
القوات الإسرائيلية تُعلن اعتقال خلية تابعة لفيلق القدس الإيراني خلال عملية خاصة جنوب سوريا
ويُعد هذا التحرك العسكري هو الثاني من نوعه في غضون أسبوع، حيث سبق أن نفذت إسرائيل عملية مشابهة يوم الأربعاء الماضي في منطقة أم اللوقس وعين البصلي، جنوب سوريا أيضًا، أسفرت عن اعتقال ما وصفه الجيش بـ"خلية إيرانية" أخرى. وبحسب بيان سابق، فإن تلك العملية نُفذت بواسطة قوات من اللواء 474 التابع للفرقة 210، وبالتعاون مع المحققين الميدانيين من الوحدة 504 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهي وحدة متخصصة في جمع المعلومات من داخل الأراضي المعادية وتجنيد العملاء والتحقيق معهم ميدانيًا.
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران في الساحة السورية، حيث تسعى تل أبيب منذ سنوات إلى تقويض النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا، خاصة في المناطق القريبة من الجولان السوري المحتل. وتعتبر إسرائيل أن التمركز الإيراني عبر فيلق القدس وميليشيات موالية مثل حزب الله اللبناني، ولواءي "فاطميون" و"زينبيون"، يشكل تهديدًا استراتيجيًا لأمنها القومي، وقد كثّفت في السنوات الأخيرة عملياتها الجوية والاستخباراتية ضد مواقع وقواعد ومستودعات أسلحة ومراكز قيادة إيرانية أو موالية لإيران داخل الأراضي السورية.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، استغلت إيران الفوضى الأمنية لتوسيع حضورها العسكري عبر إرسال مستشارين من الحرس الثوري ودعم ميليشيات شيعية متعددة الجنسيات. وقد بات هذا الوجود محوريًا في حسابات إسرائيل الأمنية، التي تبنت استراتيجية "الحرب بين الحروب"، أي تنفيذ ضربات نوعية متقطعة تهدف إلى منع ترسيخ تموضع إيراني دائم في سوريا دون الانجرار إلى حرب شاملة.
وتُعد الوحدة 504 من بين أبرز أذرع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العاملة في هذا الملف، وتنفذ عمليات ميدانية داخل الأراضي السورية لجمع المعلومات والتعامل مع مصادر بشرية. كما تشكل العمليات المشتركة بين هذه الوحدة وقوات النخبة البرية جزءًا أساسيًا من سياسة الردع الإسرائيلية تجاه إيران.
ويُلاحظ تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات الإسرائيلية في سوريا منذ عام 2024 وحتى منتصف 2025، بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصًا بعد اندلاع الحرب في غزة وامتداد تأثيرها إلى الجبهات الشمالية. كما أن التصعيد الإسرائيلي يأتي في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على إيران بسبب برنامجها النووي، مما يجعل الساحة السورية نقطة احتكاك مستمر بين الطرفين.
وقد أكدت تقارير استخباراتية سابقة أن إيران كثفت في الأشهر الأخيرة من نشاطها في الجنوب السوري، في محاولة لتعويض خسائرها في مناطق أخرى من البلاد، وهو ما تعتبره إسرائيل تصعيدًا غير مقبول يتطلب ردًا ميدانيًا فوريًا. وتُعد منطقة تل قدسيا إحدى النقاط التي تُتهم إيران باستخدامها كنقطة مرور لوجستي أو للتنسيق مع وكلائها المحليين.
