logo
وفاة محمد لخضر حمينة.. مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"

وفاة محمد لخضر حمينة.. مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"

الجزيرةمنذ 10 ساعات

توفي المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، يوم الجمعة، عن عمر يناهز 95 عاما، وفق ما أعلنته عائلته. ويعد حمينة العربي والأفريقي الوحيد الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
وجاء في بيان صادر عن أبنائه أن الراحل "توفي في منزله بالعاصمة الجزائر، بعد أن ترك إرثا سينمائيا لا يقدر بثمن"، مشيدين بـ"رؤيته الفريدة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما".
كما أكدت العائلة أن محمد لخضر حمينة نجح في بناء "جسر ثقافي حقيقي بين الجنوب والغرب، ليصبح صوتا للعالم الثالث وبلاده طوال ما يقارب أربعة عقود".
بصمة خالدة
ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيستين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن "ريح الأوراس" (Le Vent des Aures) وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم "وقائع سنوات الجمر" (Chronique des annees de braise) عام 1975.
وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "بالغ الحزن والأسى" بوفاة مَن وصفه بـ"عملاق السينما العالمية" الذي ترك "بصمة خالدة في تاريخ السينما".
وشهد مهرجان كان هذه السنة، لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة "4 كاي" من فيلم "وقائع سنوات الجمر" ضمن برنامج فئة "كان كلاسيكس".
وبفضل فيلم "وقائع سنوات الجمر"، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي.
وأشار تبون إلى أنّ رائعة" لخضر حمينة هذه فتحت عيون العالم على "قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار".
وأكدت عائلة المخرج في بيانها أنّ المخرج كان "أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموما".
تناول فيلم "وقائع سنوات الجمر" نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، حيث يوثق الفترة الممتدة من عام 1939 حتى 1954، مسلطًا الضوء على ولادة أمة ومسيرة كفاح شعبها حتى اندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، والتي تواصلت حتى نيل الاستقلال في 1962.
وفي تأبينه، قال الرئيس عبد المجيد تبون "قبل أن يكون مخرجا عالميا مبدعا خلد اسمه في سجل السينما العالمية، كان محمد لخضر حمينة مجاهدا شجاعا، ساهم في تحرير وطنه من خلال ما قدمه من أعمال جسدت بطولات الثورة التحريرية، وعرّفت العالم بعدالة قضيتنا وكفاح شعبنا".
ونعى حمينة عدد من الفنانين والنقاد، فكتب الناقد الفني طارق الشناوي عبر حسابه على فيسبوك "يرحل يوم عرسه ودعنا اليوم محمد الاخضر حامينا المخرج الجزائري الكبير . بينما كانت ادارة مهرجان ( كان) تحتفل باليوبيل الذهبي 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه ( وقائع سنوات الجمر)…".
وكتب المخرج أمير رمسيس "الأخضر حامينا صاحب سعفة وقائع سنوات الجمر يرحل في أسبوع العرض الاستعاديّ لفيلمه صاحب السعفة في مهرجان كان".
النشأة والبدايات
وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير/شباط 1934 بمدينة المسيلة بمنطقة الأوراس (شمال شرق الجزائر)، في أسرة ريفية بسيطة. تلقى تعليمه في كلية زراعية، ثم واصل دراسته في مدينة أنتيب الفرنسية، حيث التقى بزوجته التي أصبحت لاحقا والدة أبنائه الأربعة.
إعلان
أثناء حرب التحرير الجزائرية، اختطف الجيش الفرنسي والده، وعذبه حتى الموت. وفي عام 1958، انضم حمينة بنفسه إلى صفوف المقاومة الجزائرية من تونس.
تعلم حمينة فن السينما بالممارسة، من خلال فترة تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل أن يبدأ في إخراج أفلام قصيرة.
انطلقت مسيرته الإخراجية عام 1964 بفيلم وثائقي بعنوان "لكن في أحد أيام نوفمبر" (Mais un jour de novembre). وعلى مدار 50 عامًا (1964-2014)، أنجز 9 أفلام، بينها وثائقي واحد و7 أفلام روائية، من أبرزها: رياح الأوراس (1966)، حسان طيرو (Hassan Terro – 1968)، ديسمبر (Décembre – 1973)، وقائع سنوات الجمر (1975)، رياح رملية (Vent de sable – 1982)، الصورة الأخيرة (La Dernière Image – 1986)، وشفق الظلال (Crépuscule des ombres – 2014.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رغم انقطاع الكهرباء.. مهرجان كان الـ78 يختتم فعالياته ويعلن القائمة الكاملة للفائزين
رغم انقطاع الكهرباء.. مهرجان كان الـ78 يختتم فعالياته ويعلن القائمة الكاملة للفائزين

