logo
رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي بدر السعد الديار : نحن مستمرون في دعم لبنان من خلال تمويل المشاريع الانمائية

رئيس الصندوق العربي للانماء الاقتصادي بدر السعد الديار : نحن مستمرون في دعم لبنان من خلال تمويل المشاريع الانمائية

الديارمنذ 3 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
زيارة إيجابية لوفد من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي برئاسة بدر محمد السعد الذي قال "إن هدف زيارته الحالية إلى لبنان هو "إعادة تحريك العمل الإنمائي الممول من الصندوق بعد توقف استمر لسنوات".
وأبدى السعد التزام الصندوق بتنفيذ القروض المعطاة للبنان، موضحا أن "الأولوية هي للقروض الإنمائية، ولا سيما في مجالي التعليم والصحة".
ولفت إلى التعاون القائم بين الصندوق والبنك الدولي وإلى اجتماعات ستعقد مع الوزراء المعنيين للوقوف على احتياجات لبنان، متمنيا "توافر التسهيلات اللازمة لإطلاق عجلة التنفيذ" بالتزامات الصندوق.
وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهها لبنان، لم يقطع الصندوق علاقته به، بل شهدت العلاقات بين الجانبين فتورًا مؤقتًا، حيث لم يقم الصندوق بزيارات رسمية إلى لبنان منذ آذار 2023.
إلا أن العلاقة عادت إلى مسارها الطبيعي مع زيارة السعد الذي التقى المسؤولين اللبنانيين لبحث كيفية دعم لبنان على جميع الأصعدة في خطوة تؤكد التزام الصندوق بدعم لبنان في مسيرته التنموية.
وانضمّ لبنان إلى عضوية الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي منذ تأسيسه في 16 أيار 1968، وهو عضو مؤسس بهذه المؤسسة المالية الإقليمية التي تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية من خلال تقديم قروض ميسّرة ومنح فنية.
وعلى مرّ عقود، حافظ الصندوق على علاقة تعاون وثيقة مع لبنان، حيث ساهم في تمويل مشاريع حيوية في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة والمياه والطاقة.
الديار كان لها هذا الحوار مع رئيس الصندوق بدر السعد حول نتائج الزيارة والمشاريع السابقة و المستقبلية للصندوق في لبنان والتحديات التي واجهها الصندوق في ظل الأزمات التي تعرض لها لبنان وغيرها من الأمور.
*التزام الصندوق مستمر للبنان
-كيف تقيمون زيارتكم إلى لبنان و ما هي نتائج الاجتماعات التي عًقدت خلال هذه الزيارة؟
• هدف الزيارة الأساسي كان إعادة تفعيل نشاط الصندوق العربي في لبنان. وقد حرص الصندوق على أن يكون أول جهة عربية تنموية تساهم في إعادة تأهيل لبنان وتمويل مشروعاتها التنموية من جديد. فالدولة مقبلة على حقبة مختلفة يلزمها برنامج قوي تدعمه كل المؤسسات المعنية.
• وقد لمسنا من فخامة رئيس الجمهورية جوزيف عون، وجميع المسؤولين بالحكومة روحًا حيوية لافتة. كما لاحظنا استعدادًا كاملًا لإنهاء عدد من الملفات الفنية، إلى جانب جدية واضحة في معالجتها.
• وقد تشرفنا بلقاء رئيس الجمهورية الذي رحب بوفد الصندوق العربي وأشاد بالعلاقات التاريخية الراسخة بين الصندوق العربي ولبنان وأعرب عن تفاؤله في ظل احتفاء الدول العربية واهتمامها بدعم لبنان ووضعها على خريطة التنمية العاجلة في المنطقة العربية.
• كما تشرفنا بلقاء مع كل من رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري، و رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وحاكم مصرف لبنان السيد كريم سعيد ورئيس مجلس الإنماء والإعمار السيد نبيل الجسر والوزراء المعنيين من وزارات المالية والطاقة والمياه والاقتصاد والتجارة والتنمية الإدارية.
