
الإمارات وأميركا.. شراكة اقتصادية تصنع المستقبل
مصطفى عبد العظيم (أبوظبي)
تشهد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، التي تتسم بالديناميكية والتنوع، زخماً متسارعاً في النمو والتطور، مستفيدة من عمق ومتانة الروابط بين البلدين، والرؤية المشتركة لصنع المستقبل والمساهمة في تحقيق الازدهار العالمي.
وخلال السنوات القليلة الماضية، سجلت الاستثمارات البينية في البلدين تحولاً نوعياً في حجم ومجالات الاستثمار التي تجاوزت القطاعات التقليدية من البنية التحتية ومشاريع النفط والغاز إلى مجالات اقتصاد المستقبل المرتكزة على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة المتجددة، والتي باتت تشكل المحركات الرئيسية لنمو الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وبدأت مسيرة الشراكة بين البلدين في مجال التكنولوجيا المتقدمة مبكراً في العقد الأول من الألفية الجديدة مع اتجاه بوصلة الشركات الإماراتية للاستثمار في قطاعات التكنولوجيا الأميركية، من خلال استثمار «مبادلة» في شركة «أيه إم دي» الأميركية لصناعة معالجات الرقائق الإلكترونية، حيث لعبت «مبادلة» دوراً تحولياً في مسيرة الشركة، تلاها في 2009 تأسيس شركة «غلوبال فاوندريز»، إحدى الشركات الرائدة على مستوى العالم في مجال تصنيع أشباه الموصلات، فضلاً عن كونها مستثمراً رائداً في مجال البرمجيات وعلوم الحياة.
ويسهم تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، والاستفادة من الابتكارات والتقنيات الحديثة، في تطوير قطاعات المستقبل في الإمارات، وسياسة التنويع الاقتصادي الوطني، كما يعزز تكثيف الاستثمارات الإماراتية في التكنولوجيا المتقدمة داخل الولايات المتحدة من مكانة الدولة مركزاً تقنياً عالمياً، ويدعم مكانتها في المنطقة، لاسيما أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعدان من القطاعات الواعدة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، والانفتاح الشامل على اقتصاد المستقبل.
وتوفر الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية التي تتجاوز وفقاً للتقديرات حاجز التريليون دولار، فرصة مهمة لتوسيع الاستثمارات الوطنية على الصعيد العالمي، مما يسهم في تعزيز الاستدامة التنموية الشاملة، وكذلك في تعميق الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين، مما يضمن شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
وتعد الإمارات حالياً أحد اللاعبين الذين لهم تحرك بارز في صناعة أشباه الموصلات خلال السنوات الأخيرة، فقد فطنت مبكراً لأهمية هذا المجال، من خلال تعزيز استثماراتها الخارجية في هذا القطاع، لتتوسع الشراكات العميقة بين الشركات الأميركية والإماراتية، لتشمل اليوم عدداً واسعاً من أبرز شركات التكنولوجيا الأميركية من«أي بي إم» و«مايكروسوفت» إلى «إنفيدا» و«أوبن إيه آي».
ويشكل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الملفات الهامة في التعاون بين البلدين والشركات التابعة لهما في أعقاب إعلان «MGX» الإماراتية عن شراكة عالمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار مع شركات «مايكروسوفت» و«بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز».
قطاع الطاقة
تتمتع دولة الإمارات والولايات المتحدة بشراكة طويلة الأمد في قطاع الطاقة، إذ تعتبر الإمارات مصدراً موثوقاً لإمدادات النفط، وفي الوقت ذاته تسعى بشكل فاعل إلى تطوير بدائل مستدامة في الغاز الطبيعي والغاز المسال وحلول منخفضة الكربون والبنية التحتية للطاقة.
ويعمل البلدان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة، ولدى الإمارات استثمارات مهمة في سوق الطاقة الأمير كي تتجاوز الـ 70 مليار دولار حتى الآن من خلال «أدنوك»، «مصدر»، و«XRG»، كما سيعمل البلدان، وبما يمتلكان من إمكانات ضخمة في مجال الطاقة، على تطوير حلول طاقة مبتكرة في القطاع، بما يضمن تأمين الموارد وسلاسل الإمدادات لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، إذ تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للاستثمار في شبكات الطاقة الذكية وتطوير البنية التحتية الرقمية والاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة إدارة الطاقة.
