logo
"متلازمة التعب المزمن".. خطر جديد يواجه المتعافين من كوفيد-19

"متلازمة التعب المزمن".. خطر جديد يواجه المتعافين من كوفيد-19

رؤيا١٠-٠٢-٢٠٢٥

الدراسة تقدم دليلاً على أن الإصابة بكوفيد-19 تساهم في زيادة الإصابة بالتعب المزمن
توصلت دراسة حديثة إلى أن المتعافين من فيروس كورونا المستجد قد يكونون عرضة بشكل كبير للإصابة بمتلازمة التعب المزمن بعد مرور ستة أشهر أو أكثر من الإصابة، حيث وجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة بنحو 7.5 مرة لتلبية المعايير التشخيصية لهذه المتلازمة مقارنة بمن لم يصابوا بالفيروس، بحسب ما نشره موقع Science Alert نقلًا عن دورية General Internal Medicine.
وقادت الباحثة سوزان فيرنون، المتخصصة في متلازمة التعب المزمن من مركز باتمان هورن في الولايات المتحدة، الدراسة التي أثبتت أن خطر الإصابة بمتلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ والنخاع الشوكي يرتفع بشكل ملحوظ بعد الإصابة بفيروس سارس-كوف-2. وقال الباحثون: "نتائج الدراسة تقدم دليلاً على أن الإصابة بكوفيد-19 قد تكون من العوامل المساهمة في زيادة الإصابة بهذا النوع من المتلازمات."
فيروسات معدية وعوامل أخرى تؤدي إلى المتلازمة
وأشار العلماء إلى أن هناك دراسات سابقة بينت تورط بعض الفيروسات المعدية مثل فيروس إبشتاين بار وفيروس نهر روس، بالإضافة إلى أمراض غير فيروسية مثل حمى كيو وداء الجيارديات في مسببات متلازمة التعب المزمن. ورغم عدم وضوح السبب الدقيق لمتلازمة التهاب الدماغ والنخاع الشوكي، إلا أن العدوى الفيروسية تظل سببًا محتملاً.
ويتشارك مرض كوفيد طويل الأمد مع متلازمة التعب المزمن في العديد من الأعراض المتداخلة، حيث يعتقد بعض العلماء أن هناك صلة بين المرضين. وتشير التقديرات إلى أن ما بين 13 إلى 58% من المصابين بكوفيد طويل الأمد قد يستوفون معايير متلازمة التعب المزمن.
وقبل جائحة كوفيد-19، كان العبء الصحي الناتج عن متلازمة التعب المزمن في الولايات المتحدة يعادل ضعف العبء الناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). ومع تأثير كوفيد-19 على أكثر من 18 مليون بالغ، يتوقع الباحثون أن العالم قد يواجه زيادة كبيرة في حالات متلازمة التعب المزمن في المستقبل.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
تكشف الدراسة أيضًا أن النساء من ذوي البشرة البيضاء، الذين تتراوح أعمارهم بين 46 و65 عامًا، والذين يعيشون في مناطق ريفية، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة بعد كوفيد-19. وقد أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأفراد كانوا أقل احتمالًا لتلقي التطعيم أو إتمام التعليم الجامعي.
وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا في الشعور بالضيق بعد بذل مجهود، والذي يحدث عندما تزداد الأعراض سوءًا بعد النشاط البدني. بالإضافة إلى ذلك، يعد عدم تحمل الوقوف من الأعراض الشائعة، حيث يؤدي الوقوف إلى انخفاض ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب. في المقابل، يستمر كوفيد طويل الأمد في إظهار أعراض مشابهة لكوفيد-19 مثل مشاكل التنفس وآلام الصدر.
اختتم الباحثون بأن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين متلازمة التعب المزمن وكوفيد طويل الأمد. فهم هذه العلاقة قد يساعد في تطوير طرق جديدة للوقاية والعلاج لكلا المرضين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثون يحددون أفضل فئة أدوية لعلاج إصابات كورونا الحادة
باحثون يحددون أفضل فئة أدوية لعلاج إصابات كورونا الحادة

