
"عربة جدعون".. تصدير فشل عسكري بلغة النبوءات والأساطير
غزة/ علي البطة
تمثل عملية "عربة جدعون" مرحلة جديدة في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فمن أين جاء الاحتلال الإسرائيلي بهذه التسمية، وما دلالاتها، وهل يمكن لها أن تحقق أهدافها في غزة.
وكان المجلس الوزاري المصغر للاحتلال الإسرائيلي قد صادق الأسبوع الماضي على الخطة التي وضعها رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، التي بموجبها سيوسع الاحتلال عدوانه ويعزز قواته تحت شعار تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة.
وبحسب ما نقلت وسائل الاعلام العبرية، فإن العنصر المركزي في الخطة هو إجلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع. وعلى خلاف ما سبق، سيبقى جيش الاحتلال في كل منطقة يتم السيطرة عليها.
أصل التسمية
يقول مراد السبع الخبير في الشؤون الإسرائيلية، "عربة جدعون" تعود إلى العهد القديم، إبان مرحلة جدعون بن يهوش الذي يعتبر قائدا لبني إسرائيل، وحقق نصرا على جيوش مختلفة. لذلك في كل مرحلة من مراحل الحرب لدى حكومة اليمين المتطرفة اعتمدت تلك المسميات لتعزيز الثقافة التاريخية لدى الجمهور الإسرائيلي.
ويضيف السبع لـ "فلسطين أون لاين"، هم بذلك يحاولون إعطاء إيحاء بأن ما حدث في التاريخ سيحدث في الحاضر والمستقبل، بقيادة "النبي الحالي الإسرائيلي" الذي يتمثل في حكومة اليمين المتطرفة.
ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الأسماء المستمدة من العهد القديم تعطي فقط طابع سياسي لتعزيز حكومة اليمين المتطرفة في ابقاء الأمل موجود لدى جمهورها، ومسح الشعوب الأخرى غير اليهودية.
ما الذي تغير؟
لماذا ذهب الاحتلال لتغيير اسم عمليته العدوانية؟ يجيب الدكتور عمر جعارة أستاذ الدراسات العبرية في جامعات الضفة، قائلا: المجرم بنيامين نتنياهو حاول من البداية تغيير عملية "السيوف الحديدية" لكنه لم يستطع، حتى جاء الوقت المناسب ورئيس الأركان الموالي ليحقق له ما يريد.
ووفق جعارة فإن المكتب العسكري بوزارة جيش الاحتلال هو من يتولى تسمية العمليات العدوانية، وفي "عربة جدعون" عزز التحالف بين نصوص العهد القديم والإبادة للبشر، إرضاء لنتنياهو.
وأشار إلى أن نظام الحكم في ظل ائتلاف حكومي "تناخي" أي متطرف جدا، يعتمد على أسفار العهد القديم، وهي أسفار تدعو علنا للقتل والإبادة للجميع ومن بينهم من تدعو لابادتهم الأطفال والنساء وكبار السن.
وقال جعارة لـ "فلسطين أون لاين"، هذا الاختيار للاسم يرسخ خطاب يحول الإبادة إلى "تجل للوعد الإلهي"، ويدفع جنود الاحتلال لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين بوصفهم وكلاء "لمهمة مقدسة".
ولفت إلى أن فشل نتنياهو وجيشه في تحقيق الحسم والانتصار طوال ٢٠ شهرا من العدوان على غزة، دفعهم لتغيير اسم العملية ليعطوا زخما لجنودهم بعدما فقدوا دافعيتهم القتالية في غزة.
وشدد جعارة على أن عربة جدعون لا تمثل تحولا حقيقيا عن "السيوف الحديدية"، فقط هي استدعاء "التاريخ المقدس" لديهم في محاولة لتعزيز روح الانتقام والقتل والابادة لدى جنودهم.
