logo
غضب يمني من انهيار الخدمات في مناطق الشرعية

غضب يمني من انهيار الخدمات في مناطق الشرعية

Independent عربية٠٨-٠٢-٢٠٢٥

تتصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في اليمن مع توالي الانهيار المتسارع للخدمات العامة والأساسية في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وتسبب هذا الانهيار باشتعال موجة احتجاجات شعبية غاضبة في العاصمة الموقتة عدن (جنوب) لليوم الثاني على التوالي وسط مساعي الحكومة المعترف بها دولياً للمعالجة، سبقتها مطالب مجتمعية ضاغطة من قبل أبناء محافظة حضرموت (شرق) لتحسين الخدمات في المحافظة النفطية البارزة. في حين تواجه بوادر الاحتجاج بالقمع الرهيب في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية كما هي الحال باعتقالها وتغييبها لعدد من الناشطين والناشطات المطالبين بالحقوق وصرف المرتبات ووقف القمع الذي تمارسه.
وقطع المحتجون في عدن الشوارع الرئيسية للتنديد بانقطاع خدمة الكهرباء كلياً منذ ثلاثة أيام مرددين شعارات مناوئة بتقصير الشرعية ومتهمينها بممارسة ما وصفوها بسياسة التجويع واللامبالاة لمعاناة المواطنين بالتزامن مع انهيار جديد للعملة المحلية وارتفاع الأسعار.
سكان محليون أكدوا لـ"اندبندنت عربية" أن المحتجين الذين توافدوا في تجمعات غاضبة في مديريات المنصورة وخور مكسر والشيخ عثمان قطعوا الشوارع الرئيسية وأحرقوا إطارات السيارات ما تسبب في عرقلة حركة المرور متسائلين: أين الكهرباء والمياه وأين الحلول من الانهيار المتلاحق للعملة المحلية والارتفاع المتزايد للأسعار؟.
مساع لإطفاء الغليان
وعلى وقع هدير الغضب الجماهيري، حمل توجيه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى حكومته، بتسريع إجراءات توفير الوقود اللازم لإعادة تشغيل المنظومة الكهربائية في العاصمة المؤقتة عدن في مسعى رسمي لوقف تصاعد الغليان الشعبي ووعد بـ"التزام الدولة بتحمل كامل مسؤولياتها في تخفيف المعاناة".
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها عدن ليلة أمس (مواقع التواصل)
وفي الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مع رئيس الحكومة، أحمد عوض بن مبارك والوزراء والمسؤولين المعنيين بالملف الخدمي والاقتصادي المنهك، استعرض العليمي "الجهود المبذولة" للمعالجات المستعجلة لإعادة تشغيل الكهرباء وضخ المياه لأحياء عدن، "بما في ذلك الاستجابة من عضو المجلس سلطان العرادة، محافظ محافظة مأرب (النفطية) لزيادة كمية الوقود المرسلة لمحطات التوليد في عدن وعدد من المحافظات".
وتطرق إلى "الجهود المبذولة من قبل اللجنة المكلفة من مجلس القيادة بتطبيع الأوضاع في حضرموت، واحتواء تداعياتها على موارد الدولة وكفاءة الخدمات"، مؤكداً "تفهمه للاحتجاجات المطلبية السلمية بعدن". وشدد العليمي في الاجتماع المنعقد بالسعودية على "إنفاذ قرارات المجلس الرئاسي بعودة جميع المؤسسات للعمل من الداخل، والقيام بمسؤولياتها".
