logo
«لا ملامح لهم»… أقرباء يروون مأساة مقتل 9 أطفال في غزة

«لا ملامح لهم»… أقرباء يروون مأساة مقتل 9 أطفال في غزة

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

يتساءل علي، شقيق الطبيب حمدي النجار الذي قُتل تسعة من أبنائه في غارة إسرائيلية على بيت العائلة في خان يونس في جنوب قطاع غزة، الجمعة: «ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ بأن أطفالك استُشهدوا! لا أعلم كيف أقول له ذلك».
لم ينجُ من الغارة الجوية سوى حمدي وابنه آدم، بينما كانت زوجته آلاء، وهي أيضاً طبيبة، تمارس عملها في مستشفى ناصر في المدينة.
في خيمة العزاء، يقول علي النجار، الأحد: «ظهر الجمعة تم استهداف منزل أخي دون سابق إنذار في خان يونس... أسرعت للمكان مهرولاً ووجدت البيت مثل البسكويت، كومة ركام وكان أخي وأطفاله تحت الركام»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويضيف: «وصل الدفاع المدني لإطفاء الحريق بعد استهداف المنزل، فوجدوا جثة من الأطفال متفحمة وكانت متناثرة في الخارج». ويتابع وهو يرتجف: «وجدت أخي حمدي ملقى على الأرض ورأسه ينزف ويده مبتورة ومغطى بالركام، حاولت البحث عن الأطفال».
ويشرح الرجل: «وجدت آدم. كان مصاباً بحروق. أخذته بسيارتي وتوجهت به إلى المستشفى. بينما انتشل الدفاع المدني أخي حمدي وتوجه به إلى المستشفى، وكانت إصابته خطيرة جداً».
وأفاد أطباء بأن عمليات جراحية عدة أُجريت لحمدي في المستشفى الأردني الميداني، حيث تم استئصال جزء من الرئة اليمنى بنسبة 60 في المائة وتزويده بـ17 وحدة دم.
أما الطفل آدم البالغ عشر سنوات، حسب مصدر طبي، فقد كانت يده مصابة إصابة بالغة، ويعاني حروقاً في أنحاء جسمه، وفق ما قال أفراد العائلة.
ويرقد الأب والابن في قسم العناية المكثّفة في مستشفى ناصر الذي يفتقد إلى أبسط مقومات العلاج، حسب المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البُرش.
جنود إسرائيليون في خان يونس (أ.ف.ب)
- «لا ملامح لهم»
رداً على سؤال حول الواقعة، قال الجيش الإسرائيلي إنه «قصف عدداً من المشتبه بهم الذين رُصدوا وهم ينشطون في مبنى» بالقرب من قوات له.
وأضاف أن «منطقة خان يونس هي منطقة حرب خطرة». وتابع: «الادعاء المتعلّق بالضرر الذي لحق بمدنيين غير متورطين هو قيد المراجعة». وكان الجيش أصدر تحذيراً بإخلاء خان يونس الاثنين.
كانت الأم آلاء تتابع أطفالاً مصابين وصلوا للتو إلى مستشفى ناصر، حين بلغها خبر تعرّض منزلها لقصف إسرائيلي، فهرعت إليه من غير هدى وصُدمت بانتشال جثث أطفالها المتفحمة من تحت الركام.
وتروي سهر النجار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن شقيقتها آلاء «ذهبَت ركضاً إلى المنزل فوجدته دُمّر بالكامل فوق رؤوس أطفالها وزوجها. المنزل تحوّل كومةَ حجارة».
ويقول علي: «وصلت زوجة أخي ركضاً؛ إذ لم تكن هناك مواصلات. تمّ استخراج الأطفال متفحمين. عندما رأت آلاء هذا المنظر أخذت بالصراخ والبكاء».
ويضيف أنها تعرفت إلى جثة ابنتها نيبال المتفحمة وأخذت تصرخ باسمها.
تصاعد الدخان جراء القصف الإسرائيلي في سماء خان يونس (أ.ف.ب)
- «الموت أرحم من هذا العذاب»
في خيمة ازدحمت بالمعزّين، جلست آلاء، طبيبة الأطفال المعروفة في مدينتها، وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة، تحيط بها نساء بدا عليهن الحزن الشديد. في الوقت ذاته، تسمع أصوات انفجارات ناتجة عن قصف إسرائيلي.
وتقول سهر التي ارتدت عباءة سوداء وهي تبكي: «تسعة من الأولاد كانوا متفحمين محروقين والطفل العاشر ووالده في حالة حرجة».
وتتابع واصفة هول المشهد: «لم أستطع أن أرى أطفال أختي في أكفان... صدمة كبيرة، لم أتعرّف على أي أحد منهم. لا ملامح لهم من شدة الحروق، مأساة كبيرة».
ويؤكد محمد، وهو من أقرباء آلاء، أن «المصاب جلل، آلاء تعاني صدمة كبيرة، لها الله».
ولا يفكّر علي إلا بما سيقوله لشقيقه عندما يستيقظ من غيبوبته، علي «ماذا سأقول؟ هل أستطيع أن أبلغك أن أطفالك استُشهدوا! لا أعلم كيف أقول له ذلك. أنا دفنتهم في قبرين».
ويضيف: «لا يوجد مكان آمن بغزة... الموت أرحم من هذا العذاب».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي فاعل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي فاعل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي فاعل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بآليات عمل دولية فاعلة لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فورًا، في ظل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية والعلاجات كأسلحة حرب ضد المدنيين. وحذرت الوزارة من خطورة تعميق جرائم تدمير ما تبقى من منازل ومنشآت في القطاع، بالتزامن مع استمرار عمليات القتل اليومية التي تطال أكثر من مليوني فلسطيني لا يجدون مأوى آمنًا، بعد أن أُجبروا على النزوح إلى مساحة لا تتجاوز 18٪ من القطاع، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم اليومية ودفعهم نحو التهجير بأشكاله المختلفة. وأكدت الخارجية الفلسطينية أن إنفاذ القانون الدولي بشكل عاجل هو السبيل الحقيقي لوقف معاناة الشعب الفلسطيني، وتجسيد الدولة الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

