
في غزة رغيف الخبز بـ15 دولارا.. من يملك ثمن الحياة؟
ففي المخيمات المكتظة التي تؤوي آلاف العائلات، والتي تفتقر إلى الطعام والماء والدواء، أصبحت الحياة معركة يومية للبقاء لا يربحها أحد، وحتى من يمتلك القليل بات يجد صعوبة في دفع ثمن الرغيف الذي ارتفع بشكل صادم، أما من لا يملك شيئا، فالحصول عليه بات مستحيلا.
وقد أثار الارتفاع الجنوني في أسعار الطحين موجة غضب عارمة عبر منصات التواصل، خاصة بعد أن تجاوز سعر كيلو الدقيق 50 دولارا في بعض المناطق -هذا إن توفر أصلا- في مشهد يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
ووثق مغردون شهادات مؤلمة عن الواقع اليومي في غزة، حيث يستغرق الحصول على الخبز ساعات طويلة من الانتظار في طوابير مزدحمة، مقابل ثمن باهظ قد يصل إلى 15 دولارا أو أكثر، لرغيفٍ لا يكفي لإسكات جوع طفل واحد.
وأشاروا إلى أن ما يحدث في غزة "ليس فقرا، بل إنه تجويع ممنهج، وموت بطيء لأرواحٍ لا تطلب سوى البقاء حية ليوم آخر"، مضيفين: "غزة لا تعيش.. غزة تصارع الموت في كل لحظة. وحتى الخبز أصبح حلما ثقيلا".
وأكد مغردون آخرون أن ما يجري في القطاع ليس مأساة فقط، بل جريمة متعمدة، ممنهجة وقاسية، فحين يتحول الطعام إلى رفاهية، ويُستخدم الجوع كسلاح، يصبح صمت العالم جزءا من الجريمة.
ورأى نشطاء آخرون أن المسألة تتجاوز السياسة والصراعات، لتصبح قضية إنسانية خالصة، متسائلين: "إذا لم نقف مع هذا الحق البسيط.. فماذا تبقى من إنسانيتنا؟".
وتكررت صرخة واحدة على ألسنة كثيرين: "لا أحد يجب أن يضطر للتوسل من أجل قطعة خبز في القرن الـ21".
وتساءل آخرون بأسى: "فكيف ببقية العائلة؟ فكيف بمن لا يملك شيئا ليدفعه أصلا؟ فكيف بغالبية الشعب الذين لم يصل إليهم الخبز أصلا؟ فكيف بمن يعيش تحت خيمةٍ ممزقة، لا يجد ماء، ولا دواء، ولا غذاء، ولا حتى حيلة؟".
وفي شهادة مؤلمة، كتب أحد الناشطين: "بعد رحلة بحث عن طعام استمرت 4 ساعات، أكاد أجزم أنني من المحظوظين جدا اليوم، لأنني حصلت على ساندويشة فلافل، رغم أن سعرها بلغ 12 دولارا".
وأشار إلى أنه تناول هذه الوجبة مرة واحدة فقط، ورغم أنها لا تغني ولا تسمن من جوع، فإنه شعر بأنه نال رفاهية استثنائية بالحصول عليها.
أما الطحين، فسعر الكيلو الواحد منه -حسب مدونين- وصل إلى 50 دولارا، هذا إن توفّر أصلا، لكن الكارثة لا تقف عند الأسعار، إذ أكدوا أن "التكلفة الحقيقية هي الأرواح التي تُزهق جوعا"، مشيرين إلى أن هناك "18 شهيدا في يوم واحد قضوا جوعا قبل أن يصل إليهم رغيف الخبز، و48 شهيدا ارتقوا وهم ينتظرون المساعدات بين أكياس الطحين".
وكتب أحدهم: "سعر رغيف الخبز في غزة 10 دولارات، يعني اللي عنده 5 أولاد محتاج 100 دولار ليفطرهم خبزا حافا"، في حين كتب آخر: "في غزة أصبح سعر رغيف الخبز أغلى من دم أهل غزة".
وكتب أحد المدونين أيضا: "رغيف الخبز عندنا ب 30 شيكلا، وكيس الطحين (50 كغم) بـ10 آلاف شيكل، والدواء أصبح خيالي السعر للكبار والصغار.. كفى صمتا، كفى قتلا وتجويعا".
