logo
سعدي الشيرازي .. المعلم الخالد للغة الفارسية والقيم الأخلاقية

سعدي الشيرازي .. المعلم الخالد للغة الفارسية والقيم الأخلاقية

واختارت منظمة اليونسكو يوم 21 أبريل/نيسان باعتباره اليوم العالمي لإحياء ذكرى الشاعر الفارسي العالمي سعدي الشيرازي، أحد أعمدة الشعر الفارسي اعترافاً وتقديراً لدوره وقصائده التي عززت أواصر المودة والإخاء بين إيران والعالم و جاوز آفاق وطنه، إلى مواطن الحضارة العربية والإسلامية، وبلغت شهرته العالم بأسره.
هو مشرف الدين بن مصلح الدين السعدي، ولد في مدينة شيراز حوالي عام580هـ وتوفى عام691هـ (القرن السابع الهجري) والسعدي هو الاسم الذي اشتهر به نسبة الي سعد بن زنكي حاكم شيراز.
سعدي الشيرازي (القرن السابع الهجري) هو شاعر ومتصوف فارسي، تميزت كتاباته بأسلوبها الجزل الواضح وقيم أخلاقية رفيعة، مما جعله أكثر كُتاب إيران شعبية، فتخطت سمعته حدود البلدان الناطقة بالفارسية إلى عدد من مناطق وأقاليم العالم الإسلامي، وبلغت الغرب أيضاً. حيث صنف كأحد أبرز الشعراء القروسطيين الكلاسيكيين.
نظم الشعر بالفارسية والعربية ومن أشهر آثاره: «كلستان سعدي» و«البوستان» وكان من شدة تأثر سعدي باللغة العربية أن اعتبره بعض النقاد الأدبيين أحد أبرز المؤثرين بالقصيدة العربية من ناحية ما أدخلته أشعاره من نظم موسيقية جديدة عبر اقتباس النظم العروضية الفارسية.
وديوان بوستان هو أول منظوماته الهامة والمشهورة ويشتمل على قصص شعري غاية في الإبداع، وهو في هذا الديوان شاعر إنساني ومعلم اخلاقي، وبعد سنة من إتمامه، ألّف ديوانه الآخر "كلستان" (روضة الورد) وهو أجود ما كتب في النثر الفارسي، وواحدا من أشهر الأعمال في الأدب الفارسي ولا يزال صداه يتردد منذ قرون عدة.
شخصيات مستلهمة من اشعار سعدي
وأفاض سعدي الحديث في كتاب "بوستان" عن الرضا والامتنان والإحسان والتواضع، بينما يتضمن "روضة الورد" قصصا عن مواعظ، والخبرة والتجارب والرضا، بالإضافة إلى حكم وأقوال مأثورة أخرى.
وكان سعدي من أوائل الشعراء الإيرانيين الذين تصل شهرتهم إلى أوروبا، وترك أثرا واضحا في كتابات أدباء عصر التنوير والعصر الرومانسي في فرنسا وخارجها، ومنهم فولتير ودنيس ديدرو، ويوهان غوته وفيكتور هوغو، الذي اقتبس بعض فقرات من "روضة الورد" في ديوانه "الشرقيات".
وكان تأثير سعدي واضحا في رواية "زديغ" لفولتير. ويقول دكتور مظفر بخراد في كتابه "حظوظ سعدي الأدبية في فرنسا"، "إن شخصية ملك سرنديب ووزيره والمجتمع المثالي كلها مستلهمه من أعمال سعدي".
ويرى أن فولتير وجد في سعدي مرشدا حقيقيا في الفلسفة، إلى درجة أن "عدوه اللدود إيلي فريرون، كان يستخدم اسم سعدي للإشارة إلى فولتير في نقده اللاذع لأعماله".
وكتب الشاعر رالف والدو إيمرسون في الولايات المتحدة، قصيدة ثناء في سعدي، وأطلق عليه اسم "باعث البهجة في نفوس الرجال"، وعلق على الجاذبية العالمية لحكمه التي تدعو للخير والإحسان باللهجة الفارسية، قائلا: "إن سعدي يتحدث بلسان جميع الأمم، وكشأن، هومر وشكسبير وثيربانتس وميشيل دي مونتين، ومونتينيو، فإن كتاباته تصلح لجميع العصور".
وتوفى الشيخ مشرف الدين بن مصلح الدين سعدي الشيرازي عام691هـ (القرن السابع الهجري) و يقع مرقده على مسافة ٤ كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس الايرانية وكان مرقد سعدي في البداية تكية للشيخ كان يقضي فيها اواخر عمره حتى مات ودفن فيها ومنذ ۳۰۰ عام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سعدي الشيرازي .. المعلم الخالد للغة الفارسية والقيم الأخلاقية
سعدي الشيرازي .. المعلم الخالد للغة الفارسية والقيم الأخلاقية

