
قادة أجهزة الأمن والاستخبارات عبر الأجيال: لا مجال أمام إسرائيل إلا وقف الحرب
التصريحات هذه المرة لم تقتصر على عائلات الأسرى أو مجموعة من الأمنيين والعسكريين الذين أسمعوا صوتهم على مدار أشهر طويلة، إنما جاءت، بصورة منظمة، من قبل رؤساء سابقين لأجهزة الأمن والاستخبارات على مدار الأجيال. وخرجوا بحملة إعلامية دولية ومحلية تحت عنوان "أوقفوا الحرب"، وأظهروا خلالها الأخطار المحدقة في إسرائيل إذا ما استمرت في حرب غزة.
"نحن عشية هزيمة"، حذر رؤساء الأجهزة الأمنية، في حديثهم في شريط فيديو، يؤكدون فيه ألا مجال أمام إسرائيل إلا وقف الحرب.
عينات غيرستمان ويوفال فيلغ شابان رافضان للخدمة في الجيش (شبكة رافضات)
"نحن في كذبة خلقناها بأنفسنا"
11 رئيساً تحدثوا في هذه الحملة الإعلامية التي شكلت حالاً من الذهول أمام جهات إسرائيلية عدة ما كانت تتوقع مثل هذه الخطوة. كل منهم، من كان رئيساً سابقاً لـ"الشاباك"، "الموساد"، الاستخبارات العسكرية وحتى المفتشين العامين للشرطة، أدلى بموقفه الخاص حول الوضع "نحن عشية هزيمة. هذه الحرب بدأت كحرب عادلة، بل حرب دفاع، لكن عندما حققنا كل الأهداف العسكرية وحققنا انتصاراً عسكرياً باهراً ضد جميع أعدائنا، توقفت هذه الحرب عن كونها حرباً عادلة، بل أصبحت تقود إسرائيل إلى فقدان أمنها وهويتها".
واعتبروا أنهم اليوم في نقطة بعيدة من تلك التي كان في قدرة الجيش على إنهاء المعركة بإنجازات كبيرة وقالوا صراحة إن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع، بقدراته الحالية، حسم الحرب في غزة "نحن حالياً، بالأساس، نقلص الخسائر. لقد دفنا تلك الإنجازات ونستمر بحرب بلا هدف سياسي، ومعنى حرب من دون هدف سياسي هزيمة، بل إن الحرب الحالية هي حرب خداع، فعملية مركبات جدعون لم تحقق تقريباً أي شيء، تعني الهزيمة، دفعنا أثماناً بالمصابين والقتلى، أكثر من اللازم. الأضرار الدولية ثقيلة. لم نحرز أي تقدم، حالياً، في موضوع المخطوفين. ما يراه العالم اليوم هو من صنع أيدينا. نحن نختبئ خلف كذبة خلقناها. هذه الكذبة بيعت للجمهور الإسرائيلي، للأسف الشديد، العالم يفهم منذ زمن بعيد أن هذه ليست الصورة الحقيقية".
هؤلاء دعوا جميع الأمنيين والعسكريين والمسؤولين إلى الوقوف بوجه حكومة إسرائيل، والحديث بكل صراحة، عن خطوة سياستها ودعوتها إلى وقف الحرب والانسحاب إلى حزام الأمن وتنفيذ صفقة شاملة.
