مسرح كامل العدد.. قصور الثقافة تختتم مشاركتها في المهرجان القومي ب«سينما 30»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

بوابة ماسبيرو

منذ يوم واحد

• بوابة ماسبيرو

لطفى لبيب.. ممثل مصرى من عصر النهضة

لطفي لبيب هو ابن مخلص لحقبة جيل الرواد، وعصر النهضة، أمثال حسن فايق وعبد الفتاح القصرى وعبد السلام النابلسي وسواهم الذين لم يلعبوا دور البطولة، وكانت من نصيبهم أدوار صغيرة على مستوى المساحة، لكنهم كانوا على وعى بأنها مؤثرة وفاعلة وقادرة على البقاء.. ولطفي لبيب ينتمى بقوة إلى هؤلاء، الذين تشعر وأنت تشاهدهم على خشبة المسرحأو من خلال شاشة السينما والتليفزيون بأنهم يعيشون حياة طبيعية وليسوا ممثلين يؤدون أدواراً كتبها مؤلف ورسم لها المخرج الحركة وحدد أسلوب الأداء. نعم يمتلك هذا الفصيل أدوات التمثيل فقد درس لطفي لبيب في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لكنه كان يضع كل هذه الخبرات والمعارف في الخلفية، يضعها بعيدا ويؤدى بفطرته... وحين كنت أشاهده ممثلاً مسرحيا أو سينمائيا أو في الدراما التليفزيونية كنت أتذكر مقولة النقاد العرب القدامى عن الشاعر المجيد، ووصفه بأنه الشاعر الذي يخفى سر الصنعة.. وكان لطفى لبيب يؤدى بالفطرة ويخفى كل ملامحسر الصنعة فقد عاش حياة طبيعية بعد تخرجه، وأدى الخدمة العسكرية وشارك في حرب أكتوبر 1973، وهي التجربة التي سجلها فيما بعد في كتاب عنوانه الكتيبة 26»، وأدى كممثل كما كان يعيش في الحياة. وإذا كان لطفى لبيب شارك في أكثر من مائة فيلم سينمائي منها جاءنا البيان التالي كده رضا طير أنت عسل أسود، النوم في العسل، بوبوس زهايمر»، بالإضافة إلى فيلم «السفارة في العمارة الذي أدى من خلاله دور السفير الإسرائيلي ببراعة بجانب عشرات المسلسلات التليفزيونية والأفلام الدينية المسيحية، فقد أدى أدوار القديسين واللصوص، والأشرار والطيبين والمخدوعين والمحتالين... فإن شخصيته الحقيقية وهويته كانت تتجلى على خشبة المسرح . 1 شاهدت لطفي لبيب على المسرح الأول مرة في مسرحية «الملك هو الملك» عام 1988 في دور عرقوب صبى التاجر أبو عزة المغفل الذي أفلس ويعيش ويقتات على وهم أنه صار الملك، إلى أن يصبح الوهم حقيقة وواقعا يعيشه أبوعزة الذي يصبح ملكا للبلاد في لعبة انقلبت إلى حقيقة.. وعرقوب يؤدى دورا مزدوجا في الفصل الأول يصول ويجول في بيت معلمه يحب ابنته عزة التي تنفر منه، ويقرض معلمه ثمن الخمر كل يوم طمعا في الزواج من عزة ويفض الاشتباك بين معلمه وزوجته أيضا ينادم ويسامر معلمه ويتلقى الإهانات، يفعل كل شيء يغضب ويضحك ويتآمر ويصرخ ويحب، ويركع عند أقدام محبوبته وتارة يهددها... شخصية مركبة كتبها سعد الله ونوس مؤلف مسرحية «الملك هو الملك» من إخراج مراد منير، وجسدها لطفى لبيب ببراعة.. وفي الفصل الثاني ينتقل أبو عزة وعرقوب إلى القصر الملكي في لعبة تحولت إلى