logo
«في النثر العربي الحديث» إصدار جديد للناقد إبراهيم خليل

«في النثر العربي الحديث» إصدار جديد للناقد إبراهيم خليل

الدستور٠٨-٠٤-٢٠٢٥

عمانعن دار الخليج في عمان صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في النثر العربي الحديث – الروائي والقصصي في 190 ص من القطع المتوسط. يتناول فيها المؤلف عشر روايات عربية ومقدمة وأربع مجموعات قصصية.ففي مقدمة الرواية - وهي بعنوان وهم الرواية في لغو الحكاية - يوضح المؤلف الفروق الدقيقة بين الحكاية، أو القصة، والرواية. فالرواية تخضع لضوابط، وقوانين، أكثرها تأثيرا في النسق الروائي قانونا الاحتمال والضرورة. فينبغي للحكاية ألا تتناقض قطعا مع هذين القانونين، وإلا تحولت إلى حكاية، وسواليف، أين هي من الرواية؟ وقد ذكر أمثلة من الأوهام التي يقع فيها الروائيون. مشيرا لمواقع هذه الأوهام في روايات معينة غير التي دُرست في الكتاب. وقد استأثرت رواية أوراق عصام عبد العاطي لعلاء الأسواني بمزية التوافق الدقيق مع الأسس التي تقوم عليها الرواية. فليس فيها ما يتناقض مع مبدأ السبب والنتيجة. فكل الذي ورد فيها من متواليات الحكاية المروية يخضع إما لما هو محتمل، أو تحتمه الضرورة.وهذا يكاد ينسحبُ على رواية بازار الفريسة لخالد سامح، والمهندس لسامر المجالي، ورواية كأنها معي لعلي خيون.وبعضُ الروايات التي تضمنتها الدراسة تضطرب فيها هذه البنية، فتعجّ بالمواقف التي تتعارض مع هذا. ففي رواية ليلة واحدة تكفي ثمة تعسُّفٌ لافتٌ في إضفاء الصبغة السياسية على الرواية، وادعاء أنها تروي شيئا ذا صلة بنكسة الخامس من حزيران67. فكل ما ورد فيها من إشارات لهذا يبدو مفتعلا، ولا ينسجم مع سائر المتواليات المروية. عدا عن أن الشخصيات تبدو شاذة، ولا تستقيم مع الواقع الذي تدّعي الرواية تصويرَهُ، ولا سيما البار – مان، والممرّضة وجدان، التي تثرثر ساعات عن موضوعات فارغة في أثناء القصف المزعوم على مكان لصيق ببار الريفيرا، متناسية أمّها المريضة التي تعاني وحيدة في منزل موحش بجبل القصور، على مسافة بعيدة من الدوار الثالث. فهذا مما لا تحتمه الضرورة، ولا يقع في حدود المحتمل، والممكن.فيبدو الكاتبُ في هذه الحال غير معني بما ينبغي أن يلتزم به في خطاب الحكاية ليصبح رواية، بالمعنى الاصطلاحي، شأنه في هذا شأن كتاب القرن التاسع عشر من القصصين العرب الذين ظنوا الرواية سواليف تتراكم عشوائيا بين غلافين يذكر على الأول منهما أنه رواية.