اذاعة طهران العربية

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

سعدي الشيرازي .. المعلم الخالد للغة الفارسية والقيم الأخلاقية

واختارت منظمة اليونسكو يوم 21 أبريل/نيسان باعتباره اليوم العالمي لإحياء ذكرى الشاعر الفارسي العالمي سعدي الشيرازي، أحد أعمدة الشعر الفارسي اعترافاً وتقديراً لدوره وقصائده التي عززت أواصر المودة والإخاء بين إيران والعالم و جاوز آفاق وطنه، إلى مواطن الحضارة العربية والإسلامية، وبلغت شهرته العالم بأسره. هو مشرف الدين بن مصلح الدين السعدي، ولد في مدينة شيراز حوالي عام580هـ وتوفى عام691هـ (القرن السابع الهجري) والسعدي هو الاسم الذي اشتهر به نسبة الي سعد بن زنكي حاكم شيراز. سعدي الشيرازي (القرن السابع الهجري) هو شاعر ومتصوف فارسي، تميزت كتاباته بأسلوبها الجزل الواضح وقيم أخلاقية رفيعة، مما جعله أكثر كُتاب إيران شعبية، فتخطت سمعته حدود البلدان الناطقة بالفارسية إلى عدد من مناطق وأقاليم العالم الإسلامي، وبلغت الغرب أيضاً. حيث صنف كأحد أبرز الشعراء القروسطيين الكلاسيكيين. نظم الشعر بالفارسية والعربية ومن أشهر آثاره: «كلستان سعدي» و«البوستان» وكان من شدة تأثر سعدي باللغة العربية أن اعتبره بعض النقاد الأدبيين أحد أبرز المؤثرين بالقصيدة العربية من ناحية ما أدخلته أشعاره من نظم موسيقية جديدة عبر اقتباس النظم العروضية الفارسية. وديوان بوستان هو أول منظوماته الهامة والمشهورة ويشتمل على قصص شعري غاية في الإبداع، وهو في هذا الديوان شاعر إنساني ومعلم اخلاقي، وبعد سنة من إتمامه، ألّف ديوانه الآخر "كلستان" (روضة الورد) وهو أجود ما كتب في النثر الفارسي، وواحدا من أشهر الأعمال في الأدب الفارسي ولا يزال صداه يتردد منذ قرون عدة. شخصيات مستلهمة من اشعار سعدي وأفاض سعدي الحديث في كتاب "بوستان" عن الرضا والامتنان والإحسان والتواضع، بينما يتضمن "روضة الورد" قصصا عن مواعظ، والخبرة والتجارب والرضا، بالإضافة إلى حكم وأقوال مأثورة أخرى. وكان سعدي من أوائل الشعراء الإيرانيين الذين تصل شهرتهم إلى أوروبا، وترك أثرا واضحا في كتابات أدباء عصر التنوير والعصر الرومانسي في فرنسا وخارجها، ومنهم فولتير ودنيس ديدرو، ويوهان غوته وفيكتور هوغو، الذي اقتبس بعض فقرات من "روضة الورد" في ديوانه "الشرقيات". وكان تأثير سعدي واضحا في رواية "زديغ" لفولتير. ويقول دكتور مظفر بخراد في كتابه "حظوظ سعدي الأدبية في فرنسا"، "إن شخصية ملك سرنديب ووزيره والمجتمع المثالي كلها مستلهمه من أعمال سعدي". ويرى أن فولتير وجد في سعدي مرشدا حقيقيا في الفلسفة، إلى درجة أن "عدوه اللدود إيلي فريرون، كان يستخدم اسم سعدي للإشارة إلى فولتير في نقده اللاذع لأعماله". وكتب الشاعر رالف والدو إيمرسون في الولايات المتحدة، قصيدة ثناء في سعدي، وأطلق عليه اسم "باعث البهجة في نفوس الرجال"، وعلق على الجاذبية العالمية لحكمه التي تدعو للخير والإحسان باللهجة الفارسية، قائلا: "إن سعدي يتحدث بلسان جميع الأمم، وكشأن، هومر وشكسبير وثيربانتس وميشيل دي مونتين، ومونتينيو، فإن كتاباته تصلح لجميع العصور". وتوفى الشيخ مشرف الدين بن مصلح الدين سعدي الشيرازي عام691هـ (القرن السابع الهجري) و يقع مرقده على مسافة ٤ كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس الايرانية وكان مرقد سعدي في البداية تكية للشيخ كان يقضي فيها اواخر عمره حتى مات ودفن فيها ومنذ ۳۰۰ عام.

