
أحمد النفيسي ... غادرت كما أردت
بو بدر، جامع كل المزايا والخصال بدءاً من كونه ابن إحدى أعرق وأكرم الأُسر الكويتية وانتهاء بدوره الوطني الكبير المنحاز للحريات والديمقراطية والعروبة والوحدة الوطنية.
وعندما نقول «النفيسي» نستحضر سريعاً الدور التجاري التاريخي الذي لعبته هذه الأُسرة وساهمت من خلاله في دعم وترسيخ أُسس الاقتصاد الكويتي، لكن حصر هذا الدور في النطاق الاقتصادي يجافي الحقيقة الأكبر وهي أن عائلة النفيسي رمز من رموز عمل الخير في الكويت، بعضه معروف ومحفور في الذاكرة... وكثير منه منتشر وظاهر إنما على قاعدة «لا تعرف اليسار ما قدمت اليمين».
الراحل أحمد النفيسي، هو ابن هذا الانتساب الأُسري، تشبّع بخصاله ومبادئه، واختط لنفسه من ريعان شبابه خطاً وطنياً عروبياً واضحاً مع رفاق الدرب المغفور لهم جاسم القطامي وأحمد الخطيب وسامي المنيس وعبدالله النيباري وغيرهم. لم يحد عن هذا الطريق رغم كل التحديات والمصاعب التي واجهته. ورغم أثمان الالتزام بخطه إلا أنه رفض كل العروض والمناصب كما رفض التفرغ التام للتجارة ومغرياتها وجاذبيتها.
وكيف يمكن اختصار مسيرة الراحل الكبير بأسطر؟ هل من عضويته في حركة القوميين العرب أو تأسيسه لحركة التقدميين الديمقراطيين في الكويت أو عضويته في مجلس الأمة أو رئاسته لنادي الاستقلال قبل حلّه في 1976، أو دوره الشعبي الكبير المناهض للغزو العراقي أو مساهمته في قيادة المنبر الديمقراطي؟
مسيرة أطول من أن تختصر، وحين ترأس تحرير صحيفة «الطليعة» التي كانت صوتاً عالياً لأصحاب المبادئ التي آمن بها النفيسي ورفاقه، قال لكل من عمل معه عن الصعوبات السياسية وغير السياسية التي واجهته: «ما يصنع الإنسان ويترك له بصمة مميزة ليس التقلب في المواقف ولا المواقف الموقتة، بل الثبات على المبدأ الذي يُظهِر معدننا الحقيقي ويمنحنا راحة ضمير لا تقدر بثمن».
رحمك الله يا أبا بدر، غادرت كما أردت، ببصمة مميزة وراحة ضمير، وسمعة نقية، وتاريخ مشرّف... عزاؤنا لأسرة النفيسي التي أحبها جميع الكويتيين، وعزاؤنا لعائلتك الصغيرة التي تفتخر بمسيرتك، وعزاؤنا للكويت التي فقدت قامة وطنية لم تتخل يوماً عن مبادئها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
وزير العدل: قريباً.. إطلاق أكبر خطة لتطوير التشريعات في تاريخ الكويت
- القوانين الرئيسية جميعها ستخضع لإعادة التقييم والتطوير وثماني لجان عاملة تعكف حاليا على نظرها - قانون القضاء الجديد وصل لمراحله الأخيرة حيث أحيل إلى إدارة الفتوى والتشريع أعلن وزير العدل المستشار ناصر السميط عن اطلاق أكبر خطة لتطوير التشريعات في تاريخ الكويت قريبا بتضافر جهود مختلف جهات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بما يشمل تسخير الثورة الرقمية لخدمة العدالة والقانون وتحقيق عدالة ميسرة وفعالة ومتواصلة. وقال المستشار السميط في تصريح صحافي خلال جولة تفقدية له في مجمع محاكم (الرقعي) اليوم الأربعاء ان الكويت شهدت نهضتين تشريعيتين الأولى قبل صدور الدستور (منذ سنة 1959 حتى سنة 1965) وأنجزت خلالها قوانين رئيسية من ضمنها قانون الجنسية. وأضاف ان النهضة التشريعية الثانية كانت (منذ سنة 1978 حتى سنة 1984) حيث صدرت غالبية القوانين التي ما زالت سارية حتى اليوم مثل القانون المدني وقانون المرافعات وقانون الأحوال الشخصية. وأوضح ان القوانين الرئيسية في الكويت جميعها ستخضع لإعادة التقييم والتطوير حيث تعكف ثماني لجان