الخسارة الاستراتيجية
إذا كانت حملة رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين قد حذرت من انجرار بنيامين نتنياهو خلف وزراء اليمين المتطرف إلى هاوية سيكون الأسرى في غزة ضحايا لها، فهناك من اعتبر أن إسرائيل تقترب من "كارثة جديدة"، وفق تعبير الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين الذي اعتبر أن الجوانب الأخرى التي لا يجرى الحديث عنها بسبب هذه الحرب هي أكثر خطورة على إسرائيل "الكارثة التي تقترب منا متمثلة في الخسارة السياسية والاستراتيجية، من طالب بانتصار مطلق، وتعهد القضاء على "حماس" وإعادة المخطوفين، يحصل على وضع أشد خطورة، بل بانتصار لـ"حماس" من دون بديل لها في غزة، ومن دون إعادة مخطوفين، وفي مقابل كل هذا شرعية إسرائيل الدولية باتت في حضيض غير مسبوق"، وأضاف يدلين أن الهدف المركزي للحكومة اليوم هو "خوض حرب لا تنتهي. ما نراه اليوم هو بالفعل يعكس هذا الهدف، وهو هدف مناقض للمفهوم الأمني الإسرائيلي الذي يرى ضرورة بوجود مجتمع مزدهر ومتطور بين الحروب، لذلك يسعى إلى حروب سريعة مع إنجاز عسكري واضح يقود إلى إنجاز سياسي"، وأوضح أن الجيش الإسرائيلي اليوم يدار في غزة بصورة فاشلة لذلك "الفشل يكون النتيجة".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اتساع حلقة الرافضين
تزامناً تتسع قاعدة أمنيين وعسكريين ومستشرقين، وغيرهم من الشخصيات البارزة في إسرائيل، الذين يستغلون كل منصة متوافرة لهم للتحذير من الخطر المقبل على إسرائيل وتداعيات الشرخ الداخلي، حتى إن هناك من راح أبعد من الحديث عن أن إسرائيل عشية هزيمة. وفي تصريح لافت أثار زوبعة كبيرة من النقاش، اعتبر النائب السابق لرئيس "الموساد" الذي شغل أيضاً منصب قائد منطقة الشمال عميرام لفين أن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو "إبادة جماعية"، وقال خلال مشاركته في أمسية ثقافية في تل أبيب إن "الأوامر التي تصدرها الحكومة للجيش اليوم هي جريمة. وعلينا ألا نتردد ولا نتهرب من الحقيقة. علينا تسمية الطفل باسمه والقول بكل صراحة إن إعطاء أمر بإطلاق النار على أطفال وآباء جائعين يبحثون عن لقمة خبز هو جريمة. وهذه تسمى إبادة جماعية، نحن ما نفعله هو إبادة جماعية". ووجد لفين نفسه، بعد هذا التصريح، أمام حملة واسعة من التحريض، وأولئك الذي يعتبرون الإبادة الجماعية من مشتقات أعمال النازية، وراحوا ينشرون تصريحات للفين منذ أكثر من 30 عاماً، وهو يتفاخر بأن الجيش قتل لبنانيين بأعداد كبيرة.
واعتبر مقدمو برامج، خصوصاً في القناة الـ"14"، المقربة من نتنياهو، أن تصريحات لفين حول لبنان هي اعتراف بارتكابه جرائم حرب في لبنان، وقالوا "عن أي إبادة جماعية يتحدث؟".
أما داخل الجيش، فهناك يتفشى الخطر الأكبر، الرفض والتمرد بسبب ما يحدث في غزة. فعدد رافضي الخدمة بارتفاع وهم يعلنون، بكل صراحة، أن رفضهم احتجاجاً على حرب غزة وارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، وهي تصريحات زعزعت أركان هذه المؤسسة.
حرق أوامر الخدمة
عينات غيرستمان ويوفال فيلغ، شابان رافضان للخدمة في الجيش. وقد دفعا ثمن الرفض السجن الفعلي. غيرستمان حكم عليها بالسجن مدة 30 يوماً، وفيلغ حكم عليه بالسجن مدة 20 يوماً. قبل توجههما إلى منشأة الاعتقال، تظاهر أفراد العائلة والأصدقاء ونشطاء من شبكة "رافضات". وخلال التظاهرة وقعت مشادات مع مجموعة من إسرائيليين مزقوا اللافتات وحاولوا الاعتداء على المتظاهرين وعلى غيرستمان وفيلغ. هذا المشهد أثار نقاشات وعكس مدى عمق الشرخ الداخلي، وشملت الهتافات، تحديداً من المشاركين في شبكة "رافضات"، رفض "الإبادة الجماعية"، وفي مرحلة معينة وصلت فتيات في جيل الالتحاق بالجيش وهن يحملن أوامر التجنيد، وأعلن رفضهن الالتحاق بالجيش ثم حرقن أوامر تجنيدهن.