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

رغم انقطاع الكهرباء.. مهرجان كان الـ78 يختتم فعالياته ويعلن القائمة الكاملة للفائزين

في ظل تصاعد التوترات الدولية، اختتم مهرجان كان السينمائي دورته الـ78 بنجاح ملحوظ. على الرغم من الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي، الذي شمل مناطق واسعة من المدينة وعطّل عددا من العروض السينمائية وأخرّ بعض الفعاليات الموازية. أثار الحادث حالة من الارتباك لدى الحاضرين، وطرح تساؤلات عن جاهزية البنية التحتية لمثل هذا الحدث العالمي. وبينما سارعت إدارة المهرجان إلى تشغيل المولدات الاحتياطية في قصر المهرجانات لضمان استمرار العروض الرئيسية، أعلنت السلطات المحلية في مدينة كان فتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب الانقطاع، وما إذا كان ناتجا عن عطل تقني، أو خلل في الشبكة الإقليمية، أو عوامل خارجية أخرى. وتمكّن المنظمون من السيطرة على الموقف بسرعة بفضل اعتمادهم على مولدات كهربائية، مما أتاح استكمال فعاليات المهرجان في موعدها، بما فيها حفل توزيع الجوائز الذي أدارته رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش. في واحدة من أكثر اللحظات اللافتة في تاريخ المهرجان، فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي بالسعفة الذهبية عن فيلمه "لم يكن سوى حادث"، وهو أول عمل له بعد رفع الحظر الحكومي عنه. الفيلم يخلط بين الغضب والسخرية السوداء، ويستعرض قصة خمسة سجناء سابقين يعتقدون أنهم تعرفوا إلى المدعي العام الذي عذّبهم في السجن. وقد استوحى بناهي الفيلم من أحاديث جرت بينه وبين سجناء آخرين خلال فترة اعتقاله. أما الجائزة الكبرى، فجاءت من نصيب المخرج النرويجي يواكيم تريير عن فيلم "قيمة عاطفية"، الذي يتناول علاقة متوترة بين مخرج وابنته الممثلة، ومحاولته إصلاحها بإشراكها في فيلمه الأكثر خصوصية. وأكد تريير أن السينما تمثل "لغة بديلة للتوحيد". جوائز الأداء التمثيلي ذهبت إلى فاغنر مورا كأفضل ممثل عن فيلم "العميل السري"، حيث يؤدي دور أب يحاول النجاة من محاولة اغتيال أيام الديكتاتورية العسكرية في البرازيل. وقد حصد الفيلم نفسه جائزة أفضل مخرج للمخرج كليبر مندونسا فيليو. الحفل شهد لحظات مرحة أيضاً، منها أداء غير متوقع للنجم جون سي. رايلي الذي غنى "La Vie En Rose" بالإنجليزية خلال تقديمه جائزة أفضل سيناريو، التي ذهبت إلى الأخوين جان بيير ولوك داردين عن فيلم "أمهات شابات". جائزة لجنة التحكيم قُسمت بالتساوي بين فيلم "صراط" للمخرج الإسباني أوليفييه لاكس وفيلم "صوت السقوط" للمخرجة الألمانية ماشكا شيلينسكي، في حين حصل المخرج الصيني بي غان على جائزة خاصة عن فيلمه "القيامة". ومنحت جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم، للمخرج العراقي حسن هادي عن فيلم "كعكة الرئيس"، وهو أول فيلم عراقي يفوز بجائزة في تاريخ مهرجان كان. وإليكم القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78: المسابقة الرسمية السعفة الذهبية:"لم يكن سوى حادث" (It Was Just an Accident) – جعفر بناهي. الجائزة