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

باحثون يحددون أفضل فئة أدوية لعلاج إصابات كورونا الحادة

قال باحثون في دراسة نشرت بدورية 'ذا لانسيت ريسبيراتوري ميديسن' إن فئة من الأدوية المعروفة باسم مثبطات 'جانوس كيناز'، يجب أن تكون الخط الأول لعلاج المرضى الذين يدخلون المستشفيات بسبب كوفيد-19. وتعمل مثبطات 'جانوس كيناز' عن طريق إبطاء الجهاز المناعي لدى المصابين بكوفيد-19. وقام الباحثون بتحليل النتائج الفردية لما يقرب من 13 ألف بالغ دخلوا المستشفيات بسبب كوفيد-19 وشاركوا في 16 تجربة عشوائية تقارن مثبطات 'جانوس كيناز' مع أدوية أخرى أو أدوية وهمية بين مايو 2020 ومارس 2022. وبشكل عام، توفي 11.7 بالمئة من المرضى الذين تلقوا مثبطات 'جانوس كيناز' بحلول اليوم الثامن والعشرين مقارنة مع 13.2 بالمئة من أولئك الذين تلقوا علاجات أخرى مثل ديكساميثازون الستيرويد أو الأدوية التي تمنع إشارات البروتين الالتهابي آي.إل-6. وبعد حساب عوامل الخطر الفردية، كانت احتمالات الوفاة بحلول اليوم الثامن والعشرين أقل بنسبة 33 بالمئة في مجموعة مثبطات 'جانوس كيناز'. وجاء في مقدمة نشرت مع الدراسة: 'يجب أن تشكل هذه النتائج إضافة لإرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن علاج كوفيد-19، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا'. وأضافت: 'على الرغم من أن الجائحة قد مرت ولم يعد كوفيد-19 متفشيا كما كان في السابق، فإن التأخير في نشر واعتماد ممارسات العلاج التي تستند إلى أفضل الأدلة يمكن أن يكون مضرا'. وتشمل مثبطات 'جانوس كيناز' مثبطات زيلجانز (توفاسيتينيب) من إنتاج فايزر، وأولوميانت (باريسيتينيب) من إيلي ليلي، وكذلك رينفوك (أوباداسيتينيب) من شركة آبفي. كما قللت هذه المثبطات من الحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي الحديثة أو غيرها من أجهزة دعم التنفس، وسمحت بخروج أسرع من المستشفى بنحو يوم واحد، إلى جانب تقليل المضاعفات السلبية الخطيرة. وكانت النتائج متطابقة بغض النظر عن حالة تطعيم المرضى ضد كوفيد.

الأدب الوبائي: بين الذاكرة والخوف والمرونة
الأدب الوبائي: بين الذاكرة والخوف والمرونة

