logo
زيارة الأربعين وأول من زار الإمام الحسين عليه السلام

زيارة الأربعين وأول من زار الإمام الحسين عليه السلام

ومن هنا بدأت زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام حيث إنه اليوم الذي رجعت فيه رؤوس أهل البيت عليهم السلام إلى أبدانهم في كربلاء.
ولأهمية هذا اليوم عدّ من علامات المؤمن فيه أن يزور قبر الحسين عليه السلام فقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين و زيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
من هو جابر الأنصاري؟
إسمه جابر بن عبد الله بن عمر بن حزام الأنصاري صحابي جليل القدر وانقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام وجلالته اشهر من أن يذكر مات رحمه الله سنه (78) ه وانه كان بدرياً أحدياً شجرياً وكان ممن يحظ من أصحاب رسول الله في مودة أمير المؤمنين عليه السلام.
الروايات في فضل جابر كثيرة ويكفيه فخراً انه هو الذي بلغ الإمام الباقر عليه السلام سلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكذلك أن جابر سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشفاعة يوم القيامة فضمن رسول الله صلى الله عليه وآله له ذلك.
جابر وزيارة الأربعين
ووقف جابر الأنصاري على القبر فأجهش بالبكاء وقال يا حسين ثلاثاً، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه وأنّى لك بالجواب وقد شطحت أوداجك على أنباجك، وفُرقَّ بين رأسك وبدنك،فأشهد أنك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، ومالك ما تكون كذلك وقد غذتك كف سيد المرسلين، وربيت في حجر المتقين، ورضعت من ثدي الإيمان وقطمت بالإسلام فطبت حياً وطبت ميتاً غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك المجتبى، ثم جال بصرة حول القبر وقال:
"السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء الحسين وأناخت برحله، وأشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين، وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً بالحق نبيا، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال له عطية العوفي: كيف؟ ولم نهبط وادياً ولم نعل جبلاً ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأؤتمت أولادهم وأرملت الأزواج، فقال له جابر: إني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أحب قوماً كان معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبيا إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه."
إنّ الشرط الأول من شروط تحصيل النيّة في أيّ عمل عبادي هو اليقظة، وعدم الإتيان بالعمل على نحو العادة. وكي تتحقّق هذه اليقظة لا بدّ من حصول المعرفة بالمزور، ولمَ فرض الله طاعته، وثواب زيارته. هذه معرفة بمراتب ثلاث:
التي تعني معرفة حقّه، ومقامه، وشأنه، وموقعه في مشروع الهداية الإلهيّة، ومعرفة الأثر المترتّب على الاتصال به؛ لأنّ الزيارة هي تقرير شفهيّ لجدول الاعتقادات، فالزائر يقف بين يدي المزور ويصرّح عنده بمعتقداته: "أشهد أنّك تشهد مقامي وتسمع كلامي"، "أشهد أنّك كنتَ نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة"، أو "أشهد أنّك أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرتَ بالمعروف ونهيتَ عن المنكر". فالزيارة لا تعني عبادة المزور، وإلّا كان الحجّ عبادةً للكعبة ولا يختلف عن عبادة الأصنام في شيء.
ب- معرفة فلسفة الامتحان بطاعةِ الوليّ:
يجب أن نعلم أنّ النفس لا يحصل عندها الانكسار العبوديّ بمجرد الالتفات المباشر إلى عظمة الله تعالى؛ لأنّ عظمة الله أكبر من كلّ منافسة، فلا يُختبر الإنسان في عبوديته وتواضعه إلّا بالأوامر الإلهيّة التي صدرت منه تعالى، مثل: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ»، «ص: 73-74». واعتقادنا بأهل البيت عليهم السلام هو أنّهم محلّ اختبار العبوديّة الحقيقية في الأوامر الإلهيّة، فنحن نزور أهل البيت عليهم السلام لأنّهم أبواب رحمة الله التي أمرنا الله بالتوسل بها وزيارتها.
ج- معرفة ثواب الزيارة:
إذا التفتنا إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام والثواب المترتّب عليها، نجد أنّها شعيرة ركّز عليها أهل البيت عليهم السلام لمحورية القضية الحسينية في بقاء الدين والتوحيد. وبقدر ما يكون الإنسان موحداً، ينعكس توحيده في احترام وتقدير وتوقير من ضحَّى بنفسه لأجل بقاء هذا الدين التوحيدي. فإذا كنت محمديّاً بحقّ عليك أن تكون مَديناً للحسين عليه السلام بحقّ.
مراعاة المستحبات المعروفة
على الزائر مراعاة المستحبات المعروفة، كالغُسل قبل الخروج إلى الزيارة، والبقاء على طهارة، وارتداء اللّباس الطاهر والنظيف والجديد، ويُفضَّل الأبيض، إلّا في مناسبات العزاء فيُستبدل البياض بالسواد، الذي أصبح جزءاً من شعيرة الحداد على سيّد الشهداء عليه السلام، والدخول إلى كربلاء بحالة الأشعث الأغبر بغبرة الطريق، كل هذه الآداب لكي تتناسب طبيعة الزائر مع حالة سيد الشهداء عليه السلام عندما كان في كربلاء. ومنها:
لحضور القلب يفضّل عدم التلفّت أثناء المشي، والانشغال بذكر الله سبحانه وتعالى أثناء الطريق والإطراق إلى الأرض، والتأمل والتدبّر، وتقصير الخطى والمشي بوقار وبهيبة، وقراءة الأدعية الخاصّة.
عندما نصل إلى مشارف الحرم، نكون قد أزلنا بعض الموانع والانشغالات، فنبدأ بالزيارة دون عناء، وعندما نصل إلى إذن الدخول وقد دخلنا في أجواء الحرم، نحتاج إلى المقدّمات المعرفية التي تحدّثنا عنها. كان بعض العلماء ينبّه أبناءه قائلاً: إيّاكم أن تكونوا كاذبين في قولكم: "أشهد أنّـك تشـهــد مقامي". كما يُلـفــت العلمــاء إلى أنّ الهيبــة التي سيزرعها الحضـور بيــن يدي المعصوم عليه السلام، يجب أن لا تشغـلنا عن عظمــة المولى عزّ وجلّ.
ولا ينبغي الغفلة عن اختيار الصحبة، فصاحِب مَن لديه توجّه روحيّ ومعنويّ، ليرفدك ويقوّي همّتك ونيّتك.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حنين.. طفلة تُجسد حب الحسين بالخدمة وتكمل مسيرة جدها (صور)
حنين.. طفلة تُجسد حب الحسين بالخدمة وتكمل مسيرة جدها (صور)