الكبرى:"قيمة عاطفية" (Sentimental Value) – يواكيم تريير. أفضل مخرج: كليبر مندونسا فيليو "العميل السري" (The Secret Agent). أفضل ممثل: فاغنر مورا- "العميل السري" (The Secret Agent). أفضل ممثلة: نادية ميليتي- "الأخت الصغيرة (Little Sister). جائزة لجنة التحكيم (مناصفة): "صراط" (Sirat) – "أوليفييه لاكس" (Olivier Laxe). "صوت السقوط" (Sound of Falling) – "ماشا شيلينسك" (Mascha Schilinski). جائزة خاصة:"القيامة" (Resurrection) – بي غان. إعلان أفضل سيناريو:"أمهات شابات" (Young Mothers) – جان بيير ولوك داردين. جوائز أخرى الكاميرا الذهبية:"كعكة الرئيس" (The President's Cake) – حسن هادي. تنويه خاص بالكاميرا الذهبية: "ظل والدي" (My Father's Shadow) – أكينولا ديفيز جونيور. السعفة الذهبية للفيلم القصير:"سعيد أنك متّ الآن" (I'm Glad You're Dead Now) – توفيق برهوم. تنويه خاص للفيلم القصير"علي" (Ali) – عدنان الراجيف. جائزة العين الذهبية للفيلم الوثائقي:"إيماجو" (Imago) – ديني عمر بيتساييف. جائزة لجنة تحكيم العين الذهبية:"رجل الستة مليارات دولار | The Six Billion Dollar Man" – يوجين جاريكي. جائزة "Palme Dog" لأفضل كلب في فيلم: "باندا" (Panda) – "الحب الذي يبقى" (The Love That Remains). جوائز النقاد الدوليين جائزة النقاد (المسابقة الرسمية):"العميل السري | The Secret Agent" – كليبر مندونسا فيليو. جائزة النقاد (نظرة ما): "قنفذ البحر" (Urchin) – هاريس ديكنسون. جائزة النقاد (الأقسام الموازية):"رحلة بذور الهندباء | Dandelion's Odyssey" – موموكو سيتو | Momoko Seto نظرة ما جائزة نظرة ما:"نظرة الفلامينغو الغامضة" (The Mysterious Gaze of the Flamingo) – دييغو سيبيديس. جائزة لجنة التحكيم:"شاعر" (A Poet) – سيمون ميسا سوتو. أفضل إخراج طرزان وعراب نصار- "كان يا ما كان في غزة | Once Upon a Time in Gaza" جوائز الأداء التمثيلي كليو ديارا –"لا أرتاح إلا في العاصفة" (I Only Rest in the Storm). فرانك ديلان – "قنفذ البحر" (Urchin). أفضل سيناريو"راكب الدراجة الخلفي" (Pillion) – هاري لايتون. تنويه خاص"نورة" (Norah) – توفيق الزيدي. أسبوع المخرجين جائزة "يوروبا سينما":"ثعالب برية" (Wild Foxes) – فاليري كارنوي. جائزة المؤلفين والملحنين المسرحيين"ثعالب برية" (Wild Foxes) – فاليري كارنوي. جائزة اختيار الجمهور: "كعكة الرئيس" (The President's Cake) – حسن هادي | Hasan Hadi أسبوع النقاد الجائزة الكبرى"شبح مفيد" (A Useful Ghost) – راتشابوم بونبونتشاكوك. إعلان جائزة "اللمسة الفرنسية":"إيماجو" (Imago) – ديني عمر بيتساييف. ج ائزة مؤسسة GAN للتوزيع:"الفتاة العسراء" (Left-Handed Girl). جائزة النجم الصاعد من مؤسسة لويس روديرير: تيودور بيليرين- "نينو". جائزة لايتس سين لاكتشاف الأفلام القصيرة: "لمينا | L'mina" – رندا مروفي. جائزة المؤلفين المسرحيين للفيلم القصير: غييرمو غالو وفيكتور ألونزو بيربل– "مدينة بلا نوم | Sleepless City". جائزة "كانال بلس" للفيلم القصير: "الإيروجينيسيس | Erogenesis" – زاندرا بوبيسكو.

