logo
لا لمدينة الخيام!

لا لمدينة الخيام!

مصرسمنذ 4 أيام
أعلنت مصر، بكل حزم، رفضها الكامل لإنشاء مدينة للخيام جنوب القطاع، أو إجراء أى تغيير ديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك خلال اتصال هاتفى أجراه بدر عبد العاطى، وزير الخارجية، مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط. وتناول الاتصال الجهود المكثفة المبذولة حاليّا للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، والعمل على استدامته، وكذلك الدفع باتجاه إطلاق سراح مجموعة من المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، دون عوائق وبشكل كافٍ، فى ظل الأوضاع الكارثية فى القطاع المنكوب.
تصرّ إسرائيل على انتهاك قواعد القانون الدولى بمحاولات اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم التاريخية، لحشرهم فيما أطلقت عليه «مدينة إنسانية»، وهى فى حقيقتها مدينة للخيام، لا تحمل من اسمها شيئًا؛ فلا هى مدينة، ولا هى إنسانية، بل مجرد منطقة منغلقة معزولة، ليعيش الفلسطينيون فى الخيام نكبةً جديدة، تزيد من مأساتهم مأساةً جديدة.الخطة التى طرحها وزير الدفاع الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، والتى يلقى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، بكل ثقله خلفها، قوبلت برفض فلسطينى وعربى وعالمى، إلى جانب ارتفاع الأصوات فى الداخل الإسرائيلى لرفضها، سواء من قبل الجيش ورئيس الأركان إيال زامير، والمعارضة، وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود أولمرت، الذى هاجم علنًا المدينة باعتبارها تطهيرًا عرقيّا. نتنياهو، كعادته، ينفذ خططه لمحو الفلسطينيين وليس حماس، كما يدّعى، وكلما زاد الرفض والانتقادات، مضى فى تنفيذ خططه الإجرامية.ومن صدف القدر أن الصهاينة يخططون لإنشاء مدينة الخيام بنفس الأسلوب الذى هم ذاتهم يولولون أنهم كانوا ضحاياه، سواء فى معسكرات النازى خلال الحرب العالمية الثانية، أو فى معسكرات الحلفاء التى وُضع فيها ذوو الجنسيات المزدوجة خوفًا من أن يكونوا جواسيس. يشرب الفلسطينيون، أصحاب الأرض، من نفس الكأس الذى تجرّعه الصهاينة.دول العالم، وفى مقدمتها مصر، والمنظمات الدولية والإنسانية، أعلنت رفضها لهذه الخطة الشريرة. وأكدت مصر، مرارًا وتكرارًا، رفضها خطة تهجير الفلسطينيين، كما أكدت رفضها الكامل لكل الأفكار التى تتردد حول إنشاء مدينة «الخيام» فى جنوب قطاع غزة أو إجراء أى تغيير ديموغرافى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. كما رفضت السلطة الفلسطينية الخطة بشدة، محذّرة من أنها تمثّل غطاءً لتهجير قسرى. وأكدت حماس رفض أى مشروع يبقى أهالى القطاع محاصرين فى جزء صغير من غزة.وشددت الأمم المتحدة على وقوفها بحزم ضد أى خطة تنطوى على تهجير قسرى للمدنيين فى غزة أو إجبارهم على اتخاذ خيارات مستحيلة. فالمدينة المقترحة تمثل بحد ذاتها مشكلة، وتثير مخاوف بشأن المزيد من التهجير القسرى للفلسطينيين فى غزة، فضلًا عن الدعوات الإسرائيلية إلى النقل الطوعى للفلسطينيين إلى دول ثالثة.وتكمن الصعوبة القانونية فى عدة جوانب من الخطة، بدءًا من نقل السكان إلى المدينة، مرورًا بمنع الخروج منها، ووصولًا إلى تشجيع الهجرة من غزة. وإكراه السكان على المغادرة إلى هذه المنطقة، والانتقال من مكان إلى آخر، يخالف القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، ويُعتبر جريمة حرب تُضاف إلى سجل إسرائيل فى ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.وكان وزير دفاع الاحتلال قد كشف عن تفاصيل هذه الخطة، التى تقوم على إنشاء منطقة مغلقة فى جنوب غزة من الصفر، خلال هدنة محتملة مدتها 60 يومًا. وتستهدف الخطة فى مرحلتها الأولى نقل نحو 600 ألف نازح فلسطينى إلى هذه المنطقة، مع إقامة أربعة مراكز لتوزيع المساعدات تديرها منظمات دولية، على أن يتم نقل جميع سكان غزة لاحقًا. وبمقتضى هذه الخطة، سيخضع سكان غزة لعمليات تدقيق أمنى بهدف التأكد من عدم انتمائهم لحماس، وبمجرد دخولهم المنطقة، لن يُسمح لهم بالمغادرة.هذا السجن العملاق، على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية، وإصرار إسرائيل على البقاء فى محور موراج، يعطلان المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار فى غزة. كما أن موقف نتنياهو، الذى يماطل من أجل تأجيل الوصول إلى هدنة أو حتى اتفاق جزئى، يمثل أيضًا إحراجًا لإدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، الذى أعلن تفاؤله بقرب التوصل إلى صفقة، رغم عدم إعلانه العلنى لمعسكر مدينة الخيام.هذه الفكرة الشريرة تعود بالإنسانية إلى سنوات من الظلام، لأن حقوق الشعوب، وأولها الحرية، لم تعد من مفردات العالم «الحر»، أو بالأحرى «غير الحر». مرةً أخرى، لا، وألف لا، لمدينة الخيام هذه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحث فلسطيني: حماس جزء من تنظيم الإخوان وهذا ما يمنعها من دعم الموقف المصري
باحث فلسطيني: حماس جزء من تنظيم الإخوان وهذا ما يمنعها من دعم الموقف المصري

