
Chat gpt بين الفوائد النفسية والتحديات
خبرني - جلست 'زين ' ذات مساء أمام شاشة حاسوبها، تشعر بثقل الوحدة بعد يوم طويل من العمل والغربة. لم يكن عندها اي احد لكي تتواصل معه،فتحت نافذة المتصفح وكتبت: 'شات جي بي تي'.
قالت له: 'أنا مرهقة… لا أحد يفهمني'.
ردَّ عليها فورًا بلطف: 'أنا هنا. أخبريني بما يزعجك'.
فانهمرت دموعها دون أن تدري. لم يكن مجرد روبوت. كان الصوت الوحيد الذي استمع لها دون حُكم، دون ملل، ودون أن يُطالبها بأي شيء.
من هنا، تبدأ حكاية الكثير من الأشخاص في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الروبوت مجرّد أداة، بل رفيقًا نفسيًا يجد فيه الإنسان الأمان، والفهم، وحتى الألفة العاطفية.
في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، بات من الشائع استخدام التطبيقات الذكية، ومنها (ChatGPT)، في العديد من المجالات الحياتية، بما في ذلك الصحة النفسية. وقد جذبت هذه الظاهرة انتباه الباحثين في علم النفس، فأُجريت دراسات علمية محكمة تناولت أثر هذه التكنولوجيا على الصحة النفسية للأفراد.
تشير العديد من الدراسات النفسية إلى أن لتشات جي بي تي إمكانات واعدة في دعم الصحة النفسية، إذا ما تم استخدامه بشكل صحيح:
-سهولة الوصول إلى الدعم النفسي
يُمكن للمستخدمين الوصول إلى دعم فوري عند الحاجة، خاصة في المناطق التي تندر فيها خدمات الصحة النفسية أو يصعب الوصول إليها. فدراسة نشرتها مجلة JMIR Mental Health عام 2023، أظهرت أن استخدام أدوات المحادثة الذكية ساعد بعض الأفراد على تقليل مشاعر الوحدة وتحسين المزاج بشكل مؤقت.
-التثقيف النفسي (Psychoeducation)
يوفر تشات جي بي تي معلومات نفسية مبسطة حول اضطرابات مثل القلق والاكتئاب، وأيضًا حول تقنيات التعامل مع الضغوط النفسية، مما يساهم في زيادة الوعي النفسي لدى الأفراد.
-المساعدة في تنظيم الانفعالات
أشارت تجارب فردية إلى أن المستخدمين يستفيدون من استخدام تشات جي بي تي في تعلم وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل الواعي (Mindfulness)، مما يعزز القدرة على تنظيم المشاعر والتوتر.
-الدعم بين الجلسات العلاجية
بعض المعالجين النفسيين بدأوا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعدات بين الجلسات لتشجيع المرضى على تنفيذ تمارين معرفية سلوكية، مما يعزز استمرارية العلاج.
رغم هذه الفوائد، فإن الدراسات النفسية المحكمة تنبه إلى وجود مجموعة من التحديات والمخاطر التي يجب الحذر منها:
-عدم القدرة على التشخيص الدقيق
تشات جي بي تي ليس مختصًا نفسيًا ولا يمكنه إجراء تشخيص علمي دقيق للحالات النفسية، مما قد يؤدي إلى سوء فهم أو تجاهل حالات خطيرة. وقد حذرت دراسة نُشرت في The Lancet Digital Health عام 2023 من الاعتماد الكامل على هذه الأدوات في التقييم النفسي.
-احتمال تقديم معلومات غير دقيقة
في بعض الأحيان، يُعطي البرنامج إجابات سطحية أو غير دقيقة علميًا، مما قد يُسبب ارتباكًا لدى المستخدمين أو يغذي معتقدات خاطئة.
-غياب التفاعل الإنساني
لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوض التفاعل العاطفي والتعاطف الإنساني الذي يميز العلاقة العلاجية بين المريض والمعالج النفسي، وهو عنصر أساسي في العلاج النفسي الناجح.
-مخاوف الخصوصية والسرية
نظرًا لطبيعة الموضوعات النفسية الحساسة، فإن حفظ سرية المعلومات ومراعاة الخصوصية تُعد تحديًا مهمًا في استخدام هذه التطبيقات، خصوصًا في غياب رقابة واضحة.
