
انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس قضايا المجتمع ويؤرخ للحظاته؟
المهنية العالية.. الحساسية الروحية.. المشهدية البصرية .. الموقف الفلسفي.. كل هذه الأمور تشكّل قراءة مستفيضة وعميقة لتجارب الفنانين التشكيليين في سورية، وتتيح للمتلقي الغوص في فكره الفني ومنجزه الإبداعي ومراحل تطوره وتصاعده.
ولكن رغم الأهمية البارزة للفن التشكيلي بالتعبير عن معاناة البشر زمن النزاعات والحروب، نجده يقدم انعطافة موصوفة من جهة استخدام النمط التعبيري، أو الرمزي أو حتى الواقعي، وتعكس في لوحاتهم المعاناة والصراعات والتساؤلات التي تدور بدواخلهم ، ولأن الفن مثل المرآة، يعكس ما حوله يبقى التساؤل الأبرز هل مازال الفن التشكيلي يتحسس قضايا المجتمع ؟ وهل يمكن القول بأن الفن التشكيلي بكافة فنونه يوّثق للتاريخ؟ وكيف سيكون شكل هذا الفن ومستقبله بعد التحرير في سورية ...
يؤكد الفنان التشكيلي حسين صقور لـ"روسيا اليوم " أنه رغم تعدد الأساليب والإتجاهات الفنية التي تتراوح مابين التمثيل الأكثر إخلاصا لكل ماهو مرئي وظاهر كإنموذج مثالي وحاضر، ومابين عوالم الذات والعواطف والانفعالات الأكثر عمقا وقدرة على ملامسة الحالة الإبداعية بما تحمله من فرادة.
إضافة للتجريب والمختبرات التقنية، يبقى الفن بكافة أشكاله انعكاسا لصور الحياة وأشكالها ضمن المجتمعات وهو المرٱة الصادقة لمدى تطور الحضارات والثقافات من خلاله نستشف حالة المجتمع سواء كان ينتمي للسكينة والرخاء أو للعوز والفقر بكل ما يحمله من عناء ومن خلاله نستكشف العادات والقيم الراسخة في المجتمعات.
هو أيضا سجل مباشر أو غير مباشر لكل الصراعات و الحروب ولكل الأحداث السياسية، هو تسجيل للمواقف الانسانية حيال كل مايجري هو مواكبة للحداثة المرتبطة بالمساعي الحثيثة حول ماهية الفن والغاية منه تلك التي فرضت لغة مشفرة لا يرتقي إليها سوى نخب متابعة لتجارب الفن والفنان.
ويضيف صقور بأن الفن التشكيلي هو الذاكرة الأكثر بقاء وإخلاصا، فالتركات المتبقية من ٱثار هي رسائل التاريخ للحاضر والحاضر لقادم الأيام وهنا تكمن أهميته، وهنا نستطيع أن نشهد ذلك الارتباط الواضح له بالحياة وأحداثها عبر تغيير أشكاله ماقبل وما بعد الثورة، فهو بشكل أو بآخر يحمل الكثير من الإشارات الرمزية لمعاناة الإنسان وقسوة الحياة في ظل الحروب والمعاناة.
أما الٱن وأقصد ما بعد الثورة وخلال تلك المرحلة الانتقالية عبر كل المساعي لتحقيق الأمان والاستقرار، لم تتضح ملامح التشكيل بعد فهو دائما وأبدا بحاجة لفترة مخاض ما قبل الولادة وكل نتاج يعرض خلال تلك الفترة هو ولادة قبل أوانها أوهو توثيق لمرحلة سابقة بكل آلامها وهذا ضروري، وماهو ضروري أكثر الإسراع في تدوير عجلة الفن عبر الندوات والمعارض التي تفسح المجال لحرية التعبير بكل أشكاله فبغير تلك الحرية لا تنهض الشعوب ولا تتطور المجتمعات.من جهته يجد الفنان سائد سلوم بأن الفن التشكيلي يعكس القضايا الإنسانية بكل متغيراتها النفسية ومشكلاتها الاجتماعية، ولكنه يحتاج إلى زمن حتى يدرك الفنان الحدث ويفهم أبعاده ذلك أن الفنان يشعر بالحاضر ويستشعر المستقبل وما فيه من قلق وتوتر وألم، فالمستقبل مهما كان تقدما جميلا فهو في الوقت ذاته تقدم نحو الهاوية أو النهاية أو يمكن إعادة الصياغة بطريقة أخرى، أنه التوجه نحو النور الذي يحرقنا كفراشة أمام المصباح.