حقيقة، فيصبح التاجر المفلس الذي يعيش في الوهم صلاحالسعدني الملك، وتابعه عرقوب الوزير.. أبوعزة وفقا لنص ونوس نسى حياته السابقة، وعاش في شروط التاج الذي وضعوه على رأسه، أما عرقوب فيعيش بين الماضي والحاضر يعى أنه صلعوك يقوم بدور الوزير، عکس معلمه.. في الفصل الأول يشارك معلمه الوهم، بل ويؤكده، وفي الفصل الثاني يحتفظ بمساحة بين اللعب والواقع ويؤدى من خلال هذه المساحة، فهو لم يتقمص دور الوزير كما فعل معلمه و تماهى مع شروط الملك ورموزه من التاج والعرش وملابس الملك، بل يؤدى لطفي لبيب وهو في ملابس الوزير لكنه يعى ماهيته وأنه يلهو ويلعب ... 2 وفى عرض «اللهم اجعله خير تأليف لينين الرملي وإخراج محسن حلمى، أدى لطفي لبيب دور محام مع عبد الرحمن أبو زهرة، وقدما في الفصل الثاني مشهد المحاكمة من خلال محاججة قوية بين المحاميين عبد الرحمن أبو زهرة ولطفي لبيب... ووجدتني أضحك كما لم أضحك من قبل مع هذا الثنائي الكوميدي الرائع الذي رسمه المؤلف بعناية فائقة، بدءا من الأسماء.. فهناك المحامي بليغ فصيح المفتح «عبد الرحمن أبو زهرة» ولا يحتاج الاسم إلى تفسير، ومن صفاته التي منحه إياها المؤلف شاطر وكسيب وسعره محدد ومستعد لفك حبل المشنقة من حول رقبة المتهم إذا دفع له»، والمحامي الثاني لطفی لبيب شخصية مختلفة محام من أجل التاريخ ومنظمات حقوق الإنسان وجاء ليدافع عن المواطن سراج المتهم بالأحلام، وعن الأحلام كحق مشروع لكل مواطن، في حين يحاول أبو زهرة التحايل على القانون لإيجاد مخرج لهذا المواطن.. ومن هذا التناقض بين الشخصيتين تدور أحداث الفصل الثاني وهي وقائع الدفاع في مواجهة القاضي ومستشاريه في محكمة أمن التفتيش العليا طوارئ.. ويخلق المحاميان حالة كوميدية رائعة وراقية تدل على موهبة كل منهما في الأداء الكوميدي دون إسفاف أو ابتذال، وكان لطفى لبيب خفيف الظل بتعبيرات وجهه الحادة الصارمة والبريئة في آن.. فكان على المسرح بقامته القصيرة كطفل ثائر خطف أذهان وقلوب المشاهدين... وأدركت في هذا العرض ومن خلال المباراة التمثيلية بين لطفي لبيب وأبو زهرة قدراته غير العادية في الأداء والتي استمدها من الصدق والإخلاص والتلقائية، فهو يؤدى بالفطرة، لكنه يعتمد على ثقافة واسعة ووعى ليس فقط بالأداء المسرحي ولكن بالواقع وشروطه، فخروجه عن النص وارتجاله يدل على وعيه بمقتضيات اللحظة الراهنة. 3 في عرض سي على وتابعه لغة، عن مسرحية على جناح التبريزي وتابعه قفة، تأليف الفريد فرح وإخراج منير مراد يبدأ الفصل الأول بالوهم الذي يتطور في الفصل الثاني إلى التوهم وتعرف منذ اللحظات الأولى أن الخيال يحكم العالم عالم على جناحالتبريزي، حيث يبدأ المشهد الأول من الفصل الأول وعلى محمد الحلو يأكل الوهم ويعيش في الوهم تماما. يعيش عالما خياليا أو قل إنه متخيلا ويتطور هذا العالم فيذهب بعد إفلاسه مع تابعه الإسكافي لفة إلى بلاد بعيدة، ومن خيال الوهم والخيال يعيد ترتيب المدينة بعد أن يشيع تابعه لفه أن مولاه التبريزي في انتظار قافلته التي لا حدود لها، فتنهال عليه العطايا بلا حدود طمعا فيما تحمله القافلة، حتى طمع الملك نفسه وزوجه ابنته ومنحه مفاتيح الخزانة وأغدق على المتسولين والشحاذين الأموال حتى أصبحوا أصحاب تجارة ولهم شأن كبير وتغير حال المدينة حين حكم الخيال وفي هذه البلاد البعيدة يلعب لطفي لبيب دور الملك الذي يقع في شرك الوهم الذي نصبه على وتابعه قفة، ويحاول إضفاء طابع كوميدي على شخصية الملك حيث كانت له الكلمة العليا في الفصل الثاني من المسرحية أقرب إلى صانع الألعاب الذي يقود الفريق الملك الذي يواجه الوهم ملك كلما تحدث أو تحرك ضحك الجمهور وصفق ورغم أنه لم يلعب الدور الرئيسي في العرض والذي كان العلى وتابعه لفة محمد الحلو ومحمود الجندي، فإنه أصبح صاحب الكلمة العليا الذي أمسك بين يديه بإيقاع اللعبة. 4 العرض الأخير الذي شاهدت من خلاله لطفي لبيب على خشبة الصرح ليلة من ألف ليلة عام 2017 تأليف بيرم التونسي والحان أحمد صدقي وإخراج محسن حلمي ودون شك هو المخرج الأهم الذي تعامل معه وكان يعرف قدراته جيدا، وتجلى هذا واضحاً سواء في هذا العرض أو عرض «اللهم اجعله خيره وفي ليلة من ألف ليلة الشخصية الرئيسية شحالة يحيى الفخراني الذي يعيش على الحيلة فالحيلة القوة الفاعلة التي تحرك الأحداث في هذا العمل، حيث يحتال شحاتة في المشهد الأول على المارة كشحال ثم يحتال على التجار في سوق الخياطين ويسرق الأثواب والمجوهرات، وحين يشكوه هؤلاء للوزير المعتصر يحتال عليه أيضاً بعد أن كان الوزير يرغب في التخلص منه واستخدامه في قتل الخليفة ... ثم يحتال على الخليفة حين يذهب إليه في شخصية الساحر. وبعد أن يطعنه ويدخل السجن يحتال على جوان غريمه الأولى فيقتله ويخرج بدلا منه... وجوان التاجر الأجنبي يؤدي دوره لطفي لبيب الذي هريت زوجة شحاتة معه.. وفي العرض يقوم بدور نصاب. اسمه الأجنبي لا يخلو من دلالة، أيضاً سوف يقتله شحاتة في نهاية الأوبريت لينتقم منه. ورغم أنه شخصية شريرة. اختطف زوجة شحاتة ومارس النصب والاحتيال، فإن أداء لطفي لبيب جعل الجمهور لا ينفر من هذه الشخصية أو يناصبها العداء 5 لطفي لبيب على خشبة المسرحبالإضافة إلى إتقانه وقدرته على فهم الشخصية والابتعاد عن الافتعال ليصل إلى أداء طبيعي كما يعيش الناس في الحياة، لديه قدرة هذة على التفاعل مع زملائه على الخشبة، حيث ظهر هذا واضحا في مسرحية «الملك مع صلاحالسعدني وأيضا مع عبد الرحمن أبو زهرة في "اللهم اجعله خيره، ومع يحيى الفخراني في ليلة من ألف ليلة... كان يستطيع التفاعل مع الممثل الآخر الذي يواجهه ويخلق حالة كوميدية يشعر بها الجمهور خارج النص، وهذا يحتاج قدرات خاصة قوامها الثقافة والوعى وسرعة البديهة، وكلها أدوات كانت طبعة بين يدى لطفي لبيب الذي رحل عن دينيانا الأسبوع الماضي الروحه السلام.

