
تجسيد شخصيات دخلت التاريخ يستهوي طوني نصير:
تجسيد شخصيات دخلت التاريخ يستهوي طوني نصير:
عانيت من المافيات التي تتحكم بالوسط الفني
بيروت – غفران حداد
الممثل اللبناني طوني نصير اشتهر بالأدوار المركبة والخارجة عن المألوف، وكلما يقدم عمل درامي نراه يترك بصمة بين جمهوره اللبناني والعربي ، بدايته كانت في مسرحية (زيارة السيدة العجوز)، من إخراج أنطوان ملتقى، وقدم عشرات الأعمال الدرامية المميزة منها (متل القمر، الباشا، ظل، خرزة زرقا، البيت الأبيض، يا دلّلي يا أنا، أدهم بيك، حب محرّم، أخترب الحي، متر ندى، سارة) وغيرها عشرات الأعمال المميزة الأخرى.
(الزمان) التقت نصير الكترونيا عبر هذا الحوار:
□ ما جديد الممثل طوني نصير؟
– جديدي انني اسست شركة انتاج تحمل اسمي واشتركت في عدة اعمال رمضانية كضيف المسلسل لاسباب تتعلق بوقت التصوير الطويل وانا لا استطيع ترك نور عيوني (امي) وحدها في المنزل.
□ انت مدير العلاقات العامة في شركة انتاج، إلا يعيق عملك الوظيفي في تقديم أدوار مميزة؟
-اليوم ما عدت اعمل في شركة مروى غروب منفردا بل اصبحت وكيل لنحو سبعة او ثمانية شركات انتاج ولدى شركة خاصة بي ،وجوابي نعم احيانا يعيق عملي كعلاقات عامة في تقديم ادواري ولكن الظروف تتحكم بي في اغلب الاحيان وشخصيتي الممثل.
□ يقال ان هنالك مافيات تتحكم في الوسط الفني، الصداقات، الواسطات المصالح الشخصية، كيف تنظر لهذه الأمور؟ وهل عانيت منها في مشوارك الفني؟
– اجل عانيت الأمرين في بداياتي من المافيات الفنية والصداقات والواسطات ولكن اليوم برغم وجود هذه المافيات والصداقات والواسطات بت انظر اليها بالنفي وهي لا تؤثر على مسيرتي لانني اصبحت مهنيا محترفا لا تزعزعني صداقة او واسطة او مصلحة سيما وقوفي على خشبة المسرح مع الشحرورة صباح في مسرحية الاسطورة لمدة سنة كاملة بين بيروت ودبي وابو ظبي زادتني ثقة بنفسي وبقدراتي على تجسيد شخصيات عديدة بصدق واحتراف.
□ قدمت عشرات الأدوار المركبة من شخصية (عبدالله) الانسان المهمش من ذوي الاحتياجات الخاصة في مسلسل (احمد وكريستينا) و دور (أديب) في مسلسل (الباشا)، إلى شخصية (حبيب) في مسلسل متل القمر والشخصية التي ظهرت بها بملامح تشوهات في وجهك، وغيرها الكثير من الأدوار المركبة والصعبة، ما أقرب دور لقلبك؟
-عبد الله في مسلسل احمد وكريستينا هو من احب االادوار على قلبي لانني تعاطفت معه وصادقته بشفافية واحببته وتعاملت معه بالمثل حتى سلمني نفسه وألبسني ذاته بدون خجل، أما دوري بشخصية اديب في مسلسل الباشا كسر طوق االدراما المنفردة برتابتها وتكرار الحوارات التي لا تؤثر في النفوس والذهون انما تزعج الاذن فقط لا غير وذلك بالخط الكوميدي المهضوم وانا بكل دور وكل شخصية بعيدة عن واقعي وحياتي وشخصيادتي الحقيقية هي التي تستهويني وهي الاقرب الى قلبي.
