logo
كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟

كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟

اخبار الصباحمنذ 2 أيام

أعلنت أوكرانيا، أمس الأحد، أنها نفذت واحدة من أكثر عملياتها الخاصة جرأة منذ بدء الحرب موجهة ضربة واسعة بالطائرات المسيرة في العمق الروسي. وأفادت بعض التقارير الغربية أن الضربة الأوكرانية دمرت أو عطّلت أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية في قواعد جوية متعددة.
وبشكل عام، استهدف بوضوح أهمّ الأصول الجوية الإستراتيجية الروسية، والتي لا يُمكن استبدالها بسرعة أو بتكلفة مناسبة. ووفق البيان الصادر عن الهيئة العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عبر حسابها على تطبيق تليغرام، فإن الضربة تسببت في خسائر مبدئية تتجاوز ملياري دولار. في حين نقلت "سي إن بي سي" تقديرات أولية للاستخبارات العسكرية الأوكرانية تشير إلى أن خسائر الطيران الإستراتيجي الروسي بلغت نحو 7 مليارات دولار.
هذه الخسائر لا تشمل الطائرات المدمرة فحسب، لكنها تأخذ بالحسبان أيضا الذخائر والوقود والبنية التحتية التي دُمرت في انفجارات ثانوية. وبينما لم يتم التحقق من الأضرار الكاملة المدعاة من جهات مستقلة حتى الآن، فإن حتى التقديرات المتحفظة تشير إلى انتكاسة عسكرية كبيرة وخسائر بمليارات الدولارات ما يعد ضربة قاسية لقدرات موسكو الجوية في ظل استنزاف الموارد العسكرية الروسية.
غزوة أوكرانية في العمق الروسي
تضمنت العملية، التي أُطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت" (Web)، استخدام عشرات الطائرات المسيرة لتوجيه ضربات متزامنة نحو أهداف عسكرية حيوية في العمق الروسي. ووفقا للخطاب المسجل الذي أذاعه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعقاب الهجوم، استُخدمت 117 طائرة مسيرة في العملية نجحت وأصابت حوالي 34% من حاملات صواريخ كروز الإستراتيجية الروسية في المطارات والقواعد المستهدفة.
وأكد الرئيس الأوكراني كذلك أن قواته التي نفذت العملية انسحبت من الأراضي الروسية في الوقت المناسب، وهو ما نقله أيضا الصحفي الأوكراني سيرغي براتشوك عن مصادر في جهاز الأمن الأوكراني أكدت أن الأشخاص الذين شاركوا في هذه العملية الخاصة التاريخية "موجودون في أوكرانيا منذ فترة طويلة، وأن أي اعتقالات يعلنها نظام بوتين لن تكون لها صلة حقيقية بالعملية".
وأشار زيلينسكي كذلك إلى أن الإعداد للعملية استغرق عاما كاملا و6 أشهر و9 أيام (أكثر من 18 شهرا) من بدء التخطيط وحتى التنفيذ الفعلي ما يجعلها العملية الأطول مدى للأجهزة الأمنية والعسكرية الأوكرانية منذ بدء الحرب. وقد ضربت الطائرات المسيرة في وقت واحد عبر 3 مناطق زمنية مختلفة، وهبطت على 4 قواعد جوية روسية رئيسية.
وتقول مصادر أوكرانية إن القواعد التي ضُربت هي بيلايا في منطقة إيركوتسك، في عمق سيبيريا على بُعد أكثر من 4 آلاف كيلومتر من حدود أوكرانيا، وأولينيا في مورمانسك، بالقرب من أقصى شمال غرب روسيا، وديغيليفو في منطقة ريازان، وهي منطقة مركزية استخدمتها القاذفات الإستراتيجية الروسية لفترة طويلة، ومطار إيفانوفو، شمال شرق موسكو.
وكما تشير مقاطع الفيديو المتداولة عن وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لم يجر منها بشكل مستقل، تعرضت القاعدة الجوية الروسية في أولينيغورسك، في منطقة مورمانسك، للهجوم أيضا. كذلك لوحظت انفجارات وألسنة لهب في مقر الأسطول الشمالي الروسي في مورمانسك الذي يضم بعضا من أكثر الغواصات الروسية كفاءة، مثل الغواصات من فئة "ياسن" (yasen) التي تعمل بالطاقة النووية، ومجهزة لإطلاق صواريخ كروز. من جانبها، نفت موسكو تعرض أسطولها الشمالي لأي هجمات.