ويستبعد أن ينجح نتنياهو وائتلافه في تحقيق أهدافهم من وراء الحملة العدوانية الجديدة، عازيا ذلك إلى التصدعات الداخلية، والأكثر تأثيرا تخوفهم من قرارات غير محسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته في المنطقة.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 5 ساعات
- فلسطين أون لاين
بلدية غزّة تحذّر من أزمة مياه كبيرة بسبب استمرار أزمة الوقود
حذرت بلدية غزة، من حدوث أزمة مياه كبيرة بسبب استمرار تقليص كميات الوقود التي تصل للبلدية والتي لا تكفي لتشغيل آبار المياه التابعة للبلدية لساعات كافية لتوفير الحد الأدنى من المياه، بالإضافة إلى عدم توفر وقود لتوزيعه على أصحاب الآبار الخاصة في المناطق التي لا تصلها المياه. وقالت بلدية غزة في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، إنه "مع استمرار نزوح المواطنين من داخل المدينة ومن خارجها من المحافظة الشمالية لمناطق وسط وغرب المدينة وارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحاجة للمياه وتقلص كميات الوقود قد تؤدي هذه العوامل كلها إلى أزمة مياه وحدوث حالة عطش إذا لم يتم تدارك الأوضاع وتوفير كميات وقود كافية لتشغيل الآبار". وأوضحت، أنّ توقف وصول المياه من خط "ميكروت" لليوم الثالث على التوالي والذي يغذي المدينة من الداخل والذي يمثل نحو 70 % من احتياجات المدينة حالياً بالإضافة إلى عدم تزويد البلدية بكميات الوقود هذا الأسبوع من سلطة المياه لعدم توفر الوقود إليها وتقلص الكمية التي وصلت للبلدية إلى النصف الأسبوع الماضي زاد من حد الأزمة. وأكد، أنّ العدوان وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ أكتوبر من العام 2023، تسبّب بحالة دمار واسع في مرافق المياه منها 115 ألف متر طولي من خطوط وشبكات المياه، و63 بئراً، و4 خزانات كبيرة، بالإضافة إلى محطة التحلية في شمال غرب المدنية التي كانت تنتج نحو 10 آلاف كوب من المياه يوميا. وقدّرت بلدية غزة احتياجاتها الطارئة والعاجلة للعام الحالي 2025 لإعادة تشغيل مرافق المياه وتوفير المياه بكميات كافية وإصلاح الأضرار بنحو 16 مليون دولار. وناشدت بلدية غزة المؤسسات الدولية والمحلية لسرعة التدخل لتوفير الوقود اللازم لتشغيل الآبار للمساعدة في تخفيف حجم المشكلة القائمة، التي بدأت بتخفيض كميات المياه المنتجة من الآبار لضمان الاستمرار في تشغيل الآبار أكبر فترة ممكنة. المصدر / فلسطين أون لاين


جريدة الايام
منذ 7 ساعات
- جريدة الايام
نتنياهو وسموتريتش لا ينكران التجويع
قرار رئيس الوزراء الاستئناف الاضطراري للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أجبره هو وشركاءه على أن يخرجوا إلى هجوم "إعلامي" يرمي إلى مصالحة الجمهور الانتخابي ذاك الذي وعد بعقاب جماعي في شكل تجويع. بعد أن شرح لوزراء الحكومة أنه "توجد حملة في العالم عن "جوع في غزة" كما توجد ضغوط من أصدقائنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة"، اضطر نتنياهو لأن ينشر شريطاً مسجلاً في الشبكات الاجتماعية كي يشرح للجمهور الانتخابي خائب الأمل أيضاً أنه لم يتبقَ بديل. وشرح قائلاً: "ثارت مشكلة لأننا نقترب من الخط الأحمر". لمن لا يزال يعتقد أن الخط الأحمر يشكل حافة أخلاقية محظور على الدولة أن تتجاوزها – يجمل به أن يصحو. فإسرائيل ليست هناك منذ زمن بعيد. الخط الأحمر الذي جرى الحديث عنه هو خط الإعلام. "أصدقاؤنا الأفضل في العالم، السناتورات الأكثر وداً لإسرائيل يقولون لنا إنهم يعطون كل المساعدات، السلاح، الدعم، الحماية في مجلس الأمن – لكنهم لا يمكنهم أن يدعموا صور جوع جماعي"، قال نتنياهو لنا. هكذا يسمع زعيم دولة تبنت التجويع الجماعي كسلاح ضد السكان المدنيين. لكن ليس زعيما كنتنياهو هو من يخيب أمل جمهوره الانتخابي دون أن يضمن له مقابلاً هجومياً. ففور الإعلان عن إدخال المساعدات شرح أن "خطة الحرب والنصر" هي عملياً "للسيطرة على كل غزة". بعده جاء بتسلئيل سموتريتش كي يوضح أن إدخال المساعدات لا يشهد على أنه هو وأعضاء حكومته تبنوا لا سمح الله عموداً فقرياً أخلاقياً. "أنا أفهم الغضب وآلام البطن"، اعترف وشرح أنه ببساطة إذا ما واصلنا التجويع "العالم سيفرض علينا وقف الحرب وسنخسر". وفي سياق حديثه هدأ الروع بالوعد بإبادة شاملة: "الجيش الإسرائيلي يعمل في غزة مع خمس فرق، بقوة لم يشهد لها مثيل منذ بداية الحرب. فلا لمزيد من الاجتياحات والدخول والخروج بل نحتل، نطهر ونبقى حتى إبادة حماس". لأجل التأكد من أن الرسالة وصلت، قدم لنا عقبى تتمثل في أنه "في الطريق إلى إبادة حماس نبيد كل ما لا يزال باقياً من القطاع". نتنياهو وسموتريتش لا يحاولان إخفاء الجرائم التي باتا منذ الآن يرتكبانها وما هو مخطط للمستقبل القريب: تخريب القطاع، احتلاله وقيادة ترحيل جماعي. من ناحيتهم الكارثة الإنسانية هي مشكلة إعلام فقط. في الواقع نفسه، ذاك الذي يرفض إسرائيليون كثيرون أن يروه لكن العالم ينظر إليه بدهشة فإن ما تفعله إسرائيل في غزة ليس مشكلة إعلام – هذه جريمة حرب جماعية. الصور التي تأتي من غزة هي وصمة لا تمحى على الصورة الأخلاقية لإسرائيل. بدلاً من مواصلة هذه الكارثة، فإن الحكومة ملزمة بأن تسمح بإدخال مساعدات إنسانية ذات مغزى كي توقف فوراً الجوع الجماعي وتنهي الحرب في إطار صفقة لإعادة كل المخطوفين.


