logo
رئيس "اقتصادية الجيل" مهنئا الرئيس السيسي بعيد الأضحى: نُجدد العهد والوفاء خلف قيادتنا السياسية الحكيمة

رئيس "اقتصادية الجيل" مهنئا الرئيس السيسي بعيد الأضحى: نُجدد العهد والوفاء خلف قيادتنا السياسية الحكيمة

بوابة الأهراممنذ يوم واحد

محمد الإشعابي
هنأ المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب 'الجيل الديمقراطي' بمحافظة الإسكندرية، الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشعب المصري العظيم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، داعيًا الله أن يُعيده على مصر بالأمن والتقدم والازدهار.
موضوعات مقترحة
وقال 'محمود'، في بيان، إننا في هذه الأيام المباركة نُجدد العهد والوفاء خلف قيادتنا السياسية الحكيمة في اتخاذ كافة القرارات والإجراءات لحماية الأمن القومي للبلاد، ونُعلن بوضوح دعمنا الكامل للدولة المصرية في مواجهة التحديات ورفضنا القاطع لأي محاولات من شأنها المساس بالأمن القومي المصري أو فرض حلول على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب 'الجيل الديمقراطي' بمحافظة الإسكندرية، أن الشعب المصري العظيم سيظل صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية الحكيمة، ومساندًا لقواته المسلحة الباسلة وشرطته الوطنية في حماية تراب هذا الوطن وإفشال كل المخططات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، مشيدًا بالإنجازات التاريخية التي تحققت في عهد الرئيس السيسي والتي وضعت مصر على طريق الجمهورية الجديدة بسواعد وطنية وعزيمة لا تلين.
وأشار إلى أن مسيرة البناء والتنمية التي يقودها الرئيس السيسي تعكس إيمانًا عميقًا برؤية الجمهورية الجديدة، التي تضع المواطن المصري على رأس أولوياتها، مؤكدًا أن القيادة الحكيمة للرئيس السيسي استطاعت حققت إنجازات غير مسبوقة رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي

يمني برس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمني برس

غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي

يمني برس – بقلم – عبدالمؤمن جحاف ليست كل المعارك تخاض بالسلاح وليست كل الآيات تتلى من كتاب. هناك في غزة المحاصرة حيث لا مكان للترف ولا متسع للتراجع تنبعث من تحت الركام أعظم الشواهد على حضور الله في واقع البشر. غزة التي اختارها الله لتكون ساحة التجلي لا تكتب سطورها بالحبر بل تحفرها بالدم وتوشّيها بصبر شعب يرفض أن ينكسر. في هذا العالم التي تزداد فيه العتمة وتتكالب فيه قوى الطغيان على الشعوب المستضعفةتتوهج غزة كنجم لا يخبو لا لأنها تملك من العتاد ما يُرهب العدو بل لأنها تحمل في قلبها يقينا لا يتزعزع وتقاتل بثبات الجبال وإيمان الأنبياء. منذ ما يزيد عن ستمئة يوم متواصل يشهد العالم بأبصاره وقلوبه فصول ملحمة لا نظير لهاملحمة سُطّرت على تراب غزة بالدماء والصبر بالدمع والدعاء وبعزيمة رجال كأنهم خرجوا من كتب القداسة. ليست غزة مجرد مدينة محاصرة بل هي مسرح لحدث إلهي مستمر حيث يتجسد الإيمان في أبهى صوره وحيث تصطف قلوب المجاهدين مع السماء في عقد لا ينفصم. هناك في كل زقاق وركن وركام تتنزل المعاني الربانية وتتكشف الحقائق الكبرى. رجالها ليسوا فقط أصحاب سلاح بل حملة رسالة يواجهون النار والموت باليقين والخذلان الأممي بثبات الموقنين. لم تفتّ في عضدهم المجازر، ولم تزعزعهم المجاعات، ولم تجرح كبرياءهم خيانة القريب والبعيد. نرى في عيونهم تجلي الصبر المحبوب من الله ونلمح في جراحهم بشائر النصر الآتي. التاريخ – الذي عادة ما يكتبه المنتصرون – سيتوقف عندهم طويلاً لا ليُحصي فقط أسماء الشهداء بل ليكتب كيف يصبح الألم معراجا وكيف يتحول الحصار إلى ميثاق إيمان وكيف يُعاد تعريف الكرامة من خلال غزة. ما يجري هناك ليس حدثا عابرا بل هو برهان لا يُدحض وإشارة كونية لا تُخطئ على أن الطريق إلى الله قد يكون مفروشا بالدم والركام لكنه موصل لا محالة إلى النصر الذي وعد به الصادقون. وعلى هذه الأرض وفي هذا الركن الصغير من العالم تتجلى أعظم آيات العصر… آية عنوانها: 'غزة لا تنكسر'.