وأشار مغردون -في مفارقة مؤلمة- إلى أن ثمن وجبة بسيطة في غزة بات يُضاهي أسعار أفخم مطاعم العالم، حيث تجاوز سعر كيلو الدقيق 30 دولارا، وقد يستمر بالارتفاع في ظل استمرار الأزمة وتفاقم الحصار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
مشرعة ألمانية تدعو بلادها إلى فرض عقوبات على إسرائيل
دعت مشرعة بارزة في ائتلاف المستشار الألماني فريدريش ميرتس الحاكم بألمانيا حكومة بلادها إلى دراسة فرض عقوبات على إسرائيل، تشمل تعليقًا جزئيًا لصادرات الأسلحة أو تجميد اتفاق سياسي على مستوى الاتحاد الأوروبي، إذا لم تحدث تحسينات ملموسة في الوضع الإنساني ب قطاع غزة. وقالت زيمتيي مالر، نائبة زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاجتماعي أمس الاثنين، إن تصريحات إسرائيل بشأن عدم وجود قيود على المساعدات المقدمة لغزة "غير مقنعة"، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات عملية إذا لم يتحسن الوضع قريبًا. وكتبت مالر، التي انضم حزبها إلى ائتلاف مع المحافظين بزعامة ميرتس هذا العام، رسالة إلى نواب الحزب بعد عودتها من رحلة إلى إسرائيل مع وزير الخارجية يوهان فاديفول الأسبوع الماضي. قالت في الرسالة -التي اطلعت عليها رويترز- "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية لن تتحرك كثيرا دون ضغوط. وإذا لم تطرأ تحسينات ملموسة قريبا، فلا بد من أن تكون هناك عواقب وخيمة"، مشيرة إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا ينبغي أن يكون أمرا في نطاق "المحظورات". وتعكس تصريحات مالر تحولًا في نبرة الخطاب الألماني تجاه إسرائيل، رغم أن هذا التحول لم يترجم، حتى الآن، إلى تغييرات سياسية ملموسة، وفق رويترز. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جريمة تجويع بحق غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما تسبب بتفشي المجاعة. وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية -المستمرة بدعم أميركي- أكثر من 210 آلاف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
رغم ضغوط عالمية وداخلية.. لماذا لا زال نتنياهو يملك قرار إطالة الحرب؟
رغم تصاعد الضغوط داخليا وخارجيا لوقف الحرب على قطاع غزة ، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديدها متجاهلا النداءات المتكررة لوقف العدوان، ومتحصنا بتحالف سياسي هش، يربط بين مصلحته الشخصية والدعم الأميركي المطلق، في مشهد يعكس شللا متعمّدا. فمع تصاعد التصريحات عن توسيع العمليات العسكرية، كشفت القناة 14 العبرية أن نتنياهو يفكر مجددا بخيار احتلال غزة، رغم معارضة الجيش ومخاوف من استقالة رئيس الأركان إيال زامير إن تم تنفيذ هذا التوجه. وعبر عن التصدعات داخل المؤسسة العسكرية مسؤولون كبار وعلى رأسهم رئيس العمليات السابق في الجيش يسرائيل زيف، الذي أكد أن الحكومة لا تسعى لتحقيق أهداف الحرب بقدر ما تهدف لإدامتها، حتى وإن تمثلت هذه الإدامة في بيع الوهم للإسرائيليين دون هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)أو استعادة الرهائن. ويبدو أن نتنياهو يستخدم مأزق الرهائن كورقة سياسية لا لحلها، بل لتعليق المسؤولية على "عناد حركة حماس"، في حين يتعمد وفق تقارير إسرائيلية ودولية تعطيل أي صفقة شاملة كانت مطروحة لإنهاء الحرب، في سلوك وصفه زيف بأنه يمنح حماس نصرا دبلوماسيا مجانيا، ويؤكد حالة الشلل المتعمد في القيادة الإسرائيلية. هذه القراءة تجد صداها كذلك في المشهد الاحتجاجي داخل إسرائيل، حيث تتزايد أصوات المتظاهرين في القدس وتل أبيب ، يرفعون صور الأسرى ويطالبون بإيقاف الحرب. أما في المؤسسات العسكرية والأمنية، فتُسجَّل يوميا مواقف لقيادات سابقة تُحذّر من تداعيات استمرار الحرب بصيغتها الحالية، باعتبارها انتحارا سياسيا وأخلاقيا يدفع إسرائيل نحو عزلة متزايدة. حجر الزاوية فيما يبدو الموقف الأميركي حجر الزاوية في صمود نتنياهو، فالرئيس دونالد ترامب -بحسب ما أوردته "يديعوت أحرونوت"- أعطى الضوء الأخضر لحملة عسكرية كبيرة، رغم التحذيرات من كارثة محتملة تطال مصير الرهائن المدنيين، ويتيح هذا التواطؤ غير المعلن رسميا لنتنياهو هامشا مريحا للمناورة يحول دون أي تدخل دولي فاعل. الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور بلال الشوبكي يرى٬ خلال حديثه ببرنامج مسار الأحداث٬ أن نتنياهو يدير هذا التوازن السلبي من خلال اللعب على تناقضات الداخل الإسرائيلي، واستدعاء ملفات خلافية تتجاوز الحرب ذاتها، مثل العلمانية والانقلاب