إسعاف عدن
ويتوقع أن يواصل الرئاسي اليمني لقاءاته الموسعة مع الحكومة لتدارس الأوضاع والتوصل للمعالجات والإصلاحات الاقتصادية، التي يرى مراقبون أنها لن تدم طويلاً ما لم تتخذ الشرعية سلسلة عميقة وملموسة من المعالجات ترتبط "بوقف الهدر والفساد وإعادة تصدير النفط والغاز" لتأمين الخدمات والسلع الأساس، والحد من تداعيات التضخم الحاد والتقلبات السعرية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأمس الأول أعلن رئيس الحكومة بن مبارك عن حلول إسعافية لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن التي تشهد انقطاعاً كلياً للخدمة لليوم الثاني على التوالي بعد منع حلف قبائل حضرموت مرور ناقلات النفط.
وذكرت وكالة سبأ الرسمية، أن بن مبارك، أجرى اتصالات مكثفة مع محافظ البنك المركزي "أحمد غالب"، ووزراء المالية، والكهرباء ومحافظ عدن للإشراف ومتابعة تنفيذ زيادة ضخ النفط الخام من حقول صافر لتغذية محطات الكهرباء في عدن بالوقود اللازم ابتداء من اليوم.
الحوثي سبب الكارثة
وتترجم صور المحتجين ذلك المشهد الكالح لملايين الجياع الذين امتلأت بهم البلاد جراء الانهيار التاريخي لسعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وهم يشاهدون نذر موجة مجاعة وعجز شرائي تام نتيجة الارتفاع الذي يفرضه هذا النزول على أسعار المواد الغذائية والضروريات.
وفي حين تفرض ميليشيات الحوثي سعراً وهمياً ثابتاً في المناطق الخاضعة لسيطرتها يقابلها ارتفاع كبير في الأسعار، اقترب سعر الدولار الواحد من 2300 ريال في مناطق الشرعية في أدنى مستوى له منذ ثلاثة أعوام كاشفاً الستار عن أسوأ مشهد اقتصادي يشهده اليمن، ومنذراً بتفاقم الأزمة الإنسانية على نحو أكثر شراسة، في ظل تساؤلات الملايين هناك عن دور السلطتين المسؤولتين على القطاعين المصرفي والاقتصادي في البلاد، فضلاً عن حال التردي غير المسبوق في قطاع الخدمات وفي مقدمها المياه والكهرباء وانقطاع الرواتب عن غالبية الموظفين العموميين، كتبعات رسمها انقسام البلاد بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية من دون حل منظور.
ويأتي الانخفاض التاريخي وسط انقسام رأسي عميق في المؤسسات المالية والنقدية المتدهورة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، على رغم جملة المعالجات والقيود المؤقتة التي انتهجتها الأخيرة وفرضتها على قطاع الصرافة بالعملات الأجنبية في مدينة عدن، قبل أن تعاود عملية الانهيار مجدداً خلال الأيام المنصرمة.
وترجع الحكومة اليمنية كل تلك التبعات لتكبدها خسائر اقتصادية تقدر بنحو ملياري دولار جراء توقف تصدير النفط الخام عقب استهداف جماعة الحوثي موانئ نفطية جنوب وشرق البلاد أواخر عام 2022، وللسماح بالتصدير، اشترطت الميليشيات حصولها على نصيب الأسد من عائدات النفط وهو ما رفضته الحكومة الأمر الذي يحول دون إعادة التصدير وبالتالي حرمان اليمنيين من دخلهم القومي الرئيس، إضافة إلى تكبد الحكومة شراء المشتقات النفطية الخاصة بالتشغيل التي يستهلك منها مئات الملايين من الدولارات شهرياً، كما يوجد في البلاد بنكان مركزيان متنافسان أحدهما خاضع للحكومة المعترف بها في عدن والآخر لجماعة الحوثي في صنعاء.