الدستور

timeمنذ 14 ساعات

  • الدستور

الأدب الوبائي: بين الذاكرة والخوف والمرونة

د. محمد محمود غزومنذ العصور القديمة تركت الأوبئة بصمة عميقة في الخيال الجماعي والإبداع الأدبي، من روايات الطاعون في أثينا لثوسيديدس إلى روايات الإنفلونزا الإسبانية أو فيروس نقص المناعة البشرية، وغالبًا ما كان الأدبُ مرآةً ومُتنفساً للمجتمعات التي تمر بأزمة؛ لمواجهة الخوف، والمعاناة، والموت؛ إذ استكشف الكتاب الحالة الإنسانية بجوانبها المختلفة تحت الضغط وردود الفعل الفردية والجماعية، إضافة إلى التوترات بين العلم، والمعتقد، والسلطة.إن الأوبئة ليست مجرد مسألة علم أو طب، إنها أيضًا تتعمق في تاريخ الأدب، من أثينا إلى وهران، من الطاعون الأسود إلى فيروس كورونا، إذ استحوذ الأدب على مخاوف المجتمعات المريضة، وترجم اضطراباتها، وحدد طرقًا للتغلب عليها؛ ففي الحالات التي عُزل فيها المرض والمرضى والمجتمع عن الحياة اليومية، ظلّ النص جامعاً الناس كلّهم.وتقترح هذه المقالة استكشاف الأشكال المتعددة التي تتخذها أدبيات الأوبئة، ما بين الذاكرة الجماعية، والتحذير، والأمل. إذ تشير إلى أن الكتابة أكثر بكثير من مجرد شهادة بسيطة، فهي أداة للمقاومة، والفهم، وأحيانًا الشفاء الرمزي.أولاً - تقليد قديم: الكتابة لفهم ما هو غير مرئيمنذ العصور القديمة استغل الأدباء المرض والأوبئة بوصفها مصدر إلهام وتعبير عن حالة واقعية تُصوّرُ فيها الأحداث بتفاصيلها كلها من خوف، وقلق، وحب، وأمل، ومواجهة صحية، وسياسية، واجتماعية، ومن أظهر النماذج على هذا النوع من الأدب، الذي نسميه بالأدب الوبائي، ما يصوّرهُ Thucydides، في «حرب البيلوبونيز»، إذ عرض لطاعون أثينا بواقعية فجة فلا يظهر فقط الأعراض الجسدية، بل يظهر أيضًا التفكك الأخلاقي الذي ينبثق عن هذا الواقع، فيصبح المرض كاشفاً عن أعمق الغرائز؛ كالخوفُ والأنانيةُ وفقدان الإيمان، وهذا النهج التأسيسي يجعل الوباء موضوعًا أدبيًا كاملاً، يتساءل عن الجسم، والمجتمع، والسلطة.وفي القرن الرابع عشر اقترح جيوفاني بوكاتشيو نموذجًا آخر مع «ديكاميرون»؛ ففي هذه المجموعة الروائية فرّ عشرة شبان مصابين بالطاعون الأسود من فلورنسا إلى الريف؛ ليروا فيها القصص لمدة عشرة أيام، وخلف هذا النمط المرح من الأدب وظيفة مفيدة، تكمن في إعطاء Boccaccio عبرة جيدة، ألا وهي التحدث من أجل عدم الغرق، والإبداع من أجل البقاء. وهكذا تصبح الفكاهة والحب والذكاء علاجاً لليأس، وبعيدا عن إنكار المعاناة، سعى هذا النوع من الأدب الى التركيز على الحيوية البشرية.توجد هذه الديناميكية نفسها في الأدب الشرقي الكلاسيكي، إذ ترافق روايات الطاعون أو الكوليرا تأملات روحية وفلسفية، ويصبح المرض دعوة إلى العودة إلى الذات والتطهير والتساؤل الميتافيزيقي.ثانيا - الوباء بوصفه استعارة اجتماعية وسياسيةفي العصر الحديث والمعاصر جعل الكتاب من الوباء رمزًا للشر الأخلاقي أو السياسي ففي الطاعون، يُظهر ألبرت كامو مدينة ضربها الطاعون، إلا أن حقيقة ان ما يندد به هذا الكاتب هو صعود الفاشية، وما يتصل بها من مظاهر اللامبالاة، والإنكار، والخوف، لتصبح أرضًا خصبة للاإنسانيّين. ويجسد الدكتور بيرنار ريو الشخصية المركزية المقاومة الهادئة، والواضحة للعبثية والمعاناة.أما دانيال ديفو، في مجلة عام الطاعون، فوثق طاعون لندن عام 1665. عبر هذه اليوميات المزيفة التي يلتقط فيها السلوكيات البشرية في أوقات الكارثة كالمعلومات المضللة، والممارسات الدينية المتطرفة، والاندفاع إلى العلاجات السخيفة، وطب العرافين. ويصور ديفو الوباء بصفته مؤشراً اجتماعياً، يظهر ما يرغب الناس في القيام به؛ للبقاء على قيد الحياة، كما يوضح بأن الخطر لا يأتي فقط من الفيروس، بل من النسيج الاجتماعي نفسه الذي كشفته الأزمة.