وبعض هذه الروايات لم تراعَ فيها وَحْدةُ الحبكة، وهذا لا يعدُّ مأخذا كبيرًا إلا إذا تضاربت إحدى الحبكتين مع الأخرى. وهذا جليٌّ في رواية باسم خندقجي الموسومة بعنوان « قناع بلون السماء». فالمؤلف يرى في إقحام حكاية مريم المجدلية حبكة تاريخية، أو شبه تاريخية، ورطت الكاتب الفائز بجائزة البوكر بالكثير من الأخطاء التي أخفق في إدراكها من أشادوا بالرواية من غير دراية بهذا الفن، متأثرين بفوزها بالبوكر، فما دامت قد فازت بالجائزة؛ إذن يجب أن يقولوا فيها ما لم يقله ابن زيدون في ولادة. فجل ما ورد من حفريات آثارية بشأن المجدلية يشكل عبئا على موضوع الرواية الأساسي، وهو إشكالية الهوية، وهو الذي عبَّر عنه بما يسمى لعبة الأقنعة. علاوة على هذا يؤكد المؤلفُ أن المكان، وهو ركنٌ مهم من أركان الرواية، بالغ الكاتب خندقجي فيه وأسرف إسرافا شديدًا، وكأنه يخشى أن يلام إذا لم يذكر كل مدينة أو قرية أو مستوطنة في فلسطين، مما يعطي الانطباع بأن هذا الأمكنة التي تجاوز ذكرها المعقول، والمقبول، عبءٌ على السرد، مزعج للمتلقي.ومن الروايات التي تستوقف المؤلف رواية «الآن في العراء» لحسام الرشيد، فقد وجد فيها رواية متقنة تعبر تعبيرا غير مباشر عن خيبة الجيل الحالي. ورواية «أولاد عشائر» لمحمد حسن العمري التي عبرت تعبيرًا غير مباشر أيضا عن التأثير السلبي لفايروسي القبلية، والوساطة، في المجتمع. ومن الروايات التاريخية يقفنا إزاء روايتين: أولاهما لصنع الله إبراهيم «العمامة والقبعة « فهي في رأية رواية تاريخية بالمعنى الاصطلاحي الدقيق، وتنمُّ على براعة الكاتب الذي وضع القارئ في الحقبة الزمنية التي تجري فيها حوادث الرواية، وهي المدة التي استغرقتها الحملة الفرنسية على مصر من 1897 إلى 1902. ورواية النبطي المنشود لصفاء الحطاب، فقد وقف فيها إزاء جدلية العلاقة بين رواية الفتيان من خلال التركيز على البطل، ورواية الكبار، عبر التركيز على الأب والأم والمجريات التي تقع في البترا، بالتوازي بين الحاضر والماضي. مما أضفى على السرد الطابع النفعي، وهو تقديم مادة علمية مفيدة للقارئ، عدا عن الجانب المشوق الذي يستثير فضول المتلقي.وفي القصة القصيرة ينبه المؤلف على استبعاد القصيرة جدا لما يعانيه هذا النوع من إشكالية التجنيس، وفوضى التصنيف . فوقف بنا إزاء قصة « يحدث كل يوم ومع ذلك» لأحمد لمديني من مجموعته أحدب الرباط ،ويعرض عرضا شيقا لمختارات فخري قعوار الموسمة بعنوان «الخيل والليل» متوقفا إزاء اللغة الجميلة التي تجمع بين السخرية والنقد الجاد. ويقفو ذلك بوقفة مطولة عند قصص مفلح العدوان في مجموعة « موت لا أعرف شعائره « وأخرى عند المجموعة « قطط شرودنجر» لسامية العطعوط ،منوِّهًا بالطابع المزدوج للخطاب القصصي في بعضها، إذ تعتزم الكاتبة أن تقول شيئا في القصة، لكنَّ القصة تقولُ شيئا آخر.يُذكر أن معظم هذه الفصول نُشرت في مناسباتٍ عدَّة، وأوقات متباعدة، في الدستور الثقافي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة
"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة

الانباط اليومية

timeمنذ 3 أيام

  • الانباط اليومية

"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة

الأنباط - تعقد مبادرة نون للكتاب جلستها التاسعة والعشرين في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، وذلك يوم السبت الموافق 31 أيار 2025، في تمام الساعة السادسة مساءً. وتستضيف الجلسة القاص طارق عودة لمناقشة مجموعته القصصية "تدريب على الغياب". تقدّم القاصة سمر السيد المشاركين الرئيسيين، ونبذة عن المجموعة القصصية، كما يقدّم الناقد والروائي مراد سارة قراءة نقدية للمجموعة، ويدير النقاش الناقد أسيد الحوتري. يشارك في الفواصل الشعرية الشاعر العراقي سعد يوسف بمجموعة من القصائد. كما يُنقل النقاش ببث حي ومباشر عبر صفحة مبادرة نون للكتاب على فيسبوك. نبذة عن المجموعة القصصية: في مجموعته "تدريب على الغياب"، يقدّم القاص طارق عودة نصوصًا قصيرة جدًا، لكنها مفعمة بكثافة المعنى وعمق الدلالة. يختصر الكاتب الواقع بلغة شفافة تُلامس جوهر التجربة دون أن تستغرق في التفاصيل. السرد لا يخضع دائمًا للتسلسل المنطقي، بل يتعمّد أحيانًا كسره لإحداث صدمة فكرية غالبا ما تتخفى خلف قناع السخرية. لا تُعنى القصص ببناء شخصيات متكاملة أو رسم مشاهد مطوّلة، بل توجّه بوصلة القارئ مباشرة نحو الفكرة. ولعل أبرز سماتها هذا التركيز المكثّف، كما في قصة "أحزان شوكة"، حيث يُختزل الألم الاجتماعي في صورة رمزية خاطفة، أو في قصة "مسالك"، التي تعرّي فقر الإنسان بلغة عارية من الزخرفة. أما العنوان الرئيس للمجموعة، "تدريب على الغياب"، فيحمل في طياته ثيمة مركزية: غيابٌ واعٍ، ربما للعقل، أو للروح، أو للقيم. لكنه ليس غيابًا عابرًا، بل حالة وجودية تدعو القارئ إلى التأمل واتخاذ موقف. تُقدّم هذه المجموعة تجربة سردية لا تراهن على الامتداد، بل على اللمعة التي تضيء ما وراء الكلام، وتعيد تشكيل الواقع بأدوات فنية تراهن على الإدراك والدهشة معًا. نبذة عن المؤلف: طارق محمود يوسف عودة، قاص وكاتب أردني، وُلِدَ في مدينة السلط في 9 نوفمبر عام 1975، ونشأ وترعرع في الأغوار الوسطى (الشونة الجنوبية والكرامة). تلقى تعليمه المدرسي في مدارسها، وأنهى دراسته الثانوية منها. درس التحاليل الطبية، وعمل بها لفترة طويلة، ثم عمل أخصائي "تطبيقات مخبرية" في مبحث الدم والتخثر في شركة طبية، مما جعله يتنقل في معظم محافظات الأردن وقراها. شارك في العديد من الأعمال التطوعية، كما نشط في العديد من نوادي القراءة مثل: 13 تحت الشمس، انكتاب، بيت الحكمة، وآوت أند أبوت (Out and About). صدر له كتابان عن دار الخليج للنشر والتوزيع: - في انتظار الضوء (نصوص وأشياء أخرى) 2025 - تدريب على الغياب (قصص قصيرة جدًا) 2025 وله كتاب قيد الطباعة بعنوان "بديل دائم"، إضافة إلى أعمال (مخطوطات) أخرى لم تُنشر بعد. وهو عضو في رابطة الكُتّاب الأردنيين، وعضو في لجنة القصة والرواية، وناشط في مبادرة نون للكتاب. يشارك في إعداد مراجعات أدبية للإصدارات المحلية والعالمية من خلال مقالات تُنشر أو مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، كما يشارك في المعارض السنوية للكتب، ويُعد ناشطا فاعلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 1. المحور الأول: عتبات النص. 2. المحور الثاني: خصائص القصة القصيرة جدًا في "تدريب على الغياب". 3. المحور الثالث: أشكال الغياب في "تدريب على الغياب". إضافة إلى محور مفتوح يتيح للمشاركين طرح ما يشاؤون حول القاص ومجموعته القصصية.

طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر
طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر

الدستور

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر

عمان عن دار الخليج للدراسات والنشر صدرت الطبعة الثالثة من كتاب ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر في 194 ص تتقاسمها سبعة فصول في بابين اثنين. ففي الباب الأول يتناول الكتاب بالدراسة استدعاء النموذج الأندلسي في الشّعر مشيراً إلى بعض الشعراء والنصوص التي اتكأت على الرمز التاريخي الأندلسي والإسباني مفصلاً القول فيما يتراءى للباحث والدارس من رموز في شعر محمود درويش، بدءاً بمجموعته الشعرية الأولى «أوراق الزيتون» وانتهاءً بقصيدته المطولة: «أحد عشر كوكباً على المشهد الأندلسي» وبما أن لوركا يَعُدّ نفسه أندلسياً، وبما أن في شِعْره الكثير من الملامح والعادات والتقاليد العربية الإسلامية التي تتجلى في مسرحياته بوجه خاص، فقد تناول المؤلّف في الفصل الثاني تأثير مقتله في قصائد من الشعر العربي لشعراء عدّة منهم إبراهيم نصر الله، وعبد الوهاب البياتي، وسميح القاسم، وسعدي يوسف وأدونيس ومحمد عفيفي مطر وأحمد عبد المعطي حجازي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً وعمقاً تناول المؤلف في الفصل الثالث تأثير لوركا الأندلسي في شعر محمد القيسي. وانتفع في هذا التناول من منهج الدراسات التقابلية، والمقارِنَة، معتمداً على المجموعة المختارة من أشعار لوركا Selected Poems إلى جانب ما تُرْجم من أشعاره إلى العربيّة في أزمنة متباعدة، وعواصم عربية متعددة. وعلى الرغم من أنّ «قصيدة النثر»، أو ما يوصف عادة بذلك، لا تسهم في كثير من نماذجها باستدعاء النموذج الأندلسي، فقد لفت في الفصل الرابع الانتباه إلى نصٌّ شعري لأمجد ناصر صدر عن دار النهار في بيروت (1996) بعنوان «مرتقي الأنفاس» لا لكونه قصيدة نثر بل لما فيه من توظيف تطبيقي لفكرة القناع القائمة على الإفادة من شخصية أبي عبد الله الصغير – آخر سلاطين الأندلس- وقد ظهر بعض التطابق، وبعض الاختلاف، في قصيدتي درويش «أحد عشر كوكباً» وقصيدة أمجد ناصر «مرتقى الأنفاس» مما شجّع المؤلف الباحث على تناول الظلال الأندلسية في هذا النص من غير أن يغفل عن الطبيعة الرجراجة، والإشكالية، لقصيدة النثر، سواء من حيث مغالطات التعريف، أو إشكالية البنية. أما الباب الثاني فقد أفرده المؤلف لثلاثة فصول تناولت ما في الأدب الشعبي من أصداء أندلسية وإسبانية امتزجت امتزاجاً عجيباً ومدهشاً ولظل الأندلسية في ثلاث من الروايات المتردمة لكل من أنطونيو غلالا طارق علي وأمين معلوف وهو لبناني يكتب بالفرنسية وقد ترجمت روايته ليون الأفريقي للعربية وصدرت في بيروت. ومما يلفت الأنظار ما كتبه، ودونه، الأمريكي واشنطن ارفنغ (1783- 1859) في كتابه « قصص الحمراء» Al-Hambra Tales من حكايات تلقي الضوء على العلائق الوجدانية، والثقافية، والروحية،بين مسلمي الأندلس، والإسبان، سواءٌ في زمن الحكم العربي أو بعده. لاسيما تصويره العلاقات الغرامية التي تصل بين عربيّة وإسباني، أو إسبانيّةٍ وعربيّ، أو العكس. والتنبيه على روح التسامح التي سادت العلاقات بين الفريقين حقباً طوالاً من الدهر. ويضم الباب أيضاً بحثاً عن الرواية التي تتّخذ من الأندلس – زمن السقوط وبعده - محوراً لها. وفي هذا الشأن لا بأْس من الإشارة للفصل السادس الموسوم أصداء الأندلس وظلالها في ثلاث روايات ، إذ هو دراسة نصّية لروايات تتناول شريحة تاريخية واحدة، تجري وقائعها في السنوات التي تلت سقوط غرناطة عام 1492. ومن هذا المنظور التقابلي يتّضح لنا أن وجهة النظر Point of view التي تسيطر على الكاتب تحدد المصير النهائي للأحداث، والأبطال، وتجعل المحتوى الذي ينسجم مع وجهة النظر تلك مؤثراً تأثيراً كبيراً في بِنْية العمل الأدبي، وعلاماته الدلاليّة من شخوصٍ سردية، وأزْمنة، وأماكن، وعلاقاتٍ وسرود متقاطِعة تَمْزِجُ التّاريخ –بمفهومه المجرّد- بالمتخيّل الأدبي.وأوضح الفروق بين رؤى الروائيين الثلاثة تتجلى في أن الإسباني غالا حاول تصحيح الرؤية التاريخية لسقوط الأندلس وإعادة النظر في مسؤولية أبي عبد الله الصغير عن هذا السقوط وفي هذا يلتقي مع أمجد ناصر في نمرتقى الأتنفاس وأما طارق علي فقد أبرز ما قام به الأندليون من ثورات ضد الإسبان ولا سيما ما يعرف بانتفاضة البشرات. واختلف أمين معلوف عن الاثنين باختيار حبكة سردية فتحت للنموذج الأندلس أبي الحسن الوزان أفقا كونيا ترك بصماته في التاريخ الثقافي في العالم المتمدد على شواطئ المتوسط. وغير بعيد عن هذا السياق ما يجده القارئ في الفصل السابع والأخير عن ثلاثية رضوى عاشور الموسومة «بثلاثية غرناطة» وإذا كان لابدّ من ملاحظات يذكرها المؤلف - ها هنا - عن هذه الرواية فإن فيها الكثير مما هو مستوحى من رواية طارق علي في ظلال الرمان . يذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق سنة 2000 وفي سنة 2010 صدرت منه طبعة ثانية عن دار مجدلاوي بعمان، التي أضافت للعنوان الأصلي عنوانا فرعيا وهو مساهمة في الأدب المقارن. وهذه هي الطبعة الثالثة التي تختلف عن الطبعتين بمزيد من التنقيخ والتدقيق في الهوامش، إذ اتضح أن الطبعتين السابقتين لم تخلوا من بعض الأخطاء الطباعية، وبعض النقص.