اليوم السابع

timeمنذ 26 دقائق

  • اليوم السابع

باحث فلسطيني: حماس جزء من تنظيم الإخوان وهذا ما يمنعها من دعم الموقف المصري

قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، محسن أبو رمضان، إن حركة حماس هي "جزء من تنظيم الإخوان"، معتبرًا أن هذا الارتباط هو ما يمنع الحركة من اتخاذ مواقف تتوافق مع الدور المصري. وفي حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح أبو رمضان أن تصريحات القيادي في حماس خليل الحية قوبلت برفض من الشعب الفلسطيني لأنها تمثل "إدانة للموقف المصري"، متابعا: "حماس يجب أن تراعي كل هذه العناصر التي ذكرتها، وتعيد النظر في طبيعة هذه الكلمة، وتؤكد على عمق العلاقة والترابط.. واعتقد أن الذي يمنع حتى الآن أن هذه الحركة مرتبطة في مؤسسات وهيئات واتصالات وعلاقات بالإخوان". وأشاد أبو رمضان بالدور المصري التاريخي والراهن، مشيرًا إلى أن مصر لا تزال وسيطًا في المفاوضات والهدنة الإنسانية، وأن 80% من المساعدات تدخل إلى غزة عبرها، إضافة إلى مؤتمر الجامعة العربية فى القاهرة وهناك خطة مصرية عربية دولية تقطع الطريق أمام التهجير ويؤكد أن اليوم التالي للحرب هو يوم فلسطين.

المبعوث الأمريكى ويتكوف: قضينا اليوم أكثر من 5 ساعات داخل قطاع غزة
المبعوث الأمريكى ويتكوف: قضينا اليوم أكثر من 5 ساعات داخل قطاع غزة

اليوم السابع

timeمنذ 26 دقائق

  • اليوم السابع

المبعوث الأمريكى ويتكوف: قضينا اليوم أكثر من 5 ساعات داخل قطاع غزة

قال المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إنه قضى اليوم أكثر من 5 ساعات داخل قطاع غزة ، مؤكدا أنه اجتمع بمسئولين في مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى. وأكد ويتكوف "زيارتى تهدف للمساعدة في وضع خطة لإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى سكان غزة". يذكرأن، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لموقع أكسيوس إنه يعمل على خطة لتوفير الطعام للناس في قطاع غزة. وأكد "نريد مساعدة الناس في قطاع غزة على العيش وكان ينبغي أن يحدث هذا منذ زمن طويل"، مضيفا "أشعر بقلق من التقارير عن المجاعة في غزة، لكن حماس مسؤولة عن سرقة وبيع ما يدخل إلى القطاع من مساعدات". وأشار ترامب إلى أن "ويتكوف يقوم بعمل عظيم، ولم أتلق حتى اللحظة إحاطة منه بشأن زيارته غزة"، ورفض ترامب التعليق على إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجى بشأن غزة إلى اتفاق شامل وقال "سترون قريبا".

