سلامة داخل سجنه: ثلاث مذكرات توقيف وتدهور سريع بصحته
تفتكُ الآلام بجسد حاكم مصرف لبنان السابق رياض توفيق سلامة (75 عامًا)، الذي لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ اللحظة الأولى لدخوله السجن، ما ساهم بتدهور سريع لحالته الصحية، فاستعان بعنصرين من الأمن لمساعدته للوصول إلى غرفة قاضية التحقيق في بيروت رولا صفير لحضور جلسة استجوابه لتصدر بعدها مذكرة توقيف وجاهية بحقه، الأمر الذي يوحي بأن خروجه من السجن لم يعد بالأمر السهل.
حضر سلامة جلسة استجوابه التي حددتها القاضية صفير، بسبب دعوى قضائية قدمت ضده من قبل المودع طلال أبو غزالة، وذلك على خلفية "مناورات احتيالية واستغلال السلطة التي ألحقت ضررًا بأموال المودعين في المصارف اللبنانية"، فاحتجزت وديعة أبو غزالة داخل المصرف وهي تزيد عن 47 مليون دولار كان قد حولها من الأردن إلى لبنان. وبعد انتهاء الجلسة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحقه، ليرتفع عدد المذكرات الصادرة بحق سلامة إلى ثلاثة.
تدهور سريع
تشير مصادر قضائية لـ"المدن" إلى أن حالة سلامة متدهورة بشكل لافت. ففي المرة الأخيرة التي أتى فيها إلى قصر عدل بيروت لحضور جلسة استجوابه أمام القاضية صفير في الطابق الثاني، استعان بعنصرين من الأمن ليساعدوه على التحرك وصعود الأدراج، وكانت ملامح التعب واضحة عليه، وخسر الكثير من وزنه. وأضاف المصدر إلى أن سلامة لم يتوقف عن تدخين السيجار منذ دخوله إلى السجن، ما أدى إلى إضعاف عمل الرئة بشكل كبير، كما أنه أجرى عملية خلال الأشهر الماضية بسبب مشاكل في القلب، هذا عدا عن ضغط الدم الذي يتلاعب بشكل يوميّ. ولم ينف المصدر تأثير الحالة النفسية التي وصل إليها سلامة داخل السجن وانعكاسها الواضح على ضعف بنيته الجسدية. فهو لم يتقبل بعد أن يُسجن هذه المدة الطويلة وأن تُفتح ملفاته القضائية بعد أن كان حاكمًا لمصرف لبنان المركزي لأكثر من ثلاثة عقود.
وكانت القاضية صفير قد حددت جلسة أولى في هذا الملف لسلامة لكنه تغيب عن الجلسة، وحسب معلومات "المدن" "كان متواجدًا في مستشفى بحنس وقدم تقريرًا طبيًا أبرز فيه حالته الصحية"، فحددت القاضية جلسة أخرى وحضرها سلامة واستجوب وأصدرت مذكرة التوقيف بحقه.
وتشير مصادر "المدن" إلى مخاوف جدية من حالته الصحية التي تتدهور بشكل سريع، خصوصًا بعد احتجازه داخل مديرية قوى الأمن الداخلي، وهذا نتيجة مشاكله الصحية القديمة التي تضاعفت بعد احتجازه، وبلوغه منتصف العقد السابع، إضافة إلى تدخين السيجار بشكل كبير في اليوم الواحد. لذلك في كل مرة كان يطلب نقله إلى المشفى، كانت الجهات المعنية توافق على الفور خوفًا من أن تؤدي العوارض التي يشعر بها إلى مضاعفات خطيرة.
توقف التحقيقات
في الثالث من أيلول العام 2024، أوقف القضاء اللبناني سلامة بقضية اختلاس من حسابات مصرفية داخل المصرف المركزي بحوالى 44 مليون دولار. لكن ملفاته "الدسمة" والكبرى لم تتحرك بعد والتحقيقات متوقفة. هذه الملفات هي من أكبر الجرائم المالية في لبنان التي تقدر باختلاس وسرقة أكثر من 330 مليون دولار، والمقصود هنا هو ملف "فوري" وملف "أوبتيموم". علمًا أن هذه الملفات بالتحديد من شأنها أن تطيح برؤوس سياسية كبيرة في حال قرر سلامة الافصاح عن الصندوق الأسود الذي يملكه. لذلك، تطرح تساؤلات كثيرة اليوم هل يكتفي القضاء اللبناني بملاحقة سلامة بملف واحد فقط؟ وما مصير باقي الملفات؟ وهل ما يحصل هو حماية للطبقة السياسية؟
في كل الأحوال، يمكن القول أن إخلاء سبيل سلامة بات صعبًا خلال الفترة الراهنة، خصوصًا مع ارتفاع عدد مذكرات التوقيف الوجاهية بحقه، الأمر الذي يتطلب منه معالجة ثلاثة ملفات بأكملها ليتمكن بعدها من الخروج من خلف القضبان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 42 دقائق
- ليبانون ديبايت
سلاح الجو الأميركي أمام تحدي تجهيز "القصر الطائر"
