logo
الأردن عروة الوصل في المسألة السورية

الأردن عروة الوصل في المسألة السورية

عمونمنذ يوم واحد
ربما لا يعلم كثيرون أن التهدئة في السويداء ومحيطها كان للجهود الأردنية دور كبير ومؤثر فيها، ربما لأن الأردن يعمل دوما بصمت، ويدرك أن قوته في حجم تأثيره وقدرته على تغيير مسار خطط كبيرة ومؤامرات تستهدف الأقليم برمته وليس الأردن وحسب، الأردن عروة وصل لا عقدة فصل، والأردن الاستراتيجي يعي أن سلامة الوطن تكون بتأمين حدوده، وإخماد نيران محيطه، التي يسعى العدو دوما لإشعالها وإذكاء نارها، بغية تحقيق التجزئية وفرض الهيمنة، من خلال صناعة أذرع طائفية تابعة له وتأتمر بإمره، كما دأبت إيران على فعل ذلك من خلال أذرعها طيلة ثلاثة عقود وأكثر، ها هي إسرائيل تحاول استنساخ التجربة الإيرانية، مستغلة الحالة الرخوة للدولة السورية الجديدة، وصور عدم الانضباط والتجاوزات أحيانا، التي نتجت عن حل الجيش والأجهزة الأمنية بدل تطهيرها وإعادة تأهيلها، فوجدت إسرائيل الفرصة سانحة من خلال فئة فقدت بوصلتها الوطنية، لكن ما جرى كانت نتيجته عكسية، فقد تعرت المخططات وكُشفت أدواته، فعزلوا وإضعفوا وفقدوا حاضنتهم الشعبية، وتولدت قناعة لدى الأكثرية أن الدولة السورية هي الخلاص الأسلم، وأن الأخطاء يمكن تصويبها، والنهج الحكومي يمكن تعديله لصالح جميع الشركاء التاريخيين في الوطن.
نعم، كثير من دول المنطقة المعنية بالشأن السوري، والساعية إلى تمكين الحكومة الحالية، وحماية الدولة من التقسيم، تعول على الموقف والدور الأردني، ليس فقط في إطار دعم الحكومة الحالية، والسعي إلى تمكينها في أكثر من مسار، بل بتفعيل التأثير الأردني في الجنوب السوري، هذا التأثير الذي نمى خلال سنوات الثورة السورية، وإنكفاء الدولة السورية السابقة نحو دمشق، فترك ذلك فراغا مفزعا جعل من الجنوب السوري ميدانا لحركات وجماعات ومن خلفها قوى إقليمية تحاول الهيمنة على هذا الجنوب الاستراتيجي، فكان لا بد من دور أردني ما في مواجهة هذا الواقع الأمني المرعب، وقد تعمق التأثير الأردني نتيجة ثقة الأطراف المختلفة به، لمصداقيته تجاه مصالح الشعب السوري، دون أن تكون هناك مصلحة للتمدد أو الهيمنة، بل هو إدراك أن استباب الأمن في الجنوب السوري، وتمدد مؤسسات الدولة السورية باتجاهه هي مصلحة أردنية بعيدة المدى.
إن حجم معاناة الأردن طوال عقد ونصف مضى نتيجة إنفلات الحدود، وتكدس الجماعات الإرهابية، وحرب المخدرات المستمرة، كلها فرضت كُلفا أمنية وأعباء مالية وتحديات اقتصادية خانقة على الأردن، لكنه صبر وصابر، وقام بدوره الوطني والعروبي بكل صلابة وشرف، وهو الموقف الذي جابه بصمت اليوم المشروع الإسرائيل في الجنوب السوري، التيٍ عمدت إلى تغذية الفتن بل وخلقها والعمل على دعمها ومحاولة إدامتها، من أجل إيجاد جنوب سوري إن لم يكن تحت هيمنتها المباشرة، يكون في أقل تقدير تابع لسياستها ويأتمر بأمرها، كصورة مطورة من علاقة حزب الله وإيران، لكن التأثير الأردني الناتج عن مكانتها الخاصة في الجنوب السوري بين درعا والسويداء والعشائر، مكنته من لعب دور مؤثر في تحقيق التهدئة، والسعي لإعادة الأمور إلى نصابها، بالتنسيق مع الدولة السورية وعدد من الدول العربية.
إنه الأردن القوي بأثره وتأثيره، بعيدا عن الخطابات والعنتريات الإعلامية، فالمصالح العليا لا تقاس بالكلام ولا بالخطابات، إنما تتحقق بالرؤية الاستراتيجية، والخطوات المتمهلة وبعيدة الأثر، وبناء مصداقية ونزاهة جعلت من الأردن عروة الوصل ومحط الثقة بين الأطراف، وهو ما لم يتوفر عند أي طرف آخر، ونتج عن هذه الجهود أن أجهظت المخطط الأسرائيلي، وأوقفت سفك الدماء بين الأشقاء، ورجحت كفة العقل لدى أهل العقل، ونرى أن الأيام المقبلة ستشهد إنفراجات أساسية تسهم في أن يكون الجنوب السوري كاملا في حضن الدولة السورية، ففي ذلك مصلحة أردنية عليا، وحاجة إقليمية كبرى.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصفدي: مؤتمرنا لن يؤدي لتنفيذ حل الدولتين ولكن!
الصفدي: مؤتمرنا لن يؤدي لتنفيذ حل الدولتين ولكن!