وعادة ما يؤدي انهيار الريال إلى زيادة كبيرة في أسعار السلع الضرورية نتيجة لاعتماد البلاد على استيراد السلع والمواد الغذائية من الخارج.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الحلول الممكنة لانعاش الاقتصادي المتردي واستقرار العملة لن يحدث من دون كبح جماح المضاربة التي تحتاج إلى قرارات جريئة من قبل المجلس الرئاسي والحكومة، تتمثل في إعادة تفعيل المصادر المعطلة ومنها تصدير النفط والغاز وتنمية الموارد المحلية وضبط عملية الإنفاق وتقليص المدفوعات الخارجية، إضافة إلى ضرورة تفعيل أدوات السياسة النقدية للبنك المركزي والسيطرة على سوق الصرف، وإعادة الثقة للجهاز المصرفي الرسمي وإنهاء حال العشوائية التي تسود سوق الصرف.
توقف ضخ الكلى
وترجمة لحال التردي غير المسبوق، أعلن قسم الغسيل الكلوي بمستشفى الجمهورية الحكومي في عدن عن توقفه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود الخاص بمولدات التوليد التابعة للمستشفى، وهو ما تسبب بتراكم حالات مرضى الفشل الكلوي المعتمدين على جلسات الغسيل الدورية، قبل أن يعلن المستشفى اليوم الجمعة معاودة التشغيل بعد معالجات حكومية إسعافية.
ووفقاً لسكان محليين، دفعت هذه الحال عدداً من مرضى القلب والكلى الذين يعتمدون على نوعيات من الأجهزة الكهربائية للخروج إلى المحلات التجارية التي يعمل بعضها بمنظومات الطاقة الشمسية لشحن الأجهزة الطبية الخاصة بهم.
حرص الميليشيات
ويلحظ الاهتمام الحوثي المستجدات الجارية في مناطق الشرعية عدن التي أولاها اهتماماً إعلامياً بالغاً تمثل بشن كيل من عبارات السخرية والنقد ضد الشرعية. وفي صورة الحريص على أوضاع الناس هناك، اتهموها بالتقصير في واجباتها تجاه المواطنين في الجنوب.
ودعا القيادي في الميليشيات، نصر عامر، "إلى استمرار العمل الإعلامي بفعالية لمساندة المواطن المغلوب على أمره والمظلوم في عدن".
ومع ما تبديه الجماعة من تعاطف قادتها مع أبناء عدن جراء تردي الخدمات تساءل الناس عن رفضها القاطع دفع المرتبات وعدوا حرصها مزايدة معتادة دأبت الجماعة انتهاجها واستغلال تردي الخدمات للنفاذ عبرها لتشويه خصومها، وتأليب الناس ضد الحكومة المعترف بها دولياً، في مسعى لصرف النظر عن ممارساتها بالتزامن مع الدعوات الشعبية بإنهاء مشروعها المدعوم من إيران في اليمن في ظل المتغيرات الدولية ضد الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قائد عسكري سابق: كييف لا يمكنها استعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفياتي
قائد عسكري سابق: كييف لا يمكنها استعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفياتي

Independent عربية

timeمنذ 38 دقائق

  • Independent عربية

قائد عسكري سابق: كييف لا يمكنها استعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفياتي

نقل موقع إخباري أوكراني عن القائد العسكري السابق فاليري زالوجني القول أمس الخميس إن على أوكرانيا التخلى عن أي فكرة لاستعادة حدودها التي تأسست مع انهيار الحكم السوفياتي عام 1991 أو حتى تلك التي تعود لبداية الغزو الروسي الشامل عام 2022. وكان زالوجني، الذي يشغل الآن منصب سفير أوكرانيا في لندن، قائداً للقوات المسلحة لبلاده حتى فبراير (شباط) 2024. وجرى إعفاؤه من منصبه العسكري بعد أشهر من تقارير ظلت تشير لوجود خلافات بينه وبين الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ولطالما دعا زيلينسكي وشخصيات أخرى إلى طرد القوات الروسية والعودة إلى حدود أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي عام 1991، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في عام 2014. ونقل موقع "آر بي كيه أوكرانيا" الإخباري عن زالوجني قوله لمنتدى في كييف "آمل ألا يكون هناك أشخاص في هذه القاعة لا يزالون يأملون في حدوث معجزة تجلب السلام لأوكرانيا وحدود عام 1991 أو 2022". وأضاف "رأيي الشخصي هو أن العدو لا تزال لديه الموارد والقوات والوسائل لشن ضربات على أراضينا ومحاولة القيام بعمليات هجومية محددة". وذكر زالوجني أن روسيا تخوض حرب استنزاف منذ عام، وأنه نظراً لقلة عدد القوات الأوكرانية وظروفها الاقتصادية الصعبة، فإن الأمل الوحيد هو الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة. هجمات أوكرانية بمسيّرات تشلّ مطارات موسكو عُلّقت حركة الطيران أمس الخميس حول موسكو بسبب هجمات أوكرانية بمسيّرات، وفق وزارة الدفاع الروسية التي أعلنت اعتراض ما مجموعه نحو مئة طائرة من دون طيار، بينها 35 لدى اقترابها من العاصمة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن "الدفاعات الجوية اعترضت ودمّرت 105 مسيّرات أوكرانية" في المجموع. من جهته كتب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على منصة تيليغرام أن "أجهزة الإغاثة تعمل في المواقع التي سقط فيها أجزاء حطام". مساء، أشار رئيس البلدية إلى أن 11 مسّيرة جديدة تم اعتراضها لدى اقترابها من المدينة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) من جهته أشار سلاح الجو الأوكراني إلى أن روسيا أطلقت ليلا "128 مسيّرة هجومية" تم اعتراض أكثر من 112 منها. ويطلق الجيش الأوكراني بانتظام مسيّرات محمّلة متفجرات باتجاه الأراضي الروسية رداً على الضربات الروسية التي تستهدف أراضيه يوميا منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أن موسكو نادرا ما تُقصف. وتم تعليق الرحلات في مطارات عدة في العاصمة الروسية الخميس، وفق وكالة الطيران المدني الروسية، بما في ذلك مطار شيريميتييفو الدولي الرئيسي، فضلاً عن مطارات فنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي. إلى الآن، يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوات كييف وواشنطن والأوروبيين لوقف إطلاق نار مستدام. تسيطر روسيا حالياً على نحو 20 في المئة من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014. تقدّر حصيلة القتلى بعشرات الآلاف، وقد دفعت المعارك ملايين الأوكرانيين إلى الفرار من مدن وقرى شرق البلاد وجنوبها. مجموعة السبع تتوعد بتكثيف الضغط على روسيا أيد وزراء المال في مجموعة السبع أمس الخميس تكثيف الضغط على روسيا بما يشمل فرض عقوبات جديدة، إذا واصلت مقاومتها الجهود الهادفة إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وأورد الوزراء في بيان ختامي أصدروه إثر اجتماعهم في كندا "إذا لم تتم الموافقة على وقف إطلاق النار، سنواصل النظر في كل الخيارات الممكنة بما فيها خيارات لممارسة أكبر قدر من الضغط على غرار فرض عقوبات".

الاقتصاد النقدي في بلادنا وفر بيئة جاذبة للمضاربة بسعر الصرف
الاقتصاد النقدي في بلادنا وفر بيئة جاذبة للمضاربة بسعر الصرف

