logo
'لا ينفع العليق عند الغارة'

'لا ينفع العليق عند الغارة'

وطنا نيوزمنذ يوم واحد
بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
المثل الشعبي يقول: 'لا ينفع العليق عند الغارة'، وهو مثل بسيط في ألفاظه، عميق في معناه، يلخص حكمة الأجداد الذين خبروا صعاب الحياة وأدركوا أن الاستعداد قبل الشدّة ضرورة لا يمكن التفريط بها. فالذي ينتظر وقوع الخطر حتى يتأهب، يكون كمن يهيئ زاده بعد أن حلّ الجوع، أو يملأ دلوه بعد أن جفّت أرضه.
وهنا يبرز سؤال وطني ملحّ:
لماذا نحتاج إلى الجيش الشعبي؟
ولماذا نريد تدريب المواطنين على التعامل مع مختلف الأزمات والكوارث؟
ولماذا نحرص على أن يتعلم أبناؤنا من خبرات المتقاعدين العسكريين في الانضباط، واستخدام السلاح، وفنون التعامل مع الطوارئ؟
الإجابة في حقيقتها واحدة: حتى لا نُفاجأ ونحن في وضعية المصدومين، عاجزين عن المبادرة عند وقوع أي طارئ — لا قدّر الله.
الأمن مسؤولية الجميع فالقوات المسلحة الأردنية، وأجهزتنا الأمنية، تبذل الغالي والنفيس لحماية الوطن. لكن الوطن ليس جيشاً فقط، بل هو شعب أيضًا. وحين يكون الشعب متماسكاً مدرباً ومهيأً، يصبح _جزءًا_ من منظومة الردع والدفاع، ويشكّل سدّاً منيعاً أمام أي خطر داخلي أو خارجي.
إن الجيش الشعبي لا يعني عسكرة المجتمع، بل يعني أن يكون المواطن شريكاً واعياً، يعرف كيف يتصرف عند الأزمات، سواء كانت أمنيّة، أو طبيعية، أو حتى اجتماعية واقتصادية. فالمعركة قد تكون مع عدو على الحدود، وقد تكون مع كارثة طبيعية، أو أزمة طاقة وغذاء، أو حتى وباء عالمي، كما شهدنا في السنوات الأخيرة.
نقل الخبرة من جيل إلى جيل فلدينا ثروة بشرية عظيمة من 'المتقاعدين العسكريين' الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الجيش والأمن. هؤلاء الرجال يملكون خبرات لا تُقدّر بثمن، ونقلها إلى الأجيال الجديدة هو استثمار في الأمن الوطني، ووسيلة لتحويل المواطن إلى عنصر قوة لا عبء في زمن الأزمات.
علينا الاستعداد لأن أخطر ما قد يصيب أي مجتمع هو ثقافة اللامبالاة، والركون إلى الطمأنينة المزيّفة، وكأن الخطر لا يُطرق أبوابنا. والحقيقة أن التاريخ والجغرافيا والواقع السياسي والإقليمي كلها تقول: لا أحد في مأمن إذا غفل عن الاستعداد.
ولذلك فإن نشر ثقافة الاستعداد، والتدريب، وتعزيز روح الانتماء، لا يقل أهمية عن السلاح في الميدان. فالمجتمع الواعي هو الدرع الأولى للوطن.
إن 'العليق' الذي نحتاجه هو في الوعي، وفي التدريب، وفي بثّ روح المسؤولية. فإن حضر قبل 'الغارة' كان وقاية، وإن تأخر فلن يغني عنّا شيئاً.
فلنأخذ من هذا المثل الشعبي قاعدة وطنية:
جاهزيتنا اليوم هي أمننا غداً.
فالوطن لا يحميه الجيش وحده، بل يحميه الشعب كلّه، صفاً واحداً خلف قيادته وأجهزته الأمنية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيان صادر عن عشيرة أبو سرحان الجراوين
بيان صادر عن عشيرة أبو سرحان الجراوين

سرايا الإخبارية

timeمنذ 15 دقائق

  • سرايا الإخبارية

بيان صادر عن عشيرة أبو سرحان الجراوين

سرايا - في ظل استمرار النهج العدواني للاحتلال الصهيوني وسياسة التوسع غير المشروعة جاءت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة نتنياهو التي طالت المملكة الأردنية الهاشمية لتكشف للعالم حجم التخبط الذي يعيشه الكيان الغاصب وابتعاده عن حقائق التاريخ والجغرافيا وانغماسه في أوهام لا مكان لها على أرض الواقع ونحن في عشيرة أبو سرحان الجراوين نؤكد أن هذه التصريحات البائسة لن تنال من عزيمة الأردنيين ولن تمس وحدتهم أو سيادتهم على تراب وطنهم الطاهر. فالأردن من شماله إلى جنوبه ومن سهوله إلى بواديه سيبقى قلعة شامخة وحصناً منيعاً يحرسه أبناؤه الأوفياء كما فعل الأجداد في وجه كل معتدٍ وطامع. إننا في عشيرة أبو سرحان الجراوين نعلن وقوفنا صفاً واحداً خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه ونجدد الولاء والانتماء للعرش الهاشمي متمسكين بقيم النخوة والوفاء التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أن أي محاولات يائسة من الاحتلال للنيل من الأردن أو المساس بفلسطين ستتحطم على صخرة إرادة الأردنيين الأحرار وأن فلسطين ستبقى قضية الأمة الأولى تحت الرعاية الهاشمية، حتى ينال شعبها حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة. نحن أبناء عشيرة أبو سرحان الجراوين، ومعنا كل الأحرار من قبائل الأردن نضع أرواحنا على أكفنا فداءً للوطن والقيادة، ونعاهد الله أن نبقى على العهد حماةً للأرض أوفياء للدماء الزكية التي ارتوت بها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيوخ و جهاء وأبناء عشيرة ابوسرحان عنهم طراد سليم مسلم ابوسرحان

