حماية أمننا الوطني، ماذا نريد وماذا يُراد لنا؟
صحيح، لنا مصلحة وطنية حيوية مع أشقائنا، خاصة في دعم صمودهم على أرضهم في فلسطين، وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة، ومواجهة محاولات الكيان المحتل تصفية قضيتهم، لكن مصادر التهديد التي تواجهنا لا تقتصر على مشروع الاحتلال الصهيوني، على مركزية خطورته، وضرورة التصدي له، الفوضى في محيطنا مصدر تهديد، غياب العمق العربي والظهير السياسي مصدر ضعف وقلق، علاقاتنا مع واشنطن، خاصة في عصر ترامب، تحتاج إلى تفكير عميق، الميليشيات التي تحولت إلى دولة داخل الدولة، تتقافز من حولنا وتهددنا أيضاً.
صحيح، ملفات الإقليم والخارج، وما تحمله من فرص محدودة وتهديدات مفتوحة، مهمة في إطار النقاش حول أمننا الوطني، لكن الأهم من ذلك، بتقديري، أسئلة الداخل الأردني: سؤال الهوية وصلابة الجبهة الداخلية وهواجس التهجير والوطن البديل، سؤال اللاجئين الذين تحولوا إلى عبء كبير في ظل تخلي المجتمع الدولي عن دعمهم، سؤال الاقتصاد والطاقة والغذاء والفقر والبطالة، سؤال الإدارات العامة والوجوه التي تتصدر المشهد العام، سؤال الإعلام الوطني الذي يشكل اهم أسلحة الدولة، كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى فهم عميق، وحركة مدروسة، ومراجعات شاملة؛ وإجابات حاسمة، لا يمكن أن نتفرغ لمواجهة أزمات الخارج إلا إذا نجحنا في (تصغير) أزماتنا، وترتيب بيتنا الداخلي، وإعادة العافية لمجتمعنا.
مهم أن نعرف كيف تفكر إدارات الدولة، ومهم، أيضاً، أن نعرف كيف يفكر الأردنيون، ومهم، ثالثاً، أن نعرف كيف يفكر الآخرون -إقليمياً ودولياً - تجاه بلدنا ودورنا، النقطة الأخيرة ( ماذا يُراد لنا؟) تحتاج إلى نقاش واضح وعميق، أكيد لدى الدولة ما يلزم من مجسّات لالتقاط الإشارات وفحص المعطيات وتحديد التعاطي مع الملفات، لكن هذا لا يمنع أن يكون ثمة أشياء مسكوت عنها، وأخرى ملتبسة أو مغلفة بالأقنعة، هذه تحتاج إلى مزيد من الوعي والحذر والانتباه.
لنتذكر، هنا، أننا نقع وسط حفرة الانهدام السياسي، وأنه يمكن أن ندفع ضريبة الجغرافيا، وربما التاريخ، وأن بلدنا محاصر بمشاريع تتصارع وتتصالح، تبحث عن الهيمنة والتوسع والنفوذ، لا أصدقاء دائمين، ولا حلفاء يمكن أن نطمئن إليهم تماماً، لنتذكر، أيضاً، ان خياراتنا وقراراتنا السياسية في هذه المرحلة الخطيرة لا تخضع لمنطق الانفعالات والمزايدات، ولا تقاس على مساطر الآخرين ورغباتهم ومصالحهم، وعليه فإن واجب الأردنيين أن ينضبطوا على إيقاع حركة الدولة، وان يكونوا رديفاً لها لا عبئاً عليها.