عاملة حاليا على نظر قانون المحاكم الاقتصادية وقانون منظومة الإيجار واتحاد الملاك وقانون الجزاء وقانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية وقانون العمال وذلك بهدف تبسيط إجراءات التقاضي. وأضاف انه من جانب آخر يتم العمل على حل النزاعات خارج النطاق القضائي قدر المستطاع عن طريق لجان فض المنازعات القضائية يتم انتداب قضاة لها للوصول إلى حل لها إلى جانب وسائل التحكيم والتحول التكنولوجي في المنظومة القضائية. وبين ان قانون القضاء الجديد وصل لمراحله الأخيرة حيث تم إحالته إلى إدارة الفتوى والتشريع ومن المتوقع الانتهاء منه قريبا وهو يشكل مدخلا وحلا لأكبر عملية إصلاح للمنظومة القضائية في الكويت ترجمة للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. وذكر ان «القوانين السارية في البلاد يصل عددها إلى 983 قانونا سبق وأعلنت في بداية تولي الحقيبة الوزارية عن مراجعة نسبة 10 في المئة من القوانين خلال سنة وتم إنجاز عدد 118 قانونا خلال مدة ثمانية أشهر أي بنسبة أكبر ومدة زمنية أقل عن ما تم الإعلان عنه ونحن الآن بصدد إعادة النظر في نسبة 15 في المئة أخرى من القوانين ليصل مجموعها إلى نسبة 25 في المئة خلال عام واحد». وثمن الجهود الكبيرة للشركاء في هذه الخطة وهم القضاة وأعضاء النيابة العامة وأعضاء الهيئة التدريسية بجامعة الكويت وإدارة الفتوى والتشريع وجميع مؤسسات المجتمع المدني المعنية كل حسب اختصاصه. وبين ان جميع اللجان العاملة تقوم بالاستعانة في المختصين من قضاة وأعضاء النيابة العامة وأساتذة الجامعة وجمعية المحامين لمراجعة القوانين كما يتم الاطلاع على أفضل التجارب الخليجية والعربية والعالمية لاقتباس الأفضل منها والأنسب للبيئة السارية في الكويت. وذكر ان البنك الدولي ممثلا بمنظمة العدالة والتنمية وضع معيارا دوليا معتمدا لقضاء سريع يحقق العدالة للأفراد دون تأخير بحيث يكون عدد القضاة قياسا لعدد السكان 8 قضاة لكل 100 ألف نسمة. وشرح ان الولايات المتحدة الأميركية لديها 5 قضاة لكل 100 ألف نسمة والصين لديها 11 قاضيا لكل 100 نسمة والاتحاد الأوربي لديه عدد 11-20 قاضيا لكل 100 ألف نسمة وهي دول مستقرة قانونيا وقضائيا ومنظومتها سلسة تعمل بكل سهولة ويسر بينما الكويت لديها 33 قاضيا لكل 100 ألف نسمة حيث تعتبر أحد أعلى الدول في العالم من ناحية عدد القضاة قياسا لعدد السكان. وقال «هناك تركة ثقيلة جدا في المنظومة القضائية والخدمات المساندة لوزارة العدل فعدد القضايا التي تنظر في دولة الكويت أكثر من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تصل مقارنة ببعض الدول إلى ما يعادل 10 أضعاف وهو ما يعني أن القاضي في الكويت ينظر في جميع وأبسط مسائل المنازعات». وعزا التأخير في الدعاوى والفصل فيها إلى حاجة النظام القضائي الكويتي للتحديث مبينا ان نظام التوثيق والتوكيل بوضعه الحالي يعاني من مشاكل «كبيرة» وما تقوم به اللجان العاملة حاليا هو إنجاز التعديلات بأفضل طريقة وأسرع وقت ممكن. وأضاف «سنواصل العمل على إصدار التشريعات خلال الفترة المقبلة لحاجة البلاد إليها والتحدي الوحيد الذي يقف أمامنا حاليا هو عامل الوقت فقط ولا عذر آخر لنا وما أنجز ولله الحمد بالتعاون مع شركاءنا عمل استثنائي لتحقيق الهدف المنشود وهو خدمة مصلحة الوطن وكل من يعيش على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين عبر إعطاء الحقوق لأصحابها وسترون النتائج عن قريب».