«النيابة العامة»: إطلاق الحملة التوعوية (#مبادرتك_تعفيك) لرفع الوعي المجتمعي
«النيابة العامة»: إطلاق الحملة التوعوية (#مبادرتك_تعفيك) لرفع الوعي المجتمعي

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

«النيابة العامة»: إطلاق الحملة التوعوية (#مبادرتك_تعفيك) لرفع الوعي المجتمعي

أطلقت النيابة العامة بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية، الحملة التوعوية (#مبادرتك_تعفيك)، بهدف رفع الوعي المجتمعي بالأنظمة التي تنص على إعفاء من يبادر بالإبلاغ عن الجريمة من العقوبات المقررة وفق الضوابط النظامية، وذلك تشجيعًا لاتخاذ خطوة المبادرة. وتأتي انطلاقة حملة مبادرتك تعفيك للتوعية بمخاطر المخدرات، وتسليط الضوء على الأنظمة التي تكفل الإعفاء من العقوبة لمن يبادر من الجناة بالإبلاغ عن جريمة المخدرات أو يطلب العلاج طوعًا. وتهدف الحملة إلى إبراز أهمية اتخاذ خطوة المبادرة نحو طلب العلاج أو الإبلاغ عن الجرائم المرتبطة بذلك، استنادًا إلى المواد النظامية في نظام المخدرات والمؤثرات العقلية التي تتيح فرصة الإعفاء من العقوبات في مثل هذه الحالات، مما يعزز مصلحة الفرد، ويدعم استقرار المجتمع، ويُسهم في تقليل معدلات الجريمة. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود النيابة العامة في نشر الثقافة النظامية، وتحقيق التكامل مع الجهات المختصة، ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى الحد من انتشار المخدرات وبناء مجتمع واعٍ ومحصن ضد مخاطرها. يذكر بأن الحملة التي أطلقتها النيابة العامة تأتي تزامناً مع احتفاء المجتمع الدولي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات في السادس والعشرين من يونيو من كل عام، وتأكيدًا لأهمية تكاتف الجهود الدولية في التصدي لآفة المخدرات والحد من آثارها المدمرة على الأفراد والمجتمعات. أخبار ذات صلة

«منظمة الصحة» تُوصل أولى شحناتها الطبية إلى غزة منذ مطلع مارس
«منظمة الصحة» تُوصل أولى شحناتها الطبية إلى غزة منذ مطلع مارس

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«منظمة الصحة» تُوصل أولى شحناتها الطبية إلى غزة منذ مطلع مارس

سلّمت منظمة الصحة العالمية غزة شحنتها الطبية الأولى، منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، وفق ما أعلن مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، لكنه أضاف أن الشاحنات التسع تمثل «قطرة في محيط»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال تيدروس، في منشور على منصة «إكس»، إن الإمدادات سيجري توزيعها على المستشفيات ذات الأولوية في غضون أيام. وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة، في الثاني من مارس. وبعد أكثر من شهرين، بدأت تسمح بدخول بعض المواد الغذائية، لكنها لم تسمح بدخول أي مساعدات أخرى حتى الآن. وأوضح تيدروس أن «تسع شاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية و2000 وحدة دم و1500 وحدة بلازما» عبَرَت إلى القطاع الفلسطيني، من خلال مَعبر كرم أبو سالم «دون وقوع أي حادث نهب، رغم الظروف الخطِرة على طول الطريق». وأضاف أنه «سيجري توزيع هذه الإمدادات على المستشفيات ذات الأولوية، في الأيام المقبلة». Yesterday @WHO delivered its first medical shipment into #Gaza since 2 March - 9 trucks carrying essential medical supplies, 2000 units of blood, and 1500 units of supplies were transported from Kerem Shalom, without any looting incident, despite the high-risk... — Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) June 26, 2025 وأشار المسؤول الأممي إلى أنه «جرى تسليم منشأة التخزين المبردة في مجمع ناصر الطبي الدمَ والبلازما؛ لتوزيعها على المستشفيات التي تواجه نقصاً حادّاً، وسط تدفق متزايد للإصابات، يرتبط كثيرٌ منها بحوادثَ في مواقع توزيع المواد الغذائية». وفي الأسبوع الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن 17 مستشفى، من أصل 36 في غزة، تعمل بالحد الأدنى، أو بشكل جزئي فقط، في حين أن بقية المستشفيات غير قادرة على العمل على الإطلاق. ولفت تيدروس إلى أن أربع شاحنات، تابعة لمنظمة الصحة العالمية، لا تزال في معبر كرم أبو سالم، والمزيد في طريقها إلى غزة. وأضاف أن «هذه الإمدادات الطبية ليست سوى قطرة في محيط، فالمساعدات على نطاق واسع ضرورية لإنقاذ الأرواح». وتابع: «تدعو منظمة الصحة العالمية إلى إيصال المساعدات الصحية إلى غزة فوراً ودون عوائق وبشكل مستدام عبر جميع الطرق الممكنة». وبدأت إسرائيل السماح بوصول الإمدادات تدريجياً في نهاية مايو (أيار) الماضي، بعد حصارها الشامل الذي استمر أكثر من شهرين، لكن التوزيع شابته مشاهد فوضوية وتقارير شِبه يومية عن قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على حصص غذائية. وتقوم «مؤسسة غزة الإنسانية»، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بتوزيع الأغذية في غزة، منذ 26 مايو. لكن «الأمم المتحدة» ومنظمات الإغاثة الرئيسية رفضت التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة؛ وذلك بسبب المخاوف من أنها تأسست لخدمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وتُكثف إسرائيل قصفها للقطاع، في هجوم عسكري تقول إنه يهدف إلى هزيمة حركة «حماس»، التي أدى هجومها غير المسبوق على جنوب الدولة العبرية، في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى اندلاع الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store