كنيستنا القبطية والفاتيكان
كنيستنا القبطية والفاتيكان

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

كنيستنا القبطية والفاتيكان

خلال مكالمة تليفونية، أجراها مساء أمس الأول، الجمعة، لم يكتف قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بتقديم التهنئة لقداسة البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، على انتخابه لقيادة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بل تناول معه الأوضاع فى قطاع غزة، وقضية دير سانت كاترين، و... و... وأعرب عن أمله فى تعزيز التقارب والعمل المشترك، خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية تتابع، بكل محبة، خطوات القيادة الجديدة للكنيسة الكاثوليكية. فى مثل هذا اليوم، الثامن من يونيو، منذ ١١ سنة، استضاف بابا الفاتيكان الراحل، فرنسيس، لقاءً تاريخيًا جمعه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس والرئيس الإسرائيلى الراحل شيمون بيريز. وفى الخامسة والنصف مساء اليوم، الأحد، بتوقيت روما، تستضيف العاصمة الإيطالية مؤتمرًا دوليًا يحمل عنوان «السلام والخير»، Pax et Bonum، يقام بالتعاون بين الفاتيكان، «منظمة العمل الكاثوليكى»، و«معهد جوزيبّى تونيولو للقانون الدولى»، وسينتهى بزراعة شجرة زيتون فى حديقة «فيلا دوريا بامفيلى»، Villa Doria Pamphili، أكبر الحدائق العامة الإيطالية، إحياءً لذكرى ذلك اللقاء التاريخى. تأسيسًا على ذلك، أو استباقًا لهذا المؤتمر، تطرقت مكالمة الجمعة إلى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والأوضاع الإنسانية الصعبة، التى يعيشها أهالى قطاع غزة، فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر، منذ أكتوبر ٢٠٢٣، وعبّر الطرفان عن قلقهما العميق تجاه ما يتعرض له المدنيون، خاصة الأطفال والنساء، مؤكدين ضرورة الوقف الفورى للعدوان، وتدخل المجتمع الدولى لإنهاء الأزمة المتفاقمة، والسماح بإنفاذ المساعدات الإنسانية وإعادة فتح مسارات السلام، وصولًا إلى تسوية تحفظ حياة الإنسان وكرامته. لقاء قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا بولس السادس، رحمهما الله، فى مايو ١٩٧٣، كان نقطة فارقة فى العلاقة بين الكنيستين، إذ كان اللقاء الأول بين بابا الإسكندرية وبابا الفاتيكان فى التاريخ الحديث، وأنهى خلافات لاهوتية تعود للقرن الخامس، وجرى اختيار العاشر من مايو، سنويًا، ليكون «يوم الصداقة» بين الجانبين، ثم صار «يوم المحبة الأخوية»، حين قام البابا تواضروس الثانى بزيارة الفاتيكان، سنة ٢٠١٣. وحرصًا على تعميق الروابط، بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، وتعزيزًا للتقارب بين الكنيستين، اتفق الجانبان، خلال مكالمة الجمعة، على استمرار الاحتفال السنوى بهذا اليوم. تناولت المكالمة، كذلك، موضوع دير سانت كاترين، وعرفنا من القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الجانبين أشادا بتأكيد القيادة السياسية المصرية عدم المساس بالدير، باعتباره أحد أقدم الأديرة المسيحية فى العالم، ورمزًا للتراث الدينى والتسامح الحضارى. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كان قد أعلن، الخميس الماضى، فى ختام دور الانعقاد العادى لسنة ٢٠٢٥، عن تثمينه موقف الدولة من قضية الدير. قد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، كان قد أطلع نظيره اليونانى جورجيوس جيرابيتريتيس، الأربعاء الماضى، على الحكم القضائى، الصادر فى ٢٨ مايو، الخاص بالأراضى المحيطة بدير سانت كاترين، مشددًا على عدم المساس بالدير والأماكن الأثرية التابعة له وقيمته الروحية ومكانته الدينية. وأوضح أن الحكم القضائى يحافظ على القيمة الروحية والمكانة الدينية الرفيعة للدير، لافتًا إلى أن الحكم أقر باستمرار السماح لرهبان الدير فى الانتفاع به وبالمناطق الدينية والأثرية المحيطة. وخلافًا لما تردد إعلاميًا بشكل خاطئ، قال وزير خارجيتنا إن الحكم أكد بوضوح الحيازة الدينية والروحية والرهبانية للدير والأراضى المحيطة، واصفًا ذلك بأنه يمثل خطوة تاريخية مهمة تؤكد قدسية ومكانة الدير، وتمكّنه من مواصلة أداء وظائفه الدينية والروحية دون أى تغيير فى الوضع القائم. .. وأخيرًا، دعا قداسة البابا تواضروس الثانى، قداسة البابا ليو الرابع عشر، إلى زيارة مصر، للاطلاع عن قرب على تاريخ الكنيسة القبطية، المصرية، والمشاركة فى تعزيز مسارات الحوار والتعاون والتقارب بين الكنيستين، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستكون خطوة كبيرة نحو تعميق العلاقات الأخوية بين الشرق والغرب، وستوجه رسالة سلام إلى العالم بأسره.

