
حمد الحبابي لـ «العرب»: «دخان الوصايا» دفاع عن الهوية بعمق وإنسانية
محمد عابد
جرى أمس تدشين رواية «دخان الوصايا» للكاتب حمد سعود الحبابي ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب. وقال الكاتب حمد الحبابي في تصريحات لـ «العرب» إن الرواية تدور حول شخصية راكان الحفيد المميز الذي رباه جده منذ الطفولة على القيم العربية النابعة من القرآن والسنة النبوية وعند وفاة الجد يجد راكان نفسه في رحلة تحديات وصراعات للمحافظة على وحدة العائلة وخلال الرحلة يلتقي شوق التي أكملت معه رحلة الصراع وتبدأ المفاجآت والصدمات تتوالى دون أن ينكسر راكان أو يتهاوى.
وعن دلالة اسم الرواية «دخان الوصايا» قال إنه يحمل بُعدًا رمزيًا يتقاطع فيه الغموض مع الإرث لأن الدخان يوحي بشيء يتلاشى، ولم يعد بالإمكان الإمساك به، تمامًا كما تتبخر القيم حين لا تجد من يحملها، أما 'الوصايا'، فهي تمثل الإرث الأخلاقي والفكري الذي يُراد له أن يُورّث، ولذا فالعنوان يعكس صراعًا بين ما نرثه وما نخسره في زحمة التغيرات، منوها بأن الرواية هي الجزء الأول من سلسلة روائية، تتكون من ثلاثية تهدف إلى استكشاف مراحل متعددة من التحول الفردي والمجتمعي، وسوف تكمل الأجزاء القادمة مسار الشخصيات وتكشف خيوط الماضي والمستقبل المتشابكة.
وحول دلالة أسماء الشخصيات قال الحبابي اخترت أسماءً تحمل دلالة رمزية وإنسانية تتجاوز الإطار الجغرافي. فراكان' اسم فيه ثبات وهيبة، و'شوق' يعكس الحنين والدافع الروحي. أردت أن تكون الشخصيات قريبة من كل قارئ عربي، لا تحدها بيئة معينة، بل تعيش في ضمير الأمة كلها.
وأضاف أن الرواية تعالج الفترة الزمنية الحالية، لكنها لا تقدمها كتسجيل مباشر للأحداث، بل تستخدمها كخلفية تعكس التغيرات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الفرد اليوم. من خلال رحلة راكان وصراعاته، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكن للشاب العربي أن يتفاعل مع العالم المتسارع دون أن يفقد جذوره؟ الزمن هنا ليس مجرد إطار للأحداث، بل أداة لاستكشاف التحولات العميقة التي تطرأ على الهوية والارتباط بالقيم الأصيلة.
وأكد الكاتب أن الرسالة الأهم لـ «دخان الوصايا» هي أن القيم الأصيلة ليست عبئًا في زمن التغير، بل هي الدرع الذي نحتمي به، وأنه بإمكان الشاب العربي مواجهة التحديات دون أن يتخلى عن هويته، وأن الصمود لا يعني الجمود، بل الثبات على المبادئ رغم العواصف، مشيرا إلى أن الجد في الرواية هو أكثر من شخصية؛ فهو تمثيل لجيل مضى ترك أثره في القلوب والعقول، وأردت من خلال التأكيد على أن الأجداد لا يموتون فعليًا، بل يعيشون فينا إن حفظنا وصاياهم. هو نموذج للرجل العربي المسلم الذي ربّى على الحكمة، والصبر، والتقوى، وقد مثّل في الرواية الجذر الثابت الذي يستند إليه راكان.