ومن هنا لا يمكن القول إن الفنان التشكيلي يعيش خارج بيئته زمانيا ومكانيا، فالفنان بتحرك داخل هذه الإحداثيات حركة بطيئة، سريعة، إرادية، قسرية علية، ومن خلالها يكون الإنتاج الجمالي لذلك تتنوع الإنتاجات وفقا للقضايا المؤثرة ولا سيما الوجودية منها حيث المعاناة هي الأكثر تأثيرا في منظومة الفنون.ويشير سلوم بأنه في هذا العصر وليس في سورية فحسب ،بل على مستوى العالم أجمع ،أخذ الإنسان يتوه بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الحقيقة والوهم، وأكثر الاشياء التي تتعلق بالقيم والمبادئ التي تتشابك مع هذه الثنائيات تخريبيا أو "سلبياً"هو ما يسمى الجنس البشري"الذكاء الصنعي" الذي سرق من العصر تصلبه في المبادئ...وبذكاء الشيطنة الصنعية حول الصلابة إلى ذوبان ،ولا شك أنها عندما تتبرد ستتصلب من جديد لكن الإشكالية عندئذ هي القولبة الجديدة.ويشدّد سلوم بأن الفن يوثق بشكل مرئي لأحداث التاريخ المحسوسة التي تدرك بالحواس،وبشكل لا مرئي لأحداث التاريخ (المعقولة) أي التي تدرك بالعقل ،ولكن هذا يتطلب عقلاً واعياً لإدراك الأعمال الفنية التي يتطابق فيها الذاتي مع الموضوعي كسمة من سمات المعاصرة الضرورية أي للتعبير عن التفاعل التام بين الفنان والعالم المحيط به ،عندئذ يمكن القول إن الفن يوثق التاريخ ويتحايث معه لأنه من هذا المنطلق هو تعبير عن همومنا نحن في البيئة التي نعيش فيها ولكن بإنجاز الفنان "الأنا" كأسلوب.ويرى الفنان التشكيلي موفق مخول أن الفن التشكيلي في العالم ابتعد عن مشاكل البشر وهمومها لأن أفكار الاشتراكية والقوميات والأفكار الثورية لم يعد لها دور في هذا العالم التي تحكمه شركات خاصة ورأسمالية حديثة الفن في زمن الاشتراكية والشوعية كان مأدلجاً، وزمن العمال والفلاحين انتهى.وهذا زمن الفكر العبثي المادي وخاصة بعد ظهور الفن التجريدي الحديث المعاصر الذي لا ينتمي إلى أي قومية أو وطن بل ينتمي إلى حالات حسية جمالية فقط ،لذلك الفن لم يعد مسؤولاً عن هموم الناس وقضايا الأمم إنه جمالي فقط الفن بعد الثورة وقبل الثورة لم يتغير به شي لان المجتمع المثقف هو الذي يؤثر بالفن ونحن نتأمل مستقبلنا لا أعرف كم عاماً سنبقى إذا نجح المجتمع في بناء نفسه بعيداً عن الدين وعن التسيس، قد نصنع مجتمع حرية العقل وممكن أن نتأمل في لوحه لها دور في ثقافة المجتمع، ونحن الآن نفتقد إلى المجتمع المثقف لأن البعث دمر عقول البشر.