الموت بالقرعة في العراق.. طالب ثانوي ينهي حياته داخل مسجد ثاني أيام العيد
الموت بالقرعة في العراق.. طالب ثانوي ينهي حياته داخل مسجد ثاني أيام العيد

تحيا مصر

timeمنذ ساعة واحدة

  • تحيا مصر

الموت بالقرعة في العراق.. طالب ثانوي ينهي حياته داخل مسجد ثاني أيام العيد

أفادت مصادر أمنية في العراق، اليوم السبت، بأن طالبا في الصف السادس الإعدادي (الثانوية العامة) أقدم على الانتحار شنقا داخل أحد الجوامع في محافظة ميسان جنوبي البلاد. ووفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني، فإن الحادث وقع في ساعات الفجر الأولى السبت، داخل أحد المساجد في ناحية العدل التابعة لمحافظة ميسان، حيث عُثر على الطالب مشنوقا باستخدام حبل ربطه في إحدى زوايا المسجد، حسب "سكاي نيوز عربية" وأكدت مصادر أن الطالب المنتحر كان من طلبة المرحلة النهائية في الثانوية العامة، المعروفة محليا بـ"السادس الإعدادي"، دون أن تتضح بعد الدوافع وراء إقدامه على هذا الفعل المأساوي. ولا تزال التحقيقات جارية من قبل الجهات المختصة للكشف عن ملابسات الحادث، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدا في حالات الانتحار، خاصة بين فئة الشباب، لأسباب تتراوح بين الضغوط الدراسية، والظروف الاقتصادية، والمشكلات النفسية والاجتماعية. ويواجه العراق تحديات أمنية داخلية وخارجية منذ سنوات وربما عقود، لكنه حتى 3 سنوات مضت لم يكن يضع في حسبانه أن يواجه تحديا استثنائيا يتمثل بتنظيم شيعي سري يقوم على ممارسة الانتحار الطوعي بين منتسبيه في طقس أقلق الأوساط الدينية، كما أرق الأجهزة الأمنية وهي تبحث عن طرف خيط يوصلها إلى رأسه للوقوف على خفاياه. وبالتزامن مع تزايد انتشار جماعة "القربان" الدينية في مدن وسط وجنوب العراق، دعا رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، السلطات الإيرانية إلى تسليم أفراد الجماعة الفارين إلى أراضيها للحكومة العراقية. تأتي هذه الدعوة في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تأثير هذه الجماعة على الشباب، خاصة بعدما تبين إثر قيام قوات الأمن العراقية بملاحقة عناصرها واعتقال العشرات منهم خلال الفترة الأخيرة أنهم معظم ضحايا طقس الانتحار الطوعي. ووصف الصدر هذه الجماعة بأنها "منحرفة"، مشيرا إلى أنها جاءت نتيجة "الانحطاط الثقافي والعقائدي" الذي يعاني منه بعض أفراد المجتمع، وأوضح أن الجماعة تُظهر ميولا نحو جمع المال والأنصار لتحقيق منافع دنيوية، دون اعتبار للعواقب الدينية لذلك. من هم جماعة القربان؟ ظهرت جماعة "القربان" كحركة دينية قبل 3 سنوات في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، ثم انتشرت في محافظات الجنوب العراقي. لا تعلن الجماعة عن قائدها ولا يعرف مرجعها الديني ولا حتى مصادر تمويلها، لكنها تتبع معتقدا يركز على الإيمان بالله فقط، مع اعتبار الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولي أمر المسلمين، دون الاعتراف بوجود النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وترفض السنن الإسلامية التقليدية وتتبنى طقوسا خاصة بها. وتختلف الروايات بشأن عقيدة المنتمين لهذه الجماعة بين من يقول إنهم يؤلهون عليا، وهو مصدر اشتقاق اسمها "العلاهية"، وبين من يقول إنهم فقط يبالغون في حبه ويقتلون أنفسهم من أجل "الالتحاق به في الجنة". ويصنف الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور مخلد حازم، في حديثه للجزيرة نت، هذه الجماعة واحدة من أغرب الجماعات الدينية، إذ يؤمن أتباعها بالتضحية بأنفسهم من خلال "الانتحار" تقربا للإمام علي. ولتحقيق ذلك، يجرون قرعة فيما بينهم، بحيث يكون الشخص الذي يقع عليه الاختيار ملزما بإنهاء حياته طوعا، وعادة ما تنشط هذه الطقوس في شهر محرم حسب التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يشهد في العاشر منه إحياء ذكرى مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ورغم شُح المعلومات حول جماعة "القربان" وغموض ملامحها، نظرا لسرية نشاطاتها وعدم إعلانها عن نفسها بشكل مباشر، فإن هناك رابطا واضحا بين ممارساتها وفكرة "تسريع ظهور الإمام المهدي المنتظر"، ويبدو أن هذه العقيدة تُشكل جزءا خفيا وغير معلن من فكر الجماعة، بحسب خبراء. يتفق الباحث العراقي في الأنثروبولوجيا، علاء حميد، مع ذلك، ويرى أن لجماعة "القربان" بُعدا باطنيا غير مُعلن يعيدنا إلى جدلية مفهوم "الانتظار" في العقيدة الشيعية، فمنذ القدم، انقسمت رؤى الشيعة حول هذا المفهوم إلى تصورين رئيسيين: الأول هو "الانتظار الإيجابي"، الذي يستند إلى العمل والتمهيد لظهور الإمام عبر الإصلاح والممارسة. الثاني هو "الانتظار السلبي"، القائم على ممارسات وطقوس يُعتقد أنها تسرّع من ظهوره، رغم أنها تتعارض مع السياق الاجتماعي والعقائدي. ويُشير حميد في حديثه إلى أن جماعة "القربان" تمزج بين مفهوم التضحية للإمام والرغبة في التعجيل بظهوره، وهو ما يمثل تناقضا غريبا، إذ إن التضحية تعني انتهاء دور الجماعة، بينما يفترض التعجيل بظهوره استمرار وجودها، مما يجعل سلوكها غير مسبوق بين الحركات الدينية الباطنية، حسب "الجزيرة نت" مطالب بتسليمهم دعا الصدر إلى مواجهة القربانيين بحزم، وحثّ الجميع على الإبلاغ عنهم، ورفض التعامل معهم حتى في أبسط الأمور اليومية، مثل الطعام والشراب، كما أعرب عن اعتقاده أن هذه الجماعة تحظى بدعم خارجي، مطالبا السلطات الإيرانية بسرعة تسليمهم إلى الحكومة العراقية لمحاسبتهم. وتعزز تصريحات الصدر ما تم تداوله سابقا بشأن فرار عدد من قادة الجماعة ومنظّريها إلى إيران، وعلى رأسهم مؤسس الجماعة وزعيمها، عبد علي الحسني، الذي يلقّبه أتباعه بـ"المولى"، يقال إنه رجل دين شيعي عراقي يقيم حاليا في مدينة مشهد الإيرانية. جاء ذلك في ظل تصاعد ملاحقات الأجهزة الأمنية العراقية ضد الجماعة وأعضائها. يقول الخبير الأمني مخلد حازم إن هذه الحركات تنتشر في عدة محافظات عراقية، وخاصة في الجنوب والوسط، ولديها روابط قوية مع جماعات في إيران، ويتنقل أعضاؤها بشكل مستمر بين البلدين. وعند تعرضهم للضغط الأمني من السلطات العراقية، يلجؤون إلى الاختفاء لفترة قبل أن يعودوا للظهور مجددا لممارسة طقوسهم، ويتبعون أساليب سرية في التجمع والتنظيم، مما يجعل من الصعب تتبعهم ورصد أنشطتهم، وفق حديثه. ويرى المحلل السياسي العراقي، أحمد الكناني، أن احتواء إيران لهذه الجماعات يثير تساؤلات كثيرة، وقد يكون لأغراض مستقبلية، مشيرا إلى أن انتشار هذه الثقافة قد يؤدي إلى ظهور خلايا نائمة يمكن أن تستيقظ في أي لحظة لإثارة الفتنة داخل العراق. لهذا السبب، يُصر مقتدى الصدر على إعادتهم إلى العراق ومحاسبتهم قانونيا، إلا أنه من غير المرجح أن تستجيب إيران لمطالبه، وفق حديثه. من جانبه، يرى رئيس المركز الإقليمي للدراسات، علي