وقال فيلغ قبل دخوله إلى منشأة الاعتقال "أنا هنا لأرفض المشاركة في الإبادة الجماعية، ولأبعث برسالة لكل من يسمع، أنه طالما استمرت الإبادة الجماعية، لن نستطيع أن نعيش بسلام وأمان. سأسجن بعض الوقت بسبب الرفض. أنا متأكد أن هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب أن أفعله". وأضافت غيرستمان أمام المتظاهرين "أنا أرفض الخدمة لأنني لا أريد أن أكون جزءاً من المنظومة التي تسيطر على الضفة الغربية المحتلة، ولا يمكنني أن أكون جزءاً من الحرب على غزة. لا يمكنني إعطاء الشرعية لمعاناة تسبب هذا الأمر لكثيرين".
إلى جانب الاثنين أفيد بأن 10 شبان آخرين تم سجنهم قبل التجنيد لرفضهم الخدمة، وقد شدد الجيش في تعامله مع هذه الشريحة الرافضة للخدمة، إذ سبق وأصدر حكماً بالسجن لمدة 185 يوماً على طال ميتنيك، أما إيتمار غرينبرغ حكم عليه بالسجن لمدة 200 يوم، وهو رقم قياسي لم يحدث منذ عقد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 25 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب يخطط للقاء بوتين وزيلينسكي الأسبوع المقبل لبحث إنهاء حرب أوكرانيا
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، الأربعاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعتزم عقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع المقبل، يتبعه لقاء ثلاثي يجمعه مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وذكر مصدران، أن ترمب كشف عن هذه الخطط خلال اتصال هاتفي مع عدد من القادة الأوروبيين، الأربعاء، وذلك عقب اجتماع مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي في موسكو. وأشار المصدران، إلى أن الاجتماعين المزمعين سيقتصران على الرؤساء الثلاثة فقط دون مشاركة أي من القادة الأوروبيين، رغم محاولاتهم لتنسيق الجهود من أجل إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. واعتبر مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN، أن "تنفيذ هذه الاجتماعات بهذه السرعة قد يشكل تحدياً". ولم يتضح بعد ما إذا كان بوتين أو زيلينسكي الذي سبق أن أبدى عدة مرات انفتاحه على عقد مثل هذا اللقاء، قد وافقا على المقترح الذي طرحه ترمب، إلا أن الرئيس الأوكراني شارك في المكالمة مع القادة الأوروبيين. وشارك في الاتصال كذلك كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، بالإضافة إلى نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. "تقدم كبير" وكان ترمب أعلن على منصته "تروث سوشيال"، أن ويتكوف عقد اجتماعاً "مثمراً جداً" مع بوتين، مشيراً إلى تحقيق "تقدم كبير" خلال اللقاء، وسط تلويح أميركي باحتمالية فرض "عقوبات ثانوية" على موسكو. وأوضح أنه أطلع عدداً من حلفاء بلاده الأوروبيين على نتائج الاجتماع، لافتاً إلى أن "الجميع متفق على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وأن العمل سيتواصل لتحقيق ذلك "خلال الأيام والأسابيع المقبلة". من جهته، قال الرئيس الأوكراني، أنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي، وذلك عقب زيارة ويتكوف إلى موسكو. وأوضح زيلينسكي على منصة "إكس"، أن القادة الأوروبيين شاركوا في الاتصال، مؤكداً أن "الموقف المشترك مع الشركاء الدوليين واضح تماماً: يجب أن تنتهي هذه الحرب، ويجب أن يتم ذلك بصدق". وأضاف أن بلاده ستواصل الدفاع عن استقلالها، مشدداً على الحاجة إلى سلام دائم وموثوق. وقال: "على روسيا أن تنهي الحرب التي بدأتها بنفسها". وذكر مسؤول في البيت الأبيض، أن "اجتماع ويتكوف مع بوتين في موسكو كان جيداً"، مضيفاً أن "واشنطن لا تزال تخطط للمضي قدماً في فرض عقوبات ثانوية، الجمعة". وأشار إلى أن "الروس حريصون على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع تطبيق العقوبات الثانوية، الجمعة"، بحسب وكالة "رويترز". واجتمع ويتكوف مع بوتين لـ3 ساعات تقريباً في أحدث مهمة لتحقيق تقدم في الحرب الدائرة منذ 3 سنوات ونصف السنة، والتي بدأت بغزو روسيا الشامل لأوكرانيا. وكان ترمب هدد بفرض عقوبات على موسكو في حال عدم اتخاذ إجراءات لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل 8 أغسطس الجاري. "مفيدة وبناءة" ووصف يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، المحادثات بين بوتين وويتكوف بـ"المفيدة وبناءة". وقال أوشاكوف لمنصة "زفيزدا" الإعلامية الروسية، إن الجانبين ناقشا الحرب في أوكرانيا، وإمكانية تحسين العلاقات الأميركية-الروسية، مضيفاً أن موسكو تلقت "إشارات" محددة من ترمب، وبعثت برسائل في المقابل. أما مبعوث الاستثمار الروسي كيريل ديميترييف، الذي استقبل ويتكوف عند وصوله موسكو وتجول معه في حديقة قرب الكرملين، فكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "الحوار سيسود". وأعرب ترمب عدة مرات عن إحباطه من بوتين بسبب عدم إحراز تقدم يذكر باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام، وهدد بفرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري صادرات روسية. وأشار أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، الأربعاء، إلى أن المطلوب حالياً التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، وعقد قمة تجمع القادة. وشدد يرماك على "تليجرام"، على "ضرورة أن تتوقف الحرب، وحتى الآن تقع المسؤولية على روسيا". وذكرت مصادر روسية لوكالة "رويترز"، أن شروط بوتين للسلام تشمل تقديم "تعهد قانوني بعدم توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً باتجاه روسيا"، و"حياد أوكرانيا"، و"حماية الناطقين بالروسية"، و"قبول المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا في الحرب"، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر على عليها روسيا في أوكرانيا. لكن الرئيس الأوكراني أعرب عن رفض بلاده القاطع الاعتراف بسيادة روسيا على الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا، مشيراً إلى أن لكييف الحق السيادي في اتخاذ قرار الانضمام إلى حلف "الناتو".


صحيفة المواطن
منذ 25 دقائق
- صحيفة المواطن
مقتل وزيري الدفاع والبيئة في غانا بتحطم مروحية
أعلنت الحكومة في غانا مقتل 8 أشخاص، بينهم وزيرا الدفاع والبيئة، في حادث تحطم مروحية، بمنطقة أشانتي الجنوبية يوم الأربعاء. وأبلغ الجيش الغاني في وقت سابق من يوم الأربعاء فقدان الاتصال بمروحية من طراز Z9 كانت في طريقها من العاصمة أكرا إلى أوبواسي، وهي مدينة تعدينية جنوب غانا. وأضاف أن 5 ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم كانوا على متن الطائرة.

صحيفة عاجل
منذ 25 دقائق
- صحيفة عاجل
مستشار تعليمي: العودة لنظام الفصلين قللت الإجازات القصيرة
أوضح المستشار التعليمي عبد اللطيف الحمادي، أهمية العودة إلى نظام الفصلين. وأضف الحمادي، بمداخلة لقناة الإخبارية، أنه مع العودة لنظام الفصلين تم تقليل الإجازات القصيرة التي أثرت سلبا على الطلبة وسببت الارتباك في العملية الدراسية. وأكمل، أن وزارة التعليم شاركت بهذا الشأن في دراسات ميدانية لأولياء الأمور وآراء الطلاب والقيادات التربوية وقللت الإجازات القصيرة واعتمدت التقويم الدراسي لمدة أربع سنوات قادمة وذلك هام جدا لاستقرار العملية التعليمية. المستشار التعليمي عبد اللطيف الحمادي: مع العودة إلى نظام الفصلين تم تقليل الإجازات القصيرة التي أثرت سلبا على الطلبة وسببت الارتباك في العملية الدراسية #عين_الخامسة | #الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 6, 2025