
السودان.. ألفان و729 إصابة بالكوليرا بينها 172 وفاة خلال أسبوع
وأفادت الوزارة في بيان، بـ"تصاعد الإصابات بالكوليرا بعدد من الولايات وبلغت 2729 إصابة خلال أسبوع بينها 172 حالة وفاة".
وأوضحت أن "90 بالمئة من الإصابات الجديدة بولايات الخرطوم والجزيرة (وسط) وشمال كردفان (جنوب) وسنار (جنوب شرق) والنيل الأبيض (جنوب) ونهر النيل (شمال)".
من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن الكوليرا "تنتشر بصورة كبيرة في ولاية الخرطوم، وتعمل المنظمة عن كثب مع وزارة الصحة لتعزيز جهودها والاستجابة لتفشي المرض".
وتحدثت المنظمة الدولية في بيان، عن وجود "13 وحدة لعلاج الكوليرا تعمل في ولاية الخرطوم، وتدعم المنظّمة 7 منها لضمان عملها بكامل طاقتها وإمكانية توسيع قدراتها تبعاً للاحتياجات".
وناشدت المنظمة الجهات المانحة والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية "للارتقاء بجهود تعزيز المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الخرطوم على وجه السرعة للحد من تفشي المرض".
والسبت، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أن متوسط حالات الإصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم بحدود 600 إلى 700 حالة أسبوعيا خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
بينما بلغ عدد الإصابات بالكوليرا 60 ألفا و993 بينها ألف و632 حالة وفاة، وفق آخر إخصائية حكومية صدرت في 6 مايو/ أيار الجاري.
وفي 12 أغسطس/ آب 2024، أعلنت السلطات السودانية الكوليرا وباءً في البلاد، لكنه شهد تراجعا منذ فبراير/ شباط 2025 قبل أن يعاود مرة أخرى جراء استعمال مياه الشرب الملوثة بسبب توقف محطات رئيسية للمياه بعدة مناطق، وفق مراقبين.
وتتزامن الكوارث الصحية بالبلاد هذه الأيام مع معاناة انقطاع المياه والكهرباء بأنحاء واسعة من البلاد جراء استمرار حرب متواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش و"الدعم السريع" خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
الكوليرا وباء الفقر والحروب... 10 أسئلة
عرف الإنسان الكوليرا كمرض معد ينتشر في المياه الملوثة وخصم شرس ومحرك للتاريخ، ومقياس لقوة البكتيريا على جسم الإنسان. وخاض صراعاً طويلاً مع هذا الوباء الذي ظهرت أولى موجاته الوبائية في القرن الـ18 وأودت بحياة الملايين، لكنها أسهمت في النهضة العلمية الحديثة، وكذلك في تطوير البنى التحتية وأنظمة الصرف الصحي في المدن والأرياف وخصوصاً في لندن وباريس اللتين تلوثت أنهارهما بسبب المصانع الجديدة وكذلك تحويل مياه الصرف الصحي إليها. على رغم التقدم في العلاج والوقاية، لا تزال الظروف الاجتماعية والسياسية السيئة في بعض الدول تعيد هذا العدو، كما في السودان الذي يشهد واحدة من حروبه الأهلية القاسية منذ سنوات. وفي ما يلي عشرة أسئلة وإجاباتها عن ذلك الوباء الشرس: 1. ما هو مرض الكوليرا؟ وكيف نعرف أننا مصابون به؟ الكوليرا هو عدوى بكتيرية تهاجم الأمعاء الدقيقة، وتحدث خللاً عنيفاً في توازن الجسم المائي والملحي. لا يحدث المرض تدريجياً كما في الأمراض الأخرى، بل تظهر الأعراض فجأة وبلا مقدمات. وهي بداية بالإسهال المائي الشديد، فيبدأ المريض في فقدان السوائل بسرعة كبيرة، ثم يبدأ بالتقيؤ ويشعر بعطش شديد، وبعد قليل تظهر التشنجات العضلية المؤلمة بسبب نقص الأملاح. وخلال ساعات، قد يصاب المريض بهبوط في الضغط ثم بالغيبوبة، ثم بالموت. 