«في النثر العربي الحديث» إصدار جديد للناقد إبراهيم خليل
«في النثر العربي الحديث» إصدار جديد للناقد إبراهيم خليل

الدستور

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

«في النثر العربي الحديث» إصدار جديد للناقد إبراهيم خليل

عمانعن دار الخليج في عمان صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في النثر العربي الحديث – الروائي والقصصي في 190 ص من القطع المتوسط. يتناول فيها المؤلف عشر روايات عربية ومقدمة وأربع مجموعات قصصية.ففي مقدمة الرواية - وهي بعنوان وهم الرواية في لغو الحكاية - يوضح المؤلف الفروق الدقيقة بين الحكاية، أو القصة، والرواية. فالرواية تخضع لضوابط، وقوانين، أكثرها تأثيرا في النسق الروائي قانونا الاحتمال والضرورة. فينبغي للحكاية ألا تتناقض قطعا مع هذين القانونين، وإلا تحولت إلى حكاية، وسواليف، أين هي من الرواية؟ وقد ذكر أمثلة من الأوهام التي يقع فيها الروائيون. مشيرا لمواقع هذه الأوهام في روايات معينة غير التي دُرست في الكتاب. وقد استأثرت رواية أوراق عصام عبد العاطي لعلاء الأسواني بمزية التوافق الدقيق مع الأسس التي تقوم عليها الرواية. فليس فيها ما يتناقض مع مبدأ السبب والنتيجة. فكل الذي ورد فيها من متواليات الحكاية المروية يخضع إما لما هو محتمل، أو تحتمه الضرورة.وهذا يكاد ينسحبُ على رواية بازار الفريسة لخالد سامح، والمهندس لسامر المجالي، ورواية كأنها معي لعلي خيون.وبعضُ الروايات التي تضمنتها الدراسة تضطرب فيها هذه البنية، فتعجّ بالمواقف التي تتعارض مع هذا. ففي رواية ليلة واحدة تكفي ثمة تعسُّفٌ لافتٌ في إضفاء الصبغة السياسية على الرواية، وادعاء أنها تروي شيئا ذا صلة بنكسة الخامس من حزيران67. فكل ما ورد فيها من إشارات لهذا يبدو مفتعلا، ولا ينسجم مع سائر المتواليات المروية. عدا عن أن الشخصيات تبدو شاذة، ولا تستقيم مع الواقع الذي تدّعي الرواية تصويرَهُ، ولا سيما البار – مان، والممرّضة وجدان، التي تثرثر ساعات عن موضوعات فارغة في أثناء القصف المزعوم على مكان لصيق ببار الريفيرا، متناسية أمّها المريضة التي تعاني وحيدة في منزل موحش بجبل القصور، على مسافة بعيدة من الدوار الثالث. فهذا مما لا تحتمه الضرورة، ولا يقع في حدود المحتمل، والممكن.فيبدو الكاتبُ في هذه الحال غير معني بما ينبغي أن يلتزم به في خطاب الحكاية ليصبح رواية، بالمعنى الاصطلاحي، شأنه في هذا شأن كتاب القرن التاسع عشر من القصصين العرب الذين ظنوا الرواية سواليف تتراكم عشوائيا بين غلافين يذكر على الأول منهما أنه رواية.