logo
"إسرائيل" وصناعة الزومبي في غزة

"إسرائيل" وصناعة الزومبي في غزة

الميادين٠٧-٠٧-٢٠٢٥
في زمنٍ تحوّلت فيه الحروب إلى مختبرات معقّدة تتجاوز الميدان العسكري إلى البنى المجتمعية العميقة، تبدو غزة اليوم أمام أخطر أشكال العدوان: عدوان على الإنسان ذاته، على أخلاقه، وهويته، وشبكة علاقاته، ومفهومه عن نفسه ومجتمعه.
لم تعد الحرب مقتصرة على القصف والتجويع والعزل، بل باتت تستهدف البنية التحتية الأهم لأي مقاومة أو مشروع تحرّر: النسيج الاجتماعي. في قلب هذا النسيج، يتحرك التخريب المنظّم، لا في شكل انفجارات، بل كتحوّل زاحف يعيد إنتاج العشيرة مكان الدولة، والمختار مكان القانون، والغريزة مكان الوعي الجمعي.
تسير هذه الخطة بهدوء قاتل: تُحرم الناس من ضروريات الحياة، تُغذّى الفوضى، تُهمّش المؤسسات الوطنية، تُقيّد المبادرات الجامعة، وتُفتح الأبواب للعائلة والعشيرة كملاذ أخير. ومع الوقت، تتكاثر الحوادث التي تُدار فيها المساعدات بقانون الدم، وتُحلّ فيها النزاعات بحكم العُرف والقوة لا القانون والعدل، ويُمنح فيها الولاء للعشيرة بدل الوطن. هي حرب "الكلّ على الكلّ" في ثوب اجتماعي، تُنتجها الضرورة وتغذّيها السياسة الإسرائيلية بدقة بالغة.
هذا الانحدار لم يكن عشوائيًا. فمنذ عقود، أدركت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وخاصة جهاز الأمن العام "الشاباك"، أن إخضاع الفلسطينيين لا يتحقق بالقوة الصلبة فقط، بل بالمعرفة الدقيقة لتكوينهم النفسي والاجتماعي والاقتصادي. فالمجتمع الفلسطيني كان ولا يزال تحت المجهر، ليس فقط لرصد تهديداته الأمنية، بل لتفكيكه من داخله.
يعمل الشاباك، بالتنسيق مع مراكز الأبحاث الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية، على دراسة البنية العائلية والعشائرية، وخرائط النفوذ المحلي، وأنماط السلوك والانتماء، لتحديد نقاط القوة التي تمنح الفلسطينيين القدرة على المقاومة، ونقاط الضعف التي يمكن استخدامها كرافعة للاختراق. ومع كل جولة قتال أو أزمة معيشية، تتجدد محاولات تغذية العصبيات الفرعية، وفتح خطوط تماس اجتماعية داخلية تُضعف البنيان الوطني، وتُجهض إمكانات الوحدة أو الصمود الجماعي.
هذه الاستراتيجية ليست وليدة حرب غزة الأخيرة، بل تستند إلى تجربة استعمارية عميقة الجذور. ففي أعقاب نكبة عام 1948، ومع بقاء جزء من الفلسطينيين في أراضيهم داخل حدود الكيان الجديد، لم تكتفِ "إسرائيل" بمحاولة صهرهم في "الدولة"، بل عمدت إلى تفكيكهم هوياتيًا عبر تصنيفات رسمية: دروز، بدو، مسلمون، مسيحيون.
لم يكن الهدف فقط توصيفًا إداريًا، بل مشروعًا ممنهجًا لـطمس الهوية الوطنية الجامعة، وزرع الهويات الدينية والطائفية والقبلية كبديل.
- تم تجنيد الدروز قسرًا كأداة لخلق قطيعة بين الانتماء القومي والواجب العسكري.
- عُزل البدو في تجمعات مُهمّشة وحرمتهم "الدولة" من أبسط مقومات الحياة.
وجرى تفتيت الحضور السياسي للمسلمين والمسيحيين من خلال رعاية زعامات محلية عميلة وتطويق التيارات الوطنية.
لقد نجحت "إسرائيل" – نسبيًا – في تحويل فلسطينيي الداخل إلى "أقليات"، تعيش في ظلال "الدولة" لا في مواجهتها، وتخوض صراعات داخلية صغيرة بدل الانخراط في مشروع تحرّر وطني شامل.
اليوم، تُعيد "إسرائيل" تصدير هذه المعادلة إلى غزة، ولكن بطريقة أشد قسوة، لأن السياق مختلف والأدوات أكثر تعقيدًا. فالاحتلال لم يعد بحاجة إلى تجنيد مباشر، بل يكفيه تجويع الناس، وتهميش المؤسسات، وتحويل المساعدات إلى أدوات صراع أهلي، لإحياء العشائرية لا كهوية اجتماعية، بل كأداة تحكّم وسلطة بديلة.
وهنا، تكمن خطورة المرحلة: أن يتحوّل الفلسطيني الغزّي، بقوة القهر اليومي، من مواطن مقاوم يسعى لبناء دولته المستقلة، إلى فرد معزول يبحث عن حماية عشيرته، ومن حامل لمشروع تحرر وطني إلى مستهلك للمعونة المفقودة، ومن صاحب حق إلى تابع في صراع بقاء فرضته سياسة التجويع الإسرائيلي.
اليوم 11:00
اليوم 09:20