2. ما الذي يسبب الكوليرا؟ العدو هو بكتيريا تدعى Vibrio cholerae. لا ترى بالعين المجردة إلا بحجم الدمار الذي تتركه خلفها حيث تمر. تعيش هذه البكتيريا في المياه الملوثة، وتنتقل بسهولة، وغياب الصرف الصحي السبب الأول لتفشي الكوليرا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تبدأ البكتيريا رحلتها داخل الجسد، فتستقر في الأمعاء وتفرز سمومها، ويسمى بمرض الفقراء، لأنه ضيف مخيمات اللاجئين، ونزيل الأحياء الشعبية الفقيرة وغير النظيفة والتي يندر فيها المياه الصالحة للشرب. 3. لماذا سميت الكوليرا بهذا الاسم؟ كلمة كوليرا Cholera إغريقية قديمة، وتعني المادة الصفراء التي يحتوي عليها الجسم، إضافة إلى مواد أخرى شكلت أساس الطب الإغريقي القديم أي السوداء والدم والبلغم. كان الإغريق يعتقدون أن اختلال هذه الأخلاط يسبب الأمراض، والكوليرا كما فهموها تنتج من فائض المادة الصفراء في الجسم. في العصور الوسطى صار اسم المرض "داء الصفراء" وبقي على هذا الاسم حتى انتشار الوباء في القرن الـ19. والاسم يعكس الفهم القديم المتوارث لأسباب هذا المرض ولم يتغير بعد اكتشاف البكتيريا التي تتسبب به. 4. كيف ظهر مرض الكوليرا أول مرة في التاريخ؟ أول ظهور معروف للكوليرا كان في بدايات القرن الـ19 في مقاطعة البنغال الهندية، بالقرب من دلتا نهر الغانج، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن هذا المرض انتشر منذ قرون بعيدة لكنه لم يكن يخضع للتشخيص. في عام 1817، بدأت أول جائحة موثقة للكوليرا. صعدت البكتيريا من موطنها الطبيعي بين المستنقعات وأنهار الهند على ظهر سفن التجارة البريطانية، ثم انتقلت عبر المحيطات إلى الصين وبلاد فارس ثم إلى روسيا، وإلى شرق أفريقيا. وتشير الأرقام التقديرية إلى أن عدد ضحايا تلك الجائحة زاد على المليون، وكان العالم حينها لا يعرف عن الكوليرا أصلاً، ولم تكن هناك مضادات حيوية أو وسائل تعقيم أو حتى فهم لفكرة "العدوى بالبكتيريا". 5. كيف دخلت جوائح الكوليرا في ثقافات الشعوب منذ القرن الـ19 حتى اليوم؟ في إيطاليا القرن الـ19، تحولت الكوليرا إلى "لعنة إلهية" تشغل حيزاً في سيمفونيات الأوبرا كما في أوبرا "لا ترافياتا". في الهند انتشرت أغان عن المرض تحولت إلى جزء من الفولكلور الشعبي بمرور السنوات، وهي عبارة عن أغان تمزج بين الدعاء والأسى والاحتجاج، بينما تسلل الكوليرا في العالم العربي إلى الشعر والمواويل الحزينة، ودخل إلى عوالم القصص الشعبية. هناك الرواية الشهيرة حول العالم "الحب في زمن الكوليرا" لغابرييل غارسيا ماركيز والتي تحولت إلى أفلام كثيرة وترجمت إلى معظم لغات العالم ونال عنها ماركيز جائزة نوبل للأدب. 6. هل استخدمت الكوليرا كسلاح بيولوجي في التاريخ؟ استخدمت الكوليرا كسلاح بيولوجي في القرن الـ19، حين وجهت أصابع الاتهام للجيش الروسي بنشر العدوى عمداً في مناطق متمردة. وفي الحرب الأهلية الأميركية، تناولت التقارير محاولات تلويث آبار المياه ببراز مرضى الكوليرا. وفي اليابان في الحرب العالمية الثانية أجرت وحدة 731 تجارب على الأسرى الصينيين. ولا تزال بكتيريا الكوليرا ضمن لائحة الأسلحة البيولوجية المحظورة دولياً. 