النيروز.. عيد وتراث ثقافي يجمع الشعوب
النيروز.. عيد وتراث ثقافي يجمع الشعوب

اذاعة طهران العربية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • اذاعة طهران العربية

النيروز.. عيد وتراث ثقافي يجمع الشعوب

في هذه الأيام عندما ننظر إلى الأشجار التي ترتدي شيئاً فشيئاً الأوراق الخضراء الجديدة التي تُعبّر عن الحياة الجديدة، فاستقبلت الربيع بزيّها الأخضر، وكأنّ الأشجار والزهور فتحت أذرعها لتستقبل الربيع بحفاوة.. وما أجمل الربيع!.. خاصة الربيع في هذا العام، حيث يحلّ علينا ربيع الطبيعة وربيع القرآن.. فيتزامن ربيع الروح و شهر رمضان المبارك مع عيد النوروز.. فنتفاءل بأنها تكون سنة مليئة بالخيرات والصحة والبركة للجميع. وتتميز هذه المناسبة باحتفائها بالطبيعة وتغنّيها بفصل الربيع، وهو احتفال نجد نظيراً له في بعض الثقافات الأخرى، مثل 'شمّ النسيم' في مصر، والذي يعود إلى الحضارة الفرعونية القديمة، وأيضا عيد 'الملك طاووس' لدى 'الإيزديين' في العراق، فبهذه المناسبة نقدّم لكم نبذة عن النوروز في مختلف الدول التي تحتفل به. العيد الذي يجمع مختلف الشعوب يعتبر عيد النيروز، العيد القومي والتاريخي في إيران، وهو ضارب في أعماق التاريخ، إذ يعود قدمه إلى ألف سنة قبل الميلاد. وكلمة 'نوروز'، هي كلمة فارسية فهلوية أصيلة، فُسّرت بأنها أول يوم من أول شهر في السنة الإيرانية. ويصادف يوم 21 مارس/ آذار، عيد النوروز – عيد رأس السنة في ايران وبعض الدول الأخرى، ويوافق يوم الإعتدال الربيعي، فالنوروز العيد الذي يجمع مختلف الشعوب، ومعظم المحتفلين بنوروز حول العالم، يرتدون الملابس التقليدية الملونة للدلالة على ألوان الربيع. ويعتبر النوروز العيد الوحيد الذي يُحتفل به من قبل قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات وبمظاهر احتفالية ضخمة وباذخة أحياناً. وهو عطلة رسمية في الكثير من البلدان مثل إيران والعراق وقرغيزستان وأذربيجان وغيرها من الدول التي تعترف حكوماتها بهذا العيد، ويصل عدد المحتفلين الذين يجتمعون في ديار بكر بتركيا إلى المليون في ساحة واحدة، عدا عن المدن الكبيرة الأخرى مثل اسطنبول. والاحتفال بهذا العيد، لا يقتصر على الشعب الإيراني، بل يشمل قوميات وبلدان عديدة مثل تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وكوجارات وشمال غرب الصين وغيرها من الأقوام في غربي آسيا. ويحتفل في الوقت الحالي ما يزيد عن 300 مليون شخص بهذا العيد حول العالم حسب منظمة اليونسكو التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2009. كيف انتشر النوروز عبر القارات؟ كان للقوافل التجارية التي استخدمت طريق الحرير (الطريق التجاري الذي ربط بين الصين وأوروبا وغرب آسيا) دوراً كبيراً في نقل أفكار ومعتقدات وثقافات وطقوس الأديان بين أبناء الامبراطوريات المتعاقبة وكان عيد النوروز من بين الأعياد التي انتشرت بين مختلف الشعوب عبر طريق الحرير. تقول الرواية الفارسية إن هذا العيد يجسد انتصار النور على الظلام، الخير على الشر منذ آلاف السنين. ويُحكى أن ملكاً فارسياً كان يُدعى جمشيد بن طهمورث، وكان يتمتع بقدرات خارقة وهبها الإله له دون البشرية جمعاء، وتشبه قصته إلى حد كبير قصة النبي سليمان (ع)، فكلاهما عُرف عنهما تمتعهما بقدرات خارقة كالتحدث إلى الجن وحكمهم وغير ذلك. وتقول الرواية إن جمشيد جاب بقاع الأرض من شرقها إلى غربها محمولاً من قبل الجن، على سرير مرصع بالجواهر، وعندما جلس على العرش في نهاية المطاف، كان أول يوم من أيام الربيع، فابتهج واحتفل مع الشعب وعمت الفرحة الجميع، ليكون يوم 21 مارس/آذار أول أيام الربيع، عيداً يحتفل به الناس كل عام. مائدة 'هفت سين' تتكون مائدة 'هفت سين' أو 'السينات السبعة' من سبعة أشياء، وهي الخل (سركه)، ويرمز للنضج الذهني والسلوك الحكيم، وسنبل (سنبلة) وترمز إلى الطبيعة، وعملة معدنية (سكّه) وترمز للثروة، والعشب أو الخضراوات (سبزه) وترمز للحياة الجديدة، وسير (الثوم) ويرمز للعلاج والصحة، و(سمنو) حلوى إيرانية تقليدية وترمز للوفرة والبركة و(سنجد) وهي ثمرة برية تشبه العناب وترمز إلى الحب والعطاء، وقد يعوض عن واحد منها بالتفاحة (سيب) أو السماق، وإضافة إلى الأشياء السبعة، يوضع القرآن الكريم للبركة. أجواء الاحتفال بالنوروز وطقوسه يجتمع جميع أفراد العائلة لحظة تحويل السنة حول سفرة النيروز ويتلون دعاء تحويل السنة مع حلول أول دقيقة في ساعة العام الجديد: 'يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ يَا مُدَبِّرَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَا مُحَوِّلَ الحَوْلِ وَالْأَحْوَالِ حَوِّلْ حَالَنَا إِلَي أَحْسَنِ الْحَالِ'. وبعد ذلك، يقوم كبير العائلة بفتح المصحف وقراءة سبع سور أو سبع آيات تبتدئ بكلمة سلام، ليطرد الآفات والبلايا العلوية والسفلية وإبليس اللعين من محيط بيته وعائلته ويجلب إلى البيت الأمن والهدوء في مستهل السنة الجديدة. ثم بعدها، ومن باب التبرك، يعطي كبير العائلة لكل فرد قطعة