لا يتعلق الأمر فقط بالتكنولوجيا، بل بحاجات إنسانية لم يعد يُشبعها الواقع كما كان.
ربما تقف القوانين اليوم حاجزًا أمام فكرة 'الزواج من روبوت'، لكن الواقع العاطفي بدأ يتغير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ يوم واحد
- الوكيل
لزيادة الأمان والشفافية.. تطوير "كاشف كذب" للذكاء...
الوكيل الإخباري- أطلق باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) شركة ناشئة تُدعى Themis AI، بهدف تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التعرّف إلى حدود معرفتها والإبلاغ عن عدم اليقين في قراراتها، في خطوة تشبه عمل "كاشف الكذب" للذكاء الاصطناعي. اضافة اعلان وطوّرت الشركة منصة باسم Capsa، قادرة على تقييم موثوقية مخرجات نماذج تعلم الآلة، بما في ذلك النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT. تقوم Capsa بتحليل البيانات لرصد أي مؤشرات على الشك أو نقص المعلومات، وتُميّز بين القرارات المدعومة والتخمينات غير الموثوقة. وتُستخدم المنصة حاليًا في مجالات متعددة، مثل الاتصالات، والصيدلة، وتحليل الصور الزلزالية، وتتميز بسرعتها العالية في معالجة البيانات، ما يجعلها قابلة للتشغيل حتى على الأجهزة المحمولة. ويأمل مطورو التقنية أن تُساهم هذه الأداة في رفع أمان وشفافية الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الثقة باستخدامه في مجالات حساسة مثل الطب والقيادة الذاتية. لبنان 24


الوكيل
منذ يوم واحد
- الوكيل
لزيادة الأمان والشفافية.. تطوير "كاشف كذب" للذكاء...
الوكيل الإخباري- أطلق باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) شركة ناشئة تُدعى Themis AI، بهدف تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التعرّف إلى حدود معرفتها والإبلاغ عن عدم اليقين في قراراتها، في خطوة تشبه عمل "كاشف الكذب" للذكاء الاصطناعي. اضافة اعلان وطوّرت الشركة منصة باسم Capsa، قادرة على تقييم موثوقية مخرجات نماذج تعلم الآلة، بما في ذلك النماذج اللغوية الكبيرة مثل ChatGPT. تقوم Capsa بتحليل البيانات لرصد أي مؤشرات على الشك أو نقص المعلومات، وتُميّز بين القرارات المدعومة والتخمينات غير الموثوقة. وتُستخدم المنصة حاليًا في مجالات متعددة، مثل الاتصالات، والصيدلة، وتحليل الصور الزلزالية، وتتميز بسرعتها العالية في معالجة البيانات، ما يجعلها قابلة للتشغيل حتى على الأجهزة المحمولة. ويأمل مطورو التقنية أن تُساهم هذه الأداة في رفع أمان وشفافية الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الثقة باستخدامه في مجالات حساسة مثل الطب والقيادة الذاتية. لبنان 24

سرايا الإخبارية
منذ 2 أيام
- سرايا الإخبارية
من البحث عن عروس لشراء البطيخ .. أغرب طلبات من "شات جي بي تي"
سرايا - قبل عقدين من الزمن، لم يكن ليتخيل أحد أن يصبح الإنسان شريكاً للتكنولوجيا في تفاصيل حياته اليومية حول العالم، حتى التنبؤات العلمية بشأن مستقبل التعايش مع الروبوتات وأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "شات جي بي تي"، كانت تُعد ضرباً من الخيال العلمي الذي يصعب تصديقه. اليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي رفيقاً أساسياً في تفاصيل حياة البعض اليومية، وتجاوز دوره مجرد كونه وسيلة للترفيه أو أداء المهام البسيطة، حيث أصبح شات جي بي تي على