نظلم بلدنا إذا لم نفتح عيوننا على أطماع الآخرين وأحقادهم تجاهنا، وفي المركز منهم إسرائيل، نخطئ كثيرا إذا لم نتوافق على ترسيم محددات لأمننا الوطني، وأولويات لمواجهة التهديدات والأخطار التي تحاصرنا؛ الأردنيون، في هذه المرحلة، أمام امتحان الحفاظ على دولتهم، والدفاع عن وطنهم، لا مجال أمامهم للانسحاب أو الاعتذار، للاختلاف او الانقسام، ولا تسامح مع الآخرين الذين يبحثون عن مصالحهم وخلاصهم الفردي، حتى لو انقلب المركب على من فيه، لا سمح الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سائح
منذ 29 دقائق
- سائح
يوم الاستقلال في باكستان
يوم الاستقلال في باكستان المعروف أيضا باللغة الأردية الرسمية في هذا البلد باسم "يوم آزادي" يحتفل فيه الباكستانيون في الـ 14 من أغسطس كل عام، ويعتبر عطلة وطنية في كل أنحاء البلاد. يصادف هذا اليوم ذكرى حصول دولة باكستان على الاستقلال الرسمي الذي جعلها دولة تتمتع بالسيادة المستقلة عن الحكم البريطاني. استقلت باكستان رسميا عن التاج البريطاني في 14 من أغسطس عام 1947، وذلك بعد سنوات من المطالبات والنضال لتحقيق الاستقلال والتحرر والذي قادته الحركة الباكستانية التي سعت منذ تأسيسها إلى إقامة دولة إسلامية في المنطقة الشمالية الغربية من الهند البريطانية. قاد هذه الحركة رابطة مسلمي عموم الهند التي يتزعمها محمد علي جناح. وفي النهاية تم إصدار قانون الاستقلال الهندي عام 1947، وبموجبه منح البريطانيون الاستقلال لغرب باكستان التي تشكل دولة باكستان الحالية، وشرق باكستان التي تشكل بنغلادش الحالية. اليوم الذي استقلت في باكستان عام 1947 تزامن مع يوم 27 رمضان في التقويم الإسلامي، وهو يوم مقدس عن كل المسلمين ويعرف باسم ليلة القدر، وهي ذكرى الليلة التي نزل فيها القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السماء، لذلك، تُعتبر ذكرى استقلال باكستان مميزة بالنسبة لسكان هذا البلد الذين يشكل المسلمين الغالبية العظمى منهم. تتم مراسم الاحتفال في يوم آزادي في كل أنحاء البلاد، في العاصمة إسلام أباد، يتم رفع علم البلاد في مقرات الحكومة وفي مبنى البرلمان، يلي ذلك عزف النشيد الوطني وخطابات يلقيها القادة للشعب وتنقلها القنوات التلفزيونية، يتحدثون فيها عن أهمية هذه الذكرى والإنجازات التي حققتها الدولة وما يتطلعون لتحقيقه في المستقبل. تشمل الاحتفالات الأخرى والفعاليات إقامة مراسم لرفع العلم وعروض ثقافية وفنية وغنائية تشمل عزف النشيد الوطني والأغاني الوطنية، ويقوم الكثير من الباكستانيين برفع علم بلادهم على الشرفات والنوافذ وفي السيارات والمحال التجارية، كما يرتدي البعض ملابس بألوان العلم. بالإضافة إلى ذلك، يقوم العديد من الزعماء والمسؤولين من الدول الأخرى بتهنئة الباكستانيين بعيد استقلالهم، كما تحضر بعض الشخصيات الأجنبية والسفراء كضيوف شرف على الاحتفالات، وتشارك القوات المسلحة الأجنبية الموجودة في باكستان بالمسيرات العسكرية التي ينظمها الجيش الباكستاني، كما تزين الشوارع المؤدية إلى "مزار قائد" أو "الضريح الوطني"، وهو ضريح مؤسس باكستان محمد علي جناح الذي يقع في مدينة كراتشي. قبل يوم الاستقلال بعدة أيام، تنتشر الأكشاك التي يباع فيها الأعلام الوطنية واللافتات والملصقات والملابس وصور الزعماء والقادة والأبطال الوطنيين، ينشر السكان هذه الصور والأعلام والشعارات في كل مكان. ويتم تزيين العديد من الشوارع في المدن الكبرى. كثير من السكان يبدؤون يومهم بالصلاة والدعوة لحفظ البلاد واستقرارها ونموها، وخلال المشاركة في المسيرات، يلتقي الكثير من الناس بأصدقائهم ومعارفهم، ويتناولون الأطعمة الباكستانية التقليدية والحلويات، ويقضون عطلة ممتعة. كما يستمتعون بمشاهدة عروض الألعاب النارية وحفلات الموسيقى ومعارض الفنون والعروض المخصصة للأطفال. هذه العروض والفنون يشارك فيها فنانون مشهورون من باكستان ودول أخرى. في يوم استقلال باكستان، تكرم البلاد كل الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الاستقلال، كما يتم تكريم كل الذين فقدوا حياتهم بسبب أعمال الشغب التي حدثت بعد الاستقلال، بالإضافة إلى تكريم جنود الجيش الباكستاني الذين يدافعون عن سلامة الوطن. باكستان