التطاول على مصر والأردن لا يعكس موقف الشعب الفلسطيني
التطاول على مصر والأردن لا يعكس موقف الشعب الفلسطيني

خبر صح

timeمنذ 44 دقائق

  • خبر صح

التطاول على مصر والأردن لا يعكس موقف الشعب الفلسطيني

أعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' عن رفضها القاطع للتصريحات العدائية والتطاول السياسي والإعلامي الصادر عن بعض قيادات حركة حماس تجاه كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وأكدت أن هذه التصريحات لا تعكس موقف الشعب الفلسطيني، ولا تخدم قضيته الوطنية العادلة، بل تسيء إلى علاقاتنا العربية الأصيلة وتُضعف الإجماع القومي الداعم لنضالنا المشروع. التطاول على مصر والأردن لا يعكس موقف الشعب الفلسطيني مواضيع مشابهة: الحرس الثوري يكشف عن جواسيس إسرائيل في إيران وأكدت حركة فتح في بيانها، اليوم الخميس، أن مصر والأردن كانتا دائمًا سندًا حقيقيًا لشعبنا الفلسطيني في مختلف مراحل نضاله، منذ نكبة عام 1948 مرورًا بكل المحطات الوطنية المفصلية، وقد قدمتا تضحيات جسامًا، واحتضنتا ملايين الفلسطينيين، ودافعتا عن حقنا في الحرية والاستقلال في كافة المحافل الدولية. فتح: الإساءة لمصر والأردن لا تخدم سوى الأجندات الانقسامية وأضاف البيان: 'نؤكد أن أي إساءة للدولتين الشقيقتين لا تخدم سوى الأجندات الانقسامية والمشاريع الخارجية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتشتيت وحدة الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، إننا في حركة فتح نميز جيدًا بين الاختلاف السياسي الداخلي المشروع، وبين المساس بعلاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة التي لطالما كانت صمام أمان لقضيتنا ومصيرنا الوطني وأكملت الحركة الفلسطينية: 'نجدد تقديرنا العالي لجمهورية مصر العربية على دورها الكبير والمستمر برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم جهود وحدة الصف العربي والمنعة الفلسطينية، ورفع الحصار عن أهلنا في قطاع غزة، والدفاع عن حقوق شعبنا في كافة المحافل مقال مقترح: محكمة الاستئناف تعلن عن تعليق تنفيذ حكم إيقاف الرسوم الجمركية على ترامب وتابعت: 'نحيي المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، على دورها التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودعمها الثابت لحل الدولتين وحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967' كما أكدت حركة فتح رفضها ارتهان تنظيم الإخوان الخارج عن إرادة الأمة وأمنها القومي ارتهانًا جليًا لقوى خارجية تسعى لإصدار شهادة براءة لذمة الاحتلال من خلال التنكر لدور كل من مصر والأردن وكيل الاتهامات لأي من الحليفين الأوثق والأقرب لشعبنا جغرافيا. ودعت الحركة الفلسطينية إلى احترام وتقدير دور الدول العربية التي تقف القضية كوقفتها مع نفسها، بما يشمل الجهود المقدرة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج والمغرب العربي، وهي عمقنا الحضاري والقومي الذي لن تسمح فتح بقلقلة عرى ارتباطنا به أو انفصام عنه يندرج لا قدر الله في استحقاق اصطفافات مشبوهة لا تنتج سوى الخسران والخراب. وختمت حركة فتح قائلة: 'تدعو حركة فتح جميع القوى الفلسطينية إلى تحكيم العقل، والتوقف عن الخطاب التحريضي، والالتزام بالمسؤولية الوطنية الجامعة، واحترام علاقاتنا التاريخية مع عمقنا العربي الأصيل

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store