شكرأ ولي العهد.. كفيت ووفيت
شكرأ ولي العهد.. كفيت ووفيت

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

شكرأ ولي العهد.. كفيت ووفيت

جفرا نيوز - الاستعداد مهارة ومنارة... من زمان بنتظار القرار والبداية الخطوة الأول. واليوم صدر القرار على لسان ولي العهد بحضور كوكبة من شباب الوطن. المهم هناك قرار لمشروع وطني هو خدمة العلم لتهذيب عنفوان الشباب بالمدرسة العسكرية وخير الأعمال التدريب العسكري لتصنع جيل يمتلك روح العزيمة والتحدي والانضباط والصبر .. ارجع خدمة العلم قرار حكيم وشجاع . وهو مطلب شعبي لتجهيز الشباب ليكونوا سد منيع ساعة الوطن يطلبهم نعم سيدي كلنا فدى للوطن اردن الكرامة والشهادة .. وعلى الجميع الترحيب بالقرار ... ولن يكون هناك استثناء لحد مهم كان او يكون !!!!! ما حد يتخوف الكل راح يخدم الخدمة العسكرية ولا حد راح ياخذ استثناء غير الوحيد والمريض غير هيك على العسكرية مدرسة الرجولة ياشباب والتجنيد لا يعني حرب هو الاستعداد ليوم لاقدر الله صحيح نحتاج تسليح حديث ومصاري . ونحن بزمن ألفضاء الساحق القاتل ما عاد للحروب التقليدية وجود اليوم بزمن الذكاء الصناعي الاصطناعي الحروب عن بعد عصر لا يرحم .... تحية للقايش والبورية والجيش والأجهزة الأمنية درع الوطن ومملكتنا والهواشم والمرابطين بفلسطبن جنود الله على أرض

خدمة العلم.. عهد الوفاء للأردن والهاشميين
خدمة العلم.. عهد الوفاء للأردن والهاشميين

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

خدمة العلم.. عهد الوفاء للأردن والهاشميين

جفرا نيوز - والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أصدقائي الأعزاء الكرام، نشامى الوطن ونشمياته، في البداية، أرفع أسمى آيات الاحترام والتقدير إلى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، على خطابه الوطني الصادق، الذي أعلن فيه عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، خلال لقائه بشباب وشابات محافظة إربد. لقد عبّر سموّه بكلماته النابعة من القلب، عن رؤية عميقة وواضحة، تؤمن بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الأردن الحديث، وهم البوصلة التي نوجه نحوها كل جهود التمكين، والوعي، والانتماء. أيها الأصدقاء الأعزاء حين يقول سموه: "الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط" فهو لا يتحدث عن تدريب عسكري فحسب، بل يتحدث عن مدرسة وطنية، يتربّى فيها الشاب الأردني على قيم الالتزام، والعمل الجماعي، والانتماء الصادق. هذا البرنامج ليس مجرد واجب يؤديه الشاب، بل هو فرصة لصناعة الذات، وبناء الإنسان، واكتشاف معنى أن تكون أردنيًا حقيقيًا، بالقول والفعل معًا. وفي وقت تتعدد فيه التحديات وتتشظى فيه الهويات، تأتي هذه المبادرة كمنارة تُعيد الشباب إلى جذورهم، إلى تراب وطنهم، إلى رواية الدولة الأردنية التي سُطّرت بتضحيات الهاشميين والنشامى من أبناء هذا الشعب الأصيل. أيها الأصدقاء، نحن لا ننظر إلى خدمة العلم كالتزام وقتي، بل نراها مسارًا لبناء الوعي الوطني، وتجسيد القيم الأردنية التي حملناها معنا جيلاً بعد جيل. نُثمّن عالياً هذا التوجّه الذي يرعاه سمو ولي العهد، ونقول بكل صدق: نحن كشباب، وكأهل، وكشركاء في هذا الوطن، مستعدون لحمل هذه المسؤولية، ولخوض هذه التجربة، ولرد الجميل للأردن كما علّمنا الهاشميون. فلنكن كما أراد لنا سمو ولي العهد: جيلًا صلبًا، منتميًا، منضبطًا، لا يخشى التحديات، بل يصنع منها فرصًا لبناء وطن أقوى وأجمل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store