
زيارة لاكروا تُعزز دعم 'اليونيفيل'.. ورسائل مهمة قبل التجديد
كتب داود رمال في 'الانباء الكويتية':
مع اقتراب موعد التجديد السنوي لقوات الطوارئ الدولية المعززة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، اكتسبت زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان ـ بيار لاكروا إلى لبنان أهمية استثنائية، ليس فقط من ناحية توقيتها، بل لما تمثله من رسالة واضحة حيال التزام الأمم المتحدة الثابت بالسلام والاستقرار في جنوب لبنان، وسط واقع إقليمي بالغ التوتر وتحديات أمنية متسارعة.
أتت هذه الزيارة في سياق جولة إقليمية مقررة، لكنها تحمل دلالات لبنانية خاصة، إذ تندرج ضمن العد العكسي للتجديد المنتظر لولاية «اليونيفيل»، في لحظة سياسية دقيقة تمر بها البلاد، وتترافق مع تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
لم تكن زيارة لاكروا مجرد محطة بروتوكولية، بل انطوت على أبعاد سياسية وأمنية وإنسانية عميقة، جسدتها لقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى قيادة «اليونيفيل» وزملائه من عناصر حفظ السلام، في لحظة انتقالية تشهد تسليم القيادة من الجنرال الاسباني أرولدو لاثارو إلى خلفه الجنرال الايطالي ديوداتو أبانيارا، في خضم وضع ميداني هش.
وقد حرص لاكروا، في هذا السياق، على الاطلاع المباشر على الواقع الحدودي عبر زيارته مناطق لبنانية قريبة من الخط الأزرق تضررت بشدة من الحرب الاسرائيلية الأخيرة، في خطوة تحمل طابع التقييم الميداني للمخاطر الداهمة، كما حملت في طياتها تعاطفا مع المجتمعات المتأثرة من النزاع، ورسالة تضامن دولية لا تخلو من بعد سياسي ضاغط في وجه من يسعى لتقويض الاستقرار.
وفي بعد آخر لا يقل دلالة، شكلت جولة لاكروا البحرية على متن إحدى سفن قوة «اليونيفيل» البحرية قبالة ساحل الناقورة، مؤشرا على حرص المنظمة الدولية على متابعة العمليات العسكرية والأمنية البرية والبحرية على حد سواء، في إطار المهام الموكلة إلى البعثة بموجب القرار 1701، وهو القرار الذي يبقى ركيزة الحضور الدولي في الجنوب، وضمانة الحد الأدنى من التوازن الأمني الهش.
واستنادا إلى مصدر ديبلوماسي في بيروت، قال لـ«الأنباء» انه «بدا واضحا أن لاكروا يحمل رسالة مزدوجة، من جهة تأكيد الدعم الدولي المتواصل لليونيفيل بوصفها عنصرا أساسيا في تثبيت وقف الأعمال العدائية وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة، ومن جهة أخرى التشديد على أن الهدوء النسبي القائم لا يمكن الركون إليه أو اعتباره استقرارا دائما، بل هو هدوء دقيق ومشروط وقابل للتآكل في أي لحظة إذا لم تستكمل المسارات السياسية والأمنية الداعمة له.
وقد عكس مضمون لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين هذه الحقيقة، إذ تم التشديد على ضرورة التمسك بتفاهمات القرار 1701 وتفعيل التعاون القائم بين اليونيفيل والجيش اللبناني، الذي يشكل العمود الفقري لأي استراتيجية ناجعة لحفظ الأمن في الجنوب».
تكمن أهمية الزيارة أيضا في إعادة التأكيد الأممي على الحاجة إلى بيئة سياسية داعمة ودينامية حكومية تواكب عمل البعثة، في ظل ظروف ميدانية ومناخات إقليمية لا تحتمل التراخي أو الغموض.
واستنادا إلى المصدر الديبلوماسي نفسه «فالرسالة واضحة: لا يمكن تحميل اليونيفيل وحدها عبء الاستقرار، بل المطلوب شراكة متكاملة مع الدولة اللبنانية، تشريعيا وأمنيا وشعبيا، في ظل محيط يغلي على خطوط التماس المختلفة، من فلسطين المحتلة إلى الجولان، وايران وما بعدها».
كما لم يغفل لاكروا التعبير عن التقدير العميق لجهود جنود حفظ السلام في بيئة معقدة، محفوفة بالمخاطر اليومية، سواء من ناحية الاستهداف المباشر أو من ناحية القيود المفروضة على تحركاتهم. وهو بذلك يعيد تسليط الضوء على أهمية حماية البعثة وتسهيل مهامها، بوصفها حاجة دولية ولبنانية في آن، وليس عبئا أو أداة ضغط، كما يسوق البعض في حملات ظرفية لا تصمد أمام الوقائع.