شفق نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • شفق نيوز

حنين.. طفلة تُجسد حب الحسين بالخدمة وتكمل مسيرة جدها (صور)

شفق نيوز- الديوانية منذ أن كانت في السابعة من عمرها، تقف الطفلة حنين عباس الشمراني، بكل حماس وفخر في موكب "أصحاب الحسين" في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية، لتُقدم المشروبات والعصائر والماء للزوار القادمين من المحافظات الجنوبية والأجانب، ضمن مشهد حسيني مؤثر يتكرر يومياً من الصباح وحتى المساء. حنين، التي تبلغ من العمر الآن 12 عاماً وتدرس في الصف الرابع الابتدائي، ليست وحدها في هذا الطريق، بل تسير على خطى جدّها أبو حيدر الخزعلي، الذي يقول: أنا أقدم الخدمة من 2002، وهذا الموكب فيه أنا وأولادي، علمتهم على خدمة الحسين لأن خدمة الحسين شرف لنا". يؤكد أبو حيدر لوكالة شفق نيوز، أن "الموكب يقدم خدمات متكاملة للزائرين، ففي الصباح الفطور ووقت الظهيرة، ننحر الأغنام لغرض إعداد وجبة الغداء، وحنين تقدم اللبن والعصائر، وتذهب للمنزل لمساعدة الزائرات". ويبين أن "موكب (أصحاب الحسين) بمدينة الشامية، تحوّل إلى نقطة نور وإيثار، حيث تتناغم فيه خطوات الكبار والصغار في خدمة الزائرين الحسينيين، ويُعدّ مثالاً حيّاً لتوارث قيم العطاء والتضحية من جيل إلى جيل، كما يُبرز دور الفتيات في هذه المسيرة، بقيادة الطفلة حنين التي أثبتت أن خدمة الحسين لا تُقاس بالعمر، بل بالمحبة والنية".