كيف تم شن الهجوم؟ وما أبرز الأضرار؟
انطوت العملية الأوكرانية على نوع من التخطيط المعقد وبعيد المدى. فعلى مدار أشهر طويلة نُقلت طائرات مسيرة صغيرة "من منظور الشخص الأول" (FPV) -وهي مسيرات تدار عن بعد من قبل أشخاص يرون على الشاشة ما تظهره كاميرات المسيرة- وتم إخفاؤها استعدادا لوقت الهجوم. وبالتزامن، جرى أيضا نقل هياكل لـ"كبائن" خشبية متنقلة تشبه المنازل الروسية، ليتم تجميعها سرا داخل الأراضي الروسية في مستودعات مستأجرة خصيصا لهذا الغرض منها مستودع في منطقة تشيليابينسك، التابعة لمقاطعة سفيردلوفسك، جرى استئجاره بمبلغ 350 ألف روبل (حوالي 4500 دولار) وفق ما أورده المدون العسكري الروسي سيرغي كوليسنيكوف.
ومع قدوم ساعة الصفر، قام العملاء الأوكرانيون بتجهيز الكبائن مع إخفاء الطائرات المسيرة تحت أسقفها، وفي اللحظة المناسبة، تحركت الكبائن المتنقلة إلى المواقع المناسبة قرب القواعد الروسية ثم فُتحت النوافذ على الأسطح، وانطلقت الطائرات المسيرة التي يتم التحكم بها عن بعد لتشق طريقها بهدوء نحو أهدافها.
وكانت معظم الأهداف ذات قيمة عالية. ومن بين الطائرات التي أُصيبت، بحسب المصادر الأوكرانية، قاذفات إستراتيجية من طراز توبوليف مثل "تو-95 إم إس" (Tu-95MS) و"تو-22 إم 3″ (Tu-22M3) وهما العمود الفقري لضربات الصواريخ بعيدة المدى الروسية، بالإضافة إلى طائرة إنذار مبكر واحدة على الأقل من طراز "إيه -50" (A-50) تُستخدم لتنسيق العمليات الجوية. وقد أظهرت لقطات غير واضحة نشرها جهاز الأمن الأوكراني صفا من القاذفات الروسية تلتهمها النيران، ويتصاعد الدخان الأسود من هياكلها.
أكثر من ذلك هناك مزاعم، لم تُؤكد حتى الآن، بأن الضربة الأوكرانية دمرت قاذفات من طراز "توبوليف-160 بلاك جاك" (Tu-160) في الهجوم، وهي ملكة القذائف الإستراتيجية الروسية، والملقبة بـ"البجعة البيضاء". وزعم الصحفي الأوكراني ألكسندر كوفالينكو على تليغرام "تدمير قاذفتين من طراز توبوليف-160 في مطار بيلايا"، مشيرا إلى إلحاق أضرار بالغة بهما تجعل من غير المرجح أن ينجح المجمع الصناعي الروسي في إعادتهما للخدمة قريبا.
وأشار كوفالينكو أن روسيا توقفت منذ فترة طويلة عن تصنيع جميع جميع قاذفات الصواريخ الإستراتيجية وتكتفي بإجراء تحسينات على أسطولها الذي يعود إلى العصر السوفياتي ما يجعل التداعيات الإستراتيجية للخسارة أكثر فداحة.
وإذا تأكدت هذه الأنباء (أو الجزء الأغلب منها)، فإن الغارة تُمثل واحدة من أعمق الضربات الأوكرانية وأكثرها تدميرا على الأراضي الروسية منذ بدء الحرب عام 2022، حيث اخترقت قواعد جوية كانت تُعتبر في السابق منيعة على بُعد مئات أو آلاف الكيلومترات من الجبهة، مخلفة خسائر بمليارات الدولارات، والأهم أنها مست أصولا عسكرية إستراتيجية ترتبط مباشرة بالردع النووي الروسي وهو ما يرفع مستوى المخاطر، وينذر بتصعيد روسي كبير.
رد الفعل الروسي
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، رصدت الصور وروايات شهود العيان وجود فوضى في القواعد المستهدفة، حيث ظهرت أجزاء متفحمة، وطواقم إطفاء على المدرجات، ومحاولات لحماية الطائرات المتبقية، وأكد إيغور كوبزيف، حاكم إقليمي روسي من إيركوتسك، في بيان على تطبيق تليغرام، وقوع هجوم بطائرة مسيرة على مطار بيلايا، وأن الطائرات المسيرة "أُطلقت من شاحنة" قرب القاعدة ما يعني أن الخطة حدثت بالفعل.
في البداية، قللت وزارة الدفاع الروسية من شأن تأثير الهجمات، واصفة إياها بأنها "عمل إرهابي" فاشل من قِبل أوكرانيا. وفي بيان صدر الأحد، أكدت موسكو وقوع ضربات في "5 مناطق" في روسيا، بما في ذلك المناطق الأربع التي حددتها أوكرانيا، لكنها أصرت على أنه "تم صد جميع الهجمات".