الصاحب، أن العراق عاش فترة طويلة في ظل سياسة المحاور، مما أدى إلى تشكيل تحالفات واسعة النطاق لفصائل وأحزاب تُظهر ولاء مطلقا للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. ويضيف أن جماعة "القربان" استغلت هذا السياق لتتخذ من إيران ملاذا آمنا، ويلجأ إليها العديد من العناصر المطلوبين لدى القضاء والأمن العراقي. وأوضح الصاحب، في حديثه للجزيرة نت، أن العلاقات العراقية الإيرانية لن تتأثر بشكل كبير بهذه الأحداث الطارئة، إذ إن الأعداد الموجودة في إيران ليست كبيرة، ولا تبدو أنها تولي اهتماما أو رغبة في إبقاء تلك الجماعات الشاذة على أراضيها، نظرا لأنها لا تنتمي للعقيدة الشيعية التي تلتزم بها إيران. وأشار أيضا إلى أن وجود أعداد كبيرة من الشيعة العراقيين على أراضي إيران يُعتبر أمرا طبيعيا، طالما لم تُسجل ضدهم شكاوى لدى المحاكم المختصة في العراق. أبعاد أمنية وسياسية تعد جماعة "القربان" مسألة ذات بعد أمني واضح، بسبب التهديد المحتمل الذي تمثله للاستقرار الداخلي في البلاد، حيث تعكس أنشطتها غير التقليدية والمقلقة نوعا من الانفصال عن المجتمع بشكل عام. وبالنسبة للأجهزة الأمنية العراقية، فإن التحدي الأكبر في ملاحقة الجماعة هو في كونها تنظيما "خيطيا" على غرار جميع الأحزاب والتنظيمات السرية، حيث لا يعرف الفرد المنتمي للمجموعة أحدا سوى الشخص الذي جنده. وبحسب مصادر إعلامية عراقية، فقد أعاق هذا التكتيك عمل الأجهزة الأمنية، لأن اعتقال أي عضو في المجموعة لن يؤدي لنتائج فعالة على مستوى باقي أفراد المجموعة. ولدى المجموعة قنوات خاصة مغلقة على تليجرام يجري فيها الإعلان عن موعد القرعة المتعلقة باختيار الأشخاص الذين سيضحون بأنفسهم، وفق ما أفاد به مصدر استخباراتي في محافظة ذي قار لوسائل إعلام عراقية. وعادة ما يجتمع أفراد المجموعة في مكان محدد بشكل سريع ويجرون القرعة، وبعدها يمارسون طقوسا معينة تتمثل في قراءة بعض الأدعية الدينية وإشعال الشموع كأنهم يقومون بزفاف الشخص الذي وقعت عليه القرعة للجنة، بحسب المصدر ذاته. ويتابع المصدر الاستخباراتي "بعد انتهاء القرعة يقوم الشخص بالانتحار عبر شنق نفسه بنفسه ومن دون مساعدة أحد في أغلب الأحيان". يرى الخبير الأمني مخلد أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه الحركات قد تتحول إلى شرارة تندلع في أي وقت، ومع سرعة انتشارها، قد تجد الحكومة نفسها عاجزة عن احتوائها، مما يعزز من خطر تفشي العنف في المجتمع. إضافة إلى ذلك، تثار المخاوف من تصاعد الصراعات بين هذه الجماعة ومجموعات دينية أخرى، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراع شيعي-شيعي بواجهات متعددة، بينما تستخدم الحركة غطاء إسلاميا، إلا أنها في جوهرها تخدم أجندات خارجية تُدار من خارج الحدود. ويتفق الخبراء أن تحركات العلاهية تحمل خطرا متزايدا على الأمن، خاصة إذا ما رُبطت بالمستجدات في الشرق الأوسط. ورغم أنهم ما زالوا متخفين حتى الآن، فإن مخلد يرى أن العلاهية قد تختار زمانا ومكانا معينين لتنفيذ عمليات لا تُعرف أبعادها، مما قد يشعل شرارة اضطرابات في الوسط العراقي، خصوصا في المناطق الدينية التي تشهد تعددا طائفيا، حسب "الجزيرة نت" ويشير الخبير مخلد إلى أن الجماعة تحمل بعدا سياسيا، حيث حاول بعض أعضائها اعتبار مقتدى الصدر "الإله الروحي" لهم. ومع ذلك، سارع الصدر إلى رفض هذه المزاعم وحاربها، ساعيا