وارتأى الناقد التشكيلي علي الراعي بأن الفن التشكيلي لايزال يعكس قضايا المجتمع وسيبقى كذلك، لكن أن يتخلى عن دوره في تقديم قيم جمالية غايتها في الدرجة الأولى تقديم متعة بصرية تسرّ عين المتلقي وروحه.. لكن محنة الفن التشكيلي في سوريا اليوم ومنذ سقوط دمشق في (٨/١٢/٢٠٢٥)، عدم توفر المناخ الملائم لتقديم اتجاهات تشكيلية معاصرة، وحصل ما يشبه الخواء في كل النشاطات الثقافية والإبداعية، حتى أن مصير هذه الفنون، بل ومصير الثقافة بشكلٍ عام يبدو اليوم ضبابياُ ومجهولاُ وغير مطمئناً. إضافة إلى أن الفن التشكيلي وكما كل ابداع ليس من مهامه التوثيق، سواء التاريخي أو المعاصر، لكنه بالإمكان أن يبني إبداعات على ملامح تاريخية، وأن يُشكّل الموازي الإبداعي لكل ما يجري في الواقع، لكن ليس بالطريقة التسجيلية المباشرة لأن ذلك سيعتبر "سقطة" إبداعية، وهي ليست في صالح أي إبداع.ويضيف الراعي بأن التوثيق والتأريخ ليس من مهمات الإبداع على تنوع اتجاهاته في كل الأحوال، وإنما تقع مثل هذه المهمات على عاتق الصحافة والمؤرخين والحقوقيين والمهتمبن بالشأن الإنساني والمدني، على سبيل المثال، وعلى الإبداع أن يُقدم كل ذلك بقيم جمالية خلاقة، أو لنقل صنع معادل إبداعي لكل ما يجري لأنه في المقابل على الإبداع والفن التشكيلي كأحد أنواعه أن لا ينسلخ عن قضايا المجتمع، وأن يتناولها إبداعياً وليس كما يتناولها الصحفي، أو المحامي والقاضي وغيرهما، فرغم كل المآسي التي قد يفعم بها الواقع أن يكون تركيزه على تقديم لوحة أو منحوتة أو تمثال بكل القيم الجمالية والبصرية، بحيث يقدم المضمون أو المحتوى الإنساني على شكل مجاز من خلال الرمز الذي يظهر في ضربة ريشة بطريقة ما، او لون، أو في خلفية لونية في المشهد البصري للوحة، وكذلك من خلال التعامل مع الكتلة والفراغ ومنحنيات معينة في المنحوتة والتمثال.المصدر: RT

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 8 ساعات
- روسيا اليوم
انعطافات في المشهد التشكيلي السوري.. الفن النخبوي هل يلامس قضايا المجتمع ويؤرخ للحظاته؟
المهنية العالية.. الحساسية الروحية.. المشهدية البصرية .. الموقف الفلسفي.. كل هذه الأمور تشكّل قراءة مستفيضة وعميقة لتجارب الفنانين التشكيليين في سورية، وتتيح للمتلقي الغوص في فكره الفني ومنجزه الإبداعي ومراحل تطوره وتصاعده. ولكن رغم الأهمية البارزة للفن التشكيلي بالتعبير عن معاناة البشر زمن النزاعات والحروب، نجده يقدم انعطافة موصوفة من جهة استخدام النمط التعبيري، أو الرمزي أو حتى الواقعي، وتعكس في لوحاتهم المعاناة والصراعات والتساؤلات التي تدور بدواخلهم ، ولأن الفن مثل المرآة، يعكس ما حوله يبقى التساؤل الأبرز هل مازال الفن التشكيلي يتحسس قضايا المجتمع ؟ وهل يمكن القول بأن الفن التشكيلي بكافة فنونه يوّثق للتاريخ؟ وكيف سيكون شكل هذا الفن ومستقبله بعد التحرير في سورية ... يؤكد الفنان التشكيلي حسين صقور لـ"روسيا اليوم " أنه رغم تعدد الأساليب والإتجاهات الفنية التي تتراوح مابين التمثيل الأكثر إخلاصا لكل ماهو مرئي وظاهر كإنموذج مثالي وحاضر، ومابين عوالم الذات والعواطف والانفعالات الأكثر عمقا وقدرة على ملامسة الحالة الإبداعية بما تحمله من فرادة. إضافة للتجريب والمختبرات التقنية، يبقى الفن بكافة أشكاله انعكاسا لصور الحياة وأشكالها ضمن المجتمعات وهو المرٱة الصادقة لمدى تطور الحضارات والثقافات من خلاله نستشف حالة المجتمع سواء كان ينتمي للسكينة والرخاء أو للعوز والفقر بكل ما يحمله من عناء ومن خلاله نستكشف العادات والقيم الراسخة في المجتمعات. هو أيضا سجل مباشر أو غير مباشر لكل الصراعات و الحروب ولكل الأحداث السياسية، هو تسجيل للمواقف الانسانية حيال كل مايجري هو مواكبة للحداثة المرتبطة بالمساعي الحثيثة حول ماهية الفن والغاية منه تلك التي فرضت لغة مشفرة لا يرتقي إليها سوى نخب متابعة لتجارب الفن والفنان. ويضيف صقور بأن الفن التشكيلي هو الذاكرة الأكثر بقاء وإخلاصا، فالتركات المتبقية من ٱثار هي رسائل التاريخ للحاضر والحاضر لقادم الأيام وهنا تكمن أهميته، وهنا نستطيع أن نشهد ذلك الارتباط الواضح له بالحياة وأحداثها عبر تغيير أشكاله ماقبل وما بعد الثورة، فهو بشكل أو بآخر يحمل الكثير من الإشارات الرمزية لمعاناة الإنسان وقسوة الحياة في ظل الحروب والمعاناة. أما الٱن وأقصد ما بعد الثورة وخلال تلك المرحلة الانتقالية عبر كل المساعي لتحقيق الأمان والاستقرار، لم تتضح ملامح التشكيل بعد فهو دائما وأبدا بحاجة لفترة مخاض ما قبل الولادة وكل نتاج يعرض خلال تلك الفترة هو ولادة قبل أوانها أوهو توثيق لمرحلة سابقة بكل آلامها وهذا ضروري، وماهو ضروري أكثر الإسراع في تدوير عجلة الفن عبر الندوات والمعارض التي تفسح المجال لحرية التعبير بكل أشكاله فبغير تلك الحرية لا تنهض الشعوب ولا تتطور المجتمعات.من جهته يجد الفنان سائد سلوم بأن الفن التشكيلي يعكس القضايا الإنسانية بكل متغيراتها النفسية ومشكلاتها الاجتماعية، ولكنه يحتاج إلى زمن حتى يدرك الفنان الحدث ويفهم أبعاده ذلك أن الفنان يشعر بالحاضر ويستشعر المستقبل وما فيه من قلق وتوتر وألم، فالمستقبل مهما كان تقدما جميلا فهو في الوقت ذاته تقدم نحو الهاوية أو النهاية أو يمكن إعادة الصياغة بطريقة أخرى، أنه التوجه نحو النور الذي يحرقنا كفراشة أمام المصباح. ومن هنا لا يمكن القول إن الفنان التشكيلي يعيش خارج بيئته زمانيا ومكانيا، فالفنان بتحرك داخل هذه الإحداثيات حركة بطيئة، سريعة، إرادية، قسرية علية، ومن خلالها يكون الإنتاج الجمالي لذلك تتنوع الإنتاجات وفقا للقضايا المؤثرة ولا سيما الوجودية منها حيث المعاناة هي الأكثر تأثيرا في منظومة الفنون.ويشير سلوم بأنه في هذا العصر وليس في سورية فحسب ،بل على مستوى العالم أجمع ،أخذ الإنسان يتوه بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الحقيقة والوهم، وأكثر الاشياء التي تتعلق بالقيم والمبادئ التي تتشابك مع هذه الثنائيات تخريبيا أو "سلبياً"هو ما يسمى الجنس البشري"الذكاء الصنعي" الذي سرق من العصر تصلبه في المبادئ...