وفي غضون ساعات من تأكيد الضربات، أطلقت روسيا وابلا من الصواريخ والطائرات المُسيّرة على المدن الأوكرانية خلال الليل، فيما قد يبدو أنه هجوم انتقامي، وقالت السلطات الأوكرانية إن 472 طائرة مُسيّرة -معظمها إيرانية الأصل من طراز شاهد- إلى جانب العديد من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز أُطلقت على الأراضي الأوكرانية، وأكدت كييف أن دفاعاتها نجحت في "تحييد" 385 هدفا جويا.
ويبرز الرد الروسي مدى التباين في الطريقة التي تستخدم بها كل من كييف وموسكو المسيرات في الحرب، فبينما تستخدم أوكرانيا الطائرات المسيرة "بحساب" لضرب أهداف عالية القيمة، تطلق روسيا أيضا طائرات مسيرة منخفضة التكلفة في أسراب كبيرة بهدف إغراق الدفاعات الأوكرانية وإضعاف معنويات المدنيين من خلال هجمات ليلية متواصلة، لكن من دون التركيز على أهداف إستراتيحية واضحة.
وقد وصف تحليل حديث أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) هجمات طائرات "شاهد" (التي يجري حاليا تصنيعها في روسيا بأعداد كبيرة) الروسية المتواصلة بأنها "تحول أوسع نحو حرب استنزاف قائمة على إغراق أنظمة الدفاع الجوي بهجمات ساحقة". ولكن بغض النظر عن اختلاف طبيعة الضربات، يشعر الخبراء بالقلق من أنه مع تزايد اعتماد كلا الجانبين على الطائرات المسيرة، قد يدخل الصراع مرحلة جديدة من حرب الاستنزاف الجوي، حيث تتعرض المدن والقواعد على حد سواء لضربات الطائرات المسيرة على مدار الساعة.
المسيرات تغير قواعد اللعبة
لم ينشأ نجاح عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية من العدم، بل هو جزء من ثورة أوسع في حرب المسيرات تسارعت في الصراعات الأخيرة. ويشير المحللون العسكريون تحديدا إلى حرب مرتفعات قره باغ التي استمرت 44 يوما بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020 كنقطة تحول أثبتت فيها المسيرات أنها يمكن أن تكون حاسمة. في ذلك الصراع، ساهمت المسيرات في تعطيل عدد كبير من الدبابات الأرمينية والمركبات القتالية ووحدات المدفعية والدفاعات الجوية. كما أدَّى تغلغل المسيرات في عمق ناغورنو قره باغ إلى إضعاف خطوط الإمداد الأرمينية والخدمات اللوجيستية.
ووفقا لتقرير صادر عن "المركز الأوروبي للتميز في مكافحة التهديدات الهجينة" (hybrid Coe) في فنلندا، قدمت هذه الحرب "لمحة عن التأثير الحاسم الذي يمكن لقدرات الطائرات المسيرة أن تُحدثه على نتيجة الحرب. وفي غضون 6 أسابيع فقط، أثبتت قدرات حرب الطائرات المسيرة أنها العامل الهجومي الحاسم الذي غيّر قواعد اللعبة لصالح أذربيجان، "مما سمح لها باستعادة الأراضي من خصم متحصن".
وأشار التقرير إلى أن أولئك "غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم بشكل صحيح ضد نواقل الهجوم القائمة على الطائرات المسيرة تحولوا فعليا إلى مجرد ضحايا في ساحة المعركة". وبعبارة أوضح، منحت الطائرات المسيّرة حتى الدول الصغيرة ذات القوة الجوية المتواضعة (وحتى بعض التنظيمات والكيانات من غير الدول) مدى دقيقا للضربات كان حكرا في السابق على القوى العظمى، وهو تحوّل نموذجي يتردد صداه الآن في جميع الجيوش حول العالم.
عززت تجربة الحرب في أوكرانيا منذ عام 2022 هذا الدرس، حيث لم ينجح أي من الجانبين في تحقيق تفوق جوي كامل بالطائرات المأهولة، وقد أتاح هذا الجمود الجوي فرصة للطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة لملء الفراغ. وعلى إثر ذلك، استخدمت أوكرانيا وروسيا طائرات مسيّرة في جميع مستويات القتال، بدءا من المسيرات الرباعية والمروحيات الصغيرة المستخدمة للاستطلاع وإسقاط القنابل، وصولا إلى الطائرات المسيّرة الأكبر حجما والمسلحة للضربات بعيدة المدى.