ادوار مركبة
□ كيف تبتكر روح جديدة تتقَمصها لأداء هكذا أدوار مركبة وصعبة ليس فقط في الشكل وإنما السيكولوجية النفسية المعقدة التي تقدمها بإتقان؟
-في الواقع اقرأ النص واعود اقرأ من جديد لادقق في الدور واعود لاقرأ من جديد لأرى الشخصية امامي تتحرك وتمثل وانا اشاهدها واعود لاقرأ من جديد لأساندها في اللعب، واقرأ من جديد لاصادقها بثقة عمياء الى ان اقرأ من جديد واكون قد لبستها ولبستني واصبحنا شخصيتين في روح واحدة كالقلب والعقل.
□ صرحت بلقاء سابق إنه تستوهيك تجسيد شخصيات الزعماء مثل فؤاد السنيورة وصدام حسين، ورفيق الحريري، رغم كل شخصية لها مزاجها الخاص والمركبة ولكل شخصية لها جمهور مؤيد ومعارض ، الا تخشى الانتقاد؟
-اجل تستهويتي كل شخصية دخلت التاريخ، ان مثل هذه الشخصيات السياسية تترك مثل علامات الدهشة والتحقيق عند المشاهد فلا تحقق اكثر من حقيقتها.
□ هل أصبح جمال المرأة والعُري في ازيائها عامل جذب لبعض المخرجين و المنتجين أكثر من الموهبة؟
-منذ زمن بعيد وجمال المرأة يستهوي المخرج وبطل المسلسل والمنتج وغيرهم وما زال حتى اليوم، وهذه الحالة موجودة في جميع الدول.
□ رأيك وبصراحة في الأسماء التالية؟
باميلا الكيك
-باميلا الكيك من الممثلات التي تلعب ادوارا صعبة ومركبة وهي ناقدة فنية اجتماعية سياسية اضافة الى روحها الطيبة والمرحة وفي التصوير افرح جدا بالعمل معها.
ريتا حرب
-ريتا حرب وجه جميل يسحر القلوب يساعدها في اقناع المشاهد بالحالة بدون تعب او مجهود او معاناة
سابين
-سابين لم أعد اراها منذ مدة واذا تكلمت عن دورها في مسلسل احمد وكريستينا فهذا اول اعمالها لذلك اترك النقد للمشاهدين والنقاد الجلاء.
داليدا خليل
-داليدا خليل نجمة من الولادة لها جاذبية وكاريزما قويتين ولكنها من النوع الذي اذا لم تعتمد مدير اعمال لا تستمر الا بصـــــــورة متقطعة.
□ رايك في مستوى السينما اللبنانية؟ ولماذا انت مقل باعمالك السينمائية؟
-لا يوجد لدينا تاريخ حافل بالسينما، لان المصريين هم ارباب السينما انظري الى الافلام اللبنانية فمن منهم يبقى في ذاكرتك ؟، من ناحية الانتاج والضخامة والبساطة والنص والممثلين والنجوم ؟ لا احد باستثناء افلام السيدة فيروز اطال الله في عمرها ومدها بالصحة.
*لماذا لم نراك نجماً في الدراما والسينما المصرية على غرار بعض النجوم العرب؟
– ان كثافة الاعمال تجعل الممثل نجما وليس قدراته التمثيلية او موهبته لذلك نرى كثير من الاحيان نجوما لا يستطيعون لعب ادوار صعبة او مركبة والعكس ايضا صحيحا اذ نرى ممثلين جيدين لا بل ممتازين ولكنهم ليسوا نجوما من الصف الاول لان اعمالهم ليست كثيفة ان كثافة الاعمال تجعل الممثل نجما ولكن ليس بالشرط ان تجعل منه ممثلا جيدا وانا لعبت شخصيات هي بحد ذاتها نجمات وعندما لعبت هذه الشخصيات وقبلني الجمهور واحبني بها ونجحت في تجسيدها بصدق وشفافية، برأيكِ ألم أصل الى النجومية ؟ ناهيك عن دوري المنفرد في مسلسل دورة جونية جبيل، ولو تم تصوير الجزء الثاني منه ما كان سيحصل برأيِك؟
*اول ظهور فني كان في مسلسل خليك بالبيت امام الممثل القدير صلاح التيزاني، حدثنا عن هذه التجربة؟ ومن أعطاك الفرصة الأولى لدخول مجال الفن؟
-كنت احضر جمعية عمومية لنقابتنا في مسرح المدينة حيث تقدم مني مدير الانتاج والفنان فؤاد حسن بعدها اصبح من اعز الاصدقاء المقربين الى قلبي وعرض عليّ دوراً متواضعا في احدى مسلسلات ابو سليم وكانت فرحتي كبيرة لا تصدق، واذكر اثناء تصوير اول مشهد لي وانتهاءه خرج صلاح تيزاني من غرفة المخرج يهنئني امام الجميع وبصوت عال قال لي ان مستقبل زاهرا ينتظرني.