وفي الروايات الأحدث، يتضح البعد السياسي للأوبئة؛ فيصبح انتقادُ الرأسمالية، وعدم المساواة في الوصول إلى الرعاية وإدارة الأزمات الاستبدادية، فكرة مشتركة، وبذلك يصبح الأدب منتدياً، ووعيًا شعبياً، يعيد الصوت إلى الضحايا غير المرئيين، والمهمشين والمنسيين.ثالثا. القرن الحادي والعشرون: من الذاكرة الحميمة إلى الصدمة الجماعيةلقد تميزت الأوبئة الكبرى في القرن الحادي والعشرين، مثل الإيدز وكورونا بتخيلات معاصرة غنية بتنوعها الوصفي الإبداعي، ومن الأمثلة اللافتة للانتباه رواية «إلى الصديق الذي لم ينقذني» لهيرفي غيبر التي تعد عملاً مميزًا يصور فيه المؤلف الوحدة، والألم، والقلق الذي يعاني منه المصابون بمثل هذه الامراض؛ ففي هذه الرواية يُظهر المؤلف فيها بدقة مروعة تطور المرض والوحدة، والخوف، ذلك إلى جانب ما يتصل بالحب والصداقة، وتصبح الكتابة عملاً من أعمال البقاء على قيد الحياة في مواجهة المحو التدريجي للجسد الفردي والجمعي، إلا أنها أيضاً طريقة لتحدي الصمت الاجتماعي المحيط بالأمراض والجوائح.وفي الآونة الأخيرة، أنتج وباء كورونا موجة من الأعمال الأدبية على شاكلة القصص، أو دفاتر الحصار، أو السجلات الاجتماعية، أو المقالات الفلسفية، ودليل ذلك ما حاولت ماري داريوسيك، ومايليس دي كيرانجال، وكتاب آخرون التقاط ما يتعلق في محاولة رصد دوار العالم المتوقف جراء هذه الأمراض الكارثية؛ فصمت الشوارع، وغياب الاتصالات، والوقت المعلق ألهم الكتاب شكلاً جديدًا من الكتابة من حيث الفراغ، والتوقع، والقلق. وتحاول هذه الكتابة البطيئة صياغة ما لا يوصف، وما نشعر به عندما يتوقف كل شيء.إضافة إلى ذلك، فثمة شهادات لمقدمي الرعاية، وقصص عن الاستشفاء، ومقالات عن الإدارة السياسية للأزمات الصحية. ويمزج هذا الأدب الهجين بين العلم، والعاطفة، والسياسة، والخيال، والإبداع، وهو لا يوثق لحظة تاريخية فحسب، بل يساعد أيضًا في تكوين ذاكرة جماعية للصدمة، ويصبح أرشيفًا حساسًا، وجسرًا بين التجربة الفردية، والوعي الجماعي.إن كتابة الأوبئة تسجل الرعب، وترسم الاستجابة البشرية الفكرية والعاطفية؛ فعلى مر القرون، رافق الأدبُ الأوبئة الكبرى ليس بوصفه مجرد شاهد، بل ممتحناً يطرح التساؤلات؛ ليهدئ، ويتذكر ويصور مشاهد تبقى خالدة في الذاكرة، سوأ كانت هذه الكتابة سجلًا، أم خيالًا، أم قصيدة، أم صحيفة، فإنها تظل حصناً هشاً للعاطفة، وقوية في الوقت نفسه ضد النسيان، والفوضى. وفي أوقات المرض، غالبًا ما لا يمكن أن يكون دواءً، يصبح صوتا يعزي، ويتصل، ويضيء.ومؤخراً، حاول مؤلفون مثل Marie Darrieussecq و Maylis de Kerangal رصد آثار الحبس، والعزلة، والانتظار، والخوف المنتشر بسبب كورونا، وهذه القصص التي تنقسم بين اليوميات، والسجلات الاجتماعية، والتأملات الفلسفية، تشارك في تكوين الذاكرة الجماعية، وتطرح أسئلة أساسية حول علاقتنا بالعالم، والآخر، والطبيعة، والزمن.وعليه، فإن أدب الأوبئة ليس نوعاً، بل لفتة عالمية تجمع بين مواجهة ما هو غير مرئي وقوة الكلمات، تحول الخوف إلى لغة، والصمت إلى ذاكرة دائمة. من خلال قوة الاستحضار، والرمز، يصور الأدب التحولات الاجتماعية بقدر ما يتوقعها. إنه يعطي معنى للفوضى، ويبني الصدمة، ويسمح لنا أحيانًا بتخيل مستقبل محتمل، ففي عالم يواجه تهديدات صحية جديدة، يظل الادب أداة قيمة للفهم والشعور والمقاومة.