وكما يلاحظ المارشال الجوي المتقاعد جوني سترينجر من القيادة الجوية المتحالفة لحلف شمال الأطلسي، فإن الطائرات المسيّرة قد "أضفت طابعا ديمقراطيا على القوة الجوية". تاريخيا، كان التفوق الجوي حكرا على الدول الغنية التي تمتلك أساطيل من الطائرات المتطورة والطيارين المدربين، لكن "انتشار الطائرات المسيرة الصغيرة بأسعار معقولة قلل بشكل كبير من هذه العوائق". وأضاف الخبير أنه في الصراعات الحديثة، "يمكنك القيام بمعظم أدوار القوة الجوية، إن لم يكن جميعها، مقابل ثمن طائرة مسيّرة وجهاز حاسوب محمول وبعض الخيال".
وتشهد الحرب في أوكرانيا على ذلك، فمع نشر روسيا أسرابا من قاذفات "سو-34" وطائرات هليكوبتر هجومية منذ بداية الحرب، ردت أوكرانيا بأسطول متنوع من الطائرات المسيرة -من نوع بيرقدار تركية الصنع إلى مسيرات تجارية معدلة محليا- للقيام بالمراقبة واستهداف دروع العدو، وحتى ضرب أهداف إستراتيجية داخل روسيا كما نشاهد الآن.
والنتيجة هي تكافؤ فرص في الجو أكثر بكثير مما توقعه أي شخص. وتوضح دراسة أجريت عام 2024 في "مجلة القوة الجوية" (The air power Journal) أن حرب روسيا وأوكرانيا وقبلها حرب ناغورنو قره باغ أثبتتا خطأ التوقعات بشأن سرعة حسم معركة التفوق الجوي، حيث لم يتحول أي من الصراعين إلى حملة جوية أحادية الجانب؛ بل أجبرت "الدفاعات الجوية متعددة المستويات" الطائرات المأهولة على الابتعاد، وكان للانتشار الواسع للطائرات المسيرة منخفضة التكلفة ومتعددة الاستخدامات "تأثير تحويلي، إذ زاد من سرعة القتال ومداه وفتكه والضغط النفسي الذي يسببه".
وتشير الدراسة إلى أن هذه الطائرات المسيرة أصبحت بشكل أو بآخر "نظائر للقوة الجوية" -إذ تُحدث تأثيرات مماثلة للضربات الجوية التقليدية، ولكن بتكلفة ومخاطر أقل بكثير. ويُعدّ عامل التكلفة هذا بحد ذاته عاملا مُغيّرا لقواعد اللعبة. فالطائرة المقاتلة الحديثة تُكلّف ملايين الدولارات (ولم نتحدث عن تدريب الطيارين)، وعلى النقيض من ذلك، قد تكلف طائرة هجومية صغيرة أو طائرة رباعية مروحية تجارية مُعاد تصميمها بضعة آلاف أو ربما مئات من الدولارات أو أقل.
وينتج هذا التفاوت ما يُطلق عليه الخبراء "تكلفة غير مُواتية" للمُدافع، فقد يُهدر صاروخ أرض-جو باهظ الثمن (غالبا ما يكلف من 100 ألف دولار إلى ملايين الدولارات) في إسقاط طائرة مُسيرة أرخص بكثير. وكما لاحظ المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، شهدت الصراعات الأخيرة استخدام صواريخ باتريوت بقيمة 3 ملايين دولار لتدمير طائرات مُسيرة مُخصصة للهواة بتكلفة بضع مئات من الدولارات، وهي معادلة خاسرة حتى للجيوش الثرية.
وكتب الدكتور جاك واتلينغ، مُحلل المعهد الملكي، إن المُهاجمين الفقراء (القوات الضعيفة ماديا والدول الصغيرة وحتى المليشيات) يُمكنهم نشر أصول هجومية رخيصة بأعداد كبيرة وإرهاق الدفاعات المُتقدمة بحجمها الهائل، مُحذرا من أن الجيوش النظامية يجب أن تتكيف وإلا ستُخاطر بتبادل تكلفة غير مُواتٍ، في الحروب المُستقبلية.
وتعد قدرة أوكرانيا على إمطار قواعد روسية متعددة بـ117 طائرة من دون طيار مثال واضح: فكل طائرة أوكرانية من دون طيار (ربما تكلف بضعة آلاف من الدولارات لقطع غيارها) استهدفت طائرات حربية تساوي أضعافا مضاعفة بكثير أو هدفا حيويا آخر، وإذا استمرت هذه العمليات فإنها تمثل في أدنى الأحوال حرب استنزاف رخيصة، تتضمن إنهاك عدو متفوق بإجباره على إنفاق موارد باهظة الثمن ضد أسراب من التهديدات منخفضة التكلفة، وفي أقصاها قد تتسبب في تغير إستراتيجي في الموازين بتكلفة لا تذكر.
الحرب الهجينة