ولا يكتمل مشهد التفكيك الممنهج للمجتمع الفلسطيني من دون التوقف عند الهجوم المتصاعد على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي لا يأتي بمعزل عن السياق العام، بل يُشكّل ركيزة مركزية في مشروع إلغاء الهُوية الجماعية للاجئين، وتفكيك ما تبقّى من بنى إنسانية جامعة في القطاع.
لقد شكّلت "الأونروا"، رغم كل ما يُقال عنها، العنوان المؤسسي الأهم الذي حافظ على مفهوم "اللاجئ الفلسطيني" كهوية قانونية وسياسية وإنسانية، وأبقت حكاية النكبة حيّة في الوعي الدولي. والأهم، أنها كانت – وما زالت – أداة مركزية في ربط الغالبية الساحقة من أبناء غزة، الذين ينحدرون من عائلات لاجئة، بهوية جامعة تتجاوز العائلة والعشيرة والمخيم والحي.
من هنا، فإن تفكيك "الأونروا" أو استبدالها بكيانات بديلة غير محايدة أو ذات طابع سياسي أو مناطقي لا يعني فقط تدمير جهاز خدماتي، بل نسف أحد آخر الجسور الجامعة للشعب الفلسطيني، واستبدالها بآليات توزيع تكرّس الزبائنية، والتبعية، والانقسام، وتفتح الباب لهيمنة الهويات الدنيا (العائلية والعشائرية والمناطقية) تحت الرعاية الأمنية الإسرائيلية، على حساب الوطنية والكرامة الجمعية.
إضافة إلى ذلك، فإن "الأونروا" كانت – ولا تزال – الجهة الأكثر قدرة وكفاءة على توزيع المساعدات بشكل منظم، سريع، عادل، ويحفظ الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. ضربها لا يُقوّض فقط الخدمات، بل يفتح المجال أمام حالة من الفوضى والتمييز والتلاعب في المعونات، ما يُفاقم مناخات الانقسام والشك والتنازع.
من المشاهد الأكثر إيلامًا، والتي تختصر فصول الحرب المجتمعية على غزة، ما نشاهده يوميًا من تدافع طوابير الناس على المساعدات، لا أمام مقار فلسطينية، ولا مؤسسات دولية حيادية، بل أمام مساعدات الذل والقتل الأميركية (جمعية غزة الإغاثية)، التي تحرسها دبابات الاحتلال، وكأننا في مشهد مستعار من أفلام الزومبي الأميركية، حيث يتحوّل البشر إلى كائنات فاقدة للوعي، مدفوعة فقط بغريزة الجوع.
هذا هو النموذج الذي تريده "إسرائيل": فلسطيني لا يطمح إلا للفتات، لا يطالب بدولة مستقلة، ولا يسعى لتحرير، ولا يرى في الوطنية سوى عبئاً على البقاء. إنسان منزوع الطموح، حلمه الهجرة، منسلخ عن الجماعة، لا يسعى إلا لملء معدته، ولو على حساب أخيه وجاره وكرامته.
لكن الأخطر من ذلك، أن داخل هذه الكتلة من الجوعى، تعمل "إسرائيل" على خلق نمط أكثر توحشًا من "الزومبي" نفسه: زعماء الميليشيات والعصابات التابعة للشاباك. هؤلاء لا يقتاتون من الجوع، بل يعتاشون عليه، يمسكون بخيوط المساعدات، ينهبونها، ويعيدون توزيعها وفق منطق هندسة الفوضى، بمساعدة وتوجيه مباشر من الشاباك، الذي يرى فيهم أدوات مثالية لتفتيت ما تبقّى من نسيج، ومنع أي إمكانية للتعافي أو النهوض.
بهذا الشكل، تتحوّل غزة من ساحة صمود إلى مختبر اجتماعي للاستعمار الحديث: حيث الزومبي يمثّل الشعب المُجَوَّع، والزعماء المتوحشون أدوات الاحتلال، والمساعدات وقود الانهيار الجماعي.
ومع أن الاحتلال هو العامل الرئيسي لهذا التفكيك، إلا أن فشل النخب الفلسطينية في حماية الفضاء العام، وتوظيف بعض القوى المحلية في صراعات زبائنية ضيقة، ساهم في تسهيل هذه المخططات، وإنْ بوعي متفاوت.
لذا، إن ما يجري في غزة اليوم ليس فقط حربًا على الجغرافيا، بل على الهوية والانتماء والعقل الجمعي. وإذا كانت "إسرائيل" تسعى بكل ما أوتيت من أدوات إلى تفكيك الإنسان الفلسطيني، فإن الرد لا يكون فقط بالمقاومة المسلحة، بل ببناء منظومة وعي جديدة تُعيد الاعتبار للهوية الوطنية، وللمجتمع كحاضنة للمشروع، لا كساحة للاقتتال والانكفاء.
فلا مشروع تحرر بلا مجتمع متماسك.
ولا وطن يُبنى على أطلال العشيرة.
ولا مقاومة تُثمر في صحراء من العنف الأهلي والتفتت الاجتماعي،
ما يُراد لغزة ليس فقط أن تسقط، بل أن تُعيد إنتاج ذاتها كفراغ… وما نملكه الآن هو أن نمنع هذا الفراغ من أن يتحوّل إلى قدر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مراسل الميادين: معلومات عن استقالة أعضاء لجنة التحقيق الأممية في فلسطين المحتلة
مراسل الميادين: معلومات عن استقالة أعضاء لجنة التحقيق الأممية في فلسطين المحتلة