واذكر ايضا في مسلسل للمخرج الراحل انطوان ريمي قال لي ذات يوم انت ممثل جيد جدا يا طوني ولكن يلزمك كاتب ليكتب لك ويخرج منك طاقاتك وموهبتك.
* هل تفكر بالاعتزال والهجرة؟ هل الأوضاع الأمنية والاقتصادية تجعلك احيانا يائسا من تحقيق الأحلام في لبنان؟
-اجل دائما افكر بالاعتزال والهجرة ولكن الذي يمنعني هو مسؤولياتي تجاه والدتي فأنا المسؤول عنها وكثيرا ما كانت الأحوال الأمنية والاقتصادية تجعلك يائساً من تحقيق اقل ما يمكن من اماني او طموح.
* ماذا تعني لك بغداد؟ وهل زرتها سابقاً؟
-بغداد سحر الشرق، بغداد الطفولة البريئة، بغداد القصور وبساط الريح، بغداد الموسيقى الساحرة التي تدخل القلوب كما تدخل الافعى مخبئها، بغداد التاريخ العريق للأديان، بغداد الأولى والنهاية، بغداد الحلم والابداع، بغداد بلدي التي لم اعش فيها، احبكِ بغداد.
*متى نراك بعمل عراقي وباللهجة العراقية؟
-انا جاهز لأي عرض يأتيني من العراق الشقيق الذي أعتز به وأفتخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- موقع كتابات
النخب السياسية في النقد المضمر بالسينما العالمية
في الأفلام الأمريكية والعالمية القديمة التي قدمتها هوليوود , تعودنا على مشاهدة الممثلين كاري كوبر وكاري كرانت وكلنت ايستوود , وفي موجة الأفلام المعاصرة , هناك العديد من الشخصياتالسينمائية الأخرى من امثال جوش هارتنت وتوم كروز وتوم هانكسوجيرارد بتلر وغيرهم , كانوا , على الأغلب وبالرؤية الأمريكية ,محاورآ لسلطة العدل التي تدافع عن سيادة الدولة كرسالة لأفرادمن داخل الوطن من ناحية , وعن حقوق الفرد والمجتمع , في استرجاع الحق من براثن الخارجين عن القانون , وتعيد الأمور العامة الى نصابها من ناحية اخرى , وهم في افلام اخرى معيّنة , تراهم بأدوارهم كأدوات ترويج للشخصية البريطانية والأمريكية في إظهارها بالكاريزما المتكاملة وخاصة في الأفلام الحربية التي تروّج الى ثقافة هاتين الدولتين وقيمهما الإجتماعية , وتمجّد بطولات جيشهما في الولاء والوطنية , كافلام ' كابتن امريكا وتوب غن ' لكريس إيفانز وتوم كروز , وسقوط الصقر الأسود لجوش هارتنت وسقوط البيت الأبيض لجيرارد بتلر . ولكن يبقى هناك عدد آخر من الأفلام التي تصوّر العرب في منظور استشراقي وعنصري بشكل خاص كشعوب متخلفة وعنيفةوشهوانية ونائمة لا همَّ لها غير الأكل والنوم وخاصة بعد احداث 11 سبتمبر , إذ ترسّخت هذه الفكرة لدى الغرب منذ عهود , وربما لدى شعوب الشرق الأقصى كنقد مضمر في تلك الأفلام , ومن سوء الطالع , فقد رمى الى ذلك بالبرهان الرئيس ترامب في ذكرى مئوية الاحتفال بالحرب العالمية الأولى الذي صادف في نوفمبر 2018 , عندما شاهد الملك المغربي نائمآ في الإجتماع , لذلك قامت هوليوود بناءآ على تلك الفكرة على توظيف الإستشراق في السينما , فصوّرت العرب بهذه الصفات وبطريقة سلبية ونمطيةفي افلامها ، سميت من قبل النقاد بـ'الاستشراق السينمائي'، أي على طريقة الإستشراق التي جاء بها المستشرقين البريطانيين, وهم بالحقيقة مؤرخون أسسوا لنظام فكري وثقافي وسياسي يقوم على ; ' ان من يمتلك المعرفة يبرر السيطرة على الآخر المتخلف , وبهذه الفكرة ومعها ومعها فكرة او نظرية ' عبء الرجل الأبيض ' , روّجوا الأكاذيب عن الشرق لتتم السيطرة والهيمنة الإستعمارية على الهند , وعلى العرب في الشرق الأوسط على اساس ان الشرق غريبآ ومتخلفآ وغامضآ وغير عقلاني في مقابل الغرب العقلاني المتقدم والمتحضّر , فتم بذلك توظيف الإستشراق في السينما كوسيلة للنقد ولتشويهالتأريخ , واستهداف الأديان والأعراق عن طريق إستبعاد المظاهر السامية من قيم واخلاق وعادات وتقاليد , وإظهار مايخالفها , غير ان النقاد والمفكرين المعتدلين كان لهم رأيآ مخالفآ , إذ اعتبروا ان هذه الموجة من الأفلام ليست سوى تلفيقات مبالغ بها وغير واقعية ومنهم المفكر إدوارد سعيد في كتابه ' الإستشراق ' , حيث بيّن كيف يُختزل 'الشرق' , وبخاصة العرب , في صور نمطية تخدم الهيمنة والعنصرية الغربية . من هذه الأفلام المسيئة للعرب فلم ' اكاذيب حقيقية ' من بطولة آرنولد شوارزينيغر, وهو من عنوانة , فلم سخيف مليئ بالأكاذيب , وفي مشاهدة تجاهل كامل لأي بعد انساني او ثقافي , واختزال للعرب في صورة عدو همجي وغبي ومتعطش للدماء ومتطرفويتحدث بلغة مشوشة , وفلم آخر بعنوان ذا دلتا فوريس من بطولة جاك نورس , وهو يتعرض للعرب بالطريقة نفسها , وفلم ' سيج ' من بطولة دينزل واشنطن وبروس وولس بالرؤية نفسها , وفلم ' ممي Mummy ' , الذي يعرض العرب كخدم سذّج وجبناء وبرابرة يعيشون في صحراء قاحلة , يُستخدمون في الفلم إما للدلالة على الجهل أو ليموتوا في سبيل تقدم البطل الغربي . في الدراسات الحديثة ومن جراء تلك الأفلام الأمريكية , اصبح من المألوف لدى الباحثين في الشأن السياسي , مقاربة الشبه بين الممثلين كأفراد في السينما الأمريكية وبين النخب السياسية في العالم , فقد استخلصوا ان في السينما ادوارآ لأبطال الأفلام الأمريكية تتشابه بالمهام مع ادوار النخب السياسية الحامية للسيادة والعدالة والقيم الإجتماعية , فالبطل الأمريكي هو المقاوم من داخل الدولة لأعداء من خارج الدولة وهذه رسالة تبثها هوليوود من خلال الفن السينمائي , والنخب السياسية لها الدور نفسه في حماية السيادة والعدالة والقيم الإجتماعية , ووجدوا احيانآ اخرى ازدواجية عند الممثلين وعند النخب السياسية معآ , فلدى الممثلون وجدوا في فلم Trade ان النخب السياسية نفسها متورطة في ابشع انواع الإنحطاط الأخلاقي كبيع السلطة , وغض النظر عن الإتجار بالبشر والسمسرة … الخ


الأنباء العراقية
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الأنباء العراقية
ترامب يفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام السينمائية
متابعة-واع أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع الأفلام السينمائية المنتجة خارج الولايات المتحدة، محذرا من أن هوليوود تتعرض للتدمير بسبب اتجاه الاستوديوهات الأميركية وصناع الأفلام للعمل خارج البلاد. ويأتي الإعلان في الوقت الذي يتعرض فيه البيت الأبيض لانتقادات متزايدة بسبب سياساته التجارية التي شهدت فرض ترامب رسوما جمركية مرتفعة على معظم دول العالم. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال "أنا أخول وزارة التجارة والممثل التجاري للولايات المتحدة البدء فورا بعملية فرض رسوم بنسبة 100% على كل الأفلام التي تدخل إلى بلادنا بعد أن كانت قد أنتجت على أراض أجنبية". وتأتي تصريحات ترامب بعد أن أعلنت الصين التي تحملت العبء الأكبر من رسوم ترامب، الشهر الماضي أنها ستقلل من عدد الأفلام الأميركية التي تستوردها. وكتب ترامب الأحد "صناعة السينما في أميركا تموت موتا سريعا. دول أخرى تقدم جميع أنواع الحوافز لجذب صناع أفلامنا واستوديوهاتنا بعيدا عن الولايات المتحدة". أضاف "هوليوود، والعديد من المجالات الأخرى داخل الولايات المتحدة، تتعرض للتدمير"، مدعيا أن هذا يشكل تهديدا للأمن القومي. ولم تتضح على الفور تداعيات القرار على صناعة السينما أو كيف سيتم فرض مثل هذه الرسوم الجمركية على وجه التحديد. ولم يأت ترامب على ذكر صناعة المسلسلات التلفزيونية، وهو قطاع مربح أيضا ويحظى بشعبية متزايدة.


اذاعة طهران العربية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- اذاعة طهران العربية
السجادة الايرانية .. سفير الثقافة والفن في عصر العولمة
من القصور الفخمة إلى المتاحف العالمية، حافظت السجادة الايرانية على مكانتها كأحد أبرز الأعمال الفنية، مما يثير التساؤل حول كيفية حفاظ هذا الفن على قيمته ورمزيته الثقافية عبر العصور. تتميز السجادة الإيرانية بكونها لوحة فنية ملونة تعكس أشكالاً وصوراً تمثل رموز الطبيعة والأساطير والمعتقدات. كل عقدة من هذه السجادة تعكس الصبر والمهارة والحرفية للفنانين الذين أبدعوا فيها بحب وعاطفة. من قصور الملوك إلى المتاحف العالمية، كانت السجادة الإيرانية دائماً تحتل مكانة رفيعة، مما يطرح تساؤلات حول سر متانتها وشعبيتها. كيف استطاع هذا الفن الحفاظ على مكانته بين الفنون الأخرى؟ وما هي الخصائص الفريدة التي جعلته رمزاً ثقافياً؟ وهل يمكن للسجادة الإيرانية في العصر الحديث أن تستمر في أداء دورها كسفيرة ثقافية تعرّف العالم بالفن والثقافة الإيرانية؟ عرض رائع للسجاد الايراني في الفاتيكان في حدث مميز، أقيمت مراسم وداع البابا فرنسيس في ساحة الفاتيكان، حيث وُضع نعش البابا على سجادة إيرانية مزخرفة بشكل رائع. وقد أثارت الصور التي تم تداولها من هذا الحفل اهتماماً واسعاً بين الإيرانيين، مما أعاد إلى الأذهان التاريخ الطويل للسجاد الإيراني في احتفالات الفاتيكان. على مر السنين، كانت السجادة الايرانية خياراً مفضلاً في المساكن الرسمية وقصور الملوك حول العالم. يمكن رؤية السجاد الفارسي في البيت الأبيض، وقصر باكنغهام، وبلاط الإمبراطور الياباني، وحتى في بعض القصور الملكية في الصين. تُعتبر سجادة أردبيل، واحدة من أشهر السجاد في العالم، محفوظة في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، بينما توجد نسخة أخرى في متحف لوس أنجلوس. كما تحتوي متاحف مرموقة مثل متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك ومتحف ميلانو ومتحف سميثسونيان في واشنطن على مجموعات من السجاد الصفوي. تعود جذور إهداء السجاد للملوك والأباطرة إلى العصر الصفوي، حيث قدم الشاه عباس الكبير سجادات حريرية لملوك أوروبا. ومنذ ذلك الحين، تظل السجادة الإيرانية سفيرة صامتة للفن والثقافة وتاريخ هذه الأرض. تُعتبر السجادة الفارسية واحدة من الكنوز الثمينة التي تروي، بجانب قيمتها المادية، هوية وثقافة