ثمة تيارات متعددة في الأوساط البحثية تعمل على تقييم الدور الذي تؤديه الطائرات المسيّرة في الحروب الحديثة، ولكل تيار منها حججه وأدلته، إلا أن البعض بات يؤكد أن المسيّرات تُعدّ من أبرز الأسلحة التي تمثل تحولا جذريا في طبيعة الحروب، وذلك لأسباب عدة، أبرزها أنها تفتح المجال أمام نمط من الحروب يُتوقع أن يسود في المستقبل، وهو ما يُعرف بـ"الحرب الهجينة"، التي تمزج بين التكتيكات النظامية وغير النظامية.
فالمسيّرات تُعد أدوات تخريب فعّالة للغاية، إذ يمكن لنماذجها الصغيرة تنفيذ مهام متنوعة، تتفاوت في مدى تعقيدها ودقتها تبعا لجودة التخطيط وذكاء التنفيذ. ويُضاف إلى ذلك أنها ليست سلاحا حصريا بيد القوى العظمى فحسب؛ فبالرغم من امتلاك بعض الدول نماذج متطورة منها، فإن التهديد الحقيقي يكمن في الطائرات المسيّرة التجارية زهيدة التكلفة، التي بات من الممكن تصنيعها محليا، ما أدى إلى انتشارها الواسع في مختلف أنحاء العالم.
وتمتاز المسيّرات بإمكانية توظيفها في مختلف ساحات القتال، وبصور متعددة (فاليوم مثلا، لم تعد الدبابة وسيلة فعّالة من دون تغطية من مسيّرة تحلق فوقها). كما أن أسرابا من هذه الطائرات قد تُكلّف أقل بكثير من الأسلحة التي تستهدفها، ما يجعلها وسيلة فعالة للاستنزاف، وبالتالي فهي تمثل سلاحا مثاليا للقوى الصغيرة وغير التقليدية. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن المسيّرات تسهم في إعادة توزيع ميزان القوة، بحيث لا تبقى القوة العسكرية محتكرة من قبل الجيوش النظامية، فضلا عن الجيوش الكبرى وحدها.
والأهم من ذلك أن المسيّرات تتكامل بشكل كبير مع التقنيات المتقدمة، كأنظمة الذكاء الاصطناعي ووسائل الحرب السيبرانية، وحتى الاستخبارات البشرية ما يعزز من قدراتها التكيفية والتكتيكية. ومن المؤكد أن هجمات "شبكة العنكبوت" الأوكرانية انطوت على عمل استخباراتي ضخم (وفشل استخباراتي ضخم على الجانب المقابل) تضمن تحديد نقاط الضعف لتهريب المسيرات وسائر المعدات وإخفائها لهذه الفترة الطويلة وتحديد الأهداف واختيار مسارات الحركة وتوقيت التنفيذ وغير ذلك، وهذه هي نقطة القوة الرئيسية للحرب الهجينة: القدرة على المزج بين الوسائل التقليدية وغير التقليدية لخوض الحروب.
وتذهب بعض التوقعات إلى أبعد من ذلك متنبئة أن الحروب الهجينة سوف تكون هي النمط الأساسي للمواجهات حتى بين القوى النظامية التقليدية. ومن المتوقع مثلا أن تكون مقاتلات الجيل السادس في المستقبل ليست مجرد طائرات حربية تقليدية، بل قادة رقمية لأسراب من المسيّرات، تُدار عبر أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، وتتولى تنفيذ مهام قتالية واستطلاعية وتشويش إلكتروني، ضمن بيئة عمليات متكاملة عالية التقنية.
وفي الحرب الهجينة، يمكن للمسيرات إرهاب أو مفاجأة الخصوم في عمق مناطقه الخلفية من دون المخاطرة بالطيارين أو الغزو العلني، وتوضح ورقة عمل صادرة عن "المركز الأوروبي للتميز في مواجهة التهديدات الهجينة" أن الخصوم المتقاتلين في الحرب الهجينة يميلون إلى "تبني إستراتيجيات حرب ذات تأثير محدود للسيطرة على التصعيد والمخاطر السياسية، ومن ثم تُعدّ أنظمة الضربات الدقيقة بعيدة المدى عبر المسيرات، مثالية عمليا لدعم مثل هذه الأساليب".
ويعني ذلك أن المسيرات تصلح بكفاءة كإسلوب إنكار، أو ما يسمى "الإنكار المعقول"، ففي الحروب الهجينة، كثيرا ما تسعى الدول والجهات الفاعلة إلى تجنب ربط الهجمات بها، وتوفر المسيرات هذه الميزة من خلال إطلاقها من مواقع مجهولة أو عن طريق وكلاء، مما يُصعّب تتبع الهجوم إلى مصدره، ومن ثم تفادي المزيد من التعقيدات على الساحة السياسية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاشق يتسلل إلى قصر ترامب من أجل عيون حفيدته فيقع في شباك الأمن!
عاشق يتسلل إلى قصر ترامب من أجل عيون حفيدته فيقع في شباك الأمن!

