logo
18 شهرا من التخطيط الأوكراني: هجوم مسير في عمق روسيا

18 شهرا من التخطيط الأوكراني: هجوم مسير في عمق روسيا

سعورسمنذ 3 أيام

وأوضح المسؤول الأوكراني أن العملية استغرقت أكثر من 18 شهرًا من التخطيط، ونُفذت تحت إشراف مباشر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأتى الإعلان قبل يوم واحد من انعقاد جولة جديدة من المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا في مدينة إسطنبول التركية، في محاولة جديدة للبحث عن مخرج دبلوماسي للصراع المستمر.
شاحنة متحركة
ووفق المعلومات، تم نقل الطائرات المسيرة في حاويات بواسطة شاحنات إلى عمق روسيا ، حيث استهدفت 41 طائرة من طرازات مختلفة في عدة مطارات، أبرزها قاعدة «بيلايا» الجوية في منطقة إيركوتسك الواقعة على مسافة تتجاوز 4000 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.
وفي أول تعليق روسي، أكد حاكم إيركوتسك، إيغور كوبزيف، أن هذه هي المرة الأولى التي تُرصد فيها طائرة مسيّرة أوكرانية في منطقته، مشيرًا إلى أن الهجوم نُفذ من شاحنة متحركة. كما أفادت تقارير روسية برصد نشاط لطائرات مسيرة في مناطق ريازان ومورمانسك، دون تقديم تفاصيل إضافية.
روسيا ترد
وبالتزامن مع الهجوم الأوكراني، شنت روسيا موجة من الغارات الصاروخية والمسيّرة على عدة مواقع داخل أوكرانيا.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 472 طائرة مسيرة، في ما يُعد أكبر هجوم من هذا النوع منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، إلى جانب سبعة صواريخ.
وبحسب يوري إغنات، المتحدث باسم القوات الجوية، أدى أحد تلك الهجمات إلى مقتل 12 جنديًا أوكرانيًا وإصابة أكثر من 60 آخرين في ضربة استهدفت وحدة تدريب عسكرية.
وفي أعقاب الهجوم، قدّم قائد الوحدة العسكرية، ميخايلو دراباتي، استقالته. ويُعرف دراباتي بكونه أحد القادة الذين ساهموا في استعادة أوكرانيا لمواقعها شرق البلاد خلال الهجوم المضاد في 2022.
تحرك ميداني
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على قرية أوليكسيفكا في منطقة سومي شمال أوكرانيا.
وأمرت السلطات المحلية الأوكرانية بإخلاء إجباري ل11 مستوطنة إضافية في المنطقة، مع توالي التقارير عن تقدم روسي تدريجي في الجبهة الشمالية.
وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، إن القوات الروسية تركز عملياتها الهجومية حاليًا على مناطق بوكروفسك، توريتسك، وليمان في دونيتسك، إلى جانب منطقة سومي الحدودية.
جولة المحادثات
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في بيان عبر تطبيق تيليغرام، أن بلاده سترسل وفدًا رسميًا إلى إسطنبول للمشاركة في محادثات مباشرة مع الجانب الروسي، برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف.
وأكد زيلينسكي أن الوفد سيسعى للدفاع عن استقلال أوكرانيا وسيادتها، مضيفًا أن كييف تنتظر من موسكو تقديم مذكرة توضح موقفها من إنهاء الحرب، وهو ما وعدت به الأخيرة قبل الاجتماع.
نقاط رئيسية حول دلالات الهجوم الأوكراني بطائرات مسيّرة:
1. توسيع نطاق المواجهة
تنفيذ عملية على بعد آلاف الكيلومترات من الجبهة يبرز قدرة أوكرانيا على الوصول إلى العمق الإستراتيجي الروسي، مما يعقد المعادلة العسكرية.
2. تصعيد ميداني قبيل محادثات السلام
تزامن الضربة مع الاستعداد لمحادثات إسطنبول قد يُفسر كمحاولة لتعزيز الموقف التفاوضي لكييف.
3. استنزاف الموارد الروسيةتدمير أكثر من 40 طائرة يمثل خسارة ملموسة للقوة الجوية الروسية، ويزيد الضغط على سلاسل الإمداد والصيانة العسكرية.
4. نقل الحرب إلى الداخل الروسيالهجوم يُظهر تغيّرًا في التكتيك الأوكراني، بتوسيع نطاق الأهداف خارج مناطق النزاع التقليدية.
5. استجابة روسية سريعة ومكثفةرد موسكو بهجمات مكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ يعكس حساسية الضربة الأوكرانية وحجم الضرر المحتمل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي: روسيا نفذت ضربات عسكرية بأكثر من 400 طائرة مسيّرة
زيلينسكي: روسيا نفذت ضربات عسكرية بأكثر من 400 طائرة مسيّرة