عمون

timeمنذ 8 دقائق

  • عمون

الصفدي: مؤتمرنا لن يؤدي لتنفيذ حل الدولتين ولكن!

عمون - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أنّ كارثية فشل حل الدولتين تتبدى في القتل والانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية. وقال الصفدي، إنّ مؤتمر حل الدولتين المنعقد في نيويورك لن يؤدي إلى تنفيذ الحل ، لكن رسالة هامة لضرورة إيجاد حل يحفظ حق الفلسطينيين وبقائهم في أرضهم. وبين أنّ الأردن مستعد للتعاون مع جميع الدول لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة، وإن لم تكن الإنزالات لا تكفي الّا أنها إذا حفظت حياة طفل فلسيطني واحدة فإنّ المملكة ستقوم به. وتابع أنّ غطرسة إسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا تعري إنسانيتنا وتعري الأمن الجماعي وتنسف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأشار إلى أنّ الاحتلال جعل من غزة مقبرة لأهلها، فيما يُقتل الفلسطينيون ويُجوعون أمام أعين العالم" محذرًا من أن الأمل بالسلام يموت في ظل غطرسة الاحتلال واستمراره في فرض سياسات القمع والعدوان. وشدد الصفدي على أن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، داعيًا إلى وقف فوري للحرب على غزة وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان القطاع المحاصر. وأوضح أنه يجب أن يعود أكثر من 600 ألف طفل في غزة لمدارسهم وأن يعود لأكثر من 2.3 مليون الإيمان بأن لحياتهم قيمة ولأطفالهم مستقبلا.

رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة
رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 8 دقائق

  • سرايا الإخبارية

رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة

سرايا - أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، بالجهود التي يبذلها الأردن ومصر في تقديم المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، مثمناً دعمهما الثابت لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، في الجلسة الرئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، مساء الاثنين، أن حكومته تعمل بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة على وضع خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، مشدداً على أهمية منع تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه. وحذر من المساعي الإسرائيلية الرامية إلى ضم الضفة الغربية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فاعلة للضغط على إسرائيل ووقف تلك السياسات التصعيدية التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كما شدد على ضرورة وقف الحرب فوراً، وإنهاء الإبادة الجماعية والتهجير القسري، والإفراج عن المحتجزين من الجانبين، مؤكداً دعم القيادة الفلسطينية لجهود الوسطاء الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وطالب حركة حماس بإنهاء سيطرتها على قطاع غزة وتسليم الأسلحة إلى السلطة الفلسطينية، بما يضمن وحدة القرار الفلسطيني وسيادة القانون في جميع الأراضي الفلسطينية.

رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة
رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة

خبرني

timeمنذ 8 دقائق

  • خبرني

رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة التي يقدمها لغزة

خبرني - أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، بالجهود التي يبذلها الأردن ومصر في تقديم المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، مثمناً دعمهما الثابت لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم. وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، في الجلسة الرئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، مساء الاثنين، أن حكومته تعمل بالتنسيق مع الدول العربية الشقيقة على وضع خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، مشدداً على أهمية منع تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه. وحذر من المساعي الإسرائيلية الرامية إلى ضم الضفة الغربية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فاعلة للضغط على إسرائيل ووقف تلك السياسات التصعيدية التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. كما شدد على ضرورة وقف الحرب فوراً، وإنهاء الإبادة الجماعية والتهجير القسري، والإفراج عن المحتجزين من الجانبين، مؤكداً دعم القيادة الفلسطينية لجهود الوسطاء الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store