الميادين

timeمنذ 6 ساعات

  • الميادين

مراسل الميادين: معلومات عن استقالة أعضاء لجنة التحقيق الأممية في فلسطين المحتلة

أفاد مراسل الميادين في جنيف بوجود معلومات تفيد باستقالة جماعية لجميع أعضاء لجنة التحقيق الأممية الخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. اليوم 22:45 اليوم 22:25 وبحسب المعلومات التي نقلها مراسلنا، فإن أعضاء اللجنة تعرّضوا منذ أشهر طويلة إلى ضغوطات وتهديدات إسرائيلية. وكانت الأمم المتحدة قد أكّدت في وقتٍ سابق أن ميثاقها والقانون الدولي يتعرّضان لانتهاكات متكررة من قبل بعض الدول الأعضاء، ولا سيما في سياق الحرب الإسرائيلية على غزة وغيرها. وحول التصوّر السائد في المنطقة والعالم، أقرّ المتحدّث الرسمي باسم المنظمة ستيفان دوجاريك بأنّ "الأمم المتحدة فشلت في حماية الشعب الفلسطيني". كما أشار إلى أن "الأمين العام وجميع موظفي الأمم المتحدة الإنسانيّين وغيرهم ممن بقوا في غزة، يبذلون قصارى جهدهم لحماية المدنيين، ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة، على الأقل من خلال تزويدهم بالقدر المحدود من الموارد المتاحة لدينا".