ورغم أن السلطات السورية لم تصدر تعليقًا رسميًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فإن هذه العمليات تؤكد استمرار إسرائيل في فرض معادلتها الأمنية في سوريا، خاصة في المناطق القريبة من حدودها، بغض النظر عن الاعتبارات السياسية أو السيادية للنظام السوري أو حلفائه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 27 دقائق
- هبة بريس
والدة الأستاذ الشاب المنتحر تناشد المسؤولين : " أريد حق ابني"(فيديو)
الدار البيضاء – هبة بريس في لحظة اختلطت فيها الدموع بالغصة، وقفت والدة الأستاذ الشاب المنتحر، لتسرد تفاصيل مأساتها أمام عدسة كاميرا 'هيبة بريس'، حاملة في صوتها كل القهر والأسى الذي سكن قلبها بعد أن تلقت خبر انتحار ابنها الوحيد، إثر قرار إداري وصفته بـ'الظالم والمجحف'. لقد كرّست هذه الأم سنوات عمرها في تربية ابنها وتعليمه، متحدية صعوبات الحياة، حتى صار أستاذاً يُحتذى به في السلوك والانضباط. تقول: 'تعبت عليه وربّيته وكبّرته وقريته حتى أصبح أستاذاً، لكن للأسف، لم ينصفه أحد.. ظلموه، وقرروا عزله دون وجه حق.' بحسب روايتها، فإن الحكاية بدأت عندما تلقى ابنها، الأستاذ معاذ، مكالمة هاتفية من المديرة الإقليمية للعليم تخبره بوجود اجتماع للأساتذة، إلا أن المفاجأة كانت صادمة، بعد سُلّمت له ورقة التوقيف المؤقت عن العمل، دون سابق إنذار أو تبرير مقنع. تتابع الأم وعيناها تترقرق بالدموع: 'رجع للدار مكسور، قال لي كلشي بان ليّا كحل، مسكين، ما دار والو. ما سرق، ما ضرب، ما غلط، غير دخل بالموطور ديالو للساحة، وهاد الشي اللي داروه ليه'. وبينما حاولت الأم تمالك نفسها، أوضحت أن ابنها لم يكن مجرد شاب عادي، بل كان مثالاً في الأخلاق، محبوباً بين زملائه وطلابه، ورياضياً ملتزماً، لم يسجل عليه أي سلوك مسيء، ولم يُعرف عنه سوى الانضباط والتفاني في عمله. ومما زاد من ألم العائلة، أن الأستاذ 'معاذ ' كان المعيل الوحيد لأمه بعد وفاة والده قبل سنة ونصف. تقول بحرقة: 'من بعد ما مات باه، ولى هو سندي فهاذ الدنيا، واليوم بقرار إداري لا مسؤول، ضيّعوا لي ولدي، حكموا عليه بالإعدام.' في ختام حديثها، رفعت الأم صوتها بنداء عاجل للمسؤولين : 'بغيت حق ولدي. حسبي الله ونعم الوكيل في كل من كان سبب. ما نسمح حتى لواحد. بغيت تحقيق نزيه، وبغيت هاد المديرة تْحاسب، عندها ولاد، خصها تعرف شحال الأم كتتعذب على ولدها.' من جهته، دعا مجموعة من أقارب الاستاذ المنتحر في حديثهم مع طاقم هيبة بريس، الذي كان حاضراً بعين المكان، إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه القضية التي هزّت الرأي العام، مطالبين بتحميل المسؤولية لكل من كان سبباً في اتخاذ قرار أدى إلى انتحار شاب لم يكن يحمل سوى الطموح والحلم بمستقبل مهني كريم. إن وفاة هذا الأستاذ ليست مجرد حالة انتحار، بل صدمة تُعيد إلى الواجهة سؤال الكرامة المهنية والعدالة الإدارية داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة الوقوف في وجه أي تعسف يطال العاملين فيها، خصوصاً الشباب الذين ضحوا كثيراً ليصلوا إلى ما هم عليه. الفيديو: تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X


هبة بريس
منذ 27 دقائق
- هبة بريس
رئيس الوزراء الفرنسي: "سجن بوعلام صنصال إهانة للحرية والتضامن"