سعورس

timeمنذ 15 ساعات

  • سعورس

زيلينسكي: روسيا نفذت ضربات عسكرية بأكثر من 400 طائرة مسيّرة

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إنه جرى إسقاط 174 مُسيرة أوكرانية فوق العديد من المناطق، بما في ذلك المنطقتان الحدوديتان كورسك وبيلجورود، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بالقوة في 2014. وأضافت: "علاوة على ذلك، دمر نظام الدفاع الجوي ثلاثة صواريخ موجهة طراز نيبتون-إم دي فوق البحر الأسود". ورغم تقارير الجيش الروسي بنجاحه في اعتراض الهجمات الأوكرانية، يبدو أن العديد منها ضربت أهدافاً. وتعرض مبنى شاهق الارتفاع في مدينة إنجلز بمنطقة ساراتوف للقصف. وأشار حاكم ساراتوف، رومان بوسارجين، إلى عدم وقوع خسائر مدنية وجرى إخلاء المبنى لفترة وجيزة ولكن السكان عادوا من حينها. وكتب أيضاً: "أسفر هجوم بمسيرة عن اندلاع حريق في إحدى المحطات الصناعية بانجلز". وبحسب تقارير وسائل الإعلام، فإن المحطة المذكورة هي مصفاة تكرير. وتضم إنجلز قاعدة جوية كبيرة تابعة للقوات المسلحة الروسية. وتقع المصفاة على أرض القاعدة التي عادة ما تقلع منها الطائرات لقصف أوكرانيا. ويبدو أيضاً أن مطاراً عسكرياً في منطقة بريانسك قد قُصف، فيما أظهرت المقاطع المصورة كرة لهب كبيرة وسط أصوات العديد من الانفجارات. ووقع هجوم آخر على السكة الحديد الروسية في بيلجورود حيث خرجت قاطرة احتياطية عن الطريق عقب انفجار. وبحسب السلطات، لم تحدث إصابات ولكن جرى غلق الخط مبدئياً. من جانبه، ندَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالدمار الذي ألحقه القصف الروسي بمدينة خيرسون الساحلية. وقال في خطابه الليلي: إن الضربات الروسية دمرت مبنى الإدارة الإقليمية. وأضاف: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجمون فيها هذا المبنى، لكن ضربة اليوم كانت واضحة ومعبرة. لم يكن هناك أي منطق عسكري وراءها على الإطلاق». ورأى أن موسكو «مهووسة بالحرب، تلتهمها الكراهية والرغبة في تدمير حياة الأمم الأخرى... لا يمكنك هزيمة مثل هؤلاء إلا بالقوة - قوة الدبلوماسية، والعقوبات، والأسلحة، والتكنولوجيا». ووفقاً لتقارير محلية، أصابت ثلاث قنابل انزلاقية المبنى في هجومين، وأصابت قنبلة رابعة مبنى سكنياً متعدد الطوابق. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة، لم يبلغ إلا عن إصابة شخص واحد. وقال زيلينسكي: إن هناك أيضاً ضربات على خاركيف، وعلى مناطق سومي ودونيتسك، ونيكوبول، وفي منطقة زابوريجيا. واختتم كلامه قائلاً: «هذا هو الواقع اليومي لما يجري السماح للروس بفعله، للأسف. العالم، للأسف، يسمح لهم بفعل ذلك». ودعا الرئيس الأوكراني حلفاءه، إلى الرد «بشكل حاسم» على الضربات الليلية التي شنتها روسيا على أوكرانيا والتي قال: إنها نفذت بأكثر من 400 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي «يجب محاسبة روسيا. علينا التحرك بشكل حاسم. إن لم يمارس أي طرف الضغوط مما يطيل أمد الحرب للقضاء على أرواح إضافية، فهو متواطئ ومسؤول... يمكن لأميركا وأوروبا والعالم الآن، وقف هذه الحرب من خلال الضغط على روسيا». وأفاد الجيش الأوكراني، من جهته، بأن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 406 من الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية من أصل 452 خلال هجوم الليلة الماضية على العاصمة كييف ومناطق أخرى. وأضاف أن الجيش قصف مطارات روسية في منطقتي ساراتوف وريازان بالإضافة إلى خزانات وقود في هجوم خلال الليل. حرب المسيرات