في المحصلة، أكد مصدر سياسي رفيع لـ«الأنباء» انه «يمكن اعتبار زيارة لاكروا بمثابة تمهيد ديبلوماسي وأمني لإعادة تثبيت الحضور الدولي في جنوب لبنان، ورسالة تحذير من خطر انفراط الهدوء عند أول شرارة إقليمية، ما لم يتم تحصينه بخطوات لبنانية داخلية جدية، وبقرار دولي واضح يكرس استمرارية اليونيفيل بصيغتها الحالية، من دون إضعاف أو تعديل يهدد توازن الردع القائم بصعوبة منذ أعوام. فالمعادلة دقيقة، والوقت ضيق، والخط الأزرق لا يحتمل المساومة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 16 دقائق
- صدى البلد
إسرائيل تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج
أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد 22 يونيو، عن إعادة فتح مجالها الجوي جزئيًا اعتبارًا من الساعة 11:00 ت.ج، لتسيير رحلات مخصصة لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج، في ظل استمرار النزاع مع إيران. وذكرت سلطة المطارات الإسرائيلية في بيان أن مطار بن جوريون الدولي، الواقع قرب مدينة تل أبيب، سيكون مفتوحًا لهبوط الطائرات بين الساعة 2:00 و8:00 مساءً (بالتوقيت المحلي)، وذلك ضمن إطار عملية "العودة الآمنة" التي أطلقتها الحكومة منذ بدء الحرب في 13 يونيو. من جانبها طالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران. وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم". وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسؤوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة". وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال" أن "درة تاج البرنامج النووي الإيراني، فوردو، قد انتهت"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بتلك المنشأة شديدة التحصين، الواقعة جنوب العاصمة طهران. وفي تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها. وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام.. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.


صدى البلد
منذ 16 دقائق
- صدى البلد
وزير خارجية إيران في موسكو غدا للقاء بوتين
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عزمه التوجه إلى العاصمة الروسية موسكو يوم الاثنين 23 يونيو، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأكّد عراقجي أنه يخطط لزيارة موسكو يوم الاثنين لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، حيث شدد عراقجي في تصريحاته أمس، السبت، على أن بلاده لا يمكنها الدخول في مفاوضات مع واشنطن "تحت وابل القصف"، مضيفًا: "الدبلوماسية أثبتت نجاعتها في الماضي، ولا يزال بإمكانها تحقيق نتائج". وطالبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، اليوم الأحد، بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، على خلفية الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية داخل إيران. وجاء الطلب الإيراني بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقاتلات بلاده نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، ضمن عملية عسكرية تهدف إلى "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم". وفي رسالة رسمية وجهتها البعثة الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت طهران بعقد اجتماع عاجل "حفاظًا على السلم والأمن الدوليين"، لبحث ما وصفته بـ"العمل العدواني السافر وغير القانوني"، داعية المجلس إلى "إدانته بأشد العبارات واتخاذ جميع التدابير اللازمة في إطار المسئوليات الموكلة إليه بموجب ميثاق الأمم المتحدة". وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في منشور نشره عبر منصته "تروث سوشيال"، أن "درة تاج البرنامج النووي الإيراني، فوردو، قد انتهت"، في إشارة إلى حجم الدمار الذي ألحقته الغارات بتلك المنشأة شديدة التحصين، الواقعة جنوب العاصمة طهران. وفي تصريحات لاحقة خلال كلمة متلفزة، وجه ترامب تحذيرًا مباشرًا للقيادة الإيرانية، قائلًا: "إما أن يكون هناك سلام أو مأساة بالنسبة لإيران أكثر بكثير من التي شهدناها في الأيام الثمانية الماضية". واعتبر ترامب أن نجاح العملية العسكرية يمثل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة في عمق إيران، مع الحفاظ على سلامة قواتها. وأضاف ترامب: "جميع الطائرات في طريق العودة للوطن بسلام. نهنئ محاربينا الأمريكيين العظماء"، مشيدًا بكفاءة الجيش الأمريكي في تنفيذ العمليات المعقدة.


صدى البلد
منذ 30 دقائق
- صدى البلد
بث مباشر.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الإيراني بعد الهجوم الأمريكي على فوردو
عرضت فضائية 'إكسترا نيوز' خبرا عاجلا، حيث يعقد وزير الخارجية الإيراني مؤتمرا صحفيا للحديث عن الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية وتداعيات الحرب بينهم وبين إسرائيل. وأضاف وزير الخارجية الإيراني، خلال لكمته بالمؤتمر الصحفي المذاع على قناة 'إكسترا نيوز'، أن أمريكا تتحمل المسؤولية عن عواقب عملها العدواني، منوها بأن طهران ستواصل الدفاع عن سيادتها وشعبها. وأكمل: نطالب مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة لإدانة الهجمات الأمريكية، مضيفا: ترامب لم يخدع إيران فحسب بل بلاده أيضا. وشدد على أن الهجوم الأمريكي يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، منوها بأن طهران تحتفظ بجميع الخيارات للدفاع عن أمنها ومصالحها وشعبها.