهام دائم في تصاميم المصممة مها السبيعي أؤمن بأن الحفاظ على الهوية الثقافية لا يتعارض مع مواكبة الموضة العالمية بل يمكن أن يكون مصدر إلهام غني ومتفرد، أوازن بينهما من خلال دمج العناصر التراثية في التصاميم الحديثة سواء عبر الأقمشة أو التطريزات أو القصّات التي تعكس روح ثقافتنا مع لمسة عصرية تواكب الاتجاهات العالمية، هذه المقاربة لا تمنح القطعة طابعاً مميزاً فحسب بل تروي أيضاً قصة وتُشعر المرأة بالفخر بتراثها دون أن تتخلى عن أناقتها أو حداثتها، برأيي.. التميز الحقيقي يكمن في القدرة على المزج الذكي بين الأصالة والمعاصرة. كيف وُلد شغفكِ بتصميم أزياء الخيل والخيالة؟ ما الرسالة التي تودين إيصالها من خلال هذا المجال؟ اماني الحنطي بعباية من تصميم المصممة مها خزيم السبيعي وُلد شغفي بتصميم أزياء الخيل والخيّالة من إعجابي العميق بعالم الفروسية وما يحمله من رموز العراقة والقوة والجمال، وكان لهذا الشغف جذور شخصية إذ إن والدي حفظه الله كان ولا يزال عاشقًا للخيل وكان من أوائل من أسسوا ناديًا للفروسية في المنطقة الشرقية مما رسّخ في داخلي ارتباطًا وجدانيًا بهذا العالم منذ الصغر. لطالما جذبني مشهد الفارس على صهوة جواده ورأيته لوحة فنية متكاملة تستحق أن تُكتمل بأزياء تعبّر عن هذه الهيبة وتُجسد هويتنا الثقافية، ومن هنا بدأت رحلتي في تصميم الأزياء التي تُبرز أصالة الفروسية العربية وتدمج بين الطابع التراثي واللمسات العصرية. أما فكرة تصميم وشاح الخيل فقد وُلدت منذ أكثر من خمس سنوات عندما كنت أرى أن الخيل الفائز لا يكفيه مجرد التكريم التقليدي بل يستحق أن يُتوّج بوشاح ثمين ومميز يُعبّر عن فخر الإنجاز ومن هذا الشعور نشأت فكرتي لصناعة أوشحة الخيل كتحية رمزية تُجسّد المجد والانتصار بروح فنية أنيقة. رسالتي من خلال هذا المجال هي أن الفروسية ليست مجرد رياضة بل ثقافة متجذّرة في تاريخنا ومصدر إلهام فني يحمل روح الأصالة والهوية. ما الذي يميز تصاميمكِ في هذا المجال عن التصاميم التقليدية لأزياء الفروسية؟ اماني الحنطي بعباية من تصميم خزامى ما يميز تصاميمي في مجال أزياء الفروسية هو المزج بين الجمال والوظيفة، حيث أحرص على تقديم قطع تحافظ على هوية الفروسية السعودية من حيث الوقار والفخامة لكن بلمسة عصرية تُراعي الذوق الحديث للخيّالة سواء في المرأة أو الرجل، أبتعد عن النمط التقليدي الثابت وأسعى إلى ابتكار تصاميم تعبّر عن شخصية الفارس وتفاصيل المناسبة باستخدام خامات راقية وقصّات مدروسة تمنح الراحة والأناقة في آنٍ واحد، كما أنني أُدرج أحيانًا عناصر زخرفية مستوحاة من التراث لتكون كل قطعة امتدادًا بصريًا للهوية العربية الأصيلة لكن برؤية متجددة. ما أبرز عناصر التراث السعودي التي تحرصين على إدخالها في تصاميمكِ؟ مثل (الزخارف، الألوان، القصّات، وغيرها). من عناصر التراث السعودي في تصاميم مها السبيعي أحرص في تصاميمي على إبراز عناصر التراث السعودي بطريقة عصرية تحافظ على روح الأصالة، أستلهم كثيراً من الزخارف التقليدية مثل السدو والمجسمات الهندسية التي تعكس جمال الحرف اليدوية القديمة، كما أركز على الألوان الدافئة والغنية المستوحاة من طبيعة المملكة مثل درجات الرمل والذهب والبرتقالي الغروب وأحياناً أضيف ألواناً حادة لتجديد الروح التراثية بشكل عصري. أما القصّات فأستلهمها من العباءة والدقلة وغيرها من الأزياء التقليدية لكني أقدمها بقوالب حديثة تناسب المرأة العصرية، هدفي هو أن أُظهر أن تراثنا السعودي غني وقادر على مواكبة الموضة العالمية دون أن يفقد هويته. هل سبق لكِ التعاون مع حرفيين أو صُنّاع تقليديين لإبراز التراث في تصاميمكِ؟ صناعة أوشحة الخيل من المصممة مها السبيعي نعم لقد كان لي شرف التعاون مع عدد من الحرفيين والباحثين المتخصصين في التراث السعودي إيمانًا مني بأن الحفاظ على الأصالة يتطلب العودة إلى منابعها، أحرص دائمًا قبل تنفيذ أي تصميم مستوحى من التراث على الرجوع إلى أهل الخبرة والتخصص للتأكد من دقة التفاصيل ولضمان ألا يتعارض العمل مع الهوية الثقافية أو يشوّه عناصرها.. هذا التبادل المعرفي لا يُثري تصاميمي فقط بل يمنحها عمقًا وقيمة تُحاكي الجذور وتعبر عنها بصدق ووعي. كيف يتلقى جمهور اليوم الأزياء المستوحاة من التراث؟ وهل تجدين إقبالًا من الجيل الشاب؟ جمهور اليوم أصبح أكثر وعيًا وتقديرًا للأزياء المستوحاة من التراث لا سيما حين يتم تقديمها بروح عصرية تواكب ذوقه وتعبّر عن هويته في آنٍ واحد، ألاحظ إقبالًا متزايدًا من فئة الشباب على هذا النوع من التصاميم لأنهم يبحثون عمّا يميزهم ويعكس أصالتهم بطريقة حديثة ومبتكرة، فلم يعد التراث بالنسبة لهم شيئًا جامدًا أو متعلقًا بالماضي فقط بل أصبح مصدر فخر ومكوّنًا أساسيًا من ملامحهم الشخصية خاصة عندما يُقدَّم بلغة تصميم معاصرة تراعي التفاصيل والجودة. كيف ترين مستقبل الأزياء السعودية في السنوات القادمة؟ عناصر زخرفية مستوحاة من التراث أرى أن الأزياء السعودية تتجه بخطى واثقة نحو مستقبل مزدهر حيث تشهد تحولًا من التعبير الفردي إلى صناعة قائمة بذاتها مدعومة برؤية طموحة واستثمار في المواهب المحلية، نحن أمام جيل جديد من المصممين الذين يجمعون بين الأصالة والابتكار ويسعون لخلق هوية سعودية معاصرة في عالم الموضة قادرة على أن تتحدث إلى العالم بلغتها الخاصة وتنافس على منصات العرض الدولية بكل ثقة وجمال. بعيدًا عن الأزياء التراثية وأزياء الفروسية، كيف تصفين تجربتكِ في تنفيذ التصاميم حسب طلب العملاء؟ تنفيذ التصاميم حسب طلب العملاء هو أحد أهم الجوانب التي أُركز عليها في عملي بل وأجد فيه متعة خاصة وتحديًا جميلًا، فكل عميلة تحمل ذوقًا فريدًا ورؤية معينة ودوري كمصممة هو أن أترجم هذه الرؤية إلى تصميم متكامل يناسب شخصيتها ومناسبتها، أحرص على الاستماع لتفاصيل الطلب وفهم ما تبحث عنه ثم أختار القصّة والقماش واللمسات النهائية بما يتناسب مع شكل الجسم والأسلوب الخاص بها.. هذه التجربة تمنحني تنوعًا وإبداعًا مستمرًا وتجعل كل قطعة أنفذها تحمل بصمتي لكنها في الوقت ذاته تعبّر عن صاحبتها بكل خصوصية. ماهي طموحاتكِ التي تسعين لتحقيقها في المستقبل؟ من تصاميم المصممة مها السبيعي من أبرز طموحاتي التي أسعى لتحقيقها في المستقبل هو تعزيز التعاون بين المصممين والمنفذين بحيث تتكامل الرؤية الإبداعية مع التنفيذ الحرفي الدقيق لنصل إلى نتائج تعبّر بصدق عن هوية التصميم، كما أطمح إلى امتلاك مساحة عمل خاصة بي طالما حلمت بها تكون بيئة ملهمة ومتكاملة تُتيح لي تنفيذ التصاميم حسب رغبات العملاء وتفاصيلهم الخاصة بأسلوب يجمع بين التفرّد والجودة ويُترجم رؤيتي في عالم الأزياء إلى واقع ملموس. كلمة أخيرة.. من تصاميم وشاح الخيل من تنفيذ خزامى في ختام هذه المقابلة أتوجه بكل الامتنان لبلدي المملكة العربية السعودية التي منحتني الإلهام والدعم لأحلم وأعمل وأحقق.. كما لا أنسى فضل عائلتي التي كانت السند الأول في رحلتي بدعمها وثقتها وحبها الذي لا ينضب.. ولكم جزيل الشكر مجلة (هي) على إتاحة هذه المساحة التي مكّنتني من مشاركة جزء من شغفي وطموحاتي.. آمل أن يكون المستقبل أجمل مليئًا بالإبداع الذي يحمل بصمة سعودية أصيلة. حساب Khzama by maha على الانستجرام. الصور تم استلامها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store