القضائي، لخلق حالة استقطاب تُبقي على تماسك الائتلاف الحاكم، حتى ولو جاء ذلك على حساب صورة إسرائيل دوليا أو مصالحها الإستراتيجية. ويقرأ الشوبكي التصعيد المتزايد في التصريحات عن إعادة احتلال غزة كأداة تكتيكية تهدف لتوجيه الرأي العام داخليا والضغط تفاوضيا على حماس، مؤكدا أن تسريب مثل هذه الخيارات يخدم أكثر من غرض، من بينها جس نبض الشارع الإسرائيلي بشأن كلفة الاحتلال، أو تهيئة المشهد للقبول بصفقة جزئية تُفرض تحت سيف التهديد بالاجتياح الكامل. في السياق ذاته، تحذر النائبة البريطانية السابقة كلوديا ويب من أن المأساة الجارية في غزة لم تعد حربا بالمعنى التقليدي، بل أصبحت إبادة منظمة، تسهم في استمرارها حكومات الغرب بصمتها أو تواطئها، بل وتقوم بعض تلك الحكومات، كالحكومة البريطانية، بتسليح إسرائيل رغم وجود حكم قضائي دولي يلمّح إلى ارتكاب جرائم إبادة. ويب ترى أن المظاهرات الغربية التي تجتاح عواصم أوروبا وأستراليا ليست مجرد حركات احتجاج، بل تعبير عن وعي متزايد بمسؤولية الأنظمة السياسية في إبقاء آلة الحرب دائرة، مشددة على أن صمت الحكومات لن يدوم طويلا إذا استمر الضغط الشعبي وامتد إلى صناديق الاقتراع. مقاربة أميركية في المقبل، يتمسك الدكتور جيمس روبنز، كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، بالسردية الرسمية التي تُحمّل حماس مسؤولية استمرار الحرب، وتدعوها إلى "الاستسلام" وتسليم السلاح، باعتبار ذلك الطريق الوحيد لإيصال المساعدات وإنهاء النزاع، وهي المقاربة التي وُوجهت بانتقادات لاذعة من باق الضيوف، الذين رأوا فيها تبريرا مفضوحا لعسكرة المأساة الفلسطينية. وفي هذا السياق، وصف الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، هذه المواقف بأنها تمثل تدميرا لمنظومة القانون الدولي ، وتكريسا لمعيار القوة بديلا عن العدالة، مشيرا إلى أن حماس قدمت عروضا لصفقة شاملة أُفشلت من قبل نتنياهو، وأن التذرع بعدم جاهزية الحركة للتفاوض مجرد تغطية على انحياز أميركي فج يمنح إسرائيل ترخيصا للقتل والتجويع كأداة تفاوضية. وذهب الحيلة أبعد من ذلك، معتبرا أن تحالف واشنطن مع اليمين الإسرائيلي لم يعد مجرد دعم سياسي، بل تحوّل إلى تماهٍ أيديولوجي مسياني، يضرب بعرض الحائط أي مبادرة سلام حقيقية، ويعيد المنطقة إلى منطق "التطهير والتفريغ" الذي يعكس خطابا يتناقض مع الحد الأدنى من المعايير الإنسانية. وفي ضوء هذا التواطؤ المتبادل، يصبح استمرار الحرب ليس وسيلة لتحقيق أهداف أمنية أو سياسية، بل هدفا بحد ذاته يخدم شبكة مصالح ضيقة على حساب مأساة شعب بأكمله. فالشلل في اتخاذ القرار بوقف الحرب لا يعود إلى عجز أو تردد، بل إلى تحالف عضوي بين بقاء نتنياهو السياسي والفيتو الأميركي على أي مسار تسوية حقيقي. ورغم تصاعد الاحتجاجات في العواصم الغربية، ورغم التململ المتزايد في الشارع الإسرائيلي، يظل هذا التوازن السلبي قائما، وتستمر الحرب كأداة تأجيل، لا كخيار ضروري، فالخطر لا يكمن فقط في إطالة أمد المعاناة، بل في ترسيخ نموذج إدارة صراع يقوم على التطبيع مع الجريمة، وتحييد العالم عن مسؤولياته، وإعادة تعريف معنى النصر والهزيمة بلغة الدم والخراب.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
الأمم المتحدة: الناس يتضورون جوعا في غزة ولا بد من فتح كافة المعابر
قال فرحان حق -نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- إن كل ما يتم إدخاله من طعام ووقود لا يفي باحتياجات قطاع غزة ، مؤكدا أن إنقاذ مليوني إنسان يتضورون جوعا يتطلب فتحا كاملا للمعابر. وفي مقابلة مع الجزيرة، أكد حق أن القطاع بحاجة لدخول 500 شاحنة مساعدات يوميا على الأقل، لأن الناس يحصلون على وجبتي طعام كل 3 أيام. وأضاف أن كل ما يتم إدخاله للقطاع لا يكفي حاجة السكان، لأن هناك حالة جوع كبيرة، والأطفال بحاجة شديدة للغذاء والمكملات الغذائية، مؤكدا أن المطلوب حاليا هو إدخال المساعدات برا، وإعادة عمل شبكة التوزيع التابعة للأمم المتحدة. وتكمن المشكلة -وفق المسؤول الأممي- في سيطرة إسرائيل على كافة المعابر، وقيامها بعمليات تفتيش معقدة وطويلة في المعبرين اللذين سمح للأمم المتحدة بإدخال المساعدات منهما. وفي وقت سابق اليوم، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الصور المقبلة من غزة لأشخاص يتضورون جوعا "مفجعة ولا تطاق". وأكد تورك أن وصول غزة إلى هذه المرحلة "يعتبر إهانة لإنسانيتنا"، وأن إسرائيل "تواصل فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية للقطاع".