الضفة الغربية: استشهاد شاب في اشتباك مع الاحتلال الذي يستأنف مخطّط E1 الاستيطاني
الضفة الغربية: استشهاد شاب في اشتباك مع الاحتلال الذي يستأنف مخطّط E1 الاستيطاني

الميادين

timeمنذ 7 ساعات

  • الميادين

الضفة الغربية: استشهاد شاب في اشتباك مع الاحتلال الذي يستأنف مخطّط E1 الاستيطاني

يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد شاب. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، عن استشهاد الشاب يوسف وليد الشيخ إبراهيم، واحتجاز الاحتلال لجثمانه، قرب جنين، مساء اليوم. وأكّدت مصادر خبر استشهاد الشيخ إبراهيم، من بلدة كفر راعي، خلال اشتباكه المسلح مع جنود الاحتلال قرب مستوطنة "مافو دوتان"، جنوب غرب جنين. عاجل | استشهاد الشاب يوسف وليد الشيخ إبراهيم، من بلدة كفر راعي، خلال اشتباكه المسلح مع جنود الاحتلال قرب مستوطنة "مافو دوتان" جنوب غرب جنين. أفاد رئيس مجلس قروي المنيا، جنوب شرق بيت لحم، زايد كوازبة، بأن مجموعة من المستوطنين هاجموا المسن عبد المهدي مطور (60 عاماً)، وانهالوا عليه بالضرب بالعصي، ما أدّى الى إصابته في وجهه ويده. وقبل أيام، استشهد الشاب سيف الدين مصلط (23 عاماً)، من بلدة المزرعة الشرقية،عقب اعتداء المستوطنين عليه بالضرب الشديد في بلدة سنجل، شمال رام الله. كما أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حكماً بالسجن 4 سنوات بحق الطفل المقدسي عبد الله أبو دياب، البالغ من العمر 15 عاماً، من بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة. وجاء الحكم بعد نحو 14 شهراً على اعتقاله، الذي جرى في السادس من أيار/مايو 2024، حسب ما أفادت مصادر محلية. في انتهاك صارخ لحقوق الطفل العالمية.. الاحتلال يصدر حكمًا بالسجن لمدة 4 سنوات بحق الطفل المقدسي عبد الله أبو دياب (15 عامًا) من بلدة سلوان، بعد نحو 14 شهرًا على اعتقاله في السادس من أيار 2024 السياق، أشار مكتب إعلام الأسرى إلى أنّه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، صدر 161 قراراً بالحبس المنزلي، بحق أطفال مقدسيين. وأكّد أنّ سجون الاحتلال فيها 2464 معتقلاً من مدينة القدس، بينهم عدد كبير من القاصرين. شهود عيان، أفادوا بأن عشرات المستوطنين، اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. اليوم 23:02 اليوم 22:45 وأدّى المقتحمون طقوساً تلمودية، بحسب الشهود. وشهد المسجد الأقصى أكثر من 25 اقتحاماً حزيران/يونيو الماضي، على خلفية دعوات متصاعدة من جماعات "جبل الهيكل" المتطرفة، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. المركز الفلسطيني للإعلام، أفاد بأن المستوطنين، جددوا اليوم اعتداءهم على آبار مياه عين سامية، شرق بلدة كفر مالك، شمال شرق رام الله. وحذّرت المصلحة من التداعيات الكارثية لهذه الاعتداءات المتكرّرة، والتي تهدّد بشكل مباشر استمرارية تزويد التجمّعات السكانية بالمياه. وفي المنيا، هاجمت مجموعة من المستوطنين القرية، ونصبت 4 خيام في منطقة "القرن"، واقتلعت 1500 شتلة زيتون، تعود لمواطنين من عائلتي المطور وجبارين. في سياق متصل، وثّقت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو،إطلاق المستوطنين مواشيهم بين منازل الفلسطينيين في منطقة شلال العوجا، شمال مدينة أريحا، وأظهرت صور ومقاطع فيديو المواشي وهي تتجوّل بين المساكن والمزارع، ما تسبب في أضرار للمزروعات والبنية التحتية، وأثار حالة من القلق بين الأهالي، خاصة الأطفال. 📹 منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو: مستوطنون يطلقون مواشيهم داخل المناطق السكنية في قرية شلال العوجا شمال مدينة أريحا بـ #الضفة_الغربية نفّذوا، في النصف الأول من العام، نحو 2153 اعتداء، تسبّبت في استشهاد 4 مواطنين، كما أقاموا 23 بؤرة استيطانية على أراضي الفلسطينيين، معظمها بؤر رعوية. صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت، اليوم الاثنين، إن السلطات الإسرائيلية قرّرت استئناف الدفع بالمخطّط الاستيطاني في منطقة "E1"، الواقعة شرقي القدس، والذي من شأنه فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2021. وتتضمن الخطط في منطقة "E1" إقامة 3412 وحدة استيطانية جديدة، موزعة على برنامجين منفصلين. وتمتد المنطقة المذكورة على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، وتُعد جزءاً من النفوذ البلدي لمستوطنة "معاليه أدوميم"، وتقع إلى الشمال والغرب منها. وفي آذار/ مارس الماضي، صادق "الكابينت" الإسرائيلي على تعبيد طريق مخصّص للفلسطينيين جنوب "E1"، بهدف تنفيذ مخططات البناء وتمهيد الطريق نحو ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" مستقبلاً. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية، اليوم، قرية حجة شرقي محافظة قلقيلية، من دون تسجيل حالات اعتقال. لكن قرية مردا، شمال سلفيت، شهدت اعتقالات طالت مواطنين من العائلة نفسها. وفي بيت لحم، قامت قوات الاحتلال بهدم غرف زراعية في بلدة نحالين، غربي المدينة. أمّا في طولكرم، فواصلت جرافات الاحتلال عمليات الهدم، ضمن الخطة التي تستهدف نحو 400 منزل. بالتوازي، يشهد مخيم نور شمس، تصعيداً عسكرياً، مترافقاً مع حرق جنود الاحتلال للمنازل بشكل متعمّد، وإضرام النيران داخلها، خاصة في جبل النصر. وقد أدّى التصعيد المتواصل إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن فلسطيني، وتدمير أكثر من 600 منزل تدميراً كلياً، وتضرر 2573 جزئياً. يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ169 على التوالي، ولليوم الـ156 على مخيم نور شمس.