وتاريخ أمة. هذه الأقمشة المنسوجة يدوياً، التي تعكس قصة الفن والذوق الإيراني، زينت المنازل والقصور لقرون، ولعبت دور السفير الصامت في العالم. يتناول هذا التقرير دور السجاد الإيراني كسفير للثقافة والفن، ويحلل العوامل التي أثرت على ديمومة هذا الفن وشعبيته عبر التاريخ، والخصائص الفريدة التي جعلته رمزاً ثقافياً، وإمكاناته للعب دور السفير الثقافي في العصر الحالي. السجادة الإيرانية.. من مجد البارثيين إلى دورها في العصر الحديث تتجذر فنون نسج السجاد في إيران في عمق تاريخها العريق، حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن الإيرانيين كانوا يمارسون فن النسيج منذ العصور القديمة. في العصر الأخميني، تم إنتاج سجادات وبسط رائعة لتزيين قصور الملوك والنبلاء، بينما شهد العصر الساساني ذروة صناعة السجاد، حيث اشتهرت السجادات الحريرية بتصاميمها المعقدة وألوانها الزاهية. مع دخول العصر الإسلامي، تطور فن السجاد الإيراني ليعكس التأثيرات الإسلامية والزخارف الهندسية. في العصر الصفوي، أصبح نسج السجاد فناً رفيعاً، حيث أُنشئت ورش متخصصة في مختلف المدن الإيرانية، مما أدى إلى شهرة عالمية للسجاد المنسوج في تلك الفترة بفضل جودته العالية وتصميمه الفريد. خلال فترة القاجاريين، شهدت صناعة السجاد تحولات جديدة مع إدخال التصاميم الغربية، مما ساهم في دخول السجاد الإيراني إلى الأسواق العالمية، خاصة من مدن تبريز وكرمان وكاشان، لتصبح واحدة من أهم السلع التصديرية الإيرانية. في العصر الحديث، ورغم التحديات التي تفرضها السجاد الآلي، لا يزال السجاد الإيراني يحتفظ بمكانته كأحد أبرز الفنون التقليدية. يسعى فنانو نسج السجاد إلى الحفاظ على أصالة هذا الفن، مع تقديمه للعالم كرمز للثقافة والفن الإيراني. مدونة الثقافة و الفن الإيراني في نسج السجاد تتميز السجادة الإيرانية بتنوعها وثراء أنماطها، حيث تعكس كل منطقة ثقافتها وعاداتها وظروفها المناخية. هذا التنوع يجعل من السجادة الفارسية كنزًا من الألوان والتصاميم. تتضمن الزخارف السجادية رموزاً للطبيعة والأساطير والمعتقدات، حيث ترمز الزخارف النباتية إلى الجمال والخصوبة، بينما تعكس الزخارف الحيوانية القوة والشجاعة. الأنماط الهندسية تمثل النظام والانسجام، في حين تعبر الزخارف الإسلامية عن ذوق وإبداع الفنانين الإيرانيين. تلعب الألوان أيضاً دوراً محورياً في السجاد الفارسي، حيث تعكس مشاعر ومفاهيم مختلفة. اللون الأحمر يرمز إلى الفرح، والأزرق إلى السلام، والأخضر إلى الأمل، بينما يرمز الأصفر إلى الثروة، والأبيض إلى النقاء. السجادة الإيرانية تعكس تاريخاً طويلاً من الإبداع والتقاليد في زمن العولمة، حيث تتداخل الثقافات وتتلاشى الحدود، يبرز السجاد الإيراني كأحد أبرز رموز الثقافة والفن الإيرانيين. يتمتع السجاد الإيراني بجماله الفريد وأناقة تصاميمه، مما يجعله قادرًا على جذب انتباه الجماهير العالمية وتعزيز صورة إيجابية عن إيران في أذهانهم. لتحقيق هذا الدور الثقافي، يتعين على فناني نسج السجاد الإيراني الحفاظ على أصالة هذا الفن مع دمج الابتكار والإبداع في تصاميمهم. من الضروري أيضًا أن تتعاون الحكومة والقطاع الخاص في تعزيز هذا الفن