نقدية وُضعت في طيات المصحف، وفي هذه الأثناء يحلّي الجميع ألسنتهم بالحلويات النوروزية. وهناك عادات وطقوس مختلفة لاستقبال الربيع والإحتفال بعيد النوروز، فنذكر بعضها: تشرع النسوة في إيران كل سنة وقبيل حلول عيد النيروز بتنظيف البيت وتأثيثه وتزيينه استقبالاً للعيد. – مائدة السينات السبعة: أبرز رمزٍ ودلالةٍ لعيد النيروز ولا يخلو منها أي بيت إيراني هو مائدة 'السينات السبعة'، وهي مائدة تُعدُّ خصِّيصاً لهذه الأيام تشتمل على أغذية نباتية وأشياء أخرى تبتدئ جميعها بحرف السين، وذكرناها. تبادل الزيارات بين أفراد العائلة من المراسم الأخرى التي تميّز النيروز في إيران. تدوم زيارة الأقارب وإقامة الأفراح والضيافة ثلاثة عشر يوماً الأولى من السنة الجديدة. وما يطبع هذه التجمعات العائلية هو استقبال الضيوف وإكرامهم بأنواع المكسّرات، وخاصة الفواكه الجافة مثل الفستق واللوز والبندق والبزر، إذ يستحيل أن يخلو بيت من البيوت الإيرانية من هذه المنتجات خلال أيام عيد (النوروز). – إحياء يوم الطبيعة: تنتهي الاحتفالات ب عيد النوروز في اليوم الثالث عشر من شهر فروردين (الشهر الأول في السنة الايرانية)، وهو يوم عُرف في التقويم الإيراني باسم 'يوم الطبيعة'. هو تقليد تاريخي يعود أصله تاريخيا الى حوالي القرن السادس قبل الميلاد معلنا بداية سنة جديدة، حلول فصل الربيع وولادة الطبيعة من جديد. ولما كان هذا العيد يساهم في تعزيز التنوع الثقافي والصداقة بين الشعوب ومختلف المجتمعات، فإنه يتماشى على نحو وثيق مع مواثيق اليونسكو. وقد أُدرج عيد النوروز، وفقاً لاتفاقية 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، باعتباره عنصراً من عناصر هذا التراث، في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث غير المادي للبشرية، في عام 2009، و مدد هذا في عام 2016، وذلك بناءً على مبادرة مشتركة لأفغانستان وجمهورية أذربيجان والهند وايران والعراق وكازاخستان وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان. وفي عام 2010، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها باعلان 'يوم النوروز الدولي' حيث رحب هذا القرار بالجهود التي تبذلها الدول الأعضاء التي يُحتفل فيها بالنوروز من أجل الحفاظ على الثقافة والتقاليد المتصلة بنوروز وتطويرها وتشجيع الدول الأعضاء على بذل الجهود للتوعية بنوروز وتنظيم مناسبات سنوية احتفالاً به، فنتمنى لكم عام جديد مليء بالخير والبركة.. كل عام وأنتم بألف خير.