مصرس

منذ 3 أيام

• مصرس

بعد تتويجه للمرة الخامسة.. الحديني: كتبت «يمين في أول شمال» خلال يومين وسعيد بتكريم مهرجان المسرح

في أمسية فنية ساحرة، اختتم المهرجان القومي للمسرح دورته الثامنة عشرة أمس الأربعاء على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، برئاسة الفنان محمد رياض، حيث أُعلن عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام. ومن بين المتألقين، برز اسم المؤلف والمخرج المسرحي محمود الحديني، الذي أضاف إلى رصيده جائزة جديدة عن عرضه المميز «يمين في أول شمال»، ليواصل رحلته المبهرة في عالم المسرح.في حديثٍ خاص ل«المصري اليوم»، عبّر الحديني عن شغفه العميق بهذا المهرجان، واصفاً إياه ب«لوحة فنية تجمع ألوان الإبداع المسرحي على مدار العام».واستعاد ذكرياته الأولى مع المهرجان، عندما شارك بعرضه «إنهم يعزفون» كشاب جامعي يتحدى عمالقة المسرح. ورغم أن تلك التجربة لم تُكلل بجائزة، إلا أنها زرعت فيه بذرة الطموح التي أثمرت لاحقاً إبداعاتٍ متتالية.الحديني، الذي سبق وأن خطف الأضواء بأعمال مثل «1980 وأنت طالع»، «الغريب»، «سجن اختياري»، و«سينما 30»، يرى في جائزة «يمين في أول شمال» تتويجاً لرحلة إنسانية استثنائية.هذا العرض، الذي أنتجه البيت الفني للمسرح، يروي حكاية لقاء عابر يجمع ممثلاً مغموراً، وعامل تذاكر، وزوجته المريضة، في لحظاتٍ تتألق فيها الإنسانية، حيث يتبادلون الدعم والونس في خضم الوحدة.العمل، الذي كتبه الحديني في يومين أو ثلاثة، كان بمثابة ومضة إلهام استنزفت روحه، لكنه ترك فيه شعوراً بالامتلاء العاطفي لأمدٍ طويل.لم تكن هذه المرة الأولى التي يتألق فيها «يمين في أول شمال»، فقد سبق وحصد جوائز أفضل عرض، وأفضل مخرج لعبدالله صابر، وأفضل ممثل في عروض النقابة، إلى جانب ترشيح الممثلة أمنية حسن لجائزة الأفضل في المهرجان.ولم يكتفِ الحديني بهذا العرض، بل شارك بعملين آخرين خلال الدورة الثامنة عشر وهما «سينما 30» و«شارع 19»، اللذين أنتجتهما الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأثارا إعجاب الجماهير رغم عدم فوزهما بجوائز.مع كل جائزة، يثبت محمود جمال الحديني أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاءٌ شاسع يحتضن الأرواح البسيطة لتصنع من لحظاتها قصص إنسانية تلامس القلوب.

المصري اليوم

منذ 3 أيام

• المصري اليوم

بعد تتويجه للمرة الخامسة.. الحديني: كتبت «يمين في أول شمال خلال يومين» وسعيد بالتكريم بالمهرجان

في أمسية فنية ساحرة، اختتم المهرجان القومي للمسرح دورته الثامنة عشرة أمس الأربعاء على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، برئاسة الفنان محمد رياض، حيث أُعلن عن أسماء الفائزين بجوائز هذا العام. ومن بين المتألقين، برز اسم المؤلف والمخرج المسرحي محمود الحديني، الذي أضاف إلى رصيده جائزة جديدة عن عرضه المميز «يمين في أول شمال»، ليواصل رحلته المبهرة في عالم المسرح. في حديثٍ خاص لـ«المصري اليوم»، عبّر الحديني عن شغفه العميق بهذا المهرجان، واصفاً إياه بـ«لوحة فنية تجمع ألوان الإبداع المسرحي على مدار العام». واستعاد ذكرياته الأولى مع المهرجان، عندما شارك بعرضه «إنهم يعزفون» كشاب جامعي يتحدى عمالقة المسرح. ورغم أن تلك التجربة لم تُكلل بجائزة، إلا أنها زرعت فيه بذرة الطموح التي أثمرت لاحقاً إبداعاتٍ متتالية. الحديني، الذي سبق وأن خطف الأضواء بأعمال مثل «1980 وأنت طالع»، «الغريب»، «سجن اختياري»، و«سينما 30»، يرى في جائزة «يمين في أول شمال» تتويجاً لرحلة إنسانية استثنائية. هذا العرض، الذي أنتجه البيت الفني للمسرح، يروي حكاية لقاء عابر يجمع ممثلاً مغموراً، وعامل تذاكر، وزوجته المريضة، في لحظاتٍ تتألق فيها الإنسانية، حيث يتبادلون الدعم والونس في خضم الوحدة. العمل، الذي كتبه الحديني في يومين أو ثلاثة، كان بمثابة ومضة إلهام استنزفت روحه، لكنه ترك فيه شعوراً بالامتلاء العاطفي لأمدٍ طويل. لم تكن هذه المرة الأولى التي يتألق فيها «يمين في أول شمال»، فقد سبق وحصد جوائز أفضل عرض، وأفضل مخرج لعبدالله صابر، وأفضل ممثل في عروض النقابة، إلى جانب ترشيح الممثلة أمنية حسن لجائزة الأفضل في المهرجان. ولم يكتفِ الحديني بهذا العرض، بل شارك بعملين آخرين خلال الدورة الثامنة عشر وهما «سينما 30» و«شارع 19»، اللذين أنتجتهما الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأثارا إعجاب الجماهير رغم عدم فوزهما بجوائز. مع كل جائزة، يثبت محمود جمال الحديني أن المسرح ليس مجرد خشبة، بل فضاءٌ شاسع يحتضن الأرواح البسيطة لتصنع من لحظاتها قصص إنسانية تلامس القلوب.