من خلال دعم الفنانين وإقامة معارض دولية تبرز جمال السجاد الإيراني. علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم السجاد الإيراني في تنمية السياحة، حيث يمكن تنظيم جولات لزيارة ورش نسج السجاد، مما يجذب السياح الأجانب ويعرفهم على هذا الفن العريق. كما أن بيع السجاد للسياح يمكن أن يعزز الاقتصاد الوطني. السجاد الايراني في قصور العالم يعتبر السجاد الايراني من أفخم وأغلى الصناعات اليدوية، ويستخدم في العديد من القصور حول العالم. في طهران، تُغطى القصور الكبرى بالسجاد الفارسي، الذي يتميز بتصاميمه الفريدة. من بين هذه السجادات، "سجادة قصة الشيخ سنان وابنة ترسا" و"سجادة السلاطين" التي تزين قصر نيافاران، حيث تعكس جمالًا استثنائيًا. تُعتبر "السجادة الشهيرة" واحدة من أبرز السجادات في قصور طهران، حيث تبلغ مساحتها 18 متراً مربعاً، وقد تم نسجها على يد علي كرماني في عام 1299. تتميز بتصميم مستوحى من كتاب عجم، وتحتوي على صور للملوك الإيرانيين عبر العصور، مما يبرز تاريخ إيران العريق. في قصر جولستان، يُستخدم السجاد الفاخر من العصور القاجارية والبهلوية، والذي يتميز بتصاميمه المحرابية والصورية. تُصنع خيوط هذه السجادات من الحرير والصوف، وتأتي من مدن مثل تبريز وأراك وسنندج، رغم أن نساجيها لا يُعرفون. بهذا، يظل السجاد الإيراني رمزًا للثقافة والفن، ويعكس تاريخًا عريقًا يستحق التقدير والاحتفاء به في جميع أنحاء العالم. السجادة الايرانية.. رمز الثقافة الإيرانية تحتل السجادة الفارسية مكانة بارزة في الفنون التقليدية الإيرانية، ورغم تأثير العقوبات المفروضة على إيران على صادرات السجاد، إلا أن السجاد الإيراني لا يزال يحظى بتقدير كبير، حيث تم استخدامه في أماكن مرموقة مثل البيت الأبيض. الصور التي التقطها مسؤولون أميركيون للسجاد المنسوج بأيدي إيرانية تعكس الفخامة والجمال الذي يتمتع به هذا الفن العريق، مما يجعله محط أنظار العالم. في القصر الرئاسي النمساوي، تزين سجادة إيرانية هذا المعلم التاريخي، مما يبرز أهمية فن نسج السجاد الإيراني في تزيين القصور والمباني الفاخرة حول العالم. لا تقتصر شهرة السجاد الإيراني على القصور فقط، بل تمتد إلى المتاحف العالمية، حيث تتألق السجادات الإيرانية كنجوم في سماء الفنون. من بين هذه المعالم، يبرز متحف الإرميتاج في سانت بطرسبرغ، روسيا، الذي يضم سجادة بازيريك، أقدم سجادة إيرانية في العالم. تعكس هذه السجادة المهارة العالية للنساجين الإيرانيين، حيث تتميز بتفاصيلها المعقدة وعناصرها ذات المعاني العميقة. تعتبر السجادة الإيرانية إرثًا ثقافيًا غنيًا، يرمز إلى الهوية الوطنية والفن الإيراني. على مر العصور، كانت هذه السجادات بمثابة سفراء للسلام والصداقة، مما يعزز الحاجة إلى دعم فناني نسج السجاد وترويج هذا الفن على المستوى الدولي. للحفاظ على هذا التراث القيم، يجب على الحكومة والقطاع الخاص وفناني نسج السجاد التعاون لتطوير برامج تهدف إلى تعزيز هذا الفن، من خلال إقامة معارض دولية وتثقيف الجمهور حول فن نسج السجاد. من خلال هذه الجهود، يمكن تقديم السجاد الإيراني كرمز ثقافي ثمين، وتعزيز دوره كسفير للفن والثقافة الإيرانية في العالم.