مقامة ترانيم المواويل
مقامة ترانيم المواويل

موقع كتابات

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

مقامة ترانيم المواويل

عام 1973 , حضرت أول قراءة شعرية لسعدي يوسف في جمعية الفنانين التشكيليين , ما شدني لمتابعته, ذلك الهدوء العجيب الذي يتسم به , و هو يلقي قصيدته : لا صياح , لا أنفعالات جسدية مبالغ فيها أو ليست في محلها , كانت كلماته تصل هادئة شفافة مثيرة للتساؤل , وعندما بدأت في متابعة أشعاره , وجدت ان يكتنز كثيرًا من الدلالات والإشارات والإيحاءات والمعاني , لابدّ من معاشرتها واحتوائها طويلاً حتى تُفضي وتبوح . (( يا جارُ , آمنتُ بالنجمِ الغريبِ الدارْ يا جارُ لا تبتعدْ … دربي على بغداد )) . الموقف المميز لسعدي هو معارضته للعدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 , والذي بني عليه موقفا وطنيا آخر في أدانته للغزو الأميركي للعراق وفضحه لمن أشترك في مجلس بريمير , وعندما بدأ إسم الشاعر سعدي يوسف يتكرر على صفحات الفيسبوك, كان واضحا أن سعدي لم يتغير , لم يزل المدافع عن مصالح الشغيلة , منتقدا و بضراوة سواء في قصائده أو مقالاته السياسية , الشخصيات السياسية و الأحزاب التي تعاونت مع المستعمر لإحتلال العراق عام 2003 , من ضمنها الحزب الذي كان أحد أعضائه في يومِ ما , كانت قصائده و مقالاته تثير الجدل عند متابعيه من العناصر التقدمية , وحملات شرسة متوالية من معارضيه و مناوئيه , والتي كانت احيانا تنتهي إلى أغلاق صفحته على الفيسبوك , وهنا تكتب زوجته : (( أتذكر جملة لا تسعفني الذاكرة الآن في تذكر اسم قائلها, و هيّ : (( في شاطيء الرمل أغدو انا البوصلة )) , لقد كان سعدي الذي لا يتوقف صوته , بوصلة الوطنيين ألأحرار)) . ((يومَ انتهَينا إلى السجنِ الذي ما انتهى وصَّيتُ نفسي وقلتُ المشتهى ما انتهى يا واصلَ الأهلِ خَـبِّرْهُمْ وقُلْ ما انتهى الليلَ بتنا هنا , والصبح في بغداد )) . لقد كان رحيل سعدي يوسف خسارة كبيرة تلحق بالشعر العربي , ولكن ما يخفف هذهِ الخسارة الموروث الضخم الذي تركه في مجلداته الثمانية , وترجماته المبكرة لشعراء عالميين , علاوة على القصة و الرواية و النثر و المئات من البحوث و الأعمال النقدية , الأماكن التي ولد و ترعرع فيها كانت تتسم بجمال و طبيعة خلابة قبل دخول الأستعمار , كانت أشبه بجنات الله على الأرض , كتب عن البصرة و قنواتها و انهارها و غابات النخيل الكثيفة في ابي الخصيب و حمدان مسقط رأسه , لم يكتب أو يُخلد أحد سحر هذهِ الأماكن قدر ما فعل سعدي في قصائده , كما أن سعدي كان الصادق الأمين و الوريث الشرعي لمن سبقه من شعراء بصرة العراق الكبار (كبدر شاكر السياب و محمود البريكان ) , وبتجربتهما التي وصفها بحركة التحديث الأعمق أثراً في الشعر العراقي فالعربيّ , وقول سعدي أنه تعلم من محمود , كما تعلم من بدر , من أن الشعر هو في الموضوع ذي الجوهر. والصوتُ لو يُشترى ما تشتريه الناسْ عمداً نسيتُ الذي بيني وبين الناسْ منهم أنا , مثلُهم , والصوتُ منهم عادْ )) . الذين يعرفون سعدي يوسف جيداً يعلمون بأنه ساخر كبير و صاحب نكتة , أطلق على نفسه الألقاب التي أثارت غضب معاصريه , سمى نفسه