صقر الجديان

timeمنذ 43 دقائق

  • صقر الجديان

عاشق يتسلل إلى قصر ترامب من أجل عيون حفيدته فيقع في شباك الأمن!

من جهته، أخبر الشاب الذي يدعى أنتوني توماس ريس (23 عاما)، رجال إنفاذ القانون أنه أراد دخول المنتجع 'لنشر الإنجيل' للرئيس وطلب الزواج من حفيدته المراهقة 'كاي'. وأظهرت سجلات الاعتقال الصادرة عن مكتب شرطة مقاطعة 'بالم بيتش' أن ريس كان قد اعتقل سابقا خلال احتفالات رأس السنة الميلادية لقيامه بمحاولة مماثلة لدخول المنتجع الرئاسي بشكل غير قانوني. ووفقا لتقرير الشرطة، فقد كرر ريس تصريحاته هذه المرة عن نيته إيصال رسالة دينية للرئيس الأمريكي والزواج من حفيدته. وبعد الاعتقال الأولي بتهمة التعدي على الملكية الخاصة، حددت المحكمة كفالة مالية قدرها ألف دولار، لكنها رفعت لاحقا إلى 50 ألف دولار، مع احتمال توجيه تهم اتحادية إضافية. وكان ترامب متواجدا في العاصمة واشنطن أثناء وقوع الحادث.

حرب الصلب للمبتدئين.. ما تحتاج لمعرفته عن الصراع الذي يهدد الأسعار
حرب الصلب للمبتدئين.. ما تحتاج لمعرفته عن الصراع الذي يهدد الأسعار