لتجنب أي ارتباط بهذه الحركة. وفي أبريل 2024، أعلنت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية عن اعتقال مسؤول ينتمي إلى حركة "العلاهية" في جنوب العراق، ووفقا لبيان صادر عن المديرية، فقد ألقت مفارزها القبض على المسؤول أثناء وجوده في قضاء الحمزة الشرقي بمحافظة ذي قار، وهو في طريقه إلى محافظة كربلاء. وأضاف البيان "بعد التحقيق معه، اعترف المتهم بقتل شخصين بناء على اعتقاده، ليكونا قربانا ويُعتبرا من أتباع الحركة". وتكمن المشكلة، وفقا للمحلل السياسي واثق الجابري، في سهولة دخول أفراد هذه الجماعات إلى إيران ودول أخرى، حيث يصعب تمييزهم بسبب حملهم جوازات سفر عراقية وظهورهم بأوضاع طبيعية، مما يمكنهم من التحرك بحرية. أرقام مقلقة يتفق الخبراء أن جماعة "القربان" تستغل المناطق ذات المستويات الثقافية والاقتصادية المنخفضة لنشر أفكارها، إذ يشير الباحث حميد إلى أن غالبية من ضحوا بأنفسهم في هذه الجماعة هم من الشباب. ويتفق مراقبون أن العراق في الظروف الراهنة يشكل بيئة خصبة لنمو الحركات الفكرية الشاذة والمنحرفة، إذ تقتات هذه الحركات على حالة الرفض الشعبي الناتجة عن فقدان العدالة وسيطرة الأحزاب وانتشار المخدرات، إلى جانب ضعف الوعي الديني والثقافي. ويرى المراقبون أن تكرار ظهور هذه الحركات واستقطابها للكثير من الشباب، رغم أن بعضها يؤدي إلى الانتحار كما في حالة جماعة "القربان"، يعكس حالة من اليأس وفقدان الأمل في حدوث تغيير أو إصلاح للأوضاع المتدهورة. وتؤكد تقارير أن معظم أفراد الجماعة هم من الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والجهل والبطالة. كما يوضح الكناني أن الجماعة تتلاعب بالتركيبة الاجتماعية والأمنية لاستقطاب الفئات الأكثر هشاشة، خصوصا في مناطق الوسط والجنوب، مما يعزز نفوذها ويسهل لها التوسع في البيئات التي يسهل التأثير عليها. من اللافت للنظر الارتفاع الملحوظ في حالات الانتحار في هذه المناطق، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا على تفشي هذه الظاهرة، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى تسجيل أكثر من 2000 حالة انتحار في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث تم تسجيل 1073 حالة في عام 2022، وحوالي 700 حالة في عام 2023، بينما وثقت 300 حالة في النصف الأول من عام 2024. وفي محافظة البصرة وحدها، سجل مكتب حقوق الإنسان 150 حالة ومحاولة انتحار خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، وكانت معظم الحالات من الشباب، خصوصا بين 18 و35 عاما. أما من الناحية القانونية، فإن القانون العراقي لا يعاقب على محاولة الانتحار مباشرة، إذ يُعتبر فعلا غير معاقب عليه، ومع ذلك، تُعاقب القوانين العراقية الأفراد الذين يحرضون على الانتحار أو يساعدون في تنفيذه. وبموجب المادة 408 من قانون العقوبات العراقي، يعاقب المحرضون والمساعدون على هذه الأفعال. ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية في عام 2019 فقد سجل العراق 1128 حالة انتحار، ورصدت تقارير صحافية 64 حالة انتحار في بغداد بين الأول من يناير والأول من إبريل في العام الحالي 2025 في حين وثّقت السلطات 772 حالة انتحار العام الماضي، بارتفاع 663 حالة عن عام 2023، ما يعكس استمرار الوتيرة المتصاعدة للظاهرة في السنوات الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store