تريليون دولار استثمارات
تُعد الإمارات حالياً الوجهة الرئيسية لصادرات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وهي تُمثل أكبر فائض تجاري أميركي في المنطقة، وأكبر ثالث فائض على مستوى العالم، تتجاوز الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة حالياً تريليون دولار، وتُسهم فيها العديد من الكيانات الإماراتية الكبرى، مثل «جهاز أبوظبي للاستثمار» (ADIA)، «مبادلة»، «مجموعة 42»، «MGX»، «مصدر»، و«أدنوك».
وتسارعت الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين في الأشهر الأخيرة، مع العديد من الإعلانات الكبرى التي تركز على الذكاء الاصطناعي والطاقة، مما يعزز سجل الإمارات الطويل في الاستثمار المتبادل والمربح في الولايات المتحدة.
«إم جي إكس»
تعد «MGX» الإماراتية من بين المستثمرين الرئيسيين في مشروع «ستارغيت»، الذي يخطط لاستثمار 100 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، إلى جانب OpenAI، Softbank، و«Oracle».
كما أعلنت شركة «إم جي إكس»، وهي شركة إماراتية متخصصة في مجال التكنولوجيا تركّز على تسريع تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، عن شراكة مع «بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز» و«مايكروسوفت»، لإطلاق «الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي»، وذلك للاستثمار في مراكز البيانات الجديدة والموسعة، تلبيةً للطلب المتزايد على القدرة الحوسبية الفائقة.
وتعمل هذه الشراكة على توفير بنية مفتوحة ونظام حيوي واسع النطاق، يوفر مجالاً واسعاً ومتنوعاً لمجموعة من الشركاء والشركات فيما تعمل شركة «إنفيدا» على دعم الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مع توظيف خبرتها في مجال مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي ومرافق الذكاء الاصطناعي لصالح منظومة الذكاء الاصطناعي.
كما ستعمل الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بشكل فاعل مع قادة الصناعة، للمساهمة في تعزيز سلاسل إمداد الذكاء الاصطناعي.
وبموجب هذه الشراكة، سيتم العمل على توظيف 30 مليار دولار من رأس المال الخاص من المستثمرين ومالكي الأصول والشركات، على أن يصل هذا إلى 100 مليار دولار من الاستثمار.
أدنوك XRG
أعلنت «أدنوك» مؤخراً نيتها زيادة استثماراتها في السوق الأميركية عبر شركتها الاستثمارية الدولية الجديدة «أدنوك XRG »، التي تركز على التقنيات التي تدعم الانتقال إلى الطاقة النظيفة، كما تعد «أدنوك» مستثمراً في مشروع «ريو غراندي للغاز الطبيعي المسال» (RGLNG) بالشراكة مع «إكسون موبيل»، وهو أكبر مشروع بنية تحتية ممول من القطاع الخاص في ولاية تكساس.
محفظة مصدر
تتوسع محفظة «مصدر» بشكل سريع في الولايات المتحدة، حيث تضم حالياً مشاريع لطاقة الشمس والرياح على مستوى المرافق ومشاريع لتخزين الطاقة. وفي عام 2019 استحوذت «مصدر» على حصص مجموعة «جون لاينغ بي ال سي» في محطتين لطاقة الرياح بالولايات المتحدة الأميركية. كما أن «مصدر» هي شريك مالك مشترك لشركة «تيرا-جين»، وهي واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة المستقلة في الولايات المتحدة، والتي تضم محفظتها مشاريع من طاقة الشمس والرياح قيد التشغيل بقدرة إجمالية تبلغ 3.8 جيجاواط، مع مرافق لتخزين الطاقة بقدرة 5.1 جيجاواط/ساعي في ثلاثين موقعاً.