روسيا ستحتاج سنوات لتعويض قاذفات استهدفتها مسيرات أوكرانيا
روسيا ستحتاج سنوات لتعويض قاذفات استهدفتها مسيرات أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

روسيا ستحتاج سنوات لتعويض قاذفات استهدفتها مسيرات أوكرانيا

قال متخصصون غربيون في الطيران العسكري، إن روسيا ستحتاج لسنوات لتعويض القاذفات ذات القدرة النووية التي أصيبت في هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية مطلع الأسبوع، مما يعرقل برنامجاً متأخراً بالفعل لتحديث الطائرات. وتظهر صور الأقمار الاصطناعية للمطارات في سيبيريا وأقصى الشمال الروسي أضراراً جسيمة جراء الهجمات، إذ احترقت طائرات بالكامل على رغم وجود روايات متضاربة حول العدد الإجمالي للطائرات التي دُمرت أو تضررت. وقال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة تقدر أن ما يصل إلى 20 طائرة حربية أصيبت، وهو نحو نصف العدد الذي قدره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما تم تدمير نحو عشر طائرات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونفت الحكومة الروسية أمس الخميس، تدمير أية طائرات، وقالت إنه سيتم إصلاح الأضرار، لكن مدونين عسكريين روساً تحدثوا عن خسائر أو أضرار جسيمة لحقت بنحو 12 طائرة، واتهموا القادة بالإهمال. ومن الناحية العملية، قال الخبراء إن الهجوم لن يؤثر بصورة جدية في قدرة روسيا النووية التي تتألف إلى حد كبير من الصواريخ التي يمكن إطلاقها من سطح الأرض أو الغواصات. ومع ذلك، قال جاستن برونك خبير الطيران في مركز أبحاث (آر يو أس آي) في لندن، إن القاذفات من طراز "تو-95 أم أس بير- أتش" و"تو-22 أم 3 باك فاير" التي أصيبت كانت جزءاً من أسطول طيران بعيد المدى تستخدمه روسيا طوال الحرب لإطلاق صواريخ تقليدية على المدن الأوكرانية والمصانع العسكرية وقواعد الجيش والبنية التحتية للكهرباء وغير ذلك من الأهداف. وقدر أن روسيا فقدت الآن أكثر من 10 في المئة من أسطول قاذفات "بير- أتش" و"باك فاير" مجتمعة، مع الأخذ في الاعتبار هجمات مطلع الأسبوع وفقدان عديد من الطائرات في وقت سابق من الحرب. وقال برونك لـ"رويترز"، إن هذه الخسائر "ستضع ضغطاً كبيراً على قوة روسية رئيسة كانت تعمل بالفعل بأقصى طاقتها". ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب للتعليق.