حماس تبارك الاشتباك في جنين: رد مشروع على مجازر الاحتلال المتواصلة في غزة والضفة
حماس تبارك الاشتباك في جنين: رد مشروع على مجازر الاحتلال المتواصلة في غزة والضفة

الميادين

timeمنذ 7 ساعات

  • الميادين

حماس تبارك الاشتباك في جنين: رد مشروع على مجازر الاحتلال المتواصلة في غزة والضفة

أشادت حركة المقاومة الإسلامية حماس بـ "بسالة المقاومين الذين يواصلون التصدي لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، رغم تعقيد الظروف الأمنية والملاحقات المزدوجة التي يتعرضون لها". وجاء ذلك في بيانٍ باركت فيه الحركة عملية إطلاق النار والاشتباك المسلح التي نفّذها الشهيد يوسف وليد الشيخ إبراهيم قرب مستوطنة "مافو دوتان" الإسرائيلية جنوب غربي جنين، شمالي الضفة. وأكّدت حماس أنّ هذه العملية الفدائية تؤكّد أنّ جرائم الاحتلال المتصاعدة، ولا سيّما في جنين وطولكرم، لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ولن تنال من جذوة المقاومة في الضفة الغربية. اليوم 22:25 اليوم 21:50 وأضافت أنّ العملية تمثّل رداً مشروعاً على المجازر المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وعلى مخطّطات حكومة الاحتلال. وشدّدت حماس على أنّ المقاومة في الضفة ستبقى حاضرة ومتصاعدة، ولن تتراجع أمام العدوان، بل ستواصل استهداف قوات الاحتلال والمستوطنين، والتصدي لحرب الإبادة. ودعت الحركة الجماهير في الضفة والقدس المحتلة إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها، والرد على جرائم الاحتلال بعمليات نوعية تُربك حساباته وتُفشل مشاريعه الاستعمارية. يأتي ذلك في وقتٍ يواصل الاحتلال اعتداءاته على الضفة الغربية، حيث يحاصر مناطق ومخيمات ويهدم مباني سكنية ويعتقل فلسطينيين. كذلك، يقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى بحراسة مشدّدة من القوات الإسرائيلية ويؤدّون طقوساً تلمودية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store