"علاقة حب" تهدد البشرية في أمريكا
"علاقة حب" تهدد البشرية في أمريكا

جفرا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • جفرا نيوز

"علاقة حب" تهدد البشرية في أمريكا

جفرا نيوز - أغلق مختبر حكومي أمريكي يدرس أخطر الأمراض في العالم بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وذلك بعد مشاجرة بين عالمين كانا على علاقة عاطفية. وكشف مصدر مجهول الهوية من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية (HHS) أن أحد العالمين أحدث ثقبا في معدات الحماية الخاصة بالآخر خلال مشادة عنيفة بين العشيقين. ويعمل المرفق الممول من دافعي الضرائب، المسمى "منشأة الأبحاث المتكاملة" في فريدريك بولاية ماريلاند، مع فيروسات قاتلة مثل إيبولا وحمى لاسا، حيث تحفظ تحت أعلى درجات الحراسة. وعلى الرغم من أن المختبر يضم فيروسات فتاكة مهددة للحياة البشرية، شهد حادثة غريبة عندما قام أحد العلماء - خلال نوبة غضب - بإتلاف معدات الحماية الخاصة بزميلته التي كانت على علاقة عاطفية معه سابقا. وهذه الحماقة الشخصية كشفت عن ثغرة خطيرة في نظام الأمن الحيوي لهذه المنشآت الحساسة. ولم تتوقف القصة عند هذا الحد. فقد وجدت مديرة المختبر، الدكتورة كوني شمالمون، نفسها متورطة في هذه الفضيحة بعد اتهامها بالتستر على الحادث وعدم إبلاغ السلطات المختصة. وهذا التستر دفع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إلى اتخاذ قرار غير مسبوق بإغلاق المرفق بالكامل في 29 أبريل الماضي، وإيقاف جميع الأبحاث الجارية. وسيستمر هذا الإغلاق حتى يقتنع المسؤولون بأن المختبر آمن. وما يزيد الطين بلة أن هذا المختبر يعد من بين 12 فقط في الولايات المتحدة مرخصا لها بالتعامل مع مسببات الأمراض من الفئة الرابعة (BSL-4)، وهي أخطر أنواع الفيروسات المعروفة. وقد أثار الإغلاق المفاجئ تساؤلات عديدة حول مدى أمان هذه المنشآت التي يفترض أنها تخضع لأعلى معايير السلامة. وجاءت هذه الحادثة في وقت يشهد فيه العالم نقاشا محموما حول أمان المختبرات البيولوجية، خاصة في ظل النظريات القوية حول أصول فيروس "كوفيد-19" وتسربه المحتمل من مختبر ووهان الصيني. فبينما كان مسؤولو الصحة العالمية يناقشون تعزيز إجراءات السلامة، جاءت هذه الواقعة لتذكرنا بأن العامل البشري يبقى الحلقة الأضعف في أي نظام أمني، مهما بلغت درجة تطوره. وفي الواقع، كشفت التحقيقات الجارية عن تفاصيل مقلقة أخرى. فالمختبر، الذي يعمل به 168 عالما بين موظفين حكوميين ومتعاقدين، سبق أن شهد حوادث أمنية، بما في ذلك حادثة تسرب بكتيريا الجمرة الخبيثة عام 2018 بسبب سوء التعامل مع النفايات الخطرة. وفي خضم هذه العاصفة، يحاول المسؤولون طمأنة الرأي العام بأن جميع العينات الخطرة قد تم تأمينها، وأن الحيوانات المخبرية ما زالت تحت الرقابة. ويبدو أن هذه الحادثة لا تعني مجرد إغلاق مؤقت لمختبر، بل هي جرس إنذار للعالم بضرورة إعادة النظر في أنظمة الرقابة على المنشآت التي تتعامل مع أخطر مسببات الأمراض. ففي عصر تتعرض فيه البشرية لتهديدات بيولوجية متزايدة، يصبح أي إهمال، مهما بدا صغيرا، مجازفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store