هبة بريس عبّر رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو عن استنكاره الشديد لاستمرار احتجاز الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في سجون النظام الجزائري، معتبراً ذلك صفعة لقيم الحرية والتضامن التي يدّعي النظام احترامها. وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه 'الحركة الديمقراطية'، وصف بايرو إدانة صنصال واستبعاده من العفو الرئاسي بأنها إساءة لا تمس الحكومة الفرنسية وحدها، بل تمس وجدان جميع الفرنسيين، قائلاً: 'إن سجن صنصال بسبب مواقفه العلنية أمر لا يمكن القبول به على الإطلاق'. وبحسب وسائل إعلام فرنسية، يُنتظر في الأيام القليلة المقبلة صدور موقف رسمي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص هذه القضية التي أثارت غضباً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية الفرنسية. في المقابل، كشفت مصادر دبلوماسية عن احتمال لجوء السلطات الجزائرية إلى إصدار عفو فردي عن صنصال لأسباب إنسانية، في حال قرر الرئيس عبد المجيد تبون تفعيل صلاحياته الاستثنائية خارج إطار المناسبات الرسمية. يُذكر أن القضاء التابع للنظام الجزائري كان قد أصدر حكماً بالسجن لمدة 5 سنوات بحق بوعلام صنصال، بتهمة واهية تتعلق بـ'المساس بالوحدة الوطنية'، في خطوة اعتبرها مراقبون استمراراً لسياسة القمع التي ينتهجها النظام العسكري ضد الأصوات الحرة والمعارضة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 28 دقائق
- هبة بريس
إعلاميو كلميم وادنون ينسحبون من دورة مجلس الجهة احتجاجًا على الإقصاء والتهميش
هبة بريس – كلميم في تطور يعكس حجم التوتر بين الجسم الإعلامي ومجلس جهة كلميم وادنون، انسحب عدد من ممثلي وسائل الإعلام الجهوية من تغطية أشغال الدورة العادية للمجلس الجهوي المنعقدة يوم الإثنين 7 يوليوز 2025، وذلك احتجاجًا على ما وصفوه بالإقصاء المتواصل والتهميش الممنهج في التعاطي مع الصحافة المحلية. وأوضح الصحفيون في بلاغ رسمي أن قرار الانسحاب جاء بعد استنفاد كافة السبل للتواصل ولفت الانتباه، مؤكدين أن خطوتهم تمت بشكل حضاري ودون التأثير على سير أشغال الدورة، انسجامًا مع القيم المهنية وأخلاقيات الممارسة الصحفية. واستنكر البلاغ الذي اطلعت عليه 'هبة بريس'، ما اعتبره تسويقًا ترابيًا موجّهًا من طرف الجهة لفائدة مؤسسات إعلامية لا تتوفر على الشروط القانونية المعتمدة، في تغييب تام للمؤسسات الإعلامية الجهوية التي تشتغل بشكل مهني، وهو ما يشكل خرقًا صريحًا للمادة 82 من القانون التنظيمي رقم 111.14 المنظم لمجالس الجهات. كما انتقد الصحفيون غياب أي تواصل مؤسساتي فعّال بين رئاسة الجهة والهيئات التمثيلية للقطاع الإعلامي، مما يحول دون تمكينهم من المعطيات والمعلومات الكفيلة بتأطير عملهم المهني، في ظل ما وصفوه باحتكار غير مبرر لخدمات التواصل من طرف مؤسسات بعينها. ودعا الصحفيون رئيسة جهة كلميم وادنون إلى تدارك الموقف والعمل على تصحيح مسار العلاقة مع الجسم الإعلامي الجهوي، من خلال تفعيل اتفاقية تأهيل المقاولات الإعلامية التي صادق عليها المجلس في دورة مارس 2024 بمدينة آسا، وتغيير أساليب التعامل مع المهنيين بما يحفظ كرامتهم ويوفر ظروف عمل لائقة. كما طالبوا بضرورة إشراك الصحفيين في النقاش المؤسساتي، وفتح قنوات حوار دائمة معهم عبر لقاءات دورية تساهم في تنزيل مضامين اتفاقية تأهيل المؤسسات الإعلامية. وأكد البلاغ أن خيار الانسحاب سيبقى قائمًا إلى حين وفاء رئاسة الجهة بالتزاماتها، معتبرين ما يحدث مسًّا بدور الصحافة باعتبارها شريكًا أساسيًا في البناء الديمقراطي وفي خدمة الشأن العام.