وبذكاء الشيطنة الصنعية حول الصلابة إلى ذوبان ،ولا شك أنها عندما تتبرد ستتصلب من جديد لكن الإشكالية عندئذ هي القولبة الجديدة.ويشدّد سلوم بأن الفن يوثق بشكل مرئي لأحداث التاريخ المحسوسة التي تدرك بالحواس،وبشكل لا مرئي لأحداث التاريخ (المعقولة) أي التي تدرك بالعقل ،ولكن هذا يتطلب عقلاً واعياً لإدراك الأعمال الفنية التي يتطابق فيها الذاتي مع الموضوعي كسمة من سمات المعاصرة الضرورية أي للتعبير عن التفاعل التام بين الفنان والعالم المحيط به ،عندئذ يمكن القول إن الفن يوثق التاريخ ويتحايث معه لأنه من هذا المنطلق هو تعبير عن همومنا نحن في البيئة التي نعيش فيها ولكن بإنجاز الفنان "الأنا" كأسلوب.ويرى الفنان التشكيلي موفق مخول أن الفن التشكيلي في العالم ابتعد عن مشاكل البشر وهمومها لأن أفكار الاشتراكية والقوميات والأفكار الثورية لم يعد لها دور في هذا العالم التي تحكمه شركات خاصة ورأسمالية حديثة الفن في زمن الاشتراكية والشوعية كان مأدلجاً، وزمن العمال والفلاحين انتهى.وهذا زمن الفكر العبثي المادي وخاصة بعد ظهور الفن التجريدي الحديث المعاصر الذي لا ينتمي إلى أي قومية أو وطن بل ينتمي إلى حالات حسية جمالية فقط ،لذلك الفن لم يعد مسؤولاً عن هموم الناس وقضايا الأمم إنه جمالي فقط الفن بعد الثورة وقبل الثورة لم يتغير به شي لان المجتمع المثقف هو الذي يؤثر بالفن ونحن نتأمل مستقبلنا لا أعرف كم عاماً سنبقى إذا نجح المجتمع في بناء نفسه بعيداً عن الدين وعن التسيس، قد نصنع مجتمع حرية العقل وممكن أن نتأمل في لوحه لها دور في ثقافة المجتمع، ونحن الآن نفتقد إلى المجتمع المثقف لأن البعث دمر عقول البشر. وارتأى الناقد التشكيلي علي الراعي بأن الفن التشكيلي لايزال يعكس قضايا المجتمع وسيبقى كذلك، لكن أن يتخلى عن دوره في تقديم قيم جمالية غايتها في الدرجة الأولى تقديم متعة بصرية تسرّ عين المتلقي وروحه.. لكن محنة الفن التشكيلي في سوريا اليوم ومنذ سقوط دمشق في (٨/١٢/٢٠٢٥)، عدم توفر المناخ الملائم لتقديم اتجاهات تشكيلية معاصرة، وحصل ما يشبه الخواء في كل النشاطات الثقافية والإبداعية، حتى أن مصير هذه الفنون، بل ومصير الثقافة بشكلٍ عام يبدو اليوم ضبابياُ ومجهولاُ وغير مطمئناً. إضافة إلى أن الفن التشكيلي وكما كل ابداع ليس من مهامه التوثيق، سواء التاريخي أو المعاصر، لكنه بالإمكان أن يبني إبداعات على ملامح تاريخية، وأن يُشكّل الموازي الإبداعي لكل ما يجري في الواقع، لكن ليس بالطريقة التسجيلية المباشرة لأن ذلك سيعتبر "سقطة" إبداعية، وهي ليست في صالح أي إبداع.