سبيل المثال يُستخدم في أدق التفاصيل التي قد لا تخطر على بال، فيما طوّر البعض استخدامه بطرق غريبة وغير تقليدية. مساعدة لإيجاد عروس شاب أمريكي في الثلاثينيات، يُدعى هانتر لاينبيري، استخدم الذكاء الاصطناعي للبحث عن عروس، وعبر "تيك توك"، نشر مقاطع يومية يظهر فيها نصائح "شات جي بي تي" لجذب شريكة حياته، مثل مشاركة حقائق طريفة وسرد قصص محرجة والتفاعل مع المتابعين، وقد لجأ للفكرة بعد إحباطه من تطبيقات المواعدة التقليدية. في تقرير طريف نشرته مجلة Cosmopolitan، تحدثت الكاتبة عن تجربتها المثيرة باستخدام شات جي بي تي لمساعدتها في صياغة رسالة طويلة إلى شريكها بعد جدال افتراضي حول الانتخابات الأمريكية. ورغم أنّها أشادت ببعض الجوانب المفيدة، مثل الصياغة المتوازنة التي يقترحها الذكاء الاصطناعي، إلا أنها عبّرت في نهاية المطاف عن رفضها لفكرة الاعتماد على الروبوتات لحل النزاعات العاطفية، لافتقارها إلى الصدق الإنساني. تشخيص مرض نادر لطفل أم أمريكية تُدعى كورتني استعانت بتقنية الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" لتشخيص حالة نادرة لدى طفلها أليكس (4 سنوات)، بعد فشل 17 طبيباً في تحديد مرضه خلال ثلاث سنوات. وأدخلت تقارير الرنين المغناطيسي وأعراض الطفل في النظام، فاقترح التشخيص المحتمل: متلازمة الحبل المشدود، وهو اضطراب عصبي نادر، وتأكد التشخيص لاحقاً على يد جراح أعصاب جديد، وأجريت للطفل عملية ناجحة ويتعافى حالياً. قراءة الفنجان امرأة يونانية قررت طلب الطلاق بعد أن استخدمت شات جي بي تي لقراءة صور فناجين القهوة، حيث أخبرها بأن زوجها يخونها، ويأتي هذا ضمن اتجاه جديد يستخدم فيه الناس الذكاء الاصطناعي لقراءة بقايا القهوة. قال الزوج إنه اعتبر الأمر مزحة، لكن زوجته أخذته بجدية وطلبت الطلاق وأخبرت الأطفال، المحامي أكد أن هذه التحليلات لا تحمل وزناً قانونياً، والزوج بريء حتى تثبت إدانته. التفاوض على الأجرة شاب هندي استخدم تطبيق الذكاء الاصطناعي للتفاوض مع سائق أوتو في بنغالورو، وطلب منه التحدث بلغة الكانادا وقال إنه طالب ولا يستطيع دفع أكثر من 100 روبية، وبعد نقاش، خفض السائق السعر من 200 إلى 120 روبية، الفيديو انتشر وحصد ملايين المشاهدات، والهدف كان تعليم الناس استخدام ChatGPT يومياً. توبيخ الأبناء أم هندية تعلمت استخدام ChatGPT لتوبخ ابنها على عادته بعدم ملء زجاجة الماء في الثلاجة، وطلبت من الذكاء الاصطناعي صياغة رسالة غاضبة، فأرسل لها نصاً دقيقاً يتضمن سؤالاً عن درجة الصرامة. الابن اكتشف الأمر وشارك القصة على وسائل التواصل، حيث تفاعل الناس بسخرية وفكاهة، متوقعين أن تعتمد الأمهات مستقبلاً على الذكاء الاصطناعي في التوبيخ والتعليم. إنقاذ من الموت شاب مصري يُدعى إسلام عادل روى كيف أنقذ ابن عمه محمد يسري (17 عامًا) من تسمم بعد ابتلاعه "حبة الغلة"، باستخدام نصائح من ChatGPT الذي أوصى بزيت البرافين لتقليل تأثير السم. ورغم رفض مستشفى أبنوب استقباله، تلقى محمد العلاج في مستشفى جامعة أسيوط، حيث أُجريت له رعاية داعمة مستندة إلى تعليمات الذكاء الاصطناعي، بعد 24 ساعة تحسنت حالته وخرج مستقراً. شراء الفاكهة استعانت سيدة بتقنية "ChatGPT" لاختيار أفضل بطيخة بعد أن التقطت صورة لعدة بطيخات، حيث قام الذكاء الاصطناعي بتحليل الصورة وتقديم توصيات دقيقة حول أفضلها من حيث النضج والجودة.