-تحدثتم عن شرْكة طويلة الأمد بين الصندوق ولبنان كيف تترجم هذه الشركة على الأرض؟
• إن شركتنا الطويلة الأمد مع لبنان تنعكس من التزامنا المستمر بدعمه في مختلف المراحل، لا سيّما في هذه المرحلة الدقيقة، حيث نهدف إلى أن يكون لتدخلاتنا أثر تنموي مباشر في الاقتصاد اللبناني وفي حياة المواطنين.
• فقد بدأت مساندة الصندوق العربي للبنان في عام 1991 وقد قدم الصندوق حوالى ملياري دولار (569.2 مليون دينار كويتي) من قروض ومعونات لدعم الاقتصاد اللبناني.
• وقد ساهمت محفظة الصندوق العربي في لبنان في خلق فرص العمل وتحسين خدمات التعليم والمساهمة في توفير السكن بالإضافة إلى دعم القطاعات الهامة مثل قطاع التشييد والبناء، قطاع الكهرباء والطاقة، وقطاع المياه.
• على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، بقي لبنان شريكًا منتظمًا وفاعلًا معنا. ونحن نُقدّر تمامًا الظروف المؤقتة التي تمر بها الدولة. لذلك فالصندوق العربي يُعدّ من أكبر الممولين للبنان، وقد استفاد من تمويلات كبيرة مقارنة مع غيره من الدول.
-ما هي أهم المشاريع التي قمتم بها وفي أي مجالات؟
• واصل الصندوق العربي دعمه للبنان من خلال تمويل عدد من المشاريع الحيوية، خصوصًا في مجالات البنية التحتية، والتعليم، والخدمات العامة، إضافة إلى المبادرات الاجتماعية والاقتصادية التي ساهمت في تحقيق أثر ملموس ومستدام في مختلف المناطق اللبنانية.
• فمن أبرز مساهمات الصندوق العربي تقديم قرض بقيمة 50 مليون دينار كويتي (حوالى 163 مليون دولار) للمساهمة في تخفيف حدة الأزمة السكانية في لبنان وتلبية احتياجات المواطنين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط من خلال تقديم قروض ميسرة لشراء أو بناء وحدات سكنية. ويعد هذا المشروع مكملا لمرحلة سابقة قدم فيها الصندوق العربي قرضا بقيمة 34 مليون دينار كويتي (حوالى 110 مليون دولار) في عام 2012 واستفاد من هذه القروض حوالى 900 عائلة.
• كما يعد مشروع نقل مياه نهر الليطاني، الذي ساعد في استصلاح نحو 15,000 هكتار من الأراضي الزراعية ومشروع إنشاء الحرم الجامعي للجامعة اللبنانية، الذي يضم 12 كلية ويوفّر فرص تعليم عالية الجودة لآلاف الطلاب سنويًا من أبرز تداخلات الصندوق العربي في لبنان.
ما هي التحديات التي واجهها الصندوق في ظل الأزمات التي تعرض لها لبنان وما هي الصعوبات التي واجهت الصندوق في تنفيذ المشاريع؟
• ساهمت الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان في تباطؤ التنمية بشكل عام وخاصة في مجالات الحياة الأساسية مثل إتاحة الكهرباء، وتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي وتهدّم البنى التحتية الرئيسية التي تمسّ بشدة حياة المواطنين، بالإضافة إلى هجرة الخبرات البشرية نتيجة للأزمات المتتالية، ما أثّر في قدرات الإدارة العامة ورأس المال البشري.
• ندرك أن التحديات الإدارية والمؤسسية الناتجة من محدودية الاستثمار في التأهيل وبناء القدرات تشكّل عقبة أمام تنفيذ بعض المشاريع. كما أن شح الموارد المالية، وضغط الموازنة العامة، وارتفاع الدين العام، كلها عوامل تُقيّد قدرة الدولة على تنفيذ البرامج التنموية بالشكل المطلوب.
• وتُعدّ هذه التحديات من بين أبرز العقبات التي يُتوقّع أن يواجهها الصندوق في المرحلة المقبلة أثناء تنفيذ مشاريعه.