ويضيف الراعي بأن التوثيق والتأريخ ليس من مهمات الإبداع على تنوع اتجاهاته في كل الأحوال، وإنما تقع مثل هذه المهمات على عاتق الصحافة والمؤرخين والحقوقيين والمهتمبن بالشأن الإنساني والمدني، على سبيل المثال، وعلى الإبداع أن يُقدم كل ذلك بقيم جمالية خلاقة، أو لنقل صنع معادل إبداعي لكل ما يجري لأنه في المقابل على الإبداع والفن التشكيلي كأحد أنواعه أن لا ينسلخ عن قضايا المجتمع، وأن يتناولها إبداعياً وليس كما يتناولها الصحفي، أو المحامي والقاضي وغيرهما، فرغم كل المآسي التي قد يفعم بها الواقع أن يكون تركيزه على تقديم لوحة أو منحوتة أو تمثال بكل القيم الجمالية والبصرية، بحيث يقدم المضمون أو المحتوى الإنساني على شكل مجاز من خلال الرمز الذي يظهر في ضربة ريشة بطريقة ما، او لون، أو في خلفية لونية في المشهد البصري للوحة، وكذلك من خلال التعامل مع الكتلة والفراغ ومنحنيات معينة في المنحوتة والتمثال.المصدر: RT


روسيا اليوم
منذ يوم واحد
- روسيا اليوم
مصر.. إعلان يشعل غضب الزمالك ويثير جدلا واسعا في البلاد
وتضمن الإعلان وفقا لما تداولته جماهير الزمالك على منصة "إكس" مشهدا يظهر فيه مريض عقلي يفر من سيارة إسعاف مرتديًا ملابس بيضاء، وهو ما رأت فيه الجماهير إسقاطًا مهينًا يشبه أنصار النادي، المعروفين بلقب "القلعة البيضاء"، بالمتخلفين عقليًا. وفي رد فعل سريع تقدم مجلس إدارة النادي، اليوم (الإثنين) بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد شركتي "اتصالات مصر" و"كينج توت للإنتاج الفني" المسؤولة عن تنفيذ الإعلان بالإضافة إلى بلاغ إلى النائب العام ضد الشركة المنتجة. وتسبب الإعلان الذي تم بثه عبر منصات التواصل الاجتماعي، في موجة من الانتقادات من قبل جماهير الزمالك، التي اعتبرت أن محتواه يحمل "إسقاطات مهينة" تستهدف تاريخ النادي ومشاعر الملايين من مشجعيه،و يتضمن تلميحات ساخرة تنتقص من مكانة الزمالك، أحد أعرق الأندية المصرية والعربية، مما أثار استياء كبيرا بين أنصار النادي. وردا على ذلك أعلن نادي الزمالك عبر حساباته الرسمية تقديم شكوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، متهما شركتي "اتصالات مصر" و"كينغ توت للإنتاج الفني" المملوكة للمنتج عصام شعبان، بالإساءة المتعمدة. كما تقدم النادي ببلاغ إلى النائب العام ضد "كينغ توت" مطالبا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين في الإعلان، وأكد أحد أعضاء مجلس إدارة الزمالك أن "مالكي الشركة وإدارتها لا يمكن أن يقبلوا الإسقاط المهين على كيان تاريخي ارتبطت به مشاعر الملايين في مصر والوطن العربي". وأشار النادي إلى أن الشكوى تهدف إلى "وأد الفتنة" ومنع تصعيد التوتر بين جماهير الأندية المصرية، خاصة في ظل المنافسة الحامية بين الزمالك وغريمه التقليدي الأهلي. وطالب الزمالك بمحاسبة المسؤولين عن الإعلان لتجنب نشر "التعصب والفوضى والعنف" بين عشاق كرة القدم. إعلان شركة اتصالات الجديد كان مثال صارخ على الهيافة وقلة الذوق!إزاي شركة كبيرة تسمح لنفسها إنها تستخدم نادي بحجم الزمالك كأداة للسخرية والضحك الرخيص؟!يا جماعة، الزمالك نادي مصري، مؤسسة وطنية، مش عدو!