حضرموت نت

timeمنذ 2 ساعات

  • حضرموت نت

الاقتصاد النقدي في بلادنا وفر بيئة جاذبة للمضاربة بسعر الصرف

هذا المقال يهدف إلى تحليل كنة وطبيعة الاقتصاد في مناطق الشرعية والخروج برؤية . ومن أجل ذلك علينا أن نفرق بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد النقدي والاخير تناغم مع غياب أو ضعف مؤسسات الدولة وانحسار الموارد وفتح ٱفاقا لانتشار وتوسع ظاهرة الفساد . نقصد بالاقتصاد الحقيقي ذلك الجزء من الاقتصاد الذي يولد النمو الاقتصادي ويخلق الوظائف ويزيد من الإنتاج والإنتاجية ويوجه الاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية.اما الاقتصاد النقدي فنعني به تلك النشاطات المرتبطة بتداول النقود والاموال دون أن تنعكس على زيادة الإنتاج أو تحسين معيشة الناس كما هو حاصل في بلادنا. منذ بدء الأزمة السياسية والاقتصادية مرورا بانتقال البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر 2016وقعت البلاد في فخ الاقتصاد النقدي على إثر توقف انتاج وتصدير النفط والغاز اعتبارا منذ 2015 ومغادرة شركات النفط الأجنبية ومعه توقف الاستثمار الخاص والعام التي بناء عليه فقط ينمو الناتج المحلي الإجمالي ويتحسن الوضع المعيشي للناس . حينها لم يسارع الأشقاء بتعويض اليمن عن توقف انتاج وتصدير النفط الذي كان يرفد الموازنة العامة ب 70 في المائة من الموارد ويشكل أكثر من 34 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي . ومنذ ذلك الوقت تراجعت الموارد العامة السيادية الضريبة و الجمركية التي تغذي حساب الحكومة بالبنك المركزي وبشكل حاد واختفت تقريبا في نهاية المطاف . إلى هنا القصة واضحة و معروفة . لكن في هذه الظروف كان الخيار الوحيد أمام حكومة الشرعية ومعها بنكها المركزي عدن الذي استنزفت احتياطياتة النقدية البالغة 5.2مليار دولار المثبتة نهاية 2014 قبل انتقال البنك المركزي إلى عدن لذلك كان الخيار الوحيد المتاح أمام الحكومة للوفاء برواتب موظفي الدولة المدنيين والعسكريين يتمثل في توفير السيولة المحلية عبر الاصدار التضخمي للعملة عبر طباعة العملة في الخارج وهي عملية سهلة وغير مكلفة كثيرا لكن كان لها تكلفه اجتماعية واقتصادية باهظة للغاية وبذلك امام هذه الأوضاع الصعبة بدأت مرحلة من طباعة النقود المفرط حدث ذلك بدافع الضرورة من اجل الوفاء برواتب موظفي الدولة والنفقات التشغيلية للمؤسسات. وتاسيسا على ذلك كانت تخرج من البنك المركزي أكثر من 85 مليار ريال شهريا كرواتب ونفقات تشغيلية لكنها لاتعود مجددا الى البنك المركزي عبر افرازات النشاط الاقتصادي بل تستقر لدى شركات الصرافة ووحداتها وبدرومات المؤسسات التجارية والمصرفية حتى وصل حجم المعروض النقدي خارج القطاع المصرفي نهاية 2021 أكثر من خمسة ترليون ريال وهو رقم يفوق حجم الاقتصاد وحاجة المبادلات الاقتصادية. وهنا ولد وتعاظم الاقتصاد النقدي بعيدا عن الاقتصاد الحقيقي حدث ذلك بالتوازي مع عجز متزايد عن تحصيل الموارد العامة للدولة . نقول هذا لأن هذه الكمية الضخمة من السيولة كان يجري ضخها للسوق بعيدا عن القنوات المصرفية التي تعطل دورها بفعل العقوبات الدولية وفقدان الثقة بها داخليا عدا عن انقسامها بين عدن وصنعاء والتي كان يجب أن تعيد ضخها في شكل استثمارات وقروض واستهلاك منتج وبدلا عن ذلك استقرت الكتلة النقدية الكبيرة لدى شركات الصرافة كما أسلفنا و التي أصبحت تتحكم فعليا في سوق الصرف الأجنبي وتضارب بالعملة خاصة مع توسع دورها في تصريف العملات الأجنبية التي تدخل البلاد كرواتب للقوات المدعومة من قبل دول التحالف العربي إضافة إلى تحويلات المغتربين. وبتعطل الدورة الاقتصادية لم تتغير الكتلة النقدية حتى مع عملية بيع الدولار عبر المنصة الإلكترونية لأن مايتم سحبة من فائض السيولة يعاد انفاقه مرة أخرى كرواتب لموظفي الدولة وبذلك بقت هذه العملية تشبه عمل نافورة الماء تكرر نفسها .. لكن هذه الكتلة النقدية جرى تدويرها في دائرة مغلقة غير منتجة وغير ذات صلة بالاستثمار الحقيقي وهذه هي المعضلة الحقيقة والحلقة المفرغة في الاقتصاد . وهكذا وجدت البلاد نفسها في حالة دورة اقتصادية معطلة وسيطرة متزايدة للصرافين على سوق العملات وتضاؤل قدرة البنك المركزي في التحكم بالادوات النقدية خاصة في ظل الحرب الاقتصادية التي تشنها صنعاء بجدارة وفرض ظروف القوة القاهرة على صادرات النفط . وكانت النتيجة التي ترافقت مع عمليات المضاربة بسعر الصرف بهدف التربح والاثراء تتمثل فيما يلي : ـ تٱكل مستمر في قيمة العملة الوطنية . وتضخم ينهك القدرة الشرائية للمواطن ـ وبيئة اقتصادية غير مواتية تهدد أي أفق للتعافي الاقتصادي . رؤية لمواجهة الوضع : أمام هذه التحديات الناتجة عن الاختلالات الاقتصادية الكلية وفي الموازنة العامة للدولة على وجه الخصوص و في ظل غياب الاستثمارات في البنية الاقتصادية والإنتاجية العامة والخاصة وتسيد الاقتصاد النقدي تحت عنوان المضاربة بسعر الصرف . تبقى المساعدات الخارجية تؤدي وظيفة إسعافية ودورها مؤقت لكن بعيدا عن الحلول الاقتصادية المستدامة . ولذلك لابد أن يتجه الجزء الأكبر من العون الخارجي نحو التنمية المستدامة المولده للدخل والوظائف والنمو الاقتصادي على ان يجري ذلك عبر اتباع السياسية الاقتصادية والنقدية الرشيدة تعزيز الدور السيادي للعملة الوطنية بعد أن فقدت العديد من وظائفها ومنها وظيفتها الإدخارية وعبر التخفيف من دولرة الاقتصاد عبر فرض القانون وتعزيز دور البنوك للقيام بدورها الاقتصادي والاجتماعي والعمل على إجراء تحسن ملموس ومضطرد في حجم وكفاءة الموارد العامة واستخدماتها والبدء بتصدير النفط والغاز . وهذه هي المداخل لمواجهة الأزمة الاقتصادية والتغلب على التحديات التي يجب على حكومة الشرعية التغلب عليها لتوفير بيئة جديدة ٱمنه تؤمن بدء مرحلة جديدة من الاستقرار والتعافي الاقتصادي في البلاد . عدن 22مايو 2025 ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟
وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟

تجادل هذه المقالة بأن معظم معاركنا العربية-العربية الكلامية على صفحات الإعلام الاجتماعي (الـ"سوشيال ميديا") هذه الأيام هي من نسج الفبركات، وأن وراءها حسابات وهمية، وأخرى مزيفة، ولعلها مخططة ومدروسة، فالوهمي يتخذ اسماً حركياً غالباً ما ينتسب للطيور وللحيوانات، الطائر الملون والأسد الهصور والغزال الشارد والسلحفاة الطائرة وهكذا... بينما تتخذ بعض الحسابات أسماء علم مثل عبدالله سعد وسعد العجمي وخالد المطيري وفهد البغدادي ومدحت المصري إلخ. لكن المتابع لا يمكن أن يلغي النقائض في التوصيف والتنميط، أي إننا ننمّط بعضنا بعضاً بمجالسنا الخاصة في الغالب، ولكن هناك من يراقب ويتابع ويدرس كيف ننظر إلى بعضنا بعضاً كمجاميع عربية بحسب التجمعات الجغرافية، فيختار من هذه التوصيفات ما يثير التراشق والغضب والحنق، بالتالي معارك على حسابات الـ"سوشيال ميديا". فأهل الخليج عند بعض العرب "الغاضبة"، على سبيل المثال، بدو متخلفون وهمج لا يفهمون، يركبون الجمال ويأكلون الضبان، بل هم أنكى من ذلك بأن وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم أعراب وأشد الناس كفراً ونفاقاً. لكنهم "بعين الرضا" عند عرب آخرين أهل الكرم والمروءة والشمائل العربية الحميدة، يغيثون الملهوف ويعينون المحتاج ويساندون القضايا العربية ويقدمون المساعدات النفطية والبترودولارية لكل العرب الآخرين. وزد على هذا أن نبي الإسلام واحد منهم وعندهم الحرمان الشريفان. وينظر بعض العرب إلى الفلسطينيين نظرة تعميمية سوداوية غير إنسانية بالمرة، غدارون منافقون حاقدون باعوا أرضهم ويقتتلون في ما بينهم ويتكسبون على قضيتهم. لكن المناقض لهذا التوصيف يصف مَن يقولون ذلك بالصهينة وخذلان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويرى أن الفلسطينيين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي والثمين من الأرواح والممتلكات، نضالاً من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العراق مهد الحضارات البشرية ومنبع الكتابة والقوانين منذ أيام قانون حمورابي، وهو سومر وبابل وعاصمة الخلافة العربية العباسية ومحج الثقافة والعلم والفنون قروناً طويلة. لكن النقضاء العرب يسمونه أرض النفاق والشقاق وقتلة آل البيت والغدر والانقلاب والدموية البشعة ومنبع للخزعبلات والخرافات. مصر هي سبعة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية، وهي بلد الثقافة والعلم والأزهر والتقدم وقلب العروبة النابض، منها خرج المعلمون والمثقفون والفنانون والنحاتون والرسامون والمهندسون، لكن مناقضي هذا القول يرددون ما نسب لعمرو بن العاص زوراً، "أرضها ذهب ونساؤها لعب والأمر فيها لمن غلب". ولا يرون في مصر شيئاً من الجمال ويتهمون أهلها بأبشع الصفات والأوصاف. أما ما يقوله عرب المغرب العربي عن بعضهم، فقد لا يكون صالحاً للنشر، وما يقوله السودانيون في الشمال عن السودانيين بالجنوب قول عنصري لا يليق بالقلم في هذا المقام، وهكذا، فلا تكاد توجد منطقة عربية داخل البلد الواحد إلا ولها تصنيف متناقض عند المناطق الأخرى. والحق أن هذه النقائض ليست حكراً علينا في المنطقة العربية، فكل دول العالم لديها تصنيفات وتنميط لبعضها بعضاً يصعب التطرق إليهما بشمولية في هذه المقالة، لكن ما يهم هنا هو تصنيف وتنميط العرب لبعضهم بعضاً، وهو تنميط في غالبه سيئ هذه الأيام، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوحي بأن "وراء الأكمة ما وراءها". ففجأة تشتعل حرب إعلامية بين مصر والسعودية، وبين سوريا والعراق، وبين الجزائر والمغرب بل بين داخل دول الخليج نفسها وهلم جرا. وتستخدم في هذه الحروب كافة أسلحة التنميط الشامل الذي يعم ولا يخص، وكل أدوات التصنيف التعميمية على البلدان بكل شعوبها وطوائفها وأجناسها. أمر خطر أن تنجرف الناس لحروب النقائض هذه، وأخطرها جميعاً حروب الطوائف من وراء الشاشات وامتشاق لوحات المفاتيح لخوضها، فقديماً قيل، "الحرب أولها كلام". العقلاء هم مطافئ هذه الحروب، وأنجع سلاح لمقاومتها تجاهلها وتجنبها وعدم تصديق من يقف وراءها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store