"كان يا ما كان في غزة" يحصد جائزة أفضل إخراج في "نظرة ما" بمهرجان كان
"كان يا ما كان في غزة" يحصد جائزة أفضل إخراج في "نظرة ما" بمهرجان كان

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

"كان يا ما كان في غزة" يحصد جائزة أفضل إخراج في "نظرة ما" بمهرجان كان

فاز الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) بجائزة أفضل إخراج ضمن قسم "نظرة ما" في الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي. الفيلم من إخراج التوأمين طرزان وعرب ناصر، وقد شهد عرضه العالمي الأول ضمن المسابقة الرسمية للقسم الذي يحتفي بالأصوات السينمائية المختلفة والجريئة. وقد تقاسم طرزان وعرب ناصر جائزة الإخراج، في خطوة اعتبرت تقديرا لرؤيتهما السينمائية المتميزة، ولقدرتهما على نقل صورة مختلفة عن غزة، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها. وعبر المخرجان عن سعادتهما وامتنانهما لهذا التكريم، مشيرَين إلى أن السينما بالنسبة لهما كانت دائمًا محاولة للبقاء، ورسالة حياة وسط الركام. مقاومة في زمن الحصار تدور أحداث الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" عام 2007، داخل قطاع غزة المحاصر، حيث يتتبع العمل قصة صديقين يحاولان البقاء وسط واقع خانق. يحيى، طالب جامعي يحلم بالهروب من القطاع، يعمل على إعداد الفلافل في زاوية مطبخ صغير داخل مطعم يملكه صديقه أسامة. يستخدم مطحنة لحم يدوية لطحن الفول والأعشاب، في ظل انقطاع دائم للكهرباء، أما أسامة فهو شاب ذو شخصية آسرة، يدير مطعمه البسيط بينما ينخرط في تهريب الحبوب المخدرة مستعينا بوصفات طبية مسروقة. معًا، يستخدمان وجبات الفلافل لإخفاء تلك الحبوب وتوزيعها سرا. في الخلفية، يلاحقهما شرطي فاسد يحاول السيطرة عليهما مستخدما سلطته وسلوكه القمعي، لتتحول رحلتهما إلى مواجهة مع الفساد، في سردية تمزج بين المرارة والروح الساخرة، بعيدًا عن الطرح السياسي المباشر. غزة التي لم تعد كما كانت خلال العرض العالمي الأول لفيلمهما "كان يا ما كان في غزة" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، صرّح المخرجان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر أن أحداث الفيلم تدور في عام 2007، وهي مرحلة مفصلية في تاريخ القطاع، إذ كان يرزح آنذاك تحت حصار خانق، مما زاد من تعقيد الحياة اليومية للسكان وفاقم تدهور الأوضاع المعيشية وأوضح الأخوان ناصر، اللذان غادرا غزة عام 2012، أن الواقع الذي يصوره الفيلم لم يعد موجودًا كما كان، قائلين إن القطاع اليوم يواجه كارثة إنسانية حقيقية بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى دمار واسع النطاق وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا. وقال طرزان إن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة اشتد تدريجيًا عبر السنوات، حتى بلغ حد "الإبادة الجماعية"، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يزال يتحكم حتى في كمية السعرات الحرارية المسموح بدخولها إلى القطاع. ورغم هذا الواقع المأساوي، شدد المخرجان على أن أهل غزة ما زالوا يتمسكون بالحياة، ويتمتعون بقدرة لافتة على الصمود. وذكر طرزان أن والده لا يزال يقيم في شمال غزة، رغم تدمير منزل العائلة، مضيفا أن والده كان يحرص دائما على ترميم ما تهدم من منزله فور سقوط أي صاروخ. وأشار الشقيقان إلى أن أفلامهما لا تسعى إلى تقديم خطابات سياسية مباشرة، بل تهدف إلى تسليط الضوء على الإنسان الفلسطيني، وعلى تفاصيل حياته اليومية في ظل ظروف استثنائية، وقالا إن ما يعنيهما أكثر هو الإنسان "من يكون، وكيف يعيش، وكيف يحاول التكيّف مع واقع بالغ القسوة". ذكر الشقيقان أن فكرة فيلم "كان يا ما كان في غزة" وُلدت عام 2015، وعملا على تطويرها على مدى سنوات من خلال كتابة عدة مسودات متتالية للسيناريو. وأوضحا أن الهدف كان تقديم صورة مختلفة لغزة بأسلوب مستلهم من روح السينما الغربية، من خلال قصة بسيطة تسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية لسكّان القطاع، عبر شخصيتين أو ثلاث. وأكدا أن الإلهام جاء من مدينتهما الأصلية، غزة، حيث يبقى البُعد الإنساني حاضرًا رغم الاحتلال والحصار والظروف القاسية، مشددَين على أن إنسانية الناس هناك تظل جوهرا لا يمكن محوه. الشقيقان طرزان وعرب ناصر اللذان شاركا من قبل في مهرجان كان بفيلمها القصير "كوندوم لد" في عام 2013، بعد مرور 12 عاما يعودان ليحصدا جائزة "نظرة ما" في الإخراج، بفيلم "كان يا ما كان في غزة"، وهو ثالث أفلامهما الروائية. والفيلم من إنتاج دولي مشترك بين فرنسا وألمانيا والبرتغال وفلسطين، بمشاركة قطر والأردن. فريق العمل والمشروعات القادمة يشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين البارزين، من بينهم نادر عبد الحي، الذي عُرف بأدائه في فيلم "فرح"، ورمزي مقدسي، أحد أبطال فيلم "اصطياد أشباح" الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين، إلى جانب مجد عيد، الذي شارك في فيلم "عنكبوت مقدس" الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان. أما المشروع السينمائي المقبل للأخوين ناصر، فيتناول حكاية 3 نساء من غزة تتقاطع طرقهن في خضم واقع قاس، ويكشف عن نضالهن اليومي وتحدياتهن المستمرة من أجل البقاء، حيث يسلط الضوء على قوتهن وصمودهن في الدفاع عن أبسط حقوقهن في الحياة.

وفاة محمد لخضر حمينة.. مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"
وفاة محمد لخضر حمينة.. مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

وفاة محمد لخضر حمينة.. مخرج صَنع مجده بين ظلال الثورة الجزائرية وأضواء "كان"