7. ما هي أبرز موجاته الوبائية؟ اجتاح الكوليرا العالم في سبع موجات رئيسة. كانت أوروبا، تسمي موجات الكوليرا "موت آسيا" وكانت قد وصلت إليها في الموجة الثانية، في ثلاثينيات القرن الـ19، ودفعت مدينة لندن إلى تحسين نظام المجاري، بعد أن مات الآلاف، ليس من الفقراء وحدهم، بل من الطبقة الوسطى أيضاً. الموجة الأطول عمراً، بدأت في 1961، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، وتضرب بين حين وآخر اليمن، هايتي، السودان، العراق، وغيرها. 8. ماذا عن علاقة الدول والمنظمات الدولية مع الكوليرا في الوقت الراهن؟ تحاول الدول والمنظمات مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومراكز السيطرة على الأمراض، تشكيل جبهة قوية تحارب الكوليرا بمنهجية. الجهود العالمية ترتكز على الوقاية والكشف المبكر، والعلاج السريع. عندما تظهر موجة وبائية بسبب تفشي بكتيريا الكوليرا يتم إرسال الفرق الطبية المتخصصة لتقييم الوضع وعلاج المرضى وتحليل مصادر العدوى، وإعطاء اللقاحات. تفشي الكوليرا ما زال مرتبطاً بالفقر والحروب والكوارث الطبيعية، في دول مثل اليمن وهايتي والسودان. 9. ما هي أبرز التحديات التي تواجه محاربة الكوليرا اليوم؟ الفقر والحروب والكوارث، وانهيار البنى التحتية، هي أبرز التحديات. في مناطق النزاعات المسلحة مثل اليمن وسوريا والسودان تنهار الأنظمة الصحية والماء والصرف الصحي ما يجعلها أرضاً خصبة للكوليرا. وغالباً في غياب مياه الشرب الآمنة، يلجأ الناس إلى مصادر مياه ملوثة. وهناك تحدي قلة التوعية والتعليم الصحي فكثير من فقراء أحزمة البؤس المنتشرة حول عواصم العالم الثالث لا يعرفون أساسات الوقاية، أو لا يملكون أدوات النظافة، وبسبب الأزمات العالمية المتعاقبة ينخفض الاهتمام بأمراض "الفقراء" على مستوى العالم. 10. كيف تطورت أساليب علاج الكوليرا عبر الزمن؟ كان علاج الكوليرا قبل القرن الـ19 يتم عبر التمائم السحرية والطرق التقليدية. في منتصف القرن الـ19، اكتشف الأطباء أهمية تعويض السوائل، هذا الفهم البسيط غير قواعد اللعبة بالكامل، لأنه في أكثر الحالات يقتل الجفاف المريض، وليس البكتيريا نفسها بالضرورة. في النصف الثاني من القرن الـ20، ظهرت المضادات الحيوية التي تساعد في تقليل مدة المرض وشدة الأعراض. أما اليوم، في ظل التقدم الطبي، تتوافر لقاحات الكوليرا التي تحد من انتشار المرض.


حضرموت نت
منذ 6 ساعات
- حضرموت نت
أطباء بلا حدود تغادر محافظتي مأرب وتعز
حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» من تأثيرات وصفتها بالمدمّرة على المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين جراء الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وأعلنت مغادرتها محافظتي مأرب وتعز بعد سنوات من العمل في مجال تقديم الرعاية الطبية الحرجة للمتضررين من الحرب التي فجّرها الحوثيون بعد انقلابهم على الشرعية. وفي حين تؤوي مأرب أكثر من 60 في المائة من النازحين اليمنيين داخلياً، سبق أن غادرتها 35 منظمة أخرى منذ سريان التهدئة مع الحوثيين. وقالت «أطباء بلا حدود» إنها سلّمت أنشطتها الطبية إلى السلطات المحلية في مأرب، فيما أكدت مصادر عاملة