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

حرب الصلب للمبتدئين.. ما تحتاج لمعرفته عن الصراع الذي يهدد الأسعار

تم تحديثه الأربعاء 2025/6/4 01:47 م بتوقيت أبوظبي في خطوة جديدة تحمل رسائل سياسية واقتصادية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%. وخلال خلال خطاب ألقاه أمام جمهور من العمال، في منشأة "إيرفين ووركس" التابعة لشركة "يو إس ستيل" قرب مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، فسر ترامب هذه الخطوة بأنها وسيلة لحماية الصناعة الوطنية من المنافسة الأجنبية، قائلاً: "لن ينجح أحد بعد الآن في تجاوز السياج". وكان مرسوم مضاعفة الرسوم قد نُشر، الثلاثاء، ودخل حيز التنفيذ عند الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي (08:01 بتوقيت أبوظبي). وتعد صناعة الصلب من الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، إذ تدخل في قطاعات حيوية مثل البناء، والنقل، والطاقة، والدفاع، وتشكل العمود الفقري للبنية التحتية الحديثة، وتمر هذه الصناعة بمرحلة دقيقة مع تزايد الضغوط الناتجة عن التحولات المناخية والتوترات الجيوسياسية، على رأسها قرار ترامب. شروط أمريكية صارمة بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ"، فإن الدافع المباشر لهذا القرار يعود إلى الرغبة في تسهيل إتمام صفقة مع شركة "نيبون ستيل" اليابانية، على أن تكون في صيغة شراكة وليست استحواذًا كاملاً. الشراكة الجديدة، التي أعاد ترامب التفاوض حولها بعدما رفضها سابقًا خلال حملته، تتضمن استثمارات تقدر بـ14 مليار دولار خلال 14 شهرًا، وتشمل توسعة منشآت في بنسلفانيا، وتحديث مرافق وبناء مصانع جديدة في ولايات إنديانا ومينيسوتا وألاباما وأركنساس، بالإضافة إلى خطوط إنتاج مخصصة للصلب عالي الجودة الموجّه للدفاع وصناعة السيارات. الاتفاق الجديد لم يأتِ دون شروط استثنائية فرضتها الإدارة الأمريكية، أبرزها ما سماه السيناتور الجمهوري ديفيد ماكورماك "السهم الذهبي"، الذي يمنح الحكومة الأمريكية حق التحكم في تعيينات مجلس الإدارة ومنع أي قرارات تؤدي إلى تخفيض الإنتاج. ومن بين البنود: أن يكون الرئيس التنفيذي أمريكي الجنسية، وأن يشكل الأمريكيون أغلبية مجلس الإدارة، إلى جانب ضمان عدم تسريح أي عمال لمدة لا تقل عن عشر سنوات، مع الحفاظ الكامل على الطاقة الإنتاجية في أفران الصهر. وتخضع الصفقة لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS)، وهي هيئة أمنية تراجع عمليات الاستحواذ ذات الحساسية الوطنية. بروكسل ترد بلهجة غاضبة لم تمر الخطوة الأمريكية دون رد فعل دولي، إذ أعربت المفوضية الأوروبية عن استيائها مما وصفته بـ"التهديد المباشر للاستقرار الاقتصادي العالمي"، معتبرة أن رفع الرسوم الجمركية يقوض الجهود المشتركة لحل النزاعات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معلنة أنها أنهت بالفعل مشاوراتها بشأن فرض إجراءات مضادة. ومن المتوقع أن تبدأ العقوبات الأوروبية في 14 يوليو/تموز المقبل، وتشمل فرض رسوم انتقامية على واردات أمريكية مثل السيارات والمنتجات الزراعية، إضافة إلى إعادة تفعيل نزاعات قائمة في منظمة التجارة العالمية، وتقييد واردات من معدات الطاقة والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية. عودة المواجهة التجارية مع الصين في تصعيد جديد يعيد أجواء الحرب التجارية إلى الواجهة، شن الرئيس الأمريكي هجومًا على الصين، متهمًا إياها بعدم الالتزام بالاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مطلع مايو/أيار في جنيف، قائلًا إن "الصين لم تلتزم.. إنها تلعب بنا منذ سنوات". وفي توضيح لاحق، قال ممثل التجارة الأمريكية جيمسون غرير إن الصين لم تُزل ما وصفها بـ"الحواجز غير الجمركية" التي تعطل دخول الشركات الأمريكية إلى السوق الصينية، معتبرًا ذلك إخلالًا جوهريًا بالاتفاق. وفي المقابل، ردت وزارة التجارة الصينية ببيان حذر، أكدت فيه أن "الولايات المتحدة تواصل فرض قيود تمييزية على المنتجات والشركات الصينية"، داعية واشنطن إلى "احترام التزاماتها والابتعاد عن التصعيد غير المبرر". الصين تهيمن على سوق الصلب تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه بيانات الجمعية العالمية للصلب إلى أن الصين تنتج أكثر من 50% من الصلب العالمي، ما يمنحها تأثيرًا حاسمًا على الأسعار العالمية، ويخشى خبراء أن تؤدي أي مواجهة جديدة في هذا القطاع إلى ارتفاع حاد في تكاليف البنية التحتية، لا سيما في الأسواق الناشئة والدول النامية. وفي الولايات المتحدة، أطلقت شركات بناء تحذيرات بشأن تداعيات هذا التصعيد على مشاريع الإسكان والبنية التحتية، وقال أحد كبار المقاولين في ولاية تكساس لموقع "Construction Dive" إن استمرار الرسوم الجمركية سيؤدي إلى تباطؤ كبير في تنفيذ المشاريع العامة والخاصة، مضيفًا أن "أي ارتفاع في أسعار الصلب سينعكس مباشرة على المستهلك". انقلاب في موقف ترامب ما يثير الانتباه أن ترامب، الذي كان من أشد المعارضين سابقًا للصفقة المقترحة بين "يو إس ستيل" و"نيبون ستيل" اليابانية، عاد ليعرض الصفقة نفسها تحت مسمى جديد 'استثمار أجنبي تحت رقابة وطنية، حيث ترامب الاتفاقية المعدلة كإنجاز وطني، مشددًا على أن السيطرة الفعلية ستبقى بأيدي الأمريكيين. وقال: 'اليابانيون يضعون المال، لكن الأمريكيين من يرسمون القواعد. هذه ليست صفقة بيع، بل شراكة مشروطة بإشراف حكومي مباشر، ومكاسب فورية للعمال'، واعتبر محللون أن هذا التحول يعكس إعادة تموضع سياسي محسوب، يدمج بين الواقع الاقتصادي ومقتضيات المعركة الانتخابية. إنتاج الصلب عالميًا بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للرابطة العالمية للصلب "World Steel Association"، بلغ الإنتاج العالمي من الصلب الخام نحو 1,882.6 مليون طن في عام 2024، بانخفاض طفيف نسبته 0.8% مقارنة بعام 2023. الطلب العالمي ووفقًا لتقرير "worldsteel" في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تراجع الطلب العالمي على الصلب بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,751 مليون طن، وكان متوقعًا أن يشهد عام 2025 انتعاشًا بنسبة 1.2%، مدفوعًا بتحسن في الطلب خارج الصين، غير أن قرار ترامب المفاجئ برفع الرسوم الجمركية أربك هذه التوقعات وأعاد شبح الركود إلى الواجهة، ما تسبب في تفاقم أزمة الصناعة وسط تحديات قائمة بالفعل. أبرز مستوردي الصلب عالميًا تشير بيانات منصة Tradeimex إلى أن الولايات المتحدة والصين وألمانيا واليابان من بين أكبر مستوردي الصلب في العالم من حيث الإنفاق، وتشير الإحصائيات لأواخر 2024 وبداية 2025 إلى التالي: الولايات المتحدة – 32.99 مليار دولار (7.2%) الصين – 32.07 مليار دولار (7%) ألمانيا – 28.87 مليار دولار (6.3%) تركيا – 23.65 مليار دولار (5.1%) إيطاليا – 22.86 مليار دولار (5%) أبرز مصدري الصلب في قائمة المصدرين، تحتفظ آسيا بموقع الريادة، مدعومة بالإنتاج الضخم في الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ووفقًا لتقرير "الصلب العالمي بالأرقام 2024"، جاءت القائمة كالتالي: الصين – 94.3 مليون طن اليابان – 32.2 مليون طن كوريا الجنوبية – 27 مليون طن الاتحاد الأوروبي – 27 مليون طن ألمانيا – 22.5 مليون طن إيطاليا – 16.1 مليون طن بلجيكا – 14.6 مليون طن روسيا – 13.9 مليون طن تركيا – 12.7 مليون طن البرازيل – 12.3 مليون طن aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjE4MiA= جزيرة ام اند امز NL