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
صالح الملا يرثي الراحل أحمد النفيسي: وداعاً أيها الوطني الكبير.. أيها الشهم النبيل
نعى النائب السابق صالح الملا، الراحل أحمد النفيسي في رسالة رثاء من محبسه، تلقت «الراي» نسخة منها عبر محاميه حمود السند، وفي ما يلي نصها: وداعاً يا من كنت لي دائماً الداعم والسند. كان وقع الخبر المفجع صادماً، لم يكن استيعابه هيناً أبداً، كيف رحلت وأنت من كنت أراك في كل الأحداث والمواقف موجوداً؟ ذلك الرجل القوي المبتسم حتى في أحلك الأوقات وأشدها، لكنها مشيئة الله وإرادته. المعذرة يا عم أحمد، فقد حالت ظروف الحبس دون أن أودعك الوداع الأخير. كان آخر لقاء جمعني بك على مادة الإفطار في شهر رمضان الماضي في منزلك العامر قبل حبسي بأيام قليلة، وآخر اتصال هاتفي جمعنا كان قبل سفرك وأنا في الحبس، وفي ذلك اللقاء والاتصال الأخير كنت كما عرفتك منذ صغري مبتسماً مرحاً متفائلاً وقوياً داعماً لمن حولك رغم الظروف ورغم المرض الذي أتعبك وأنهك جسدك. وداعاً أقولها وفي القلب غصة وحزن كبير على فراقك.. سأفتقدك كثيراً يا عم أحمد، سيفتقدك منبرك، ومحبوك في المنبر الديمقراطي الذي ساهمت في تأسيسه، وسيفتقدك كل الشباب الوطني الذي كنت له المثل والقدوة. عزاؤنا أنك رحلت جسداً لكن إرثك الوطني باقٍ، ونهجك القويم الذي ما حاد يوماً عن الحق، ومواقفك المبدئية الصلبة والراسخة رسوخ الجبال منذ أن سطع نجمك على الساحة السياسية نائباً مطلع سبعينات القرن الماضي، وتصدرك مع زملائك الوطنيين الصفوف الأولى في الدفاع عن الحريات وثروات الأمة، مروراً بفترة رئاستك لنادي الاستقلال الثقافي وصحيفة الطليعة وخوضك لمعارك شرسة وطويلة ضد الفساد وسراق المال العام، ثم دعمك السخي المستمر - حتى آخر أيامك - للعناصر الوطنية لتستكمل المسير الذي بدأته أنت ورفاقك دفاعاً عن النظام الديمقراطي والحريات وسيادة القانون. كنت يا عم أحمد إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومدرسة فريدة في نكران الذات والإيمان بالعمل الجماعي والمؤسسي، لا تعشق الأضواء رغم أنك تستحقها، مؤمناً بأن العمل الوطني لا مكان لأدوار البطولة. أنعاك بحزن وألم يا عم أحمد، وكل المشاعر مع رفيقة دربك العامة الغالية لولوة الملا، وأخويّ العزيزين بدر وصالح وأختي العزيزة دلال، أعزيهم، وأشاطر العزاء أسرتك أسرة النفيسي الكريمة وكل رفاقك ومحبيك.. والكويت التي ودعت ابنها البار أحمد النفيسي. صالح محمد الملا


الرأي
منذ 5 ساعات
- الرأي
صالح الملا يرثي الراحل أحمد النفيسي: وداعاً أيها الوطني الكبير.. أيها الشهم النبيل
نعى النائب السابق صالح الملا، الراحل أحمد النفيسي في رسالة رثاء من محبسه، تلقت «الراي» نسخة منها عبر محاميه حمود السند، وفي ما يلي نصها: وداعاً يا من كنت لي دائماً الداعم والسند. كان وقع الخبر المفجع صادماً، لم يكن استيعابه هيناً أبداً، كيف رحلت وأنت من كنت أراك في كل الأحداث والمواقف موجوداً؟ ذلك الرجل القوي المبتسم حتى في أحلك الأوقات وأشددها، لكنها مشيئة الله وإرادته. المعذرة يا عم أحمد، فقد حالت ظروف الحبس دون أن أودعك الوداع الأخير. كان آخر لقاء جمعني بك على مادة الإفطار في شهر رمضان الماضي في منزلك العامر قبل حبسي بأيام قليلة، وآخر اتصال هاتفي جمعنا كان قبل سفرك وأنا في الحبس، وفي ذلك اللقاء والاتصال الأخير كنت كما عرفتك منذ صغري مبتسماً مرحاً متفائلاً وقوياً داعماً لمن حولك رغم الظروف ورغم المرض الذي أتعبك وأنهك جسدك. وداعاً أقولها وفي القلب غصة وحزن كبير على فراقك.. سأفتقدك كثيراً يا عم أحمد، سيفتقدك منبرك، ومحبوك في المنبر الديمقراطي الذي ساهمت في تأسيسه، وسيفتقدك كل الشباب الوطني الذي كنت له المثل والقدوة. عزاؤنا أنك رحلت جسداً لكن إرثك الوطني باقٍ، ونهج القويم الذي ما حاد يوماً عن الحق، ومواقفك المبدئية الصلبة والراسخة رسوخ الجبال منذ أن سطع نجمك على الساحة السياسية نائباً مطلع سبعينات القرن الماضي، وتصدرك مع زملائك الوطنيين الصفوف الأولى في الدفاع عن الحريات وثروات الأمة، مروراً بفترة رئاستك لنادي الاستقلال الثقافي وصحيفة الطليعة وخوضك لمعارك شرسة وطويلة ضد الفساد وسراق المال العام، ثم دعمك السخي المستمر - حتى آخر أيامك - للعناصر الوطنية لتستكمل المسير الذي بدأته أنت ورفاقك دفاعاً عن النظام الديمقراطي والحريات وسيادة القانون. كنت يا عم أحمد إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومدرسة فريدة في نكران الذات والإيمان بالعمل الجماعي والمؤسسي، لا تعشق الأضواء رغم أنك تستحقها، مؤمناً بأن العمل الوطني لا مكان لأدوار البطولة. أنعاك بحزن وألم يا عم أحمد، وكل المشاعر مع رفيقة دربك العامة الغالية لولوة الملا، وأخويّ العزيزين بدر وصالح وأختي العزيزة دلال، أعزيهم، وأشاطر العزاء أسرتك أسرة النفيسي الكريمة وكل رفاقك ومحبيك.. والكويت التي ودعت ابنها البار أحمد النفيسي. صالح محمد الملا