العتبة العلوية المقدسة تضع خطة وفرق للإخلاء الطارئ خلال الأربعينية
العتبة العلوية المقدسة تضع خطة وفرق للإخلاء الطارئ خلال الأربعينية

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 13 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

العتبة العلوية المقدسة تضع خطة وفرق للإخلاء الطارئ خلال الأربعينية

أعلنت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة، اليوم الأربعاء، عن خطتها الأمنية والخدمية والصحية استعداداً لاستقبال زائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، فيما أكدت أن الخطة تضمنت نشر أكثر من 3000 كاميرا مراقبة حديثة، حيث ذكر معاون رئيس قسم الإعلام في العتبة العلوية المقدسة، جعفر البديري، للوكالة الرسمية، إن "العتبة العلوية المقدسة باشرت تنفيذ استعدادات واسعة لاستقبال زائري أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) لعام 1447هـ، والتي تشمل حزمة متكاملة من الخدمات التي تقدم بإشراف الأمانة العامة للعتبة ومتابعة غرفة عمليات الزيارات المليونية"، مبيناً أن "ملف الضيافة يتضمن تجهيز 15 موقعاً وموكباً متخصصاً في تقديم ثلاث وجبات طعام يومياً بواقع يتجاوز ربع مليون وجبة في اليوم الواحد، حسب كثافة الزائرين". وأضاف البديري أنه "تم كذلك إعداد خطة صحية للإخلاء الطارئ تضمنت تدريب أكثر من 500 متشرف بالخدمة من الرجال والنساء على عمليات الإخلاء السريع والآمن"، مشيراً إلى أن "هناك أيضاً مواقع منتشرة في محيط العتبة العلوية المقدسة لتقديم المياه الباردة والمعقمة إلى جانب توزيعها بين المواكب بإنتاج يومي يصل إلى أكثر من مليون قدم مكعب وما يفوق عشرة ملايين لتر يوميا يتم ضخها عبر خمسة منافذ لتزويد الحوضيات". وتابع، أن "العتبة العلوية استقطبت عبر شعبة المتشرفين بالخدمة أكثر من 3500 متشرف موزعين بين أقسام العتبة المختلفة كلٌّ بحسب اختصاصه"، موضحاً، أنه "تم نشر 61 جهاز بث إنترنت في الصحن العلوي الشريف ومحيطه، وصحن السيدة الزهراء (عليها السلام) لتوفير خدمة الإنترنت المجانية للزائرين". كذلك، أشار البديري إلى، أن "الخطة الأمنية تضمنت إدارة متكاملة للحشود وفتح منافذ تفتيش متعددة وفحص الحقائب باستخدام أجهزة متطورة مع نصب أكثر من 3000 كاميرا مراقبة حديثة موزعة داخل ومحيط العتبة وصحن السيدة فاطمة الزهراء والصحن الشريف، إضافة إلى تدريب الكوادر على استخدام أجهزة الرابسكان المتطورة". كما أوضح البديري، أن "التوسعة الخدمية شملت نصب الهياكل والخيام الجديدة بمساحة 1657 متراً مربعاً لكل خيمة مما يتيح استيعاب أعداد أكبر من الزائرين، كما شمل ملف التضليل تغطية محيط الصحن الشريف وأماكن إيواء الزائرين لتقليل تأثير حرارة الشمس"، مستدركاً أن "هذه الخدمات ترافقها جهود مستمرة في مجالات الغسل والتنظيف وإيواء الزائرين وفرش السجاد وتوفير المجاميع الصحية المتنقلة ضمن خطة شاملة لتأمين أفضل الخدمات للزائرين". فيما لفتإلى أن "كوادر قسم الإعلام تقوم بتغطية كل هذه الفعاليات من خلال خمس فرق إعلامية تتوزع بين المحافظات الجنوبية لتغطية الزائرين بالبث المباشر وترتبط بفضائيات العتبة، إضافة إلى فريق الإنتاج والفواصل وفريق داخل الحرم الشريف والاستوديو الرئيس في مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام)، إلى جانب فريق مركز الخبر لتوثيق جميع الأنشطة والخدمات، فضلاً عن وجود فريق خاص لإدارة مواقع التواصل الاجتماعي بهدف نقل كل ما يقدم من خدمات على أرض الواقع وتعزيز التواصل المباشر مع الزائرين"، مؤكداً أن "هذه الخدمات والاستعدادات اللوجستية والأمنية والخدمية والتقنية تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة للزائرين وتسهيل أدائهم مراسم الزيارة".