"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر
"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سبوتنيك بالعربية

"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر

"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر "زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر سبوتنيك عربي أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن زيارة الوفد الوزاري رفيع المستوى إلى دولة قطر أثمرت عن مجموعة من التفاهمات لدعم سوريا في مختلف القطاعات، وفتح آفاق... 04.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-04T09:37+0000 2025-06-04T09:37+0000 2025-06-04T09:37+0000 أخبار سوريا اليوم قطر علاقات التعاون الثنائي العالم العربي ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن الشيباني قوله خلال مؤتمر صحفي، في مطار دمشق الدولي بعد عودته من الدوحة: "ما تحقق خلال الزيارة يشكل خطوة واقعية نحو تعزيز العمل المشترك على أسس جديدة، أساسها الحوار والاحترام والتعاون والمصالح المتبادلة".وأوضح الشيباني أن اللقاءات مع الجانب القطري التي جرت في الدوحة، ناقشت "سبل توسيع التعاون الثنائي، خاصة في قطاعات الطاقة والاقتصاد والتجارة والمالية والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى التعليم العالي والجانب التنموي وغيرها".وكشف الشيباني عن اتفاق مع الجانب القطري "لتجهيز 3 مستشفيات سورية، وبناء مستشفى حديث بالتعاون مع وزارة الصحة القطرية، إلى جانب دعم القطاع الصحي وتطوير صناعة الأدوية".كما أشار إلى "عقد اتفاق على متابعة توريد الغاز القطري عبر الأردن، والتفاهم على تعزيز التعاون في مجالي النفط والغاز"، لافتا إلى أن "قطر ستقدم دعما فنيا لجهود الإصلاح الاقتصادي والمالي في سوريا".وفي قطاع المصارف، قال الشيباني: "البنوك القطرية ستقدم خدمات المراسلة المصرفية للبنوك السورية بالريال القطري، مما سيسهم في ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي".وكانت أعلنت قطر والمملكة العربية السعودية، السبت الماضي، عن تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام بسوريا لمدة 3 أشهر، في إطار جهودهما المستمرة لدعم وتعزيز تعافي الاقتصاد السوري.وقالتا في بيان مشترك لهما إن "هذا الدعم يأتي امتدادا لمساهمة سابقة للدولتين في سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والتي بلغت نحو 15 مليون دولار"، وبيّنت الدولتان أن "هذه المبادرة تعكس حرصهما على دعم استقرار سوريا، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز مصالح الشعب السوري، انطلاقا من الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية بين شعوب الدول الثلاث"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا". قطر سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار سوريا اليوم, قطر, علاقات التعاون الثنائي, العالم العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store