في قطاع الإغاثة وجود انعكاسات سلبية لهذه الخطوة التي ستؤدي إلى توقّف الخدمات التي كانت تُقدَّم في القطاع الصحي، في المحافظة التي يعيش فيها أكثر من 1.5 مليون من النازحين داخلياً، وهو ما سيؤدي إلى إيقاف عمل المراكز الصحية في أغلب مخيمات النزوح. ومنذ 2019 عملت منظمة «أطباء بلا حدود» مع السلطات المحلية والصحية في محافظة مأرب لتوفير رعاية صحية مجانية وعالية الجودة، وتقديم الرعاية الأساسية للنازحين والمهاجرين في مركز الرعاية الصحية الأولية. وبحسب بيانات المنظمة، فإنها دعمت مكتب الصحة بالمحافظة في مركز الرمسة للرعاية الصحية الأولية، وطوال عام 2024 قدّمت المنظمة 32 ألف استشارة خارجية، وألفين و640 استشارة ما قبل الولادة، وأدخلت 420 طفلاً إلى مركز التغذية العلاجية المتنقلة، وقدّمت 6 آلاف لقاح. وفي مدينة تعز التي شهدت أزمة صحية خانقة، مع الصراع والانهيار الاقتصادي ومحدودية الوصول إلى الرعاية، أفادت منظمة «أطباء بلا حدود» بأنها قدمت خلال العام الماضي، 22 ألفاً و580 استشارة قبل الولادة، و5 آلاف و835 استشارة بعد الولادة، واستقبلت 4 آلاف و214 مريضاً في جناح الولادة، وألفاً و558 طفلاً في قسم حديثي الولادة، وساعدت في 8 آلاف و879 ولادة. وفي كلا المشروعين، قدّمت المنظمة الدولية – بحسب بياناتها – استجابة طارئة لتفشي الكوليرا والحصبة، بالإضافة إلى توزيع طرود من المواد غير الغذائية على السكان النازحين داخلياً المتضررين من الفيضانات. وأبدت تيلا محمد، رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود» إعجابها الشديد بصمود الشعب اليمني خلال الأوقات الصعبة والمليئة بالتحديات، وقالت إن دعم المحتاجين، وخاصة النساء والأطفال، كان مسؤولية جسيمة. وعبّرت المسؤولة الدولية عن امتنانها لخدمة المجتمعات، وأكدت أن المنظمة ملتزمة بدعم الوصول إلى الرعاية الصحية عبر مشاريعها المتبقية في اليمن. وأوضحت المنظمة أنه ورغم مغادرتها محافظتي مأرب وتعز، فإنها لا تزال تنشط في عشر محافظات في جميع أنحاء اليمن، وتواصل تقديم رعاية الإصابات، وخدمات الأمومة والطفولة، والدعم الطبي الطارئ في المناطق التي تواجه أزمات إنسانية وصحية حادة. وفي وقت أصبح الوصول الإنساني أكثر خطورة من أي وقت مضى، حضت المنظمة جميع أصحاب المصلحة على حماية البنية التحتية الطبية، وضمان وصول آمن ودون عوائق إلى الرعاية الصحية للمحتاجين. وبحسب بيان المنظمة فقد أدّت سنوات الصراع إلى تدمير البنية التحتية العامة، حيث يفتقر الملايين في اليمن إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية. وقالت المنظمة إن القصف الأخير لمطار صنعاء وميناء الحديدة، وهما نقطتا دخول حيويتان للإمدادات الإنسانية والموظفين الذين يسافرون من وإلى اليمن، سيكون مدمّراً للشعب اليمني، الذي يعاني بالفعل من أزمة إنسانية هائلة. يشار إلى أن منظمة «أطباء بلا حدود» تعمل في اليمن منذ عام 1986 وحافظت على وجود مستمر منذ عام 2007، ويرتكز عملها على الاحتياجات الطبية، ويتم تنفيذه بشكل مستقل عن الأجندات السياسية أو الاقتصادية أو الدينية. وتحصل المنظمة على 90 في المائة من تمويلاتها من جهات مانحة خاصة، ما سمح لها بتقييم الاحتياجات بحرية، والوصول إلى المجتمعات، وتقديم المساعدة بشكل مباشر.

العربية
منذ 8 ساعات
- العربية
الكوليرا تعصف بالسودان.. والصحة العالمية تندد باستهداف المرافق الصحية
فيما يبذل الأطباء في السودان جهودا لاحتواء تفش للكوليرا في العاصمة، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، عن شعوره بـ"الهلع" إزاء هجوم على مرافق صحية بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان في وسط السودان. وأضاف المسؤول الأممي: "الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تتوقف. ندعو إلى حماية جميع البنى التحتية الصحية والعاملين فيها. أفضل دواء هو السلام". وأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" أن قوات الدعم السريع "قصفت مستشفى الضمان بمسيرة مما أدى إلى سقوط 6 قتلى وجرح 12، وفي الوقت نفسه قصفت بالمدفعية الثقيلة" أحياء الأبيض، مشيرا إلى أن القصف استهدف مستشفى آخر. وأكّدت إدارة المستشفى الحصيلة، مؤكدة أن المرفق الطبي بات "خارج الخدمة إلى حين إشعار آخر". أزمة تفشي الكوليرا وفي الخرطوم حيث قضى العشرات هذا الأسبوع من جراء تفشي الكوليرا، واجه الأطباء صعوبات في علاج المرضى في خضم نقص في الإمدادات وتسارع التفشي. وقال الطبيب حمد عادل، من منظمة "أطباء بلا حدود" لـ"فرانس برس" من مستشفى بشائر: "نستخدم كل الوسائل المتاحة للحد من انتشاره وعلاج المرضى المصابين". وأظهرت لقطات لتلفزيون "فرانس برس" مرضى مستلقين على أسرة معدنية متهالكة، يتلقون علاجا وريديا في مركز عزل موقت يقتصر على خيمة منصوبة تحت الشمس الحارقة مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية. جنبا إلى جنب في قسم مخصص لهم، يستلقي أطفال نحيلون ومتعبون مع تحذير منظمات إغاثة من كارثة صحية. والكوليرا عدوى معوية حادة تنجم عن تناول طعام أو مياه ملوثة تسبب الإسهال والقيء ويمكن أن تؤدي إلى التجفاف الشديد والموت في غياب العلاج الفوري، وقد تُشكل خطرا على الأطفال الصغار بشكل خاص. وفي مستشفيات أخرى في الخرطوم تخطت قدرتها الاستيعابية، اضطر أطباء إلى إبقاء مرضى على الأرض في الممرات والباحات. ويتم تحميل مسؤولية التفشي إلى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب ضربات بمسيرات لقوات الدعم السريع طاولت محطات الطاقة، ما حرم الملايين في المدينة هذا الشهر من المياه النظيفة. وأُجبر حوالى 90% من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك، بحسب نقابة الأطباء، فيما تم اقتحام المنشآت الصحية بشكل دوري وقصفها ونهبها. قصف منشأة لبرنامج الأغذية العالمي ومع دخول الصراع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا وأجزاء من الجنوب. ولم تتمكن قوات الدعم السريع من السيطرة على الفاشر لتشديد قبضتها على إقليم دارفور، لكنها تواصل قصف المدينة العالق فيها سكان مدنيون يتضورون جوعا. الخميس، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن منشأة تابعة له "أصيبت وتضررت بشكل كبير من جراء قصف متكرر لقوات الدعم السريع". وقال مبعوث الرئيس الأميركي مسعد بولس الجمعة "إن إتاحة الوصول الآمن والمستدام للفرق الإنسانية أمر بغاية الأهمية، والانتهاكات التي تعرض للخطر مدنيين وجهود إغاثة تتطلب اهتماما جادا". وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وتسببت بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم. وشهدت الخرطوم الكبرى معارك معظم العامين الماضيين خلال الحرب. وأعلنت الحكومة المرتبطة بالجيش الأسبوع الماضي أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين على استعادة معظم أنحاء العاصمة. ولحقت بالمدينة أضرار جسيمة فيما البنى التحتية للصحة والصرف الصحي بالكاد تعمل. وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن "السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة". وأضافت أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى". ونزح ما لا يقل عن 3 ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34 ألف شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكان للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية. التطورات الميدانية وفي فبراير (شباط)، كسر الجيش السوداني حصارا فرضته قوات الدعم السريع نحو عامين لمدينة الأبيض الواقعة عند تقاطع استراتيجي يربط الخرطوم (400 كيلومتر) بإقليم دارفور بغرب البلاد. وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في دارفور ما زال الجيش يسيطر عليها. وأعلنت قوات الدعم الخميس سيطرتها على بلدتين استراتيجيتين في كردفان. ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو "حميدتي". وكان الجيش استعاد السيطرة على مدينة الخوي التي تقع على مسافة نحو 100 كيلومتر من الأبيض وتعد مفترق طرق استراتيجيا بين الخرطوم ودارفور، لفترة وجيزة قبل نحو عشرة أيام، قبل أن تسقط مجددا في أيدي قوات الدعم السريع الخميس. وأعلنت قوات الدعم الخميس سيطرتها على الدبيبات، وهي بلدة رئيسية تربط ولايتي شمال وجنوب كردفان. وأكد شهود عيان لـ"فرانس برس" هذه السيطرة.