توفي المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، يوم الجمعة، عن عمر يناهز 95 عاما، وفق ما أعلنته عائلته. ويعد حمينة العربي والأفريقي الوحيد الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وجاء في بيان صادر عن أبنائه أن الراحل "توفي في منزله بالعاصمة الجزائر، بعد أن ترك إرثا سينمائيا لا يقدر بثمن"، مشيدين بـ"رؤيته الفريدة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ السينما". كما أكدت العائلة أن محمد لخضر حمينة نجح في بناء "جسر ثقافي حقيقي بين الجنوب والغرب، ليصبح صوتا للعالم الثالث وبلاده طوال ما يقارب أربعة عقود". بصمة خالدة ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا 4 مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيستين، هما جائزة أفضل فيلم أول عن "ريح الأوراس" (Le Vent des Aures) وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم "وقائع سنوات الجمر" (Chronique des annees de braise) عام 1975. وفي رسالة تعزية، أبدى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "بالغ الحزن والأسى" بوفاة مَن وصفه بـ"عملاق السينما العالمية" الذي ترك "بصمة خالدة في تاريخ السينما". وشهد مهرجان كان هذه السنة، لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة "4 كاي" من فيلم "وقائع سنوات الجمر" ضمن برنامج فئة "كان كلاسيكس". وبفضل فيلم "وقائع سنوات الجمر"، حقق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي. وأشار تبون إلى أنّ رائعة" لخضر حمينة هذه فتحت عيون العالم على "قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار". وأكدت عائلة المخرج في بيانها أنّ المخرج كان "أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموما". تناول فيلم "وقائع سنوات الجمر" نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال، حيث يوثق الفترة الممتدة من عام 1939 حتى 1954، مسلطًا الضوء على ولادة أمة ومسيرة كفاح شعبها حتى اندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، والتي تواصلت حتى نيل الاستقلال في 1962. وفي تأبينه، قال الرئيس عبد المجيد تبون "قبل أن يكون مخرجا عالميا مبدعا خلد اسمه في سجل السينما العالمية، كان محمد لخضر حمينة مجاهدا شجاعا، ساهم في تحرير وطنه من خلال ما قدمه من أعمال جسدت بطولات الثورة التحريرية، وعرّفت العالم بعدالة قضيتنا وكفاح شعبنا". ونعى حمينة عدد من الفنانين والنقاد، فكتب الناقد الفني طارق الشناوي عبر حسابه على فيسبوك "يرحل يوم عرسه ودعنا اليوم محمد الاخضر حامينا المخرج الجزائري الكبير . بينما كانت ادارة مهرجان ( كان) تحتفل باليوبيل الذهبي 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية عن فيلمه ( وقائع سنوات الجمر)…". وكتب المخرج أمير رمسيس "الأخضر حامينا صاحب سعفة وقائع سنوات الجمر يرحل في أسبوع العرض الاستعاديّ لفيلمه صاحب السعفة في مهرجان كان". النشأة والبدايات وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فبراير/شباط 1934 بمدينة المسيلة بمنطقة الأوراس (شمال شرق الجزائر)، في أسرة ريفية بسيطة. تلقى تعليمه في كلية زراعية، ثم واصل دراسته في مدينة أنتيب الفرنسية، حيث التقى بزوجته التي أصبحت لاحقا والدة أبنائه الأربعة. إعلان أثناء حرب التحرير الجزائرية، اختطف الجيش الفرنسي والده، وعذبه حتى الموت. وفي عام 1958، انضم حمينة بنفسه إلى صفوف المقاومة الجزائرية من تونس. تعلم حمينة فن السينما بالممارسة، من خلال فترة تدريب في إحدى القنوات التونسية، قبل أن يبدأ في إخراج أفلام قصيرة. انطلقت مسيرته الإخراجية عام 1964 بفيلم وثائقي بعنوان "لكن في أحد أيام نوفمبر" (Mais un jour de novembre). وعلى مدار 50 عامًا (1964-2014)، أنجز 9 أفلام، بينها وثائقي واحد و7 أفلام روائية، من أبرزها: رياح الأوراس (1966)، حسان طيرو (Hassan Terro – 1968)، ديسمبر (Décembre – 1973)، وقائع سنوات الجمر (1975)، رياح رملية (Vent de sable – 1982)، الصورة الأخيرة (La Dernière Image – 1986)، وشفق الظلال (Crépuscule des ombres – 2014.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store