وردا على سؤال حول رسالة الأدب في التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية قال إن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة للدفاع عن الهوية بشكل عميق وإنساني، فإننا نُثبت وجودنا الثقافي والحضاري. أنا أؤمن أن الرواية يمكن أن تكون درعًا ناعمة، لكنها قوية في وجه الذوبان والاغتراب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 5 أيام
- العرب القطرية
معهد قطر أمريكا للثقافة.. صرح قطري شامخ لإثراء التبادل الثقافي القطري- الأمريكي
تولي دولة قطر القطاع الثقافي، أهمية كبيرة باعتباره أحد الجوانب التي تسهم في تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعده بوابة ودبلوماسية ناعمة للتقريب بين الشعوب، والتعرف عن قرب بين الجانبين. وفي هذا السياق، يعد "معهد قطر أمريكا للثقافة"، الذي تأسس عام 2017، في منطقة "دوبونت سيركل" بواشنطن، سفيرا دائما للثقافة بين الولايات المتحدة وقطر. ورغم أنه لم يتجاوز عقده الأول منذ تأسيسه، أصبح المعهد، صرحا ثقافيا قطريا شامخا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حمل على عاتقه إثراء التبادل الثقافي والتعليمي بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية على مدى السنوات الأخيرة. ورغم وجود مؤسسات عربية ودولية أخرى في واشنطن، إلا أن "معهد قطر أمريكا للثقافة"، يبقى الوحيد من نوعه كونه يحتفي باسم قطر، ويمثل المجتمع القطري، بالإضافة إلى كونه منظمة ناشئة غير ربحية ذات نفع عام، وأضحى من المعالم والرموز الثقافية المعروفة في العاصمة واشنطن، مع زيادة متنامية لرواده كل عام. ويوفر المعهد، بيئة فريدة للتجارب التفاعلية الشاملة للاحتفاء بالفن والثقافة من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية، والبحث العلمي والشراكات الثقافية، كما أصبح مركزا أساسيا في جمع الفنانين وخبراء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن إلى جميع الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم، إذ استطاع خلال ثلاث سنوات تكوين مجتمع لأكثر من 15 ألف فرد يؤمن برسالته ويتمتع بفعالياته. تم تأسيس المعهد تحت رسالة وقيادة قطرية وأمريكية، وبدعم من سفارة دولة قطر بواشنطن، ليكون منظمة مستقلة تحمل اسم ورؤية قطر، وتعنى بالتبادل الثقافي والتعليمي وبناء المجتمع ما بين قطر والولايات المتحدة، حتى أصبح أحد أهم البيوت الثقافية والفنية العربية بالعاصمة الأمريكية، نظرا لقيامه بدور جلي في إبراز الضيافة والثقافة في قطر ودول الجوار. وحمل المعهد والقائمون عليه، على عاتقهم، جملة أهداف من أجل تحقيقها، من أهمها: زيادة الحوار والوعي والفهم لدى المجتمع الأمريكي عن قطر كدولة وشعب وثقافة، وذلك بالنظر للهوية القطرية بجانبيها العربي والإسلامي والتي تعد القاسم المشترك مع المجتمعات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، نظرا لكون المعهد، من أهم المعالم العربية في الولايات المتحدة، حيث يساهم بقدر لا يستهان به في زيادة إقبال واهتمام المجتمع الأمريكي بالثقافة العربية والإسلامية من خلال خلق بيئة مضيافة إيجابية لبناء الحوار، وطرح التساؤلات، وخوض التجربة بالتركيز على القواسم المشتركة ما بين مختلف الثقافات والتي من شأنها تغيير الصور النمطية عن العالمين العربي والإسلامي. ومن أجل ذلك، قام المعهد بإنشاء دار للأفلام العربية بالشراكة مع مؤسسة الدوحة للأفلام لعرض أفلام تعنى بدولة قطر والشرق الأوسط، واستضافة معرض فني بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ركز على نصوص حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وما يوازيها في القرآن والسنة، وإدراج اللغة العربية ضمن اللغات المعترف بها لمنصة البيت الأبيض، والذي يتيح لزوار البيت الأبيض إمكانية القراءة باللغة العربية. كما يوفر منحا وفرص إقامة فنية لفنانين ناشئين بالولايات المتحدة وقطر حتى يسهم بتمثيل وتمكين الفنانين ماديا. ويسعى المعهد إلى نسج التعاون مع مؤسسات ثقافية ومتاحف كثيرة تواصلت معه بهدف إتاحة اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية، واستطاع، في فترة وجيزة وبموارد بسيطة، أن يستقطب آلاف الزوار بشكل سنوي، وتكوين علاقات راسخة مع مختلف الفئات على الصعيد الحكومي وغير الحكومي والتي تنظر له "أي المعهد" على أنه بوابة للثقافة العربية والإسلامية. ومن أجل ربط التواصل مع المؤسسات في الوطن، حتى يبقى على اطلاع بما يجري في البلد، عقد المعهد مع مؤسسة قطر تعاونا وذلك باستضافة معرض تعليمي ركز على اللغة والثقافة العربية، حيث تنقل هذا المعرض لعدة جامعات ذات دخل اقتصادي وتنوع عرقي محدود في الولايات المتحدة مما أسهم بالتعريف باللغة العربية ودولة قطر لجمهور جديد قد لا تتسنى له فرصة الاطلاع على لغة أو ثقافة مختلفة، فضلا عن تعاونه مع جهات أخرى من أجل دعم برامجه ومشاريعه الثقافية، من قبل سفارة دولة قطر بواشنطن و"قطر للسياحة" واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومتاحف قطر، والخطوط الجوية القطرية، ومتحف متروبوليتان للفنون "ميت"، ومتحف سميثسونيان، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، وغاليري المرخية، وغاليري الحوش، وغيرها. ويعتبر "معهد قطر أمريكا للثقافة" امتدادا طبيعيا وموروثا للعام الثقافي "قطر ـ أمريكا 2021"، كما أنه يجسد الرؤية الوطنية للمكانة المرموقة والمضيافة لقطر، ويعكس رؤية قطر الوطنية 2030 بدعم الركيزة الاجتماعية للتعامل والتفاعل مع المجتمعات الدولية المختلفة خاصة مع المجتمع الأمريكي، حيث استضاف فعالية "كاليجرافيتي" والتي استمرت طوال عام 2021، وهي عبارة عن تركيبات فن الشارع في عدد من المدن تمزج بين الخط واللغة العربية، إلى جانب تبادل وصفات الحلويات "ربيع 2021"، حيث واجه الطهاة من كلا البلدين تحديا لصنع حلويات تقليدية من قطر والولايات المتحدة، وكذلك معرض درر العجائب "خريف 2021"، وإقامة جاليري فيرر للفنون، وجاليري آرثر أم ساكلر، ومتحف سميثسونيان الوطني للفن الآسيوي في العاصمة واشنطن، وتنظيم معرض منسوجات استثنائية من مجموعة متحف الفن الإسلامي في واشنطن، بالإضافة إلى عروض سينمائية في الهواء الطلق حول التبادل الثقافي في الصحراء "خريف 2021"، وكذلك سباق السيارات في الصحراء "ربيع " خريف 2021"، والفعالية السينمائية صنع في قطر "نوفمبر 2021"، وأقيم البرنامج في جميع أنحاء الولايات المتحدة على مدار العام 2021. وخلال احتفالات البلدين بمرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما، نظم المعهد العديد من الفعاليات على الرغم من أن تلك الفترة كانت قد شهدت قيودا في التنقلات نظرا لانتشار جائحة كورونا "كوفيد-19" حول العالم وما تبعه من قيود واحترازات، وارتكز العام الثقافي قطر- أمريكا 2021 على العلاقات الدبلوماسية الودية التي تربط بين البلدين منذ عام 1972. جدير بالذكر، أن معهد قطر أمريكا للثقافة، منظمة غير ربحية مستقلة تقوم بإنشاء وتنفيذ البرامج والأبحاث التي تبرز جميع أشكال الفن والثقافة في المجتمع، ويقوم المعهد برعاية التعبير الفني وتعزيز الحوار الثقافي من الولايات المتحدة ودولة قطر والعالمين العربي والإسلامي. كما يعد معهدا أساسيا في جمع الفنانين وأمناء المتاحف ورواة القصص والمبدعين والعلماء والأكاديميين وربطهم بشبكة عالمية تمتد من مقره في واشنطن العاصمة إلى كل أنحاء العالم. ويوفر المعهد تجارب تفاعلية في بيئة شاملة للاحتفال بالفن والثقافة وتقديرهما من خلال المعارض الفنية والبرامج التعليمية والبحث العلمي والشراكات الثقافية.


العرب القطرية
منذ 6 أيام
- العرب القطرية
حمد الحبابي لـ «العرب»: «دخان الوصايا» دفاع عن الهوية بعمق وإنسانية
محمد عابد جرى أمس تدشين رواية «دخان الوصايا» للكاتب حمد سعود الحبابي ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب. وقال الكاتب حمد الحبابي في تصريحات لـ «العرب» إن الرواية تدور حول شخصية راكان الحفيد المميز الذي رباه جده منذ الطفولة على القيم العربية النابعة من القرآن والسنة النبوية وعند وفاة الجد يجد راكان نفسه في رحلة تحديات وصراعات للمحافظة على وحدة العائلة وخلال الرحلة يلتقي شوق التي أكملت معه رحلة الصراع وتبدأ المفاجآت والصدمات تتوالى دون أن ينكسر راكان أو يتهاوى. وعن دلالة اسم الرواية «دخان الوصايا» قال إنه يحمل بُعدًا رمزيًا يتقاطع فيه الغموض مع الإرث لأن الدخان يوحي بشيء يتلاشى، ولم يعد بالإمكان الإمساك به، تمامًا كما تتبخر القيم حين لا تجد من يحملها، أما 'الوصايا'، فهي تمثل الإرث الأخلاقي والفكري الذي يُراد له أن يُورّث، ولذا فالعنوان يعكس صراعًا بين ما نرثه وما نخسره في زحمة التغيرات، منوها بأن الرواية هي الجزء الأول من سلسلة روائية، تتكون من ثلاثية تهدف إلى استكشاف مراحل متعددة من التحول الفردي والمجتمعي، وسوف تكمل الأجزاء القادمة مسار الشخصيات وتكشف خيوط الماضي والمستقبل المتشابكة. وحول دلالة أسماء الشخصيات قال الحبابي اخترت أسماءً تحمل دلالة رمزية وإنسانية تتجاوز الإطار الجغرافي. فراكان' اسم فيه ثبات وهيبة، و'شوق' يعكس الحنين والدافع الروحي. أردت أن تكون الشخصيات قريبة من كل قارئ عربي، لا تحدها بيئة معينة، بل تعيش في ضمير الأمة كلها. وأضاف أن الرواية تعالج الفترة الزمنية الحالية، لكنها لا تقدمها كتسجيل مباشر للأحداث، بل تستخدمها كخلفية تعكس التغيرات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الفرد اليوم. من خلال رحلة راكان وصراعاته، يُطرح سؤال جوهري: كيف يمكن للشاب العربي أن يتفاعل مع العالم المتسارع دون أن يفقد جذوره؟ الزمن هنا ليس مجرد إطار للأحداث، بل أداة لاستكشاف التحولات العميقة التي تطرأ على الهوية والارتباط بالقيم الأصيلة. وأكد الكاتب أن الرسالة الأهم لـ «دخان الوصايا» هي أن القيم الأصيلة ليست عبئًا في زمن التغير، بل هي الدرع الذي نحتمي به، وأنه بإمكان الشاب العربي مواجهة التحديات دون أن يتخلى عن هويته، وأن الصمود لا يعني الجمود، بل الثبات على المبادئ رغم العواصف، مشيرا إلى أن الجد في الرواية هو أكثر من شخصية؛ فهو تمثيل لجيل مضى ترك أثره في القلوب والعقول، وأردت من خلال التأكيد على أن الأجداد لا يموتون فعليًا، بل يعيشون فينا إن حفظنا وصاياهم. هو نموذج للرجل العربي المسلم الذي ربّى على الحكمة، والصبر، والتقوى، وقد مثّل في الرواية الجذر الثابت الذي يستند إليه راكان. وردا على سؤال حول رسالة الأدب في التأكيد على هويتنا العربية والإسلامية قال إن الأدب ليس ترفًا، بل وسيلة للدفاع عن الهوية بشكل عميق وإنساني، فإننا نُثبت وجودنا الثقافي والحضاري. أنا أؤمن أن الرواية يمكن أن تكون درعًا ناعمة، لكنها قوية في وجه الذوبان والاغتراب.


العرب القطرية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- العرب القطرية
وزيرة التربية والتعليم تكرّم الفائزين في النسخة الثانية من مسابقة 'اقرأ وارتقِ ورتل' للمدارس ورياض الأطفال الخاصة
الدوحة_العرب كرّمت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، الطلاب والطالبات الفائزين في النسخة الثانية من مسابقة 'اقرأ وارتقِ ورتل' للعام الأكاديمي 2024-2025، التي نظّمتها إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة بالوزارة بالتعاون مع مدرسة بيتا كامبريدج، وذلك في مبنى الوزارة الدائم، بحضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل الوزارة، والسيد عمر عبد العزيز النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص، والسيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، إلى جانب عدد من مسؤولي الوزارة، ومديري المدارس الخاصة، وأولياء الأمور. تهدف المسابقة إلى ترسيخ القيم الإسلامية في نفوس الطلبة وتحفيزهم على حفظ وتفسير كتاب الله تعالى ليكون منهجًا لحياتهم، بما يسهم في بناء شخصياتهم المتزنة، ويرتقي بمستوى تحصيلهم الأكاديمي من خلال تعزيز مهارات الحفظ والتركيز. كما تسعى إلى تنمية روح التنافس الإيجابي وتأهيل المشاركين لتمثيل دولة قطر في المسابقات الدولية. وفي كلمته خلال الحفل، أكد السيد عمر عبد العزيز النعمة أن المسابقة تمثل قيمة روحية وتربوية عالية، حيث اتخذت من القرآن الكريم محورها الأساسي، وكانت مصدرًا للخير والبركة، وأفرزت نماذج مشرّفة من الأبناء والبنات الذين جسّدوا القيم الإسلامية بأخلاقهم وأدائهم، وغرسوا في النفوس الطمأنينة والأمل بمستقبلٍ يحمل فيه الجيل كتاب الله ويتلوه حق تلاوته ويتخلق بأخلاقه. وأضاف أن قطاع التعليم الخاص يؤمن بأن التربية الأصيلة تنبع من القلب، وأن ما يُبنى على الإيمان والقرآن يظل ثابتًا لا تهزه التحديات، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير من الطلبة يعكس عمق الخير المتأصل في نفوسهم. من جهتها، أعربت الدكتورة رانية محمد، مدير إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة، عن فخرها بالمستوى الرفيع الذي أظهره الطلبة في الحفظ والتلاوة، وثمّنت الجهود الكبيرة التي بذلها أولياء الأمور والمدارس في دعم الطلبة وتشجيعهم، مؤكدة أن هذا التميز يعكس عمق الشراكة بين الأسرة والمؤسسة التعليمية، ويسلط الضوء على أهمية المبادرات التي تعزز القيم وتبني شخصية متزنة تستمد من القرآن سلوكها وقوتها في الحياة. أُقيمت المسابقة في الفترة من فبراير إلى مايو 2025، بمشاركة 1077 طالبًا وطالبة من 123 مدرسة وروضة خاصة، وقد بدأت التصفيات في 13 أبريل واستمرت حتى 1 مايو. وتنافس الطلبة في عدة مستويات وفروع شملت فرع 'القراءات العشر الصغرى' لحفظ القرآن الكريم كاملًا برواية من الروايات المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة (عدا رواية حفص عن عاصم)، مع إتقان أصول وفرش الرواية والتجويد، وحسن الصوت، والأداء المتقن، بالإضافة إلى تفسير سورة الإسراء كاملة. كما اشتملت على خمسة مستويات للحفظ: حفظ القرآن الكريم كاملًا، خمسة عشر جزءًا، عشرة أجزاء، خمسة أجزاء، وجزء (عم) لمرحلة الروضة والتمهيدي. وقد فاز بلقب 'تاج الوقار' الطالب علي محمد مصطفى فتح الله المكي من مدرسة الأندلس الثانوية الخاصة للبنين، بعد حصوله على المركز الأول في حفظ القرآن الكريم كاملًا، ليجسد بذلك نموذجًا مشرفًا للطلبة الحافظين لكتاب الله، المستنيرين بهديِه في مسيرتهم التربوية.