اللي بتعملوه ده بيغذي التعصب، بيشعل الفتنة، وبيقلل من قيمة كل الرياضة في… من جانبه أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في بيان رسمي تلقيه شكوى نادي الزمالك، وأشار إلى أنه بدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للتحقيق في الواقعة، ف حين ولم تصدر شركتا "اتصالات مصر" و"كينج توت" أي تعليق رسمي حتى الآن، مما زاد من حدة التكهنات حول دوافع الإعلان. واستند الزمالك في شكواه إلى نص المادة (4) من القانون رقم (180) لسنة 2018 بشأن تنظيم الصحافة والإعلام، والتي تنص على أنه "يحظر على المؤسسة الصحفية والوسيلة الإعلامية والموقع الإلكتروني نشر أو بث أي مادة أو إعلان يتعارض محتواه مع أحكام الدستور، أو تدعو إلى مخالفة القانون، أو تخالف الالتزامات الواردة في ميثاق الشرف المهني، أو يخالف النظام العام أو الآداب العامة، أو يحض على التمييز أو العنف أو العنصرية أو الكراهية". ودعا نشطاء وجماهير الزمالك على منصة "إكس" إلى مقاطعة خدمات شركة الاتصالات، مطالبين باعتذار علني وتعويض عن الإساءة، وطالب البعض برفع دعوى قضائية بتعويض مالي قد يصل إلى مليار جنيه مصري، معتبرين أن الإعلان تجاوز حدود الدعابة إلى الإساءة المباشرة. في المقابل، رأى آخرون أن رد فعل الزمالك قد يكون مبالغًا فيه، مشيرين إلى أن الإعلان لم يكن يستهدف النادي بشكل مباشر. يأتي هذا الجدل في سياق رياضي مشحون، حيث يُعتبر نادي الزمالك أحد أكبر الأندية شعبية في مصر والعالم العربي، بتاريخ حافل بالبطولات بما في ذلك 5 ألقاب في دوري أبطال إفريقيا و14 لقبا في الدوري المصري. وتشهد العلاقة بين جماهير الزمالك والأهلي منافسة شرسة، غالبًا ما تتجاوز الملاعب إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مما يجعل أي محتوى يُنظر إليه على أنه مسيء حساسا للغاية. المصدر: RT يسعى النجم المصري محمد صلاح جناح فريق ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، إلى تحقيق حلمه في الحصول على جائزة "الحذاء الذهبي" الأوروبي للموسم (2024-2025). أفاد مراسل RT في مصر بوقوع حادث سقوط طائرة تدريب عسكرية في مياه البحر الأبيض المتوسط بمنطقة شاطئ 63 بمدينة رأس البر في محافظة دمياط بالقرب من الصخور المقابلة للشاطئ.


روسيا اليوم
منذ يوم واحد
- روسيا اليوم
مصر.. بلاغ ضد ابنتي الراحل نور الشريف
وأوضح المُبلّغ أن قيمة الأرض المتفق عليها بلغت 31 مليون جنيه، لكن الصفقة لم تكتمل لأسباب غير محددة، ورفضت ابنتا الفنان الراحل إعادة المبلغ المقدم. وقد حررت الجهات الأمنية محضرا بالواقعة، وبدأت التحقيقات لفحص صحة الادعاءات وملابسات القضية، تمهيدا لإحالتها إلى النيابة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية. يذكر أن مثل هذه النزاعات العقارية تظهر بين الحين والآخر في الأوساط الفنية، خاصة فيما يتعلق بممتلكات الفنانين الراحلين. ولم يصدر أي تعليق رسمي من أسرة نور الشريف حتى الآن بشأن هذه الواقعة. المصدر: القاهرة 24