logo
الابتهالات الدينية.. أصوات القلوب الخاشعة في متاهة التكنولوجيا

الابتهالات الدينية.. أصوات القلوب الخاشعة في متاهة التكنولوجيا

الجزيرة١٧-٠٣-٢٠٢٥

يقترب آذان الفجر، وتبدأ الشوارع تتخفف من أعباء وارديها، وتغلق المحلات التجارية أبوابها، لتبدأ أنوار السماء تظهر، ويسير السائرون إلى المساجد استعدادا لصلاة الفجر في رمضان من كل عام، في حين يطرق مسامعهم ذلك الصوت وتلك النداءات التي تمس شغاف القلب، وتؤنس الروح، فيرددون معها:
مولاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي
مَن لي ألوذُ به إلاك يا سَندي؟
أقُومُ بالليّل والأسحارُ سَاهيةٌ
أدعُو وهَمسُ دعائي.. بالدُموع نَدي
إنها الابتهالات أو التواشيح التي تبرز في ليالي رمضان، وقد أصبحت بمرور الزمن جزءا أساسا من الوجدان الشعبي، وهي فن شعري مستحدث ظهر في الدولة الأندلسية، وأصبح من ثوابت الاحتفالات الدينية في الدولة الفاطمية بمصر، وهو يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي، بالتزامه قواعد معينة، وباستعماله اللغة الدارجة أو الأعجمية أحيانا، ثم باتصاله القوي بالغناء، وهو شكل يمزج الدعاء والغناء، ويصنع حالة من الجلال والشجن والمحبة.
وبتاريخ من التجلي، شهدت الأناشيد والابتهالات ما شهدته المجتمعات الإسلامية من تحوّلات كبيرة بفعل التكنولوجيا، وانتقلت من الأداء الصوتي التقليدي -المعتمد على الحفظ والمقامات الشرقية- إلى أشكال أكثر حداثة، تعتمد على التوزيع الموسيقي، والمؤثرات الصوتية.
وبدلا من الأداء في مواجهة الجمهور أو البث الإذاعي فقط، انتقلت إلى البث الرقمي عبر المنصات، وتأثرت الحالة الروحانية الصافية بشكل ما بالنسبة لجيل يشعر بغربة تجاه التغييرات الحداثية، في حين شعر جيل جديد بالألفة مع التغييرات نفسها، ومع كل تلك التحولات تبقى الأناشيد والابتهالات حالة فنية روحية، تمزج بين الحب الخالص واليقين التام والسمو.
علي محمود.. مؤسس التيار الإنشادي في مصر
كانت الابتهالات تُقدَّم مباشرة أو تُسجل بتقنيات بدائية عبر الإذاعة، مثل تسجيلات الشيخ طه الفشني وسيد النقشبندي، واعتمدت على الصوت النقي بلا مؤثرات، مما منحها طابعا روحانيا مميزا، فكان التركيز على الأداء الصوتي والمقامات الموسيقية.
يُعد الشيخ علي محمود المؤسس الحقيقي للإنشاد الحديث، وقد ولد عام 1887، وتوفي عام 1946. ومع أنه ذو مسيرة فنية طويلة، فإن أغلب أعماله مفقودة، ولم يبقَ إلا قليل مما قدمه في السنوات العشر الأخيرة من حياته، لكنه علّم جيلا حمل راية الإنشاد بعده.
اشتهر الشيخ علي محمود بأذانه في جامع الحسين، وكان يؤذن كل مرة من المئذنة الخضراء، ولا يكرر الأذان إلا في العام التالي من مقام مختلف. وخلفه الشيخ طه الفشني، ومحمد الفيومي، وكامل يوسف البهتيمي، وكما كان معلما للإنشاد، فقد علّم التلحين لكثيرين، منهم محمد عبد أحمد، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأسمهان.
ويذكر أن ملك مصر فؤاد الأول عقد عام 1930 مؤتمرا عربيا لتوحيد المقامات الموسيقية، وكان معظم حضوره من المشايخ المصريين، وعلى رأسهم الشيخ علي محمود.
وعرف الشيخ طه الفشني المعروف بصوته الحسن، وقد كان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان قارئ مسجد السيدة سكينة منذ عام 1940م إلى وفاته، وكان الملك فاروق يداوم على حضور حلقاته.
وقد ولد الشيخ الفيومي كفيفا عام 1905، وأوتي حنجرة قوية وأذنا موسيقية، وتعلم القرآن ودرس في الأزهر، فنشأ متقنا لعلم المقامات والإنشاد الديني، وعمل مؤذنا لجامع الحسين، خلفا للشيخ علي محمود. وقد ظهر في فيلم 'عزيزة' (1954) وفيلم 'رصيف نمرة خمسة' (1956).
نصر الدين طوبار.. نجاح بعد طرق متكرر لأبواب الإذاعة
وُلد الشيخ نصر الدين طوبار عام 1920، وتوفي عام 1986، وقد بدأ حياته في الكتاتيب، كمعظم المنشدين والمقرئين المصريين، فتميز صوته بالدفء والإحساس المرهف، ومع ذلك فقد فشل في الالتحاق بالإذاعة 6 مرات متتالية، وفي المرة السادسة قال راثيا نفسه:
بكَ أستجيرُ فمن يجيرُ سواكَا .. فأجر ضعيفا يحتمي بحِماكا
إني ضعيفٌ أستعينُ على قُوى .. ذَنبي ومَعصِيَتي ببعضِ قُواكا
أذنبتُ يا ربي وآذتنـي ذُنو .. بي، ما لَهـا مـن غافر إلّاكَا
لكنه عاد ونجح في المرة السابعة، وأصبح من كبار المنشدين في مصر والعالم الإسلامي. وله عشرات الابتهالات الرائعة، أبرزها 'أشرق الحق'.
وكانت له أعمال مع كبار الشعراء، منهم أديب القارة الهندية وشاعرها محمد إقبال الباكستاني، الذي أنشد له طوبار قصيدة في مدح السيدة فاطمة الزهراء، ناهيك عن أكثر من 200 ابتهال وموشح ديني.
كما يعد النقشبندي من أبرز المنشدين المصريين، وارتبط اسمه بليالي رمضان ولحظات الإفطار، وله أعمال عظيمة مع كبار الملحنين في مصر، ومنهم سيد مكاوي، وزكريا أحمد، وغيرهما، إضافة إلى أعمال مع المنشد السوري توفيق المنجد.
ثورة الأشرطة
كان ظهور شرائط الكاسيت في النصف الثاني من القرن العشرين نقطة تحول في تاريخ الابتهالات والتواشيح الدينية، فقد حسّن جودة الأداء، ووسع نطاق التسويق، وعزز التجربة الوجدانية، ووسع دائرة الانتشار العالمي. ومع أن بعض الناس رأوا أن الشريط أقل روحية من البث الحي، فإنه بلا شك خلّد أعمال كبار المنشدين، وحفظها للأجيال القادمة.
كان الأداء المباشر قبل ظهور شرائط الكاسيت هو الوسيلة الأساسية لتقديم الابتهالات والتواشيح، سواء في المساجد أو الإذاعات الرسمية، فأصبح المنشدون يعتمدون على التفاعل المباشر مع الجمهور.
ومع انتشار الأشرطة، تغير أسلوب الأداء فأصبح أكثر دقة وتحريرا، وأُتيح للمنشدين إعادة التسجيل حتى الوصول إلى الأداء المثالي بلا أخطاء، فتحسنت الجودة الصوتية، كما سُمح للشريط بإدخال المؤثرات الصوتية البسيطة، مثل الصدى والتوازن الصوتي، مما أضفى طابعا جديدا على بعض التسجيلات.
وقد اتجه الشيخ سيد النقشبندي في بعض تسجيلاته إلى تطوير أدائه، ليتناسب مع التسجيلات الحديثة، كما يظهر في ابتهاله 'مولاي.. إني ببابك'، التي سجلها في إستوديوهات الإذاعة، وأعيد إنتاجها بشكل يتناسب مع تقنيات الصوت الجديدة.
أسهم الشريط في جعل الابتهالات منتجا تجاريا يباع في الأسواق، فبدأت شركات الإنتاج تسجل أعمال المنشدين وتوزعها على نطاق واسع، وظهر منشدون مستقلون لم يكونوا مرتبطين بالإذاعة الرسمية، منهم الشيخ طه الفشني، الذي شقت تسجيلاته غير الرسمية طريقها إلى الجمهور عبر الشريط.
وقد أصبح ممكنا إعادة إنتاج الابتهالات وبيعها في عدة أشكال، منها إصدارات متنوعة من نفس الابتهال بموسيقى خلفية أو بدونها، كما فعلت بعض شركات الإنتاج مع تسجيلات الشيخ نصر الدين طوبار.
تسجيلات تفقد جانبها العفوي وتخلد أصحابها
أدى انتشار الشريط إلى تغيير طريقة تفاعل الجمهور مع الابتهالات والتواشيح، فلم تعد تجربة الاستماع مقصورة على الأماكن الدينية والمناسبات الخاصة، بل أصبح بإمكان المستمع أن يعيش التجربة الروحية في أي وقت وأي مكان.
ورأى بعض المستمعين رأوا أن التسجيلات الحديثة أفقدت الابتهالات جانبها العفوي والوجداني، فقد كان للأداء الحي طابع مميز يرتبط بالموقف الذي يُؤدى فيه، لكن شرائط الكاسيت أتاحت الفرصة للإنصات المتأمل والمتكرر، فتعمّق الارتباط الروحي لدى المستمعين، لا سيما مع الابتهالات التي تحمل معاني وجدانية قوية، مثل 'يا مالك الملك' للشيخ سيد النقشبندي.
وساعدت شرائط الكاسيت في انتشار الابتهالات والتواشيح الدينية خارج حدود الدول العربية، فوصلت تسجيلات كبار المنشدين للجاليات المسلمة في أوروبا وأمريكا وآسيا، وأصبح ممكنا أن يسمع المسلمون في ماليزيا أو إندونيسيا وحتى في المهاجر الأوروبية ابتهالات الشيخ محمد عمران، والشيخ نصر الدين طوبار، وهو أمر لم يكن ممكنا قبل ظهور الشريط.
كما وثقت شركات الإنتاج عددا من التواشيح القديمة وأعادت توزيعها، فحفظت التراث الصوتي من الاندثار، وانتشرت تسجيلات الشيخ سيد النقشبندي في دول منها باكستان وتركيا، فاستخدمت بعض مقاطع ابتهالاته في المهرجانات الدينية هناك.
الابتهالات الرقمية.. جسر تفاعلي مع الجمهور
شهدت الابتهالات تطورات كبيرة مع ظهور الملفات الصوتية الرقمية 'إم بي 3″، والأقراص (CD)، ومنصات الفيديو مثل يوتيوب، فأضافت أبعادا جديدة في الأداء والتسويق والتفاعل الجماهيري والانتشار العالمي.
وأتاحت تقنية 'إم بي 3' تسجيل الابتهالات والتواشيح بجودة عالية بلا حاجة إلى إستوديوهات متخصصة، فمنحت الفرصة لمواهب جديدة لم كن لها قدرة على تسجيل أعمالها في السابق، وسمح هذا بتسجيل الابتهالات بأداء أكثر نقاء مع تقنيات مزج الصوت، مثل إضافة صدى صوتي أو إعادة تعديل الطبقات الصوتية.
ويظهر ذلك واضحا في الابتهالات القديمة، ومنها 'مولاي إني ببابك' لسيد النقشبندي، وقد أعيدت معالجتها بجودة رقمية، وأتيحت في صيغة ملفات 'إم بي 3″، مما ساعد في استمرار انتشارها بعد مرور عدة عقود.
ومكّنت الملفات الصوتية الرقمية المستمعين من تحميل الابتهالات بسهولة على أجهزتهم المحمولة، ومشاركتها عبر تطبيقات المراسلة.
ولم يعد سماع الابتهالات مرتبطا بشراء شريط كاسيت أو أسطوانة، بل أصبح متاحا في أي وقت عبر منصات الموسيقى، مثل 'ساوند كلاود' و'آي تيونز'.
ولم يكن تأثير ظهور الأقراص أقل من الملفات الرقمية، فقد ازدادت جودة التسجيل، وقدمت نقاء صوتيا أعلى مقارنة بالأشرطة، وبدأت شركات الإنتاج تقدم ألبومات كاملة، تضم مجموعة متنوعة من الابتهالات والتواشيح، مما منح المستمع تجربة أكثر تنوعا، ومنها ألبومات الشيخ طه الفشني، التي أُعيد إنتاجها على أسطوانات مدمجة، وحُسّنت جودتها وأعيد توزيعها في الأسواق الحديثة.
وبدأت بعض شركات الإنتاج تعامل الابتهالات على أنها محتوى تجاري، فأُعيد تسجيل بعض التواشيح بأسلوب يناسب طبيعة السوق، وأضيفت لها خلفيات موسيقية، أبرزها ألبوم 'إلى الله' للمنشد عبد الرحمن محمد، الذي أعاد تقديم الابتهالات العتيقة بتوزيع موسيقي عصري، يناسب جمهور الشباب.
لكن الأثر الأهم والأكبر هو توثيق الابتهالات والتواشيح القديمة وإعادة إحيائها للأجيال الجديدة، ولا سيما تواشيح الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران على أسطوانات رقمية مدمجة للحفاظ عليها من التلف الذي كان يصيب أشرطة الكاسيت القديمة.
وساعد يوتيوب في دفع الابتهالات والتواشيح إلى الجمهور العالمي في أي وقت ومن أي مكان، بلا حاجة إلى شراء تسجيلات مادية، وأصبح المنشدون قادرين على بلوغ جمهور أوسع، من خلال نشر مقاطع فيديو من أدائهم، والتفاعل أكثر مع الجمهور عبر التعليقات.
وقد منح يوتيوب فرصة لمنشدين جدد بالظهور بلا حاجة إلى شركات إنتاج، فأصبح ممكنا تسجيل الابتهالات ونشرها بشكل مستقل، مما أدى لظهور مواهب جديدة.
الموسيقى والإنشاد.. تأثيرات تفسد الطابع الروحاني
يؤثر التوزيع الموسيقي تأثيرا كبيرا على روح الإنشاد، فيمكن أن يضيف لمسات جمالية تزيد التأثير الروحاني، لكنه قد يُفقد الإنشاد أصالته إذا لم يُستخدم بحذر. فالتوازن بين الحفاظ على روح الإنشاد، وإضافة لمسات موسيقية حديثة هو مفتاح تحقيق إنشاد ديني معاصر، لا يفقد جوهره الروحاني.
وكان الإنشاد الديني يعتمد في الأصل على الصوت البشري فقط، وفي بعض الأحيان يكون مصحوبا بإيقاع الدف. ومع دخول التوزيع الموسيقي، أصبح الإنشاد أكثر تعقيدا من حيث التوزيع الصوتي، مما أدى إلى تغيير أسلوب الأداء التقليدي.
جاء التأثير إيجابيا في تسجيلات الشيخ سيد النقشبندي، فقد كان صوته في التسجيلات الأصلية هو العنصر الأساسي في الأداء، لكن في التجارب الحديثة أضيفت خلفيات موسيقية، جعلت الابتهالات تبدو أكثر انسجاما مع الذوق المعاصر، لكنها في بعض الأحيان فقدت روحها الروحانية الأصلية.
ويبقى التوزيع الموسيقي مغامرة، فقد يثري حالة الإنشاد الوجدانية، لكنه قد يُضعف روحانية الأداء إذا لم يكن متوازنا، لأن بعض الألحان الموسيقية تزيد التأثير العاطفي، لكن بعضها الآخر يجعل الإنشاد أقرب إلى الغناء الدنيوي، مما يضعف عنصر الخشوع.
وعلى العكس تماما، تستخدم بعض الأناشيد الحديثة آلات منها الكمان والبيانو، بطريقة درامية تجعل الإنشاد يبدو أقرب إلى الأغاني العاطفية، مثل بعض أعمال الفرق الدينية المعاصرة التي تأثرت بالطابع الغربي.
وقد يؤدي التوزيع الموسيقي الحديث إلى فقدان الهوية التراثية في الإنشاد الديني، فيستبدل الأداء العربي التقليدي بإيقاعات عالمية غير متناسقة مع روح الإنشاد، وهو ما حدث مع إعادة توزيع بعض أعمال الشيخ طه الفشني والشيخ نصر الدين طوبار، بإضافة خلفيات موسيقية غربية، مما أدى إلى تغيير روح المديح التقليدي، وجعله يبدو كأنه موسيقى تصويرية لفيلم، أكثر منه ابتهالا دينيا.
أدت التكنولوجيا إلى تطور كبير في الأناشيد والابتهالات، فوسعت جمهورها وحسنت جودتها، لكنها أثارت تساؤلات حول مدى تأثير الموسيقى الرقمية والمؤثرات على روحانية هذا الفن. يبقى التحدي الرئيسي في تحقيق توازن بين الأصالة والتحديث، بحيث تحافظ الأناشيد على جوهرها الروحي، مع مواكبة متطلبات العصر الرقمي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

‫ وفد الأوقاف يشارك في «الدولية لكبار الحفاظ» بكرواتيا.. إشادة دولية بالدور القطري في المسابقات القرآنية
‫ وفد الأوقاف يشارك في «الدولية لكبار الحفاظ» بكرواتيا.. إشادة دولية بالدور القطري في المسابقات القرآنية

العرب القطرية

timeمنذ 2 أيام

  • العرب القطرية

‫ وفد الأوقاف يشارك في «الدولية لكبار الحفاظ» بكرواتيا.. إشادة دولية بالدور القطري في المسابقات القرآنية

الدوحة - العرب واصلت دولة قطر حضورها البارز في الساحة القرآنية الدولية، من خلال مشاركتها المتميزة في فعاليات المسابقة الأوروبية الدولية لحفظ القرآن الكريم (فئة كبار الحفاظ) في دورتها الثالثة، ومسابقة «جيل القرآن» في دورتها الرابعة، واللتين أُقيمتا في جمهورية كرواتيا خلال الفترة من 8 إلى 11 مايو الحالي، بتنظيم من المشيخة الإسلامية الكرواتية، وبالتعاون مع مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وترأس الوفد القطري السيد جاسم عبدالله العلي، مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وضم الوفد كلًا من السيد يوسف حسن الحمادي عضو لجنة التحكيم، والسيد محمد أحمد الحرم ممثل الدولة في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً. رمزية قرآنية في مركز إسلامي قطري بكرواتيا احتضن المركز الإسلامي الثقافي بمدينة رييكا الكرواتية، الذي تم تشييده بدعم من دولة قطر قبل أكثر من عقد من الزمان، فعاليات هذه المسابقة القرآنية الدولية، ليجسّد مرة أخرى حرص قطر على دعم وتعزيز حضور القيم الإسلامية من خلال العلم والمعرفة. وشهدت المسابقة مشاركة متسابقين من 20 دولة تمثل أوروبا وآسيا وأفريقيا، في أجواء قرآنية وإيمانية مميزة، حيث مثلت هذه المسابقة منصة عالمية لتلاقي القرّاء وتبادل الخبرات والتجارب في مجال حفظ وتجويد القرآن الكريم. وخلال حفل الافتتاح، أشاد مفتي كرواتيا الدكتور عزيز حسانوفتش، ومسؤولو المركز الإسلامي، بالدور الريادي الذي تلعبه دولة قطر في دعم المشاريع القرآنية حول العالم، وخصّوا بالشكر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعلى رأسها سعادة الوزير السيد غانم بن شاهين الغانم، لما تبذله من جهود في رعاية المسابقات القرآنية وتوفير سبل الدعم لإنجاحها، كما ثمنوا جهود السفارة القطرية في كرواتيا وحرصها على إنجاح المسابقة، والتي توجت بحضور سعادة السيدة أسماء بنت ناجي العامري سفير دولة قطر لدى كرواتيا لحفل افتتاح المسابقة. وتُعد المسابقة الدولية لفئة كبار الحفاظ حدثًا فريدًا من نوعه، إذ تركز على الحفاظ ممن تجاوزوا سن 35 عامًا، وتُعتبر إحدى المبادرات النادرة التي تمنح هذه الفئة منصة دولية للمنافسة، وهو ما يعزز من استمرار الارتباط بالقرآن الكريم في كافة مراحل العمر. أنشطة ثقافية وتكريم دولي للفائزين استمرت الجولات التنافسية على مدى يومين، تخللتها زيارات ثقافية ومجتمعية لتعزيز التبادل الحضاري، وقد توّجت المنافسات بفوز القارئ محمد عبدي من السويد بالمركز الأول، فيما حصل القارئ عثمان نجده من لبنان على المركز الثاني، وحل القارئ باري سليمان أبو بكر من غينيا في المركز الثالث. 300 طالب وطالبة بمسابقة «جيل القرآن». وفي اليوم التالي، أقيمت مسابقة «جيل القرآن» للأطفال والناشئة، بمشاركة نحو 300 طالب وطالبة من مختلف المدن الكرواتية، وشهدت إقبالًا واسعًا واهتمامًا ملحوظًا من العائلات والمجتمع المحلي، ضمن حفل احتفالي تخللته تلاوات قرآنية وأناشيد وأنشطة تعليمية وتربوية. وتأتي هذه المشاركة ضمن سلسلة من المبادرات التي تقوم بها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، لتعزيز مكانة القرآن الكريم عالميًا، وترسيخ حضوره في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، من خلال دعم المسابقات الدولية والمراكز القرآنية والمناهج التعليمية، بما يعكس التزام دولة قطر برؤية إيمانية وإنسانية تستهدف الأجيال الحالية والمستقبلية. ويؤكد الحضور القطري النشط في الفعاليات القرآنية الدولية، على مكانة مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم كمنصة عالمية مرموقة للتعاون مع المسابقات القرآنية في مختلف دول العالم، مما يعزز من التقارب بين الشعوب تحت مظلة كتاب الله، ويعكس ريادة قطر في خدمة القرآن وأهله. الجدير بالذكر أن الدول المشاركة في المسابقة الأوروبية الدولية لحفظ القرآن الكريم (فئة كبار الحفاظ) في دورتها الثالثة هي: (كرواتيا، قطر، البوسنة والهرسك، مقدونيا الشمالية، صربيا، الجزائر، تركيا، غينيا، السويد، بنغلاديش، لبنان، تونس، فنلندا، باكستان، ألمانيا، بلجيكا، إسبانيا، البانيا، بريطانيا، وكوسوفو).

‫ معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي
‫ معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي

العرب القطرية

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي

تولي دولة قطر القطاع الثقافي، أهمية كبيرة باعتباره أحد الجوانب التي تسهم في تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعده بوابة ودبلوماسية ناعمة للتقريب بين الشعوب، والتعرف عن قرب بين الجانبين. وفي هذا السياق، يعد "معهد قطر أمريكا للثقافة"، الذي تأسس عام 2017، في منطقة "دوبونت سيركل" بواشنطن، سفيرا دائما للثقافة بين الولايات المتحدة وقطر. ورغم أنه لم يتجاوز عقده الأول منذ تأسيسه، أصبح المعهد، صرحا ثقافيا قطريا شامخا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حمل على عاتقه إثراء التبادل الثقافي والتعليمي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية على مدى السنوات الأخيرة. ورغم وجود مؤسسات عربية ودولية أخرى في واشنطن، إلا أن "معهد قطر أمريكا للثقافة"، يبقى الوحيد من نوعه كونه يحتفي باسم قطر، ويمثل المجتمع القطري، بالإضافة إلى كونه منظمة ناشئة غير ربحية ذات نفع عام، وأضحى من المعالم والرموز الثقافية المعروفة في العاصمة واشنطن، مع زيادة متنامية لرواده كل عام. ويوفر المعهد، بيئة فريدة للتجارب التفاعلية الشاملة للاحتفاء بالفن والثقافة من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية، والبحث العلمي والشراكات الثقافية، كما أصبح مركزا أساسيا في جمع الفنانين وخبراء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن إلى جميع الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم، إذ استطاع خلال ثلاث سنوات تكوين مجتمع لأكثر من 15 ألف فرد يؤمن برسالته ويتمتع بفعالياته. تم تأسيس المعهد تحت رسالة وقيادة قطرية وأمريكية، وبدعم من سفارة دولة قطر بواشنطن، ليكون منظمة مستقلة تحمل اسم ورؤية قطر، وتعنى بالتبادل الثقافي والتعليمي وبناء المجتمع ما بين قطر والولايات المتحدة، حتى أصبح أحد أهم البيوت الثقافية والفنية العربية بالعاصمة الأمريكية، نظرا لقيامه بدور جلي في إبراز الضيافة والثقافة في قطر ودول الجوار. وحمل المعهد والقائمون عليه، على عاتقهم، جملة أهداف من أجل تحقيقها، من أهمها: زيادة الحوار والوعي والفهم لدى المجتمع الأمريكي عن قطر كدولة وشعب وثقافة، وذلك بالنظر للهوية القطرية بجانبيها العربي والإسلامي والتي تعد القاسم المشترك مع المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، نظرا لكون المعهد، من أهم المعالم العربية في الولايات المتحدة، حيث يساهم بقدر لا يستهان به في زيادة إقبال واهتمام المجتمع الأمريكي بالثقافة العربية والإسلامية من خلال خلق بيئة مضيافة إيجابية لبناء الحوار، وطرح التساؤلات، وخوض التجربة بالتركيز على القواسم المشتركة ما بين مختلف الثقافات والتي من شأنها تغيير الصور النمطية عن العالمين العربي والإسلامي. ومن أجل ذلك، قام المعهد بإنشاء دار للأفلام العربية بالشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام لعرض أفلام تعنى بدولة قطر والشرق الأوسط، واستضافة معرض فني بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ركز على نصوص حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وما يوازيها في القرآن والسنة، وإدراج اللغة العربية ضمن اللغات المعترف بها لمنصة البيت الأبيض، والذي يتيح لزوار البيت الأبيض إمكانية القراءة باللغة العربية. كما يوفر منحا وفرص إقامة فنية لفنانين ناشئين بالولايات المتحدة وقطر حتى يسهم بتمثيل وتمكين الفنانين ماديا. ويسعى المعهد إلى نسج التعاون مع مؤسسات ثقافية ومتاحف كثيرة تواصلت معه بهدف إتاحة اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية، واستطاع، في فترة وجيزة وبموارد بسيطة، أن يستقطب آلاف الزوار بشكل سنوي، وتكوين علاقات راسخة مع مختلف الفئات على الصعيد الحكومي وغير الحكومي والتي تنظر له "أي المعهد" على أنه بوابة للثقافة العربية والإسلامية. ومن أجل ربط التواصل مع المؤسسات في الوطن، حتى يبقى على اطلاع بما يجري في البلد، عقد المعهد مع مؤسسة قطر تعاونا وذلك باستضافة معرض تعليمي ركز على اللغة والثقافة العربية، حيث تنقل هذا المعرض لعدة جامعات ذات دخل اقتصادي وتنوع عرقي محدود في الولايات المتحدة مما أسهم بالتعريف باللغة العربية ودولة قطر لجمهور جديد قد لا تتسنى له فرصة الاطلاع على لغة أو ثقافة مختلفة، فضلا عن تعاونه مع جهات أخرى من أجل دعم برامجه ومشاريعه الثقافية، من قبل سفارة دولة قطر بواشنطن و"قطر للسياحة" واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومتاحف قطر، والخطوط الجوية القطرية، ومتحف متروبوليتان للفنون "ميت"، ومتحف سميثسونيان، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، وغاليري المرخية، وغاليري الحوش، وغيرها. ويعتبر "معهد قطر أمريكا للثقافة" امتدادا طبيعيا وموروثا للعام الثقافي "قطر ـ أمريكا 2021"، كما أنه يجسد الرؤية الوطنية للمكانة المرموقة والمضيافة لقطر، ويعكس رؤية قطر الوطنية 2030 بدعم الركيزة الاجتماعية للتعامل والتفاعل مع المجتمعات الدولية المختلفة خاصة مع المجتمع الأمريكي، حيث استضاف فعالية "كاليجرافيتي" والتي استمرت طوال عام 2021، وهي عبارة عن تركيبات فن الشارع في عدد من المدن تمزج بين الخط واللغة العربية، إلى جانب تبادل وصفات الحلويات "ربيع 2021"، حيث واجه الطهاة من كلا البلدين تحديا لصنع حلويات تقليدية من قطر والولايات المتحدة، وكذلك معرض درر العجائب "خريف 2021"، وإقامة جاليري فيرر للفنون، وجاليري آرثر أم ساكلر، ومتحف سميثسونيان الوطني للفن الآسيوي في العاصمة واشنطن، وتنظيم معرض منسوجات استثنائية من مجموعة متحف الفن الإسلامي في واشنطن، بالإضافة إلى عروض سينمائية في الهواء الطلق حول التبادل الثقافي في الصحراء "خريف 2021"، وكذلك سباق السيارات في الصحراء "ربيع ‏" خريف 2021"، والفعالية السينمائية صنع في قطر "نوفمبر 2021"، وأقيم البرنامج في جميع أنحاء الولايات المتحدة على مدار العام 2021. وخلال احتفالات البلدين بمرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما، نظم المعهد العديد من الفعاليات على الرغم من أن تلك الفترة كانت قد شهدت قيودا في التنقلات نظرا لانتشار جائحة كورونا "كوفيد-19" حول العالم وما تبعه من قيود واحترازات، وارتكز العام الثقافي قطر- أمريكا 2021 على العلاقات الدبلوماسية الودية التي تربط بين البلدين منذ عام 1972. جدير بالذكر، أن معهد قطر أمريكا للثقافة، منظمة غير ربحية مستقلة تقوم بإنشاء وتنفيذ البرامج والأبحاث التي تبرز جميع أشكال الفن والثقافة في المجتمع، ويقوم المعهد برعاية التعبير الفني وتعزيز الحوار الثقافي من الولايات المتحدة ودولة قطر والعالمين العربي والإسلامي. كما يعد معهدا أساسيا في جمع الفنانين وأمناء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن العاصمة إلى كل أنحاء العالم. ويوفر المعهد تجارب تفاعلية في بيئة شاملة للاحتفال بالفن والثقافة وتقديرهما من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية والبحث العلمي والشراكات الثقافية.

‫ حمد الحبابي لـ «العرب»: «دخان الوصايا» دفاع عن الهوية بعمق وإنسانية
‫ حمد الحبابي لـ «العرب»: «دخان الوصايا» دفاع عن الهوية بعمق وإنسانية

العرب القطرية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ حمد الحبابي لـ «العرب»: «دخان الوصايا» دفاع عن الهوية بعمق وإنسانية

محمد عابد جرى أمس تدشين رواية «دخان الوصايا» للكاتب حمد سعود الحبابي ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب. وقال الكاتب حمد الحبابي في تصريحات لـ «العرب» إن الرواية تدور حول شخصية راكان الحفيد المميز الذي رباه جده منذ الطفولة على القيم العربية النابعة من القرآن والسنة النبوية وعند وفاة الجد يجد راكان نفسه في رحلة تحديات وصراعات للمحافظة على وحدة العائلة وخلال الرحلة يلتقي شوق التي أكملت معه رحلة الصراع وتبدأ المفاجآت والصدمات تتوالى دون أن ينكسر راكان أو يتهاوى. وعن دلالة اسم الرواية «دخان الوصايا» قال إنه يحمل بُعدًا رمزيًا يتقاطع فيه الغموض مع الإرث لأن الدخان يوحي بشيء يتلاشى، ولم يعد بالإمكان الإمساك به، تمامًا كما تتبخر القيم حين لا تجد من يحملها، أما 'الوصايا'، فهي تمثل الإرث الأخلاقي والفكري الذي يُراد له أن يُورّث، ولذا فالعنوان يعكس صراعًا بين ما نرثه وما نخسره في زحمة التغيرات، منوها بأن الرواية هي الجزء الأول من سلسلة روائية، تتكون من ثلاثية تهدف إلى استكشاف مراحل متعددة من التحول الفردي والمجتمعي، وسوف تكمل الأجزاء القادمة مسار الشخصيات وتكشف خيوط الماضي والمستقبل المتشابكة. وحول دلالة أسماء الشخصيات قال الحبابي اخترت أسماءً تحمل دلالة رمزية وإنسانية تتجاوز الإطار الجغرافي. فراكان' اسم فيه ثبات وهيبة، و'شوق' يعكس الحنين والدافع الروحي. أردت أن تكون الشخصيات قريبة من كل قارئ عربي، لا تحدها بيئة معينة، بل تعيش في ضمير الأمة كلها. وأضاف أن الرواية تعالج الفترة الزمنية الحالية، لكنها لا تقدمها كتسجيل مباشر للأحداث، بل تستخدمها كخلفية تعكس التغيرات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الفرد اليوم. من خلال رحلة راكان وصراعاته، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكن للشاب العربي أن يتفاعل مع العالم المتسارع دون أن يفقد جذوره؟ الزمن هنا ليس مجرد إطار للأحداث، بل أداة لاستكشاف التحولات العميقة التي تطرأ على الهوية والارتباط بالقيم الأصيلة. وأكد الكاتب أن الرسالة الأهم لـ «دخان الوصايا» هي أن القيم الأصيلة ليست عبئًا في زمن التغير، بل هي الدرع الذي نحتمي به، وأنه بإمكان الشاب العربي مواجهة التحديات دون أن يتخلى عن هويته، وأن الصمود لا يعني الجمود، بل الثبات على المبادئ رغم العواصف، مشيرا إلى أن الجد في الرواية هو أكثر من شخصية؛ فهو تمثيل لجيل مضى ترك أثره في القلوب والعقول، وأردت من خلال التأكيد على أن الأجداد لا يموتون فعليًا، بل يعيشون فينا إن حفظنا وصاياهم. هو نموذج للرجل العربي المسلم الذي ربّى على الحكمة، والصبر، والتقوى، وقد مثّل في الرواية الجذر الثابت الذي يستند إليه راكان. وردا على سؤال حول رسالة الأدب في التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية قال إن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة للدفاع عن الهوية بشكل عميق وإنساني، فإننا نُثبت وجودنا الثقافي والحضاري. أنا أؤمن أن الرواية يمكن أن تكون درعًا ناعمة، لكنها قوية في وجه الذوبان والاغتراب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store