شبكة العنكبوت... أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب
شبكة العنكبوت... أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

شبكة العنكبوت... أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب

خلال يونيو (حزيران) عام 1942، استطاعت القوات الأميركية الحاق أكبر خسارة في أسطول طائرات الإمبراطورية اليابانية، وأغرقت أربع حاملات طائرات في معركة ميدواي. فبعد ستة أشهر فقط من هجوم بيرل هاربر الذي مثل صفعة يتذكرها التاريخ للولايات المتحدة، وبفضل قدرتها على فك الشيفرات والرادارات، تمكنت القوات الأميركية من اعتراض خطط اليابانيين وضرب أسطولهم. نجحت الاستخبارات الأميركية في فك رموز الاتصالات اليابانية، مما أتاح لها توقع موعد ومكان الهجوم بدقة. وباستخدام حاملات الطائرات وطائرات الاستطلاع الحديثة، تمكنت قواتها من تدمير أربع حاملات طائرات يابانية رئيسة، ولم تكن ميدواي مجرد مواجهة بحرية بل حولت موازين القوى عبر التكنولوجيا، وشكلت نقطة تحول محورية في الحرب. شبكة العنكبوت وبعد أكثر من ثمانية عقود وفي مطلع الشهر نفسه، وجهت أوكرانيا ضربة من شأنها أن تعيد صياغة قواعد الحرب مع روسيا، وذلك عبر عملية استخباراتية تكنولوجية تعرف بـ"شبكة العنكبوت". فالأحد الماضي، استطاعت مسيرات أوكرانيا استهداف قاذفات في العمق الروسي، وهو ما وصفه مراقبون بأنه انقلاب يمثل انتكاسة قاسية لموسكو وقد يعيد تعريف أسلوب إدارة العمليات العسكرية وتنفيذها. وفق رواية كييف، فإن مسيراتها استطاعت تدمير 41 طائرة معظمها قاذفات استراتيجية بعيدة المدى من طراز "تو 95" و"تو 22"، وهي طائرات من الحقبة السوفياتية استخدمت لإطلاق صواريخ كروز على أوكرانيا. وإن كانت بعض التقارير الصحافية تشككك في ذلك العدد، إذ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بناءً على مراجعة الفيديوهات المؤكدة وصور الأقمار الاصطناعية، أن الطائرات الروسية المتضررة بلغت 13 طائرة في الأقل. وتشير تفاصيل العملية إلى جهد استخباراتي واسع ودقيق استند بصورة كبيرة إلى تكنولوجيا رخيصة تتمثل في المسيرات، إذ بدأ الأمر بطلب جريء من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رئيس جهاز استخباراته أواخر خريف 2023، للرد على عمليات القصف الروسي لمحطات الطاقة والمدن الأوكرانية بوابل من الصواريخ، مما أربك الدفاعات الجوية المحدودة لأوكرانيا، بحسب تفاصيل أوردتها صحيفة "وول ستريت" جورنال الأميركية. كانت المهمة شاقة، فالقاذفات الاستراتيجية الروسية التي تطلق أقوى صواريخها تعمل من قواعد بعيدة من مدى الدفاعات الأوكرانية، وتنتشر في مطارات تبعد حتى 3000 ميل من أوكرانيا. واستخدم جهاز الأمن الأوكراني (أس بي يو) بقيادة اللواء فاسيل ماليوك طائرات درون بعيدة المدى بفعالية، لكنها تظل عرضة لاعتراض الدفاعات الروسية من صواريخ اعتراضية إلى أجهزة تشويش إلكترونية. وعلى طريقة حصان طروادة، قام القائد العسكري الأوكراني بتهريب أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة الهجومية ذات الاستخدام الواحد بلغ عددها 117 مسيرة، إلى داخل روسيا عبر شاحنات نقل تجارية دون علم سائقي الشاحنات. وعند اقترابهم من القواعد الجوية الروسية، فتحت الأسطح من بعد، مطلقة العنان لعشرات الدرونات في مشهد يمزج بين جواسيس الحرب الباردة وسيناريوهات أفلام ترانسفورمرز. ويقول ماليوك إن "الطائرات المسيرة هُربت إلى روسيا داخل كبائن خشبية مركبة على ظهر الشاحنات ومخفاة تحت أسقف قابلة للفتح تعمل من بعد". التكنولوجيا تعيد صياغة المشهد كان الهجوم مفاجئاً