الجهل… موت بطيء في هيئة حياة
الجهل… موت بطيء في هيئة حياة

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

الجهل… موت بطيء في هيئة حياة

الجهل ليس غياب معلومة فحسب، بل غياب روح. هو عتمة تسكن في العقول، وتتمدد بصمت في الأزقة والبيوت والمدارس والمجالس، حتى يصبح صوتها أعلى من الحقيقة، وأثقل من الحلم، وأخطر من السلاح. الجاهل لا يعرف، وتلك مصيبة، لكن الكارثة أن يظن أنه يعرف، فيكذب بثقة، ويظلم بجهل، ويُفسد وهو يظن أنه يُحسن صنعًا. هو لا يشك، لا يتردد، لا يسأل. يمشي بثبات نحو الهاوية، وقد يُغنّي في الطريق! الفرد الجاهل، يضيّع طريقه في الحياة. لا يعرف كيف يختار، لمن يستمع، أو ماذا يرفض. يمتلئ بالخوف، أو بالغرور. يعبد الأقوى، أو يظن نفسه نبيًا. يفتح قلبه للدجال، ويغلق عقله عن الحكيم. فتجده عبدًا لعقيدة زائفة، أو تابعًا لأيديولوجيا عمياء، ويحيا حياة بلا حياة. أما المجتمع الجاهل، فصورة من الأسى المركّب. تنبت فيه الخرافة كما تنبت الأعشاب في المقابر، وتعلو فيه الأصوات الفارغة، وتُكمم فيه أفواه العارفين. يتعصب الناس فيه لأسمائهم، طوائفهم، قبائلهم، لا لقيمهم. يقتتلون على وهم، ويتخاصمون على رماد. وحين يحكم الجهلُ أمّةً، تصير فريسة سهلة لكل من هبّ ودبّ. تنكفئ على ذاتها، تتغنّى بماضيها، وتخاف من الغد. يموت فيها العلم، ويُضرب فيها العقل، وتُهدر الطاقات، وتُسرق الثروات، ثم يُقال لها: هذه إرادة الله! الجهل لا يقتل رصاصة، بل يقتل ببطء. يُميت الضمير، ويُضعف الإحساس، ويُخدّر الغضب. يُربّي الطغاة، ويُبرّر الفساد، ويمنح الخونة غطاء الفضيلة. إنه ليس غفلة عابرة، بل مرض خبيث، لا يُشفى منه إلا بنور الوعي، وسؤال الشك، وجرأة المعرفة، وسكينة الحكمة. فالحرية لا تسكن عقلًا جاهلًا، والنهضة لا تقوم على أكتاف العميان، والكرامة لا تُمنح لمن لا يدرك قيمتها. فلنحذر الجهل… فإنه الموت، لكنّه موتٌ في هيئة حياة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store