«جلوبال فاوندريز»
تُعد «جلوبال فاوندريز» أكبر استثمار منفرد لـ «مبادلة»، وهي أكبر استثمار خاص في تاريخ ولاية نيويورك، وتوظف منشأة «فاب 8» التابعة لها في مقاطعة «ساراتوجا» بولاية نيويورك ما يقارب 3000 شخص وتدعم 15.000 وظيفة غير مباشرة في المنطقة.
«جلفتاينر»
وقعت «جلفتاينر» في عام 2014، اتفاقاً لمدة 35 عاماً لتشغيل محطة في ميناء «كانافيرال» بولاية فلوريدا، والتي تعد الآن منشأة شحن لصناعة الفضاء الأميركية.
شراكات للنمو
ترحب الإمارات بشركات الولايات المتحدة للاستفادة من بيئة الأعمال التنافسية في الدولة، مع وجود أكثر من 1500 من الشركات الأميركية التي لها حضور في الإمارات، وتشارك في مجموعة واسعة من القطاعات التي تحمل إمكانيات كبيرة للنمو أكثر من أسواق أخرى، مثل اليابان أو أوروبا.
الاقتصاد الجديد
كما تمثل دولة الإمارات اليوم إحدى الوجهات الأكثر جذباً لانطلاق وتأسيس الأعمال، حيث نجحت خلال السنوات الماضية في تطوير عدد من التشريعات والإجراءات ساعدت مجتمع الأعمال على النمو والمنافسة، كان من أبرزها استحداث قوانين تواكب التقنيات الحديثة في حركة الاقتصاد، مثل قانون التجارة من خلال وسائل التقنيات الحديثة، وقوانين خاصة بحماية الملكية الفكرية، مثل قانون الملكية الصناعية والعلامات التجارية وحقوق المؤلف، كما عززت الدولة البيئة التشريعية للشركات العائلية، باعتبارها أحد النماذج الاقتصادية المهمة لتعزيز النمو المستدام، ودعم توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا.
«مايكروسوفت» و«جي 42»
يشكل إعلان «مايكروسوفت» استثمار 1.5 مليار دولار في شركة «جي 42» لإدخال أحدث تقنيات «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي، والدفع بمبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات ودول العالم، خطوة مهمة لترسيخ مكانة أبوظبي في قطاع التكنولوجيا العالمي، وتأكيداً على الثقة والفرص الواعدة التي تتمتع «G42» لتوسيع حضورها الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي لتصبح في مصاف أكبر الشركات العالمية على هذا الصعيد. وفي سبتمبر 2024، أعلنت «مايكروسوفت» و«مجموعة 42» تأسيس مركزين جديدين في أبوظبي. سيركز المركز الأول على تعزيز نشر الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في منطقة الشرق الأوسط وجنوب العالم، بينما سيكون المركز الثاني امتداداً لمختبر أبحاث «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» التابع لـ «مايكروسوفت» في الإمارات.
«جي 42» و«انفيدا»
أعلنت «جي 42»، المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، شراكتها مع «انفيدا»؛ بهدف تعزيز تكنولوجيا المناخ، من خلال التركيز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، الهادفة إلى تحسين توقعات الطقس بشكل كبير على مستوى العالم.
ويستند التعاون إلى منصة «NVIDIA Earth -2»، وهي منصة مفتوحة تقوم بتسريع عملية الوصول إلى توقعات المناخ والطقس، عبر توظيف واسطة المحاكاة عالية الدقة المعززة بالذكاء الاصطناعي.
وتركز «جي 42» و«NVIDIA» في المرحلة الأولى من تعاونهما، على تطوير نموذج لتوقعات الطقس بدقة كيلومتر مربع لتحسين دقة رصد التوقعات الجوية، وتتضمن أهم محاور المبادرة، إنشاء مركز عمليات جديد، ومختبر للمناخ التقني في إمارة أبوظبي، سيكون مركزاً مخصصاً للبحث والتطوير، ما يرسخ التزام الشركتين بالاستدامة البيئية، ويعزز هذا المركز جهود تطوير الحلول المناخية والجوية المخصصة، التي تستفيد من أكثر من 100 بيتابايت من البيانات الجيولوجية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 16 دقائق
- البوابة
وزير البترول يعتمد نتائج أعمال الشركة العالمية لتصنيع مهمات الحفر عن عام 2024
أكد المهندس كريم بدوي، وزير البتـرول والثـروة المعدنية على أهمية الدور المهم للشركة العالمية لتصنيع مهمات الحفر في تنفيذ المحاور الست الاساسية لاستراتيجية عمل الوزارة خاصة المحور الأول المتعلق بتكثيف أعمال الحفر الاستكشافى وزيادة الإنتاج من البترول والغاز الطبيعي، وذلك من خلال تصنيع وتوفير احتياجات القطاع من مهمات حفر الآبار وخطوط أنابيب الزيت الخام والغاز باستخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيات وفقا للمعايير العالمية، مما يؤدي إلى تقليل نفقات الإنتاج، بالإضافة إلى المحور الخاص بالسلامة والصحة المهنية والحفاظ على البيئة لتوفير بيئة عمل امنه. وخلال رئاسته الجمعية العامة العادية للشـركة العالمية لتصنيع مهمات الحفـر IDM لاعتماد نتائج أعمال العام المالي 2024، ووجه بدوي بضرورة وضع خطط مستقبلية للشركة لاستغلال الطاقات الإنتاجية والبنية الأساسية القوية التي تمتلك الشركة وزيادة التنافسية في سوق العمل سواء داخل أو خارج مصر، خاصة وأنها الشركة الوحيدة في مصر المتخصصة فى هذا المجال. نتائج الأعمال وخلال الاجتماع استعرض المهندس كريم همام رئيس الشركة أهم نتائج الأعمال التي حققتها الشــركة، حيث حققت خلال عام 2024 إيـرادات بقيمة 1,9 مليار جنيه وبصافي ربح تشغيل ( EBITDA ) بقيمة 270 مليون جنيه، كما نجحت الشـركة خلال العام في إضافة تعاقدات جديدة بقيمة 215 مليون دولار ومن أهمها الفوز بمناقصـة تصنيع وإدارة مخزون شـركة خالدة للبتـرول بنظـام الـــ Consignment لكمية 67 ألف طن سنويا ولمدة 3 سنوات، هــذا بالإضـافة إلي استكمال الشـركة إستعدادتها لإنتاج مواسيــر Premium Casing وفقا لرخـصة تصنيع TSH Blue الحاصلة عليها من شـركة Tenaris العالمية، وكذا اجتياز المـراجعة السنوية للشهـادات الدولية الحاصلة عليها الشـركة API-5CT و API-5L. وأضـاف، أن الشـركة تحرص على تطبيق أعلى معاييـر السلامة والصحة والمهنية وبلغت إجمالي ساعات العمل الأمنة خلال العام 450 ألف ساعة واجتياز المراجعة السنوية لـــ ISO450001. التحول الرقمي في الشركة وأوضح حرص الشركة علي بـدء مراحل تطبيق بـرنامج الــ SAP-ERP S/4 Hana ومن المتوقع الإنتهاء والتشغيل بنهاية يونيو القادم ليتواكب مع رؤية وزارة البتـرول والثـروة المعدنية نحو التحول الرقمي، وفي مجال المساهمة المجتمعية بالنطاق الجغـرافي، أشار إلى مساهمة الشـركة خـلال العام في تجهيـز إحدي مشـروعات رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة السويس بنحو 500 ألف جنيها. حضـر ةعمال الجمعية المهندس صـلاح عبدالكريم الرئيس التنفيذي للهيئة المصـرية العامة للبتـرول، والمهندس أشـرف بهاء رئيس الشـركة المصرية القابضة لجنوب الوادي للبترول والمهندس إيهاب رجائـي وكيل أول الوزارة لشئون لإنتاج ، والمهندس معتـز عاطف وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزيـر والمكتب الفني والمتحدث الرسمي، والمحاسب أشـرف قطب وكيل الوزارة للشئون المالية والاقتصادية، وأحمد راندي رئيس الإدارة المركزية للاتصالات، والمهندس وليد لطفي رئيس شـركة بتـروجـت، والمهندس وائل لطفي رئيس شـركة إنبي، والمهندس تامر إدريس نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للإنتاج، والمحاسبة أمل طنطاوي نائب الرئيس التنفيذي للهيئة للشئون المالية والاقتصادية، والدكتور محمد الباجوري المشرف على الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة، وأعضاء مجلس الإدارة ومراقب حسابات الشـركة.


البوابة
منذ 31 دقائق
- البوابة
بسبب الديون الأمريكية.. الذهب في قمة صعوده خلال أسبوعين
ارتفع الذهب العالمي إلى أعلى مستوى في أسبوعين اليوم الخميس، وذلك مع توجه المستثمرين نحو الملاذ الآمن في ظل المخاوف المتعلقة بالدين الحكومي الأمريكي، بالإضافة إلى ضعف الطلب على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 عامًا، مما يدل على انخفاض الإقبال على الأصول الأمريكية. وسجل سعر أونصة الذهب العالمي أعلى مستوى في أسبوعين اليوم عند المستوى 3345 دولار للأونصة حيث افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3319 دولارا للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 3312 دولارا للأونصة. تزايد الطلب يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب لثلاث جلسات متتالية بدعم من تزايد الطلب على الملاذ الآمن منذ بداية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تراجع مستويات الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية، وفق جولد بيلتون. وتجاوز مشروع قانون الضرائب و الإنفاق الشامل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقبة حاسمة يوم الخميس، حيث صوت مجلس النواب بأغلبية الأصوات على بدء نقاش من المتوقع أن يؤدي إلى التصويت على إقراره في وقت لاحق. وترى الأسواق أن التخفيضات الضريبية المقترحة وزيادة الإنفاق على الحدود والدفاع قد تزيد من تراكم الديون الأمريكية، مما يزيد من المخاطر المالية على البلاد الأمر الذي يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن. ويأتي هذا في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن التأثير الاقتصادي لسياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية، والتي كانت عاملاً رئيسياً في ارتفاع أسعار الذهب هذا العام، ملاذ آمن من جهة أخرى شهدت وزارة الخزانة الأمريكية إقبالاً ضعيفا على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عاما، وهو ما يتسبب في اضعاف مستويات الدولار الأمريكي وأسواق الأسهم في ول ستريت أيضاً، حيث يستمر قلق المتداولين بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي. وفي المقابل توجه المستثمرين إلى الذهب واستثمارات الملاذ الآمن كبديل مناسب خلال الفترة الحالية الأمر الذي أعاد الذهب إلى الارتفاع وتعويض جزء كبير من خسائره السابقة. وتلقى الذهب دعمًا من التقارير الأخيرة التي أفادت بتخطيط الكيان الصهيوني لهجوم على إيران على الرغم من الإعلان عن مزيد من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، ليحتفظ الذهب بمعظم مكاسبه التي حققها في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث أفادت التقارير بأن الكيان الصهيوني مستعدة لمهاجمة إيران إذا انهارت المحادثات مع الولايات المتحدة. وهذا ويظهر الذهب استئناف لاتجاهه الصعودي طويل الأجل بعد أن فشل في البقاء تحت المستوى 3200 دولار للأونصة. ومن المتوقع أن يستمر هذا العام عند مستويات مرتفعة بالقرب من أعلى مستوى تاريخي عند 3500 دولار للأونصة. مجلس الذهب العالمي وأعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض كبير في التدفقات النقدية لصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الثاني على التوالي ليسجل أكبر خروج للتدفقات النقدية في أسبوع منذ 30 سبتمبر 2022. وخلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو سجلت صناديق الاستثمار خروج تدفقات بمقدار 30 طن ذهب حيث سجلت الصناديق في الولايات المتحدة خروج 19.8 طن تليها الصناديق الأسيوية بمقدار 5.3 طن.


البوابة
منذ 44 دقائق
- البوابة
أسعار الذهب تتراجع رغم الأزمات.. والدولار يضغط على السوق
تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، وسط ضغوط قوية من صعود الدولار بالبورصة العالمية، وذلك على الرغم من تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية ومخاوف الأسواق بشأن أزمة الديون الأمريكية، التي تمنح الذهب عادة دعما باعتباره أحد أهم أصول الملاذ الآمن. ووفقا لتقرير "آي صاغة"، انخفضت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 20 جنيها مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولا بين المواطنين نحو 4635 جنيها، بينما هبط سعر الأوقية عالميا بنحو 31 دولارا لتسجل 3292 دولارا. تفاصيل الأسعار في السوق المحلي قال سعيد إمبابي، خبير المعادن الثمينة والمجوهرات، إن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل اليوم نحو 5297 جنيها، فيما بلغ سعر عيار 18 نحو 3973 جنيها، وسجل عيار 14 مستوى 3107 جنيهات. كما تراجع سعر الجنيه الذهب إلى 37080 جنيها. وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت خلال تعاملات أمس الأربعاء بقيمة 25 جنيها، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4630 جنيها، واختتم عند 4655 جنيها، بينما ارتفعت الأوقية العالمية من 3294 دولار إلى 3323 دولار. الذهب يتراجع من أعلى مستوياته في أسبوعين وأوضح إمبابي أن الذهب تخلى عن مكاسبه التي حققها في وقت سابق من الأسبوع، ليهبط إلى مستوى 3300 دولار للأوقية بعد أن سجل ذروته عند 3345 دولار، مدفوع بارتفاع الدولار الأمريكي الذي زاد من الضغط على أسعار المعدن الأصفر. ورغم هذا التراجع، أكد إمبابي أن التوقعات لا تزال إيجابية على المدى المتوسط، مشيرًا إلى أن الذهب يلقى دعم مستمر من تفاقم أزمة ديون الولايات المتحدة، التي تدفع المستثمرين للبحث عن أدوات تحوط آمنة في مواجهة تقلبات الأسواق. وأشار إمبابي إلى تصاعد المخاوف في الأسواق بعد تمرير لجنة القواعد في مجلس النواب الأمريكي لمشروع قانون طرحه الرئيس السابق دونالد ترامب، يهدف إلى خفض الضرائب، وسط تحذيرات من أنه سيؤدي إلى زيادة الدين العام الأمريكي بنحو 3.8 تريليون دولار خلال 10 سنوات، بحسب مكتب الميزانية في الكونغرس. ولفت إلى أن تمرير هذا القانون قد يعمق أزمة العجز المالي، ويرفع كلفة الفائدة على الحكومة الأمريكية، في ظل بيئة اقتصادية مضطربة بفعل السياسات التجارية الحمائية التي تفرضها واشنطن. وفي تطور آخر يزيد من الضغوط على الأسواق، قامت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني بخفض التصنيف السيادي للولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، مبررة القرار بعدم وجود اتفاق واضح بين الحكومة والكونجرس بشأن خفض العجز وتقليص كلفة خدمة الدين العام. التوترات الجيوسياسية تعزز الذهب وقال إمبابي إن التوترات الدولية الحالية ساهمت أيضًا في دعم أسعار الذهب، رغم الضغوط من ارتفاع الدولار، مشيرًا إلى فشل محادثات الهدنة بين روسيا وأوكرانيا، واستمرار التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد فرض قيود أمريكية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي لبكين. وأوضح أن هذه الأزمات تفاقم المخاوف بشأن استقرار سلاسل الإمداد العالمية، ما يدفع المستثمرين نحو الذهب كأداة تحوط تقليدية وملاذ آمن. الركود التضخمي تطرق إمبابي إلى القلق المتزايد من احتمالية وقوع الاقتصاد العالمي في ركود تضخمي، خاصة مع استمرار مستويات الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورجان تشيس"، بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتبع نهجا حكيما بالانتظار قبل اتخاذ قرارات جديدة بشأن أسعار الفائدة. وأكد ديمون لا أرى أننا في وضع اقتصادي مثالي، محذرا من أن استمرار معدلات الفائدة المرتفعة لفترة طويلة قد يلحق الضرر بالأصول غير المدرة للعائد، مثل الذهب. الأسواق تترقب بيانات اقتصادية حاسمة تتجه أنظار المستثمرين حاليًا نحو البيانات الاقتصادية الأمريكية المنتظرة، وعلى رأسها مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأولي لشهر مايو، والذي من المتوقع أن يلعب دور في تحديد مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.