• لذلك تركز الاستراتيجية الجديدة للصندوق العربي على العمل يداً بيد مع الحكومات العربية (بما فيهم لبنان) على تحديد أهدافهم وأولوياتهم التنموية وسيقوم الصندوق العربي بتمويل دراسات الجدوى التي تتطلبها مشروعات التنمية في لبنان والمساهمة في تنفيذها طبقاً لما يتطلبه كل مشروع.
- كيف تتم مراقبة حسن تنفيذ هذه المشاريع؟
• حرص الصندوق العربي على متابعة دقيقة لجميع المشاريع التي يموّلها، وذلك من خلال آليات رقابة واضحة وفرق متخصصة تتابع مراحل التنفيذ منذ اليوم الأول وحتى إنجاز المشروع بالكامل.
• كما لا تقتصر المتابعة على مرحلة التنفيذ فقط، بل تشمل أيضًا مرحلة ما بعد الإنجاز، لضمان استدامة النتائج وجودة الخدمات المقدّمة. ويتم هذا بالتنسيق المستمر مع الجهات المنفذة والمؤسسات المعنية في الدولة.
-ما هي المشاريع المستقبلية للصندوق في لبنان و ما هو حجم الهبات التي قدمتموها والتي ستقدمونها إلى لبنان؟
• يركّز برنامجنا التنموي في لبنان خلال المرحلة المقبلة على عدد من القطاعات الحيوية ذات الأثر الاجتماعي والاقتصادي المباشر، والتي نؤمن بأنها قادرة على إحداث تغيير ملموس في حياة المواطن اللبناني وفي الاقتصاد الوطني.
• يأتي قطاعا الكهرباء والمياه في صدارة أولوياتنا، نظرًا الى أهميتهما في تحسين جودة الحياة. فلبنان بحاجة حاليًا إلى ما يقارب 4 جيجاوات من الطاقة الكهربائية، ويُعتبر هذا الاحتياج من أكبر المحرّكات الممكنة للاقتصاد اللبناني.
• كما نعمل على دعم مشاريع تهدف إلى تأمين مياه نظيفة بجودة أفضل من المتوافرة حاليًا، نظرًا الى أثرها المباشر في الصحة العامة، والأمن الغذائي، والقطاع الزراعي، وحتى في الاستقرار الاجتماعي في بعض المناطق.
• وقد ناقشنا مع دولة رئيس مجلس النواب موضوع إعادة تأهيل مشروع نهر الليطاني، الذي تعرّض لأضرار كبيرة. وسنعمل على إعادة دراسة المشروع بشكل جدي من أجل وضع حلول عملية لإعادة تشغيله، لما له من أهمية استراتيجية في تأمين مياه الشرب، ودعم الزراعة، وتحسين الظروف البيئية في المنطقة.
- هل سيساهم الصندوق في إعادة الإعمار في لبنان؟
• نعم، سيساهم الصندوق العربي في دعم أولويات الحكومة للبنانية ونحن ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تحدد أولوياتها والقطاعات التي تحتاج إلى تدخل بشكل عاجل.
• فعلى سبيل المثال، مشاريع البنية التحتية تُعدّ جزءًا أساسيًا من عمل الصندوق العربي في المنطقة لما له من خبرات واسعة تمتد على مدار خمسة عقود.
• وسنعمل على الاستفادة من "شراكاتنا" الاستراتيجية مع مؤسسات التنمية الإقليمية والدولية الأخرى من أجل تعظيم الأثر الإنمائي لمشروعاتنا عن طريق حشد وتدبير الموارد المالية وتسهيل الاستفادة من الخبرات العالمية في المشروعات المحلية. لذلك فنحن نُتابع عن كثب البرنامج الذي قدّمه البنك الدولي لإعادة الإعمار، وسنشارك في عدد من مكوّناته. لكننا سنعطي في المرحلة الأولى أولوية واضحة لقطاعي الكهرباء والمياه ومعالجتهما بشكل جذري قبل التوسّع في مجالات أخرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجنوب يُؤكّد عهد الوفاء... و«الوطني الحرّ» يحسمها في جزين عيد تحرير منقوص.. ولا أفق لانسحاب «إسرائيلي» وشيك أسبوع حاسم بملف تسليم السلاح الفلسطيني
الجنوب يُؤكّد عهد الوفاء... و«الوطني الحرّ» يحسمها في جزين عيد تحرير منقوص.. ولا أفق لانسحاب «إسرائيلي» وشيك أسبوع حاسم بملف تسليم السلاح الفلسطيني

الديار

timeمنذ 40 دقائق

  • الديار

الجنوب يُؤكّد عهد الوفاء... و«الوطني الحرّ» يحسمها في جزين عيد تحرير منقوص.. ولا أفق لانسحاب «إسرائيلي» وشيك أسبوع حاسم بملف تسليم السلاح الفلسطيني

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب مرّ عيد المقاومة والتحرير هذا العام ثقيلا على لبنان، في ظل احتلال «إسرائيلي» متواصل لاراضيه، وبالتحديد للنقاط الخمس الحدودية، كما خروقات متمادية يومية لسيادته، بغياب اي أفق لانفراجات في هذا الملف. لكن ذلك لم يمنع الجنوبيين من تجديد تمسكهم بأرضهم وبخياراتهم، عبر توجههم الى صناديق الاقتراع للتصويت للوائح «الثنائي الشيعي»، في آخر جولة من الانتخابات البلدية التي جرت السبت ومرت بهدوء وسلام، رغم كل الهواجس والمخاطر التي كانت تحيط بها، والخشية من اعتداءات وعمليات أمنية «اسرائيلية». العين على المفاوضات الاميركية ـ الايرانية وفيما حيّا رئيس المجلس النيابي نبيه بري «المقاومين الشهداء، الذين اختاروا استشهادهم في الأوقات والأزمنة المناسبة، وتوجوا عظيم تضحياتهم دحرًا للعدوانية «الإسرائيلية» وصونًا للسيادة ، وتحريرًا لمعظم الأرض من الاحتلال، وانتصارا للإرادة الوطنية الجامعة»، شكر «من لبى نداء التنمية والوفاء وأنجز استحقاقا وطنيا دستوريا، ما كان ليكون على النحو الحضاري الذي أنجزه أبناء الجنوب بالأمس، بمعزل عن إنجاز التحرير في ذلك اليوم المجيد». من جهته، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أن «عيد التحرير يأتي وفرحة اللبنانيين لن تكتمل، ما لم تحرر كامل الأراضي من الاحتلال الاسرائيليّ»، مشددا على «التزام الحكومة في بيانها الوزاريّ بوجوب اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، لتحرير جميع الأراضي اللبنانيّة من الاحتلال «الإسرائيليّ»، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتيّة، وفق ما جاء في الطائف». كما أكد «حقّ لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة، والتزام الحكومة باعادة إعمار ما دمره العدوان «الاسرائيليّ» من خلال حَشد الدّعم العربيّ والدوليّ لتَحقيق ذلك». وأقر مصدر رسمي لبناني بأنه «رغم الضغوط الكبيرة التي يمارسها الرؤساء الثلاثة، أي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، كما وزير الخارجية وسواهم من المسؤولين اللبنانيين، فان الامور لا تزال معقدة جدا بما يتعلق بدحر الاحتلال من اراضي الجنوب»، معتبرا في حديث لـ «الديار» ان «كل الانظار شاخصة راهنا على ما سينتج من المفاوضات الاميركية- الايرانية، ويبدو ان هناك قناعة راسخة ان الملف لا يمكن ان يتحرك جديا، قبل جلاء نتائج هذه المفاوضات التي سترخي بظلالها على المنطقة ككل، وليس حصرا على لبنان». اسبوع حاسم لكن حالة الترقب التي يعيشها لبنان لتبيان مصير اتفاق وقف النار وسلاح حزب الله، لا تنسحب على ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات. اذ أكدت معلومات «الديار» ان «هذا الاسبوع يفترض ان يكون حاسما، باعتبار ان الجهات اللبنانية الرسمية تنتظر خلال ساعات اجوبة من الطرف الفلسطيني، على آلية تسليم السلاح في ٥ من المخيمات في مرحلة اولى، يفترض انجازها قبل منتصف شهر حزيران المقبل، تليها مرحلة ثانية يتم خلالها تسليم ما تبقى من سلاح في باقي المخيمات وابرزها عين الحلوة». وعن هذا الملف قال مصدر رسمي لبناني لـ «الديار»:»هذا الاسبوع سيتبين اذا كانت الجهات الرسمية الفلسطينية جادة في تعاونها، واذا كانت ستدفع بعملية التسليم بوتيرة سريعة». فوز ساحق لـ «الوطني الحر» وبالعودة الى ملف الانتخابات البلدية، التي تم طي صفحته الاخيرة يوم السبت الماضي، هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الفائزين في هذه الانتخابات، ونوه بجهود وزارات الداخلية والدفاع والعدل والقوى الأمنية، وكل من شارك في العملية الانتخابية. وقال: «نجاح الانتخابات البلدية والاختيارية، يؤكد مرة أخرى حيوية الديموقراطية اللبنانية، والتزام شعبنا بالمشاركة في بناء وطنه من القاعدة». وتوجّه للمنتخَبين بالقول: «كونوا عند حسن ظن ناخبيكم، واعملوا بروح الفريق الواحد من أجل لبنان أقوى وأكثر ازدهاراً، ويليق بتضحيات أبنائه وبتاريخه العريق». ودعا الى «أخذ العبر لعدم تكرار الأخطاء التي رافقت العملية الانتخابية، وسيكون على عاتق الحكومة العمل بجهد كي تكون الانتخابات النيابية المقبلة خالية من الشوائب، مما يقتضي إعادة النظر في بعض القوانين وتأمين الجهوزية في التنظيم وإدارة العمليات الانتخابية». وكان لافتا فوز «الوطني الحرّ» والحلفاء في جزين وحصولهم على الأكثريّة المطلقة، حيث اعتبرت مصادر «التيار الوطني الحر» ان «انتخابات جزين اثبتت ان «التيار» لا يزال قويا ومتماسكا والرقم الصعب مسيحيا»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «نتائج معركة جزين حجّمت اخصامنا المسيحيين، الذين غالوا كثيرا بطموحاتهم واحلامهم، واعتقدوا انهم باتوا يتزعمون المسيحيين في لبنان، ليتبين لهم ان الواقع على الارض هو غير الذي في مخيلتهم». وأكدت المصادر ان «التيار بدأ يستعد للمنازلة النيابية بعد عام، وهو سيكون على أتم جهوزية ليؤكد حضوره ودوره، وان جمهوره رغم كل حملات التجني لم يزداد الا تمسكا بقيادته وبثوابت التيار».

الصناعة البيتروكيماويّة... تموضع استراتيجي ومُستقبل واعد للبنان
الصناعة البيتروكيماويّة... تموضع استراتيجي ومُستقبل واعد للبنان

الديار

timeمنذ 40 دقائق

  • الديار

الصناعة البيتروكيماويّة... تموضع استراتيجي ومُستقبل واعد للبنان

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يمتلك لبنان قطاعا كيميائيا متخصصا في إنتاج البلاستيك والمستحضرات التجميلية والأدوية والأسمدة والصابون. وبحسب البيانات الاقتصادية المتوافرة، تُقدّر القيمة المضافة الصافية لهذا القطاع بحوالى 450 مليون دولار أميركي في فترة ما قبل الأزمة. وبالتالي يمكن الارتكاز على هذه البنية التحتية الموجودة والخبرة المتوافرة، للتوسع في إنتاج مواد بتروكيماوية التي تتطلّب آليات أكثر تعقيدا، خصوصا أن لبنان يتمتّع بثروة غازية قابعة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة له ، والتي تُقدّر بأكثر من مئتي مليار دولار أميركي (بأسوأ الأحوال). هذه الثروة تُعطي لبنان إمكانات طبيعية كبيرة، لإنشاء صناعة بتروكيماوية من باب توفير المواد الخام لصناعة البتروكيماويات، قادرة على المنافسة، وتدرّ أرباحا كبيرة إذا تمّ الاستثمار فيها. الفوائد الناجمة عن الاستثمار في صناعة البيتروكيماويات في لبنان عديدة، على رأسها دخول استثمارات أجنبية مباشرة إلى الماكينة الاقتصادية اللبنانية، ومعها التكنولوجيا والخبرات العلمية العالمية. وهذا الأمر سيكون له تداعيات مباشرة على عدّة أصعدة، منها التحوّل الاقتصادي الاستراتيجي للبنان، من خلال الاستثمار في قطاع استراتيجي فيه الكثير من المنافسة، وهو ما يفرض تموضع محدّد لهذا القطاع في لبنان. أيضا من بين هذه التداعيات التخفيف من الاستيراد، وهو ما يعني توفير كبير في الفاتورة الاستيرادية ومعها توفير في العملة الصعبة، حيث من المتوقّع أن يؤدّي تحويل إنتاج الطاقة من الوقود إلى الغاز الطبيعي (خطوة أولى نحو الصناعات البيتروكيماوية)، إلى توفير مُقدّر بين 1.5 إلى 2 مليار دولار أميركي سنويا. أيضا من التداعيات لدخول الاستثمارات الأجنبية المباشرة، تمكين القطاع من تصدير منتجات بتروكيماوية تُغطّي حاجات السوق الداخلي وتسمح بالتصدير، وهو ما سيدّر مدخولا سنويا بالعملة الصعبة، مما يعني خفض عجز الحساب الجاري. هذا النمو في قطاع البتروكيماويات سينسحب من دون أدنى شكّ على قطاعات أخرى تعتمد على المنتوجات البتروكيماوية أو داعمة لها، وهو ما سيؤّدي إلى تفعيل ما يُعرف بالتأثير المضاعف في النمو الإقتصادي، وخلق الوظائف التي تُقدّر بالآلاف وحتى عشرات الآلاف، بحسب نسبة الاستثمارات التي يمكن القيام بها، وذلك على فترة تمتد إلى عشرين عاما. وكنتيجة لذلك يزداد الاستهلاك ومعه النمو الاقتصادي، الذي قد يكون مستداما (ضروري للاستقرار النقدي) إذا تمّ تنويع الاقتصاد والتخفيف من الاعتماد على السياحة والخدمات. هذا النمو سيؤدّي بدوره إلى تحسين المالية العامة ، من خلال الضرائب الناتجة من صناعة البتروكيماويات، وبالتالي تقليص العجز واستطرادا الدين العام. تقدير حجم الفوائد بالأرقام مُهمّة صعبة، نتيجة غياب بيانات دقيقة تسمح بمعرفة مستوى الاستثمارات والأسواق المحتملة وكفاءة العمليات التشغيلية، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من القيام بمحاكاة تُعطي فكرة عن الفوائد على ثلاثة مستويات: النمو الاقتصادي، التقليل من الاستيراد وخلق الوظائف. المحاكاة التي قمّنا بها هي عبارة عن نموذج أوّلي، أو إطار مبدئي لتأثير تطوير صناعة البتروكيماويات في لبنان، خصوصا في الناتج المحّلي الإجمالي وحجم الاستيراد وعدد الوظائف. وقد تمّ وضع فرضيات لاستخدامها مثل مُعدّل الاستثمارات، عامل مضاعفة الناتج المحلّي الإجمالي (GDP Multiplier)، نسبة الاستبدال للسلع المستوردة (Import Substitution Rate )، عدد الوظائف المخلوقة لكل مليون دولار أميركي استثمار، نمو الناتج المحلي الإجمالي يتناسب طرديا مع مستوى الاستثمار... كما أخذنا بعين الاعتبار كمّية الاستيراد الحالي من المنتجات البتروكيماوية، والناتج المحلّي الإجمالي. نتائج المُحاكاة (أنظر إلى الرسم البياني) تُظهر حتمية النمو الاقتصادي بما يقارب ثلاثة مليارات دولارات أميركية خلال عشرة أعوام (سيناريو مُتحفّظ)، وتوفير في الاستيراد بأكثر من ملياري دولار أميركي، ووظائف بقمية 30 ألف وظيفة على الفترة نفسها. بالطبع هذه المحاكاة تُقدّم إطارا مبدئيا كما سبق الذكر، ويهدف إلى إعطاء فكرة واضحة عن الفوائد بالأرقام، ويمكن استخدامها كنقطة بداية لتطوير نموذج اقتصادي أكثر تطورا يسمح بأخذ القرارات. إذا كان لبنان يمتلك نقاط قوّة لتطوير صناعته البتروكيماوية، منها موقعه الاستراتيجي وامتلاكه ثروة غازية ونفطية مُهمّة، إلا أن تحقيق الفوائد الآنفة الذكر، يتطّلب تحقيق عددٍ من الشروط: - أولا : المضي قدما في عملية التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان، خصوصا في الرقع رقم 4، و8، و9. وهو أمر ضروري لضمان توفير مصدر خام مستدام لصناعة البتروكيماويات. - ثانيا : العمل على تأمين استثمارات في البنى التحتية الغازية (منشآت استخراج الغاز، خطوط أنابيب، معالجة وتحويل، تخزين..) وهو ما يفرض «شراكات» دولية مع القطاع الخاص. - ثالثا : تحديد تموضع تجاري في السوق نظرًا الى شدّة المنافسة في هذا المجال (خصوصا مع السعودية والإمارات) واستخراج الميزة التفاضلية (الكلفة، الموقع الجغرافي قريبًا من الأسواق...). - رابعا : تحديد الأثر البيئي عملًا بالقانون 444 واستكمالًا تدعيم التشريعات القائمة للمحافظة على البيئة من هذه الصناغات الملوّثة. بالطبع كل هذه هذه العملية مرهونة بالقيام بإصلاحات، لطالما طالب بها المجتمع الدولي كما وحصرية السلاح. وتُعتبر الإصلاحات المالية والقضائية على رأس هذه الإصلاحات، وخصوصا قانون إعادة الانتظام المالي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، واستقلالية القضاء، ومكافحة الفساد. أضف إلى ذلك أن مثل هذه العملية تُشكّل تحولا استراتيجيا في الاقتصاد اللبناني، وبالتالي تحتاج إلى أفق زمني بعيد. من هنا ضرورة التحلّي بصبر استراتيجي على صعيد التخطيط الاقتصادي. في الختام، يمتلك لبنان إمكانات طبيعية لإنشاء صناعة بتروكيماوية تفرض عليه الاستفادة منها، وتحويلها إلى واقع اقتصادي ملموس. هذا الواقع الاقتصادي الملموس لا يمكن أن يرى النور، إلا بوجود إرادة سياسية واضحة وتخطيط دقيق للمستقبل، من خلال رؤية واضحة لدور لبنان الاقتصادي في النشاط الاقتصادي العالمي.

وزارة المالية دعت المكلّفين إلى الاستفادة من التسوية الاستثنائية على الغرامات
وزارة المالية دعت المكلّفين إلى الاستفادة من التسوية الاستثنائية على الغرامات

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

وزارة المالية دعت المكلّفين إلى الاستفادة من التسوية الاستثنائية على الغرامات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أصدرت وزارة المالية بيانًا تُعلم فيه جميع المكلّفين أنه بإمكانهم الاستفادة من التسوية الاستثنائية على غرامات التحقق والتحصيل التي اتاحها القانون 328/2024 الذي تم بموجبه تعليق المهل القانونية ابتداءً من 8/10/2023 ولغاية 31/3/2025، وذلك استنادا الى الآلية المحددة في القرار رقم 336/1 الصادر عن وزير المالية في 12/03/2025. وأضاف "إنه لتحقيق هذه الغاية فقد وجهت وزارة المالية رسائل الكترونية خاصة، الى المكلفين المسجلين الكترونيا لديها، على البريد الالكتروني المعرف لديها من قبلهم، الذين تخلفوا عن تسديد الضرائب والغرامات، تعلمهم بموجب هذه الرسائل بالفرصة الاستثنائية لتخفيض الغرامات والمهل التي ترعاها". وتمنت الوزارة على "جميع المكلفين المسجلين على النظام الالكتروني لديها، التحقق من البريد الالكتروني المصرح به من قبلهم للاطلاع على المبالغ المترتبة قبل وبعد التخفيض، والعمل على تسديدها بعد الاستحصال على ايصالات التسديد مباشرة من النظام الالكتروني او من خلال الوحدات الضريبية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store