هي دولة كبيرة عدد سكانها يتجاوز 300 مليون نسمة، من الطبيعي أن يوجد ملايين الباكستانيين خارج البلاد، وهم يشكلون جاليات كبيرة وتجمعات في كثير من الدول، شارك هؤلاء في الاحتفال بيوم الاستقلال أيضا، يمكن رؤية المسيرات والتجمعات في المدن الكبرى مثل نيويورك ولندن ودبي. في منطقتي جامو وكشمير المجاورة لباكستان والتي تسيطر عليها الهند، يعيش الملايين من المسلمين الذين يؤيدون باكستان، يحتفل هؤلاء بيوم استقلال باكستان، وغالبا ما تحدث مصادمات بينهم وبين رجال الأمن الهنود الذين يتم نشرهم بكثافة لمنع حدوث أي مشكلة أو تمرد. في كل عام، تهنئ شركة غوغل الباكستانيين بعد استقلالهم، فحين تدخل إلى موقع غوغل من باكستان، ستجد على الصفحة الرئيسية لموقع غوغل صورة تعبر عن يوم الاستقلال. صورة تهنئة غوغل للباكستانيين بعيد الاستقلال في عام 2012


رائج
منذ 29 دقائق
- رائج
أسرة ضحية مطاردة الواحات تؤكد رفض عروض الصلح
صرح والد ووالدة "رنا"، إحدى ضحايا حادث المطاردة المروع على طريق الواحات في غرب القاهرة، بتفاصيل جديدة ومؤلمة حول الساعات الأولى التي أعقبت الحادث. وأكد في تصريحات صحفية، على رفضهم التام لأي محاولات صلح، ومطالبين بالقصاص العادل لابنتهم عبر القانون. وروى والد الفتاة تفاصيل تلقيه للخبر، قائلًا إن زوجته أيقظته في حدود الساعة السادسة صباحًا بعد تلقيها مكالمة من ابنتهما. وقال في تصريحاته: "سمعنا صريخ في التليفون، وكانت تقول الحقونا احنا عملنا حادثة"، موضحا أن ابنته كانت في حالة صدمة وفقدان مؤقت للذاكرة بسبب إصابتها في الرأس، حيث قال: "كانت كل 10 دقائق أو ربع ساعة تتصل وتقول الحقوني أنا عاملة حادثة، وتقفل، وبعدها تتصل تاني كأنها بتبدأ من جديد، هي كانت مخبوطة في دماغها جامد في العربية". أوضحت والدة رنا أن ابنتها وصديقاتها كن في طريقهن لشراء فساتين حفل تخرجهن من كلية التجارة، والذي كان من المقرر إقامته بعد أيام قليلة، وقالت الأم بصوت متأثر: "كانوا نازلين بدري عشان يشتروا فستان التخرج والحاجات اللي هيلبسوها". وأضافت الأم أنها تلقت الخبر بصدمة وانهيار، حيث اتصلت بها ابنتها أولًا ثم أحد المارة. ووصفت المكالمات المتكررة من ابنتها قائلة: "كل شوية تتصل تقولي إلحقيني يا ماما أنا عملت حادثة". أكدت الأسرة أن أهالي المتهمين حاولوا التواصل معهم لتقديم مبالغ مالية مقابل التنازل والصلح، وهو ما قوبل برفض قاطع، وقالت الأم: "اتكلموا معانا كتير، بس أنا رفضت.. أهم حاجة عندي بنتي اللي كانت هتموت دي، أنا عايزة حقها"، مضيفة: "أنا ماشية لآخر نفس هاخد حق بنتي بالقانون". ووجهت الأم رسالة إلى كل الأمهات قائلة: "محدش يسكت على حق بنته أبدًا.. بصراحة دولتنا فيها قانون محترم والداخلية والشرطة ناس محترمة جدًا، وأنا واثقة إن حق بنتي هييجي". وأكد والد الفتاة أنهم لم يكونوا على علم مسبق بالمتهمين، وأن ما حدث كان صدفة بحتة في الطريق، نافيًا وجود أي خلافات سابقة، كما أشاد بالشاب "محمد" الذي صور الواقعة بالفيديو، والذي قام بنقل ابنته إلى المستشفى وظل بجوارها حتى وصولهم. مصر... 3 فتيات خرجن في رحلة اعتيادية للتنزه بالسيارة على طريق الواحات فشاهدهن شباب وبدأوا بمضايقتهن حتى أصيبت قائدة المركبة بالتوتر فصدمت مؤخرة شاحنة متوقفة وكادوا أن يلقين حتفهن لولا لطف الله. تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين. — إياد الحمود (@Eyaaaad) August 14, 2025


سويفت نيوز
منذ 44 دقائق
- سويفت نيوز
سمو ولي العهد يُعزي رئيس جمهورية باكستان في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده
جدة – واس : بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية عزاء ومواساة لفخامة الرئيس آصف علي زرداري، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، في ضحايا الفيضانات التي وقعت شمال بلاده، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين. وقال سمو ولي العهد: 'تلقيت نبأ وقوع فيضانات في شمال جمهورية باكستان الإسلامية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلًا الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، وأن يعيد المفقودين سالمين، إنه سميع مجيب'. مقالات ذات صلة