معا الاخبارية
منذ 8 ساعات
- معا الاخبارية
تقريرامريكي : إسرائيل تستعد لضرب إيران بشكل منفرد
واشنطن- معا- كشفت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام صفقة دبلوماسية مع طهران، حسبما أفاد عدة مسؤولين أميركيين مطلعين على أحدث المعلومات لشبكة "سي.إن.إن". وقال المسؤولون الأميركيون إن مثل هذه الضربة ستكون خروجًا صارخًا عن سياسة الرئيس دونالد ترامب، كما يمكن أن تؤدي إلى اندلاع صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط وهو ما تحاول الولايات المتحدة تجنبه منذ أن أثارت الحرب في غزةالتوترات في 2023. وحذر المسؤولون من أنه ليس من الواضح ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، وأن هناك خلافات عميقة داخل الحكومة الأميركية بشأن احتمال قيام إسرائيل بالتحرك في نهاية المطاف. ومن المرجح أن يعتمد توقيت وطريقة الضربة الإسرائيلية على تقييم إسرائيل للمفاوضات الأميركية مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الأميركية بشأن القضية: "ارتفعت فرص الضربة الإسرائيلية على منشأة نووية إيرانية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة". وأضاف: "احتمالية التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران برعاية ترامب لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني تجعل احتمال الضربة أكبر". وترجع المخاوف المتزايدة ليس فقط إلى الرسائل العلنية والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يدرسون مثل هذه الخطوة، بل وأيضًا إلى الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي التي قد توحي بضربة وشيكة، وفقًا لعدة مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية. ومن بين التحضيرات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، حركة ذخائر جوية وإنهاء تمرين جوي، حسبما قال مصدران. لكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن نقاط رئيسية في برنامجها النووي من خلال إرسال إشارة بالعواقب في حال عدم التراجع، مما يبرز التعقيدات المتغيرة التي تواجهها إدارة البيت الأبيض. وقد هدد ترامب علنًا باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته في التفاوض على اتفاق نووي جديد للحد من أو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، لكنه وضع أيضًا حدًا زمنيًا لمدة المفاوضات الدبلوماسية. وفي رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي في منتصف مارس، حدد ترامب مهلة 60 يومًا لنجاح تلك الجهود، حسب مصدر مطلع على الرسالة. والآن مرت أكثر من 60 يومًا منذ تسليم الرسالة، و38 يومًا منذ بدء الجولة الأولى من المحادثات. وقال دبلوماسي غربي رفيع التقى بالرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن ترامب أوضح أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات بضعة أسابيع فقط قبل اللجوء إلى ضربات عسكرية، لكن حتى الآن، سياسة البيت الأبيض هي الدبلوماسية. وقال جوناثان بانكوف، مسؤول استخباراتي سابق متخصص في المنطقة: "هذا وضع إسرائيل بين المطرقة والسندان". وتابع: "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط لتجنب اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لا يعتبره مرضيًا، وفي نفس الوقت عدم إغضاب ترامب، الذي سبق وأن اختلف مع نتنياهو في قضايا أمنية رئيسية في المنطقة". وأضاف بانكوف: "في نهاية المطاف، سيكون قرار إسرائيل مبنيًا على تحديدات السياسة الأميركية والإجراءات، وعلى ما يوافق عليه أو لا يوافق عليه الرئيس ترامب مع إيران". وأوضح أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون مستعدًا لخوض مخاطرة بتفكيك العلاقة مع الولايات المتحدة تمامًا عبر شن ضربة دون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن.