
الأسطورة ياسين بونو.. مفخرة العرب وأفريقيا
ولد بونو في الخامس من أبريل عام 1991 بمدينة مونتريال الكندية، لأبوين مغربيين من فاس، عاد مع أسرته إلى المغرب في طفولته، واستقر بالدار البيضاء، وهناك، بين أزقة المدينة وأحلام الطفولة، ولد شغفه بكرة القدم، حيث بدأ ملامسة المستديرة في ساحات الحي قبل أن يلتحق في عمر الثامنة بنادي الوداد الرياضي، سرعان ما لفت الأنظار بطوله اللافت وردود فعله السريعة، ليقرر مدربوه وضعه في مركز حراسة المرمى، وهو القرار الذي غير مجرى حياته.
من الوداد الرياضي بدأ الحارس الشاب كتابة أولى سطور مجده، ففاز مع الفريق الأحمر بالدوري المغربي موسم 2009-2010، وبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2011، في الثاني عشر من نوفمبر من نفس السنة، خاض أولى مبارياته الرسمية مع الوداد أمام 80 ألف مشجع في ملعب رادس ضد الترجي التونسي، ومن هناك بدأت الرحلة نحو القمة.
محطته التالية كانت أوروبا، وبالتحديد الدوري الإسباني، حيث أثبت جدارته مع جيرونا ثم مع إشبيلية، النادي الذي سيصنع معه مجده الأكبر، في الرابع من سبتمبر 2020، قام النادي الأندلسي بشراء عقد بونو نهائيا مقابل 4 ملايين يورو، بعد تألقه اللافت خلال فترة إعارته، وتم تمديد عقده حتى يونيو 2025 مع تحسين في بنوده، وفي فبراير 2021، دخل التاريخ بعدما حافظ على نظافة شباكه في "الليغا" لمدة 528 دقيقة متواصلة، محطما رقم الحارس البرتغالي بيتو.
لحظات بونو الذهبية لا تُعد ولا تُحصى، لكن لعل أبرزها كان خلال مواجهة مانشستر يونايتد في نصف نهائي الدوري الأوروبي 2023، حيث تألق بشكل أسطوري، بعد اللقاء، وفي بطولة الدوري الأوروبي 2020، كان أحد الأعمدة التي ساهمت في تتويج إشبيلية باللقب، ما جعله يتوّج بجائزة أفضل حارس في المسابقة.
المجد الأكبر جاء في مونديال قطر 2022، حين سطر بونو صفحة ذهبية في تاريخ الكرة العربية والأفريقية، كان جدارا لا يُخترق أمام ضربات إسبانيا في دور الـ16، وقاد المغرب إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ القارة السمراء، يومها، لم يكن بونو مجرد لاعب، بل رمزا للانتماء الوطني.
رغم حمله للجنسية الكندية، رفض تمثيل المنتخب الكندي عندما طُلب منه ذلك، مؤكدا أن حلمه كان دائما حمل قميص أسود الأطلس، منذ استدعائه الأول للمنتخب المغربي سنة 2012 من قبل رشيد الطاوسي، ظل وفيا لقميص الوطن، مجسدا روح اللاعب المغربي المعتز بجذوره، لم يغيّر ذلك انتقاله إلى الهلال السعودي، بل زاده تألقا، في السعودية، بات بونو سدا منيعا، وواصل براعته في التصدي وقيادة فريقه نحو نهائي كأس العالم للأندية، حيث صفقت له الجماهير وانحنى له الإعلام الغربي إجلالا، ولقّبته الصحف الأمريكية بـ"الأسد المغربي الذي لا ينام".
يمتاز بونو بإتقان أربع لغات، العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، لكنه يصر دائما على التحدث بالدارجة المغربية حين يخاطب جمهوره، مؤكداً تمسكه بهويته ومغربيته، وكأن في صوته صدى شوارع الدار البيضاء ودفء البيت المغربي الأصيل، هذا التواضع، وهذه الروح العالية، جعلاه واحدا من أكثر الشخصيات الرياضية احتراما وإعجابا في العالم.
في سجل الجوائز، يلمع اسمه بين الكبار، فاز بجائزة أفضل حارس في الدوري الأوروبي موسم 2019-2020، وجائزة زامورا كأفضل حارس في الليغا لعام 2022، وتم اختياره ضمن الفريق المثالي للعديد من المنافسات، ورشحته "فرانس فوتبول" مرارا لجائزة أفضل حارس في العالم، كما توج كأفضل لاعب أفريقي في الدوري الإسباني، وحصل على تقدير خاص من الاتحاد المغربي للاعبي كرة القدم المحترفين.
ما يميز ياسين بونو ليس فقط تصدياته الخارقة، بل أيضا تواضعه، انضباطه، وافتخاره الدائم بأصله، فهو صورة مشرفة للمغربي الذي يجمع بين الأصالة والانفتاح، بين العالمية والروح الوطنية، في زمن يتبدل فيه كل شيء، يبقى بونو ثابتا كجبل الأطلس، شامخا كالنخيل، وفي عرينه، لا تمر الكرات، وفي قلبه، لا تنطفئ شعلة المغرب.
*كاتبة وإعلامية مغربية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Sport360
منذ 5 ساعات
- Sport360
ميزة فنية ترجح كفة دومفريس في حسابات برشلونة
وجذب دومفريس الانتباه بفضل المستويات الطيبة للغاية التي يُقدمها مع الفريق الإيطالي، ولعب دوراً فعّالاً في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا . وبحسب تقرير نشره موقع فوتبول إسبانيا فإن نادي برشلونة واحد من الأندية التي تُراقب دومفريس تمهيداً للتعاقد معه. ولم يتقدم برشلونة بأي عرضٍ رسمي حتى الآن للتعاقد مع دومفريس، ولكن يبقى اسمه من بين الخيارات التي تدرسها الإدارة. وأشار التقرير إلى أن دومفريس سيكون مُتاحاً للبيع بمُقابل 25 مليون يورو (قيمة الشرط الجزائي)، ولكن ذلك البند سيكون مُفعلاً فقط خلال الأسبوعين المُقبلين. وبالنظر إلى احتياجات برشلونة نجد أن كوندي هو الظهير الأيمن الوحيد الذي يُعتمد عليه في تشكيلة أبطال الدوري الإسباني. وعانى هيكتور فورت كثيراً في الموسم الماضي في هذا المركز، وبالتالي سيكون فليك حريصاً على الاستعانة بخدمات ظهير موثوق. ويُعد دومفريس من أبرز لاعبي مركز الظهير وجناح الظهير في أوروبا، ويتميز بالسرعة والقوة البدنية والقدرة على المُساهمة الفعّالة هجومياً سواء باللعب على الرواق وفي العُمق أو حتى باستغلال طوله في الكرات العرضية والثابتة. ووضع دومفريس بصمته على فوز إنتر ميلان على برشلونة في نصف نهائي الأبطال، إذ من بين 7 أهداف سجلها الإنتر ذهاباً وإياباً ساهم دومفريس في 5 أهداف منها (سجل هدفين وصنع 3). شاهد أيضًا:


Sport360
منذ 5 ساعات
- Sport360
مكاسب مالية هائلة لريال مدريد في المونديال
سبورت 360- حقق ريال مدريد مكاسب مالية كبيرة بسبب نجاحاته في نسخة هذا العام من كأس العالم للأندية. ونجح ريال مدريد في الوصول إلى ربع النهائي بعد أن احتل صدارة مجموعته وفوزه بعد ذلك على يوفنتوس في دور ثمن النهائي. وبالتأكيد فإن ريال مدريد يملك فرصة طيبة للغاية للوصول إلى نصف النهائي بالنظر إلى أن مُنافسه في الجولة المُقبلة سيكون بوروسيا دورتموند الذي لا يعيش أبداً أفضل فتراته. وبحسب تقرير نشرته صحيفة آس الإسبانية فإن ريال مدريد أصبح النادي الأكثر ربحاً للأموال في مونديال الأندية، وذلك بعد أن وصلت حصيلته إلى 55.2 مليون يورو حتى الآن. ويملك ريال مدريد فرصة إضافة 56.4 مليون يورو في حالة الفوز بالبطولة، إذ أنه سيحصل على 19.4 مليون إن وصل إلى نصف النهائي. وسيحصل ريال مدريد على 27.7 مليون يورو في حالة لعب النهائي وخسارته، فيما سيزيد المقابل المالي إلى 37 مليون يورو إن فاز في النهائي. ويأتي بايرن ميونخ في المركز الثاني بحصيلة أموال وصلت حتى الآن إلى 52.3 يورو، وحصل باريس سان جيرمان على 50.3 مليون يورو، وحصل الهلال السعودي حتى الآن 31.1 مليون يورو، فيما اكتفى الأهلي المصري بحصيلة قدرها 10.1 مليون يورو. وحصل الترجي التونسي والعين الإماراتي على 10.2 مليون يورو. شاهد أيضًا:


Sport360
منذ 7 ساعات
- Sport360
مباراة يوفنتوس تكشف مشكلة بدون حل في ريال مدريد!
سبورت 360 – كشفت مباراة يوفنتوس الماضية عن مشكلة لا تنتهي داخل نادي ريال مدريد بخصوص واحد من اللاعبين الذين انتهى به الموسم الماضي بأسوأ صورة ممكنة، قبل أن يدخل كأس العالم للأندية على أمل تغيير واقعه، دون جدوى. البرازيلي رودريجو جويس أصبح يعيش في وضعية صعبة حتى مع قدوم المدرب الجديد تشابي ألونسو، ورغم وجود إصرار داخل النادي على كونه لاعباً ضمن تشكيلة الفريق، إلا أن الشعور الذي يخرج للجميع سواء من ألونسو أو من النادي مغاير للوضع تماماً. ألونسو أهمل رودريجو للمرة الثانية على التوالي في مونديال الأندية، ولم يمنحه تشابي ولو دقيقة واحدة في مواجهة يوفنتوس، أو في لقاء ريد بول سالزبورج النمساوي في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات. والأكثر من ذلك أن اللاعب لم يجري عمليات الإحماء على خط التماس في مواجهة اليوفي، ما يعني أنه لم يكن من الأساس ضمن خطط ألونسو في اللقاء. يأتي ذلك امتداداً لنهاية الموسم المخيبة للآمال مع ريال مدريد، ويبدو أن اللاعب لا يشعر بالراحة في النادي، وفي نفس الوقت يكبله الميرينجي بعقد طويل الأمد وبشرط جزائي خيالي بقيمة مليار يورو، علماً بأن العقد المبرم بين الطرفين مستمر حتى يونيو 2028. ويتواجد رودريجو في مفكرة بحث أرسنال الإنجليزي، حيث يمني الإسباني ميكيل أرتيتا النفس باستقطابه، إلا أن الريال يضع العقدة في المنشار بطلب الحصول على مبلغ لا يقل عن 75 مليون يورو مقابل التنازل عن بطاقته.