قال وزير سلاح الجو الأميركي، تروي مينك، الخميس، إن تجهيز طائرة بوينغ 747 القطرية الفاخرة لتصبح الطائرة الرئاسية الجديدة سيحتاج إلى مئات الملايين من الدولارات. وكان الجيش الأميركي قد قبل الشهر الماضي الهدية المقدمة من قطر، والتي تتمثل بطائرة نقل للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويشير خبراء إلى أن الطائرة التي يبلغ عمرها 13 عاماً، والمزودة بتصميم داخلي فاخر، ستحتاج إلى تحديثات أمنية كبيرة، وتحسينات في أنظمة الاتصالات لمنع التنصت، بالإضافة إلى تجهيزها بقدرات دفاعية ضد الصواريخ. وخلال جلسة استماع في الكونغرس، قال مينك: "من المحتمل أن تكون تكلفة تجهيز الطائرة أقل من 400 مليون دولار". في المقابل، أشار مشرعون ديمقراطيون إلى أن تكلفة تعديل الطائرة قد تتجاوز المليار دولار. وأوضح مينك أن الكثير من هذه التكاليف هي نفقات كان سلاح الجو سيضطر لتحملها على أي حال، مضيفاً: "أعتقد أن الرقم المطروح يقارب المليار دولار، لكن العديد من هذه التكاليف مرتبطة بشراء منصات تدريب إضافية وقطع غيار، وهو أمر كنا سنواجهه بغض النظر عن الطائرة". وفيما شكك خبراء قانون في مدى تطبيق القوانين المتعلقة بالهدايا من حكومات أجنبية، حاول الديمقراطيون عرقلة عملية تسليم الطائرة. من جهتها، رفضت قطر هذه المخاوف، كما تجاهل ترامب التحفظات الأخلاقية، قائلاً إن رفض طائرة من طراز 747-8 سيكون "عملاً غبياً". ويواجه برنامج الطائرات الرئاسية تأخيرات مزمنة منذ أكثر من عقد، مع توقع تسليم طائرتين جديدتين من طراز 747-8 في عام 2027، أي بعد تأخير بثلاث سنوات عن الجدول الزمني المقرر. وكان ترامب قد تفقد الطائرة القطرية في فبراير الماضي في مطار بفلوريدا.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
سلاح الجو الأميركي يحدد تكلفة هدية 'القصر الطائر'
كشف وزير سلاح الجو الأميركي تروي مينك، الخميس، عن ان تجهيز طائرة بوينغ 747 القطرية الفاخرة لتكون الطائرة الجديدة للرئاسة سيحتاج مئات الملايين من الدولارات. وفي الشهر الماضي، قبل الجيش الأميركي الهدية المقدمة من قطر لنقل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويقول خبراء إن الطائرة التي يبلغ عمرها 13 عاما، والتي تتمتع بتصميم داخلي فاخر، ستحتاج تحديثات أمنية كبيرة، وتحسينات في الاتصالات لمنع التنصت وتجهيزها بقدرات ضد الصواريخ. وقال مينك للمشرعين خلال جلسة استماع في الكونغرس: 'من المحتمل أن تكون تكلفة (تجهيز) الطائرة أقل من 400 مليون دولار'. وقال مشرعون ديمقراطيون إن الأمر قد يكلف أكثر من مليار دولار لتعديل الطائرة.


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
قلق بين الجمهوريين.. ماسك قد يتحول لـ'عدو خطير'
سادت أوساط الحزب الجمهوري في أميركا حالة من القلق المتصاعد، في ظل تنامي الخلاف بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، وسط تحذيرات من أن يتحول الأخير إلى خصم سياسي شرس قد يهدد مستقبل الحزب في الانتخابات النصفية المقبلة عام 2026. ونقلت شبكة 'إن بي سي' الأميركية عن مصادر داخل الحزب أن بعض الجمهوريين باتوا يخشون من أن يستخدم ماسك نفوذه المالي والإعلامي لاستهداف مقاعدهم، الأمر الذي قد يقوّض سيطرتهم على مجلس النواب. ووفق الشبكة، أعرب عدد من المشرعين عن قلقهم من تداعيات هذا الصراع، في وقت نقلت عن مستشار مقرّب من ماسك قوله إن الأخير 'لا يهتم بالجمهوريين… سيسحقهم بلا تردد'، مشيراً إلى أن ماسك قرر التراجع عن تقديم دعم مالي كان مرتقباً بقيمة 100 مليون دولار للجان السياسية الموالية لترامب. وفي السياق نفسه، قال عضو الكونغرس دون بيكون، الذي يمثل دائرة متأرجحة في ولاية نبراسكا، إنه لا يرغب بالانخراط في هذا النزاع بين الطرفين. وتعود جذور التوتر بين ماسك وترامب إلى خلاف حول مشروع قانون قدمه الأخير لخفض النفقات الفيدرالية، والذي وصفه ماسك بـ'القذارة المقززة'، ما دفع ترامب للرد بالقول إنه 'دعم ماسك في الماضي'، فيما رد ماسك لاحقاً بأن الجمهوريين وصلوا إلى الأغلبية بفضل جهوده، وأن ترامب بلغ البيت الأبيض بدعمه.