وبعض هذه الروايات لم تراعَ فيها وَحْدةُ الحبكة، وهذا لا يعدُّ مأخذا كبيرًا إلا إذا تضاربت إحدى الحبكتين مع الأخرى. وهذا جليٌّ في رواية باسم خندقجي الموسومة بعنوان « قناع بلون السماء». فالمؤلف يرى في إقحام حكاية مريم المجدلية حبكة تاريخية، أو شبه تاريخية، ورطت الكاتب الفائز بجائزة البوكر بالكثير من الأخطاء التي أخفق في إدراكها من أشادوا بالرواية من غير دراية بهذا الفن، متأثرين بفوزها بالبوكر، فما دامت قد فازت بالجائزة؛ إذن يجب أن يقولوا فيها ما لم يقله ابن زيدون في ولادة. فجل ما ورد من حفريات آثارية بشأن المجدلية يشكل عبئا على موضوع الرواية الأساسي، وهو إشكالية الهوية، وهو الذي عبَّر عنه بما يسمى لعبة الأقنعة. علاوة على هذا يؤكد المؤلفُ أن المكان، وهو ركنٌ مهم من أركان الرواية، بالغ الكاتب خندقجي فيه وأسرف إسرافا شديدًا، وكأنه يخشى أن يلام إذا لم يذكر كل مدينة أو قرية أو مستوطنة في فلسطين، مما يعطي الانطباع بأن هذا الأمكنة التي تجاوز ذكرها المعقول، والمقبول، عبءٌ على السرد، مزعج للمتلقي.ومن الروايات التي تستوقف المؤلف رواية «الآن في العراء» لحسام الرشيد، فقد وجد فيها رواية متقنة تعبر تعبيرا غير مباشر عن خيبة الجيل الحالي. ورواية «أولاد عشائر» لمحمد حسن العمري التي عبرت تعبيرًا غير مباشر أيضا عن التأثير السلبي لفايروسي القبلية، والوساطة، في المجتمع. ومن الروايات التاريخية يقفنا إزاء روايتين: أولاهما لصنع الله إبراهيم «العمامة والقبعة « فهي في رأية رواية تاريخية بالمعنى الاصطلاحي الدقيق، وتنمُّ على براعة الكاتب الذي وضع القارئ في الحقبة الزمنية التي تجري فيها حوادث الرواية، وهي المدة التي استغرقتها الحملة الفرنسية على مصر من 1897 إلى 1902. ورواية النبطي المنشود لصفاء الحطاب، فقد وقف فيها إزاء جدلية العلاقة بين رواية الفتيان من خلال التركيز على البطل، ورواية الكبار، عبر التركيز على الأب والأم والمجريات التي تقع في البترا، بالتوازي بين الحاضر والماضي. مما أضفى على السرد الطابع النفعي، وهو تقديم مادة علمية مفيدة للقارئ، عدا عن الجانب المشوق الذي يستثير فضول المتلقي.وفي القصة القصيرة ينبه المؤلف على استبعاد القصيرة جدا لما يعانيه هذا النوع من إشكالية التجنيس، وفوضى التصنيف . فوقف بنا إزاء قصة « يحدث كل يوم ومع ذلك» لأحمد لمديني من مجموعته أحدب الرباط ،ويعرض عرضا شيقا لمختارات فخري قعوار الموسمة بعنوان «الخيل والليل» متوقفا إزاء اللغة الجميلة التي تجمع بين السخرية والنقد الجاد. ويقفو ذلك بوقفة مطولة عند قصص مفلح العدوان في مجموعة « موت لا أعرف شعائره « وأخرى عند المجموعة « قطط شرودنجر» لسامية العطعوط ،منوِّهًا بالطابع المزدوج للخطاب القصصي في بعضها، إذ تعتزم الكاتبة أن تقول شيئا في القصة، لكنَّ القصة تقولُ شيئا آخر.يُذكر أن معظم هذه الفصول نُشرت في مناسباتٍ عدَّة، وأوقات متباعدة، في الدستور الثقافي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store