لموسكو. ووفق مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أظهرت الضربات مرة أخرى قدرة أوكرانيا على أن تكون في طليعة التكنولوجيا والتكتيكات، إذ استغلت كييف كل شيء بدءاً من التكنولوجيا العسكرية القديمة وأنظمة التجارة المتاحة وحتى الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية، وكان لذلك تأثير حاسم في الحرب منذ بداياتها، إذ منح أوكرانيا طرقاً جديدة وغير متوقعة لمهاجمة القوات والأراضي الروسية. بالنسبة إلى الكاتب الأميركي ماكس بوت، فإن عملية شبكة العنكبوت تشبه في طريقتها ونتائجها هجوم بيرل هاربر الذي أسفر عن تدمير 328 طائرة أميركية و19 سفينة حربية، على يد القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. ويقول إن الأوكرانيين أعادوا كتابة قواعد الحرب مرة أخرى، فلابد أن القيادة العليا الروسية صدمت بقدر صدمة الأميركيين عام 1941، عندما نفذ الأوكرانيون هجوماً مفاجئاً استهدف خمس قواعد جوية روسية بعيدة من الجبهة، اثنتان منها تقعان على بعد آلاف الأميال في أقصى شمال روسيا وسيبيريا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووفق السفير الأميركي السابق لدى كييف جون هيربست فإن العملية تشكل "رداً قوياً على الفكرة المتكررة القائلة بأن الحرب تميل حتماً لمصلحة موسكو". ويرى الزميل لدى المعهد البريطاني للخدمات المتحدة مايكل شوركين، أن في عملية معقدة كهذه ليس من المستبعد أن يكون الأوكرانيون استعدوا لأي سيناريو محتمل، ودربوا خوارزميات ذكاء اصطناعي للتعرف على الطائرات أو توجيه المسيرات في حال حدوث تشويش. لكن الأمر لا يقتصر على ساحة القتال في أوكرانيا، بل تمتد أثاره إلى الصراعات العالمية. فكانت الضربات الدقيقة في السابق حكراً على الدول الأكثر تقدماً، إذ كانت الأسلحة التقليدية المستخدمة في الضربات الدقيقة مثل صواريخ كروز "توماهوك" تكلف ملايين الدولارات لكل ضربة. أما اليوم، فأصبح لدى عدد أكبر من الجهات القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة من مسافات أبعد، حتى وإن لم تكن أنظمتهم متطورة بصورة كبيرة. ويقول شوركين إن "أوكرانيا نفذت عملية يفترض أن ترعب جيوش العالم... ضربة منخفضة الكلفة وعميقة باستخدام وسائل أبسط، فيما قلة من الجيوش أو حتى أي جيش مستعد لصدها". ووفق مصنع أسلحة تحدث للوكالة الفرنسية مع طلب عدم ذكر هويته، فإن "ما حدث سيلهم كثراً"، لافتاً إلى أن "هذه الأدوات الجديدة تجبر الجميع على إعادة التفكير بصورة كاملة في أنظمة الدفاع وطريقة إنتاجها، ومبادئها... هذا يفتح مجالات لم نكن نتخيلها قط". ويرى زميل مجلس العلاقات الخارجية مايكل هورويتز أن القدرة على استخدام وسائل دقيقة وفعالة على نطاق واسع وبسرعة، خصوصاً عند دمجها مع الذكاء الاصطناعي المتقدم لتوجيهها، تشكل ضغطاً هائلاً على أنظمة الدفاع، "لنفكر في البحرية الأميركية التي أنفقت مليارات الدولارات في البحر الأحمر خلال الأعوام الأخيرة للدفاع عن نفسها وعن السفن التجارية، من أنظمة هجوم دقيقة ومنخفضة الكلفة يستخدمها الحوثيون في اليمن". ويضيف أن الهجوم الأوكراني الأخير يظهر بوضوح أن الأهداف الواقعة في عمق أراضي الدول لم تعد في مأمن. وهذا سيخلق دوافع جديدة لتعزيز التحصين مثل بناء ملاجئ لحماية الأصول من الهجمات البسيطة وزيادة القدرة على التكيف، كتوزيع الأصول لتجنب وضعها كلها في خطر أثناء وقوع هجوم، وابتكار وسائل مضادة مثل الاستثمار في وسائل منخفضة الكلفة لمواجهة المسيرات الانتحارية، كالأسلحة الموجهة بالطاقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store