بالشيوعي الأخير, لبس القرط و قال في ذلك: لا شاعر إلاّ سعدي يوسف الـمُخَلَّد , واطلق على نفسه لقب حفيد أمرؤ القيس لبلاغته , يقول سلام مسافر : (( مثل سعدي يوسف يولدون كل الف عام , وحين زار سعدي موسكو, سمعت مسحوق الهمس في داخله :(( يا خيبتنا من الرفاق )) , كان يفتح نافذة القطار المسرع , بين حين واخر, ليقذف بأوراق كراسات الدعاية السوفيتية مقهقها : خليها تطير بالبر, أفضل من ان تلوث شنطتي )) , وسعدي المتمرد , لا يرضخ للخوف , فعلى مدى ثمانين حولا , خاض شتى المعارك انتصارًا للوطن الحر والشعب السعيد , وظل وفيا لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية , فكسب محبة الملايين , وكرة الحاسدين , وضغينة كتاب وشعراء , عجزوا عن مقارعته في الإبداع الأدبي , فاستلوا خناجرهم السياسية المسمومة. (( مِن شُرفتي أسمعُ الأعشابَ والأشجارْ والوردُ يَحكي معي إذْ غابت الأطيارْ هذا الربيعُ مُقِيمٌ عند باب الدارْ تكفي الإشارةُ مني كي أرى الأنوارْ )) . المبتسرون وحدهم يكرهون سعدي , فهو لم يسرق ديناراً واحداً من اموال الشعب العراقي ويغتني بها حراماً محرماً, ولايتخذ موافقه السياسية نزولاً عند رغبة الجيران وارضائهم والتمسح باكتافهم من اجل حفنة دولارات , لم يفعل سعدي يوسف بالعراق وشعبه ما فعلته طغمة الفساد والفشل واللصوصية والقتل من تدمير حاضر البلاد ومستقبلها , لم يلغ بدماء العراقيين كما ( لاغ ) بها المنافقون الذي يقتلون بيد , ويرفعون الشعارات البرّاقة الكاذبة بيد اخرى , اما قصة وزير الثقافة الذي اعتذر عن موقف صحيح اتخذه , فهي قصة فضيحة من فضائح هذا الزمن العراقي الرديء , ولا ادري صراحة كيف سيحترم هذا الوزيرنفسه حين يختلي بها ليفكر مليا كيف وقّع الاعتذار بسبب مكالمة هاتفية قالت له كن فكان . (( مَنْ أبعدَ الغيثَ ؟ مَنْ أدنى سماواتي ؟ حتى غدا الرملُ تكريماً لِجَنّاتي ؟ لكنّ لي أُسْوةً بالكوكبِ الآتي من المجرّةِ فلْتَصْدَحْ كَمَنجاتي إنّ الصلاةَ معي : مجرورها والجارّ)) . تقول أقبال كاظم زوجة سعدي يوسف انه بعث لها رسالة صوتية على السكايب تقول : ((الخبر البارز الرئيسي المنشور على الصفحة الاولى من جريدة الصباح الجديد العدد 2659 في 4 أيلول 2013 يشير الى الشخصيات و الجهات المستفيدة من املاك الدولة بصورة غير قانونية, الشخصيات و الجهات المتجاوزة للوحدات السكنية العائدة للدولة في المنطقة الدولية و خارجها , مجمع القادسية الوزاري رقم الدار 10 حميد مجيد موسى عضو مجلس النواب , رقم الدار 14 مهدي الحافظ عضو مجلس النواب , رقم الدار 28 فخري كريم رئيس مجلس السلم و التضامن العراقي و رئيس مؤسسة المدى الاعلامية , الافضل قراءة المقال بأكمله , وعاشت القيادات الحزبية المتواطئة و المتنعمة بخيرات الامريكان و ومرتزقتها الحاكمة )) , لترد اقبال (( أحمد الله انني لم استشهد من اجل هؤلاء المرتزقة , كان عليهم رفض الرواتب العالية التي توزع على اعضاء البرلمان ,كان لزاما عليهم رفض البيوت , والقصور التي وزعتها المستعمرة الامريكية (( المنطقة الخضراء)) و بدلا من ذلك اغترفوا من نعم السرقات .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store